لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-11-11, 03:28 AM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة جمال ليلاس وملكة سحر الخواطر



البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 183892
المشاركات: 11,111
الجنس أنثى
معدل التقييم: بياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالق
نقاط التقييم: 2930

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بياض الصبح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بياض الصبح المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 




اللذة الرابعة و الثلاثين





على عتبات باب منزله .. حين أغلقه خلفه بهدوء




و يدّه الأولى تضَع على الطاولة




الطعام السريع




الذي أحضره معه




استدار لحيث نوى أن يذهب ..




لترتطم عيناه بجسَدها الذي وقف بوضعيّة مائلة لدى




الباب ..




ابتسامة حنونة رُسمت على شفتيه وهو يقول بنبرة هامسة




../ تعالي .. جبت العشا . .أكيد إنك جيعانة الحين




لم تُعّقب على ما قال بشيء ..




و لم يَرى أي اختلاجة من ملامحها ..




اقترب منها أكثر رفع رأسها و أزاح خصلات شعرها




المُنسدَلة على جانبي وجهها ..




../ وش فيـــه ؟




صوته القلق .. أحرق ما تبقّى من شعور داخلها




عزمها على الصراخ تبدد عند نبرته تلك




لكَن البقايا القليلة أستمطرت دموعها




و دموعها فقط ..




تعاظْم القلق في نفسه وخوف جديد يتسلل إلى نفسه خشية أن يصيبها انهيار مماثل لسابقه .. و هي التي لم يمضي على خروجها من المشفى ساعات




../ هديل .. لا تخّوفيني ... وش فيك تصيحين ؟




شعور مشابه لوخز الإبر ينال من حلقها




المُمتلئ بغصَة كبيرة ترفضَ الإنزياح




يزيد عذابها بشعورها واقفة بين ذراعيه




ذُل ..لا يستحقه إلا منهم أمثالها




يعذّبها بطريقة مُختلفة .. يُشفق عليها




و هي التي مارست الحرمان لكي لا يفعل




قاومته بضَعف مُتفشّي




وهي تهمس بنبرة كسيرة




../ لا تنافق .. طلقّني خلاص ..




أبعدها وهو ينظَر لملامحها بإستغراب كبير ..




صوته المُستفهم .. سألها بتعجّب كبير




../ أنااافق .. ؟ وأطّلقك ؟ .. و ش فيه ؟




تراجعت للوراء و جرعات غضبَها تتزايد




صوتها عاد أقوى من ذي قبل وهي تقول




../ تسّوي نفسك ما تدري .. وإنت إلي قلت إنك تبي تطلقني .. تركي ... إنت تزوجتني و إنت عارف إنّي كنت وكنت .. و عارف إني خارجة من السجن .. و إنسانة مو ممكن تكون أم أو حتى زوجة .. و مع ذلك أصريت .. أنا ما أقدر أرفض قرار أخذوه هم ... لكَن إنت ليييييش وافقت ؟




شهقّت بشَدة وهي تتابع




../ ماعاد يهمني شيء بعد ماقالوا أول حشرة و اتزوجت الحين بيقولوا حشرة و اتطلقت أنا ماتفرق معاي .. وإلي يبغى يتكلم يتكلم و يقول إلي يبغى .. أنا كلام الناس ماعاد يهمني في شيء كفاية إلي شفته منهم




إلتفتت وهي تضغط على راسها بقوة .. و بيديها




تجذب شعرها للأعلى




../ آآآآآآآآآآآآآآه .. ياربي ريحيني من الدنيا ذي تعبت أنااااااااااااا تعبت




التقطَها بين ذراعيه




و روحه العاشقَة تجاوزت




سيل كلماتها لخوفه من انهيارها




أخذها حيث يجب أن تهدئ و تسكُن روحها




العرق الذي بدا مواسياً لدموعها راح يتصبب من جبينها ..




تكّلم بهدوء و روّية




../ مين قال إني حطّلقك ..




كانت ترتجف بشَدة نطقت بعدّة جمل مٌفككة لا معنى لها




أبعدها قليلاً ثم أمسك بكتفيها وهو يهمس




../ قومي .. توضي وصّلي و هدّي نفسك .. ثم فهميني السالفة




مازالت كفيّها تعبث بمسارات دموعها .. و لا تود




أن تزيحها عن وجهها حتى لا يرى ملامحها المُحمرة




أمسك بيديها ثم شعر بها تزيد تصَلُبا ً




تابع




../ أنا بقعد برا .. أهدي ... ثم تعالي.. ولو ما قدرتي




إرسلي إلي تبين تقولينه لي كرسالة




لم تستعد أنفاسها إلا حينما أصبح الأوكسجين




أكثر حريّة من حولها ..




شتمت نفسها لضعفها .. و تركت جسَدها يسترخي




تلقائياً على




وضعيتها




مّرت الدقائق بطيئَة تجُر إحداهُما الأخرى ..




حتّى مرت ساعة .. تلتها أخرى بذات البُطء




لم يقطع صوت دقات العقارب إلا أنفاسها




التي أخذت طريقها للهدوء




بينما أستعاد عقلها صفائه




تود أن تنهض و تحادثه لكَنها تخشى




أن تنهار من جديد .. عُذبت طويلاً في غياهب السجن




لكَن كُل عذابها كان جُزءاً بسيطاً من




ألمها الداخليّ .. ندمها ... وخوفها




ماضيها الأسود يُشكَل كابوساً يؤرقها




جُزء مٌعتم من كُل صورة جميلَة تتأملها




إستفاضت بها أفكارها فجعَلتها تصَل




لتلك النقطَـة .. حيث وقفت خلفه




وهي تدعو أن لا يلتفت و ينظر إليها




عيناه تجبرها على البكاء فما تحويه من حنان




حُرمت منه طويلاً




هكذا نحن .. عندما نُحرم من أي شيء نبحث عنه




حتى في غياهب ما لا ينبغي .. فقط لنتذوقه




وحينما نقف داخله نرفض العودة للوراء




أمّا هي فتمارس حق العودة قسراً




فقد




بدآ جلياً أنه من الصعب عليها أن تنطَق بعد كُل هذا




بما تُريد




لكّنها قالت بصوت جاهدت لكّي يخرج طبيعياً واضحاً




.../ أنا سمعتهم في المُستشفى يقولون إنك تبي تط




خفضت بصرها إلى الأرض وحشرت الكلمة ولم تخرج .. لأن صوتها بدأ




يتهدّج .. مُجرد تذكُرها أنها ستعود منسّية




في " غُرفة الخدم " فكرة تؤرقها




و أن يبقى هو صامتاً حيال شعورها تزيدها أرقاً




رفعت عينيها لملامحه و صمته حيال كلاماتها و مشاعرها يؤرقها




تابعت متجاوزة ما مضى




../ ف ما يحتاج تعذبني معاك .. لو سمــحت




لم ينطِق بشيء .. وكأنه يُريد منها إتمام حديث




مُنتهي أصلاً




../ خلصتي ؟




أخفضَت رأسها بشَدة و تراجعت حتى الحائط




الموازي للباب ..




و على بُعد ... نهضَ هو و إلتفت لها




اقترب خطوتين وهو يقول




../طّيب .. خلينا نتجاوز الموضوع هذا اللحين ... و أبيك تتجهّزيـن بعد ربع ساعة بيجونّ ضيوف .. وبعدها أوعدك إننا نتفاهم




تعانقت أصابعها وهي تشّدها بقّوة لبعضَها




تلتمس ثباتاً زائفاً ..




لم يُعلّق أكثر مما نطَق .. وبقي صامتاً




تُجزم أنه الآن يتأملها من رأسها حتى أخمص قدميها




نظَرت لثيابها .. والآن فقد بدأت تُدرك




أنها ترتدي ثوباً مُهلهلاً .. باهت اللون




لا يشبه ثوب عروس




إطلاقاً ..




تود أن ترفع رأسها و تنظر إلى ما يُدقق النظَر فيه




لكنها تذكَرت قضيتها الأساسيّة




فنحّت كُل مشاعرها الخرقاء جانباً




والتفتت لتخرج من الباب القريب منها لتجد صوته يوقفها




../ هديل .. أنا أحبــك




تصَلبت رقبتها لحيث تنظَر نحو الممر




تشعر أن كُل شيء تجمّد حولها حتّى الهواء




وأنفاسها .. لا شيء سوى قلبها الذي يخفق بقّوة




و يوشك على القفز خارجاً




وأخيراً خطواتها التي أسرعت لخارج المكان




ثم أوصَدت الباب وهي تلتقط أنفاسها بشَدة




و كأنما كانت في سباق مع نبضاتها




أمسكَت بموضع قلبها وهي تقول




../ ياربي .. وش يصير فيني .. بسم الله




هو قال شيء ولا أنا أتخيل




*

أستغفر الله العظيم



*






أدارت قُفل الباب .. وهي تتنفس بصعوبة




ألقت بجسدها على السرير وهي تهمهم




بجمل مُختلفـة




../ " ليش ما صرخت عليه وقلت كذاااب " .. ليش هربت لييييش .. وش أسوي ؟ وش لازم أســـــوي




و أشياء أخرى مُتشابهه




تذكَرت ما قاله عن ضيوف .. هي لا تعرف سوى أهلها فلا تظَن انه سيستضيف أخرين




لا تعلم بأي ملامح ستقابله مُجدداً ..




تبدو خائفة من كلمة قالها وهي التي تمنت سماعها من كُل شخص تقع عيناها عليه ..




لم هي ترتجف بشَدة ؟ .. أصبحت واهنة بما يكفي




شيء ما بدآ كنور مختلف .. مصباح يشبه ما يُنير على رأس الأذكياء أنار في عقلها




وفكرة .. بدأت تُلملم شتاتها حالاً .. لتصَلح ما أفسَدته




وها هي تٌلقي باللوم على نفسها أيضاً .. لحياتها التافهة في نظرها .. لأنها بدأت تؤذي الأخرين




*

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



*






فُستان " فوشي " من الحرير ينسدل على جانبي خصرها بتناسق عجيب .. ليُبرز تفاصيل أخفتها دائماً لسنة وشهور




شعرها الطويل و الذي تركته يجف طبيعياً ليبدو هادئاً على جانبيّ وجهها




بينما تٌمسك شريطة صغيرة ب " قذلتها " من الأمام ..




رغُم بساطَة منظرها .. إلا أنها راحت تتأمل نفسها بذهول .. وكأنها تراها لأول مرة




ذهول لا يخالطَه سوى حُزن على ماضي أسرفته بالمعصيّة فلا تحِن له أبداً




إنخفضَ بصرها لقدميها المكشوفتين .. وجُزء من ساقيها




علامات مُنتشرة على كُل منهما .. بعضَها محفور ة متمسكْ بشَدة .. و البعض الأخر مُجرد خطوط باهته




هذا ما تركه لها ذلك الماضي .. صوت جَرس تنبض له جدران الشُقة كُلها




جعلها تقفز من تأملاتها لحقيبتها بحث عن جورب لحمي يُغطي عاهتها




وجدته أخيراً ..




صوت ضحكات مُختلطَة بترحيب .. لـ إمراءة ..




هذا ما أستطاعات تخمينه وهي تقف لدى الباب




فتحت ببطء وخشيت الخروج .. لكَن جسَد ما برز في وجهها




جعلها تشهَق بسعادة .. وهي تقول




../ خدوووووووووج .. يا هلا والله .. وحشــتيني يا دُبــــة




أحاطَت الأخرى بذراعيها رقبتها وهي تقُول بسعادة لا مثيل لها




../ و أنتي أكثثثثثثثثثثثثثثثثثر .. من تزوجتي ما سألتي ولا دورتي كأنك أستغنيتي عنّي




عقدت حاجبيها .. فكما يبدو " خديجة " لا تدري بأمر دخولها للمشفَى




و ليتأكد شكّها جاءها سؤال خديجة




../ و كيــف شهر العســـل إن شاء الله انبسطوا ؟




../ آآآ .. إيـــوة مّرة




../ هديييييييييييييييييييييييييييييل .. يا بعديّ




ضحكت بخفة وهي تقول بذات السعادة




../ هههههههههههه .. يا الله إنك تحيّييها ..




إحتضنتها بشِدة و الأخرى تهمس بفرح




../ وآآآآآآآآآآآآآو و الله طالعة عروســة .. و حلوووة بعد .. لفي لفي كذا .. وآآآآآآآآآي الفستان روعة .. بالله وش رايك ف ذوقي خدوج مو يهبّل ..




../ لا بالله إن هي إلي تهبّل و محليّه الفستان بعد




احمرت وجنتيها وهي تحّر كفّها أمامهنّ




../ هي هي .. إنت وهي صدقتوا أنفسكُم .. تعالوا نجلس




كانت تتحاشى النظَر لوجهه الذي راح يتأملها عن بُعد .. و لكّنها تُقسم يقيناً أنه يبتسم




طُرق الباب من جديد




و سمعت صوته .. يحادث رجُل ما .. إخترق إذنها صوت خديجة التي قالت




../ تنتظرون أحد إنتم ؟




حّركت رأسها بالنفي و هي تقف و تقرب من الباب فتحته ببطء و خرجت




لتلقط عيناها " تُركي " الخارج من الصالة إلى الممر حيث تقف في آخره




يُحادث شخص ما بالداخل




../ كثر منها ههههههههههههههههههههههههههه




إنتبه لوجودها .. ف توقفت شفتيها هي عند إنفراجها .. شيء ما جعلها تتوقف عن المُتابعة




عيناه و تلك النظرة التي تحملها ..




أخفضَت بصَرها عندما دوى صوت خافت" غلاية الماء " لتقترب هي من المطَبخ




قبل أن يُصبح هُناك قبلها .. يده التي ارتفعت في الهواء أمامها تمنعها من المُتابعة




يهمس




../ أرجعي عندي ضيف .. و نادي لي خديجة ..




مازالت تلك تصَرخ هل من أحد لأطفاء النار المُتقدة تحتها ؟




نظَرت هي لكُل شيء عبثاً و أشارت نحوها .. ودّت أن تقول " طيّب .. بسّوي الشاي أنا ؟ "




لكَن الكلمات ماتت كغيرها في حلقها




وهو يقترب لها أكثر ويقول




../ خلاآص روحي إنتي بس .. أنا بسّويـه




تراجعت سريعاً وهي تلتقط أنفاسها .. و صَلت إليهَن فتهادى إليها صوت " ريم " تقول بمُداعبة




../ يا ويلي .. شوفي وجهها وش لووووونه ..هههههه .. أعترفي وش رحتي سويتي هاااا




../ يا حبيله أخوي الرومنسي




قاطعتهن بنبرة مُتجهّمة خجلا




../ أقول جب إنتي وهي .. و خدوج قومي كلمّي أخوك




ذهبت خديجة و طال غيابها ..




تنّوعت الأحاديث .. لكَن ريم بدآ جلياً أنها تتهرب من ذكر شيء ما لذا




لمَست " هديل " السؤال الصائب حين قالت




../ و أسيــــــل وش وضعها ؟




بقليل من الإرتباك




../ في وش ؟




../ يعني متى زواجها ..؟ يوم شفتها بالمُستشفى حسيت إن ما ودها تقول شيء .. شكلها كان مضايق حيل .. وأنا مارضيت أزيدها




بتهّرب واضَح




../ خير خير .. أظَن بيجلسون أكثر ..؟ ولا مدري عنهم كيف مرتبين أمورهم




عقدت الأخرى يديها أمام صدرها وهي تقول بنبرة هادئة




../ فيه شيء صح ؟ ..




زفرت الأخرى و هي تقترب منها .. و عيناها تتعلّق على الباب بقلق




../ إيه ...




صمتت لتتركها تتابع .. فقالت الأخرى بهمس خافت




../ أظن إنهم بيطّلقوا .. بصراحة مدري وش السبب بس تدرين إنها مالكَة عليه من رجعت من كندا .. على أساس إنه يروح معها .. ف الملكة كانت صغيرة مرة لأنها كانت ذيك الأيام حزينة لفقدكم .. بس والله من وقتها وأنا حاسه إنها مو راضية عليه و ما تبيه .. و الحيـن من رجعتي قالت لهم إنها تبيه يطّلقها .. و أمه و خواته معذبينها بالكلام والدق .. و هي تعبت وتبي تفتك من هالموال كله




تجمدت ملامحها للحظة وهي تقول




../ يدقونها بالكلام .. إيه .. أنا سمعتهم بالمستشفى يتكلمون عن شيء له علاقة بالطلاق .. بس كان إلي يتكلم أم تركي .. و أخوات " سعود " يعني قصدهم على أسيل ؟




إتكئت الأخرى وهي تنظَر للفراغ أمامها وتضيف بحُزن




../ أكيـــد .. لأن هالخبر أنتشر .. و صار كُل مين يأذيها .. بس من تحت لتحت .. ليش إنها سكتت كُل المدة ذي و الحين جاية تقول ما ابا .. هه على أساس أصلاً كانت تقابله .. وحتى لما قابلته ما كانت تعامله في المرات إلي يتقابلوا فيها بشكَل جيّد .. أبداً




لم تستمع لمجمل الحوار .. فقط الجملة الأولى كانت تكفي




الآن عادت ذاكرتها للوراء




الآن فسرت هروب أختها .. و الآن فسرت ملامحها .. و الآن فهمت كُل شيء




عدا أن تُركي لن يُطلقَها




الأمر الأخير بدآ بحاجَة لكّي تصَرخ بسعادة حقيقية لتصَدقُه .. إبتسمت رغُماً عنها .. لتسقط على إبتسامتها عيني " ريم " وهي تقول بصوت مستغرب




../ قلت شيء يضّحك .. ؟




../ لاآآآآآ .. بس تذكرت شيء ..




حّركت رأسها بلا مُبالاة وهي تقول بنبرة جادة




../ تحتاج وجودك بجنبها تراها ..




زفرت الأخرى وهي تهمهم بالإيجاب ..




دخَلت بعدها بدقائق خديجة وملامحها تحمل غضباً




../ إيييييييييييييييه آخر زمن .. ضيفة وأقوم أسوي الشاي و أرتب الأشياء .. صدق بنات آخر زمن




ابتسمت هديل بحرج و هي تقول




../ كنت بروح أسويه لكَن أخـ ....




قاطعتها الأخرى وهي تلقي بجسدها على الأريكة




../ ما عليك .. ما عليك .. بس ريم أنت ممنوعة من الخروج من الغُرفة ..




ضربت شفتيها بأصابعها وهي تقول بنبرة خوف مصطنعة




../ يووووووووووه قالي ما أقووولك .. نسيييييت .. هع




رفعت الأخرى إحدى حاجبيها




../ و ليه .. إن شاء الله ؟




../ لأن زوجك المصون برا .. و زواجك بعد أسبوعين في مشكلة خخخخخخ ؟




إعتدلت في جلستها سريعاً كالملدوغ




../ كذااااااااااااااااااااااااااااااااااااابة ..




بملل




../ تؤ .. والله ..




نظرت بطرف عينيها لهديل و التي بدت وكأنها لا تفهم ما يُقال أمامها ..




../ هديل




قفزت الأخرى للخلف بخوف




../ ها .. خير ..




../ فيه شيء .. أظنك تجاهلتيه بما فيه الكفاية .. ويبدو إن زوجك مستعجل عليه ...




بقلق




../ شيء ؟ .. وش فيه ؟




../ خالك برا ما ودّك تسلمي عليه



*

أستغفر الله العظيم وأتوب إليه



>



تجمدت حركتها لثانية أو يزيد





لكّنها عادت تسترخي في جلستها وهي تنطق بنبرة مُحايدة





../ لاآ .. ما أبا





عقدت ريم حاجبيها وهي تنظَر لـخديجة .. التي رفعت يديها بإستسلام





لتقول الأولى بغضب متخامد





../ هديل .. هالكلام ما يصير .. تراه خااااالك ..





بسُخريّة





../ من متى ؟ .. من تزوجك مو ؟





إرتفعت نبرة صوتها .. وهي تقول بحدة





../ لاآآآآآآ .. من زمااااان .. من قبل ما يأخذني بس إنت أيامها كُنت لاهية ولا يهمك في الدنيا إلا نفسك .. وبعدين هو إلا دور عليكم و بالقوة لقاكُم .. إنتِ وأسيل ..





بلا مُبالاة





../ و ليه أسيل ما قالت لي عنه ؟





إقتربت منها أكثر همست بصوت مختنق





../ تراه جا اللحين عشان يشوفك .. هو قالي يوم الملكة .. إنه يبي يشوفك بس إنتو رحتوا بسرعـ





قاطعتها وهي تسترخي أكثر و تنطق بتعب من كُل





أكوام المشاعر المُؤلمة الملقاة بداخلها .. فقط تود أن تسترخي الآن و تغمض عينيها





و حكاية " الخال " الأخيرة تلك توترها أكثر .. و لكّنها تتعمد التجاهل





../ إيه إيه .. فهمت عليكِ





تدخّلت خديجة





../ هديل .. ترا أخر مرة شاف فيها أسيل كان الأسبوع الماضي ... و كان مبسوط ..





لتقول هي





../ و أسيل كانت مبسوطة ...





تلعثمَت " خديجة " و أعتلى الوجوم ملامح ريم .. ليقطَع كُل هذا المشَهد





دخول تُركي ..





الذي أشار لها بسبابته ... بحزم





../ تعالي ..





*





رُبما من البلاهة أن تتحرك خلفه بطاعة مُطلقة هكذا .. وهي تعلم حقيقة ما ينتظرها ف المجلس





لكَن سُرعة البديهة أنقذتها من طيش الموقف .. و أوصلتها عند هذه النقطَة





إذ امتدت يدها نحو ذلك الشخص و الذي صافحها بحرارة مُطلقَة .. أربكتها قليلاً





لكّنها قالت بنبرة باردة رغُم تصّنعها البرود





../ أهلاً ..





ثم عادت إدراجها بخطوات مُتراجعة نحو تُركي خلفها





و الأخر يقول





.../ وشلـــونك ؟





الوضَع ككل مُربك لأقصَى حد .. تود الآن الهرب و لعَن انسياقها خلف " تركي "





بصوت مختنق





../ زيـنة





لم ترفع عينيها .. عن ركبتيها و لون ما ترتديه يطبع في عينيها .. فيتفشّى خجل على وجتنتيها بحمرة





ف ما ترتديه لا يناسب رؤيتها لرجل لأول مرة ..





نهض تركي ليبدد ارتباك الموقف





../ أنا خارج خذوا راحتكم .. على ما أرجع





رغم أنها لم ترفع عينيها و ترتجي " تركي " أن يبقى .. لكّنها شعرت به يقوم بحركات لـ " خالها "





و بعدها اختفى ..





نهض الأخر .. و أقترب منها أكثر .. و قال





../ ما أعرف وش أقول .. بس أنا فرحان لأني لقيتكم أخيراً .. و صرت اللحين قريب منكم أكثر من قبل .. أختي وصتني فيكم .. بس أنا كنت وقتها صغير .. و ما كنت في البلد أساساً





و عندما لم يجد جواباً وضع إحدى راحتيه على كتفها و هو يقول





../ المهم إني شفتكم .. و عرفت إنك بخير .. ما يهم إلي صار قبل .. إنتي اللحين معنا و بخير ..صح ؟





../ بدري .. توك تفتكر إن عندك عيال أخت .. توك تسأل ..





../ حفيّت رجولي و أنا أدوركم .. من عرفت عن السالفة و أنا ما خليت أحد ما سألت عنكم عنده وبعدها عرفت إنكم نقلتوا .. و دورت





ودورت عليكم .. بس أرتحت يوم عرفت إنكم ف بيت جدتّكم .. و حولكم أعمامكم .. أكيد إنكم كنتوا مرتااحيـن







فاجأتها دموعها التي أصبحت تبلل خدّيها .. لم تكُن تود أن تبكي أبداً





لكّن في الأخير خانتها دموعها و أخذت طريقها للخارج .. دون أن تألمها سوى بقايا الكلمات التي نطقتها





شهقة صدرت بلا رغبة منها ..





لم تلاحظ شيء سوى " ورق المحارم " الذي أقترب من منها .. تناولته و غطّت وجهها .. هذا ما تحتاجه لثواني فقط





رتّب عقلها أوراقه .. و هدأت أنفاسها مع تربيتات كفّه لقلبها ..





وجدت ما كانت تبحث عنه طويلاً .. الآن هي ليست في حاجة تركي أو أي شخص آخر





ربما جاء متأخراً .. وكثيراً





لكّن لا يهم .. هو بحث عنهم على الأقل ..





أزالت المناديل عن ملامحها وهي تراه يحتضَنها بخفة





و تجد قلبها يستكين لكل هذا





و صوت يتسرب بدفء لأذنيها





../ أقسم بالله إني بكون لكم سند .. طول ما أنا حيّ .. ما بيظلمكم و لا يهينكم أحد .. بس إنتي إهدي ..





وقف تركي لدى الباب بحيث لا تتمكن هديل من رؤيته لكّن الأخر إبتسم حال رؤيته هو التعبير الذي يحمله





../ تركي أذاك ؟





سألها بصوت هامس لكّنه وصل الأخر .. لتقول هي بهمس مماثل





../ لا .. بس محتاجة للبكاء ف بكيـت





تقدّم الأخر حتى أصبح في مجال رؤيتها .. أبتعدت هي عن خالها بخجل





ليقول أحمد ممازحاُ





../ إييييه متأكدة . أخاف مهددك و لا شيء





صفّق له تركي وهو يقول بنبرة مُستفّزة





../ لاآ .. أقول يلا يلاً .. روح بيتكم .. لو عرفت جدتي إني جايبكم بمكان واحد بيجيبون خبري





حكّ الأخر عارضَه وهو يقول بنبرة رجاء أخيرة





../ يعني ما بقدر أشوفها ..





../ أقول أذلف أذلف بس .. يالله





نهضَ و نهضت معه و يده ما زالت تحتضَن يديّ .. و عينا الأخر تترصدنا





وعندما أصبحنا لدّى الباب إنحنى على أذني وهو يقول





../ أصبري بغيظـه .. ف المهم إن شاء الله أجي المرات الجايّة و نجلس نسولف أكثر .. و صَح تراك تشبهين أسيل بس فيه فرق بينكم .. إنتي أنحف و عيونك أوسع





يد سمراء أمسكت بكتفيه و و الأخرى فتحت باب الشقة أخرجه وهو يقول





../ أقوووووووووووول مع السلامة محد يعطيك وجه





ضحكاتهم علقت في ذاكرتها للأبد كلقطة لن تنساها أبداً





و عيناها تعيد مشهد ملامحه .. عن قرب هو يشبه والدته ربما عينيه هي ذاتها عينيها .. لكّنها أحبته





و لم تمضي على معرفتهم سوى دقائق





../ ألووووووووووووووووووووو ..





استفاقت من أفكارها على صوته و الذي كان قريباً منها .. لتجده يقف أمامها و يمسك بيديها





و إبتسامة صادقة تعلو شفتيه قال بها





../ الحمدلله على السلامة شكلك طرتي بعيد.. أرتحتي ؟





عيناها تستفيضان شُكراً .. و قلبها يخفق بجنون





تتمنى لو تعود لها جرأتها القديمة .. لتقفز بجنون نحوه ترتمي بين ذراعيه وتصرخ





بصوت شاكر يصّم أذنيه ..





لكّنها تخجل الآن حتى من أن تلتقي عينيها بعينيه مباشرة ..





قرأ ما يدور في عينيها المُنكسرتين و نطق بحزم خافت





../ أدخلي للضيوف .. و حنّا باقين على موضوعنا





تجمدت ملامحها لثواني .. و ابتعد من أمامها





تاركاً فراغاً بحجم لا تعيه في عقلها





سيطَرت على أنفاسها المضطربة خليها





لتقول له بعد إن استدارت نصف إستدارة





../ تــــــركــــي





توقف لثانية و أرهف السمع وهو يعض على شفتيه





..؛ مانعاً ابتسامة ما من أن تحلق على وجهه فيفشَل كل شيء





عاد صوتها يقول بارتباك واضَح





../ خلاآص مو لازم نتكلم ف .. قصَدي عن سالفـــ





بدآ صعب عليها أن تلتقط أنفاسها و تتابع الحديث





ف ابتسم لكّنه جعلها صغيرة وهو يدخّل لغرفتهما .. مقاطعاً إياها





../ زيــن .. قولي للبنات يعجلون بالروحة .. عشان ما يرجعون مع السواق متأخر





مّرت نصف ساعة بين أحاديثهن المختلفة .. لكّنها سعيدة





لدرجة أنها تود أن تبكي ..





سعيدة بقدر ما لا تستطيع أن تصف .. ودعتهم و أعينهم ترصَد فرحها برضى كامل





دخلت للغرفة .. فوجدتها شبه مظلمة .. ما عدا ضوء الأبجورة حيث جلس تركي وهو يقرأ كتاباً مغطياً





بذلك ملامحه ..





بدلّت ثيابها .. و أقتربت من موقعها .. نطَقت بعد جهد





../ تركي أنا ..





لم يتحّرك .. أو يبدي أي دليل على أنه يستمع .. فتابعت بجهد أكبر





../ شكراً .. كنت بقول شكراً على الي سويته





أرخى الكتاب وهو يقول لها بحب .. تفشّى في جنباته حتّى حرضّه على ما لم يكن يريد





../ شكراً .. زين .. وبــــس





إبتسمت له برضى ..





كسعادة شتمتها الغيوم





سعادة تداعبها برفق لتصّدق بوجودها على الأرض





بعد أن كذّبها المطَر .. و صدقّته الدموع





يكفيها أنها تبتسم



















*







مُترعة بجُرح عميق لا قاع له .. و لكّنها تنزف بدماء لا تملكها و يتألم شخص آخر و هي لا تدري





هذا ما كان لسان حاله ينطَق به .. و عينها تجول في شخص الواقف أمامه





بفستانها القصير و الهادئ للغاية





نطَق وهو يطوي الجريدة المفتوحة أمامه





../ على ويــــــــــــن ؟





نظرت إليه بحدة وهي ترفع إحدى حاجبيها





../ مو لمــكـــآن .. ليييش فيه شيء ؟





و كأنه بدأ يشتم مُصارعة جديدة تود بدأها





../ لاآ .. بس شفتك لابسة





../ يعني الواحد ما يلبس في بيته .. لازم يكون خارج





إتكأ على المقعد الجلدي خلفه وهو يقول





../ طيب ألبسي عباتك ... بنتعشا برا





فتحت إحدى المجلات التي قرأتها مراراً وهي تقول بلا مُبالاة





../ العشا جاهز .. و الأولاد مو هنا ..





../ أدري .. بنروح سوا أنا وإنتي





رفعت نظرها إليه وعيناها تقع على عينيه مباشرة





../ و جنى ؟





ببساطة





../ خليها مع الشغالة





عدلت من وضعية جلوسها في مكانها وقالت بنفس النبرة





../ لا أسمحلي مقدر ..





هذه إحدى المواقف التي تصف بجلاء " دعاء " الجديدة





حيث أنها كانت تخضَع لكل أوامره تلبي كل رغباته .. و قد تتخلى عن من تحب من أجله .. لذا فقد لعب بكل مشاعرها





جهلاً منه .. و ظناّ منه بخنوعها .. استثارها مراراً لكنها كانت حكيمة في كل ردودها و ترضي جميع الأطراف





و الآن عادت له استقلالية بشكل استفزازي .. لكّن ربما هذا الذي سعى من أجله





وهذه هي حصيلة ما زرعته يداه قبلاً





نطق بحزم لم يكُن ليتعب نفسه فيه سابقاً





../ أقولك قومي ألبسي عباتك بنأخذ جنى معانا.. نخلّص ونمر الأولاد و نأخذهم من بيت جدتهم .. بسرعة





لهجته الآمرة كانت أكثر من أن تمثّل الرفض أمامها





لذا نهضَت من أمامه وهي ترسم ملامح جامدة على





ملامحها





../ زيــن .. بس مو لازم تصّرخ أنا قدامك ..





رحلتهم كانت هادئَة وعادّيـة ..





نام أطفالها بينما عادت هي لحجرتها وحديث " وعد " الذي سُكب على أذنها منذ قليل يرهق تفكيرها





دلفت للحجرة لتجده جالساً أمام " جهازه "





بينما جلست هي في أبعد نُقطَة





بصوت خافت قالت





../ وافي





أرهف لها سمعه





فتابعت هي





../ صبا خرجت من السجن ..!





شرق بأنفاسه و سعل حتّى احمرّت ملامحه أحضرت كأس ماء





و اقتربت منه وناولته إياه





و هي تنظَر له بلوم حقيقي





../ كنت مخبّي الموضوع عن الكل .. هذا وإنت ولي أمرها .. لا و مخلين المسكينة ف مخزن الحشيش ..





قاطعها بحدة





../ وش عرفك إنت ؟





زفرت بهدوء وهي تتراجع للوارء





../ وعد .. و عمتي بعد كانت تدري .. تقول راحوا المزرعة وشافوها ..





عقد حاجبيه وهو يقول بنبرة صارمة





../ يعني اللحين لازم نغّير مكانها قبل ما ننفضَح عند النـ





قاطعته هي هذه المرة





../ رآآآآآآآآآآآآحــت ... صبا راحت مع صقر بس لـ وين ؟





هذا إلي ما أعرفه





طريقة كلامها استفزته قليلاً ليقول





../ ترى صقر زوجها





../ أدري .. لكَن وين أخذها .. حتى أخته ما تدري .. وعد تقول إنه بندر يدق عليه يعطيه إن الجوال مغلق .. يعني وشو يا ولي الأمر الأرض أنشقت و أبلعتهم





تزيد من عيار التهكم حتى تخمد نار





القهر المتصاعدة في جوفها





و كأنه ثأر تود إرجاعه بكلماتها





بينما هو يشتعل غضباً وهو يصّك على أسنانه بحدة





../ لا تبطنين كلامك .. ولا تجلسين تدقّين بالحكي .. أنا موكل بندر بكل شيء يخصّها





../ ليش ؟ إيييييييييييييييه عشانها خريجة سجون بقضّية كبيرة تسود الوجه .. لكّن ما همكم كأنها تابت أو لا .. ما همكم إلا أنكم تدفنونها من تخرج عشان ما تسود و جيهكم .. واثقيـن بصقر ثقة عميا .. ما يكون قتلها وهارب بدمها





نهضَت مبتعدة عنه لدولابها





../ تراها أخذت جزاها .. و الله على إليّ يظلمها بعد ..





رغم كُل ما يشعر به إلى أن يده أطبقت على شاشة الحاسب أمامه





و يده الأخرى تعتصر جبينه .. و كأنه يحاول أن يلتقط كُل تلك الخيوط





التي ألقتها في عقله





إبتعدت من الدولاب .. نحو سجّادتها تنوي أن تصلي القيام





و قبل أن تبدأ جلست





تراقب ملامحه المخفيّة عنها بين يديه





لتقول بجدّية





../ أنا حاسه فيها .. يمكن لأني كنت بيوم مكانها .. بس الفرق بيني وبينها .. أنا خرجت ولقيت مين يضفّني .. لقيت ناس تسمعني و أساساً تعرف أخلاقي .. و تعرف إني بريئة من كل التهم إلي توجهت لي ..





و إنهم مجرد أصدقاء سوء خلوني شماعة لهم .. أما هي فمالها أحد







صمتت لثواني .. ثم تابعت





../ و دام إني صرت في الصورة .. بقولها لك .. أنا مو ندمانة لأني دخلت السجن فيوم .. بغض النظر عن القضيّة .. بالعكس استفدت كثير من دخلتي فوائد بربي عيالي عليها .. و أشياء بعلمهم يجتنبوها





لكّن مشكلتنا الأساسية هي أن مجتمعنا للآن مو ناضج





و صمت مرت فيه ثواني أخرجت بعدها ما تود قوله





../ مثلك إنت مثلاً ..تزوجت عليّ عشان تثيرني .. تزوجت علي ّ عشان تصنع منّي إمراءة تحب إنها تحرق دمها و أعصابها من أجلك و بعدها بكل بساطة تطلّق " الثانية " .. هه و معروفة إنت ماهتميت لشعور الأولى من البداية كيف كنت بتقدر الثانية .. هذا دليل





على إنك إنت بعد مو ناضَج ..







وكأنه كان ينتظر أن تقولها .. لينقض عليها ..





عقله مشوش تماماً .. و ما تقوله يزيده على ما هو عليه





هشّم كُل معنى لشعور سعيد .. لا يعلم إن كان قد أحتضَنها أو ضربها





أو........... أو .......... أو ............





لكّنه يجزم أنها باتت تلك الليلة تبكي .. هيجانه رغم كُل ما كانت تقوله





من حق و صدق .. كان لذاته , لغفلته





لكّنه كبَر الحق .. أعمى بصيرته





وجعله يجعل من اللاشيء أمرا يستحق الغضَب








*


*

ضوء الشمس يتسلل عبر النوافذ الكبيرة بخفّة سببتها الغيوم القليلة العالقة هناك

بينما برودة عالية تسيطر على جزيئات المكان ..

عقارب الساعة تقف عند السابعة و النصف صباحاً ..

بينما الأخرى

تتسكّع بنظرها بين زوايا البهو الكبير .. استلقت على إحدى الأرائك

وغاصت بجسدها فيها .. قدم معكوفة تحتها و أخرى ممدة ترتفع أمامها على ذراع المقعد .. يدّها المتهدّلة إلى الأرض تقبض " جهاز التحكم " بإهمال ..

عيناها تتلّون بكل البهجة المُتقَدة على الصورة .. ف مشاهدة الرسوم المتحركة بلا صوت .. دليل

لكآبة لا مُتناهيّة

تتذكَر محادثَتها لجدتها .. و عمها .. يدعونها لحفل صغير هُم بصدده

لكّنهم يتحججون بأنها على شرف عودتها ..

أصبحت أكثر نضجاً لتدرك كذبتهم الصغيرة تلك

جميعُهم لا يحبونها .. و يرونها " متكبرة ، ساخرة " .. يتجنبون الحديث معها

و الآن و بعد عودتها ب مُدة قاربت الشهرين .. قرروا ذلك

زفرت بتعب وهي تقول لنفسها " حسناً ، تبدو جدتي أكثر صدقاً ..

و يبدو بجلاء أنني لن أذهب .. فلست بحاجة للمزيد من الضيق "

انتقل عقلها لصوت آخر مختلف .. قريب

أصبح من اللازم عودتها .. و إلا فقد يقرروا فصَلها

داومت لأسبوع .. لكّنه كان شنيعاً بلا ريب .. غيابها زاد

لكَنّها لا تلوم قلبها

كُل ما هناك يذكَرها بهما الأشخاص .. و المكان .. الضجّيج

و الأحاديث دائماً تتخلل إسميهما .. و يبدو أن هذا الصباح

لا يختلف كثيراً عن صباحاتها الباقيّة

الصمت الذي يحيط بها .. مطبق تماماً

حتّى الأشياء المحيطة بها .. كأنها تتمطى أمام كُل تلك الرتابة مصدرة تكّات خفيفة من باب التسليّة

تفكيرها يحوم حول نقطَة معينة .. و هي تنهض من مكانها تّرتب

" معطفها " الطويل على غير " عادة "

و تلّف طرحتها و نقابها .. سارت نحو حقيبتها القابعة على بُعد

ثم ذهبت لمقّر عملها ..

تفكَر بغباء أحياناً ف تظن .. بأنها لو

سمعت خبر موتهما لكَان هذا أقل ألماً من بقائها مُعلقة تحمل بداخلها

شمعتان متنافرتان للأمل و اليأس

عملت حتّى أصابها إجهاد حقيقي .. لكّنها تستلذ بكُل ما يشغل جوارحها

و اليوم كان صباحها مختلفاً لكَن في المساء

كانت تقف أمام " الاستقبال " و تحمل بين يديها ملفاً تحدّق في صفحاته بتعب محاولة التركيز فيه

لكَنّها سمعت صوت وصوت مألوف جداً

../ سستر ..

إلتفتت نحوه فوجدته بدأ في محادثة ممرضة آخرى

بقيت عيناها تأكل ملامحه بشراهة عجيبة تشتم وجوده بفضول أعمى

تبحث عن ضالتها خلفه أو بين يديه في معطفه .. أو

بخبر ما داخل عينيه

و كأنه أنتبه لوجودها .. ف اصطدمت نظراتهما للحظَة

قبل أن يحّولها هو و يقول بنبرة شك

../ سلمــــى .. ؟

أقترب منها وهو يبتسم و يقول

../ توقعتك ما تجي اليـوم

لمْ تكُن في مزاج يُتيح لها أن تبادله ذلك الإبتسام .. أو حتى سؤاله " لماذا "

لذا تركت ذلك معلق في ذهنها لدقائق قبل أن تشعر بذلك الشخص يتجاوزها و يشّدها من يدها نحو ممر قريب

يُفضَي لـ غرفة الممرضات

و تركت الأول و وقوفه و السعادة الرابضَة في عيناه هكذا

زفرت بغضَب وهي تتوقف عن المتابعة

../ نجوى لو سمحتي .. صدق مو بمزاج لك .. وراااااي شغَل أخلصَه بعدين

قاطعتها الأخرى وهي تقول

../ لاآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ .. هالمرة مرة بس .. فيه وحدة بتشوووفك

قليل من الفضول داعب أعماقها الغارقة في السواد

لأن الأخير غلب القليل ذاك

استدارت و هي تلّوح بيدها ب لا مُبالاة مًصطنعة

../ موب وقته .. بعدين بعدين

لكَن صوت جديد إستنفر آخر خلاياها الميّتة يأساً ..

إستفزّ حزنها ليقتلها فوخزها بشَدة في حنجرتها

إستدارت تتصَنع إبتسامة تجبرها على التقوسّ للأعلى

لكنها تريد العكَس

../ هلاآ نشوى ..

وجه الأخيرة يصَرخ بسعادة غامرة .. لا توازيها سعادة

صحيح أنها رحلت من هناك دون توديع أي منهم

لكّنها سعيدة هي أيضاُ و في أعماقها لأنها عادت بالسلامة من جديد

../ الحمدلله على السلامَة

نطَقتها بين ذراعيّ الأخرى التي تشّدها بقّوة .. و تهمس لها

../ الله يسلمك .. و مبروووك ليكي على رجعتهم

زفرت بشّدة .. و هي تدفعها عنها و تهمّ بالتحرك لحيث تُكمَل عملها

لكَن يد " نشوى " أحاطَت برسخها

../ سلمى .. مالك يا بنت .. متئولي الحمدلله .. ما يهمش هما رجعوا كيف .. المهم إنهم جنبك دحين ..

فغرت فاهها لثواني قليلة .. أو ربما طغت لدقائق معدودة قبل

أن تستوعب ببطء سُلحفاة

ما تقوله " نشوى " هل عادوا فعَلن

.../ إنتوا متى رجعتوا ؟

صوتها كان خافتاً بل و متحشرج بشَدة

قبل أن تجيبه الأخرى بدهشَة

../ أمس .. هوا المفروض عندنا إجازة بس أنا جيت آخد بعض الأوراق .. بس أخوك وجوزك جو مع الدفعة التانية اليوم الصُبح

و لتكمَل " نجوى " بصوت ساخر

../ إيييه .. و أنا إلي قلت ما بتجينا سلمى اليوم إلا و معاها هدايا رجعتهم سالميــن .. بس مالت علينا

*



أستغفر الله العظيم

*



لاآ تعَلم كيف أصبحت تقف في منتصَف الطريق المقابل

للمشفى ..

وهذه هي المرة الأولى التي تقف فيها في الشارع

ب هذا الزي بينما ترقد عباءتها بسلام في قاع حقيبتها

لا تعلم كيف تركت نشوى ذاهلة في ذلك الممر و بجوارها

لا يهمها كُل ذلك المهم أن تصَل إلى منزلها بأسرع ما يمكن

تركتها سيارة الأجرة على بعد خطوات من بوابة المنزل الرئيسية

بعد أن ألقت له ما لا تدري مقداره لكَن السعادة على ملامحه كفتها

إلتهمت خطواتها الواسعَة الأرض من تحتها بسُرعة عالية

حتى وصَلت لباب الفلّة الرئيسي

لكَنها توقفت هناك لدى الباب

تتأمل البهو الأمامي الكبيــــر .. و خادمَة التي راحت تمسح الأرضيّة في منتصَفه

و المكان يعصف فيه هدوء لا يختلف تماماً عمّا تركته صباحاً

سألتها بصوت خافت لكَن رنّان

../ جا أحد اليوم ؟

لتحّرك الأخرى رأسها بهدوء وهي تجيب

../ لا

هكذا أوقَدت شمعَة أمل محترقَة منذ البداية

شيء ما جعلها تركض متلهَفة مغادة كُل ذلك السواد

شيء ما " آخر " جعلها تتحّرك بيأس مُفرط نحو حجرتها

لا أحد هنا فالخدم يخدمون أنفسهم .. و هي تقبع وحدها

لا حاجَة لكّي تبكي بعد الآن

فيأس في داخلها أستحال لظُلمة متفشّية

ظلمة حقيقيّة لا مادّية فيها

استلقت على سريرها

وهي تتذكَر شيئاً ..

ثم تمتمت بشيء من قبيل

أن عليها أن تشكُر نشوى ..، لأنها جعلتها تبتسم بفرحة ولو لدقائق

أحلمُ أحيانًا بتحطيمِ الحوائطِ الحائمةِ كأشباحٍ من حولي

بإلقاءِ النافذةِ جُثَّةً من النافذة

بالركضِ بلا معطفٍ أو مظلَّة في طُرُقاتٍ عارية

بإذلالِهِ، هذا المطر، وَحْلاً تحتَ حذائي

بالصراخِ عاليًا

عاليًا

حيثُ تسخرُ من وجودي جمجمةُ القمر.







2







يَ ذآ آلطـِريق !

آلدِنيـآ بِ عُيونيّ تِضييييقْ

تدري وش آفقدْ لِ آوصلِكْ ؟

آفقدْ خِطـآ

آفقدْ سنينٍ من عطـآ

عنْهآ , سنينٍ من : عذآبْ !

آفقدْ صوآبْ

فآضتْ مسآحآتيّ / خَطا !

فآضت حيآتي بِ آلنْدمْ

مخنوووقـَه

وآِحسَآسي عَدمْ ،

محتآجْ آوقَف يَ طِريق

لكِنّ , مآعندي قِدمْ !




مآعِنديّ قدمْ !


..
..
..

 
 

 

عرض البوم صور بياض الصبح   رد مع اقتباس
قديم 02-11-11, 03:31 AM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة جمال ليلاس وملكة سحر الخواطر



البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 183892
المشاركات: 11,111
الجنس أنثى
معدل التقييم: بياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالق
نقاط التقييم: 2930

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بياض الصبح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بياض الصبح المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 



اللذة الخامسة و الثلاثيـن


" الأخيرة "




أصابعها تطَرق على النافذة بإيقاع بطيء جداً

بينما دمعَة حُلوة تنسكَب على خدّها حتى نهاية وجهها

لتترك نفسها تسقَط من ذلك العلو ثم ترتطم بالأرض و تتلاشى تماماً

الغرفة غارقَة في ظلام دامس

ضوء خفيف تركه القمر يتسلل لـملامحها الغريبة

حُزن قاسي حُفرت فيه علائَم فرح

حدقتيها مثبتان على نقطَة ما في الخارج .. على الملحق بالتحديد

لم يختبئون هناك .. لم قتلوا فرحتها و أحيوها من جديد ؟

حركتها مجمدة تماماً .. لا تقوى على الركض

لتجد الضوء قد أنطفأ و الطيف الذي لمحته

قد أختفى

و يعود المكان مغبراً ساكناً سكون الأموات

إتسعت عيناها عندما شاهدت الباب يُفتح

ويخرج هو

يأخذ طريقه نحو باب الفيلا مُباشرةً



همست بنبرة متقطَة تعلوها شهقَة

../ حُ سـآم .. !



تراجعت إلى الوراء خطوات فقط

قطعت بها المسافة نحو الباب .. هبطَت السُلم

وأستقر نظرها عليه يقف متلهفاً في منتصَف البهو

كل شيء يحيط بهما حتى هو نفسه

لقائهما هكذا يشبه أحد أحلامها الكثيرة

بكَت بلا وعي بين ذراعيه بينما يعانقها الأخر



بود عميق رفعت نظَرها إليه بعد وقت ليس بالقليل

../ وين كُنتوا ؟



إبتسم رغُم سواد الذكرى و غُبارها وهو يربتّ على وجنتها

المبللتين

../ قصَة طويلة .. بـس مـ



قطع حديثه وهو يراها تمسح على ندبَة مؤلمة غائرة

تشي بجُرح عميق نزف صاحبَه طويلاً



يمتد من منتصف جبينه ويتدحرج نزولاً لأذنه اليُمنى

../ وش ... وش هذا؟؟؟



صوتها خائر القوى .. محشَرج بغصَة كبيرة

../ آآآآآآه .. جرح .. الحمدلله جات على كذا



بهمس خافت قَلق

../ ذاك اليوم ؟



أومأ إيجاباً

فكّأنه خطَر على عقلها خاطِر جديد

جعَل بصَرها يمتد بحريّة

للفراغ خلفه



قبَل أن تعود به لإبتسامته الجانبية وهو يقول

../ بالقوة أقنعته يجي معي لهنا..



خفق قلبها بعنف وهي تزفَر بقلق حقيقي

.../ خااايفـة .. أكون أحلم و أنا مدري



ارتفعت ضَحكته الصافيّة وهو يضَرب كفّه في ظاهر يدها

رفعَت يدها و هيّ تمسح بيدها الأخرى بقايا دموعها

../ آآآح .. بشويش .. و الله فرحانننننه إنكم بخير

و إنتوا ما تسألون عنّي .. ما قلقتوا عليّ ؟



أجابها بحب

../ لاآ حنا عرفنا من وصَلنا المركز إنك رجعتي .. و بعدين أتصَلت على البيت .. و تأكدت إنك هناك



شهقَت و أتسعت حدقتيها

../ ماااااااااشاااء الله .. و ما تقولهم عطوني سلمى على الأقل أطمنها ..و لا بالكذب قولهم يطمنوني ..

../ ما لحقَت ... تو سألتها سلمى موجودة و هي تقول إيه.. و يقطَع الخط عليّ

ضَربت كتفه القريب و هي تقول بذات الحُزن



../ مالك عذر ..



أبعدها قليلاً عنه وهو يقول

../ طّيب ممكن أطلع أبدّل ملابسي .. مشتاااق لدوش طووووويل ..

أفسحت له الطريق

لتتابع خطواته إلى أعلى الدرج



وصوته يخرج جاد و هادئ

../ خففي من صدمتك .. و ساعديه .. لأنه بيروح ل أهله بعد الصلاة



بإستغراب ..

../ صدمة وش ؟



لكَن سؤالها ظَل معلقاً في الهواء .. و لن يجيب نفسها إلا هي

تحركت بخطوات مُترددة قصيرة

مدّت في المسافة الفاصَلة أمتار وأمتار

حتى أصبحت تقف على الباب المفتوح جزئياً

حدقتيها تدور بهدوء في المكان

مُظَلم .. و بارد

لوهلة عزمت على الرجوع

قبل أن يصَلها صوت مستفهم



../ سلمـى



تجمّدة لثواني بعدها تحركت خطواتها للداخل وهي ترى جسَد

لشخص يجلس قرب النافذَة الكبيرة المُطلة على الفناء المُظلم

عدا من ضوء القمر المتسلل إليها بقوته في ليلة منتصَف الشهر

جعَلها ذلك ترى بوضوح جزء من صورة

كادت أن توقف نبضَاتها السريعة

كتمت شهقتها بقّوة غريبة عليها

و هي تراه يدّور بعجلات كرسيّه ليواجهها



نطَقت بخجَل .. و توتر بعثَرته في تحريك " جلابيتها "

../ الحمد ل له على السلامَة



ملامحه غارقَة في الظلام أو جُزء كبير منها .. تحتاج

لتفحَصه طويلاً لكّي تعَي خلجاته جيداً



نطَق بصوت مشوب بنبرة غريبة

../ الله يسلمَك ..



ثواني كانت لا تسمع فيها سوى تنفسها المضطرب بحدة

عقلها توقف عن التفكير في الخطوة التاليّة

و صمت جثم بثقله على قلبها

رجفَة خرجت من أصل أنفاسها

و عيناها تراقب الشخص الذي أقتحم الفناء خلفه

الموقف محتدم ، و مبعثر

آلمها منظَره .. و هي ترى ساق واحدة فقط مُتدلّية

و زاد كُل هذا رؤيتها لملامح شخص يشبهها قليلاً

تختفي داخل المنزل



دمعَة لم تتحكم في نزولها تلتها أخرى وأخرى

ثم شهقَة

../ وش فيـــك ؟



بم تجُيب .. هل تجلس أمامه الآن لتحكي كُل حكاية

وحدتها الأليمة .. غُربتها و حُزن الحَرب

كأبتها المُستفحَلة وعودتهم التي زادتها ألماً

ساقُه المبتورة أم ..



../ أ أبــوي .. ج جـآ

تحرك بكرسيه فور قولها للخلف وهو ينظر للفناء .. شعر بعينيها تتأمل شخصاً ما خلفه

لكّنه ظنّ أنه تهّرب من منظره المُحبط

فأي عاجز هذا الذي ستبدأ معه حياتها



عقد حاجبيه و هو يضغط على مشاعره بقّوة و يقول بجمود

../ هذا بيته .. أكيد بيجي له



زفرت بقوة و هي تقترب منه بتردد كبير ..

../ حرمته مو هنا .. أكيد جاي يدور عليّ أنا و لا حسام



جلسَت على وسادة الكبيرة بالقُرب منه ..

و هي تمسح بيدها المُرتجفَة عرق وهمي على جبينها



وعيناها تنظَر لساقه المبتورة من هذا القُرب بوضوح

../ راحت وراح معاها الشَر .. بس وشلون ؟



أجابها بدون أن ينظر إليها .. وهو يعلم يقيناً أنها تكتم

شفقتها



../ أنفجرت القنبلة قريب منها .. و



وكأنه أفاق فجأة .. على سؤال ما .. فسأل



../ إنتي وين كنتِ ؟



تجمّع عقلها ... وترتب أفكارها .. تترك قلقها على حُسام

و عيناها لم تنسَى ملامح والدها " الغاضَبة "

ثم حديثها مع ....." زوجها "



و الذكريات المُرة التي يعيد إستجلابها من سطح ذاكرتها

../ ما حسيت بنفسي .. و طَحت ظنيّت إني فقدتكُم ... و من الروعَة طحت .. و ما وعيت بنفسي إلا ف بيت عجوز قامت فيني أنا و غيري .. ظلّيت عندها لين قدّرت أرجع للمركز .. و إنت تعرف الباقي



بهدوء وهي تتنهد محاولة إعادة الصفاء لذهنها

../ توقع أبوي .. ليش جا ..؟ يكون عرف بسفرنا .. بس هو ما يهمه أي موضوع له صلة فينا أبداً

نظر إليها وفي داخله يكبت فرحة ميّتة ..

و كأن الوقت يبدو مبكراً عليها .. هي لم تقل شيء يؤذيه

و أيضاً لا تبدو منزعجة لمّا حلّ به .. هل يشغَل والدها تفكيرها

الآن .. فلم تُعلّق على إثر ذلك

إلتفتت إليه حين شعرت به يتأملها.. فخفضَت عينيها وهي تقول بخجل فطري

../ وش فيه ؟

همّ بالإجابَة .. لكَن خروج حُسام وأبيه من الباب الرئيسي



أوقفه .. و إنشغالها السريع بالمشَهد .. جعَله يتابع بصَمت

هو على علم مُسبق بشتات هذه العائلة ..

لكَن سلوكياتها السابقة كانت تقتله

حُسام بالنسبة له صديق بل أكثر من صديق .. يُحبه كما لو كان توأم لروحه .. بل أكثر من ذلك بكثير

يراه يبذل ما في وسعَه وأكثر من أجل إسعادها

بينما كانت تبدو نزقَة حمقاء .. غبيّة لأقصَى حد

كان يتتبعها من أجل أخيها .. بحيث لا يعلم الأخير ذلك

و يبدو أنه كان غافلاً عن ماضيها بالكامل





* أستغفر الله العظيـم *



بهمس

../ رآح ؟



ابتسم لها بصفاء و بهمس مشابه

../ وش تشوفين ؟



ابتسامته أراحت جُزء منها .. لكَن بالجزء الأخر نطقَت

../ وش يبي ؟



حّرك كتفيه وهو يقول بلا مُبالاة

../ وش بيكون مثلاً .. يدّور حرمته رقم كم أممممم ؟.. ذكريني



إبتسمت بصَدق خالص

../ عشر طعش .. زيـن ريحتني و الله إني أنخضيت



إنتقل بصَره للقابع خلفها وهو يشير بسابته

../ كشفتك كشفتك .. كِنت سارح .. يا خي إستح على وجهك .. في رجّال يسرح و هالمزيونة بوجهه ..



إبتسم له " فيصل " بمداعبه وهو يقول

../ لا بالله .. و أنــآ أشـهد



إنتفض وجهها بحمرة الخجل وهي تتراجع

.../ أروح أجيب لكُم شي تاكلونه أحسن



خرجت و تركت الباب يغلق خلفها بشَدة يتمازج صوته مع ضحكاتهم العابثة

بعض من الراحَة جال في خاطَر

مّر كطيف يشبه في وصفه ضحكاتهم

و لـ سوزان قولها

نحنُ الآنَ أكثرَ قدرةً على استيعابِ قسوتِهِمْ

وعلى افتعالِ الحنانِ

دونَ نفورٍ

كلَّما احتكَّ جلدُهُمْ بيُتْمِنا

وكلَّما عبرتْنا أحضانُهُمْ

مُسْرِعَةً

كأنَّها تهابُ ظلالَنا

تذكَّرْنا الحانةَ التي احتوتْنا

وليلاً كانَ يُرَبِّتُ على أكتافِنا المتكلِّسةِ

كلَّما أحنيْنا على الخشبِ ظهورَنا

مُثقلينَ بهم

.أجنحةً دونَ وظيفة







<



<



على الجدار قُرب الباب اتكأت بجلابيتها القديمة النظيفة

أصبح منظرها العتيق هذا جٌزء من الصورة المحيطة بها

بسُرعة فائقَة تأقلمت مع الجو المحيط

شعرها المرتب بعناية .. و الجديلتين الساقطة بإهمال على كتفيها

عيناها الواسعة السارحة لوطَن لا يعرفه

كُل هذا ظّل يتأمله لوقت غير قصير

حتى أصدرت تلك الإيماءة

لتلفت عينيها وترتطم بذلك الجسد المائل في إنتصابه

استفاقت بفزع .. و نهضَت تنفض عنها الغُبار

و هي تصارع مشاعر غريبة جداً تدفعها عنها بقوة

و تلفظ بتوتر كبير



../ متى جيت إنت ؟ ... آآآآآ .. كنت أنتظرك .. آآقصدي .. أمي تقول إذا بتبات الليلة هنا أو لا ؟



لم ترفع عينيها نحوه لثانية و أخرى لكَن صمته طال

فاستجمعت أنفاسها بسٌرعة وهي تراه يقترب منها

فتتراجع هي آلياً

بدآ مُستمتعاً لأقصَى حد .. أعجبته بشكَلها الجديد المُرتبك هذا

هل نجحت ورقته الأخيرة هل جعلت له فُسحة في قلبها



ليقول بعدها بهمس

../ كُنتِ تنتظريني أجل ؟



سأل هو .. بينما هي ترتب أنفاسها بعيداً .. تنظر لجزء المعاكس

ليكمَل هو



../ أمممم .. و إذا تبيني أبات هنا ببات .. بعد إذنك طبعاً



إلتفتت إليه بعد دقيقة .. بملامح خالية من أي تعبير

وصوت جامد لا مُبالي

../ مافي مكان .. لأنه أمي بتبات في الحوش عشان حضَرتك تكون بالغرفة .. ما أدري إذا ترضاها لنفسك ف



قاطعها

../ أوووه فكرة حلوة ..



نظرت له بحدة ليتابع بهمس متراجع و بصوت عميق

../ لاآ أنا بنام بره



../ أمي ما بترضَى



../ خلي عمتي علّي .. بس



أمسك بيدها فنظَرت إليه ليقول بنبرة محملّة بشوق كبير

../ وش رأيك بالمفاجأة .. ؟



تعثّر بشعور مختلف .. لكَن كُل ما مضى لها من ألم يعود لينطبع في عقلها ..

سرت رعشَة برودة على كامل جسَدها وصلَت



لأطرافها القابعة في عُمق يده ليضغط عليها وهو يقول

../ وصَلني ردّك ..



تركت يدها وهي تغادره .. لكَنه يمنعها

فأمله هذه الليلة معلّق بها

../ مالي شيء ..



ذراعه التي أحاطت بكتفها .. جسَده الذي صار أمامها

../ تبيني أنسى كُل الألم .. أنســى سجَن .. سنة هي .. بس كانت بالنسبة لي قرون ..



بغصّة أجابت

.. /أنسى البكاء .. طعم الدموع .. الجروح بعد الجلد .. الظلام و ريحة الرطوبة

هو هكذا .. يؤرجها ما بين يأسها .. و ظلمة .. عذاباتها و وجودة



تابعت بقسوة إجباريّة

... / مستحيـــــل



إلتقت عيناها بعينيه قسوة مُطلقَة تجسّدت في داخلها

لتقول بنبرة قّوية متابعَة

../ إلي سويته كان واجب عليك .. و لا جيت رايح بلّغ جدتي

إن بدعي لها دايم ..



دلفَت إلى الحُجرة حيث وقفت والدتها تصَلى بطُهر مطلق

بهالة بيضاء في وسط ظلام ..

كُل شيء بدآ في هذه المنزل حزيناً

حتى بعد عودتها .. يفقد شيئاً ما لا تلمسه هي

بل ربما أنشغَلت بآلامها عنه فلم تُدركه

صوتها المُحبب نطَق بهمس حنون

../ يمّه صبا .. فيكِ شيء ؟





كنتُ في أعماقي أبكي

دونَ أن يلحظَ انكساري أحدٌ

سواها.

كما لو أنَّ بيننا مطرًا

تفتَّحَتْ

كما لو أنَّها تبتسمُ

وأطمئنُّ. * سوزان



* سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم *



إستيقاظ مختلف .. مليئ بالنشاط .. و شيء من السعادة

لكَن هي كانت مُختلفَة .. صامتة

هادئة بشَدة كما لم تكُن منذ عودتها

تشتعل قلبها بصمَت .. ليحرقها هي فقط

و يذيبها هي فقط

كانت تستلقي وحيدة في غُرفتهم .. الكُل مشغول بالإعداد و الترتيب للقاء الليلة

لقاء لا يتضَمنها .. لقاء يجب أن تختفي هي فيه لحين إنتهائه

جرحها الغائر في داخلها يزيد وجعها تقرحاً

و فؤادها ألماً ..

قسوة أباها مقبولة منذ البداية فلم تكُن تتوقع أقل منها

لكَن هذه المرة بطلها .. أو من ظنّته كذلك

سئمت أفكارها .. و استثقلت بغبائها

تذكرت نوير و كلماتها .. و استخفافها بمن وضَعته فارساً لأحلامها

صوت صرير الباب مُختلف الليلة ..

و جسدا أختاها يعبران من خلاله لـ حيث هي

جلست " نورة " أمامها وهي تقول بنبرة قلقة



../ وش فيك يا بنت .. ؟ مــرررة موب طبيعيّة .. قولي لي صار شيء .. تحسين بشيء ..؟



كتمت تنهيدة ساخنة تحرق جوفها

ف آخر ما كانت تتمنى هو أن تسمع هذه النبرة في يوم سعادة كهذا

نفَت سريعاً وهي تقول



../ لاآآ لاآآآ .. ما فيني شيء .. بس بأخذ وقت لين ما تعود على وضعي الجديد ..



أومأت " نورة " بعدم تصديق وهي تقول

../ بمشّي حالي بكلامك هذا اللحين .. بس بعدين بسمع كُل إلي يدور براسك ..



أشارت لها " زهرة " التي أستلقت على أحدى جانبي " نور "

وهي تقول

../ أمي تبيك ترا ..



../ سمعتها .. زين أجهزي إنتي ونزلي ملابسك .. تراك عروس



بملل

../ أوووف .. و صرت عروس بعد .. أجل إنتي وش ..



إبتسمت لها وهي تستدير عنهم

ثم خرجت وتركتهم .. تعبث إحداهُن بشيء في يدها

بينما الأخرى تعبث بها " مشاعرها "

مّرت دقائق من الصمت المُطبق على كَلا الطرفين

قبل أن تقطَعه " زهرة "



../ بقولك شيء .. بس مشكلتي ما أعرف أسوي مقدمات .. إنتي في ف قلبك أي شيء ناحية "رعد "



لم يفوت " زهرة " الذكيّة .. الصدمة المتجليّة على وجه شقيقتها

و التي أبتلعتها سريعاً وبمهارة فائقة مثَلت البرود



../ وش إلي تقولينه إنتي خبلة ولا خبلة ؟ .. ترا إلي تتكلمين عنه زوجك المستقبلي .. لا تحطين براسك هالأفكار .. و



قاطعتها عندما شعرت أنها ستبرر هكذا للأبد رُبما

../ طّيـــــب .. فهمنا .. أنسي إلي ممكن يصير اليوم و كلميني بوضوح و صراحة .. أنا عارفة إنه كان يلاحقك من قبل فترة موب طويلة .. يسدد ديونك إلي بدفتر البقالة .. يراقبنا أقصدك .. يراقبك لا نزلنا ولا طلعنا من الحَرم .. دايماً موجود في المكان إلي تكونين فيه حتى لو كان واقف بعيد



زفرت نور بإعياء وهي تهمس

../ وش تبين تقولين بالضبط ؟ .. الكلام هذا ماله معنى اللحيـ



قاطعتها مُجدداً

../ لاآ له معنى ونص ... لأنهم من البداية خطوبك إنتي ..



قلب مُتشقق

تزيده الأفراح تفتُتاً



عقدت حاجبيه .. وصوتها يخرج من أعماق قلبها السحيق

../ وش تقولين ؟



أعتدلت زهرة في جلستها وهي تقول

.../ إيــه .. بس أبوي يبي يحطني أنا مكانك .. وإنتي عارفة ليه .. ؟



إزدردت ريقها بصعوبة مطلَقة وهي بالكاد تستوعب ما سمعته تواً

هل قوة الصدمة شّل تفكيرها لدرجة جعلَها تود أن تبكي

../ ليه هي السالفة لعِب .. ؟



حّركت زهرة كتفيها بلا مُبالاة وهي تقول بصوت يحمل شيئاً من غضب

../ جواب هالسؤال ب يتحدد اليوم .. حركات أبوي ما تعجبني بكيفه يشل ويحط فينا كأننا مدري

قاطعتها وهي تهمس بصوت قاسي غريب



../ بس أنا حتى لو أخـ..ـتـ..اروني .. موب موافقـة



إتسعت عينيها بذهول .. ثم لم تلبث أن أستعادت تركيزها

../ محد مستعجل على رأيك .. خليهم يجون وبعدين نتفاهم على الأشياء الثانية



فيضان مشاعرها يعميها عن التركيز في أي شيء

صوت نوير .. ما زال يصرخ في إذنها .. أصدقائه هو هل كان معهم

هل عاد لخرج ما تبقى من إنحرافه عليها؟ .. هل ترفض من البداية لتنفذ بجلدتها ؟

ضغطَت على جبينها بكلتا راحتيها ..







زفرت بشَدة وهي تعيد لتتذكر موقفها السابق

ما يُكدرها أنه كان من بينهم .. هي لم تُبصر سوى ملامح لبعضهم

لم يكُن أحدهم .. تكاد تُقسم بأنه لم يكُن من بينهم

أثقَل التفكير عقلها فأستلقت أرضاً

أغمَت عينيها لتمنع تفلّت دموعها .. ما الذي سيحدث اليوم

منذ دقائق كان همها أخف وزناً .. وعندما أصبحت الأمور في صالحها

زآد همها ..







* أستغفر الله العظيم *





بعد مُضي ساعات النهار .. و بعد أن أنسّل الشفق تاركاً

ورائه ظلمة لا تشبه قلوبهم .. سعادة تُضئ زواياه

جميعهم الأبتسامة معقودة في ملامحهم طبيعياً .. ما عداها

تبتسم قسراً .. للجميع .. تقهقه بصوت مختلف لا يشبه ضحكها

و تألمها الأخيرة بشَدة

عمتها و عتابها الطويل لها .. و أسألتها المتكررة عن سبب عدم مقابلتها لها

منذ أول قدومها .. و إجابتها هي المدروسة و بإتقان .. عن انشغالها مرضها السابق .. ثم انشغالها بالبيع ..

لينقلب المشهد و تبدأ الأخرى بالإعتذار عن قلّة زياراتها

ثم أنهت كُل هذا بجملة صغيرة قلبت ملامحها



../ و الله لو يطَلب منّي سامر إني أزوجه .. ما أخطب له غيرك ..



تجمد تعابيرها .. وأصفّرت إبتسامتها بشَدة

ابتلعت جُرحها كما تفعل دائماً

هل تُشفق عليها .. ؟ .. ربما يبدو لهم منظرها مُحزناً .. فأختها الصغرى ستتزوج قبلها

مّرت الدقائق حينما وصَل الضيوف .. سلمّت على والدته التي بادلتها السلام بحرارة ..

تركت المكان فقد ضاق بها .. و أستثقل الأوكسجين الهواء فربض بقسوة

على صدرها

جلست في الردهة الصغيرة المفضية إلي غُرف النوم بعيداً عن ضوضاء الضيوف في كلا المجلسيـن ..



تتأمل " شروق " و هي ترسم شيئاً لا تعرف ما هو .. شيء بدت غارقة في رسمه حتى رأسها

اتكأت على إحدى يديها بينما تركت الأخرى تعبث بالمفرش الراقد تحتها

عندما تسلل إلي سمعها .. صوت " أم رعد " ذو البحة اللطيفة



../ ويـن نور .. عروستنا .. ولدي يبي الشوفة اليوم .. بعد إذنكُم



إرتجفت كافة أوصالها إبتعدت زحفاً نحو غرفتها القريبة .. أغلقت الباب بحدة نوعاً ما

وضعت يدها تُسكَن ضربات قلبها .. هل تصرخ فرحاً ؟

أم تبكي .. ؟

و لأول مرة في تاريخها تفعلها معاَ تبكي و على شفتيها إبتسامة حقيقة



دخَلت نورة وهي تبتسم لها بحب و ود عميقين

../ يالله قومي .. العريس بيشوفك ..



بصوت مازال يحمل حشرجة

.../ و الله يا هالعريس إلي لعبتوا به ..



../ من البداية مسمينك .. بس هذا أبوي الله يهديه .. وأنا و زهرة جلسنا نمثل قدامه .. و ماشيناه .. لين عطوه تو في الوجه .. نبي نووووووووووور العيـــن ..



* أستغفر الله العظيم *





وقفت أمام والدها الذي قادها بصمت لغرفة الجلوس .. و دخَل معها

ربما كانت تفضَل لوكانت والدته معها

فقد خشيت بشَدة أن يجرحها أبوها أمامه .. فلن تتامسك أمامها وستبكي فعلاً



لكَنه فاجأئها بأنه أمسك بيدها وهو يشَد على إرتعاشاتها

../ سمّي بالرحمن يا بنتي .. ما في شيء يخوف



جلس هو جلست بجواره .. بل إلتصقت به .. أي حنين هذا

الذي تأجج في قلبها ليبدو كبلسم يجبر جروحها و يوقف نزفها

تود لو يختفي كُل ما حولهما .. تقبل رأسه

و تحلف من جديد .. أن برائتها من التهمة

كبراءة الذئب من دم يوسف .. " عليه السلام "

لكَن حضور آخر مختلف بدد أفكارها .. و أبرز حضوره بشَده

عينها ألتقت خطأً من عمق افكارها بعينه ..

فأرخت عينها سريعاً ..





رأت وجهاً مختلفاً .. لا يشبه رعد السابق إلا قليلاً

صوته وهو يحادث والدها .. يبدو أعمق ثقلاً .... وأخشَن

تلك اللحية الصغيرة التي عزت عارضه .. تجعله لا يشبهه

لكَن مفعولها عجيب .. ربما ذلك الشعور بالارتياح

رغبة في الزفير بشَدة و النـــوم فاجأتها

نهضَت حينما شعرت بصمتهم .. و بنظراته المصوبة عليها

خجل لذيذ إعتراها قسراً .. حينما دخَلت و نظرات الجميع

تنظَر إليها .. و كأنهم ينتظروها لتبشرهم بشيء ما

هي لم تسمع لحديثهم هُناك هل قالا شيء يجب أن تنقله لهم

ابتسمت نور بشيء من " التناحة " ..

قبل أن تنطَلق .. زغاريــــد الفرح

لتحمل الأشياااء طرباً .. و قلبها

أيضاً



*سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم *



على عتبات درج منزوي مُفضي لحديقة الأثيرة

جلس عليه جسدين لفتاتين تحملان الملامح ذاتها .. إحداهما

إتكأت على السور .. و الأخرى إحتضَنت كفيها و تركتها على حجرها

../ يقهرني كُل شيء فيه ينرفزني .. مو مريح لأقصَى حد .. أسلوبه في الكلام .. طريقة تفكيره .. غير إنه مستواه التعليم يفرق مرة عنّي ..



بإستغراب نطقت الأخرى

../ مستواه التعليمي ..!!!



../ إيــــه .. بكرة يعاندني و يطلّع عيوني .. ليش إنّي أحسن منه وراتبي أكيد بيكون أكبر من راتبه .. و هاذي مشكلة كبيرة



نطَقت الأخيرة بهدوء مصححة مجرى الحديث

../ أسيل .. لازم يكون موقفك جاد من الموضوع كله .. هروبك هذا يخليهم يزدون الكلام عليك .. وأنا قمت أتضايق بقوة



../ لازم تقرري ..



لتجيب الأخرى بذات الهدوء

../ أنا مقررة و خالصة .. بس هم إلي يماطلون ..



نظَرت هديل لملامحها مُباشرة .. وبجدّية نطقَت

../ إنتي قررتي مع نفسك ... إذا تبي تحلّي المشكلة هاذي كلهّا .. روحي لجدتي .. وقولي لها رايك .. تراها تحاتيك و منقهرة على حالك

لا تأذيها أكثر





مسحَت براحتيها على وجهها و بشيء من الحُزن

../ مدري وش بيكون موقفها لو سمعت ردي



احتضنت هديل بذراعها كتفها وهي تقول بود

../ تراها تبي لكم الخير .. لو كان الخير في إنكم تنفصَلون .. ف ما بتزعل بقوة .. المهم إنتي أنبسطي و فرفشي



إبتسمت بصدق و نبرة سعادة حقيقة تخلل صوتها الهادئ

../ مبسوطة .. بشكَل ما تتخيلينه .. ربي أستجاب دعاي .. وصار عندي أهل



باستغراب سألتها

../ من زمان عندك أهل ؟



ابتسمت لها وهي تجيب ..

../ لاآ الناس إلي تحبيهم صدق .. من أهلك .. هذولا أهلك



أما البقيّة محسوبين عليكِ بس

تابعت بذات النبرة

../ ما قلتي لي .. وش مسوية مع أم زوجك ؟



نبهتها هديل بأدب

../ عمّتــــي .. إلي تعرفيه .. خصرااااان لأخر حد .. بس بشوف وش أخرتها معها .. أتبعتني والله

أمس كانت ببيتي .. و ما غير تطالع فيني من فوق لتحت شوي عيونها

بتخرج عليّ .. تضايقت في البداية .. بس بعدين مشّيتها

مدري تقولين خارجة من جوانتنامو .. مو حيـآ الله الس..



قاطعتها أسيل برجاء

../ تكفين .. يا هديل لا تتكلمي عن السجن بالبساطة إلي تقتلني ..

أدري ألمك .. وماضيك .. و ظروفنا .. كل شيء حولك أقوى من أنك تنسينه .. بس تناسيه .. تجاوزي كُل نقطَة ترجعك له

عشان نفسك .. وإلي حولك





إحتضَنت كفّها توأمها بحيث إلتفت أذرعهم وهي تقول

../ لا تخافي عليّ .. أيامي اللحين .. يمكن أسعد أيام حياتي

محتاج عقلي إنه يرجع لذيك الفترة بإستمرار .. أحس بكُل ألم ذقته

لذيذ على قلبي .. خفيف عليه .. لأني تبت بعده لأني بعده حسيت بالراحة الحقيقة .. محد ممكن يستلذ الألم إلا مجنون .. لكَن فعلاً

هالراحة هي إلي تخلي ذكرى الألم لذيذ

حمدلله إني تُبت .. و ما مُت على معصيّة .. الحمدلله إن أهلي كذآ

و الحمدلله إنك إنتِ إنتِ



مسحت" أسيل " بيدها الحُرة دمعة خرجت من عينيها قسراً

.../ الحمدلله .. و صـرتي شـآعرة والله



إبتسمت لها بصدقة

../ ويـن شاعرة الله يسلمك .. على هالكلمتيـن يعني





لا شيء يشبه الفرح في

الأصوات المُحشرجة

كأغنية ليلة .. فقد أهم نغماتها

و مع ذلك تبدو رخيمة .. جميلة

لأقصى حد



*أستغفر الله العظيم *





- تمت بفضِل الله -



25 / 10 / 1431

2010/10/4




..
..
..


 
 

 

عرض البوم صور بياض الصبح   رد مع اقتباس
قديم 02-11-11, 03:35 AM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة جمال ليلاس وملكة سحر الخواطر



البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 183892
المشاركات: 11,111
الجنس أنثى
معدل التقييم: بياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالق
نقاط التقييم: 2930

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بياض الصبح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بياض الصبح المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 






البدآيـــة
" لمن لا بداية له "




فتاة في أواسط العشرينات .. تحمل ملامح ناعمة جذآبـة

تربط حجابها على مهل أمام المرءاة .. بينما اُخرى تقول



../ طيّب .. أرسلي لي الرابط .. أول ما توصليني أتحمست أشوفه



أخذت كُتبها من بين يديّ الآخرى و أستدارت نحو الباب

وهي تقول على عجل

.../ إن شاء الله .. تامرين على شيء



نطَقت الأخرى بعتب

../ موب مغطّية وجهك ..



أجابتها وهي تغادر

../ رايــحة مع السواق لا تخافي



عقدت الأخرى حاجبيها وهي تقول بصوت خافت

.../ و ريحـة العطر بعد .. ! و الله جدتي مدلعتك لين خشَتك !



أغلقت ندى الباب خلفها .. و عادت ادراجها

بينما وقفت الأخرى على الجانب الأخر و هي تزفر بغضَب

و تتناول هاتفها لتعاود الإتصال بالسائق

../ ويـــنه هذا .. يقول برآ و هو عند الأشاارة ..



صوت غاضَب مُضطرب قاطعها وهو يقول بنبرة مُرتفعة

../ مين إلي تنتظريــه ؟



أهتزّ قلبها بعُنف .. تخشاه .. و تتحاشى وجوده المُخيف بإستمرار

و ها هو يقف أمامها الآن

لكَنها تلاحظ شيء ما مُختلف فيه ..

ثيابه تبدو مُتسخَة و نبرته المهزوزة أصابتها بالارتياب

نطَقت بقلق متصاعد

../ السو اق .. ا الحيـن ج جآي



لكَنه أقترب منها بسرُعة

فتح الباب الخلفي لسيارته الواقفة أمامها

و دفعها للداخل وهو يصَرخ بشيء لا تفهمه



قلبها يخفق بشَدة .. و حركته أصابتها بالشلل



حدقتيها مُتسعتان بقوة و جسَدها يرتجف صَرخت بقلق

حين تحّركت السيارة بسُرعة من أمام المنزل

../ وش تبــــي .. يـآ ****



إرتفع صوته الغاضَب .. المُتقطَع .. قليلاً

... / خ خـآرجة مع السايق يا الح*** بهالوقت .. و بهالمنظر .. و هالريحة .. ويـــن راااااايحـــة .. أكيد لـ مكان وسخ زيّك .. لكَن أ أنـآ بـ



تماسكت بوهن شديد و هي تزدرد ريقها بصعوبة

../ تـوريـــني وش يا ك*** .. وقف ونزلني برجع البيت



يُتابع و كأنه لا يعي وجودها

.../ أنا بربيـــك .. و جدتـــي بتحاسب معها بعدين



احتضنت حقيبتها بشَدة .. وهي تضَغط على وجهها

تكافح لكّي تمنع دموعها من الإنهمار

وقد بدأت فعلاً

الطريق راح يأخذ منحنى آخر .. و تغيّرت الشوارع فصارت لا تعرف أين هي

الخوف شلّ حركتها .. هدّ أركانها .. وجفاف ريقها اللاذع

جعلها تجّر لسانها بقوة وهي تقول بألم

../ و و ي يـن ب توديـ ني .. ويـ ـن ... و وقّف .. وقـــــف



لكَن بدآ وكأنها نسّي وجودها .. الليل حالك

و المسافة تتزايد

جسَده بدآ وكأنها يخور بشَكل .. غير طبيعي

قيادته تزداد سوءاً

حتى وقفت على عتبات مكان .. بدآ كمخزن مهجور ب باب

أكل الصدأ جوانبه

يده التي أنتزعتها من مكانها .. ضعفها الساحق

صوتها الميّت في حُنجرتها

و قلبها سيتوقف حالاً .. عقلها جاهد بتلقائيّة مُطلقة

للحفاظ على هذا الكيان .. دفعَته مرارة

لكَن محاولاتها بلا جدوى .. اُصد المكان عليها و هي تلهَث من مجهود لا يُذكر



آخر صورة و آخر مشَهد شيء رأته عينيها قبل أن تُغلقها على رآئحة الجَريمَة

لم يصفها أحد كسوزان



حينَ اقتربتَ

كانَ القمرُ البرتقاليُّ قد انخفضَ كثيرًا على سورِ الحديقةِ

كادَ يلامسُ النخيلَ ونُعاسَ المصابيح

وكنتُ أعي تمامًا

أنَّ المطرَ

أقوى منِّي. * سوزان



و بدأت الحكايَة



؛




هذه الصورة عادت ببطْء كشريط مُتكاسل عناداُ في قلبها

و قطَرة من العرق المالح ينبعَث من جلد جبهتها نزولاً على أنفها من تحت نقابها ..

تقف مُشرفة على هواء أرض والدها الزراعيّة

ساخَن .. ك مشاعرها

يحادثها عن رغبة جدتها في رؤيتها أخيراُ .. و عن غضَب أبيه .. و من ثم سكونه التام وكأنه كان يتوقع منه ذلك ..



و ها هو يأخذها قسراً لجولة تفقدّيـة .. وحديثه الأخير عن عصابة و مجرميـن

يدور في ذهنها .. لا تُنكر أنها أوشكَت على الإنفجار ضحكاً

بل سُخرية على ما قال



بدآ ك جميس بوند بل أشجع في طريقة وصَفه لموقفه

و لمدى خطورتهم .. و هاهو يقف أمامها على بُعد خطوات

يحُادث أحد " المزارعيـن " هُنا



يقف و يلمحها بين الفينة و الأخرى و كأنها يتأكد من وجودها

بل و كأنه حارس عليه

هل ستظَل لبقيّة حياتها .. سجينة لجّلادها ..؟

هل من شِدة كُرهها له .. ستحبه فعلاً ؟

أسئلة بَدت لوهلة حمقاء خالصَة .. جعلتها تلتفت بنفور وهي تحّرك قدميها

بتثاقل في الإتجاه المعاكِس

صوته الحازم قاطعها

../ ويـن رايحَة ؟



لـ " الحريـقـة " .. "للي مالك دخَل فيه " تود قولها بقّوة

لكَنها قالت على نحو فاجأها بِشدة

../ البيـــت !



../ زيـن و أنـآ .. أكيد معزو....



قاطعته بحزم



../ صـــقــــر





../ عيــونه



إستدارت له وهي تضَع يدها على جبينها تُهدأ حرارة التي أشتعلت فيها

بقّوة

../ تصَدق لايق عليّ .. لأن الواحد ما يختار شكَل عيونه ولا لونها .. كذآ غصب هي كذآ .. و غصَب يتقبلّها بدون رأيها حتى



تجاوز كُل ما لا يُريده وهو يجاورها خطاها .. وينطِق بأريحية

../ يعني .. المقصود تبيني أغازلك كثيـــر



بغضَب مُشتعل

../ يعنــــــي كُل تـب***



لتصَدح ضحكته السعيدة بقوة .. وكأنها نطقت غزلاً صافياً بدورها

و في مكان ما خفّي من روحها .. مكان لا تشعر به هي

حتّى ..

يبعث بشهادته هذه شيء من الرضى .. شيء لن تُدرك كُنهه حتى حيـن








*




عملها الجديد .. يملئ أيامها بسعادة .. موعِد زفافها في إقتراب

و نشوة مختلفَة تجعلها تطَلق زفيراً عميقاً سعيداً

بشكَل مستمر

صديقاتها الجُدد .. أحبتهُم حقاً .. و خاصَة " حنان "

دقائق قبل أن يَصدح هاتفها بصَوت نغمة خاصَة

لتقول بإبتسامة جانبيّة



../ الطّيب .. عند ذكره .. السلا عليكم



../ هلا وغلا .. وعليكم السلام .. كيفك دودي?



../ تمام علومك إنتي ؟



.../ أسلّم عليــكِ ..

وبنبرة قلقة قالت

../ تصدقين متورطَــة .. ورطَة هالكُبر ..



عقدَت حاجبيها وهي تجلَس مُعتدلة

../ أي ورطَة .. عسى ما شر ؟



و بذآت النبرة ..

../ عندي أوراق و مذكرات حق داليا .. و أخوي خرج وأنا نايمة .. و اللحين متورطَة مدري مين .. بيوصلها هي .. وبكرة الإختبار

منحرجة منها .. يعني أخلي البنت ترسب ولا وش

ياربي .. مو عارفة وش أسوي



../ و أخوكِ متى بيرجع ؟



../ قبل الفجر



ضَربت على جبهتها وهي تقول بقلق مشابه

../ أووووووووووووبس .. أممم طّيب كلميه هالمرة خليه يرجع عشانك ثم يكمَل شغله



بحُزن شديد نطَقت الأخرى

../ موب جايّني لو إني واقف بالشارع أنتظَره .. أكيد البنت بتكرهني



زفرت دُعاء وهي تنطَق بنخوة

../ خلاآص .. أنا بروح مع السواق و أوصلها له .. شوي و أكون تحت بيتكُم



بصوت يحمل سعادة حقيقيّة

../ تســــلمــــين يا بعد عُمري ..ما في مثلك أثنين

بابتسامة ردّت

../ زيـن .. زين سلام



وبعد رُبع ساعة أصبحت بجوار منزل " داليا " حادثتها .. فنزلت الأخرى

لم تتوقع منها ذلك .. و قد أمرتها بشِدة أن تسلمها الكيـس بيدها

حملته و وقفت أمام بابهم الحديدي الخارجي

فخرجت الأخرى و أخذت الكيـس .. شكَرتها بصوت خافت

و ملامحها تحمل قلقاً أكثر منها سعادة



ثم صوت رجولي خشَن ينطَق بقوة

.../ وقفــــــــي إنـــتي و هي .. مكانكُم ... المكان حولكم محاصر .. وأي حركة من أي وحدة فيكم .. بنطَلق عليها النـــآر



شُلت حركتها و هي تشعر وكأن شيء ما خطأ في الصورة

و كأنها تحلم .. لكَن منظر سيارات الشرطَة التي طّوقت المكان بسرعة ..

أشكالهم و هم يهرعون إليهم .. أحدهم يقيّد يديها خلف ظهرها

وسوار من الحديد البارد يلمس وريدها النابض بشَدة

و من شِدة الخوف سقطَت في إغمائتها



؛




تُسجن على أنها مُشتبه بها لـ أشهر قبل أن يُخلوا سبيلها .. و مع ذلك لحقها الأذى و هي لا تستحق

تنهَدت بصوت مسموع وهي تمسح بيدها على وجه صغيرتها الراقدة بأمان في حُضنها

وهي تدعوا الله بصِدق .. وبنبرة خافتة



../ الله يرزقكُم الأصدقاء الصالحيـــن .. إلي دلوكم على الخير و يـ ...



قاطعها صوته الخامل

../ وش سبب هالتنهيدة هاذي ؟



نظَرت إلي وهو مُستلقي على الأريكة الطويلة و عيناه على الشاشة

ردّت بلا مُبالاة

../ بدون سبب ..!



../ مافي تنهيدة بدون سبب



../ شيء جا ف بالي



../ و شو ؟



بعد دقائق أجابت

../ ســــــر



../ بس أنا ودّي أعرف ..



نهضَت وهي تصّرخ بحزم ..

../ و أنا ما ودّي أقول شيء .. كيفي .. حتّى إلي يدور براسي بيدّخل فيه



../ إيـــه .. وليش ما أتدخَل مو إنـ..



قاطعتها وهي تنصَب سبابتها أمام شفتيها و تنتطَق بقّوة

../ إسكـــت لو صحت البنــت .. برميها عليك إنت تنومها .. و بتشوف



صمت وعاد لمتابعت برنامجه وهو يرقد برضى تام عن ما وصَلت إليه

هو رجَل من النوع النادر .. رجل يريد زوجة عنيدة تقف بالمرصاد أمام أي قرار تتُابع بحذر كُل تقلباته .. تُدرك خفايا تفكيره

و تصَرخ في وجهه عند إعتراضها .. هكذا يشَعر بأن لديه جُزء ثقَة

يعتمد عليه في جميع حالاته

يالا الرجِال



*












كنتُ أهربُ بدموعي نحوَ زُجاجِ النوافذ

علَّني خارجَ اللحظةِ أراكَ

في انعكاسٍ يضيءُ وجهَنا الآخر.







هل الحُبُّ، حقًّا، شرطُ الشقاء؟


وهل الأعماقُ، وحدَها، تُحَدِّدُ سقفَ محبَّتِنا؟






السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



إنتهت بعد عنـآء طويل مع الوقت .. و إنتزاع مُزمن للأفكار من باطِن عقَل متهتك الزوايا .. قد أرهقه طول التفكير و قلّة المعطيات

كُنت أود أن أكتب الأفضَل و الأجمل .. و الأكثر سمواً و رقياً

لكَن كُل هذه لا يحدُث إلا إذا أقتنعنا من داخلنا بأنه جُزء من الحكاية فعلاً



كتبت عن تفاصيل لا يكتبها الآخرين .. عن حكايات لا يرويها آباءنا لنا .. عن جُزء صغير من المجتمع سقط في الهاوية .. و جُزء أكبر بكثير يحوم حولها ..



رغبَة منّي حقاً في أن يصَل صوت الرواية و هدفها لمن لا يحُب أن يقرأ كتاباً نفسياً .. أو اجتماعيا .. هذا جمع كُل ما أحببت من كلمة و فكرة و هدف



فواصَل البداية و النهايَة .. القليل منها لي .. و باقي لأشخاص مجهوليـن

و فواصِل سوزان معروفَة : )





*



كُنت سعيدة بصَحبتكُم منذ فصول الرواية الأولى

أشخاص تختفي و آخرين يظهرون .. وهذه هي الدُنيا.. تبلع أحدهُم ل تنُجِب الأخر

لكَنّي سعيدة بكليهما سواء أكانوا مشاهدين صامتين


..
..
..



 
 

 

عرض البوم صور بياض الصبح   رد مع اقتباس
قديم 02-11-11, 03:38 AM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة جمال ليلاس وملكة سحر الخواطر



البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 183892
المشاركات: 11,111
الجنس أنثى
معدل التقييم: بياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالق
نقاط التقييم: 2930

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بياض الصبح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بياض الصبح المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

.~. قــــــــــــــــراءة ممتعه لكم .~.


لــ تحميل الرواية كــــــــاملة على ورد أو تكست


مكتبة القصص والروايات المكتملة للتحميل ..


..
..
..

 
 

 

عرض البوم صور بياض الصبح   رد مع اقتباس
قديم 05-11-11, 08:59 PM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2011
العضوية: 231604
المشاركات: 20
الجنس أنثى
معدل التقييم: امــي حـيـاتــي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 25

االدولة
البلدEngland
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
امــي حـيـاتــي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بياض الصبح المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

ما شاءالله ع الكاتبة .. طرحت فكرة جديده ومميزة اسلوبها فريد وروعه
بس احس قصة نور مبهمه شوي
ويعطيك الف عافية بياض الصبح ع النقل.. وعيدكم مبارك

 
 

 

عرض البوم صور امــي حـيـاتــي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة حمام الحجاز, لتحميل الرواية ص 8, ليلاس, الأمل, الجمال, الحجاز, القسم العام للقصص و الروايات, سجينات, عندما نستلذ الألم كاملة, فصه مكتملة, نستلذ, ضحية مجتمع
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:52 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية