لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روائع من عبق الرومانسية > سلاسل روائع عبق الرومانسية
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

سلاسل روائع عبق الرومانسية سلاسل روائع عبق الرومانسية


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-06-13, 12:37 AM   المشاركة رقم: 1236
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2012
العضوية: 245166
المشاركات: 1,173
الجنس أنثى
معدل التقييم: الروح التائهة عضو جوهرة التقييمالروح التائهة عضو جوهرة التقييمالروح التائهة عضو جوهرة التقييمالروح التائهة عضو جوهرة التقييمالروح التائهة عضو جوهرة التقييمالروح التائهة عضو جوهرة التقييمالروح التائهة عضو جوهرة التقييمالروح التائهة عضو جوهرة التقييمالروح التائهة عضو جوهرة التقييمالروح التائهة عضو جوهرة التقييمالروح التائهة عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2450

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الروح التائهة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ 24 ..

 

اووووبس نسيت التوااااقيع تجننننننننننن
يعطيكم العافية
:)

 
 

 

عرض البوم صور الروح التائهة   رد مع اقتباس
قديم 15-06-13, 12:39 AM   المشاركة رقم: 1237
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ 24 ..

 
دعوه لزيارة موضوعي

مستلقي على أريكة مكتبه وهو يرفع يده أمامه وينظر إلى تلك الدبلة التي أهدته إياها يوم عيد مولده، ينظر من خلالها، يغلق عينه اليمنى وينظر من خلالها بنصف عين، يشعر بأنه يرى الكون كله من تلك الحلقة الضيقة.
رمش بعينيه وأطبق كفه عليها وهو يشعر بأنه مقيد بتلك الدبلة، بل إنها تتسع وتلتف حول عنقه لتزيد من الاختناق الذي لم يفارقه منذ أن أتت إليه ذلك اليوم ترجوه أن يجد حلاً لتلك المصيبة التي أوقعت نفسها بها.
يتذكر جيداً دموعها التي أغرقت خديها وهي تبكي وتخبره أنها استاءت من تصرفات وليد معها فقدمت الشكوى ضده إلى إدارة الإذاعة ، ولم تتخيل أن الأستاذة باكينام ستفعّل الشكوى وتبعثها للنيابة.
يومها كتم انفجاره، وعندما نظر إليها بجمود يسألها عما حدث، قالت بنبرة مرتجفة إن وليد لم يقترب منها ولكنه ضايقها بمغازلته الجريئة، وأن أكثر من فتاه شكون من تصرفاته وأنها ارتكبت إحدى حماقاتها الكثيرة التي اعتاد هو عليها.
نظر لها نظرة جعلتها ترتجف أمام عينيه ولكنها لم تتفوه بحرف زيادة!!
يعلم جيداً أنها كاذبة، يشعر بذلك ولا يستطيع أن يكذب حدسه وشعوره بها، فلطالما أنبأه حدسه بما تخفيه. كانت تخترع الحجج لوالديها وتقنعهما بها وعندما ينظر إليها يعلم أنها تخدعهم.
تنفس بقوة وهو يتذكر مواقف كثيرة لهما معاً، شريط سينمائي يعرض أمام عينيه ولا يستطيع أن يوقفه، بل يستمر بالعرض مراراً وكأنه يجلده بذكرياتهما معاً !!
أغمض عينيه وهو يشعر بفقدانه لها يعذبه، ولكنه لا يستطيع أن يقترب منها أيضاً. باتت علاقته بها كمعادلة عويصة استعصى عليه حلها !!
غمغم عقله " بل مستحيل حلها، لقد أغلقت أمامك كل الأبواب "
هز رأسه بأسى وهو يعود ويفكر " نعم طبيعته لا تحتمل أن يقترب منها مرة أخرى وهو يشك مجرد الشك بأن قلبها دق لأحد غيره، وخاصة أن ذلك الآخر لم يبثها عواطفه كما فعل هو، بل لم يشعر بها من الأساس فقلبه ملك أخرى "
أغمض عينيه وهو يدفع بصورته بعيداً عن مخيلته، فهو إلى الآن لا يعلم كيف سيطر على أعصابه ولم يوسعه ضرباً، ليس من اجل ما فعله بحبيبته الصغيرة، بل لأنه سرق قلب ياسمين أيضاً.
فتلك النظرة التي خصته بها ياسمين جعلت الاشتعال يزيد بصدره، فذلك الوقح المستهتر لا يستحق فتاه رائعة كياسمين، لا يستحق أن تمنحه حبها بتلك الطريقة.
ضرب بقبضته المتكورة على دبلتها ظهر الأريكة المستلقي عليها بقهر وهو يقول بعنف خافت: بل لا يستحق أن تصبح زوجته أو أن تتنازل وتحمل اسمه.
اشتعل الغضب في عينيه فتحولا لونهما البني إلى البني المحترق تماماً من الغضب. غاضب هو إلى أقصى درجة، غاضب من الآخر الذي حطم أحلام طفولته وصباه وشبابه، غاضب من أنه استولى على قلب ابنة عم أخته الكبرى والتي يعدها أختاً أخرى له، غاضب لأنه يرى أن ذلك المنحل لا يستحق.
تمتم بغضب أغشى عينيه: نعم إنه لا يستحق !!

***************************

اقترب من صديقه وهو يبتسم بهدوء، رماها بنظره عاتبة لترفع انفها بطريقة طفولية كاد أن يقهقه ضحكاً عليها، ابعد عينيه عنها مرغماً ليلتفت إلى صديقه ويقول بفخامة كعادته: مبروك يا عريسنا الغالي.
صاح وليد بقوة: يا مرحبا، أتيت أخيراً، توقعت ألا تأتِ وأنك لن تخرج اليوم من المشفى.
ابتسم وهو يرميها بنظرة عابرة ليقول في هدوء: لم أكن لأفوت خطبتك وليد.
تنحنح وليد قوياً وقال: عقد قراني من فضلك.
ضحك بخفة وردد: عقد قران سيادتك، مبروك يا صديقي.
ابتسم وهو ينظر إلى ياسمين: مبروك يا آنسة ياسمين.
لوت ياسمين شفتيها بملل وقالت: توقف عن طريقتك تلك فهي تصيبني بالحساسية، نحن نعرف بعضنا منذ أمد بعيد يا سيادة الرائد فأرجو أن تتعامل معي بطبيعية.
ابتسم وليد وقال مغيظاً: هذا هو أمير.. يُشعرك بأنه خارج لتوه من إحدى الأساطير القديمة، بل هو أسطورة في حد ذاتها.
رفعت حاجبيها بدهشة لتنظر إليه بحنق وهي تفكر " إنه يعرف ابنة عمها بل ووليد أيضاً "
ابتسمت بسخرية وهي تجز على أسنانها غضباً " انه ينتمي لتلك الطبقة المخملية، ليس هذا السائق الرائع الذي فخرت به لكفاحه وبنائه لنفسه وحياته "
انتبهت من أفكارها على ياسمين التي قالت: ليلى.
نظرت لها لترى أنها تُعرِفها به: سيادة الرائد صديق لوليد ومعرفة من النادي.
نظرت له وقالت: ليلى ابنة عمي يا كابتن.
هزت رأسها بعجرفة و قالت بلامبالاة: أهلاً.
احمرت أذناه بقوة وحياها برأسه وقال بغلظة: تشرفت بمعرفتك يا أستاذة.
نطقها من بين أسنانه فشعرت بأنها على وشك الابتسام بسبب غيظه الذي تجسد في احمرار أذنيه.
تبادل الحديث مع وليد بهدوء لتقترب منها ياسمين وتهمس بجانب أذنها: ماذا بك ليلى؟ لم تعاملت مع الرجل بتلك الطريقة الغريبة؟
نظرت لها باستنكار وهزت رأسها: لا شيء، لا تشغلي راسك.
عقدت ياسمين حاجبيها وقالت بصوت منخفض: حسناً توقفي عن العبوس وتلك النظرة الإجرامية التي تتألق بعينيك، والتي لم أرها من قبل.
هزت ليلى رأسها بالموافقة وابتعدت عن ابنة عمها لتسمح لعريسها أن ينفرد بها قليلاً. وقفت تنظر إلى بعض الأزهار الوردية وهي تستغفر ربها بهدوء وتدعو أن يذهب ذلك الضيق عنها، فهي لا تريد أن تقتل فرحة ياسمين.
أشاحت بوجهها عنه وحاولت أن تنسى انه هنا ولكنه كان حاضراً أمام عينيها بقوة، كيف تستطيع الخلاص من حضوره الطاغي، الذي يطغي دائماً على كل شيء حوله؟ أصبحت الرؤية عندها محيط وجوده فقط، يتنفس فتستمع لصوت أنفاسه الزافرة، يبتسم فتشعر بتلك الذبذبات السعيدة التي تصدر منه، يتحدث فتشعر بعقلها يتيه في نبرة صوته الفخمة وتغشى عيناها عن كل شيء إلا صورته التي يبثها عقلها أمام عينيها حتى عندما لا تنظر إليه !!
تأففت بقوة وهي تدعو الله أن تُرحم من تلك الدوامة التي تشعر بها تؤرجحها يميناً ويساراً. فإلى الآن لا تستطيع أن تتخذ موقفاً حازماً تجاهه، لا تعلم أهي حانقة عليه أم مشتاقة إليه !!
انتبهت من أفكارها على صوته يقول بدفء: ماذا بك يا أستاذة؟
عقدت حاجبيها ونظرت له باستفهام فقال وهو يبتسم بهدوء: لماذا تتأففين؟
قالت بعجرفة وهي تنظر إليه ببرود: الجو خانق هنا لدرجة لا استطيع معها أن أتنفس.
رفع حاجبيه بدهشة وقال ببراءة: خانق !! الهواء يعبث بحجابك بالفعل، كيف لا تشعرين به؟
ابتسم بمكر وهو يراها تعدل من وضعية حجابها لتقول بضيق طفولي: يوجد بعض الأشخاص ثقيلي الظل لدرجة أنك لا تشعر بأي شيء آخر في وجودهم.
حرك رأسه متفهماً وهو يقول: آها
اتبع باستفزاز: من ضايقك وأنا مستعد لأن اقتلع عينيه.
نظرت له بغيظ فقال وهو يضع يده على صدره بثقة: ثقي بي.
ابتسمت بسخرية وتألق الاستهزاء بعينيها: أثق بك؟ إنه لحلم مستحيل الحدوث. فأنا أثق بالجميع ما عداك أنت.
توقف عن الابتسام ونظر إليها فنظرت له بكبرياء وابتعدت عنه دون أن تكترث به مما جعله سينفجر غيظا منها ومن تعنتها معه !!

****************************

وقف ينظر إليهما معاً، كفاهما المتشابكتان بقوة، نظراتهما التي لا تنفصل لثواني معدودة، ذلك الحوار الدائر بينهما بشغف دون أن تنفرج شفتيهما إلا بالابتسام، ابتسامته التي تعد بكل شيء وتطلب كل شيء وابتسامتها الخجول التي تجعلها تزداد فتنة.
رمش بعينيه وهو يتذكر أخرى كانت تبتسم بتلك الطريقة فتجعله يفقد عقله وينسى كل شيء عن ذكرياته الأليمة !!
تنهد بقوة وهو يفكر أنها انضمت هي الأخرى إلى باقي الذكريات الأليمة.
ابتسم ساخراً وهو يتوقف عن التفكير فيما يراه أمامه وينهر نفسه على تلك الذكريات التي انهمرت دفعة واحدة إلى عقله.
تنفس بقوة ليمحو أي آثار سلبية ظهرت عليه من جراء اجترار الذكريات، وتحرك ليدخل ويعلن حضوره للحفل الرائع، ويقدم لأخيه الكبير وعروسه تهنئته

**************************

وقفت أمام طاولة المشروبات وهي تشعر بأنها ستنفجر من الغيظ، لا تستطيع النظر إليه ولا الحديث معه. استأذنت من ياسمين أن تنصرف ولكن الأخيرة أخبرتها أن تنتظر إلى أن ينتهي الحفل. تحاملت على نفسها وبقيت من اجل ياسمين ولكنها لا تستطيع أن تتحكم في ضيقها وخنقتها أكثر من ذلك. فهو لا ينفك أن يحادثها، و يدور من حولها ويرغمها على مشاركته الحديث. يحدثها بود ولباقة تجعلها تجز على أسنانها غيظاً. تنظر إليه بقوة فيبتسم تلك الابتسامة الجانبية التي باتت تكرهها الآن. لطالما زادته تلك الابتسامة جاذبية وغموضاً عشقته من قبل.
نهرت نفسها بقوة " ويحك ليلى، انتبهي جيداً إلى نفسك فنحن اتخذنا قرارنا، لن نغفر له "
هزت رأسها مؤكدة بقوة ذلك القرار، لتعود وتقول "ولكنها بالفعل إحدى ابتسامته الرائعة، تجعلني افقد عقلي عندما يبتسم".
لم تستطع التحكم في ذلك الصراع الدائر بداخلها فذهبت لتشرب كوباً من الماء لعله يهدئ حرة جوفها.
ابتسمت للعامل الذي ناولها كوب الماء لتنتفض بقوة على صوته الفخم وهو يهمس بجانبها " توقفي عن توزيع ابتساماتك يميناً ويساراً "
شرقت من الهواء، فكحت بقوة ثم التفت إليه وهي تضيق عينيها بتعبير شرس، ثم رفعت رأسها في كبرياء التقطه هو بسهولة لتنطق من بين أسنانها: عفوا، أتتحدث معي أنا؟
لم يستطع أن يتحكم في ابتسامته، فابتسم بخفة وقال وهو ينظر إلى عينيها: نعم يا أستاذة، أتحدث إلى سموك.
وضعت الكوب من يدها لتكتف ذراعيها أمام صدرها وقالت بأنفة واضحة: وما المناسبة؟
أشاح بوجهه عنها ونظر إلى الأمام: اممم، المناسبة؟
وضع يديه بجيبيه وقال في هدوء وهو يلتفت لينظر إليها مرة أخرى، هز كتفيه بلامبالاة: اعتقد أنني أخبرتك من قبل ألا تبتسمي لأحد آخر غيري.
احمرت وجنتاها بقوة ولمع الغضب بمقلتيها وقالت ساخرة: والله، وهذا وأنت تلعب أي دور في المسرحية يا بك؟
رفعت إصبعها في وجهه وهي تستمر بنفس النبرة الهازئة: آها تذكرت، أخبرتني بذلك وأنت تلعب دور الشاب الفقير.
صمتت قليلاً وهي تمثل التفكير العميق: أتعلم من رأيي دور السائق يليق بك أكثر، لا يليق عليك ذلك الدور، ابن العائلات الراقية والطبقة المخملية.
أشارت بيديها الاثنتين وهي تبعد المسافة بينهما قليلاً: انه متسع عليك قليلاً، فابن العائلات الراقية لا يتصرف بتلك الح..
لمع الغضب في عينيه ونظر إليها بقوة وقال من بين أسنانه: احترسي لما تتفوهين به ليلى.
لم تتوقف عن إتمام جملتها بسبب شرارات الغضب التي لمعت بعينيه ولكنها لم تستطع لفظها، لم تستطع أن تهينه رغم أنه أهانها مئات المرات.
رفعت رأسها وقالت بعجرفة استحضرتها: لن احترس يا اسطي ولعلمك لست خائفة من غيمة الغضب التي تتجمع في عينيك ولكنني لن أهين نفسي معك أكثر من ذلك.
ردد بتعجب: تهينين نفسك معي !!
ابتسمت بسخرية: نعم يا اسطي فأنا اعتبر حديثي معك إهانة لنفسي، بعد إذنك.
قبض كفيه بقوة وقال بفحيح غاضب: انتظري.
وقفت على الفور وانتظرت وهي تعطيه ظهرها فقال بجبروت: إذا أنت ترين أن تجاذب الحديث معي إهانة، حسناً.
اقترب منها ليقف على بعد انش واحد وانحنى هامساً بجانب أذنها بوعيد: سأرغمك على ما هو أكثر من الحديث ليلى ، واعلمي جيداً انك لست نداً لي.

__ أين الكابتن؟ ؟
نظر له وليد: لا اعرف، لماذا تسأل عنه؟ والاهم ماذا فعلت به لأنه لم يطق أن اذكر اسمك أمامه؟
قهقه الآخر ضاحكاً ثم هز كتفيه: لا شيء، لقد رأيته برفقة فتاه حسناء ووقفت أتحدث معه.
ضيق وليد عينيه وقال: فتاه، لا تخبرني أنها المنشودة.
هز الآخر رأسه: ربما.. لا اعرف ولكنه كاد يحطم أضلعي بسبب دفعته لي، لا اعلم كيف كان مريضاً وهو بكل تلك القوة البدنية؟
ضحك وليد قوياً وهم بالرد ليقاطعه الآخر وهو يقول بلهفة: إنها تلك الفتاه التي يتحدث معها.
التفت وليد سريعا لمكان إشارة وجيه، ليعقد حاجبيه مفكراً وتضيء عيناه بومضات سريعة متتابعة، ثم ابتسم باتساع وهو ينظر ملياً للموقف الذي يحدث أمامه.
اتبع وجيه وهو يقول بصوت هادئ: إنها تعاتبه على أمر ما، انظر.
نظر الآخر ملياً لصديقه والحديث الدائر بينه وبين ليلى ليبتسم ويقول في خفوت: إنهما يتشاجران.
عقد وجيه حاجبيه ونظر ملياً ليلتفت وينظر إلى وليد مستفهماً: انظر إلى وجه أمير وأنت تعلم أنها ليست معاتبة, انه يجز على أسنانه غضباً. من الواضح أن الآنسة تسمعه ما لا يعجبه وانه يسيطر على أعصابه بصعوبة.
تأمل الآخر الموقف ملياً ثم قال: ربما وربما يتحدثان ليس أكثر.
أكمل بحبور: انظر كيف انحنى عليها هامساً.
ليتبع ضاحكاً: انه يغازلها يا رجل. انظر إلى وجهها الذي احتقن بقوة.
ابتسم وليد وآثر الصمت فهو يعلم صديقه جيداً وما رآه في عينيه انه يتوعدها بشيء بل إن وجه ليلى احتقن غضباً وليس خجلاً. ولكنه ليس مهتماً بحديث وجيه الآن، كل ما يجول بعقله الآن، من أين يعرفان بعضهما؟ ولماذا لم يخبره أمير انه يعرف تلك الليلى؟
قفزت إلى عقله ردود أفعال أمير الغريبة عندما حدثه عنها في المشفى لتتسع ابتسامته ويتجه عائداً إلى ياسمين. نظر إليها ضاحكاً وهو يراها تنظر بعينين متسعتين لما كان هو يراقبه منذ قليل.
ابتسم لنظرة التفكير التي اعتلت عينيها وهمس بجانبها: هل أخبرتك أنها تعرفه؟
هزت رأسها نافية وقال بشرود: لا، أنا متعجبة لماذا أنكرت معرفتها به، فمن الواضح أنها تعرفه جيداً أيضاً.
ابتسم وقال: لا تشغلي راسك من المؤكد أنها ستخبرك.
هزت رأسها بآلية وقالت: بالطبع، ليلى لا تخفي عني شيئا ولكنها تنتظر الوقت الملائم فقط ليس أكثر.
هم بالحديث معها ليقاطعه صوت دافئ يعرفه جيداً يقول: مبروك يا أخي العزيز.
التفت هي في دهشة لمصدر الصوت ليبتسم هو باتساع وهو يحتضن الآخر بود: اشتقت إليك أيها السمج، لماذا تأخرت في الحضور؟
ابتسم وائل بود: للأسف لم أتمكن من اللحاق بالطائرة فأتيت بالسيارة.
نظر إلى ياسمين وابتسم باتساع: مبروك ياسمين.
نقلت نظرها بينهما وقالت بهدوء: لا افهم العلاقة بينكما.
اتسعت عينا وائل وقال بمرح مفتعل: ألم يخبرك الفنان عني؟
كح وليد بخفة: انه أخي الآخر ياسمين، لقد أخبرتك عنه.
نظرت له في دهشة لتنقل نظرها إلى الآخر وهزت رأسها وهي تطبق شفتيها بقوة وتنظر له بنظرة متسائلة يعلمها جيداً.
تنحنح الآخر في حرج وقال: من الواضح أنني قطعت حديثاً خاصاً بينكما.
خفض بصره بعيداً عنها وقال سريعاً: لا كان حديثاً عادياً، اخبرني عنك أنت.
ابتسم الآخر: أنا بخير والحمد لله.
اتبع: الحفل رائع ولكن لا افهم لماذا لم تقيموه في القصر؟
اقترب من ياسمين ليحتضن كفها بحنو وقال بفخر: انه اختيار ياسمين.
ابتسم الآخر ولم تغب عنه حركة أخيه – الذي من الواضح أنه يعتذر بطريقة ما على أمر لا يفهمه هو – قال بمرح: انه اختيار موفق.
قالت بجدية: أشكرك.
ابتسمت في وجه ليلى التي قالت سريعاً: ياسمين سأنصرف أنا.
ابتسم وليد باتساع وهو يجد الآخر يقترب منه فقال: لماذا ليلى ألن تأتي معنا؟
ابتسمت ليلى بحرج: لا أشكرك.
قال وليد: لماذا؟ إخوتي وأصدقائنا سيحتفلون بنا بطريقتهم بعيداً عن تعقيدات الكبار.
ابتسمت ليلى: لا شكراً سأنصرف، فانا لست ميالة لتلك الحفلات الصاخبة.
ابتسم بقوة وقال: المعذرة لم أعرفك.
أشار إلى وائل وقال بمرح: أخي المهندس وائل.
نظر إلى وائل وقال بابتسامة وهو ينظر إليه أن يجاريه فيما يفعل: إنها ليلى ابنة عم ياسمين وأكثر من شقيقتها.
هز وائل رأسه لتبتسم هي بحرج وتقول: تشرفنا.
قال وائل بابتسامة مدروسة: مرحبا يا آنسة بل الشرف لي.
اتبع بابتسامة ودود وهو ينظر إليها ملياً: وسأزداد شرفاً إذا وافقت على الحضور معنا، فأنا من اعد الحفل لاحتفل بأخي وعروسه.
احمرت وجنتيها بقوة وقالت بحرج: المعذرة لن استطيع.
قال وائل بود: من اجل ياسمين، هل ستتركينها بمفردها؟
همت بالرد لتنتفض على صوته الغاضب يقول بخشونة: أهلاً وائل.
كتم وليد ضحكته ونظر إلى ياسمين التي رفعت حاجبيها اعتراضاً على خشونة الآخر، ونظرت لليلى بتفحص لتجد الأخيرة تشيح بنظراتها بعيداً عنه !!
اتسعت ابتسامة وائل بقوة: مرحباً يا بك، أين أنت يا رجل؟ لا افهم إلى الآن أين تختفي وتظهر فجأة بتلك الطريقة؟ كيف حالك؟
ابتسم أمير وقال: بخير.
قال وليد بتلقائية: كان في المشفى. اعلم عندما يختفي بتلك الطريقة أنه مصاب بحادث ما وانه طريح الفراش.
ضحك وائل: حمداً لله على سلامتك.
ابتعدت الفتاتين تلقائياً عندما أتى أمير لتهمس ليلى: ماذا بك؟
هزت ياسمين رأسها: لا شيء.
قالت ليلى بإصرار: وجهك مختلف عن ذي قبل، هل حدث شيء ما؟
هزت ياسمين رأسها: لا لم يحدث شيء، ولكني مرهقة ليس أكثر.
صمتت الاثنتان وكل منهما تتحدث مع نفسها. فياسمين تفكر في كيف لغى وجود ذلك الوائل من حياته، كيف لم يخبرها عنه؟ والأدهى كيف نسيته هي ولم تسأله عنه ولا مرة. لم تتذكره في الأصل لتسأله عنه ولكنه هو تعمد ألا يذكره لها، كان يعلم أنها تعرفه وتعمد ألا يخبرها انه أخوه، اخبرها بالطبع أن لديه أخين احمد ووائل ولكنه لم يخبرها انه ذلك الوائل الذي كان يظهر أمامها كعفريت العلبة بل واخبرها صراحة انه معجب بها.
اتسعت عيناها وهذا الخاطر يجول برأسها " أمعقول انه كان يبعث أخيه ليتحدث معها؟ "
هزت رأسها نافية بإصرار " تعرف وليد جيداً وهذا ليس أسلوبه والمرة الوحيدة التي رأى وائل معها كاد أن يتشاجر مع الآخر "
زمت شفتيها بغضب "يوجد شيء لا تفهمه... حلقة مفقودة لا تفهمها. فاليوم يتعاملان معاً كأخين حقيقيين، المعاملة مختلفة كلياً عن المرة الماضية "
فكرت " ماذا حدث؟ "
ابتسمت بخفة " إذا لهذا السبب تحديداً كانت تتذكره عندما ترى وائل، كيف لم تلحظ تلك الابتسامة التي يتشابهان بها ولمعة العينين التي تجعل عيون وليد أكثر غموضاً، نفس تقاسيم الوجه تقريباً وشكل الجسد ولكن وائل أطول قليلاً منه "
زفرت بقوة وهي تفكر فيما يخفيه وليد عنها !!

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 15-06-13, 12:41 AM   المشاركة رقم: 1238
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ 24 ..

 
دعوه لزيارة موضوعي

أما الأخرى فكانت تريد أن ينتهي ذلك الحفل سريعاً، فهي تريد أن تتخلص من تأثيره المدمر لخلايا عقلها وحضوره الطاغي على نفسها، تريد أن تهرب من وجوده وتعود لبيتها لتقنع نفسها انه لم يظهر أمامها من جديد، وتقنعها بعدم وجوده وانه لم يتلاعب بها، فكل ما حدث لم يحدث.
إنها على استعداد أيضاً أن تنسى أنها كانت تعمل عند عائلة السفير حتى تنسى وجوده في حياتها. ستفعل أي شيء حتى يتوقف ذلك الشعور المؤلم الذي تحس به يغلف قلبها، ستفعل أي شيء لتتخلص من ذلك الارتباك وتلك الحيرة التي تخيم على عقلها، ستفعل أي شيء حتى تجعله يختفي من أمامها.
تحركت عيناها رغماً عنها لتقع عليه، ارتدت رأسها للوراء وهي ترى هاتين المقلتين تنظران إليها بوعيد !!
رفعت حاجبيها بحنق لتزم شفتيها بغضب وهي تفكر في تهديده الصريح لها، ركزت نظراتها عليه فوجدته يبتسم بضيق لشيء قاله وائل الذي نظر إليها وابتسم بود وهو يحيها برأسه.
لا تعلم لماذا شعرت بالبهجة فجأة وهي ترى الغيظ ينبع من عينيه وهو ينظر إليها بغضب تجسد على ملامحه.
ابتسمت بهدوء وهزت رأسها لوائل كرد على تحيته، لتنقل نظرها إليه وهي ترفع حاجبها بتحدي وتنظر إليه بانتصار تألق في عينيها.

*****************************

تحرك بعيداً عن أخيه وهو يحاول أن يلتقط أنفاسه وينظم انفعالاته، فعقله وقلبه يزيدانه لوماً وتقريعاً على ما يفعله بنفسه. قبل ذلك كان سينظر إلى وليد ويشعر بالحقد والكراهية عليه ولكنه اليوم سعيد من اجله، فهو توصل إلى انه السبب فيما يحدث له وليس وليد، لم يعد يحمّل أخيه أخطائه. كان هو المخطئ في الماضي والحاضر أيضاً. فهو متخصص في إضاعة فرص عمره من بين يديه.
زفر بقوة وتحرك بذهن غائب ليرتطم فجأة بأحدهم، هم بالاعتذار ليصمت على صوت أنثوي حاد يقول بالإنجليزية: أيها الأحمق، تبا لك.
رفع حاجبيه بتعجب ونظر إلى الأسفل ليرى من تلك التي أهانته لينظر إليها ملياً.
هم بالاعتذار مرة أخرى لتندفع هي بقوة: ألا ترى أمامك أيها الغبي؟
احتقن وجهه بقوة وقال بعصبية: أنت الأخرى ارتطمتِ بي، لم ارتطم بك بمفردي.
عقدت حاجبيها وقالت بعجرفة واضحة: أنا من كان يمشي ورأسه للوراء، أوف ماذا افعل الآن بتلك البقعة الكبيرة التي توسطت الفستان.
هم بالحديث لتشير إليه بيدها وتقول بقوة: اصمت لا أريد سماعك.
أشاحت له بيدها وهي تتبع: ابتعد عني طريقي .
تنحى جانباً وهو ينظر إليها بدهشة ليزم شفتيه قوياً وهو يشعر بالغضب يملؤه وهو يراقب تلك الصغيرة سليطة اللسان التي تحركت مبتعدة عنه دون أن يأخذ بحقه منها!!

تحركت مبتعدة عن ذلك الغبي الذي ارتطم بها قوياً وهي ممسكة هاتفها وزفرت بقلق على شقيقتها التي لا تجيب على هاتفها، زفرت مرة أخرى وهي تتصل بخالد للمرة التي لا تعرف عددها ولا مجيب أيضاً، لا تعلم تشعر بالقلق عليهما معاً و عدم إجابتهما على الهاتف زاد من توترها وقلقها.
زفرت بضيق وفكرت قليلاً لتمسك بالهاتف وتعبث بأزراره سريعاً، انتظرت لثواني حتى قالت بملل: أعطيني منال.
اتسعت عيناها بخوف: ماذا حدث؟ ومتى؟
قالت سريعاً: حسناً.. حسناً أتعلمين إلى أين أخذها؟
أغلقت الهاتف وهي تتحرك بسرعة إلى والديها اللذان كانا يجلسان لتوهما وأخبرتهما بما عرفته ليذهب والدها ويستأذنوا جميعا في الانصراف !!

***********************

يجلس ورأسه بين كفيه يشعر بهم كبير يجثم فوق صدره، يستعيد صورتها مراراً أمام عينيه وهي واقعة أرضاً أمامه.
فعندما التفت إليها وهو يخبرها بهدوء أن أوراق الطلاق ستصل إليها لم يجدها أمامه ولكنها وجدها مرماه أرضاً. وقف قليلاً ينظر إليها ببرود وقال بقوة: منال لن يفيدك ما تفعلينه الآن، ما بيننا انتهى.
تشاغل عن نبض قلبه الذي اخذ يقفز بجنون بل سد أذنيه عن صوت عقله الذي اخبره أنها واقعة أرضاً وعليه أن يذهب لإسعافها. جز على أسنانه غضباً ليهتف قلبه وهو يرجوه أن يذهب ويسعفها فهي على أي حال أم لطفليه.
تحرك ببطء وهو يحاول أن يتحكم في دقات قلبه الواثبة قليلاً، انحنى عليها ومد يده ليلمس وجنتها، لينتفض بقوة وهو يشعر ببروده وجنتها تلسع كفه الساخن وصوت عقله يهتف به قوياً " ستفقدها خالد بسبب كبريائك. "
اقترب عليها وشدها لحضنه وهو يقول بلهفة لم يحاول أن يخفيها: منال، ردي علي.
ربت على خدها بخفة وهو يردد: منال، تكلمي معي.
ليحملها ويتحرك بها سريعاً إلى الخارج، وضعها في السيارة بحنو وانطلق إلى اقرب مشفى ليدخلها إلى الطوارئ. اخبر الطبيب بهدوء عنها وأنها حامل لتأتي الطبيبة النسائية وتطلب منه الانتظار في الخارج قليلاً.
تحرك بعصبية إلى أن خرجت تلك الطبيبة وهي تنظر له بضيق وقالت في خفوت: ماذا حدث؟
هز كتفيه بعصبية: لا شيء لقد سقطت مغشياً عليها.
زفرت الطبيبة بملل: لديها انخفاض في ضغط الدم، الطفلين بخير ولكنها تعاني من سوء التغذية والإرهاق أيضاً. لقد كتبت لها بعض الفيتامينات، علاجها الغذاء الجيد والراحة التامة، وراجع طبيب النسائية الخاص بها.
زفر بقوة ليشعر فجأة باللوم يغمره وهي تقول: ومن الأفضل لها الابتعاد عن أية انفعالات في الوقت الحالي إلى أن تضع مولودها.
لا يعلم هل تأنيب الضمير الذي أصابه بسبب نبرة تلك الطبيبة التي أشعرته أنها تعلم جيداً انه السبب فيما حدث لها، أم بسبب النظرة التي رمقته بها والتي أخبرته أنها متأكدة من ذلك، أم بسبب انه يشعر بالفعل انه السبب فيما أصاب منال وجعلها طريحة الفراش في الداخل.
جلس بتعب وهو يفكر " ماذا فعلت؟ كيف استطعت أن أعاملها بتلك الطريقة؟ لماذا لم ارحل وابتعد عنها؟ لماذا آثرت أن أظل بجانبها أعذبها وأتعذب معها؟ "
زفر بقوة وهو يدعك جبهته لينهض واقفاً وهو يقرر أن يدخل إليها ليراها ويتفاهم معها على الانفصال بهدوء بدلا من معسكرات التعذيب التي يتفنن كلاهما في صنعها لبعضهما البعض !!
تحرك بخطوات ثقيلة ليفتح باب غرفتها وينظر إلى وجهها الشاحب ويشعر بان قلبه يئن شوقا إليها ويصرخ به حزنا عليها.
ازدرد لعابه بقوة وهو يشعر بالخوف من أن يفقدها ليصرخ قلبه قوياً: أنت خسرتها بالفعل.
انتبه من أفكاره على صوت الممرضة التي اكتشف وجودها تواً تقول بهدوء: اطمئن ستكون بخير.
هز رأسه بتفهم وقال بسكون: ألازالت فاقدة الوعي؟
ابتسمت الممرضة وقالت بنبرة مطمئنة: لا إنها نائمة فقط.
أعاد شعره للوراء بكلتا يديه وهو يزفر بقوة ويشعر ببعض من الراحة.
انتظر إلى أن خرجت الممرضة من الغرفة وأغلقت الباب ورائها ليذهب هو بخطوات بطيئة ويجلس على الكرسي الموضوع بجانب فراشها. نظر إليها بشوق ولوعة وهو يتأمل ملامحها المستكينة بسبب النوم، نظر إليها وهو يؤنب نفسه كثيراً على قسوته معها الفترة الماضية. تلك القسوة التي جعلت الحزن يترسب بملامحها وينبعث من بين تقاسيم وجهها الآن.
قرب يده من شعرها بترقب ليتنفس بقوة ويغمض عينيه عندما لامس خصلاتها المبعثرة، شعر بقلبه يقفز فرحاً عندما أحس بملمس شعرها الناعم بين يديه، وعندما تلاعب بخصلاتها فتهادت إليه رائحتها الندية لتجعله يفقد اتزانه وعقله وينحني عليها مقبلاً جبينها برقة وحنو.
همس وهو يضعها شفتيه على جبينها: آسف حبيبتي، لم اقصد أن افعل ما فعلته ولكنه حدث رغما عني.
شعر بأنها على وشك الاستيقاظ ليعود إلى وضعيته الطبيعية في الجلوس وينظر أمامه بهدوء منافي لما يشعر به اتجاهها.
زم شفتيه وهو يشعر بأن قلبه سينفجر من كثرة الصراخ به أن يكف عما يفعله به وبها ولكنه لم يهتم !!
تمتم عقله بجبروت: إلا كرامتي !!

فتحت عينيها لتجد وجهه الجامد ينظر إليها بعينين خاليتين من التعبير، شعرت برغبة ملحة في البكاء بل بالانهيار بين يديه كما كانت تفعل سابقاً لعلها تشعر ببعض من حنانه الذي كان يغدقها به.
ورغم أنها شعرت به وبقبلته الحنون الرقيقة وهو يلثم جبهتها، وسمعت اعتذاره الرقيق إلا انه الآن يجلس بكبرياء مقيت تشعر أن به نهايتهما معاً !!
نظرت له والدموع حبيسة في عينيها وتنذر بالسقوط فقال بهدوء: حمداً لله على سلامتك.
تجلى العتب بعينيها وهي تنظر إليه وقالت بصوت مبحوح: هل كنت احلم أم أن ما حدث حقيقي خالد؟
أغمض عينيه بقهر وقال: بل حدث منال، كان حقيقياً مع الأسف.
انهمرت دموعها بقوة وقالت بنشيج مؤلم لقلبه: لماذا فعلتها خالد؟ كنت سأتحمل أي عقاب تفعله بي إلا هذا العقاب، لم استطع تصديق انك نطقتها، كيف طاوعك قلبك أن تطلقني بذلك الهدوء وكأنني لا أعنيك؟
قال بشيء من الجمود: لماذا؟ ألم تطلبيها من قبل مئات المرات؟ ألم تردديها على مسامعي صارخة بها في وجهي يوميا؟
نظر لها قوياً وقال بهدوء كعادته: ألم تخبريني من قبل أن زواجنا كان خطئاً؟ ها أنا صححت ذلك الخطأ الذي تغنيتِ به على مسامعي طوال الأربع سنوات الماضية.
نظرت له بحزن وقالت: وإذا ترجيتك الآن أن تكف عن تصحيح أخطاء الماضي ماذا ستفعل؟
نظر لها ملياً وقال بعد ثواني بإصرار: لن استمع إليك.
أكمل بدون تردد وهو ينظر إلى ملامحها المصدومة: فانا مصر على تصحيح كل أخطاء الماضي منال.
شحب وجهها بقوة وانهمرت دموعها بغزارة فقال بهدوء: كفي عن البكاء.
ازداد نشيجها المؤلم لقلبه فاتبع بعد أن زفر بقوة: اسمعي منال، بدايتنا كانت خاطئة بالفعل ولذا نحن نحتاج إلى بداية جديدة تكون على أسس سليمة.
نظرت له بعدم فهم وقالت وهي تحاول أن تسيطر على دموعها المنهمرة: لا افهم.
تنفس بقوة وأعاد شعره إلى الوراء مرة أخرى، قبض كفيه قوياً وقال: لن نستطيع أن نكمل حياتنا سوياً وأشباح الماضي تطاردنا، أنا لا اشعر بحبك لي وأنت لا تثقين بي.
مسحت دموعها وقالت بقوة حضرت بحضور جملته عن الثقة: اسمع خالد، أنا أثق بك رغم انك أخفيت عني كل شيء يخصك تقريبا ولكني أثق بك، أثق بك واحبك.
نظرت إليه برقة وقالت بلهفة: ولا استطيع الابتعاد عنك، كل مرة كنت اصرخ في وجهك وأخبرك أني أريد الابتعاد عنك، كنت اكذب لأني أريد أن ادفن نفسي بين حنايا ضلوعك. بكل مرة كنت ابكي بين ذراعيك، لم أكن ابكيه كما كنت تتخيل وإنما كنت ابكي لأنني اشعر بأنك لم تتزوجني لأنك تحبني كما كنت أريد، بل تزوجتني مرغماً !!
عقد حاجبيه بدهشة وهو ينظر إليها وقال: ما هذا الهراء الذي تتحدثين عنه؟
قالت بصوت متعب: إنها الحقيقة خالد.
نظر لها بعينين متسعتين من الدهشة وقال بعصبيه: أية حقيقة؟
قالت بعشق لمع بعينيها: حقيقة أنني احبك منذ أول مرة التقيتك بها في الجامعة.
نظر لها بعدم استيعاب وهم بالحديث لينفتح الباب وتدخل فاطمة مثل الإعصار وتقول: ماذا حدث؟

****************************


احتضنتها بقوة وهي تبارك لها للمرة التي لا تعرف عددها، تمسكت الأخرى بها وقالت بهمس: ابقي قليلاً.
زفرت ليلى بقوة: اعذريني ياسمين ولكني أريد العودة للمنزل فانا متعبة للغاية.
نظرت لها ياسمين ملياً فاتبعت الأخرى بهمس: سأخبرك فيما بعد.
ابتسمت ياسمين وهزت رأسها بتفهم، اقترب وليد وقال بمرح: لا تُبكي عروسي من فضلك.
ابتسمت ليلى وهي تنظر إلى ياسمين ثم قالت بمرح: لا تخف ياسمين قوية ولن تبكي بسهولة.
نظرت إليه وقالت: مبروك لك أنت الآخر.
ابتسم باتساع وقال بلهجة ودوده مميزة وهو يلتقط بعينه الآخر الذي يقترب منه: العقبى لك أنت أيضاً.
ابتسمت بخجل وصمتت حتى وجدته اقترب منهم بالفعل لتقول بنبرة هادئة: في القريب بإذن الله.
رفعت ياسمين حاجبيها لتظهر التسلية على وجه وليد وهو يرى أذني الآخر التي احتقنت بقوة، قالت ياسمين: ما هذا؟ اهو خبر حصري.
ضحكت ليلى بخفة وقالت بهدوء وهي تنظر إلى أذنيه التي كشفت ضيقه: ألم أخبرك؟ لقد طلب احدهم يدي من بلال.
صاحت ياسمين بفرح: واو، من هذا؟ وأين حدث ذلك؟ ولماذا لم تخبريني؟
هزت ليلى كتفيها بلا مبالاة: اهدئي، أنا لا اعرفه انه احدهم رآني ونحن بلندن وتقدم إلى بلال. بلال اخبرني انه شاب جيد ولم أخبرك لأني انتظرت حتى تنتهي من أمورك الخاصة.
توقفت عن الحديث وهي تشعر بنظراته تحرقها، رفعت عينيها إليه ونظرت إليه بقوة متحدية إياه أن يتحدث أو ينبس بحرف واحد، ها هي تريه أنها الأخرى ند له وأنها ستذيقه العذاب كما فعل معها الفترة الماضية.
ضيق عينيه وهو ينظر إليها وتمتم داخلياً " حسنا ليلى، تثيرين غيرتي وتتحديني أيضاً، تعلمين جيداً مدى تأثير حديثك علي وتفعلينها متعمدة، سأريك انك لست أهلاً لي ولا تستطيعين مجاراتي "
صافح صديقه مرة أخرى وقال بهدوء ظاهري: أراك فيما بعد وليد.
كف الآخر عن الابتسام وهو يشعر بأن صديقه يقف على فوهة البركان – يعلم هو جيداً سبب غضب أمير ويقدره لذا قال بهدوء: سأهاتفك.
ابتسم بهدوء لياسمين: مبروك مدام الجمال.
ابتسمت ياسمين بغيظ: ظريف يا سيادة الرائد، كف عن تلك الطريقة.
ابتسم بفخامة كعادته وقال: حسناً، مبروك ياسمين.
هزت رأسها بالتحية وقالت: بارك الله فيك، العقبى لك.
ابتسم بخبث لمع بعينه وقال وهو ينظر إلى الأخرى: قريباً إن شاء الله.
نظر إليها قوياً وقال: تشرفت بمعرفتك يا أستاذه، من المؤكد أننا سنلتقي مرة أخرى.
زمت شفتيها وقالت وهي ترفع رأسها بكبرياء: لا اعتقد يا سيادة الرائد.
ألقت كلمتيها الأخيرتين بسخرية أثارت حفيظته وجعلته يجز أسنانه غضباً منها فقال بوعيد سطع في عينيه وصدح بصوته: سنرى يا أستاذة، سنرى !!
جمد وجهها ونظرت له متحدية ليرفع نظره عنها ويقول بهدوء: بعد إذنكم.
انصرف وهي ترتعد من الغضب زمت شفتيها بحنق وهي تضم يديها بقوة، قالت ياسمين بهدوء: ما الذي يحدث ليلى؟
زفرت بغضب: لا شيء يحدث.
نظرت لها ياسمين متفحصة فاتبعت: ليس الآن ياسمين، ليس لدي أي رغبة في الحديث الآن.
هزت الأخرى رأسها وقالت لتهدئة الأخرى: حسنا اهدئي فأنت ترتجفين غضباً.
أغمضت ليلى عينيها وقالت بتعب فعلي: سأذهب فأنا أريد الانصراف على أي حال.
قالت ياسمين: هل ستعودين مع بابا؟
هزت رأسها بالإيجاب: نعم.
قبلت وجنتيها وقالت: إلى اللقاء.
ابتسمت ياسمين: سأحاول أن أمر عليك غداً.
قالت ليلى وهي تنصرف: إن لم تأتي أنت أتيت أنا.
أشاحت لها مودعة: سلام.
نطق وليد أخيراً بعد أن غابت ليلى عن عينيه: ماذا يحدث بينهما؟ ألم تخبرك؟
هزت ياسمين رأسها نافية: لا هي لم تخبرني عنه من الأساس، ولكني اشعر أنها غاضبة لأبعد الحدود. لم أر ليلى تتحدث مع أي شخص بتلك العجرفة التي لا تليق بها أبداً.
قال وليد في خفوت: سأحاول أن افهم منه رغم أنني اعلم جيداً أنه حائط صلد، ولكني سأحاول معه.
هزت رأسها بتفهم لتلتفت وتنظر إليه نظرة ذات مغزى، فأتبع بهدوء: سأخبرك عما تريدين معرفته ولكن ليس الآن.
ابتسمت بهدوء: وأنا سأنتظرك إلى أن تتحدث.

************************

أوصلها للبيت بعد أن كتبت لها الطبيبة على الخروج واطمأنت عليها جيداً، وقف بالسيارة وخلفه سيارة حميه الذي أتى برفقة فاطمة التي قطعت عليه حديث شائك بالنسبة لقلبه.
أغمض عينيه بغضب وهو يتذكر دخولها العاصف إلى الغرفة وكيف قطعت ما كانت ستقوله منال والأشبه بنوع من الفضفضة ولكنها متأخرة نوعاً ما.
عقد حاجبيه وهو يشعر بنوع من الاندهاش مغلف بالحذر. فاعتراف منال له بأنها كانت تحبه منذ أول مرة رأته بها، لا يستوعبه إلى الآن !!
يريد أن يفهم ماذا كانت تعني بتلك الكلمات التي لا يستطيع تصديقها، هل كان يهذي أم يتخيل؟ !
زم شفتيه بحنق لينتبه إليها تقول في همس ضعيف: خالد.. لا استطيع النزول، اشعر بدوار شديد.
نظر لها بعدم فهم فقالت بصوت متعب: من فضلك ساعدني.
جمد وجهه وهو يفكر في مقدار العذاب الذي سيتعرض له من لمسها فقط وإسنادها حتى تصل إلى فراشها، ليتنهد بخفوت ويترجل من السيارة ويذهب إليها.
فتح باب السيارة بشيء من العنف شهقت على أثره بدلال جعله يرفع حاجبيه ويدعو الله سراً أن يمنحه القوة ليتغلب على شعوره بها. مد لها يده لتتكئ عليها فتحركت ببطء ووجها يظهر مدى ألمها، همست بجانب أذنه وهو ينحني لها لتتمسك بكتفيه وهي تنهض من السيارة: حبيبي.
رمشت عيناه سريعاً وهو يشعر بحرارة صوتها التي اخترقت أذنيه وقلبه، ازدرد لعابه وهو يستمع إلى بقية حديثها برأس مشوش فاتبعت بدلال مضاعف: احملني فأنا لا استطيع السير.
هز رأسه سريعاً ليضع يديه تحت ركبتيها ويحملها بعصبية، شعرت بأنها تطير في الهواء فتمسكت بعنقه قوياً ودست انفها في تجويف رقبته. جز على أسنانه قوياً ونحى كل شعوره بها، سيطر على أعصابه جيداً وتحرك رافضاً أن يشعر بتأثيرها القوي عليه، رافضاً أن يحس بملمس جسدها الطري تحت راحتيه، رافضاً أن يشتم رائحتها المميزة التي يتعرف عليها ببساطة وتجد طريقها لقلبه بسلاسة، رافضاً أن يشعر بأنفاسها الدافئة التي تدغدغ عنقه، ورافضاً أن يشعر برقة ودلال صوتها الذي تغلغل في خلايا مخه.
صعد السلم سريعاً وكأن شيئا يطارده، نعم فهناك آلاف الأشياء تطارده وتجبره أن يهفو بمشاعره إليها، تجبره أن يتذكر مئات المرات التي حملها بها مستمتعاً بدلالها ورقتها الفطرية وهي بين يديه، فيغدق عليها من مشاعره الجياشة ويطرب أذنيها بعشقه الصريح لها !!
عند هذه الحد من الذكرى شعر بالغضب يزأر بعقله ويجبره على تذكر ما فعلته به وكيف طلبت منه الرحيل، كيف أهانت مشاعره وحطمت قلبه.
أراد أن يتخلص منها الآن، يرمي بها من بين يديه ولكنه حمد الله على بعض من العقل الذي ذكره بأنها لازالت تحمل طفليه وستظل أماً لأولاده !
زفر بضيق وأسرع بخطواته ليدخل إلى غرفتهما التي وجد بابها مفتوحاً وفاطمة بالداخل ترتب الفراش لشقيقتها،
وضعها بضيق وتنفس بعمق وكأنه تخلص من هم ثقيل كان يجثم على قلبه. ولكنه تسمر بدهشة وتصلبت عضلات ظهره عندما قالت وهي تقبل وجنته: شكراً حبيبي.
رفع حاجبيه بتعجب ونظر لها بتشكك وانتبه لابتسامة فاطمة التي اتسعت و بدأت بالنظر إليهما في شغف، ابتسم بتوتر وقال: سأنصرف أنا. لدي عمل هام على القيام به.
قالت بدلال جعله يغمض عينيه بقهر: سأنتظرك على العشاء حبيبي.
هز رأسه بعصبية فاتبعت: لا تتأخر فالطبيبة أوصتني أن اهتم بغذائي وأنا لن آكل من غيرك.
التفت لها بحدة ثم نظر لها ملياً ليقول والخبث يطل من عينيه: حسناً لن أتأخر لا تقلقي.
ابتسمت باتساع وقالت بدلال: سأشتاق إليك.
جز على أسنانه قوياً ولمع الغضب في زرقة عينيه ليدور على عقبيه وينصرف من الغرفة بخطوات غاضبة، نظرت في إثره إلى أن اختفى من أمامها لتغمض عينيها وتقول بهدوء: سأنام قليلاً فاطمة لا تزعجيني.
ابتسمت فاطمة وقالت بعفوية: ألن تستعدي للقاء العشاء؟
عقدت حاجبيها وفتحت عينيها لتنظر إلى شقيقتها التي تبتسم بفهم وتقول: اعتقد انك تحتاجين لأن تشحني طاقتك كلها منال لتكوني نداً قوياً لخالد بك.
نظرت لها باستفهام فاتبعت فاطمة: انهضي وأزيلي آثار الحزن عنك يا شقيقتي ودعيه يرى منال التي أحبها، ليس تلك المستكينة الضعيفة التي تحملت قوته الفترة الماضية كلها، بل استعيدي جنونك وقوتك فهذا يثير عواطفه تجاهك أكثر من ذلك الخنوع الذي تلبسك الفترة الماضية.
أكملت وهي تهم بالانصراف: انهضي منال وأريه انك قوية وأنت معه فهو لا يريدك مستسلمة له أبداً.
وقفت وهي تتمسك بباب الغرفة: أريه انك ستحاربين لاستعادته بضراوة وأنوثة كما تفعلين دائماً.
رفعت حاجبيها وهي تنظر في إثر شقيقتها التي اختفت بعيداً عن ناظريها وتقول بهمس: تغيرت كثيراً تومي، كثيراً !!

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 15-06-13, 12:42 AM   المشاركة رقم: 1239
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ 24 ..

 
دعوه لزيارة موضوعي

عدلت من وضع كرسي كريم ومن وضعه هو، أعطته إحدى لعبه المفضلة ليلتهي بها، أغلقت باب السيارة وانحنت لتحمل الحقيبة الأخيرة وتضعها في السيارة لتغلق حقيبة السيارة وتنظر بهدوء لتلك التي وقفت أمامها تتلفت حولها وكأنها من مرتكبي الجرائم.
رفعت حاجبيها وهي لا تعلم إلى الآن لم قامت تلك بمساعدتها، ابتسمت بسخرية وتساءل قلبها: ألا تعلمين حقاً هنادي؟ إنها فرصة مناسبة لها لتنفرد بزوجك أيتها الغبية.
رمشت بعينيها وابتسمت بألم " لا يهمني، فليبق مع والدته وليسعدها كما يريد فأنا بالفعل لا أصلح له ولن استطيع إسعاده "
انتبهت الأخرى لنظراتها لتتنحنح وتقول بخفوت: أين ستذهبين الآن؟
تنهدت بقوة وقالت بصدق: لا اعلم.
نظرت لها الأخرى بصدمة وقالت بانفعال: الوقت قارب على منتصف الليل وأنت لا تعلمين إلى أين ستذهبين؟
أكملت بتوتر: وأنا الغبية من ساعدتك على الهروب من عمتي.
اتسعت عينا هنادي بغضب وقالت بزمجرة: الهروب من عمتك، أنا لا اهرب من احد أنا أغادر وهذا حقي.
نظرت لها الأخرى وكأنها آتية من كوكب آخر لتقول بتشتت: ولكنك لا تستطيعين الخروج بدون موافقة زوجك.
احمرت عينا هنادي من الغضب وقالت بثورة: بل استطيع الخروج وقتما أحببت واستطيع مغادرة حياته أيضاً عندما احدد. أنا لست تابعا لأحد لأنتظر أن يملي علي أوامره أو يشكل حياتي خلاف ما أريده أنا.
سطع الانبهار في عيني الأخرى وقالت بصوت منخفض: حسناً، حسناً اهدئي قليلاً واخبريني عما ستفعلينه.
تنهدت هنادي بقوة وقالت بغضب: لا اعلم، سأبحث عن فندق نبيت به الليلة، وغداً سأبحث عن شقة مفروش اسكن بها.
لمعت عينا مديحة وقالت بخبث: ألا تريدين أن تأتي بحقك من عمتي المصون؟
نظرت لها هنادي بشيء من القلق وقالت: لا افهم.
قالت الأخرى والحقد يتصاعد بصوتها: ستتركين كل شيء كما فعلت المرة الماضية، ستتركينها تفعل ما تريد، ستتركين هشام وتهربين.
رفعت حاجبها ونظرت لها مليا فاتبعت الأخرى: اعلم انك تشكين بنواياي، وهذا من حقك، لكنني بالفعل أريد مساعدتك.
نظرت لها بتفحص منتظرة تكملة الحديث، فركت الأخرى يديها بسبب نظرات هنادي وأخيراً رفعت عينيها لها وقالت بهدوء: في الفترة الماضية اكتشفت كم يحبك هشام، لن أنكر أن الأمر صدمني قليلاً بل كنت أحارب صوت عقلي الذي اخبرني مراراً انه يعشقك، وأنه لن يتركك من اجلي.
عقدت هنادي حاجبيها وتوترت وقفتها لتتبع الأخرى سريعاً: هشام لم يبادلني يوماً الشعور بل كان دائماً يتعامل معي كأخت صغيرة له، ولكن أنا أحببته. لا اعلم حقاً هل أحببته أم أحببت اهتمام شاب كهشام بي، كنت صغيرة وهو كان حلم لبنات العائلة جميعاً، فهذا ابن العم أو الخال الساكن بالقاهرة ومن سيختارها ستنتقل أميرة إليها، من سيختارها ستكون أميرة العائلة وأفضل الفتيات، من سيختارها ستحظى بمعاملة مختلفة من الجد، فهو يعتبر هشام ابناً له وليس مجرد حفيد. كبرت على حلم أن هشام لي بسبب حديث طريف كان يدور بين والدتي وعمتي، عمتي التي كلما رأتني قالت بحبور " ما شاء الله كلما كبرت بالعمر كلما أصبحت أجمل مديحة "
ابتسمت بشجن وقالت: أصبح الحلم كبيراً بداخلي فحوّلته لواقع، غيرت اسمي ليليق به، وأجبرت الجميع على مناداتي بديدي فهو سيليق أكثر بزوجة المستشار.
ازدادت عقدة حاجبي هنادي فقالت الأخرى بابتسامة طريفة: نعم جميعنا نناديه بذلك، فهذا أمر الجد لنا، كما كان يناديه والده سنناديه جميعاً. لن أنكر صدمتي الكبيرة عندما سمعت عن خطبتكما، بل انهرت ولزمت غرفتي لمدة أسبوع ابكي بها، وخاصة بعد سخرية بنات عمومتي مني، فهم كانوا دائماً يخبروني بأنه لا ينظر إلي ولن يفكر بي، فأنا صغيرة للغاية حتى يلتفت إلي سيادة المستشار.
هزت كتفيها: ولكني لم استمع إليهن. لم استمع إلا إلى عقلي الغبي الذي كان يفسر كل حركة أو سكنه منه على أنها إعجاب بي.

رقت ملامح هنادي وهي تنظر إلى التعبير الرقيق الذي ارتسم على وجه الأخرى، تلك الفتاه التي اخفت رقتها طوال الفترة الماضية وكانت تحاربها بضراوة من اجل تحقيق حلمها وان تشعر بالانتصار أمام نفسها وأمام جميع من سخروا منها.
أكملت الأخرى وعيناها تلمعان ببريق عجيب: كم شعرت بالسعادة تملأني وأنا اسمع خبر طلاقكما ثم خبر هروبك ومغادرتك للبلاد. شعرت بالأمل يأتيني من جديد ولكن كل شيء اختفى باختفاء هشام نفسه، فهو كف عن زيارة الجد، كف عن القدوم إلى البلدة كما كان يفعل دائماً، بل كف عن الاتصال بأبناء عمومته المقربين. سمعت بعدها أنه تغير وأصبح شخصاً آخر، ازداد عناداً وقوة، أصبح اقرب شبهاً للجد من أبيه كما قالت عمتي.
تنفست بألم وهي تكمل: انتظرته أن يأتي طويلاً، انتظرت أن أراه، انتظرت لأخبره أنني أحبه وأنني سأفعل كل ما يرضيه، بل سأجعله ينسى كل شيء مر بحياته من قبلي. ولكنه للمرة الثانية يصفعني بخبر خطبته لأخرى، أخرى حملت منك الكثير بل زادت عنك جبروتاً كما قالت عمتي.
شحب وجه هنادي وهي تتذكر تلك الفتاه المنطلقة. تذكرت عيناها التي تلمع بقوة وكبرياء، إنها صلبة كما تقول الأخرى، صلبة وقوية وكبريائها يملؤها.
تنبهت على الأخرى تقول بخفوت مؤلم: كلما تذكرت كلمات والدتي وهي تخبر أبي والتي نقلتها عن عمتي عنها، اشعر بقلبي يتمزق.
تنفست بقوة وهي تقول: ولكنه تركها، تركها من أجلك !!
تنحنحت هنادي وقالت: بل من اجل كريم.
ابتسمت الأخرى بسخرية ونظرت إلى عيني هنادي بتفحص: هل تصدقين ذلك؟
هزت هنادي رأسها بقوة وقالت بحدة: نعم فهو عاد إلي من اجل كريم.
ضحكت الأخرى باستمتاع وقالت: لا اعتقد ذلك، حتى بدون وجود كريم، كان سيعود إليك.
قالت بشرود: ألا ترين نظره عينيه لك، ألا تشعرين بخفقات قلبه القوية نحوك، ألا تلحظين شروده بك وفيك؟ أنت تسيطرين عليه بطريقة غامضة لا افهم سببها إلى الآن ولكنها قوية للغاية، قوية لدرجة انه لا يحيد بنظره عنك حتى قبل أن تظهري أمامه، يشعر بك قبل أن تأتي إليه، يفكر بك وأنت بعيدة عنه بأميال، بينكما رابط قوي أقوى بكثير من رابط كريم.
ارتدت هنادي للوراء لتبتسم الأخرى بوجهها وقالت بخجل: كنت أراقبه هنادي بل أراقبكما أنتما الاثنين لعلي اقتنع انه لن يتركك من اجلي.
أكملت بحزن سطع على محياها: فأنا للأسف صدقت عمتي عندما أخبرتني أنه سيتركك من اجلي.
أطرقت برأسها للأسفل وقالت بأسف: بل حاولت أن اقنع نفسي بذلك هنادي، ركضت وراء سراب حلمي القديم، وأقنعتني عمتي ببراعة وعرفت كيف تؤثر بي وبعقلي، فأتيت معها وأنا اعلم أنها تريد الخلاص منك وكم كان يسعدني ذلك.
ارتدت هنادي للوراء ونظرت لها بغضب وقالت: إذاً فقد ساعدتني الآن لتتخلصي مني.
هزت مديحة رأسها وقالت: بالطبع لا.. ولكني استمعت لما حدث بينكما وغضبت منها، وأردت بالفعل مساعدتك عندما رايتك تخرجين من الشقة ولأني تكهنت أيضاً بما ستفعلينه وهو الهروب مجدداً.
تململت هنادي بعصبية لتتبع الأخرى وتقول: استمعي إلي فقط ولن تندمي.
نظرت لها هنادي بتفحص فاتبعت: ثقي بي قليلاً.
قالت هنادي بواقعية: صعب أن أثق بك وخاصة بعد صراحتك معي منذ قليل.
ابتسمت الأخرى وقالت: لا أريد لعمتي أن تكسب تلك الجولة أيضاً على حسابك.
قالت هنادي بهدوء: لماذا؟
صمتت الأخرى قليلاً لتقول من بين أسنانها: لأنها تلاعبت بي أنا أيضاً.
ضيقت هنادي عينيها فاتبعت الأخرى: لم تكن تريدني أنا زوجة لهشام كما أخبرتني بل كل ما كانت تريده هو الخلاص منك أنت.
أكملت بعصبية: فاختارتني أنا لأكون طوع بنانها كما توقعت فانا ابنة أخيها المقرب، أنا الصغيرة مديحة التي ستفعل كما تريد منها وبالطبع لن استطيع الاستيلاء على قلب هشام فقلبه سيظل ملكاً لك أنت وبالتالي ستظل هي تستحوذ على اهتمام وحب هشام كما تريد.
اتسعت عينا هنادي بقوة وهي تنظر إليها فابتسمت الأخرى بثقة وقالت: تغافلت عمتي العزيزة عن شيء صغير ولكنه هام جداً.
تساءلت هنادي عنه بدون أن تنبس بحرف واحد فأكملت الأخرى: أنني أنا نسختها المصغرة وأنني استطيع فهمها أكثر من أي شخص آخر.
ظهرت الدهشة على وجه هنادي ملياً والأخرى تتبع: لذا دعينا نحارب عمتي على طريقتها.

***************************

هم بمغادرة البيت ليقف على صوت حميه يقول بهدوء آمر: انتظر خالد.. أريد الحديث معك.
التفت سريعاً ونظر إلى الرجل الوقور باحترام وقال: نعم عمي.
نظر له سيادة السفير ملياً ليقول: تعال، سنتحدث بمكتبي.
اتبعه على الفور وهو يشعر بالريبة تتخلله من نظرات حميه المتفحصة، ولكنه شعر بقلق فعلي عندما خطا إلى المكتب ليجد حماته العزيزة تجلس على إحدى الكراسي وهي تزفر بضيق.
توتر للحظات وهو يشعر بأن الحديث القادم لن يسره على الإطلاق. فالسيدة هناء عبرت أكثر من مرة عن عدم ارتياحها له وانه لا يستطيع إسعاد ابنتها الكبرى.
تنحنح بهدوء وقال: مساء الخير أمي.
رفعت عينيها ونظرت إليه بغضب ذكره بغضب الأخرى وعينيها المشتعلتين دائماً ليزفر بضيق وهو يتذكر "لقد كفت عن الاشتعال.. أصبحت حزينة وذابلة وتركت الاشتعال والغضب يأكله بمفرده "
ابتسم بلباقة ليرفع عينيه إلى حميه وهو يقول بهدوء كعادته: اجلس خالد.
جلس بهدوء على حرف الكرسي وهو يشعر بعضلاته متصلبة. شبك كفيه ببعضهما ونظر إلى حميه الذي زفر بقوة وقال: ماذا يحدث؟
نظر له بعدم فهم فقالت السيدة هناء بقلة صبر: معك أنت ومنال.
رفع حاجبيه باعتراض على لهجتها العصبية فقال سيادة السفير بلوم: هناء.
انتفضت بغضب وقالت: ماذا؟ هل قلت شيئا خاطئاً، أتريديني أن انتظر أن تتكلم أنت بهدوء وهو يصمت مستفهماً إلى أن تشرح له الأمر كاملاً وكأنه لا يفهم عم تتحدث فعلاً؟
جز على أسنانه قوياً وهو يرى انفعال حماته الواضح وضيق حميه الظاهر على وجهه، فقال سيادة السفير: اهدئي أو اتركينا بمفردنا.
وقفت على الفور وقالت بعصبية: لا لن أترككما وسأفهم الآن ما السر وراء مرض ابنتي وذبولها الفترة الماضية كلها؟
نظرت إليه بقوة وغضب وقالت: وأنت ستجيب عن أسئلتي كلها وبدون مراوغة.
نظر لها بهدوء لينقل نظره إلى حميه الذي قال بنفاذ صبر: هناء.
زمت شفتيها بحنق وجلست مرة أخرى وهي تنظر إليه بوعيد طفولي ذكره بحبيبته، خفض عينيه وهو يكتم ضحكته مرغماً واحمرت أذناه وهو يتذكر ما كان يفعله بالأخرى عندما تزم شفتيها بتلك الطريقة المدمرة لأعصابه، ابتسم رغماً عنه ليفاجأ بصوتها الغاضب تقول: انظر احمد انه يضحك وكأن الأمر لا يعنيه.
رفع وجهه لها والدهشة تعم ملامحه والبراءة تسطع بعينيه، زفر حموه بقوة وقال بتوتر: استغفر الله العظيم، اهدئي قليلاً هناء وكفي عن مهاجمته.
قالت بغضب: لا تدافع عنه.
هز سيادة السفير رأسه بمعنى أن لا فائدة فقال: انتظري قليلاً حتى نستمع إليه.
نقل نظره إلى خالد وقال: اخبرني بني ماذا يحدث بينك أنت ومنال؟
نظر ملياً لعيني حميه وهم بأن يخبره عما حدث فعلياً لكن نظرات حميه القلقة ونظرات حماته الغاضبة جعلته يتراجع ولو قليلاً فقال بهدوء: لا شيء عمي.
شعر بتحرك حماته بعصبية فاتبع سريعاً: تشاجرنا فقط بسبب ذلك الفستان الذي ارتدته فصعدت لتستبدله بآخر ولكنها سقطت مغشياً عليها.
رفعت السيدة هناء حاجبيها بعدم تصديق ونظرت إليه بشك وقالت: فقط هذا ما حدث بينكما.
هز رأسه بالإيجاب فاتبعت بتشكك: ولماذا وجدناها تبكي إذا؟
نظر لها بصلابة وقال: لا اعلم فمنال تبكي دائماً بدون أسباب.
نظرت له بغضب ليقول بقوة: تستطيعين سؤالها أمي إذا كنت لا تصدقين ما أخبرتك به.
ظهر الانزعاج على وجه حميه فرمق زوجته بنظره محذرة وقال: بالطبع أصدقك يا بني، فأنت لن تسيء لمنال أبداً.
توترت عيناه لينظر إليه حموه ملياً وقال: أليس كذلك خالد؟ لن تفعلها لأجلي حتى لو أغضبتك منال.
شعر بقلبه ينهال عليه لوماً وتقريعاً وهو يستمع للهجة حميه الهادئة والتي تحمل القلق المبطن. أدرك جيداً أن حماه العزيز يعلم جيداً بالتوتر الناشئ بينه وبين زوجته فقال بهدوء وثقة وهو يخفض عينيه عنه حتى لا يقرأ ما بهما بوضوح وقال: بالطبع عمي، من أجلك ومن اجل منال أيضاً.
زفر الرجل الوقور بارتياح: لطالما فخرت بكونك زوج ابنتي خالد.
رفع رأسه ونظر إليه بامتنان والأخر يتبع: بل بكونك ولداً لم أنجبه، وها أنا اشعر بسعادة عارمة لان منال ستأتي بطفل يحمل اسمك ودمك أنت ويربطني بك بدماء فعليه تجري في أوردته.
شعر بالخجل يغمره وهو يستمع إلى كلمات أبيه الروحي الحانية ليقول بصدق: أنا من له الشرف عمي أن يأتي لي طفل نصف جيناته يعود إليك، بل في الحقيقة أنا انتظر قدومه بفارغ الصبر.
تململت السيدة هناء في مجلسها اعتراضاً فقال سيادة السفير: اذهب لزوجتك خالد واحتويها قليلاً، فهي بفترة حرجة. لا تنس ذلك أبداً.
زفر بقوة وقال: حسناً عمي سأفعل. ولكن لدي عمل هام لابد أن أقوم به وسآتي في الغد.
تحرك خارجاً من المكتب ليقف على صوت حماته الغاضب إلى حد ما: هل تعلم منال بذلك أم ستنتظرك للغد بدون نوم كما تفعل كلما تأخرت في الظهور.
التفت إليها سريعاً وهو يردد بدهشة: تظل بدون نوم؟!!
أومأت برأسها وقالت بعتاب واضح: نعم وبدون أكل أيضاً، تهمل نفسها وهي تنتظر طلتك البهية.
شعر بالسخرية الصاعدة من نبرتها وعينيها الصارمتين ليزدرد لعابه بقوة ويقول بهدوء: بالطبع أخبرتها وسأذهب الآن لأشدد عليها الاهتمام بنفسها إلى أن أعود غداً.
زفر بضيق من نظراتها المشككة به وفيما يقوله: بعد إذنكما.

غادر وأغلق الباب خلفه ليقف ويرفع رأسه ناظراً لأعلى وهو يفكر فيما أخبرته حماته به الآن، زفر بضيق وهو يتذكر حديث الطبيبة المليء بلوم مبطن لحالتها الصحية السيئة والذي تأكد بالفعل انه السبب الرئيسي بها. تنفس بعمق وهو يتمتم داخلياً " ماذا افعل بك منال؟ اشعر بالضيق يعصرني كلما نظرت إليك الآن، ولا استطيع الابتعاد عنك، ألا تستطيعين أن تتركيني قليلاً، قليلاً فقط لأشعر بالهدوء يخيم على نفسي وعقلي، واستطيع مراجعة كل ما يخصنا معاً والتوصل إلى قرار سليم بشان علاقتنا "
زفر بقوة مرة أخرى وهو ينتبه إلى أن ساقيه أخذتاه إليها رغماً عنه، سيخبرها ألا تنتظره وتتوقف عن التفكير به، فهما الآن أصبحا ماضياً !!
دلف إلى الغرفة ببطء وهو يخفض نظره ويشعر بالحرج من دخوله إلى غرفتها وهو ليس لديه أدنى حق في ذلك الآن.
احمرت أذنيه بقوة وهو يشعر بالغضب من ذلك الأمر ليهز رأسه نافياً تلك الفكرة التي سطعت في مخه بأن منال أصبحت غريبة عنه، وانه ليس لديه الحق في الجلوس معها بمفردهما ولا يحق له أن يلمسها ثانية، لا يحق له أن يشعر بخصلاتها الناعمة بين يديه ولا بمذاق شفتيها المسكر لعقله.
عقد حاجبيه بقوة والغضب يحرق الزرقة بهما ويحولها إلى رماد يتطاير من عينيه، لينسحب اللون من وجهه وتتبدل نظرة عينيه إلى المفاجأة، وهو يجد الفراش فارغاً ولا اثر لها بالغرفة.
توترت وقفته وهم بأن يخرج ليبحث عنها لينتبه على صوت قفل دورة المياه الذي صدح وصوت خطواتها البطيئة وهي خارجة منها.
التفت بقوة لينظر إليها وهي ملتفة بمنشفة وردية كبيرة وقطرات المياه تلمع على كتفيها العاريتين، تحنى رقبتها اتجاه اليمين وتحمل منشفة صغيرة بين يديها تجفف بها خصلات شعرها المبلولة، بطنها بارزة من تحت المنشفة لتذكره بأنها تحمل طفليه وأنها تنتمي إليه بكاملها.
لمعت عيناه وهو ينظر إليها ملياً وعقله يردد له كلمة واحدة " ستظل ملكك خالد، ستظل ملكك "
خرجت بخطوات بطيئة بعد أن أنهت حمامها، فهي بالفعل قررت أن تعمل بنصيحة فاطمة. ستعود كما كانت من قبل، ستحارب الوجود بأكمله من اجله هو، ستحاربه هو نفسه إذا لزم الأمر، ولكنها لن تتخلى عنه. سيظل ملكاً لها لأخر العمر.
شعرت بوجوده في الغرفة لتعدل رأسها وتنظر إليه وهي تشهق بخوف، ارتدت إلى الوراء بضع خطوات وهي ترى لمعة عينيه التي أخافتها قليلاً. احمرت وجنتيها بقوة وهي ترى نظراته التي أشعلت جسدها كاملاً.
تمتمت بخفوت: عدت سريعاً.
نظر إلى عينيها بغضب لتنظر إليه وهي تتأسف عما حدث منها في وقت سابق هذا اليوم، انفرجت شفتاها قليلاً وحاولت أن تعتذر مرة أخرى. لم يستطع أن يتحكم في نفسه وهو يراها بتلك النظرة الآسفة الصادقة وخديها موردين اثر حمامها الدافئ. ارتجفت شفتيها معلنة عن بدء حديث لا يريد سماعه فقطع المسافة بينهما سريعاً ليحملها من خصرها ويشدها إليه لتشهق بقوة وهي تشعر بنفسها طائرة بين يديه يحملها من خصرها وهو يقول بغضب عارم: لا تنطقيها حتى لا أتذكر فعلتك تلك منال، فانا لا أريد أن أتذكرها.
همت بالحديث ليقاطعها هو بقبلة ضارية وكأنها تحمل غضبة الكامن بداخله منها، لم يتركها إلا عندما تذوق طعم الدماء بفمه، ليترك شفتيها وهو ينظر إلى عينيها متحدياً إياها على الاعتراض، شهقت بعنف وهي تشعر بالهواء يملئ رئتيها وشفتيها تؤلماها، لتنظر إليه وتقول باعتراض: لا تكن عنيفا خالد، آلمتني.
زمت شفتيها بغضب فعلي، ليمنع نفسه من الابتسام بالقوة وهو ينظر إلى ذلك التعبير المحبب لنفسه وقلبه وقال بصوت ماكر: إلى الآن وأنا أتحكم في غضبي منال، وإذا تكلمت عن الألم مرة أخرى سأريك معناه مجسداً، فلا تستفزيني.
نظرت له بعتب ليحتقن وجهها بقوة وهي تحاول أن تتملص من بين ذراعيه، تمسك بها قوياً وقال: اهدئي ولا تتحركي بتلك الطريقة حتى لا تؤذي نفسك.
قالت له بهلع: اتركني. كيف تجرؤ على ما فعلته منذ قليل وأنت تعلم أنه ليس من حقك الآن؟
رفع حاجبيه بتسلية وقال: حقاً، وهل كان من حقي حملك وكان من حقك أن تقبليني بوجنتي؟
لتلمع عينيه بقوة وهو يضيف: ثم أنا رددتك لعصمتي.
اتسعت عيناها بدهشة وتحكمت في ابتسامتها التي كادت أن تفلت من بين شفتيها وقالت بتعجب: هكذا بتلك البساطة؟
ابعد جسده عنها قليلاً ولكنه ظل متمسكاً بها بين كفيه وقال بهدوء ونبرة حازمة قوية: لا ليس بتلك البساطة منال، إذا كان الأمر يخصني بمفردي لكنت استمريت على قراري ولم أكن لأتراجع عنه. ولكن هناك أشياء كثيرة تربطنا معاً من المستحيل تمزيقها أو التغاضي عنها حتى.
تصلب جسدها وشعر بها تريد الابتعاد عنه ولكنه تمسك بها لتظل واقفة أمامه، تنظر إليه بتلك القوة التي افتقدها منها الفترة الماضية قالت بهدوء قدر استطاعتها: مثل؟ !
__ الطفلين القادمين، والطفلين المتواجدين بالفعل، علاقتي بوالدك وبفاطمة، بل بالعائلة كلها، وجودي هنا بجانبكم تلك الفترة حتى اطمئن على عائلتي وأخيراً وصية باسم رحمه الله.
تشنج جسدها وقالت هادرة: لا تأتي بسيرته مرة أخرى، لا أريد سماع اسمه ثانية.
مط شفتيه باعتراض ليقول: لا تنسي أن من لا تريدين ذكر اسمه هو شقيقي وتوأمي وكان في يوم من الأيام..
وضعت أناملها برقة فوق شفتيه وقالت بخفوت: لا تقولها، أريد نسيان تلك الفترة من حياتي، لا أريد أن أتذكر دقيقة واحدة منها، أريد نسيان غبائي اللعين الذي أوصلنا إلى ما نحن فيه الآن.
ارتسمت الحيرة على وجهه وهم بسؤالها عما تعنيه من كلامها الآن ليدق الباب بهدوء فيقول هو بنزق: احمد.
قالت بتلقائية: ادخل حبيبي.
نظرت له بتعجب من ذلك التعبير الغامض الذي ظهر بعينيه وتحرك مبتعداً عنها. لا تعلم لماذا شعرت بأنه ضائق على خلاف طبيعته من وجود احمد في ذلك الوقت.
ابتسمت بهدوء وهي تنظر إلى طفلها وقالت بود: تعال حبيبي، أردت شيئاً؟
ابتسم الولد بغموض ليذكرها بعمه فنقلت نظرها إلى الآخر الذي جلس بطرف الغرفة. انتبهت لطفلها يقول بهدوء: أريد أن أتحدث مع دادي بخصوص مدرسة كرة القدم.
نقلت نظرها إلى خالد الذي زفر بقوة وقال: حسناً حبيبي. غداً سنتحدث كما تريد. اذهب الآن لغرفتك.
شد على جملته الأخيرة وقالها بصرامة مخالفة للهجته الدائمة مع الطفلين لترفع حاجبيها وتنظر إليه بدهشة معترضة على أسلوبه الجاف مع طفلها، ابتسمت بلطف في وجه احمد المكفهر خجلاً وقالت بهدوء: اذهب لتنام الآن حبيبي وغداً في الصباح تحدث مع دادي كما تريد.
هز احمد رأسه بالإيجاب وتحرك خارجاً وهو يغمغم بتحية المساء.
نظرت له بغضب ليشيح بنظراته بعيداً عنها، توجهت بخطوات قوية غاضبة باتجاه غرفة الملابس لترتدي ملابس النوم، شعرت بالغيظ يملأها بسبب طريقة تعامله مع الصبي لتعود إليه بعصبية وتقول له غاضبة: لماذا تعاملت معه بتلك الطريقة؟
نظر له باندهاش وقال بلامبالاة: أية طريقة؟
اشتعلت عيناها بغضب عارم وقالت: خالد كف عن أسلوبك هذا، أنت تعلم انك تعاملت مع احمد بطريقة سيئة للغاية.
رفع حاجبيه باستهتار وقال بسخرية لاذعة: سيئة للغاية؟!
هز كتفيه بلا مبالاة وقال: لم أتعامل معه بطريقة سيئة. كل ما أردته هو أن ينتظر إلى الصباح، ثم لا تتدخلي بيننا أنا اعلم جيداً كيف أتعامل مع ابني.
قالت بغضب مكتوم: ولكنه ليس ابنك.
اتسعت عيناه وتألق اللون الأسود بهما وهو يهدر بها: ماذا قلتِ؟
رفعت عيناها إليه: ليس ابنك. ألم تخبره أنت بذلك؟ أنك لست والده وأنه ابن أخيك.
اقترب منها بهدوء خطر وقال بفحيح: وهذا لا يجعله ابناً لي؟
أمسك معصمها بقوة وشدها إليه وقال بصوت منخفض قاسي: هل أسأت إليه يوماً؟ هل تعاملت معه يوماً بطريقة شعرت بها أنني زوج أم له؟
احتقن وجهها بقوة وهزت رأسها نافية وقالت: لا وهذا ما يدعوني أن أسالك عن السبب وراء تلك المعاملة القاسية معه منذ قليل.
قال بغضب من بين أسنانه: ليست قاسية ولكني سئمت من حديثنا الذي لا يكتمل، أريد أن افهم ما تتفوهين به ويجعلني اشعر بالغباء يسيطر على عقلي، اشعر بحيرة من تلك الكلمات التي تفوهت بها في المشفى ومن تلك الكلمات التي تفوهت بها منذ قليل.
خلصت معصمها منه وقالت في غضب: ما الذي يحيرك خالد؟
نظر لها بغضب وقال بهدوء مخالف لمشاعره السلبية التي يشعر بها ناحيتها: لماذا تكذبين منال؟ لماذا تريدين خداعي وتخبريني بأنك أحببتني حتى قبل أن ت..
شعر بخنقة كبيرة تتملكه ولم يستطع أن يكمل حديثه لتقول هي بخفوت: قبل أن أتزوج باسم.
ظهرت شرارات الغضب بعينيه ونظر لها منتظراً أن تتحدث لتقول هي بصدق: لأنها الحقيقة.
شعر بأن كلمتها تصفعه على وجه بسبب تلك النظرة الصادقة التي لمعت في عينيها ليقول بدهشة عارمة: أية حقيقة؟
رفعت رأسها بكبرياء وقالت في هدوء: إنني احبك منذ رايتك لأول مرة.
رفع حاجبه ونظر لها بشك لتقول: هل تذكر تلك المرة أم أنني لم اعلق في ذاكرتك أبداً خالد؟ هل تذكر تلك الفتاه مصرية الملامح التي سخرت منها؟ هل تذكر كيف لم تعيرني أي اهتمام؟ لم تتحدث معي ولم تشترك في نقاشنا بل نظرت إلي بسخرية جعلتني أتصلب وأنا اشعر بالازدراء من نفسي.
رمش بعينيه سريعا لعله يتذكر ما تتحدث معه بشأنه لتتبع هي بسخرية: لن تتذكر خالد. أتعلم لماذا؟ لأنك فوجئت بي في حفل خطبتي على أخيك، كنت لأول مرة تراني حينها .
عقد حاجبيه وهو يتذكر تلك الليلة وتذكر كيف كان يشعر بأخيه سعيداً وكم شعر بالخوف على ابنة ذلك الرجل الوقور، فأخيه لا يؤتمن وخاصة في أمور الفتيات.
هز رأسه بسخرية وهو يؤكد لنفسه " بل كان لا يؤتمن على الإطلاق "
انتبه عليها تقول: لم ترني يا خالد حتى في تلك المرات التي كنت تأتي إلينا وتزورنا في بيت والدي، لم تنتبه لي ولا مرة.
ظهرت الحيرة على ملامحه وهو يحاول أن يتذكرها فابتسمت وقالت بسخرية: لن تتذكرني خالد، فتوقف عن البحث في ذكرياتك عني.
زفر بضيق وهو يقول: لا افهم العلاقة بين ذلك وحبك لي.
شهقت بدهشة وقالت: حقاً لا تفهم؟
أكملت بمرارة صدحت بصوتها: ألا تفهم معنى أن أتعلق بأحد ومشاعري تتجه ناحيته كلياً وهو لا يراني في الأصل، لا يشعر بي ولا بوجودي حتى. أتعلم معنى أن اشعر بأنني خائنة للأخر وكلما رأيت وجهه أتذكرك أنت ويرتعش جسدي كله خوفاً أن يكتشف الآخر أن مشاعري ملك لأخيه؟ ماذا تعلم أنت عن مرار ليالي طويلة ابكيها بسبب أنني انتظرتك تنظر لي وأنت لم تفعل لأنك كنت مهتماَ بتلك الشقراء التي تتأبط ذراعك؟ ماذا تعلم أنت عن شعور الخزي الذي يملأني كل مرة لا تنتبه لي وأنا اشعر بوجودك حتى قبل أن أراك؟ ماذا تعلم أنت عن ازدرائي لنفسي لأنني أحببت شخصا آخر غير من تزوجت به؟ ماذا تعلم أنت عن اختلاقي لكذبة كبيرة اسمها حبي لباسم وزواجي منه والتظاهر بأنني سعيدة، وان أتغاضى عن كل مساوئه واقنع نفسي بحبه لي؟
صرخ هادرا بها: كفى
انتفضت بخوف وهي ترى ذلك التعبير الشرس الذي ظهر على وجهه وهو يقول بعينين معتمة: كفى لا أريد أن استمع إليك.
نظرت له بدهشة فأكمل: تظنين أن ما تخبريني عنه الآن سيشفع لك جميع تصرفاتك السابقة منال؟
رمشت بعينيها دون استيعاب ليكمل وهو يقترب منها لينقض عليها ممسكا ذراعيها بقوة لدرجة أنها تأوهت ألماً وهي تنظر إليه والدموع تتجمع بعينها ليكمل هو بفحيح غاضب: بل سيزيد عقابي لك منال. إذا كنت الفترة الماضية تألمت من طريقة معاملتي السيئة، فالآتي معي أسوأ، أنا سعيد أنني رددتك لعصمتي، فالآن استطيع جيداً أن استعيد حقي منك كاملاً !!

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 15-06-13, 12:45 AM   المشاركة رقم: 1240
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ 24 ..

 
دعوه لزيارة موضوعي

نظر بهدوء إلى تلك العمارة الشاهقة التي دلفت إليها الآن أمام عينيه، نقل عينيه إلى سيارة عمها التي تحركت ليتأكد أن شقة والدتها هنا.
تمتم بخفوت: إذاً هذا منزلك الجديد ليلى.
نظر مرة أخرى وعقله يفكر " أن العمارة تقع بنفس الشارع الذي يقع بآخره منزل سيادة السفير "
زفر بقوة وأدار سيارته لينطلق بها مرة أخرى ويتجه بها إلى كورنيش النيل. أوقفها عند مكان محدد ليترجل منها ويسير بهدوء ليقف أمام صفحة النيل السوداء، ينظر إليها ملياً وكأنه يحاول العثور على شيء غير مرئي بالنسبة للجميع ولكنه هو بمفرده من يراه.
تنفس بقوة ومد راحتيه ليستند بهما على الإطار الحديدي أمامه، أغمض عينيه فظهرت له كما رآها منذ قليل بابتسامتها اللبقة وبدلتها الأنيقة.
كانت متألقة. . خلابة. . جذبت أنظار العديد من المتواجدين وخاصة الأمهات اللائي يبحثن عن عروس لإبن أو لأخ شاب.
جز على أسنانه قوياً وهو يتذكر حديث إنعام هانم مع إحدى السيدات عنها والذي استمع له عرضاً، واكتشف من خلاله أن السيدة الأخرى هي زوجة عم ليلى التي أشادت بأخلاقها وجمالها !!
كم شعر بالغيرة تنهشه كحيوان مفترس أطبق أسنانه عليه وصار يضغط بهما حتى أصبح وشيكاً لفصل قلبه عن بقية جسده، ولذا اقترب منها مرة أخرى ليتحدث معها رغماً عنه، فهو كان غاضباً بسبب تلك الكلمات التي قذفتها بوجهه كالحمم البركانية. اقترب منها وهو يحاول أن يثبت لمن سيراهما أن العلاقة بينهما ليست صداقة ولا مجرد تعارف بسيط بل هي علاقة وثيقة وهي ساعدته بذلك بغير قصد منها.
لمعت ابتسامة خفيفة على شفتيه وهو يتذكر انه عندما انحنى ليهمس لها رفع عينيه سريعاً ليجد كلا من عمها وزوجته يحدقان بهما بدهشة عمت ملامحهما. تظاهر بعدم ملاحظته لهما وظل ينظر بأثرها إلى اختفت من أمامه. ولكن عاد له جنون الغيرة وهو يسمع ملاحظة وائل القيمة عنها وهو يقول إنها جميلة على الرغم من احتشامها ولكن حضورها طاغي. حينها قبض كفيه قوياً حتى لا يلكمه بقوة ونبه نفسه جيداً أن هذا التصرف لا يليق به وانه لن يتسبب بفضيحة مجهولة السبب، لتتسبب هي بتعكير صفو مزاجه عندما تباهت أمام ياسمين ووليد عن ذلك العريس الذي تقدم لها بلندن.
قبض كفيه بغضب على الإطار الحديدي إلى أن ابيضت سلامياته وعقله يتمتم بغضب " كيف؟ كيف لم تخبرني بذلك من قبل؟ كيف اخفت عني ذلك الخبر؟ وكيف استطاعت أن تتحدث عنه أمامي بتلك الطريقة الوقحة؟ "
فتح عينيه ليطل الغضب منهما كوحش أطلق سراحه " حسناً ليلى تتحديني بتلك الصفاقة، أوقعت نفسك بفخ محكم وسنرى حبيبتي، فأنت لست نداً لأمير الخيّال "

*************************



أوقف السيارة تحت بيتها وتمسك بالمقود قوياً حتى لا تفلت يداه وتذهبان إليها،
نظر لها بعشق وقال بخفوت: هل استمتعت؟
ابتسمت بهدوء: نعم الاحتفال كان رائعاً. أحببته بقدر حفل عقد القران.
ابتسم وقال: وأنا أيضاً.
نظرت له ملياً فتنحنح بهدوء واطرق رأسه حتى لا ينظر إليها فهو يحتاج بعض القوة حتى يستطيع أن يوضح لها بعض النقاط التي لازالت عالقة، مط شفتيه للأمام وقال بهدوء: المعذرة لأنني لم أخبرك عن وائل ولكنني نسيت أمره كلياً.
رفعت حاجبها باعتراض فاتبع وهو يشعر باعتراضها دون أن تتفوه به: لم افهم إلى الآن سبب تكرار زيارته لك ولا تعرفه عليك ولكن ما اعرفه انه تغير بدون إبداء أسباب.
نطقت بدهشة: تغير؟ !
زفر بقوة: نعم، كان يكرهني بشدة والآن عاد كما كان في السابق.
عقدت حاجبيها وانتظرت أن يكمل حديثه، شعر بانتظارها، فاسترسل دون أن ينظر إليها: كنا كالتوأمين ونحن صغار إلى أن وصلنا لسن الثامنة عشر، دخلنا إلى الجامعة نحن الاثنين والتحقنا بالهندسة، فحلمي أن أكون مهندسا معماريا بات قريباً. حينها تعرف هو على إحدى الفتيات وهام بها حباً، لم أتدخل في اختياره ولكني لم أتقبلها، كانت تصرفاتها مريبة ونظراتها تخنقني، شعرت بجموحها نحوي وكذبها عليه، ابتعدت عنه حتى لا أثير زوبعة بيننا، واستقصيت عنها وعلمت أنها غير مخلصه له، في نفس الوقت كان صديقنا المقرب منه هو يعاني منها الأمرين فهي تحوم حوله، إلى أن انفجر واخبره، لا اعلم ماذا حدث له. لم يصدقه بل اتهمه بالكذب، وقفت عاجزاً أن افعل له شيئاً وأنا اعلم جيداً أنها لا تستحق ذلك الحب الذي اغشي بصره عنها وعن أفعالها، وقفت حائراً وغير مصدق، فلطالما كان ذكياً بل حاد الذكاء وسريع البديهة، ولكن ما أن يصل الأمر إليها حتى يستغنى عن عقله.
تنهد وأكمل بمرارة: للأسف تصرفت بتهور وكنت أجازف على انه سيسامحني، تقربت منها كما تريد وجعلته يراها وهي معي لعله يصدق أنها لا تستحقه !!
ارتفع حاجباها و أكفهر وجهها غضباً وهي تنظر إلى البؤس الذي تجسد على وجهه ولكنه لم يحرك مشاعرها الغاضبة أو يهدئها قليلاً: انقلب وائل منذ تلك اللحظة إلى شخص آخر، نعم جعلته يرى الحقيقة بأم عينه ولكني خسرته بعد ذلك لوقت طويل، بل خسرت معه معظم أحلامي، وكدت أن اخسر نفسي أيضاً !!
التفت لينظر إليها لترميه بباقة الورد خاصتها وهي تهتف بغضب: أيها الغبي !!
ارتفع حاجباه بدهشة وهو يرى وجهها المحتقن وعينيها المشتعلتين غضباً وهي تتبع بثورة: ألم تجد حلاً آخر لتُفهم أخيك غير هذا الحل المنحل، ثم ألم تفكر به ولو للحظات ماذا سيكون شعوره لبقية حياته، ثم كيف تفعل ذلك من الأساس، ألم يكن لديك عقل؟
زم شفتيه بحنق وقال بخنقة: نعم لم يكن لدي أدنى ذرة من العقل والفهم وإلا لما كنت فعلت ما فعلته به وبنفسي !!
هدأت قليلاً لتقول من بين أسنانها: وبالطبع كان أخوك يتقرب مني ليرد لك الصاع صاعين، فيوم الشاطئ كان يخبرني بإعجابه المضني بي.
اختلجت عضلة صدغه لا إرادياً وقال بصوت محشرج: لا كان يتعرف عليك فقط، اخبرني بذلك بعدها.
رفعت حاجبيها بتسلية وهي ترى حركة صدغه وتتذكر مئات المرات التي كانت تتحرك لا إرادياً كالآن وتستوعب حينها أنه كان يشعر بالغيرة عليها أو الغضب منها.
نظرت له بعدم تصديق وهي تعلم انه يكذب ولكنها آثرت الصمت وعدم التعليق ليتبع هو بصوت حاول أن يخرجه طبيعياً: نسيت أن أخبرك انه أخي وأنت لم تسأليني عنه.
هزت رأسها بتفهم وزمت شفتيها بحنق فقال بضعف: ياسمين أنا أريد نسيان كل ما فعلته في الماضي. لا أريد لشبح الماضي أن يخيم على حياتي مرة أخرى، أرجوك ساعديني على ذلك.
التفت وهو ينظر إليها بعينين غائمتين بالعاطفة: سأبدأ معك من جديد، فأنت حياتي كلها الآن وستظلين كذلك إلى آخر يوم بحياتي.
انتفضت بغضب وقالت بنزق: توقف عن ذكر ذلك الأمر فانا لا أحب أن نتكلم عنه نهائياً.
ابتسم وهو يقترب منها وعيناه تلمعان: تخافين علي.
رفعت حاجبها الأيمن وقالت مغيظة: لا.
نظر إلى عينها بهدوء وقال: حقاً؟!
هزت رأسها بالإيجاب فقال وهو ينظر إلى شفتيها بنهم: متى سأسمع منك كلمة تجبرين خاطري بها.
ابتسمت بتسلية: عندما أصبح زوجتك
قال من بين أسنانه: أنت زوجتي الآن.
اقترب منها ليحاصرها بين ذراعيه وباب السيارة لتقول وهي تضع يدها برفق في صدره: كلا. أنا لست زوجتك حتى الآن، عندما أكون في بيتك سأصبح زوجتك.
ابتعد عنها سريعاً وأدار محرك السيارة مرة أخرى فقالت بدهشة: ماذا تفعل؟
حرك حاجبيه بتسلية: سآخذك إلى البيت.
ضحكت بقوة وقالت بهدوء آمر: توقف عن الجنون !
التفت إليها مرة أخرى وهو ينظر إليها ويقول بخفوت: كيف أتوقف عن الجنون وأنت معي، ألا تشعرين بتأثيرك علي ياسمين، كل شيء بك يدفعني إلى الجنون بطواعية.
اقترب منها أكثر وسحبها ليضمها إلى صدره بلهفة سطعت بتأوهه باسمها بنبرة عاشقة، تأوه مرة أخرى وهو يقول وهو يدس انفه بشعرها: كم انتظرت تلك اللحظة طويلا، حبيبتي.
شعرت بالخجل يسيطر على حواسها وهو يضمها بقوة ويدفنها بين ذراعيه، وشعرت بيديه تتحركان على ظهرها لتنطلق صافرة الإنذار في عقلها مدوية وتبتعد عنه سريعاً وتقول بخجل: لقد تأخر الوقت.
نظر لها في دهشة غير مستوعب ما تقوله. فلحظة كانت بين يديه يستشعر بنعيم قربها منه ولحظة وجدها بعيدة عنه فقال: علام تأخرنا؟
ابتسمت بخجل وقالت: لابد أن اصعد إلى البيت فهذا لا يليق.
همهم بتشتت وهو لا يفهم ما تقول: ولكن..
لتخرج من السيارة سريعاً وهي تقول: تصبح على خير ديدو.

************************

__ سيدي
صدح صوت سكرتيرته عالياً لينتبه هو من خضم أفكاره عليه.
ضغط على الجهاز الموضوع بجانبه: نعم أسماء.
__ الرائد أمير الخيال يريد مقابلتك سيدي.
عقد حاجبيه وهو يبحث عن الاسم في عقله، ليزفر بقوة ويقول: ادخليه من فضلك.
استقام واقفاً وهو يرى الآخر يدلف من باب مكتبه في هدوء وفخامة، يبتسم بثقة ويقول بصوت هادئ: مساء الخير بلال بك.
ابتسم ببشاشة وهو يمد يده ليصافحه وهو يشعر بثقة وارتياح انتاباه لا سبب لهما سوى رؤيته لذلك الأمير: مساء النور يا بك.
تحرك من خلف مكتبه وأشار إليه أن يتحركا ليجلسا بالجلسة الموضوعة في طرف الغرفة، ابتسم بود: ماذا تشرب؟
ابتسم أمير بمرح: لا تشغل راسك.
هز رأسه بنفي: لا يجوز سيد أمير لأول مرة تشرفني بزيارتك، لابد أن نشرب شيئاً سوياً.
ابتسم أمير بفخامة: قهوة إذاً.
التفت إلى مديرة مكتبه وقال بلطف: كوبين من القهوة من فضلك أسماء.
هزت رأسها موافقة لتغادر بعدها الغرفة
التفت إليه وقال بهدوء: شرفت سيد أمير كيف استطيع أن أخدمك؟
كح أمير بحرج ليرفع عينيه بنظرة متسائلة أتقنها جيداً: المعذرة،
صمت قليلاً ليقول بهدوء: ألم تخبرك ليلى عني؟
رمش بلال بعينيه سريعاً وقال بدهشة: عفوا؟ !
تنحنح أمير مرة أخرى وهو ينظر من حوله وقال وهو يعتدل في جلسته: الآنسة ليلى، كريمتكم ألم تخبرك أنني سآتي إليك اليوم؟
احتقن وجه بلال بقوة وقال بقوة: ما علاقة ليلى بك؟ ولماذا تخبرني عنك؟
ابتسم أمير بإحراج ونظر إليه قليلاً ليقول بهدوء: اعتقد أنها خجلت من إخبارك عني.
اتسعت عينا بلال بقوة فاتبع الآخر: سبب زيارتي اليوم أنني أتيت لأتعرف عليك واحدد موعداً آتي فيه إليكم واطلب يدها رسمياً.
نظر إليه بلال في بلاهة وقال: يد من؟
تحكم في ضحكته بقوة ليبتسم بهدوء: الآنسة ليلى كريمتكم.
صمت وهو يعطيه الفرصة ليستوعب ما اخبره به تواً وما خطط ليوهمه به دون الكثير من الكلمات، نظر إليه ملياً والتفكير يظهر على وجه الشاب الصغير هذا، وجه محتقن بقوة وأمارات الدهشة ترتسم على ملامحه.
تنحنح بلال وقال بصوت مخنوق: إذاً أنت تعرف ليلى من قبل.
كح بلطف وقال في لباقة: نحن اصدقاء.
رمش بلال بعينيه وابتسم بفتور: حسناً.
هم بالحديث ليقطعه دقتين على الباب ودخول أسماء ومن خلفها العامل يحمل كوبي القهوة، انتظرهما إلى أن انتهيا
قالت اسما بهدوء: أي شيء آخر سيدي.
هز برأسه نافياً لتخرج من باب الغرفة وتغلقه ورائها، التفت إليه وابتسم وهو يناوله كوب القهوة وقال في ود استحضره رغماً عنه: هلا أخبرتني عنك يا سيادة الرائد.
ابتسم أمير بود وقال: بالطبع، أنا رائد بوزارة الداخلية، من عائلة متوسطة وميسور الحال، وسأحافظ على كريمتكم وسأضعها في عيني.
شعر بتوتر الآخر الذي ظهر ملياً في جلسته المهتزة و أومأ برأسه سريعاً: حسناً، لابد وانك تعلم أن ليلى ليست شقيقتي.
هز أمير رأسه بالإيجاب وقال: بالطبع، أنت أخوها من والدتها، بالطبع اعلم ذلك.
أغمض بلال عينيه بقوة ليبتسم بعصبية لم يغفل عنها الآخر: وتعلم أنه لابد من موافقة عمها هو الآخر.
هز أمير رأسه وارتشف من قهوته ليقول بهدوء: نعم ولكني ظننت من الأفضل أن أتكلم معك أولاً، وسأذهب إلى عمها بالطبع.
صمت قليلاً ليتبع: ولكن ليلى أخبرتني انك قريب منها وستتفهم الأمر.
زم الآخر شفتيه بقوة وهز رأسه بإيماءة عصبية فأكمل أمير وهو يشعر بالشفقة على ذلك الفتى مما يفعله به – ولكنه رغماً عنه فهذا هو السبيل الأوحد للوصول إليها – ابتسم: من وجهة نظري أن أتعرف إليكم أولاً ثم اذهب إلى عمها لأتقدم له أيضاً.
ابتسم بلال وقال: لا عليك سأدعوه عندنا وتتعرف على العائلة كلها معاً.
لمعة عيناه بظفر ليبستم باتساع ويقول: كانت صادقة عندما أخبرتني عنك.
نظر له باستفهام فأكمل أمير وهو يبتسم له بامتنان: قالت انك نعم الأخ، وأنت بالفعل كذلك.
ابتسم بلال بطبيعية لأول مرة وهو يعلم جيداً مدى تقدير أخته الكبرى له، نظر إليه: حسناً سأنتظرك في الغد.
ابتسم أمير بود: عفواً أرجو ألا تمانع أن آتي اليوم.
ظهرت الدهشة بعيني الآخر فاتبع أمير بإقناع: هي على كل حال ليست زيارة رسمية انه لقاء للتعارف فقط.
هز بلال رأسه موافقاً ليكمل أمير بثقة: وساترك بياناتي لديك لتستطيع السؤال عني وعن عائلتي وتأتي بكل المعلومات التي تخصني.
ناوله ملفاً لأول مرة يلاحظ بلال انه معه وقال: إنها صورة من ملفي في وزارة الداخلية، به كل المعلومات الشخصية عني وتقارير رؤسائي أيضاً .
امسكه بلال وقال بحرج: لا داعي لهذا.
ابتسم أمير: كلا.. من حقك أن تعلم عني كل شيء.
انتصب واقفاً وهو يقول: سعدت بالتعرف عليك يا بلال بك.
قال بلال بمرح: لا يوجد داعي للألقاب بينا، ثم أنا الأسعد يا سيادة الرائد.
أشار له أمير بيده في طبيعية مرحة: لنكن طبيعيين، لا يستحق الأمر للتشريفات أو الألقاب.
ابتسم بلال: حسنا أمير سأنتظرك اليوم في الثامنة.
اتسعت ابتسامته وتألق الفرح في عينيه: سأكون في الموعد تماماً.
خرج من باب المكتب وهو يشعر بأن كل ما يريده الآن هو أن ينظر إلى وجهها عندما تراه في منزلها يترأس جلسة اليوم.


انتهى الفصل الخامس وعشرون
في انتظار ارائكم تواقعتكم وتفاعلكم
موعدنا السبت القادم باذن الله ببارت جديد
اراكم على خير
في حفظ الله

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(حصري, .....قريبا, ليلاس, ليلى, مستشار, موال, منتدى, منتديات ليلاس, امير, الكاتية اسيل, برنامج, بقلمي, يالي, ياسمين, رومنسيات عربية, سائق, شفير, عبد الرحمن, عبق الرومانسية, هنادي هشام, وليد
facebook




جديد مواضيع قسم سلاسل روائع عبق الرومانسية
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t169803.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 03-01-16 02:51 AM
Untitled document This thread Refback 29-08-14 11:55 PM


الساعة الآن 10:37 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية