كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
تركها فيليب بعهدة الكثيرات ليعدن تزيينها وترتيب شعرها وبعد الاجراءات السريعة ذهبوا هم ايضاً وتركوها وحيدة في الخيمة .
كانت متوترة وقلبها يخفق بشدة وشعرت بجفاف حلقها ، احست بأنها على وشك الاغماء .منتديات ليلاس
طال انتظارها لزولا وللحظة فكرت بأنها حضرت لتجيب على اسئلة ساره الكثيرة ولتساعدها في محنتها، لخيبتها لم يكن الداخل الا الفتى خيري، وقف بباب الخيمة وقد ارتدى بتأنق حسب تقاليد القرية ومن مظهره علمت بأن عمله ذو دلالة مهمة ويتوجب عليه ان يقوم به على اكمل وجه.منتديات ليلاس
- هل أنت جاهزة سنيورا؟. تحدث بحماس ظاهر.
- اجل شكراً لك خيري ولكن الن تخبرني قبل الى اين ستأخذني؟
انفتح صدره بفخر واعتزاز ثم قال:
- مهمتي ان اسير امام عربتك سنيورا، فكما تقضي التقاليد يختار صبي ليسير امام موكب العروس ليكون فأل خير عليها فتنجب ذكوراً.
منتديات ليلاس
شعرت ساره بالخجل وهي تدخل عربة العروس التي كانت تعرف بالهودج ،وكان هذا موضوعاً على ظهر جمل.منتديات ليلاس
كان الجمل قد زين بالأجراس والسجاجيد الملونة وقد جلست العروس في خيمة سميكة بحيث تحجب عن اعين الباقين لم تذكر الكثير من الطقوس الدينية التي اقيمت، وكان هنالك تضارب واضح في الكثير منها ، فقد الصقت قطعة نقدية من الذهب على جبهتها دلالة على نجاح الاحتفال، ثم دهنت بيد فيليب بعجينة بنية اللون وملبثت ان دهنت يداها.منتديات ليلاس
لم تفقه شيئاً مما يحصل، وتجنبت النظرنحو الرجل المتحرض على القيام بكل هذا الطقوس.
عندما حضرت طفلتان تحمل كل واحدة منهما سلة وقد وضع بداخلها الحناء والجوز نظرت نحو الرجل المخطط لكل هذا وتذكرت زولا، فقد عرفت في هذا الوقت بأنها اصبحت الزوجة الشرعية وان مراسم الزفاف قد بلغت اوجها.
لم تستطع ان تميز ما إذا كان تفكيرها هذا دفع الدماء لتتدفق في شرايينها ام ان بريق عيناه هو الذي سبب ذلك.منتديات ليلاس
لقد كانت زهرة الامتلاك واضحة في عينا هذا الرجل الذي لم ينس لحظة حرارة الدم الذي يمشي في عروقه وأثر فيما بعد على افعاله.
الصخب والاحتفال كانا في ذروتهما عندما سمعت اصوات دقاعات الطبل والتي غطت فيما بعد على ماعداها، لقد اعلن الصوت عن وصول مجموعة من الصبيان الصغار الذين تحلقوا في وسط الحلقة الواسعة من المكان.منتديات ليلاس
خفت اصوات الطبول وعلا صوت اهالي القرية بترنيمة تقليدية بدا انها تنشد في الاعراس، ووسط هذا الجو لاحظ السكان وصول جمل مزين يعتليه راكب ملثم وما ان اقترب الجمل من الحشد حتى عرفت ساره الراكب فوراً اذ لم يكن الا زولا وهي ترتدي ثياب عروس.منتديات ليلاس
وصل الجمل الى وسط الدائرة فتحلق الصبيان حوله وكذلك فعل الأهالي، لقد تأثر الجميع بحرارة الجو فأخذتهم النشوة واتطربوا جميعاً في حين ان زولا نزلت من الجمل وتوسطت الحلقة وهي تقوم بحركات راقصة غريبة ومتألقة في نفس الوقت مع الموسيقى التي كانت تصدح بصوت عال، وبمشاركة اهالي القرية عبرت زولا برقصتها عن افراح واحزان الحياة الزوجية.
|