كاتب الموضوع :
سلافه الشرقاوي
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل العشرين .. مميزة جداً
لم تستوعب أنها نطقت بها إلا عندما سمعته يجيب في هدوء وهو يبتسم بخفة: لم يحدث شيء!
اتسعت عيناها رعباً لتبتعد عنه بقوة وتدير إليه ظهرها، وضعت كفها على فمها مانعة نفسها من التأوه بصوت عال، شتمت نفسها بدون صوت وجزت على أسنانها قوياً وهي تعنف نفسها بقوة على انجذابها إليه و تلك الوداعة التي تلبسها عندما يقترب منها، أما ما أطار عقلها " هل سمحت له بالفعل بأن يقترب منها ويقبلها؟"
عقدت حاجبيها " لكنها لا تشعر بذاك الشعور التي شعرت به المرة الماضية، لا توجد فراشات تطير بمعدتها ولا قلوب تقفز من عينيها ". ابتسمت رغماً عنها وهي تتذكر تلك القبلة التي سكنت أحلامها الفترة الماضية لتنتبه عليه يقترب منها ويكرر جملته هامساً في رقة.
شعر بأنها غاضبة من نفسها فاقترب منها وأكد في رقة: لم يحدث شيء.
شعرت بالتوتر فهزت رأسها بتفهم فاتبع بغيظ: وليد جديد كما تعلمين!
رفعت حاجبيها بتعجب فأكمل بآلية طفولية وكأنه يستذكر درساً حفظه عن ظهر قلب: لا يعبر عن مشاعره بتلك الطريقة غير المهذبة.
لم تستطع أن تمنع نفسها من الضحك، انطلقت ضحكتها مجلجلة ليضحك هو بدوره وهو يشعر بالحرج، حك شعيرات رأسه مما زاد من تبعثرها ليقترب بجوارها ويهمس: من أجلك سأفعل أي شيء ياسمين.
ابتسمت فأكمل بمرح: حتى لو طلبت أن انزل إلى البحر الآن بكامل ملابسي.
لمعت عيناها بشقاوة: حقا؟!
هز رأسه بالإيجاب: نعم، لنجرب.
هزت رأسها نافية وأمسكت بيده: لا، لا. كل ما أريده الآن أن أعود إلى البيت، فأنا متعبة وبشدة.
انحنى أمامها: كما تريدين. فلتأمر أميرتي وأنا على التنفيذ.
هزت رأسها وهي تخرج هاتفها من جيبها: حسنا سأتصل بسلمى ليعودا.
__ لماذا تتصلين بها؟ اتركيهما؟
تساءلت في دهشة: كيف سأعود إذا؟
رفع حاجبيه في تعجب: معي !!
نظر لها وقال بقوة: أتريدين العودة معهما وأنا موجود؟
هزت كتفيها: لقد أتيت معهما.
ابتسم وهو يحضن كفها: وستعودين معي، بدون نقاش.
قالت بهدوء: ولكن لا يصح وليد، فانا أتيت معهما ولابد أن أعود معهما.
هز رأسه نافياً: سأخبر مصطفى لا تقلقي، هيا اجمعي أشيائك لنتحرك.
__ حسناً، حقيبتي جاهزة بالفعل. سأنظر مرة أخيرة بالشاليه حتى أتأكد أنني لم انس شيئاً.
هز رأسه موافقاً وسار بجانبها إلى أن وصلا إلى الشاليه. أحضرت حقيبتها فحملها عنها وقال: هيا ياسمين سريعاً وأنا سأكون في انتظارك عند السيارة.
حمل الحقيبتين وابتعد لتدلف هي الداخل وتبحث عن حقيبة يدها.
وضع الحقيبتين بالسيارة ووقف بجانبها ينظر باتجاه الشاليه منتظراً عودتها.
__كيف حالك يا أخي العزيز؟
انتفض على صوته البارد، ليلتفت إليه ويقول بعصبية: بخير حال يا أخي العزيز.
اقترب الآخر منه ونظر إليه طويلاً ليردد: كيف حالك وليد؟
عقد حاجبيه ورفع رأسه قليلاً لينظر إليه ويقول بهدوء: أنا بخير.
تنهد وليد بقوة واتبع: هل تطمئن علي أم ماذا تريد من سؤالك هذا؟
زفر الآخر بقوة: بل أريد الاطمئنان عليك.
هز وليد رأسه: أنا بخير وائل، شكراً على سؤالك.
تحرك الآخر منصرفاً ليعود سريعاً ويقول وهو يلهث: اسمع وليد.
رفع وليد حاجبيه ليتبع الآخر: لقد سئمت من كل هذا.
تنهد بقوة: سئمت من صراعي معك الذي ادفع أنا بمفردي ثمنه، سئمت وتعبت بل أجهدت منه، اشعر أني لا طاقة لي لاستمر على ذلك النحو.
ابتسم وليد بألم وقال وهو يقترب منه: إذاً توقف عن ذلك الصراع الذي يغلى بداخلك، توقف يا أخي.
نظر له ولمع الحقد بعينيه: لا استطيع، كلما رأيتك تأكلني نيران الغضب واشعر بالحقد يملأني.
تهدج صوته بضعف: رؤيتك مؤلمة للغاية يا أخي.
لمعت الدموع في عيني وليد واقترب منه مربتاً على كتفه: آسف على ما تسببت لك به ولكن...
قاطعه الآخر: لا وليد، لا أريد أن نعيد ذلك الحديث. لا أريد أن استمع إليه من جديد. كل ما أريده منك هو أن تبتعد عن طريقي. توقف عن مقابلتي ولو صدفة، فأنا لا استطيع التعايش معك ومقابلتك لو لفترة من الوقت.
ابتسم وليد بألم: حسناً يا أخي. تحملني قليلاً وسأغادر حياتك للأبد.
ابتسم الآخر بسخرية وقال: مبارك الزواج.
تنهد وليد بقوة فاتبع وائل: إنها تحبك يا أخي، أتمنى لك حياة سعيدة.
نظر له بتشكك فضحك بسخرية: أقولها من قلبي، ولا تخف لا أدبر لك شيئاً، فأنا سئمت كل شيء.
نظر له بتفحص وقال بقوة: ماذا بك وائل؟ لماذا قررت فجأة التوقف عن تدمير حياتي؟
ابتسم: لا شيء. تعبت فقط.
نطق بنبرة مميزة: وائل.
أشاح الآخر بيده: لا وليد هذا لن يحدث، لن أفضفض لك عن همومي لتربت على كتفي كما كان يحدث من قبل. توقفنا أنا وأنت عن لعب تلك الأدوار السمجة.
اتبع بتهكم: نحن الآن راشدين ونستطيع التعامل بموجب القواعد الجديدة التي نشأت بيننا، سأكف عنك وأنت ستتوقف عن الظهور أمامي كعفريت العلبة.
هز الآخر رأسه موافقاً فاتبع: وسأنتظر أنا حتى تختفي نهائياً من حياتي. وأنا مستعد لمساندتك أمام والدي وأقف معك إلى أن تتزوج.
رفع كفيه وقال: اعتقد انه اتفاق عادل، أنا الآخر ساترك القصر واذهب للعيش بمفردي. احتمال كبير أن انتقل إلى الإسكندرية واستلم فرع الشركة هناك.
اتبع بتعب: أريد أن انتشل نفسي من تلك الحياة البائسة.
اتسعت عينا وليد بقوة: وائل اخبرني بما يحدث معك، استحلفك بالله أن تخبرني.
لمعت عيناه بألم: ليتني استطيع.
هم وليد بالتحدث لينظر الآخر إلى خلفه ويقول: سأنصرف فياسمين قادمة، سلام.
التفت لينظر إلى ياسمين ليعود إليه فلا يجده أمامه، زفر بضيق وهو يفكر في حالة أخيه المستعصية على الفهم " ماذا يحدث معك وائل؟ ماذا يحدث أخي؟ سأعلم رغماً عنك".
انتبه على يدها التي تنقر على كتفه بخفة وهي تقول: هاي أين أنت؟ أنا أتكلم معك.
ابتسم وأمسك يدها ليقبلها: اعتذر حبيبتي.
سحبت يدها منه قوياً وقالت بعتب: توقف وإلا لن اذهب معك إلى أي مكان.
__ حسنا اهدئي، وهيا لنذهب حتى لا تتأخري أكثر من ذلك.
هزت رأسها موافقة وقالت وهي تجلس إلى جواره: سلمى كلمتني وأخبرتها أنني سأعود معك.
اتبعت بتعجب: وأخبرتني أن مصطفى يخبرك الا تنسى موعد غداً، عن أي موعد يتحدث مصطفى؟
ابتسم وقال: سأخبرك في الغد إن شاء الله عندما أراك، لدي حديث طويل ولكني سأوجله للغد.
نظرت له بتفحص والفضول يطل من عينيها فأكمل بحزم: في الغد ياسمين، انتظري إلى الغد حبيبتي.
*****************************
اتسعت عيناه بقوة وقال بتبعثر: لا افهم ما تقوله!!
تنحنح ليقول بهدوء: ما الذي لا تفهمه؟ أنا قصصت لك كل شيء.
رمش بعينيه سريعاً وقال: كيف ستصل إليه؟
تنهد الآخر بقهر: إلى الآن لا اعلم، وأريد أن أصل إليه أولاً، فإذا استطاعوا الوصول إليه سيختفي.
اقترب منه وهمس بصوت قوي: إنه كارت رابح لنا، ولذا هم يريدون أن يخرجوه من هنا بأي شكل، سيفعلون ما بوسعهم ليحملوه إلى خارج مصر.
نظر له ملياً وقال: الآن علمت لماذا أنا محبوس هنا؟
ردد الآخر بدهشة: محبوس !!
ابتسم الآخر بسخرية: نعم لدي أوامر عليا بالمكوث هنا شهرا آخر.
اتسعت عينا خالد بقوة وقال: إذاً هم يبحثون عنك !!
قراءة ممتعة
|