كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
أصيبت فجأة بالغثيان عندما كانت تتأمل الأسماك فى مكتبها الأنيق
كانت صاحبت الجلالة ملكة الإخصائين النفسيين تشاهد وهى عابسة المخلوقات ذات العيون المستديرة التى لم تكن تفل شئ سوى السباحة من جنب إلى أخر وهى تفتح وتغلق فمها لم يكن منظرها مريحاً بل سخيفاً لن تحل تلك الأسماك مشكلتها مع جيرمى كانت تعرفه جيداً لن تنسيها هذه الليلة الطويلة التعيسة التى قضتها بدونه وسمعت صوته وهو يدخل بعد ساعات من رحيله لكنه لم يلحق بها فى الغرفة كانت متعبة فأستسلمت للنوم وهى تتخيله ممداً على الأريكة عندما استيقظت فى الفجر كان قد رحل
فكرت وهى تلف ذراعيها حول نفسها والدموع تملأ عينيها "أحبك كثيراً,أريد أن اكون معك أيضاً أطول وقت ممكن نضحك نتحدث نفكر فى مشروعات نتحاب أريد ان..."
كانت عيناها مثبتتين على حوض السمك دون أن ترأه
أريد...أريد... أريد....
تلاطمت الكلمات فى ذهنها بينما أنقبض قلبها قالت محدثة نفسها بآلم :
-عالجى نفسك أولاً أيتها الطبيبة
هنا كانت تكمن الإجابة ربما ستقيم مستقبلاً وهى وحيدة ربما فقدت حب جيرمى لأنها طلبت أن تكون علاقتهما كاملة أن تكون تماماً كما توقعت كان على جيرمى أن ينحنى ويذهب
وفى الليلة الماضية لقد ذهب مهوماً متعباً مضطرباً لنها أخبرته أنه ليس أهلاً لها كان يحاول ان يفهم مهنتها كان يحاول أن يدخلها يتقبلها يحترمها كما كانت تطلب منه بلا هوادة.كانت تتقد غيظاً
لكن من تظنين نفسك يا د/ كلويه بارلو؟
قالت وهى تهز رأسها :
-يا إلهى...! هل تحدثت مرة واحدة مع جيرمى عن مهنته هو؟كلا هل تمحصت عن أسباب مشاجرتهما ؟كلا الوقت الذى أستغرقه ليحقق مكانته الحالية؟كلا هل عرفت المنازل العمارات التى صممها؟كلا
كانت مشغولة بأن تقول له ما تريد هى
وفى منتصف الطريق خرج جيرمى من باب شقتها من حياتها كانت تدعوا فى داخلها :
-أوهـ...كلا أرجوك كلا
كانت لها أخطاء كثيرة كانت تبدو مبالغة جدا كان بوسعها أن تحكى له عن عملها الكثير من الأشياء التى لا يعرفها وأن تعطى له حشداً من الأمثلة التى كانت لها نتائج طيبة لتزيح الأفكار السيئة التى كان قد أكتسبها
قالت للأسماك:
-توقفى عن الدوران تباً تبدين غبية!
سارت ببطء إلى مكتبها لتجلس على المقعد
الوقت هذا ما يحتاج إليه جيرمى الوقت والصبر ليتفهم مهنتها وستدع له كل الوقت يحتاج إليه وستظهر صبراً لا ينتهى ومن جانبها ستقوم بنفس المجهود لتكشف كل شئ عن هاريس&كوبر المهندسان سيتقدمان معا خطوة بخطوة...إذا لم يكن الوقت متأخراً
تنهدت وهى تبتلع لعابها ألقت نظرة على ساعة يدها كانت الساعة الخامسة تقريباً لقد كان يوماً طويلاً وبشعاً لقد حاولت بصعوبة أن تنسى جيرمى لتفكر فى مرضاها وتساءلت متى سترأه؟هل سيعود إلى المنزل هذا المساء؟كلا
لماذا يذهب إلى هناك حيث يسأل فى أشياء غير معقولة؟
أفزعها رنين الهاتف فأنتزعها من حيرة أفكارها رفعت السماعة :
-نعم جيمس؟
-السيد هاريس هنا لم يعد لديك أى لقاءات اليوم هل أسمح له بالدخول؟
فكرت مفزوعة "جيرمى هنا؟لقد جاء؟لماذا؟-مفزوعة-ليقول وداعاً؟كلا!"
-ألو؟
-إيه,نعم جيمس...دع السيد هاريس يدخل شكراً
وضعت السماعة ويدها ترتجف إن جيرمى هنا
-كلويه
رفعت رأسها نحوه وقلبها يخفق كان ماثلاً أمامها على عتبة الباب يبدو رائعاً متعباً جداً
-جيرمى.أنا.........
فقط ان لم تكن ركبتاها واهنتين فقط أن لم تكن ترتدى بدلتها السوداء وقميصها الأبيض الكلاسيكى الأنيق هذا الصباح لبست ما وجدته أمامها لكنها ندمت الآن على أختيارها كانت تريد أن تبدو جميلة ومفعمة بالأنوثة حتى تكون كلويه الأنثى هى من ننحدث إلى جيرمى
عندما أغلق الباب خلفه خرجت من وراء المكتب وقف الأثنان تفصل بينهما المسافة بين المكتب و الباب.قال جيرمى بصوت منخفض
-يجب أن أتحدث إليك.لم احضر لأتحدث عن نسبة الضغط
فك ازرار سترته أدخل يديه فى جيب البنطلون.قالت كلويه وهى تعرف قلة الثقة التى كانت فى صوتها :
-أنا أيضاً يجب أن أتحدث إليك ألا تجلس؟
-كلا
-أوهـ...
رجعت خطوة إلى الخلف لتستند إلى مكتبها
-جيرمى أنا...
-أنا من جئت لأرأك هذا يعطينى الحق فى أن أبدا الحديث موافقة؟
-تفضل
-لم يجب أن اتركك مساء أمس كلويه إنى نادم على ذلك لقد وعدت فينتشى بأن أعتنى بك
أجابت بهدوء وهى تحاول دون جدوى ان تستشف أفكاره :
-ليست بحاجة إلى جليسة اطفال
-كان يجب أن أبقى
أستطرد بعد وقفة:
-لقد فكرت كثيراً الليلة الماضية بصحبة ليلاس القمر الأزرق كانت أفكارى تتجول بين موضوع وآخر ثم ركزت فجأة على والدى حياتى فى منزلنا عندما كنت صغيراً كان والدى سائق أتوبيس ووالدتى بائعة فى محل جواهر
أخرج يده من جيبه وقام بحركة فى الهواء :
-لم يكن شئ غير تقليدى لكنهما كل مساء يحكيان ما قد رأياه خلال اليوم كنت أعشق تلك القصص
كان والدى يصف الناس اللذين ينقلهم بحافلته تخيلى مرة كان هناك رجل مع حارسين خاصين ووالدتى كانت تتحدث عن ممثلة رائعة الجمال جاءت لتشترى زمردة ضخمة لتتناسب مع ثوبها الجديد كان لديهما مئات القصص الآن تبينت أن كلا منهما كان يحترم المهنة التى أختارها الآخر
-جيرمى
-دعينى أكمل لقد تخيلتنا نحن الأثنين جالسين إلى المائدة ماذا يمكننا أن نقول؟إذا أقترحت أن تأتى لترى عمارة صممتها لن تعرفى ماذا أقول .إذا قلت أنك أعدت الأبتسامة لمراهق حزين لن أتفهم أهمية عملك.ماذا نفعل إذن؟ سننتظر الساعة حتى نتصيد اللحظة التى نذهب فيها إلى الفراش حيث نكون جديرين حقا بالتعبير عن حبناً هذا ليس كافياً أليس كذلك؟
-نعم
-كلويه بعد أن تركتك تبينت أنى أتمنى أن تهتمى بـ هاريس&كوبر المهندسان أريد أن أريك ما صنعت أريد أن أعرف ما تفعلينه هنا طوال اليوم أعرف أن الأمر يتعدى الأهتمام بمن هم مثلى يقتلون أنفسهم فى العمل أونساء متضجرات يصيبهن السأم
-أوهـ....بلى جيرمى أكثر من ذلك كثيراً
-فى لحظة فى منتصف الليلف داهمتنى الحقيقة كالطوبة بين عينى لقد أخذت الوقت والطاقة وأستخدمت مهارتك فى إعطائى الحياة كهدية ملفوفة بإحكام هل ترين لقد فهمت وشرحت لى أننى أعمل كثيراً بسبب شعور خاطئ بالذنب تجأه جيف.لقد سمعتك لكنى لم أنصت إليك...حتى مساء أمس الآن كل شئ واضح أنت كلويه الإخصائية النفسية قد أوضحت لى كل شئ...إذا كنت أحترمك؟لا أعرف كيف أخبرك أنى أحترمك كلك أقسم على ذلك يا كلويه بارلو
همست وقد أغروقت عيناها بالدموع:
-أوهـ...!
-أنت ودودة وذكية تهبينى حبك بسخاء لقد تركت كل شئ لترى والدك بعد أن أستدعاك من أجل باتش لقد تركت مشاعرك لتتحدث عنك
وضع يدسه فى جيبيه من جديد
-للأنك كذلك وأكثر من ذلك أنت المرأة التى أحبها وأنت تحبين بكل مشاعرك هذا ما تهبينى إياه كذلك مرضاك أليس كذلك؟
قالت وقد تأثر صوتها من الوجد:
-أوهـ بلى .لم أمهلك وقتاً كافياً ولم أتحل ببعض الصبر أسفة جيرمى كنت مخطئة لأتمنى أن تغفر لى لدينا الكثير لتبادله والكثير ليتعلمه كلانا من الآخر وعندما أكون بين أحضانك سيكون لذلك معنى أكبر
-أعرف الآن أننى جيرمى هاريس صاحب هاريس&كوبر المهندسان وأنت د/ كلويه بارلو الإخصائية النفسية لقد كنت ضيق النظروأسف على ذلك أحبك يا كلويه كلياً
مد إليها ذراعيه :
-تعالى أحتاج أن أشعر بك بين أحضانى..أوهـ كلويه لا أريد أن أفقدك
أندفعت نحوه والقت بنفسها بشدة بين ذراعيه فتأرجح أخفت وجهها فى صدره وهى تحاول أن توقف دموعها مضت ثوانى دون أن يتحركا حلت حرارة الحب محل برودة الوحدة التى عرفاها لتوهما تحولت هذه الحرارة إلى جذوة مشتعلة رفعت رأسها فأنحنى نحوها وقبلها
شعر جيرمى أنه فقد سيطرته لم يكن يفكر إلا فى حبهما فى توثيق أرتباطهما الذى يؤكد مستقبلهما المشترك رفع جيرمى رأسه لتتلاقى نظراتهما
-أريدك..أريدك كلك لى
وأبتسم قائلاً:
-لكن ليس هنا أمام تلك الأسماك التى تنظر إلينا
أجابت:
-إنها لا تزال صغيرة على أن تتعلم ذلك لنعد إلى المنزل.أحبك
-أنا أيضاً وقبل أن ينتهى الليل سنتناقش بشكل جدى بشأن زواجنا وأطفالناأربعة خمسة أو ستة إن الليلة التى يبزغ فيها القمر الأزرق لا يجب أن ندعها تفوتنا
-أسطورتنا الشخصية سنحكيها لأطفالنا
-نعم هل يمكننا الذهاب الآن؟
-نعم يا سيدى...أوهـ لقد تذكرت فجأة نحن مدعوان عند بيل كوبر هذا المساء
-ليس قبل الساعة الثامنة ذلك سيمنحنا وقت كثيراً...وقت للحب.هل أبدو لحوحاً؟
-نعم وهذا يروق لى كثيراًدعنا لا نضيع وقتاً أكثر هنا
مدهوشاً ولكنه كان متأثراً للغاية نظر إليها جيمس وهما يمران أمامه وهو يطوقها بذراعه...بحركة صغيرة من يدها ألقت كلويه لـ جيمس تحية المساء فأبتسم وهو يرأهما خارجين
أغلق جيرمى باب الشقة فعزلا عن العالم الخارجى ثم مد ذراعيه للمرأة التى يحبها كانا معا فعرفا النشوة فيما وراء أحلامهما الأكثر جنونا
نهاية الفصل الثامن
قراءة ممتعة للجميع
|