لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روائع من عبق الرومانسية > سلاسل روائع عبق الرومانسية
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

سلاسل روائع عبق الرومانسية سلاسل روائع عبق الرومانسية


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-01-13, 11:07 PM   المشاركة رقم: 1046
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل التاسع عشر .. مميزة جداً

 
دعوه لزيارة موضوعي


وقف بثبات ينظر إليها ونظراته يكسوها البرود، يردد لنفسه ألا يتراجع عن موقفه، ألا يهتم بشحوب وجهها الظاهر بقوة، ألا يهتم بمظهرها المبعثر، ألا يهتم بدموع عينيها المتساقطة، ردد بقوة "لا تهتم بها، لتذق بعضاً مما ذقت أنت "
نهر قلبه بعنف واجبره ألا يخفق لها، تغاضى عما اخبره به الطفلين وأنها كانت متعبة، وأكدته فاطمة بأن الطبيب أتى إليها اليوم.
أغمض عيون قلبه عن كل شيء وتذكر فقط صراخها مراراً في وجهه بأنها لا تريده في حياتها، تذكر صوتها الباكي وهي تخبره مراراً أنه من قتل باسم.
شعر بغصة قوية تسيطر عليه، ليترجم شعوره بطريقة مناقضة فينظر لها ببرود اشد وهو يخبر قلبه أنها بخير ترتدي الأسود وتستمع إلى الأغاني، ودموعها جزء من شخصيتها فهي تبكي اغلب الأوقات!!!
نهضت واقفة عندما أكدت لها عيناها أنه هنا، هو بحضوره الطاغي وجاذبيته الأسرة، حبيبها هنا. تأملت ملامحه بنهم قوي وشوق اطل من عينيها، تساقطت دموعها غير مصدقة لوجوده والتمعت في نفس الوقت شفتيها بابتسامة أنه أتى بعد أن اتصلت به.
نعم أكدت لقلبها ولعقلها أنه أتى من اجلها، أتى لأنها طلبت منه الحضور. أتى لأنه يحبها. أسرعت إليه تريد أن تقفز إلى أحضانه وتشعر ببعض مما تتوق إليه.

تقدم بخطوات ثابتة إلى داخل الغرفة لينظر إليها بجبروت طل جلياً من عينيه وقال بصوت قوي بعد أن رأى ابتسامتها الواثقة: لا تتخيلي أني أتيت من أجلك أو من اجل طلبك لي، فأنت وما تريدين لم يعد يهمني.

وقفت مبهوتة بشكل مفاجئ. كادت أن يختل توازنها بسببه ولمت ذراعيها بجانبها وكأنها تحمي نفسها من نظراته الباردة. نعم فقد رأت أخيراً نظراته الباردة، أجفلت بقوة من برودة نظراته واقشعر بدنها منها، شعرت بأن قلبها يُسحق تحت جبروته اللامحدود، وأزهقت روحها بعد أن نطق بتلك الكلمات الجامدة.

سحبت نفساً عميقاً لتهدئ من شعور الاختناق الذي استحكم رئتيها لتعقد حاجبيها وهي تتساءل "لماذا لا تتنفس؟ " حاولت مرة أخرى ولكنها لم تستطع. شهقت بعنف حتى تأخذ كمية كافية من الهواء وتحاول أن تتخلص من تلك الآلام المبرحة التي تنتهك روحها.
شعرت بعدم اتزان وأن الأرض تميد تحت قدميها لتهوى ساقطة أرضاً.
أنّ قلبه بقوة وصرخ بسبب صدمتها التي سطعت على وجهها بعد كلماته ولكنه نهر نفسه والتزم بمظهره القوي ونظراته الباردة ليفاجئ بأنها تسقط أرضاً أمامه.
التقطها بين ذراعيه بسهولة وهو يحول بينها وبين السقوط، وقبل أن يشعر بدفء جسدها الذي يفتقده، صرخت به وهي تحاول أن تبتعد عنه: ابتعد عني.
قالتها بكبرياء قوي وتحدي سافر، فجز على أسنانه بقوة وهو يشدها إليه: لا تجرؤين على أن تتحديني منال، ولا تعتقدي أنني نسيت انك أغلقت الهاتف بوجهي.
أكمل بتسلط وهو يسيطر على حركتها الدافعة له: ثم انك زوجتي ومن حقي أن أضمك إلي وقتما أريد.
دفعته بعيداً عنها بقوة وهي تصرخ: ابتعد عني، فانا لا أريد الاقتراب منك.
ضمها إليه بقوة وهو يجبرها أن تنظر إليه، ابتسم بسخرية: كفي عن الكذب فأنا استطيع الشعور بك جيداً.
نظرت له بغضب وقالت بتحدي ممزوجاً بانتصار وضح في صوتها: وأنا الأخرى خالد، فان كنت اشتقت إليك مرة أنت اشتقت إلي عشرات المرات، والآن تبحث عن سبب قوي لتضمني إلى صدرك.
جز على أسنانه بقوة لينظر إليها بغضب حوّل مقلتيه إلى سواد حالك، ولم يستطع أن ير نظرة الانتصار التي ملئت عيناها بسبب صدق ما تفوهت به، فدفعها بعيداً عنه وهو يرفع رأسه بكبرياء ويقول: أنت واهمة منال، فأنا لم اعد متيماً بحبك كالسابق.
شعرت بالغصة تسيطر عليها وتخنقها فرفعت يدها تلقائياً لتمسد حلقها وأشاحت بنظرها بعيداً عنه. لا تستطيع الوقوف أكثر من ذلك فأعصابها على المحك، جلست على حافة الفراش بتعب لم يخف عن عينيه.
سأل بهدوء وهو يحاول ألا يبدو متلهفاً: أنت متعبة، أليس كذلك؟
نظرت له باستفهام فاتبع: فاطمة أخبرتني أن الطبيب كان هنا من أجلك.
هزت رأسها بالإيجاب فقال بصوت حيادي: ماذا قال؟
ازدردت لعابها بقوة وهي ترتجف خائفة من ردة فعله، شعر بأنها تتلكأ بالإجابة لسبب لا يعرفه، فقال بصوت قوي: ها منال ماذا قال الطبيب؟
بللت شفتيها بتوتر وحاولت أن تبحث عن صوتها فلم تجده، لتتنحنح.
شعر بأنها ستلقي قنبلة عليه فتوترها وصل إليه جيداً، انتظر إجابتها وهو يسيطر على شعوره بالخوف عليها.
قالت بصوت أبح: أنا حامل!
اتسعت عيناه بحبور وقال بصوت سعيد: حقا؟ !
هزت رأسها بنعم، ليقطع المسافة بينهما سريعاً ويجلس على ركبتيه أمامها، وينظر إليها بمقلتين تتألقان فرحاً،
شعرت بسعادته تنتقل إليها بقوة. نظرت إلى عينيه والأزرق يطغي عليهما. عيناه الباردة منذ قليل أصبحت تتقد من السعادة وتنظر إليها بحب لم يستطع أن يتحكم به. قال بصوت دافئ اشتاقت إلى سماعه: مبروك. سأطير فرحا بذلك الخبر الجميل.
اتبع وهو يلامس خصلات شعرها برقة: بماذا أوصى الطبيب؟
زال التوتر منها قليلاً وقالت بضعف: لا شيء. قال إنه ينبغي علي الاهتمام بتغذيتي.
قال وهو يعدل من جلستها ودفعها إلى الاستلقاء على الفراش: والراحة أيضاً.
اتبع وهو يعدل من وضع الوسادات خلف ظهرها: فأنت تبدين متعبة للغاية.
نظرت إلى عينيه وقالت بهمس: خالد. .. أنا. ...
وضع أصابعه على شفتيها وقال بحنو: هششش، لن نتكلم الآن في أي شيء مضى.
تنهد بقوة وهو يكمل: ليس الآن على الأقل، هيا اخلدي إلى النوم.
نظرت إليه وهو يتجه إلى باب الغرفة وقالت في هلع: وأنت.
ابتسم بألم: لدي أمور علي إنهائها، سآتي في الصباح لنذهب إلى الطبيب لأطمئن عليك جيداً وليوصي الطبيب بنظام غذائي جيد لك.
أعطاها ظهره وقال وهو يهم بالخروج: تصبحين على خير.
ظلت تنظر إلى الباب المغلق وهي مندهشة من رحيله الذي لم تتوقعه، وأسكتت صوتاً داخلياً يخبرها أنه على الرغم من وجوده هنا إلا انه لن يبق معها، وأنه لم يأت من اجلها.
صاحت بعنف " لماذا جاء إذا؟ !! "
دمعت عيناها وهي تعلم انه أتى من اجل الطفلين، وانه الآن سيبقى من اجل الطفل القادم، ليس من اجلها.
هزت رأسها بعدم تصديق وهي تفكر "لا إنه يحبها، يعشقها، رددها مراراً وتكراراً على مسامعها من قبل. اخبرها بها في كل يوم كانت ترمي بكراهيتها له في وجهه، كل يوم كانت تخبره انه السبب في تدمير حياتها، كان يخبرها انه يحبها وسيظل معها حتى إن لم تقبل هي بذلك "
رددت بألم: لا انه هنا من اجلي، من اجلي.

خرج يجر خطواته بعيداً عنها، يريد أن يتخلص من تأثيرها عليه، ويريح عقله وقلبه من ضغط أفكاره.
اسند جسده لباب الغرفة وتنفس بعمق حتى يمحو رائحتها من رئتيه، رفع كفيه لينظر إليهما، يقبضهما ليبسطهما مرة تلو الأخرى وهو يشعر بملمسها عالق بيديه. حرك رقبته وهو يشعر بخصلات شعرها الناعمة عالقة فيها، وعينيه لا يستطيع محو صورتها منهما،
تنهد بقوة وهو لا يستطيع محو كم السعادة التي تملؤه بسبب خبر حملها. فكر بسعادة " طفل سيأتي بملامحها الجميلة، ويحمل جنونها أيضاً".
تمتم بحبور " يا الله، كم أريد طفلاً يقربني منها أكثر ويمحو كل ما فات".
ابتسم ساخراً وهو يعرف أن أمامه طريق طويل ليستطيع محو أخيه المتوفى من رأسها وعقلها وربما قلبها أيضاً.
انتفض بقوة عندما أخذه عقله لتلك الأفكار وهو يخبره أنها لا زالت تحب باسم وتتذكره. احمر وجهه بقوة وهز رأسه بعنف وكأنه بتلك الطريقة يطرد تلك الأفكار المؤلمة من رأسه.
انتفض بقوة على فاطمة وهي تحدثه بهدوء: خالد، ماذا بك؟
ابتسم بتوتر وقال: لا شيء يا صغيرتي.
تقدم منها ليأخذها تحت ذراعه ويسألها باهتمام: تعالي لنتحدث. أريد أن اعلم كل شيء حدث في غيابي.
ابتسمت وقالت بمكر طفولي: أنت تعلم كل شيء حدث وأنت لست هنا.
لتزداد عينيها شقاوة وتقول بابتسامة خبيثة: إلا لو كنت تسأل عن أخبار شقيقتي الغالية على قلبك.
ابتسم وهز رأسه بالإيجاب، فاتبعت وهي تسير بجانبه: لا تزال مجنونة كما هي خالد لم تتغير.
ضحك بقوة تلك المرة وخبطها على مؤخرة رأسها بخفة: لا تتحدثي عنها بطريقة لا تليق.
هزت كتفيها وقالت: لم آت بشيء جديد، ثم إن الحمل زادها جنوناً.
نظر لها وقال بسكون: هي من أخبرتك عن الطفل؟
هزت رأسها نافية بسرعة، فتعجب منها وقالت بارتباك حاولت أن تخفيه: لا، الطبيب هو من اخبرنا جميعاً.
عقد حاجبيه ونظر لها بتفحص " يشعر بأن تلك الصغيرة تخفي شيئاً ولكنه غير مهتم بذاك الآن، ولا يريد أن يفكر في ذاك الاتجاه. يريد فقط أن يفرح بخبر حملها وبحلم حياته الذي يتحقق. "
ضمها إليه وقال بحنو: اخبريني بم أخبرتك به الطبيبة.
تنهدت بألم وقالت: هل يمكنني ألا أجيب عليك؟
هز رأسه نافياً وقال: لا.. أريد أن اعرف كل شيء عنك، تعالي لنجلس ونتحدث سوياً.
ابتسمت بتعب: أنت مصّر إذاً.
__ نعم ولا تتهربي مني كما كنت تفعلين عندما نتحدث على الهاتف.
فركت كفيها: حسناً سأصنع كوبين من القهوة ونتحدث بالأسفل، فالجو رائع تلك الأيام.
هز رأسه وقال: تمام، سأنتظرك أمام الملحق.
جلس أمام الملحق واسند رأسه للوراء، أغمض عينيه وهو يحاول أن يستمتع بذلك الجو المنعش لم تمض ثواني إلا شعر بوجود فاطمة بجانبه.
_ سيأتي سمسم بالقهوة.
تمتم بحنق: سمسم.
نظرت له بتعجب: هل فعل شيئاً ضايقك؟
هز رأسه نافياً، نظر باتجاهها ليجدها تنظر إلى الملحق وقالت بخفوت: ما أخبار عبد الرحمن؟
ابتسم وقال: ألم تذهبي إليه؟
هزت رأسها نافية وقالت بإحباط: لا منذ أن سافرت أنت وأنا لم اذهب إليه. أبي وأمي يضيقان على الخناق، وأنا لست بحالة جيدة للعراك معهما.
ربت على يدها بهدوء: لا يقصدان أن يتحكما بك فاطمة ولكنهما يشعران بخوف شديد عليك.
زفر بقوة: ولا اعتقد انك استطعت أن تنسي أن ما حدث كله كان بسبب تهورك واستهتارك بكل شيء.
هزت رأسها موافقة وقالت بصوت مخنوق: نعم اعلم، اعلم خالد وألوم نفسي مائة مرة على كل ما حدث، ولكن للأسف الزمان لا يعود.
أكملت بشرود: إذا عاد الزمان سأغير كل ما تطاله يداي، سأرفض أن اذهب لتلك المدرسة التي قضيت بها أتعس أيام حياتي. تلك الأيام التي حولتني لما كنت عليه فتاه مستهترة لا تعبأ بشيء، أتعلم أنني هناك تعلمت أن اكره نفسي. .أصلي. .عائلتي ووطني؟
لمعت عيناها بألم: كانوا يسخرون مني لأنني ملونة كما كانوا يطلقون علي، يلقبوني بغريبة الأطوار لأن ليس لي حبيب، وملابسي المحتشمة إلى حد ما، انفجرت من كثرة الضغط على أعصابي وتمردت.
صمتت برهة لتتبع بغضب: تمردت على كل شيء، اسمي وشكلي واصلي والاهم المعتقدات التي كانت علمتني إياها أمي. رميت بكل شيء تعلمته قبل أن اذهب إلى تلك المدرسة إلى سلة المهملات.
ضحكت بسخرية: صنعت نسخة جديدة مني وأسميتها تومي، ولا تنس أنني حملت أهلي ذنب كل ما حدث معي وخاصة أنني توسلت لهم ألا اذهب إلى هناك.
دمعت عيناها فاقترب منها وضمها إليه في حنان وهمس لها: اهدئي يا صغيرتي، انتهى كل شيء الآن، أنت هنا ببلدك ووسط اهلك. امح تلك الذكريات السيئة من عقلك واعلمي أنهم كانوا يضايقونك بسبب روحك التي تشع من داخلك، تلك الروح التي لا يمتلكونها.
ضحك بألم وهو يتبع: أنا أكثر من يعلم ذلك الإحساس، فلطالما شعرت بالغيرة من باسم بسبب لمعة عينيه الدائمة ووجهه البشوش.
ضحك بقوة وهو يكمل: والاهم خفة دمه التي تجتذب الفتيات كالفراشات حول زهرة رائعة الجمال.
عقدت حاجبيها وهو يقول: كان مميزاً باختلافه، حتى أمي كانت تعشقه. ولم لا؟ فهو نسخة أبي المصغرة، أما أنا فشبيه والدها الذي كان عائقاً كبيراً في حياتها. ثم إن باسم كان قريباً لشخصيها وأفكارها. كان يعشق بلادها، وليس مثلي إصر على مصريتي.
رأى التعجب في عينيها فأكمل مفسراً: أمي كانت تعشق أبي حد الجنون ولكنها تكره مصريته، تحكمه وغيرته التي لا تفهمها، عصبيته عندما يقترب أي رجل نحوها. كرهت ذلك التحكم الذي لا تعلم أسبابه، وكرهت تلك التقاليد والعادات التي يحترمها ويصر عليها.
تنفس بعمق: كرهت أفكاره البالية كما كانت تدعوها دائماً.
هز رأسه بيأس واتبع: أما باسم فهو حلمها الذي تحقق أمام عينيها. مصري بملامحه وانجليزي بعقله.
سألته بخفة لتهون عليه وطأة تلك الذكريات: إذاً لم تكن محبوباً مثلي.
عقد حاجبيه مستفهماً فقالت سريعاً: بحق السماء خالد، ألم تلاحظ أنني لست المفضلة لأبوي، الاثنان يعشقان منال.
ضحك بمرح تلك المرة: تستحق ذلك.
زمت شفتيها ليضمها بأخوية: امزح معك.
قالت بمكر: اعلم فأنت بُحت بما يعتمل بداخلك.
ضحك بخفة لينظر إليها ويقول بجدية: أبواك يعشقانك أنت الأخرى ولكن تمردك هو من صنع تلك الهوة التي نشأت بينكم.
اتبع وهو ينظر إلى عينيها: وأنت الوحيدة التي تستطيعين التقرب منهما والبدء معهما من جديد.
هزت رأسها بتفهم لتسأله بسكون: هل ستذهب لعبد الرحمن؟
ابتسم وهز رأسه بالإيجاب: غداً إن شاء الله، سآتي واصحب منال للطبيب ثم اذهب لأراه.
ازدردت لعابها وهمست بخفوت: هل استطيع الذهاب معك؟
نظر لها مطولاً لتتبع سريعاً: من فضلك خالد أريد أن أراه وتلك هي الطريقة الوحيدة، فأبي لن يسمح لي بمفردي.
أكملت بمكر طفولي لتجبره على الموافقة: وأنا لا أريد أن اذهب دون موافقته، معك سيسمح لي أن اذهب حتى للقمر!!
ضحك بخفة ونظر لها بتفحص فأجابت بمرح: ثم إن عندي أخبار عن ليلى سأوصلها له.
رفع حاجبيه متعجباً لتكمل وهي تشيح بنظرها عنه: لا تتعجب، فانا اعلم عنهما.
ضحكت بخفة وتأبطت ذراعه وهي تقول: ولا تخف علي أنا بخير.
ابتسم وقبل رأسها بأخوية: حسناً هيا اصعدي لتخلدي للنوم.
قفزت واقفة ونظرت له: وأنت؟ !
ابتسم بهدوء: أريد أن اجلس بمفردي قليلاً.
هزت رأسها بتفهم وانحنت لتقبل وجنته: حسناً تصبح على خير.
قال بهدوء: أحلام سعيدة صغيرتي.
رفع رأسه يتأمل السماء بسواد سمائها ولمعة نجومها، تتألق بنور غريب لا ينطفئ، تنفس بحب وهو يعلم انه يحب تلك النجوم لأنها تذكرها بها. يحب المساء لأنه مثلها، بارد ولذيذ. أحياناً مظلم حالك السواد وأحياناً يلمع ويشع بضوء جميل، مثلها تماماً.
لن ينكر عشقه لها ولكنه غاضب منها تلك المرة، فهي لم تقدر أي شيء فعله معها ودائماً تضع باسم بينهما، حتى عندما علمت الحقيقة، كل الحقيقة وضعته بينهم.
زفر بضيق وهو لا يعلم كيف سيتعامل معها الآن، عاد وهو ينوي أن يؤدبها على ما فعلته معه، ليأتي خبر حملها ويعقد كل الأمور.
تنفس بعمق وهو ينهض ليغادر سيذهب إلى جاك ويناقش معه ما عاد فعلاً من اجله !!


يتبع

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 06-01-13, 11:08 PM   المشاركة رقم: 1047
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2012
العضوية: 247639
المشاركات: 932
الجنس أنثى
معدل التقييم: rasha n عضو جوهرة التقييمrasha n عضو جوهرة التقييمrasha n عضو جوهرة التقييمrasha n عضو جوهرة التقييمrasha n عضو جوهرة التقييمrasha n عضو جوهرة التقييمrasha n عضو جوهرة التقييمrasha n عضو جوهرة التقييمrasha n عضو جوهرة التقييمrasha n عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1461

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
rasha n غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل التاسع عشر .. مميزة جداً

 

يسلموا على البارت الجميل والرائع

 
 

 

عرض البوم صور rasha n   رد مع اقتباس
قديم 06-01-13, 11:09 PM   المشاركة رقم: 1048
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل التاسع عشر .. مميزة جداً

 
دعوه لزيارة موضوعي

تنظر إلى نفسها بالمرآة بعد أن ارتدت ملابسها لتذهب إلى عملها، تنظر إلى وجنتيها الورديتين وابتسامتها التي تتألق على شفتيها، تريد محو تلك الابتسامة قبل أن تخرج من غرفتها ولكنها لا تستطيع. توقفت عن الابتسام وهي تردد لنفسها أنها لا تريد أن تفتعل المشاكل مع الاثنتين الجالستين بالخارج. تذكرت الأخرى لتضحك بخفة وهي تجاهد للسيطرة على موجة الضحك التي تنتابها كلما تذكرتها وهي غاضبة وتضم شفتيها بحنق من إهمال هشام لها.
تنهدت بقوة وذكريات الليلة الماضية تنهال على رأسها مرة أخرى منذ أن تجهزت للخروج ورؤيتها للآنسة مديحة التي اكتشفت أنها محجبة، وتعجبها الظاهر على وجهها وامتد لأن تسألها عن أمر الحجاب، فأكدت الأخرى ارتدائها له ولكن بما أن هشام ليس غريباً فليس من المعقول أن ترتديه أمامه.
مطت شفتيها ولم تعلق على الوضع الغريب بالنسبة لها ولكن الأخرى لم تكتف بذلك الأمر، فهي تعاملت معها بشكل غريب. شعرت حينها أنها مقبلة على مواجهة قوية فهي استشفت أن الآنسة ديدي تعلم جيداً بنوايا عمتها. فتقربها من هشام ودلالها عليه، والذي وصل أحياناً إلى دلال متعمد ومقصود، وترها وجعل حنقها يزداد. ولكن ما أسعدها حقاً هو موقف هشام وحرصه الشديد عليها وعلى شعورها، واحتضانه الدائم لها. وعندما طلبت الأخرى أن تسير قليلاً على الكورنيش استجاب لطلبها، لكنه حرص على أن يضعها بالمنتصف بينها وبين ابنة خاله بل احتضن خصرها مقرباً نفسه منها وتعمد ألا يتحدث مع الأخرى.
لن تنس أبداً تلك الأمسية ولن تنس وجه الأخرى المحتقن غضباً دائماً. تشعر بالزهو يملؤها وأنها انتصرت بمعركة دون أن تبذل بها أي جهد.
زفرت بقوة وهي تشعر بالفعل أنها على أعتاب معركة قوية مع تلك السيدة العجوز، ولكن ما يطمئنها قليلاً هو موقف هشام، فهو متمسك بها بقوة تلك المرة.
عضت على شفتيها: انه متمسك بي دائماً.
رتبت من مظهرها لتخرج بخطى واثقة للخارج تبتسم ابتسامة هادئة وعيناها تتألقان بسعادة تشكر هشام عليها.
ازدادت ابتسامتها وهي تراه يجلس أمام كرسي الطعام الخاص بكريم يطعمه، قالت بمرح: صباح الخير.
التفت لها وابتسم: صباح الفل. نظر إلى كريم وحرك يده وهو يقول: هيا قل صباح الخير مامي.
نظر لها مرة أخرى ليستقيم واقفاً وهو يتبع: بل قل صباح الجمال.
انحنى يهمس بجانب أذنها: لأول مرة أرى القمر بالصباح.
ضحكت بخفة وقالت مغيظة: قديمة.
عقد حاجبيه وقال: لنخترع مقوله أخرى حتى لا تمل أميرتي.
ليبتسم بخبث وهو يضع يديه على خصرها ويضمها إليه: بل لنخترع فعل أفضل من تلك الجمل التي لا فائدة منها.
انطلقت ضحكتها تلك المرة وهي تحاول أن تتملص من بين ذراعيه وهو يضمها إلى صدره ويقبل وجنتيها بعدة قبلات سريعة رقيقة.
قالت بمرح وهي تدفعه بعيداً عنها: هشام توقف.
قربها منه وهو ينظر إلى عينيها: حقاً؟!
أراحت كفيها على صدره وقالت: لا بالطبع.
هم بأن يضمها إليه مرة أخرى لتقول محذرة: لسنا بمفردنا ولا يليق أن ترانا والدتك أو ابنة خالك العزيزة بتلك الطريقة.
ابتسم: لا مانع لدي أن يراني العالم كله وأنا أقبلك، أنت زوجتي وذلك من حقي.
قالت بعتب: هشام.
أبعدها عنه قليلاً وقال: حسناً ولكن هل لي بقبلة الصباح التي نسيتها كعادتك.
ابتسمت وقالت بدلال وهي تقترب منه: أنت لا تعطي أحداً فرصة لأن يفعل أي شيء.
وقفت على مقدمة حذائها وهي تمط جسدها إلى أعلى وتقبل وجنته بحب كبير طغى عليها، ضمها إلى صدره بقوة وانحني على شفتيها مقبلاً إياها برقة شديدة، اسند رأسه إلى رأسها وهمس: احبك.
طوقت عنقه بذراعيها ودفنت رأسها في تجويف عنقه فحملها من خصرها وهو يضمها إليه أكثر.
انتبها الاثنان إلى صوت والدته تقول بما يشبه الصراخ: الفطور جاهز.
أفلتها من بين يديه برقة فنظرت هي إلى الأرض بخجل وتمتمت بصوت خفيض: أخبرتك أن هذا لا يليق.
ضحك بخفة وهو يرفع رأسها إليه: انظري إلي.
نظرت له فأتبع بقوة: تذكري دائماً أنني لا اهتم إلا بك.
عادت إلى الوراء خطوتين ونظرت له مستفهمة فقال بمكر لم تعتد عليه: فكري بها على راحتك.
دفعها من خصرها بلطف وهو يقول: هيا حتى لا أتأخر أكثر من ذلك.
نادت على المربية وأوصتها أن تعتني بكريم. قبلت طفلها بقوة وهمست له بأشياء لم يتبينها فقال بغيظ: لم لا تتكلمين معه بصوت مرتفع حتى اسمع ما تقولينه له.
أعطته للمربية بعد أن قبلته مرة أخرى: لا شأن لك بما بيني وبينه، أم وطفلها لا تتدخل بيننا.
رفع كفيه باستسلام وقال: حسناً أنا خارج من بينكما.
صدح صوت فوزية هانم الحاد: هشام.
أمال رأسه وتنفس بقوة ليبتسم بهدوء وهو يدلف إلى غرفة الطعام: نعم أمي.
صمتت وهي تشيح بنظرها عنه فقبل رأسها وهو يقول: ما بال الجميل غاضب، من أزعجك؟
قالت بحدة: ستتأخر عن عملك هكذا.
ابتسم وهو يجلس بكرسيه ويتناول الجريدة ليتصفحها: لا تقلقي أمي.
جلست وهي تقول بهدوء: صباح الخير.
نظرت لها بقوة وقالت باقتضاب: صباح النور.
ابتسمت بخفة وقالت وهي تنظر إلى الطعام: أين ديدي؟ ألا زالت نائمة؟
أتاها صوت من باب الغرفة: أنا هنا.
ابتسمت وهي تنظر باتجاه هشام وقالت: صباح الخير.
هز رأسه لها بتحية غير مبالية وهو يحتسي فنجان الشاي، اتبعت وهي تنظر إليها: أنا استيقظ باكراً، اعتدت على ذلك.
ابتسمت في وجهها وهزت رأسها متفهمة، قالت فوزية هانم: هي من أعدت الفطور.
رفعت حاجبيها بإعجاب: حقا، مظهره شهي للغاية.
نظرت إليه وقالت بمرح لمع بعينيها: ما رأيك هشام؟
رفع عينيه من الجريدة وسأل بتعجب: بم؟
ابتسمت وقالت برقة: في الفطور.
وضع فنجان الشاي من يده ليهز أكتافه بلا مبالاة وهو ينظر إلى المائدة: جيد، لم تسأليني؟ أنت تعلمين أنني لا أتناول الفطور صباحاً.
سيطرت على ضحكتها وقالت بعتب اصطنعته: لا هشام، أن ديدي من أعدته، هيا تذوق منه القليل.
ابتسم ببرود: سلمت يداك ديدي ولكن اعذريني لن استطيع تذوقه.
ابتسمت بتحدي وهي تنظر إليها فشحب وجه الأخرى وتألق الغضب بعينيها، تذمرت أمه وقالت بغضب: هشام لم تجبني فيما أخبرتك به.
طوى الجريدة ونظر لها بتعجب: فيم أمي، المعذرة نسيت.
تنفست بقوة لتقول بهدوء: هل ستذهب لعرس ابن عمك؟
قبض كفيه وقال: أجبتك أمي، أنا مشغول.
قالت بحدة: بماذا، بماذا سيادتك مشغول؟
طرق المائدة بسبابته برتابة وقال: العرس في منتصف الأسبوع أمي، لن استطيع أن أسافر وأعود في نفس اليوم.
__ ولماذا تعود بنفس اليوم، الحفل يوم الثلاثاء، خذ إجازة لباقي الأسبوع ولنعد على راحتنا.
رفع حاجبيه بتعجب وقال بتبرم: سأرى أمي.
فاتبعت الأم بنبرة خاصة: جدك يريد رؤيتك.
وضع الجريدة من يده بحدة وقال: سأذهب إليه أمي عندما يسمح وقتي.
ردت عليه بانفعال تلك المرة: لا. عندما يريد جدك أن تذهب إليه، تترك كل ما لديك وتذهب إليه.
جز على أسنانه غضباً ونظر لها بقوة وردد: سأذهب إليه أمي، إن شاء الله.
تدخلت الأخرى وقالت بلطف: سيفرح محمد كثيراً بوجودك هشام.
استفسرت هنادي بخفة: من محمد؟
فردت والدته بقوة: العريس.
اتبع هشام بهدوء: ألا تذكرينه؟ ذلك الشاب الذي زفنا يوم خطبتنا؟ !
ابتسمت بخجل: لا للأسف، فالعروس دائماً تنسى تفاصيل عرسها.
اتبعت بدلال وهي تنظر إليه: إذاً بم انه حضر خطبتك، يجب أن تحضر عرسه.
هز رأسه بضيق: لا اعلم هل سأستطيع أن اخذ إجازة أخرى أم لا؟
ربتت على يده بود وقالت: حاول، فالمحاولة لن تضر أحداً.
ابتسم وقال: وأنت هل ستستطيعِين أن تأخذي إجازة من عملك؟
قالت والدته سريعاً: لماذا؟ هل ستأتي معنا؟
لف إلى والدته في حدة ونظر لها قوياً: بالطبع. هل سأذهب إلى العرس بدون زوجتي وولدي؟
ابتسمت هنادي باتساع وهي تتجاهل جملة فوزية هانم: سأحاول أن أرتبها هشام، ثم إني استطيع أن ابعث عملي عن طريق الانترنت. لا تشغل راسك بي، حاول أنت من اجلي.
نظر لها باستفهام لتتبع وهي تنظر إليه: لم احضر عرس من قبل في الأرياف وأريد أن أرى الأجواء هناك.
نظرت لهم بهدوء خبيث وهي تبتسم لتجد الغضب يلمع على وجه فوزية هانم، أما الآنسة ديدي فكان وجهها مكفهراً من الحنق والغضب الواضح عليها.
تنحنح هشام وقال بهدوء: لا المنصورة لا تُعد من الأرياف، أنها عروس الدلتا. تقريباً لن يفرق العرس هناك عن العرس هنا.
هزت رأسها بتفهم وقالت ببراءة: لا اعلم. ظننت عكس ذلك. ثم انك قصصت لي كثيراً عن دوار جدك الواقع بين الأراضي الزراعية.
ابتسم بتوتر: تريدين أن تذهبي إلى دوار جدي؟
هزت رأسها بالإيجاب فتنهد بقوة: حسناً سأحاول أن نذهب. وكي ترين التقاليد بالفعل سأحاول أن نحضر ليلة الحناء.
صفقت بمرح وقالت بسعادة طفولية: حقا؟ !
قرص وجنتها بلطف: سأحاول.
نظر إلى ساعته: هيا حتى استطيع إيصالك لمقر الجريدة قبل أن اذهب لعملي.
سألت والدته في دهشة: وكريم ماذا ستفعلِ به؟
لوى شفتيه في ضيق تلك المرة ليقول بنفاذ صبر: معه المربية والدادة أمي.
اتبعت هنادي بابتسامة هادئة: وأنت أمي، بالطبع سأطمئن عليه أكثر إذا أشرفت عليهما بنفسك.
التفت لها سريعاً وهو ينظر لها بريبة وكرر هامساً: أمي.
نظرت له ببراءة لتنقل عينيها إلى حماتها وقالت بارتباك: إلا لو كنت لا تحبين أن تعتني بكريم، هذا راجع إليك بالطبع.
جاهدت حتى لا تضحك على ملامح حماتها المندهشة واحمرار وجهها لتقول السيدة فوزية بتعجب: لا طبعاً، سأعتني به بنفسي، حتى لا داعي لوجودهم.
عقد هشام حاجبيه وهو يلتفت إلى والدته بدهشة، نقل نظره بينهما وهو يشعر بشيء يحدث لا يفهمه ليزفر بعمق ويقول: لا أمي إنه جهد كبير عليك، فقط اشرفي على ما يفعلانه.
نظر لزوجته: هيا بنا.
تنحنحت الأخرى بشكل ملفت لينظرا إليها، فنظرت إلى عمتها وقالت بهدوء: المعذرة هشام ولكني أريد أن اطلب منك أن تأخذني إلى الجامعة.
رفع حاجبيه بدهشة: اليوم؟ لا استطيع لدي عمل.
لوت شفتيها واحمر وجهها بقوة فقالت والدته: أنها لا تعرف الطريق هشام، ولا تستطيع الذهاب بمفردها.
هز رأسه بالموافقة: حسناً، غداً إن شاء الله.
ابتسمت بهدوء مدروس: لماذا تريدين الذهاب للجامعة؟
رفعت عيناها وقالت بفخر: أتيت لاستكمل دراستي، سأقدم على الماجستير.
لمحت الإعجاب يطل من عيني زوجها وقال: جيد، ولكن لماذا لا تستكملين دراستك بالمنصورة؟
نهرته أمه بعينيها لتقول الأخرى بإحراج: الجامعة هنا أفضل !!
هز رأسه متظاهراً بالاقتناع لتقول والدته: تخيل هشام. ديدي تريد أن تسكن بسكن الجامعة واتت هنا على مضض بعد أن غضبت منها.
نظر لوالدته وهو يبتسم وعيناه تلمعان بلمعة غريبة: بالطبع أمي، بيت عمتها مفتوح دائماً.
نقل عينيه للأخرى: ولا داعي للإحراج مني ديدي فانا كشقيقك الأكبر تماماً.
اتبع وهو ينظر إلى زوجته: ثم إن هنادي أفضل مني في موضوع الجامعة ذلك، هي من أكملت الدراسات العليا ثم أنها خريجة جامعة القاهرة أما أنا فخريج جامعة عين شمس، هي تستطيع أن تساعدك أكثر مني.
اصفر وجه الأخرى بقوة فأكمل دون أن ينتظر جوابها: ما رأيك هنادي؟
واقفة تناظرهم بغل، تلك الأفعى التي تريد سرقة زوجها منها والأخرى التي تساندها، شعرت بدمها يغلي من الغضب وشعور القهر يتفاقم بداخلها إلى أن نطق هشام جملته الأخيرة. اضطرت أن تضع كفها على فمها لمنع ضحكتها من الانفلات واكتفت بالضحكة التي لمعت بعينيها وهزت رأسها موافقة وهي تقول بانطلاق: بالطبع.
نظرت لها وعيناها تتألقان بانتصار آخر: بكل سرور ديدي، سأفرغ نفسي لك غداً.
ابتسم بهدوء على فرحتها الظاهرة: حسناً، اتفقا عندما تعودي من عملك، هيا بنا.
هزت رأسها وانطلقت أمامه وهي تحاول أن تسيطر على ضحكاتها بقوة. ركبت السيارة بجواره لينظر لها باستفهام: ما الذي يضحكك؟
نظرت له وقالت بدهشة: أنا لا اضحك.
رفع لها حاجبيه وقال: حقاً؟ عيناك تلمعان بضحكات كثيرة متتالية.
لوت شفتيها: سعيدة بقربك. ألا يحق لي بعضاً من السعادة؟
نظر لها وهو يعلم جيداً سر سعادتها ولكنه تغاضى عن إكمال الحوار وقال: يحق لك كل السعادة.
نظر أمامه وشغل محرك السيارة وسأل بسكون: هل يدور شيء بينك وبين أمي؟
احمرت أذنيها بقوة وقالت بدهشة افتعلتها: لا.. لماذا تقول ذلك؟
نظر لها بتفحص وابتسم ابتسامته الرائعة: لا شيء، اطمئن فقط.
هزت رأسها بتوتر وقالت: حسناً.
نظر لها مرة أخرى ليبتسم بمكر وينطلق إلى طريقهما.

***************************

دخل الغرفة وهو يبتسم باتساع: صباح الخير يا بطل.
توقف عن الابتسام وقال بعتب: لماذا تقف على ساقيك أمير؟ هذا لن يفيد حالتك الصحية.
ينظر إلى نور الشمس الساطع رغم أن الشمس تختفي خلف السحب ولكنها تنير الأفق أمامه، نور لا يصل إليه وحرارة لا تنفذ إلى داخله، يشعر بهم ثقيل يجثم على صدره، يحجب عنه أي شعور آخر غير الخنقة التي تتملكه بشدة، يحاول أن يخرج نفسه من ذلك المزاج السوداوي الذي يسيطر عليه ولكنه لا يستطيع، لا يستطيع أن يمحو ذلك الحلم السيئ الذي رآه بمنامه. كم أراد أن يراها في أحلامه، كل ليلة تمر عليه يغمض عينيه وهو يتمنى أن يرها ليهدأ قلبه قليلاً، وكل يوم لا تأتي إليه، كل يوم يستيقظ بقهر أنها لم تأت إليه، إلى أن أتت البارحة وليتها لم تأتي إليه. فالحلم أزعجه كثيراً وزاد قلقه عليها. فقد رآها بعيدة ومقيدة تصرخ طالبه المساعدة ولا احد يسمعها. حاول أن يذهب إليها يتحرك ليتقرب منها فيضمها إليه ويهدئها لكنه لم يستطع. حاول مراراً ليتبين أن يديه ورجليه مغلولة ولا يستطيع الحركة بسبب ذلك الثقل الموضوع بهما. صرخ بقوة ليفيق على صوته ويكتشف أنه كان بكابوس مريع.
أغمض عينيه بضيق عند سماعه للآخر وجاهد حتى لا يلتفت إليه ويطيح به، فالغضب هو اقل شعور يموج بداخله الآن. قرر ألا يلتفت إليه ولا يعيره أي اهتمام.
قال الآخر بصبر: أمير ألم أحذرك من أن الوقوف طويلاً بتلك الطريقة سيؤذي ساقيك؟
جز على أسنانه بقوة وقبض كفه الممسكة بالعصا مفرغاً قهره بها. أغمض عينيه وهو يتنفس بقوة. دلف الآخر إلى الغرفة وهو يقول: صباح جميل وسعيد علينا جميعاً، كيف حالك يا بطل؟
شعر بأن أعصابه على وشك الانفلات فزم شفتيه بقوة حتى يمنع نفسه من التحدث.
نظر وليد إلى وجيه وسأله بعينيه " ما باله "
هز الآخر كتفيه بأنه لا يعلم ليزفر وليد بقوة ويتجه إليه بهدوء، ربت على كتفه وقال بنبرة هادئة: ماذا بك يا صديقي؟
نفض كتفه من تحت يد الآخر وقال بنبرة غامضة: لا أريد أحداً هنا.
توتر الآخر بوقفته لينظر الاثنان إلى بعضهما وقال وليد: اهدأ أمير.
انتفض أمير عليه وهو يصيح فيه بعنف: لا أريد أن اسمع تلك الكلمة مرة أخرى.
خبط العصا في الأرض بقوة: لن اهدأ ولا أريد أحداً أن يطلب مني شيئاً لا يفهمه.
تراجع وليد للوراء بعيداً عنه ونظر للآخر مستفهماً منه ليجد وجيه يضغط زر استدعاء الممرضات، نهاه بعينيه أن يفعل لينظر إلى أمير ويسأله بهدوء: ماذا حدث يا صديقي؟
نظر له أمير بعينين مشتعلتين من الغضب: لم يحدث شيء، ولن يحدث شيء طالما أنا هنا.
صاح بقهر: كيف يحدث أي شيء وأنا محبوس هنا؟ اخبرني.
لهث بانفعال وهو يتبع بصياح أقوى: لا افهم لماذا أنا هنا في الأصل؟
رد وليد بهدوء: لأنك مريض وتحتاج أن تُعالج أمير.
صرخ بقوة: لست مريضاً.
خبط العصا في الأرض بقوة وهو يردد: لست مريضاً.
اتبع من بين أسنانه: أنا بخير واستطيع أن اخرج من هنا وأعود لأتلقى جلسات العلاج، فانا ضقت ذرعاً بتلك الغرفة الكئيبة.
تحرك بعصبية ليتحرك الاثنان إليه سريعاً حتى لا يسقط أرضاً،
صرخ بعنف: لا احتاج أحداً، ابتعدا عني.
سكن الاثنان وهما ينظران إليه برعب وهو يتحرك بغضب يسطع من كل انش في جسده فقال وليد بدون وعي: اهدأ أمير.
التفت إليه بغضب وأشاح بالعصا وهو ينقل ثقل جسده كله على ساقه السليمة و قال: لا تقل لي اهدأ، أنت لا تفهم شيئاً، لا تعرف شيئاً، لن استطيع الهدوء وأنا لا اعلم عنه..
قطع جملته وزم شفتيه بعصبية، تبادل الآخران النظرات المتسائلة لينظر إليه وليد بتفحص وهو يعلم جيداً أن السبب خلف هذه الحالة هو تلك الفتاه التي اخبره عنها وجيه والتي لا يعلمان عنها شيئاً.
قال باقتضاب: اتركاني بمفردي من فضلكما.
قال الآخر بتردد: ولكن ساقك.
رمى بجسده على الأريكة بقوة و صاح بغضب: لا أريد شيئاً، هيا اخرجا.
هز وجيه رأسه بعدم رضا ليشده وليد من ذراعه دافعاً به إلى الخارج وهو يقول بلطف: حسناً أمير سآتي غداً لأبقى معك إلى أن تتخلص من تلك الجبيرة اللعينة، وإذا لم يكن الأمر اليوم خاص بياسمين كنت بقيت معك.
نظر له بلهفة وعيناه تلمعان بأسئلة كثيرة اجبر نفسه على الهدوء وأشاح بنظره بعيداً عن صديقه، سأله بغموض: هل بها شيء؟
نظر له وليد باستفهام وهم أن يسأله عن تلك الأسئلة التي تتراقص بعينيه ولكنه آثر الصمت، تنهد بقوة: لا سأقابلها لأتكلم معها وأحاول أن أصلح الأمور بيننا.
هز رأسه بتفهم ولمعت شفتيه بابتسامة مريرة صعدت مرارتها من أعماقه وقال بصوت رخيم: حظ سعيد يا صديقي.
عاد بظهره إلى الوراء واسند رأسه إلى ذراع الأريكة الضخم. وضع يده خلف رأسه ونظر إلى حاسوبه الموضوع أمامه على الطاولة الصغيرة، مفتوح دائماً على الماسنجر وعيناه تتلهفان لرؤية أي شيء خاص بها، أية رسالة تطمئنه عليها. نظر له ملياً، ليقرب الطاولة إليه بيده الأخرى ويعبث بأزراره ويبعث لها برسالة جديدة يسأل بها عن أخبارها ويسألها أن تطمئنه عليها.
ضغط زر الإرسال ليتنهد وهو يفكر " تلك الرسالة المائة أم الألف، لا يعلم عددهم من كثرة ما بعث إليها "
عبث بأزراره من جديد لتفتح أمامه العديد من الصور الخاصة بها. صوره لها وهي في غفلة منه، صور لها وهي برفقة الطفلين أو برفقة منال أو بمفردها في الحديقة.
مد أنامله ليلمس صورتها برفق وكأنه خائف أن يؤلمها، تنفس بقوة وهو ينظر إليها.
تلك جالسة وتلك واقفة. . تلك تبتسم بها وتلك غاضبة فيها،
تلك بها رقيقة وتلك بها عصبية،
تلك بريئة كالأطفال وتلك أنثى لها سحر لا يقاوم.
تلك سعيدة محمرة الوجنتين بعد أن قال لها شيئاً عن مشاعره،
وتلك غاضبة مكفهرة الوجه بعد أن أغضبتها فاطمة بفعل يخصه.
الكثير والكثير من الصور، لا يمل إذا أعاد رؤيتها مليون مرة، يراها يومياً
يبتسم. .يغضب. .يحزن. . يفرح. . يعشق ويغار معها.
يتذكر كل موقف حدث لها مرتبط بكل صورة منهم، يعيده برأسه ويبتسم بل إنه يضحك بجنون على ردود أفعالها التي تعاد أمامه.
يشعر في معظم الأوقات بأنها بجواره ليسقط بحلم يقظة لذيذ إلى أن ينتبه على عدم وجودها.
رفع رأسه ليتنهد بقوة ويتمتم بداخله: ارحمني يا الهي، سأجن إذا استمر الحال كما هو الآن.
يشعر بعقله متوقف ولا يستطيع التفكير، يفكر في بعض المرات بأن عقله شُل كبقية جسده. إلى الآن لا يستطيع السيطرة على أفكاره ولا على مشاعره، شتم نفسه بقوة وهو يخبط رأسه بيده " فكر قليلاً، كيف تستطيع الوصول إليها، وأنت هنا ولا تستطيع الخروج "
صاح بقوة: فكر أمير.
لا يعلم لماذا تخيل خالد وهو يسخر منه بسبب عقله المتوقف زفر بقوة وهو يتمتم: أين أنت يا خواجة؟

يتبع

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 06-01-13, 11:12 PM   المشاركة رقم: 1049
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل التاسع عشر .. مميزة جداً

 
دعوه لزيارة موضوعي

واقفة تنظر باتجاه البحر وهي تبتسم، تستمتع بأشعة الشمس الدافئة وجو البحر الرائع.
رغم أنها لم تكن تريد أن تأتي تلك الرحلة، ولكن سلمى ألحت عليها بشدة أن تأتي، ووالدتها أيضاً دفعتها للمجيء. فهي منذ أن غادرت ليلى وهي تقضي معظم أوقاتها بالبيت، حتى الجاليري أغلقته ولا تذهب إليه إلا نادراً.
تنهدت بقوة وأغمضت عيناها لتنتبه إلى صوت قريب منها يقول بدفء: ما أجملك.
التفتت في حدة لتجده ذلك الشخص الغريب، يبتسم بشقاوة دخلت إلى قلبها ودفعتها إلى الابتسام بهدوء وهي تتذكر شقاوة الآخر.
جزت على أسنانها وتمتمت بداخلها "عليك اللعنة وليد لم لا تنفك تداهم عقلي بتلك الطريقة "
لتنظر إليه مرة أخرى وتتساءل بداخلها: ولماذا اشعر انك تشبهه بتلك الطريقة؟
قال بهدوء وهو يقترب منها: أرى في عينيك تساؤلات كثيرة.
رفعت حاجبيها باندهاش لتقول: في الحقيقة نعم وأولها لماذا أراك في كل مكان اذهب إليه؟
وضع يداه في جيوب بنطاله القصير واقترب منها وقال بنغمة جذابة: أنا اتبعك.
نظرت له بتعجب فاتبع بنبرة دافئة: معجب.
جمد وجهها وقالت بعملية: تشرفت برؤيتك يا سيد.
همت بالانصراف ليقف أمامها وهو يحاوطها بذراعيه ويقول بتعجب: انتظري لماذا أنت غاضبة؟
رفعت حاجبيها وقالت بأمر: ابتعد عن طريقي.
رفع كفيه لأعلى وقال: حسناً، اهدئي، أنا لم اقصد أن أضايقك.
نظرت له بقوة فاتبع بأسف: أعتذر إذا تكلمت معك بعفوية.
زفرت بقوة فقال: اكرر اعتذاري.
قالت بهدوء: لا عليك.
اتبعت وهي تتحرك: بعد إذنك.
وقف أمامها مرة أخرى: انتظري.
نظرت له باستفهام، فأكمل: أنا اعتذرت عن أسلوبي ولكني لم اعتذر عن ما قلته.
عقدت حاجبيها فاتبع: أنا بالفعل معجب بك.
توترت في وقفتها وتحاشت النظر إليه فهمس: ياسمين، أنا انتظر ردك.
تنفست بعمق وحسمت أمرها: للأسف أنا مرتبطة.
احمرت أذناه بقوة ورفع رأسه لينظر إلى البحر ورائها وابتسم بسخرية:حقا؟!
همت بالرد عليه لتتسع عيناها بقوة وهي تنظر إلى الآتي نحوها.

ينزل من سيارته وهو يبتسم بسعادة منذ أن أكدت عليه سلمى أنها أتت معهم. آثر أن يأتي بمفرده وبعد وقت من وصولهم حتى لا تفر منه هاربة عندما تراه وهم بالقاهرة، وحتى يكون بجوار أمير كما وعده. تنفس بقوة وهواء البحر يملأ رئتيه - يشعر بقلق فعلي على أمير ولا يدري ماذا يفعل معه. ليته يخبره عن تلك التي ملكت قلبه وسيجن ليطمئن عليها وحينها سيفعل له كل ما يريد إلى أن يخرج، ولكنه عنيد جداً وكتوم جداً جداً، نفض رأسه وزفر بهدوء مرات متتالية. يحتاج إلى ترتيب أفكاره وحديثه الذي سيقوله لها.
حمل حقيبته الرياضية واتجه ناحية الشاطئ، أدار نظره ليجد سلمى تشير إليه بيدها، ابتسم وهز رأسه وتحرك نحوهم.
صافح مصطفى بقوة وابتسم لسلمى وهز رأسه بالتحية لها. سأل عن أحوالهما وأدار نظره مرة أخرى باحثاً عنها وانتبه على صوت سلمى تقول بمرح: أنها هناك واقفة تنظر إلى البحر.
ابتسم ونظر لها بمرح: من؟
نظرت له وقالت بشقاوة: ياسمين.
هز رأسه وهو يضحك بخفة لتتبع وهي تغمز بعينها: لا تنسى أن تقص لي مشاجراتكم الأخوية.
شحب وجهه وهو يدرك معنى كلامها المبطن لينغزها مصطفى وهو يقول: اتركيه بحاله.
نظر لهما وقال: لا افهم.
ضحك تلك المرة صديقه بقوة: لا تشغل رأسك بنا، واذهب لما أتيت من اجله، الله معك.
ابتسم ليلف وينظر مرة أخرى باتجاه البحر ويبحث عنها لتضييق عيناه ويجز على أسنانه بقوة وهو يتمتم: وائل.
أسرع بخطواته ناحيتهما وهو يشعر بالغضب يدفعه بقوة إليهما.

تأملته ملياً وهو يأتي إليها بخطوات سريعة وشعرت بأن شوقها إليه ازداد عندما رأته. أدارت عيناها عليه يرتدي بنطالاً قصيراً كريمي اللون وتي شيرت ابيض يلتصق بعضلات صدره النافرة ويُظهر اسمرار بشرته اللامعة ويزيده جاذبية، شعره قصير إلى حد ما تتطاير خصلاته بفعل الهواء، ذقنه حليق ماعدا المنطقة المحيطة حول شفتيه وذقنه، محددة بعناية وتظهر شفتيه المزموتين، لم تستطع النظر إلى عينيه بسبب تلك النظارة الغبية التي تقع فوق انفه.
منعت نفسها بالقوة ألا تبتسم إليه وتحكمت بمشاعرها وقلبها جيداً حتى ترد له بعض صنائعه معها.
وقف أمامهما ليقول بصوت غاضب إلى حد ما: صباح الخير.
لف الآخر له بحدة ونظر له بتحدي وأجاب بسخرية ظاهرة: صباح النور، كيف حالك يا نجمنا العزيز؟
عقدت حاجبيها وهي تنقل نظرها بينهما الاثنين ليرد وليد بصوت قوي متحدي: أنا بخير حال.
نظر لها وقال بصوت حاول أن يخرج هادئا: ياسمين، من فضلك تعالي.
رفعت حاجبيها بدهشة وهمت بالرفض لتشعر بشيء غريب بداخلها يخبرها أن تستمتع إليه. انتبهت إلى صوت وائل يقول بطريقة فظة: أنا أتحدث معها.
زمجر وليد: وأنا لا أريدها أن تتحدث معك.
هزت رأسها في تعجب: ماذا يحدث هنا؟ هل تعرفان بعضكما؟
نظرا إلى بعضيهما في تحدي وشعرت هي بالتنافر بينهما لتزداد عقدة حاجبيها وهي تنظر بينهما بتساؤل، رد وائل بسخرية لاذعة: أكثر مما تظنين !
ازدادت عقدة حاجبيها، زفر الآخر بضيق وقال: هيا ياسمين.
نظرت إلى وائل بابتسامته الساخرة وتحركت في صمت وهي لا تفهم ماذا يحدث حولها، تحرك بجانبها ليبتعدا بمسافة عن وقوف وائل.
نهرت نفسها بقوة على طاعتها له، فرفعت حاجبيها باستياء ووقفت لتقول بصوت حاد: ماذا تريد؟
شعر بوقوفها ليندهش من صوتها الحاد، نظر إليها وأبتسم بخفة رفع نظارته عن عينيه ليمتع نظره بها، لم يرها جيدا فوائل استحوذ على تفكيره فلم ينظر لها من الأساس. أدار عيناه عليها مرة أخرى وهو يتأملها بفستانها الصيفي القصير يصل إلى ركبتيها مكشوف الصدر بفتحته المربعة الشكل، كميه قصيرين يكادان يغطيان كتفيها، لونه الأخضر الفاتح أعطاه إحساساً بالدفء. شعرها تناثر حول وجهها بفعل هواء البحر فأنعشه وهو يشم رائحة اليود محملة برائحتها هي التي يحفظها جيداً، ترتدي نظارة شمسية اخفت عينيها عنه ولكن شفتيها المحكمتين أخبرتاه بأنها غاضبة وليست راضية عن إطاعتها له.
تنهد بقوة وقال برقة: شعرك ازداد طولاً، لم ألحظ ذلك عندما رأيتك في المعرض.
اتبع بهمس: كم تبدين جميلة.
نظرت له في دهشة ليزداد غضبها من نفسها وهي تشعر بأن غضبها منه تبخر بسبب حديثه الدافئ لها. همسته دفعت الدم إلى وجهها لتحمر خجلاً فشعرت بأنها ستصفعه لتمحو تلك النظرة الحالمة التي ينظر إليها بها، شهقت عندما رفع يده وسحب نظارتها الشمسية عن وجهها.
قالت بغضب سطع في عينيها: كف عن ذلك.
نظر لها في دهشة: عن ماذا؟
أشاحت بنظرها بعيداً عنه وقالت وهي تضم كفيها: ماذا تريد وليد؟
ابتسم واقترب منها وقال بنبرة جديدة عليها لأول مرة تستمع إليها بصوته: أين ذهبت ديدو؟
شعرت بخدر يسري في عمودها الفقري وهي تشعر بأنها نبرة خاصة موجهة إليها، فهي لم تسمعه يتكلم بها من قبل. ذلك القرب وذلك الدفء الذي تشعر به في قربه، مشاعرها تدفقت في قلبها، فارتعش كفاها رغماً عنها. دوى عقلها بجرس إنذار، واتسعت عيناها رعباً لتلعن نفسها على استجابة قلبها له. لفت في حدة وقالت: إياك أن تجرؤ وتحدثني بتلك الطريقة.
أجفل منها ومن رد فعلها الغاضب، فهو شعر بها واخبره قلبه أنها ترتجف شوقاً إليه، ولكنه لم يشأ أن يكون وقحاً فقال بهدوء: أية طريقة ياسمين؟
أشاحت بيدها في حدة: تلك.
اتبعت بنبرة نارية وهي تقف متحدية: تلك التي تحدث بها فتياتك.
قال بصرامة بدت جديدة عليه: لم تكوني ولن تكوني إحدى فتياتي ياسمين وأنت تعلمين ذلك.
ضحكت هازئة فاتبع بهمس مشتعل: أنت حبيبتي.
احتقن وجهها خجلاً واتسعت عيناها مستنكرة مكذبة إياه، فابتسم بحب التمع بعينيه: ألا تصدقيني؟!
اتبع وهو يقترب منها أكثر ويهمس: أنا احبك ياسمين.
لمعت السخرية على شفتيها وقالت باستهزاء: تحبني؟ نعم لذلك قضيت نصف عمرك بجانبي وأنت تصادق أخريات غيري، تمنحهن مشاعرك وكلماتك وأنا بجانبك.
دمعت عيناها وهي تتابع: تغازلهن أمامي وتخبرني عن صفاتهن وعيناك تشتعل وتلمع بسبب حديثك عنهن.
أتى صوتها مخنوقاً: بل كنت تستشيرني في كل شيء يخصك معهم.
نظرت إلى عينيه وقالت: تحبني وليد؟ لا أصدقك.
أكملت بصوت قوي ناقم: لم تتحرك إلا بعد أن أخبرتك بخطبتي، اكتشفت انك تحبني عندما رأيتني سأذهب لأحد آخر غيرك. فانا كنت بالنسبة إليك حقيقة واقعة متواجدة دائماً إلى جوارك وبزواجي سأختفي من حياتك وأنت لست مستعداً لذلك.
اتبعت بمرارة: اكتشفت انك ستفقدني فقررت أن تمتلكني بطريقة أخرى.
نظرت إليه بقوة: لست ملكاً لك وليد ولا أريدك بحياتي.
همت بالانصراف ليقف أمامها: أنت تعلمين أن كل هذا خطأ وأنت تتهميني بشيء ليس حقيقي.
نظرت إليه ليقول بندم أطل من عينيه: نعم اعترف أنني كنت جباناً واندم كل يوم على عمري الذي أمضيته بجوارك وأنت لست معي ولكن لي أسبابي.
اتبع بصدق: لم استطع أن أخبرك بحبي، حتى لا تفرين هرباً مني. ولأنني اشعر بأنني لا استحقك، أمضيت حياتي بجانبك وأنا أقول لنفسي كل يوم أنك اكبر من اكبر أحلامي، رغم انك كنت الحلم الوحيد المتبقي لي بعد أن ذهبت أحلامي الباقية أدراج الرياح ولكنهم لم يعودوا بتلك الأهمية.
نظر إليها بوله: فأنت أصبحت أهم من حياتي نفسها.
تنهد بقوة: كنت أعيش بجانبك لأشعر بأنني حي ياسمين، فبدونك أنا جسد ميت يمشي على قدمين.
لمس كفها برقة: أنت روحي ياسمين، بدونك أنا لا شيء.
نظرت إليه بصدمة لتتلاقي أعينهم فتشعر بمدى صدقه، صدقه الذي انتقل إليها لتشعر بأنه بلسم هدأ غضبها ودقات قلبها المتألم، شعرت بوجعها منه يذهب بعيداً لترق نظراتها وهو يخبرها مجدداً بحبه لها.
نظر لها بعينيه وهو يبثها حبه وشوقه إليها خلال الفترة الماضية، كم كان يحلم بها ليلاً ويراها في عقله نهاراً.
أخفضت نظرها خجلاً وهي تشعر بأن عينيه ستقولان ما لم تستطع أن تسمعه.
تنهد وقال: ذقت العذاب ألواناً ياسمين وأنت بعيده عني.
همت بالرد عليه ليسمعا صوتاً من خلفهما: وليد، لا اصدق عيناي.
سحبت يدها من يده سريعاً ليلتفتا إلى مصدر الصوت فتجد إحدى صديقاته القدامى تتجه إليه سريعاً وهي تبتسم بمرح وسعادة.
ابتسمت بسخرية وهي تنظر إلى الأخرى التي تقدمت إليه فاتحة ذراعيها لتعانقه، ابتعدت عنه لتنصرف فشدها من يدها بجانبه ثم فرد ذراعه الأخرى أمامه ليوقف الأخرى ويقول بهدوء: مرحباً كيف حالك؟
نقلت الأخرى عينيها بينهما لتبتسم وتقول: مرحباً ياسمين.
ابتسمت ياسمين وهزت رأسها محية وهي تتمتم بكلمات الترحيب لتتبع الأخرى: المعذرة لم أشأ أن اقطع حواركما، أعتذر مرة أخرى ولكني لم اصدق عيناي انك هنا، سعدت بمقابلتك، بعد إذنكم.
تابعت انصرافها بعينيها لتنتبه له يقول بلهجة قوية: لا تتركيني وتذهبي بعد ذلك، ولا تنظري إلي بتلك النظرات المتهمة، فأنا قطعت علاقتي بهن جميعاً.
اتبع بمرحه الذي تعشقه: ولهذا غيرت رقم هاتفي، فهو بحوزتك أنت وأصدقائي المقربين فقط.
نظرت له وقالت بنظرات حيادية: لماذا تخبرني بذلك؟
نظر لها بتشكك لتقول وهي تبتسم بغرور لمع في عينيها: ليس لي شان بك، أنت حر بما تفعله.
تحركت من أمامه في خيلاء ليبتسم وهو يدرك أنها لن ترضخ له بسرعة، تمتم لنفسه: ستتدلل عليك حتى الموت يا قلبي، ولكن هذا لا يهم فانا اعشق دلالها.
أسرع بخطواته لها ليهمس بجانب أذنها: لم تجيبي على ما سألتك إياه؟
نظرت له وهي تبتسم: عماذا تتحدث؟
رفع حاجبيه وقال: لا تشغلي رأسك، فكري بتمهل.
اتبع بجدية وهو يقول: ولابد قبل أن تعطي أي جواب أن نتحدث سوياً.
وقفت وهي تنظر إليه بجدية: عماذا؟
ابتسم بتوتر لم يخفى عليها: لا ليس هنا، غداً أو بعد غد نتقابل ونتحدث.
قالت بطريقة قاطعة: لن أقابلك وليد.
تنهد بحرقة وقال: لماذا ياسمين؟ كنا نتقابل ونحن أصدقاء، والآن لن نتقابل؟
نظرت له وقالت بتحدي: كنت أقابلك لأنك صديقي. أنت الآن ليس لديك صفة لأقابلك بها.
ابتسم بغرور وقال برقة: بل لي أهم صفة، أنا حبيبك ولن تستطيعي إخفاء مشاعرك عني بعد الآن.
أشاحت بنظرها بعيداً عنه ليهمس مجدداً بجانب أذنها: وسأصبح زوجك آن شاء الله.
قالت بغرور: إنه حلم بعيد.
نظر لها وقال بدفء: ولكنه سيتحقق.
اتبع وهو يمشي إلى جوارها ولامس كفها بأصابعه: هيا لنجلس معهم.
رفعت يدها بعيداً عنه قبل أن يحتضنها بكفه، وهي تنظر له بثبات فتنحنح: حسناً، اعتذر، هيا أمامي.

************************************

الصمت، هو كل ما يخيم عليهم منذ أن خرجا من عند الطبيب، نعم هي آثرت الصمت فهو لصالحها، فهي إلى الآن لا تعلم ولا تريد أن تعلم كيف ستكون ردة فعله ولكنها ترتجف خوفاً منه. فمظهره غير مطمئن لها، وصمته كالقبر يشعرها بأنها ستُدفن به إلى الأبد.
أخائفة هي؟! نعم، خائفة منه إلى ابعد حد ولا تستطيع تخيل ما سيفعله معها ولا تستطيع توقع إلى أي اتجاه تذهب أفكاره، فهي رأت بعينيها صدمته عندما أعلن الطبيب أنها ستُنهي شهرها الرابع عما قريب. لم يعر الأمر الآخر اهتماماً بل هذه المعلومة هي ما استرعى انتباهه. رأت في عينيه نظرة متسائلة بدهشة ولكنها لم تستطع أن تترجمها بسبب خوفها الشديد، أشاحت بنظرها بعيداً عنه وعدلت ملابسها وهي ترتجف، أكمل حديثه مع الطبيب ليصمت بعدها، وهي لم تتحدث !!
صمت وصمتت هي الأخرى وهي تحس بجسده المشدود كأوتار القيثارة. تشعر بضغط كفيه على مقود السيارة وتلمحه بطرف عينها وهو يجز على أسنانه بغضب قوي. تنفست الصعداء عندما توقفت السيارة، ابتلعت لعابها بتوتر عندما ارتجل منها سريعاً وكأن الشياطين تطارده.
ارتجلت هي الأخرى بهدوء واتبعته إلى الداخل لتجد والدها بوجهها، سألها: ما به خالد؟
هزت كتفيها بتوتر: لا شيء أبي.
هز رأسه بحكمة وقال بهدوء: اتبعي زوجك لتري ما به.
هزت رأسها بالإيجاب لتصعد السلم ببطيء شديد وهي تتمنى أن تزداد درجاته، أو أن تنتقل غرفتها إلى القمر. فمهما كذبت نفسها وأقنعتها بأنها ليست مخطئة فهي تعلم جيداً كم سيؤذيه معرفته المتأخرة بالأمر.
وقفت أمام باب غرفتها وتنفست بقوة. فتحت الباب بيد تهتز بتوتر وعينان زائغتان لترفع حاجبيها دهشة وهي ترى الغرفة هادئة.
توقعت أن تجده يسير في الغرفة ذهاباً وإياباً بعصبية وقوة كما يفعل دائماً عندما يغضب، ولكنها وجدت الغرفة صامتة هي الأخرى.
تقدمت ببطء إلى الداخل لتجده جالساً على كرسيها الهزاز عاقداً حاجبيه وزاماً شفتيه ووجهه يُظهر تفكيراً عميقاً لم تتبين منه شيئاً بسبب عينيه الغائمة ببحر اسود راكد في ليلة مقفرة من الرياح.
آثرت الابتعاد عنه وذهبت لتبدل ملابسها، تباطأت كثيراً وهي تنتقي ملابسها بعناية شديدة. تقف أمام المرآة وتنظر إلى نفسها كثيراً. تريد شيئاً يخفي انتفاخ بطنها، تريد لوناً ينعش وجهها ويضفي عليه سحراً.
ابتسمت بسخرية من نفسها وهي تعلم أن كل مجهوداتها ستذهب هباءً، فخالد عندما يغضب لا يرى أي شيء أخر إلا غضبه.
زفرت بقوة وهي تحاول السيطرة على نفسها، رفعت رأسها إلى الأعلى ودعت بصمت أن يمر الأمر على خير.
فتحت باب غرفة التبديل وأطلت برأسها منها لترى هل لازال موجوداً أم خرج، لتكتم أنفاسها وهي تراه لازال كما هو. مطت شفتيها وهي تفكر أن تذهب من هنا وتتركه بمفرده إلى أن يخرج من صمته. ستذهب إلى الطفلين أو إلى فاطمة، فهي لم تسألها عن أحوالها بعد جلسات المعالجة التي تتلقاها الأخرى.
تنفست بهدوء وخرجت بخطى ثابتة إلى حد ما متجهة إلى باب الغرفة لتتسمر أمامه وهي تسمعه يقول بهدوء خطر: منال.
اصفر وجهها وقبضت كفيها ولفت إليه راسمة شبح ابتسامة: نعم.
قال باقتضاب: تعالي.
التفتت وقالت بصوت حاولت ألا يكون مرتجفاً: سأذهب إلى فاطمة.
نهض واقفاً ونظر إليها في صمت أمر، فزفرت بقوة وقالت بلهجة عصبية: حسناً، نعم ماذا تريد؟
رفع حاجبه وابتسم بسخرية لمعت بعينيه قبل أن تصل إلى شفتيه، فاتبعت بغضب افتعلته: لا تضحك بتلك الطريقة، وأرجوك لا تستفزني كما أوصى الطبيب.
اتسعت عيناه بدهشة تحول إلى غضب، مط شفتيه بسخرية فأشاحت بيدها وهي تلف لتتحرك من أمامه مغادرة: عندما تتوقف عن سخريتك نتكلم.
لم تفهم ما يحدث، بل كل ما تفهمه أنها الآن تنظر إلى عينيه الغائمة بسواد حالك وهو ينظر إليها بغضب لم تره من قبل. كفاه يقبضان على ذراعيها بقوة شعرت بأن عظامها ستتهشم تحتها، وأنفاسه ثائرة غاضبة جعلتها تكتم أنفاسها في ترقب لما سيفعله بها.
سألها بسكون: لماذا لم تخبريني؟
رمشت عيناها بسرعة وقالت في دهشة خرجت منها كاذبة: بماذا؟!!
نظر لها بغضب وقال بسكون: كنت تعلمين أليس كذلك؟
حاولت أن تهز رأسها نافية، بل جاهدت لتفعلها ولكنها لم تستطع الكذب. كان سيعلم أنها تكذب عليه ولكنها أرادت أن تهدئه، فهو غاضب جداً تلك المرة، لأول مرة تنظر إلى عينيه ولا ترى نفسها بها.
انتبهت على صوته وهو يضغط على ذراعيها بقوة: تكلمي.
رفعت رأسها بكبرياء، فهي لن تتحدث معه وكأنها ارتكبت جريمة، وسوست لها نفسها بأن تكون قوية في مواجهته فقالت بثبات: نعم كنت اعلم.
أفلتها بقوة فكادت تسقط أرضاً ولكنها وازنت نفسها، شعرت بأن عظم ذراعيها تفتت من ضغطه عليهما وانتفضت عندما صرخ: كنتي تعلمين انك حامل عندما طلبت مني أن أغادر حياتك.
لم تستطع الرد تلك المرة بل تحاشت النظر إليه. اقترب منها و شرارات الغضب تصعد من عينيه قائلاً بفحيح وهو يضغط على مرفقها بقوة جعلتها تئن ألماً: وما خطوتك القادمة؟ أن تجهضي الطفلين لأنك لا تريديني في حياتك بعد الآن؟
نظرت له بصدمة وهزت رأسها نافية. تركها وهو ينظر لها بازدراء وحاول الابتعاد عنها فحاولت هي أن تتمسك به وقالت بصوت مرعوب: لا خالد، لن افعل ذلك أبداً.
دفعها قوياً بعيداً عنه لتسقط أرضاً وهو يقول: اصمتي، لا أريد أن استمع إليك، وسأحقق لك ما تريدينه منال، لن أزعجك بعد الآن، ولا تتخيلي إنني لا أريد طفلي بل أريدهما وسأعتني بأولاد أخي أيضاً، ولكني لن أعود إلى حياتك كما طلبت مني مراراً.
نظر لها وقالها ببرود قتلها: انتهينا منال، انتهينا.

****************************

واقف ينظر إلى غروب الشمس من نافذة حجرته الجديدة، فهو اليوم انتقل إلى غرفة جديدة ولا يعلم السبب من عملية النقل تلك ولكنه استنتج أن وجيه يحاول أن يخرجه من تلك الشرنقة التي يحاوط نفسه بها. كما إصر ذلك الوجيه أن يفك له جبيرته الأخيرة رغم رفضه لهذا، ولكن وجيه تعامل معه على أساس أنه مريض لديه ولم يستمع له.
تركه ليهدأ في الصباح ليأتي إليه عصراً وأصر على القيام بدور الطبيب بأكمل وجه،
كل ذلك لا يهمه ولا يريد أن يشغل رأسه به، كل ما يشغله الآن هو ليلاه. سيفقد عقله إذا لم يطمئن عليها. ومن الواضح أن انتقاله إلى غرفة جديدة أتى بثماره فعقله أخيراً أشرق بفكرة نفذها على الفور وهو يهاتف أحد زملائه العاملين بالمطار وسأله عنها تحت دهشة الآخر. ولكنه أجابه بأنها غادرت ولم تعد إلى الآن. إذاً هي إلى الآن بلندن. تنفس بقوة وهو يفكر انه سيضطر لأن يستعين بأحد رفاقه مرة أخرى. نعم سيتصل بأحدهم ويحاول أن يصل إلى معلومات عنها، أي شيء يطمئن به.
توارد إلى عقله العديد من الأسماء ليستقر على احدهم ويمسك هاتفه ليتصل به. أغمض عينيه وهو يجز على أسنانه عندما وجد الهاتف الآخر مغلقاً. زفر بقوة وهو يتحرك بصعوبة شديدة ليجلس. فبرغم تحذير وجيه له بألا يقف كثيراً، إلا أنه لم يستمع إليه. فهو أخيراً يشعر بأنه حر وليس مقيداً، يقف على قدميه. يشعر بقوة تسربت إلى روحه لتعيد إليه ثقته واعتزازه بنفسه.
رمى جسده بقوة على الأريكة وسحب حاسوبه ليفتحه وينظر إليه،
اتسعت عيناه بقوة وهو يرى وصول رسالة منها، وقبل أن يقرأها نظر إلى وقتها وهو يتمنى أنها بعثتها الآن حتى يستطيع محادثتها.
كاد يلقي بالحاسوب غضباً وحنقاً وهو يلعن وجيه وإصراره على تبديله لغرفته، فوقت الرسالة ينم عن وصولها عندما كان ينتقل إلى تلك الغرفة.
قبض كفيه بقوة وهو يتمتم: استغفر الله العظيم.
عاد لينظر إلى رسالتها، ابتسم وهو يشعر بروحها تفيض من تلك الكلمات الرقيقة
" عزيزي أمير؛
صباح الخير كيف حالك؟ أتمنى أن تكون بخير حال.
اعتذر بشدة لأنني لم استطع التواصل معك الفترة الماضية، ولكن لدي ظروف منعتني.
لا اعلم ولكني شعرت أنني أريد أن أتحدث معك، اليوم ضائقة كثيراً فالبارحة حدثت مشادة كلامية بيني وبين عمي لم أكن أريد حدوثها. وتشاجرت مع أخي أيضاً.
أتوقع انك عاقد حاجبيك الآن وتعيد قراءة تلك الجملة مراراً، فأنت لا تعلم عن وجود إخوة لي.
يوجد الكثير لا تعلمه أنت، عندما أعود إلى القاهرة نلتقي بإذن الله وأقص عليك كل شيء.
شعر بها تبتسم وهي تكتب بفرح طفولي: نعم أنا لازلت بمدينة الضباب وسأحاول الخروج لأتنزه اليوم برفقة أختي الصغيرة.
توقف عن العبوس بوجه الحاسوب. عندما نتحدث سأخبرك بكل المعلومات الغائبة عنك.
هيا سأذهب أنا إلى اللقاء.
اممم انتظر إذا تستطيع محادثتي حدد موعداً زمنياً ونتكلم به
سلام.

تنهد قوياً وهو يشعر بهدوء داخلي يلم بحواسه كلها.
ضحك بقوة إلى أن دمعت عيناه، ليقرأ الرسالة مرة أخرى وهو يعقد حاجبيه ويفكر " إذاً ستقص لي كل شيء عن حياتها. ستتخلى عن شرنقتها وستفتح لي عالمها، ستفتح الباب لشخص آخر يشاركها أحزانها وأفراحها، ستقترب من احد غيري وتتعلق به ومن الممكن أن يدق قلبها له".
ظهر الغضب جلياً على وجهه لتزداد عقدة حاجبيه ويضغط بكفيه على شاشة حاسوبه يريد تفريغ شعور الغضب الذي ملأه والغيرة التي ستقتله حياً.
انتبه من أفكاره على صوته الهادئ بلكنته المميزة: ما هذا يا سيادة الرائد؟ ستكسر الحاسوب إلى نصفين.




انتهي الفصل العشرون
اتمنى ان يحوز على اعجابكم
القاكم الاحد بعد القادم
باذن الرحمن
لا تحرموني من وجودكم ..ارائكم ..وتفاعلكم
اراكم على خير
في حفظ الله ورعايته

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 06-01-13, 11:14 PM   المشاركة رقم: 1050
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل التاسع عشر .. مميزة جداً

 
دعوه لزيارة موضوعي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 6 والزوار 5)
‏Solafa El Sharqawey, ‏روفـــي, ‏رباب فؤاد+, ‏اية المنى, ‏rasha n, ‏al7een


منورين يا صبايا
والله سعيدة جدا بوجودكم
تسلموا لي يا رب

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(حصري, .....قريبا, ليلاس, ليلى, مستشار, موال, منتدى, منتديات ليلاس, امير, الكاتية اسيل, برنامج, بقلمي, يالي, ياسمين, رومنسيات عربية, سائق, شفير, عبد الرحمن, عبق الرومانسية, هنادي هشام, وليد
facebook




جديد مواضيع قسم سلاسل روائع عبق الرومانسية
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t169803.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 03-01-16 02:51 AM
Untitled document This thread Refback 29-08-14 11:55 PM


الساعة الآن 07:39 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية