كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
-سيد هاريس ؟تفضل بالجلوس
أومأ برأسه وذهب ليجلس أمام المكتب وجلست هى على مقعدها الجلدى وتساءلت لماذا فعلت هذا؟
كانت ليلاس عادة تصافح المريض الذى أمام المقعد ثم تذهب بهدوء لتقرر أين تجلس بحيث يكون هذا لاشخص فى أتم راحة جيرمى هاريس لم يكن مريضاً لم يكن هناك أى سبب حتى تكون فى موضع قوة فى مواجهته لكن بينما كان يتقدم نحوها رجعت كلويه إلى الوراء كإنها حيوان خائف يهاجمه قط كبير عاقد العزم على إفتراسه.كان أكثر الرجال جاذبية ورجولة من بين اللذين رأتهم على اإطلاق كان طويل القامة عريض المنكبين كنز الأرداف ساقه طويلتين وتدو غليظو العضلات تحت البنطلون الرمادى كان قميصه الأخضر ورابطة عنقه الموشأة تتناسق تماما مع لون عينيه لأبد وأن بدلته قد حيكت على المقاس لتتناسب مع كتفيه العريضتين
ووجهه!شديد السمرة وملامحه شديدة الإستقامة لا تنم على إنه ولد جميل أنفه مستقيم فكه مربع ورأسه يعلوه شعر أسود كثيف بلون الحبر فكان أجمل ما رأت
وشفتاه! كيف لرجل نقشت ملامحه فى الصخر أن يكون له مثل هاتين الشفتين عذبتين عاطفيتينومرغوبتين.دهشت كلويه
هل هذا صوت قلبى الذى يرن فى أذنى ؟!
لم يحدث لها ذل قط فهى لم تتأثر ابداً برجل غريب على هذا لانحو الشهوانى ظاهرياً
كان جسده نسى تلك الغريزة سبب لها جيرمى هاريس اضطراباً عميقاً وما تلك الموجة من الحرارة التى أنتشرت فى جسدها إلا دليلاً قوياً على ذلك .بأدرته بنبرة متحمسة:
-هكذا فلدينا صديق مشترك متمثل فى شخص بيل كوبر
-يقال ذلك
كان صوت المرأة الشابة دافئاً وأجش ومثيراً تخيل هذا الصوت وهو يهتف بأسمه فى روع العاطفة
-كان أبنه جيف شريكى
-أنا وجيف لعبنا كثيراً معاً ونحن أطفال ولكنى لم أره ثانية قبل أن يموت بعدة سنوات
-أريد ان أعرف إلى أين يصل شعرك؟
-عفواً؟!
أعاد جيرمى سؤاله وذراعاه متكئتان على مسند المقعد ويداه متشابكتان :
-شعرك.أنى أتساءل ماهو طوله؟
-هذا ليس شأنك يا سيد هاريس لنعد إلى عملنا
قال جيرمى بإبتسامة هادئة
-أسمى جيرمى وسأكون سعيداً بأن نرجع إلى موضوعنا يا دكتورة وبما إنى ليست مريضاً لماذا لا نذهب لتناول طعام العشاء فى مكان ما؟سنستطيع ان نتحدث ونتعارف أوهـ....وإحتراماً لـ بيل سنتكلم لدقيقتين عن لاضغط.أتفقنا؟
حدثت كلويه نفسها :يجب إلا اسمح بذلك لا يمكن أن يكون لـ جيرمى هاريس إبتسامة ساحرة وجذابة وأسنان بيضاء فق حقيقة يجب ألا تسمح بذلك تذهب معه للعشاء وفى مطعم ودود رومانسى ؟
كلا فتأثير هاريس العاطفى كان يسبب لها اضطرابا كان من عادتها أن تحد بنفسها سلوكها تجاه الرجل لكن كان يبدو أن جيرمى يضغط على أزرار تسير الدفء فيها لا تعرف حتى السيطرة عليها
-شكراً,ليست لدى الرغبة فى الذهاب للعشاء فكما قلت احترماً لـ بيل يجب أن نتحدث فى السبب الذى جاء بك إلى هنا لقد أخبرنى أنك متعب وتعانى من الضغط
"إذا ما رفضت فها أنا ذا مثبت هنا خلف هذا المكتب الذى يفصلنا لأنى ليست لدى إدنى نيه فى تركها إن كلويه جميلة فهى تشغل فكرى أريد أن أقضى وقتاً معها لكن ليس فى الحديث عن الضغط :
-أن حوض الأسماك الذى فى الحائط يروق لى كثيراً.من صمم هذا الحائط؟
-إنه أنا سيد هاريس
-جيرمى
-حسنا جيرمى أنت لا تستطيع أن تعرف إلى أى حد يمكن أن يكون الضغط خطيراً من الممكن أن يقتل.من المؤسف أن قليلاً من الناس يعرفون الأثار التى تحدثها تلك الآفة على العقل وعلى الجسد أنا متخصصة فى الضغط الناجم عن العمل أتبعت طرقاً شخصت بها حالات الأفراد
-برافو.هل نفذت فعلاً هذا الحائط؟إنى متأثر به...هل تقدمتى للحصول على برءة أختراع أم يمكننى تقليده؟
ضغطت كلويه على أسنانها وحاولت أستجماع صبرها وأبتسمت ابتسامة صفراء.
لم يكن جيرمى يمثل لها صعوبات على المستوى الترابطى فقط بل كان يمثل لها تهديداً أيضاً من الناحية المهنية.
كادت أن تصرخ حتى يتوقف عن يتجنب الحديث عن مشكلته وأن يستمع إليها.هى ! تصرخ فى مكتبها يا لها من صورة مفزعة! لقد كان جيرمى هاريس خطراً مهدداً. قالت :
-أستمع...إذا لم يكن من أجلك فلنفعل هذا من اجل بيل كوبر لكن لنفعل شيئا.فهو قلق جداً يبدو أنك تفعل ما فى وسعك حتى لا تتحدث عن الضغط.لماذا؟
كان على وشك أن يتجاهل سؤالها ثم عدل عن رأيه
نظر إلى كلويه فترة طويلة ثم مال إلى الأمام وهومقطب الحاجبين:
-أنت محقة لا أريد التحدث فى هذا الموضوع أعتقد أنى غاضب لأن بيل قد لمس نقطة حساسة فليس لدى الوقت لأستمع إلى الحديث عن هذا الموضوع.ليس هناك وقت لتغيير أسلوب حياتى.أجلاً.من الممكن لكن ليس الآن لقد جئت إلى هنا لأرضى بيل وليهمنلنى قليلاً وعندما رأيتك قررت أنى سأحب حقاً معرفتك أكثر....ولو بدوت أحمق....لكنى أعتقد أنى أساءت الفهم
وضع يديه على فخذيه ونهض:
-سأذهب
-كلا يا جيرمى لا تفعل ذلك الضغط ليس بتلك الصعوبة لو عرف سببه.هل العمل أهم من صحتك,من حياتك؟احتمال!ألا تريد أن تفكر خلال دقيقة؟
أستغرق جيرمى فى النظر إلى عينى كلويه السمراوين مباشرة تملكته عاطفة وأختفت قبل أن يستطيع وصفها ومن جديد شعر إنه مغمور بالحرارة كان صوت المرأة راجياً إياه أن يبقى كما لو كانت تهتم به فعلاً.هل هى حيلة من حيل المهنة؟أم قليل من مهارة الطب النفسى مقروناً بالخبرة الطويلة؟أن تشعر المريض بإنه مهم وإنها تنشغل بشأنه.بالتأكيد كان الأمر كذلك إن الطبيبة هى التى تكلمت وليست المرأة ولسبب غير معروف شعر جيرمى بخيبة الأمل :
-هل أنت بحاجة لعدد أكثر من المرضى حتى يساعدوك على دفع الإيجار ؟
حولت نظرها عنه وثبتت يديها الممسكتين بقوة على حافة المكتب فعندما كانت ترجوه أن يبقى أن ينتبه إلى المؤشرات التى تطرأ على جسده فلم يكن لكلماتها أية علاقة بالإخصائية النفسية لقد كانت كلويه المرأة التى عبرت عن نفسها
ما الذى فى هذا الرجل يقودها لفقد مهام مهنتها لقد كانت تشعر بالرغبة تتصاعد فى داخلها وقد ظلت ساكنة تحت نظراته وتوسلت إليه أن يبقى....يا إلهى...!كم هذا مخيف
أدارت رأسها فرأت جيرمى من جانبه يقف أمام حوض الأسماك ويداه فى وسطه وأعترتها رجفة
قال جيرمى وهو ينظر أمامه مباشرة:
-لم يكن من الواجب أن أتفوه بهذا القول.بأنك بحاجة لمرضى لدفع الإيجار.أرجو المعذرة.أعرف جيداً أنه بجانب عملك كطبيبة فمن واجبك وبقدر أستطاعتك أن تساعدى الناس هذا ما يتعين عليك فعله
أستطرد وهو يلتفت إليها:
-أليس كذلك؟
-نعم,ولكن....
لم يكن يعرف أن التى تكلمت كانت المرأة وليست الطبيبة النفسية وفضلاً عن ذلك وبكل سرور لم تمس كبرياءه
قال جيرمى بإصرار :
-لكن؟
-لا شئ
للأسف كان يتمنى أن تقول أكثر من ذلك تقول أن تلك الكلمات لم تكن من نوع الجمل التى تستخدمها مئات المرات مع مرضاها المعاندين....لكن لماذا يهتم بالأمر هكذا؟!
شارداً مرر جيرمى بظهر يده على جبهته
-هل تشعر بألم فى رأسك؟
وبسرعة توقف عن تلك الحركة
-أعرف الأعراض التى تظهر عليك يا جيرمى لأن بيل حدثنى عنها أنت تعانى ضعفاً كبيراً جسدك يخبرك بأنه مصاب لدرجة التشبع.ستستمر هكذا متظاهرا بأنك لا تقهر حتى تدفع لاثمن غالياً أو أنه يمكنك من الآن فصاعداً أن تصلح الموقف قبل أن يفلت من بين يديك زمام الأمور ولك أن تقرر بسرعة يا جيرمى
قال وهو يلتفت مرة أخرى إلى الأسماك :
-نعم إن لى القرار
ماذا حدث لأمنيته أن يكون اللقاء محدداً فى عشر دقائق ثم ثمان ثم ست دقائق؟كلويه بارلو!!!
وضع جيرمى يديه فى جيبيه ولف بشكل آلى أصابعه حول أنبوب الأسبرين وأقراص المعدة فكر جيرمى....هذا حقيقى لقد أصبحت تلك الأشياء ضرورية بالنسبة لى وأنا دائما بحاجة إلى أن أكون متأكداً من أن لدى كمية كافية وفى متناول يدى.تلك هى الحقيقة الآن,لكن من الآن وحتى وقت آخر سأبطئ وسأعمل بشكل أقل.ومن ناحية أخرى إذا ما رفضت التعاون مع كلويه سترينى الباب.وكان هذا من المستحيل كان هو الذى سيقرر إذا كان سيبقى أو سيذهب.الموقف لا يتطلب إلا القليل من الحذق
أخرج العقاقير من جيبه ووضعها على مكتب كلويه :
-أنى أستسلم أرفع الراية البيضاء إن كلى لك يا د/بارلو
بسماع تلك الكلمات قفز قلب كلويه قفزة غريبة فضلت أن تتجاهلها وبالرغم من ذلك لم تستطيع أن تمنع نفسها من الأبتسام :
-هل قررت؟هل ستستأنف حياتك وأنت تتبع علاجى؟
تلاقت نظراتهما
-نعم....هذا لا يثير حماسى أتفهمين ....ولكن....نعم
بوثبة وقفت لتتجول حول مكتبها:
-أوهـ...!أنا سعيدة جداً جيرمى إنى....هذا حقيقى
تبددت ابتسامتها وهى تحدق فى النظر فى عينيه الخضراوين
همس جيرمى بصوت أجش :
-لماذا؟
-لأننى...
لأنها لا تريد أن يحدث له مكروه لأنها لا تستطيع أن التفكر وهو ينظر إليها بهذا الشكل لأن....أةهـ...!لأن...
رفع يده ومرر بإصبعه على شفتيها وهمس وهو يقترب منها:
-فمك مثير للرغبة بشكل لم أعهده أباً
خفض رأسه ببطء نحوها :
-سأصاب بالجنون يا كلويه بارلو إذا لم أقبلك
صاح عقلها:
-كلا!!!
أوهـ هذا كل ما أستطاعت أن تتفوه به.أحاط جيرمى وجهها بيديه وقبلها
فكرت كلويه وأهدابها الطويلة منسدلة أن شفتاه أكثر عذوبة مما كانت تتخيل.أستكانت الرغبة فى نفس كلويه وأستسلمت لتلك القبلة فى سعادة
كانت تنتظر تلك القبلة...ساعة؟يوم؟حياة؟!
ليس من المهم طالما تحققت الآن وأن ليس هناك مقارنة بين هذه القبلة وما عرفته قبل ذلك
حدث جيرمى نفسه حالماً:لم تخلق شفتاها لأحد سواى!لقد كنت أنتظرها منذ الأزل....رحيق عذب...كانت تلك القبلة هى الجنة
كانت ستودى بهما إلى النار ما لم يتوقفا الآن
كانت الرغبة تحرق جسده لإمتلاك تلك المرأة العذبة رفع رأسه كارهاً ويداه مازالتا تحتويان وجهها :
-يجب أن أتوقف يا د/كلويه.أنت تقلبين أحساسى رأساً على عقب
دكتورة؟من؟أوهـ ياإلهى........!
فتحت عيناها على أتساعهما من الفزع رجعت للخلف خطوة وأجبرت جيرمى على ان يتركها ووضعت يديها على وجنتها المتوردتين :
-ماذا...أفعل؟ماذا.....فعلت؟
-لقد تبادلنا لتونا قبلة ملئية بالمشاعر....لا تضعى نفسك فى تلك الحالة
-لا يمكننى أن أقبلك
أبتسم:
-كانت قبلة يقتدى بها.مقدسة يا د/ كلويه بارلو
-لم تكن أبداً لتحدث
أرتعشت ساقاها فالتفت نحو مقعدها وتركت نفسها لتسقط على الجلد المريح
-لا يمكننى ان أصدق انى فعلت ذلك
-صدقينى.لقد فعلت ذلك. فما أثرت فى من رغبة أكبر دليل على ذلك.هيا يا كلويه أنت تبالغين لقد كانت قبلة رائعة حقاً لكن ليست كافية لنتوقف
-أنت لا تفهم يا جيرمى...فأنا طبيب وأنت مريض...هناك مستوى مهنى يجب أن احافظ عليه.منذ ممارستى للمهنة لم أقم بفعل شئ من هذا القبيل ربما سيكون من الواجب عليك إستشارة طبيب آخر متخصص فى الضغط
قال رافعاً يده :
-أف...الآن أنا ليس مريضك.حسنا ,ليس عليك مساعدتى مجاناً لنتبادل المنافع.سأصمم لك منزلاً أوأى بناء.هل هذا يوافقك؟أنا لا اريد لقاءات منتظمة مع طبيب نفسى يا كلويه هذا مما لاشك فيه
حدثت نفسها بهدوء :لكن يلزمك لقاءات منتظمة!
ثم أجابت :
-حسناً...لا يوجد لقاءات منتظمة.مع ذلك يجب أن تفهم أنه علينا إتباع سلوك جاد.معذرة على سلوكى الآخير أوكد أن ذلك لن يتكرر
ضحك جيرمى متهكماً:
-أنه ادعاء
صاحت:
-جيرمى!!!
-حسناً...حسناً ليس هناك مشكلة ستذهبين ما حل بى من ضغط.كيف نباشر فى الأمر؟
-أحب ان يكون معك دائماً صغيراً فى الأيام الثلاثة التالية دون ما تقوم بفعله فى كل ساعة .سأتصل بك يوم الجمعة.ثم أنك ستأخذ كل يوم ساعة للتمرين
ظهرت ابتسامته من جديد:
-مثير...أى نوع من التمارين؟فى الخارج أم...فى الغرفة؟همم....همم؟
استطردت كلويه وهى تضغط على أسنانها :
-أشترك فى ناد يا سيد هاريس
-نعم
-إذن ستتدرب لمدة ساعة فى اليوم
-مفهوم.هل انت متأكدة من أنك لا تعانين الضغط أنت أيضاً؟تبدين متوترة قليلاً
أخذ أنبوبة الأدوية ووضعها أمامها :
-تفضلى سنتقاسمها
أنحنى نحوها بهمة حتى يقبل شفتيها :
-مثل القبلة التى تقسمنها
ثم توجه نحو الباب.إلى اللقاء كلويه نحن معاً على نفس القارب الآن
ردت بضعف :
-نحن معا على نفس القارب الآن لكن ماذا فعل بى إذن هذا الرجل؟؟
نهاية الفصل الأول
قراءة ممتعة للجميع
|