لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-11-11, 02:59 AM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة جمال ليلاس وملكة سحر الخواطر



البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 183892
المشاركات: 11,111
الجنس أنثى
معدل التقييم: بياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالق
نقاط التقييم: 2930

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بياض الصبح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بياض الصبح المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 





السلام عليكُم ورحمة الله وبركاته





الآن نقف على خيوط النهايـــة .. أو ذروة كُل حدَث



صبا وقد كُشف حوراها مع صقر لمُستمع ثالث

نور العين ما بعد الخروج

هديل ما بعد السقوط

دعاء ما بعد كُل هذه المأسي

سلمى ما بعد الإنفجار



نقطَة أضعها ختماً لكُل هذا .. على أمل أن يكون لقائي بكُم بعد 8 /7 هـ إذا الله أحيانا



أتفّرغ هذه الفترة للأختبارت و من ثم كتابة رُبع النهاية من القصَـة



و أتركُكم على خير و طاعة بإذن المولى





كونو بخير




مساء الزنبقَة البيضاء



شكُراً لوجودكُم .. و لدعمكُم ..

ولأنّي أتيتكُم بالقليل فلن أبخل به عليكُم .. : )

كـ تصبيرة > ما أقلد خوخة

ليـوم الجمعة بإذن الله





كونوا بخير






دعواتكُم بأن الله يخفف عنّا حرارة الجو التي نالت الخمسين

وأن يعيد الكهرباء للمناطق المُتضررة




ولمَّا أبتْ عينايَ أنْ تستُرا الهوَى ,,

وأنْ تقِفا فيضُ الدُّموعِ السَّواكبِ .. !



تثاءبتُ كَيْلا ينكرَ الدَّمعُ منكرٌ ,,

......... ولكنْ قليلٌ ما بقاءُ التَّثاؤبِ ..





اللذة الثلاثين














أنفاسها تختنق وعينها تنفرج ببطء ..

جفنيها مثقلين و كُتلة رابضَة بجوارها

و جهها مشدود و كفيها المقبوضة متعرقتين



همست بصوت قادم من عمق روحها

متحشّرج بشدة

../ م مـوي ـة



دقائق و أسبلت جفنيها على صورة مشوشة لإنسان

و على ريقها المُبتّل



أستغفر الله العظيم


*





عيناها تراقب بصمَت آثار الحرب التي لم تنتهي

كقلبها المُحطم تماماً

ربّاها الألم على مشاقِه حتى نسيت خلاصها

تشّردت بما يكفيّ لكّي يُربيها هو

على جميع عذاباته

احتضنت جسدها وهي تُسند رأسها إلي الزجاج بجوارها

و دمعَة قاصرة مُعلّقة على جفنها لا تملك أحقية الخروج

بكَت كثيراً .. حتّى ملّت نفسها

الجميع هُنا يُشفق عليها يواسيها ثم تجاهلوها لطول حُزنها

كُل من هُنا أعتاد الألم حتى بات لذيذاً

بصوت الزغاريد

حيث يتّهيج قلبها بمزيد من اليأس

طالت الأيام و تمدد تشّردها ولم يأتِ منهما أحد

هل تخّلى عنها ؟

أم أنها هي من رحلت عنهم ؟

صورة خرقاء لشخصها تتمثّل أمامها

و هي سيّدة مُجتمع ناعمة القدّ

صارت ترقد ليلها مٌفترشَة المساء

و متوسَدة للحصى ..

تعيش يومها القادم مع قلّة من نساء و مُسن مُقعد

لا حول لهم ولا قّوة .. يشبهونها كثيراً

كُل تجاعيد وجوههم تعيسَة كوجهها الذي

اشتاقت لتأمله حتى لو على مرءاة مكسورة

ضائعَة و مرهَقة لأبعَد حد .. و أخيراً قررت الرحيل

راقبت أطيافهُم طويلاً

أنتظَرت عودتهم ، لكَن لا أخبار و لا تنبوءات سوى ذكريات

ليلة سوداويّة .. و إنفجار

اليوم فقط لملمت ثقتها و قوة عزيمتها

و اتخذت طريقها نحو شارع كبير

رافقتها سيّدة بدينة وهي تواسيها و تُناشدها البقاء

و تستضيفها في منزلها

لكَنها كانت مُصَرة بشَدة على أن تفعَل

أرادته منذ البداية





إزدردت ريقها بصعوبَة .. وخوف متأصّلين

وهي تجتاز الطريق بالسيّارة نحو

هدفها



بضُع قليل من الناس الذين جلسوا بكّأبَة في هذه الحافَلة

مُمتلئين بالهدوء و الخرس .. الذين اعتادتهما

توقفت بها و هبطَت منها



صارت خطوات قليلة تفصَلها عن المركز

و عند بابه الرئيسي وقفت لتوّثق قلبها

و تُخمد آمالها ..



ستعُلن الحداد عليهم وسترحل تاركَة الأرض

لهُم .. هل سيفقدونها كما تفتقدهم

أم أنهم رحلوا .. و تركوها في

نصف المعركَة وحدها

من دونهم



صوت المرضَى و أنينهم يُعيد لها الألم مراراً

المركز مزدحم ولكَنها لا تٌبالي

تسير بآليّة نحو غُرفة سكنتها منذ يومها الأول هنا

صوت لشخص ما لم تُحاول تمييزه حتّى

فهي مُرهقَة بما يكفي لأن تسقط في غيبوبة لا تنتهي

لكَن وجهها الذي أقترب من الباب

ويدها التي طالت مقبضَه توقفا

وتراجعت للخلف بقّوة , وهي تشعر بتلك الذراعين

التي تحتضَنها من الخلف

و صوت متألم ينطَق بوجع





../ وحـــــــــشيـــني



أستغفر الله العظيم


*





تداركوا الموقف سريعاً .. تركوها ترقد على السرير بإسترخاء قسريّ ..

صوت سميّة الذي خرج عصبياً بشكل كبير

وهي تقبض على هاتفها بقوة كبيرة

../ أفهم يا علي .. أمّي ساكتة و لا علّقت على إلّي صار . . و أخت مغمى عليها من الخوف.. تكفى خايفة ألحق عليه قبل

ما يأخذه ويسّوي فيه شيء



صوته القوّي أجابها و هو يركض مبتعداً عن أصدقاءه نحو سيارته

../ جااايكُم .. اللحيـن .. خليكُم بمكان واحد .. دقايق و أنا عندكم



أغلقت الهاتف وعادت لدخول .. حيث رمقت والدتها

تراقب أختها بصَمت و حنان فيّاض نابع من عينيها

و تمسَح بالماء على وجهها و شفتياها تتم بذكَر لله

مّرت الدقائق بثُقل شديد .. و دُعاء تهذي بإستمرار



عينا إبنها الأكبر تُراقب حركاتها بخوف

و هو يتمّسك بسُميّة

../ مااااماااا تعبااانة .. عشان براءة راح .. مو ؟



أحتضَنت رأسه بحُزن وقلبها يتفطّر خوفاً

../ إيوة حبيبي .. بس هّو شوي وجاي



حاول الإبتعاد عنها

../ بروح أناديه يمكن أخذه الحارس



أحتضَنته بقوة أكبر وهي تقول هامسة

../ ياليـت ..



مضّى الوقت و دقائق تُحصي نفسها .. بطء شديد تخضع له ساعات الإنتظار .. لكَن قلبهُا هي

مُختلف ..

تتحّرق ألمَا و لا تستطيع الصُراخ .. عليها أن تفتح

عينيها .. ليخُبروها الحقيقة .. حقيقة دموعها الراقدة على وجنتيها

صوت همهات طفلها على مقربـة منها



والدتها التي تُتمت على رأسه

كُل ما يحدث الآن حقيقة .. يجب أن تخضع لها

صوته الدافئ عانق أسماعها

../ يمّه .. صحيتي

فتحت عينيها لتصطدم بغبَش الرؤيا

الدموع كثيرة .. بحجم المصيبة التي طالتها



../ يمّه .. أخذه أحد .. شفت يدّ نزعته من الأرض وشالته

.. ما صّرخ .. ما ماسمعت صوته



هدّئتها وهي تمسح على كتفيها

../ لا تخافي .. علّي جاي و أكيد بيجيبه معه



بأمَل رغُم إنعدامه في قلبها

../ والله .. كلّميـه .. قولوا له يبّلغ الشرطَة ..



../ إيه .. إيه .. كلميه يا سُميّـة



أشارت لها بحركَة فهمتها ..

خرجت و هي تُمسك بقبضَة معاذ ..

مّرت ساعة .. وهم على حالهم



دقائق اٌخرى تحركَت إلى الأمام .. حين رنّ هاتفها بقّوة

دخلت الأولى .. لتجد أٌختها الكُبرى تُمسك بهاتفها بقّوة

يدها ترتجف بشده وعينها تحترقان من إحمرارها

و شفتها المصّفرتين تنطق بشحوب



../ أبــــوه .. أكيــد عرف .. أكيـــد قلتوا له



عضّت الأم على شفتيها وهي تدفعاها بقوة للهدوء

../ أستهدي بالله يا بنتي محد كّلمه .. ردي عليه شوفي شفيه ..



تحفّزت في جلستها على منتصَف السرير وهي تتأمل الشاشة التي ما زالت تخفق بإسمه ..



../ لا هو ما أتصَل الأيام إلي فاتت .. يتصّل وقت .. أنخطف الولد ..



نطقت الأخرى أخيراً

../ ردّي .. عليـــه .. و لا تقوليله شيء



ألقت بهاتفها أمامها وهي تهّز رأسها بخوف وإعتراض

../ لا موب راده لين يرجع براءة .. موب رادة ..



أخذت الأم هاتفها وهي تجيب عليه بحزم

../ وعلـــيكم السلام .. الله يعافيــك .. إيـــه موجودة ..



ناولتها الهاتف و ملامحها تحمل جموداً كبيراً

../ خذي يبي يكّلمك



همست الأخرى من بين ضروسها وشهقاتها تتوالي

../ قلت لك ما با أكلــــــمه ..



ألصَقت الهاتف في إذنها ونطَقت بصوت متحشرج

وقلبها يخفق بقّوة كبيرة

../ نـعــم ..







../ ويـــنه ؟





أستغفر الله العظيم



*





مُحرج للغايَـــة ..

ليس بالنسبَة لها .. لكَنها لم تتوقعّ أن تُفضَح بتلك الطريقَة

إحمرار عجيب طال وجنتيها .. و

عيناها اللتين إنكسرتا نحو الأرض الطينيّة ..

هيئتها و وقوفها بالقُرب منه ..

و عيناه مُتسمرتين على ملامحها ..



صوت الأخر عاد للكلام مُجدداً .. بصوت جليدي قاسي

../ تعالي .. يا صبا



إلتفتت نحوه .. و حرجها في تزايد ..

رغبه عارمة في البكاء .. لكّنها لن تفعل

تمنّت أن تكون مختلفَة حتى حينما ظلموها

لن تكُمل السيناريو بدموعها .. أبداً



تحركَت من أمامه و هي بالكاد تتجاوزه مُبتعَدة

بحرج بالغ .. لكَن قبضَته التي أحاطَت ذراعها

أوقفتها .. لم تلتفت نحوه



بل ركّزت على وجه عمّها حيث وقف

إسترخاء هُناك على بٌعد خطوات منهما



وصلها صوته يقول بضَعف .. خاص لأٌذنها

../ ما خلّصت كلامي



زجّره الأخير وهو يتحّرك من مكانه نحوهما

../ مهوب مطّلوب منّك .. تقول شيء .. فكّها



أمسك بها من الناحيّة الأخرى إجتذبها نحوه

لكَن " صقر " كان مُصراً على التبرير

هتف له بغضَب مُتفاقم

../ بــندر .. لو سمحت .. لا تدّخل نفســك بين رجّال وحرمته .. أنقلع من قدّامي .. أبي أتكّلم معها كلام خااااص



ألمتها قبضَته .. لكَن أنفاسهم الغاضَبه فوق رأسها أخرستها

وصوت الأخر يصُرخ في وجهه

../ أقووول لك فكّها الحيــن .. ترا ذي إلي أبلّشتك فيها بطّلقها تفــههههم .. ف من الحين أعتبر نفسكّ مطلقها وخالص



إجتذبها الأخر بقوّة و ابتعد بها خطوات إلى الأمام

../ من ويــن طلعت لنا إنت .. حتى البنت ما تبي تكّلمك



صّر على أسنانه بشّدة يهمس لـصبا بغضَب

و ملامحه في اسوداد

../ اسمع خليها هنا بكّلمها في موضوع .. جدّي ف لو سمحت أتركها وفارق



بسُخريّة رغُم كُل الصرامة في صوته و خلَجاته

../ لاآآ .. و الله و ركبت على ظهورنا كُلنا يا حق**



إستجمعت شجاعتها فقد حانت النهاية

../ أنا ما أبا أناقشك في شيء .. و أنتهينا



تحّركت سريعاً ..

لم تنتظَر عمّها الأخر لم تكُن تود أن تتعرض للمزيد من الألم



يكفيها كُل شيء حتّى النهاية ... ودّت لو أن تكون



أقل ألماً من كُل الحكاية .. لكَنها أبت إلا وأن تُعلّق

في عقلها الكبير .. لوحة مٌشينة لفكرة .. ستعود

لتتشفّى في عقولهم ..

شفقة كتلك .. أو ربما أقوى ..



هل هذا ما كانت تٌريد ..؟ .. نعَم رٌبما

لكَنها حمقاء في نظَر الجميع

حتى هروبها نحو " سجنها " لم يجعلها تتردد ولا خطوة

واحدة عمّا هي مٌقدمة عليه

سينتهى كٌل شيء بواقعيّة .. و عقلانيّة

مؤلمة لها حقاً .. لكّنها تتمناها

سيارة كبيرة توسّطت المكان .. و باب الفلّة

مفتوح على مصراعيّه



لم يُغيّر هذا من الحقيقة شيء

أتى الجميع ليُشرف على رحيلها ..

أتّو لتشيّعها أعيُنهم و تضُمها قلوبهم

فأمثالها .. " أموات " لا يحق

لهُم سّوى التّرحم عليهم







لسوء حظها .. !

أنها تبتلع غصّتها دوماً

وتشرق بها ......

ثُم تبكي..






مساء الخير





الآن أقدر أقولكم ترقبّوا النهاية قريباً جداً جداً جداً ...

وهذه الأجزاء هي الأقرب لـ قلبي مو لأني تعب فيها وبس .. بل لأنها النهايـــة و حاجات ثانية

بأنزل الأجزاء على مهل ..

لذا أمهلوني بعض من وقتكُم : )

كونو بخير

..
..
..

 
 

 

عرض البوم صور بياض الصبح   رد مع اقتباس
قديم 02-11-11, 03:10 AM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة جمال ليلاس وملكة سحر الخواطر



البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 183892
المشاركات: 11,111
الجنس أنثى
معدل التقييم: بياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالق
نقاط التقييم: 2930

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بياض الصبح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بياض الصبح المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 




اللذة الواحدة والثلاثين





يغرس بقّوة يديه في شعره .. و ظُلمة من حوله تتلاشي بنور الفجَر .. صوت العصافير صاخب

كضجيج الندم في روحه

لوثتها يداه .. و زجّها في السجن بمفردها

بلا ذنب ولا رحمة

هو من أثبت إدانتها .. وبيده أزال الأدلة عنه

هو الذي رشا أعيُنهم لكّي تنطق بالظُلم

في حقّها

و أخيراً .. يود من عينيها أن تنظُر له

يُريد من قلبها .. أن يحتضَن قلبه

فالأخير مُنهك لأقصَى حد

و رغم كُل شيء

فقد أتى العم ليكَشف المستور .. و لتنجَلي الفضَيحة أمام العلن

لتبدو أكثر بريقاً .. مما أرآد

كبرياءه يمنعه من اللحاق بهما

فهذا يكفي .. لن يهُرب كالنعامة من هذا المأزق

لكَنه سيبقى ..

ليس لكّي يُبرر لخالته أو أيهّم .. بل لكّي يرضَى

قلبها عنه

فهو زوجها .. و قسراً سترضَى ..

وبظاهر يده مسح على شفتيه بقهر

وهو يكاد يُقسم أنه لن يدعها

تذهب بعيداً

عنه





أستغفر الله العظيم


*





وقفت تتأمل الحقيبة الصغير بصَمت لدقائق فقط

و صوته النادم يُردد بجوارها

../ صبـآ أرجوووك .. خلّي إلي تسّوينه هذا .. وأسمعيني .. و خلينا نحّل المشكلة ولا تزيدين النار حطب

هادئة أكثر مما يجَب ..

و الأول يزيد هدوئها بكلماته التائها تسمع الكثير

لكنها لا تفهم الأغلب

تضَع أمام عيناها هدف واحد الآن ستنتهي

ترتيب الحقيبة وسترحل من هُنا

أغلقتها بعد أن وضَعت كُتيّباتها الصغيرة

و نهضَت تبحث عن عباءتها

../ أمّي ما تدري عن شيء ... لا.. إلا كُلنا ما ما توقّعني إن ممكن يكون هالكلام صح .. عمانا الغضب و القهر وقتها .. و ما فكّرنا نسمعك .. و أكيد أي أحد في مكانا بيّسوي نفس إلي سويناه .. قصدي قدّري موقفنا

لم تهتم أبداً فهي تعَلم أن عمها أحمق حتى في إزالة الأخطاء عنه ..

توقفت خطواتها أمام المرآة حيث

ذلك الصندوق الخشبي الفخم ..

ابتسامة صغيرة جداً لا تكاد تُرى لاحت على زاوية شفتيها

وسخرية مريرة .. تُقهقهت في أرجاء قلبها الضعيف

عبث بالمكان لُيخرج هدّيته

فيستنطق مشاعرها

لكّنه زادها حُرقَة .. و زيدَت ألماً

../ عمّي ..

صمت الأخر و أقترب منها بأمل

ليتُتابع هي بذات النبرة

../ لا تتعب نفسك وتتكلّم كثير .. أنا محكوم عليّ بالموت من كُنت بالسجن .. وش قلتوا للناس إلي أستفسروا عن غيابي .. ماتت . .هذا أفضَل خيار .. ولا قلتوا مريضة و أنشّلت .. خلاآص حتى معرفتكم للحقيقة ما بتغير من إلي صار شيء .. و إنتم ما صرتوا أهلي .. شكراً لأنكُم أستضفتوني لأيام .. ثقلت عليكُم .. و اللحين

إذا تقدّر وصّلني

كانت تعابير الذهول على ملامحه تزداد .. لكَن تلعثم لسانه في قوله

../ أوصلك ويـن .. وش ذي إلي ما عدنا أهلك .. إلا حنا أهلك و غصب عنّا .. و الذنب إلي شلتيه مهوب ذنبك

و الكُل لازم يعرف الحقيقة

لا تٌريد هي أن تُستنزف أكثر من ذلك

فعقلها و قلبها لا يقدران على المزيد

../ لا .. مو لازم .. مو لازم يعشون عُقدة الندم على الفاضي .. لأنهم حتى لو عرفوا مستحيل يفتحوا قلوبهم

لي .. ويرحبوا بعودتي .. بظّل وحدة ميّتة .. و عار عليكُم .. صدّقني مكاني مو هنا

هاتفه بدأ بالرنين و يده ارتفعت لجيب ثوبه

فتحه وهو يحاول أن يُزيح ذلك الكم الهائم من الاختناق

الذي جثم على صدره

حّرك رأسه بإصرار متخافت

../ بــــس

رفعت يده أمام وجهه وهي تشير بالإكتفاء

وعيناها تلتمعان أخيراً

../ جدّتي مريضَة بالضغط .. يكّفي إلي صار لها من البداية لا تزيدها

خلّيهم كذا .. أريح لي و لهم

أراد أن يبكي كطفل صغير أن ينهار و قبض الأرض من تحت كفّه بقّوة يحطم ملامحها

فقد حمل ذنبها هو .. شارك بظُلمها ..

عيناه تراقبها وهي ترتدي عباءتها و تعطيه جانب من وجهها

طُهر و نورانيّة تعتنقان ملامحها .. لم يرهمّا إلا الآن

لو تأملها من قبل و لو قليلاً .. لأدرك الحقيقة

لكّن كُل شيء كان في ضلال

وصلت إليه و هي تقول بهمس خافت

../ مشّينا ..

تحّركت أمامه و تبعها بصَمت كالآلة المُسيّرة

عقله توقف عن التفكير سوى أنه سيتبعها

و سيضَعها حيث تُريد .. كالسحر تماماً

خرجت من المنزل الضيق

لتهجم عليها ذات الرائحة العُشبيّة

السماء زرقاااء بصفاء .. و الأرض أمامها تتألق خُضرةً و نقاءاً ..

التقطت نفس عميق .. بارد على قلبها

أزال شربكات الألم داخل كيانها

و ابتسامة حقيقة طالت شفتيها

وهي تراقب ذالك الجسد الذي أقترب منها بُسرعة

../ ياااااهلاآآ و الله بصبّـــــــوي

إحتضَنتها بإحدى ذراعيها وهي بالأخرى تحمل صغيرتها

و صبا تُجيب بذات السعادة

../ هلاآبك زوود .. شلوونك ؟

../بخييير يا جعل لك الخير .. شـــوفــي صبــآ الصغيرة صاحيّة عشان تشوفك

أنخفض بصرها وهي تتأمل ذلك الوجه الصغير الغائص

في بياض اللفافة

أرتعد قلبها لمرأى هذا النقاء .. و الطُهر

أخفضَت رأسها و قبلّت ما بين عينيها

../ الله يحفظــــهااا .. ماشاء الله تبارك الله

مدّتها لها وهي تهتف لها

../ شيليها .. اليوم خذيها هدّيــه

ازدردت ريقها بخوف وهي تبتعد

../ لاآآ لاآآ .. ويـن أشيلها بعد .. مقدَر

../ هههههههههه .. يالخوافة أثاريك مثل عمّك خوافيـن .. صح ولا لا يا بندر ؟

رفعت نظرها أخيراً لجسده هو الواقف على بُعد خطوات منهم فقط

قطّبت ما بين حاجبيها وهي تقول بقلق

../ بندر وش فيـــك ؟

التفتت نحوه صبا فوراً .. لتجده يزفر مُبتعداً عن المكان للخارج

ثم انحنت هي بدورها لتُقبّل صبا الصغيرة مُجدداً

وهي قبل أن تبتعد قالت لميسون بهمس

../ حطيها بعيونك ..

لتتبعها الأخرى لخطوات فقط

../ هاا.. وش وش فيكُــم ؟

سارت مُبتعَدة عن المكان بخطوات واهنة مقتولة

ستقتل تلك الحُرية الزائفة التي تمنّتها طويلاً

و تعود للحَبس حيث حُريتها الحقيقة

بقّي " صقر " عقبة وحيدة في طريقها يجب أن تختفي

و بعدها ستُحرر من كُل القيود

و ستدفن بعيداً و بصمت تام

لدى الباب الصغير المُفضي لبقية المزرعة

و قبل أن يُحجب عنها ما خلفها توقفت

تُريد أن تلتقط صورة أخيرة للمكان في مخيلتها

ميسون و صبا الصغيرة يُجملونها

إلتفتت إلتفاته جانبية

لترتطم عيناها ب

جدّتها تقف مٌتكأه على عصاها .. و بجوارها

وعد لدى باب الفيلا

لم تستطيع قراءة ملامحها من شدة سعادتها

إلتفتت بكامل جسدها ليتضَح لها الجُزء الأخر من الصورة حيث وقف صقر بجوار الفيلا في ذات المكان

يتأملها هو أيضاً من خلف الجميع

أصبحت الصورة مُزدحمة أكثر مما يجب

إكتفت بإبتسامة صادقة ودموعها تجتمع أمام عينيها

ستنسى الجميع

و سترحل من هُنا ..



أستغفر الله العظيم



*





توقفت السيارة أمام المبنى الكبيرالمسّور بأسوار عاليّة

و محاط بحراسَة مُشددة

التفتت نحوه وهي تشعر بالامتنان العميق

استجمعت شجاعتها وهي تحُرك كفّها وتمسك بذراعه

الراقدة على المقود

../ شكُراً لك يا عمّي .. لولا الله ثم انتم كان نمت الأيام إلي فاتت بالشارع .. و شكراً على هالخدمة .. إلي مانيب ناسيتها أبد .. صدقني أنا هنا بكون مرتاحة أكثر

أبعدت كفّها .. بينما راحت الأخرى تفتح

مقبض الباب

أنزلت إحدى قدميها و الأخرى تقف على الحافة

و من وضعها ذلك قالت وهي تغالب دموعها

../ و أبيك تقول لجدّتي و لوعد .. إنّي لسه أحبــهم

و أبتعدت قدماها حتى ذلك الباب الكبير

و عيناها تلتهم من بين دموعها

حروف اللوحة التي كُتب عليها

" دار الرعاية الاجتماعية"


>



< أستغفر الله من كُل ذنب عظيم




*

ألم قوي ينخر في يدها اليمنى و ضعف كامل

يجثم على مفاصلها

تستعيد وعيها ببطء شديد .. أو ربما تستفيق من خدر

شّل أطرافها

أنفاس لشخص تتحّرك بالقٌرب منها

بينما ظّلت هي مُغلقة عينيها بذات الهدوء

أما هو فراح عقُله يستعيد ذكرى تلك المحادثة

بينه وبين الطبيب عندما سأله بعصبيّة

../ ممكن تقّولي مين إلي بيعذّبها بالضرب ؟ و أنا كلّمت الشرطة و تراهم بالطريق أتمنى إنكم تكونوا مستعدين

صوت والده يخترق الصورة الرمادية

../ أعوذ بالله منها فضَحتنا يوم خلتنا و باقي تفضَحنا للحين

عيناه غائمتان و ملامح يلويها الجمود

../ أقول .. ردّهَم.. هي توها خرجت من السجن .. وإذا تبينا نجيب لك الورقة ب نجيبها

بذات الإشمئزاز أجابه

../ لاآ .. وريها لهُم

و الآن وهو يجلس أمامها يراقب قدميها و جزء من ساقها المكشوف ..

أثار الضَرب واضَحة بجلاء .. بالسوط أو بالخيزران

لا فرق .. المهم أنا تبدو غائرة على نحو عجيب

منظرها مؤلم لأقصَى درجة

لم يتأمل قديمها قط .. لأنه أدرك حقيقة إخفائها لها بإستمرار

مدّ يده و لمسها .. بنعومَـة أوصلها لباطِن

قدمها

أوشكَت على الصراخ .. و دفعها بعيداً

لكّنها تماسكت بقوة حين شعرت بكفّه تبتعد عنها

لا تٌريد أن ترى ملامحه الأن

تكفيها زفراته المُسموعة .. وسمومها تصَل إلى أنفاسها

شعرت به يقترب أكثر

و من ثم راحت حرارة أنفاسه ترتطم بجبينها

و أرقد عليه قُبلة ..

تمالكت نفسها لكي تبكي فأي شفقة تلك التي

أوصلته إلى هنا

أي شفقة تلك التي أزالت اشمئزازه منها

بُرهة من الزمَن مّر .. تخاله دهراً

بعدها رحَل

فتحت عينيها ببطء و نظرها يجول فيما حولها

يدها الثقيلة الراقدة بجوارها .. ملفوفة بشاش أبيض

و أشكال متعددة من اللصق الطبي مُنتشرة في أجزاء جسدها

تذكَرت ما حدث بهدوء شديد .. تذكّرت إعتذارها

و الزجاج الكسور .. تذكرت الجروح التي صنعتها بلا وعي في جسدها .. و آخرها كان أكثرها دماً

كانت تنوي أن تنتحر .. لكَنّها كانت مؤمنة أكثر من أن تفعل ذلك .. تعلم أين تضَع الزجاج لكّي لا تصنع لنفسها

هلاكاً

تقّوست شفتيها وعيناها ترتطم بالسقف

وتعيد المشهد في عقلها مراراً

تتماسك لكي لا تستمطر عيناها

و هي تهمس بتعب و وهن شديدين

../ يـــآرب .. سامحني .. و تكون اسيل سامحتني



أستغفر الله العظيم

*



>سبحان الله وبحمده سبحان العظيم



*

../ وينه ؟

صوته كان قاسياً فظاً و صارماً بما يكفي لدّك حصونها

الواهنة

منذ البداية تشعر أن ذنب ما يُلاحقها .. ظّنته لوهلة ضعفها و سلبيتها ..

لكَن كُل الأمور كانت تُثبت لها العكس .. ظُلمَت منه

ذلّها كثيراً .. لكَنها حمقاء لا تستطيع أن تُردها بالشكَل الصحيح

كًل ما يحدث بينها هي وهو يجب أن لا يتعدّى ليصل

لأي أحد خاصة .. فلذات أكبادها

صغارُها و من هُم قطٌع منها لذا و منذ البداية عزمت أمرها

في ثانية واحدة مّر كُل ما سبق على عقلها لتجيبه

بذات الصوت الحزيـن

../ مدري .. تكفى تكفى يا وافي .. تعال شوفه ولدي وينه ؟

زفر بقّوة زفرة طالتها زادت إصرارها على أمرها

لتسمعه بعدها يقول

../ خلّي أحد يفتح الباب .. الحارس بيقربه لعندكُم

بقيّت مُسمّرة على حركتها لثانية أو يزيد

بعدها إستدارت بسرعة وهي تقول

../ بنزل أنا أشووووفه

أغلقت الخط قبل أن تسمع الإجابة فالمهم

عندها في هذه اللحظة سلامة إبنها

وصَلت للباب الخشبي لمدخل الفيلا

فتحته ليدُلف براءة وهو يبكي و يقول بعصبية

../ ماما .. بابا ....

و من بين نشيجّه تابع

../ قال لا ما أروح البقاااااااااااااااااااااااااااااااااااالة

احتضنته بين يديها بقّوة وهي تبكي بصمت معه

../ ليييش رحت يا ماما .. .ميـــــن أخذك هاااا قولي مع مين رحت هاااا يا ماما ؟

و صلها صوت سميّة المتفاجئ يقول

.../ راح مع أبـــوه مـا سمعتيه من البدايـة يقول بابا .. يعني هّوا إلي ما خذه و يفجعنا ..

توقف الهواء عن الحركة حولها ..

" وصَلت رسالتك ... "

هذا ما تّوسط عقلها فقط

فأحكَمت قبضَتها بقّوة على الهاتف

وهي ترفعه نحو إذنها بتلقائية عجيبة

و لتقول بعدها بصوت مُختلف جداً

../ أسمع .. تعالي خذني أنا و عيالي من هنا



*


< أستغفر الله العظيم



< أستغفر الله العظيم



*

../ يقولون .. إنه ما عاد يبيها ..

../ لا أنا إلي فهمته إنها هي إلي ما تبيـه

صوت مميز آخر يخترق الحديث ويقول بعنجهَية

../ ما فرق مين إلي ما يبي الثاني .. أصلاً من البداية و أنا حاسة إن السالفة لعب بزران

الصوت الأول يقٌول

../ و إنتي الصادقَـة .. بس كاسرة خاطري البنيّة ..

هُنا شدّت من قبضَتها الملفوفة على الفراش الذي ترقُد عليه

فأنتشر ألم مُستطير كشيء ما يتفتّق في يدها

عضَّت شفتيها وهي تُزيح ألم روحها أولاً

قبل أن تطُلق آه قصيرة

تحلّق على إثرها الجميع حولها

أما أكثرهُم قُرباً فقد كانت قريبة منها منذ البادية

صامتة تتأملها من اللحظَة الأولى

هذا ما كانت تفعله كُل الأيام الماضيّة

فتحت عينيها مُجدداً .. لترتطم بوجه مُحبب

لا يُشبه إلا وجهها

ابتسمت بتعب لتبادلها ذات الابتسامة لكَنّها مليئَة بالدموع

تناست ما سمعته قبلاً .. لتنشّغل

بالأخرى التي وضَعت رأسها على بطَن توأمها الراقدة

أمامها وهي تهمس بصوت لها فقط

../ الحمــد لله على سلامـــتك ..

ربتت على ظهرها بيدها السليمة وهي تجيبها بنفس النبرة

../ الله يسلمك .. و خري راسك عنّي تراني لسه تعبانه

أبعدت راسها عنها وهي تبتسم لها من بين دموعها

عندما شعرت بيد أخرى تربّت عليها وتقول بود مصطنع

../ الحمدلله على السلامة يا بنت عمي

../ إيه .. الحمد لله على سلامتك .. ما تشوفين شر

ذات الصوت الرزين يقول ببرود :

../ الحمد لله سلامتك .. جعله في عدوينك .. يالله أنا أترخّص .. قومن معي يا بنات

خرجن بُسرعة .. فزفرت بإرتياح و حديثهم الهامس

قد وصلها كاملاً ..

نظَرت لأختها التي راحت تتأملها بصَمت

ثم قالت بصوت خافت ضعيف

../ سامحتيني ..

../ خلاآآآآآآآآآآص و الله قلت لك إني سامحتك .. لا عاد تذكريني بإلي صار .. إنسّي بنخرج .. وبنعيش زي زمان

أنا وإنتي .. طيّب ..

إبتسمت هديل لها بوهن .. فبأدلتها الأخرى بالمثَل

ثم نهضَت وهي تقول

../ يالله أنا لازم أروح .. عندي موعد .. أشوفك على خير

سلّمت على جبينها وهي تجيب بصوت حنون

../ يالله .. شوي بعد و بيّرخصونك من هنا .. شُدِّي حيلك

تحّركت نحو الخارج مُبتعدة عنها

و بعيت عيناها تتبعها حتى توارات خلف الباب

زفرت بتعب و هي ترا المُمرضَة تدخل و تبتسم لها

تضَع مزيداً من الأدوية داخل جسمها و تذهب

هل قليلاً من الزجاج سبب كُل هذا الألم

لما لم تمرض بشّدة داخل السجن .؟

هل لأنها أستسملت لعقابها أم لأنها لم تتألم

أصلاً

أغمضَت عينيها وذهنها يستعيد ذلك الحوار القصير

الذي ذكُراً آنفاً

لم تتوقع أن تكون نهايتها معه سريعة إلى هذا الحد

لكّنها لن تحزن .. أبداً رٌبما هي أرادت أن تتأقلم في حياتها

مع أحدهم .. شخص مجبور على تحمّلها .. لكّنها قالت

منذ البادية أنها لن تحرمه حقه في غيرها

و يبدو أن آمالها المعقودة بيأس ستنحّل

و ستعود لتلك الحجرة من جديد



أستغفر الله العظيم
*

.../ وحشــــتيني !؟

بقيت متسمّرة في ذلك .... قليلاً

بعدها التفتت وهي تقول بإعياء شديد

../ نشــــوى .. حسام و و فيصل جوا هنا

نظَرت الأخرى لملامحها الذابلة بقلق وهي تقول بخوف متفاقم

../ لاءّ ما شفتهمش .. لييه .. فيه إيـــه ؟

أرخت أهدابها المُبتلّة وهي تُزيح حجابها عن شعرها داخل الغُرفة و تقول بصوت متذبذب

../ ما فيه شيء .. بس أنا راجعَـــة ..

اقتربت منها الأخرى بقلق وهي تقول

../ كُلنّا راجعيــن للمقر الرئيســـي ..

حّركت رأسها بيأس و هي تقترب من حقيبتها

../ لاآ .. أنا راجعة للسعوديـــــــة


*


< سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم


*

وجهها مُحتقن تماماً .. تجمع تبعثُرها الحاصَل بالضغط على شفتيها

استدارت لها وهي ترفع ملّف قضيتها في وجهها :

../ نور العيـن منصور الـ **** .. بعد يومين تكلمين الست شهور إلي هي مُدة حكمك .. سبب دخولك للسجن .." خلوة محرمة مع سبق إصرار و ترصّد " صح هالكلام ؟

../ إيه ..

../ ودكّ تقولين شيء ؟

../ إيه ..

../ تفضَلي

تركت ميسون الملف و أسندت ظهرها برفق على الكُرسي الجلدي .. و تركت عينياها تجول

في ملامح " نور " التي قالت بخجل قليل

../ أنا .. أقصد إن إلي صار لي بالظبط هو إنّي .. فيه واحد كان ساكن بحارتنا .. كان دايم يلاحقني و و كذا .. و دايم يتريق هو أصدقاه عليّنا وعلى شغلتنا ... حنّا كُنّا نبيع عند الحرم ملابس و من هالأشياء



إلتقطت نفس عميق وهي تحاول أن تُرتب أفكارها فيما تقول

../ بــس .. كُل شيء كان يسويه يضايقني بقّوة .. ولأني كُنت وحدة ما أحب أسكت على المذلة كُنت أرد عليهم بالكلام ..



ملامحها تدّل على أنها فتاة مُشاكســة ..

أكمام يدها المرفوعة دائماً .. ومشيتها

أيضاً

هذا ما دار في عقل ميسون التي همست ب

../ إيـــه و بعديــن ؟



ازدردت الأخرى ريقها بقوة وهي تتابع

../ بــس و سمعتهم قالوا كم كلمة أزعجتني فهددتهم

كانوا 3 ..



قاطعتها

../ واحد منهم إلي كان يتابعك دايماً ..



أومأت بالإيجاب وهي تتابع

../ رعــد .. إيه .. رديت على كلامهم بالمثَل .. واحد فيهم من أصاحبه راددّني .. ورديـت عليه و جيت أطلع ما حسيت برجلي يوم زلقت عن الدرج

و طحت لأسفل



قاطعتها بإستغراب

../ درج ؟



../ إيه حنّا بيوتنا على الجبل و إلي طلّعنا لها درج



.. /يعني المكان ما فيه سيارات .. محد كان هناك وسمعكم



أرخت رأسها وهي تجيب بحُزن

../ لا للأسف ..



../ وبعدها ..



../ من يد ليد ما حسيت بنفسي إلا وأنا هنا ..



عقدت ميسون حاجبيها بشّدة

../ طيب وين الخلوة في الموضوع ؟



رفعت الأخرى ناظريها إليها و هي تقول بصعوبة شديدة

../ مو .. لـ لأني صحيت و أنا ف شقّة .. وبعدها ...........



أومأت لها ميسون بتفهّم وهي تقول

../ أممممم ... المهم الحمدلله إنه ما صار عليك شيء ولحقوك ... طّيب انتهينا من هالموضوع .. بعد ما دخَلت هنا .. كلمتِ أحد من أهلك ؟



../ إيــه كلمت أبوي .. أو ما كلمته .. آآآآآ .. بس كان ساكت وكنت أنا إلي أتكلم بالأخير صك الخط بوجهي و ما عاد رد مرة ثانية



حاولت ميسون جاهدة أن تبتسم في وجهها

رغُم كُل الشتات المتراكم داخلها

فقالت وهي تضغط على عينيها بإصبعيها :

../ أحمدي الله إن قضيّتك جات على كذا .. لكَن لازم تنتبهي على نفسك وحركات مجاراة الرجال خطيرة لأنك مو قدّهم أبد .. غير كذا أنتبهي من رعد هذا لأن إلي يبغاك .. يجيك من باب بيتك مهوب من الشباك .. فاهمتني ؟

حّركت رأسها بخجل لتتابع الأخرى على مضض من التعب الذي يحيط بها

وبنبرة مٌترقبّ سألتها :

../ إذا خرجتي تتوقعي تصير لك مشاكل مع أهلك ..؟ مثل إنهم ما يستقبلونك ..

أنفرجت ملامحها و إبتسامة تتوسط وجهها

../ لا .. أنا واثقة إن أمي وأخواتي .. عارفيــن إني موب من هالنوع من البنات .. بس يمكن أبوي شوي ..



كتبت ميسون ما قلت نور ثم نهضَت وصافحتها بهدوء

../ الله يحفظك .. أتمنى ما نشوفك هنا مرة ثانيـة

ابتسمت نور العين ابتسامة حزينة وهي تقول بقلق بسيط

../ إن شاء الله .. بس أبي منك شيء إذا ما عليك أمر ؟

../ تفضلي ..؟

../ عندك رقم صبا .. قصدي يعني أنا قلت أخذه من الإدارة عشان ودّي لا خرجت أشوفها ..

هوت على كُرسي الوثير خلفا وغاص جسدها فيه

وهي تقول بحزن شفاف

../ و الله لو أعرفه أنا كان جبته لك ..

بأسف سألت :

../ يعني ما تعرفيــه .. ، ولا رقم أحد من أهلها ..

حّركت رأسها بتفكير وهي تُسند رأسها على يديها

../ مدري .. يمكن هي اللحيـن مرتاحة أكثر من قبَل .. خذي رقمي أنا بصفتي أحد من أهلها ..



عقدُت الأخرى حاجبيها و علامة تعجّب كبيرة تُرسم فوق رأسها

أرادت أن الأولى أن تطمئنها

لكّنها أشعلت القلق في داخلها على صديقتها



هكذا هي مساراتُهم .. كعجلات مُتفاقمة السُرعة

تدور بهم في كٌل الإتجاهات

لكَن إذ ما حافظَنا على ثباتنا

سنبقى حيثُما نُريد







"مَنْ بعثرَ ملامحي


دموعًا


على رصيف؟


مَنْ مِنَّا


خذلَ الآخر؟"

..
..
..


 
 

 

عرض البوم صور بياض الصبح   رد مع اقتباس
قديم 02-11-11, 03:14 AM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة جمال ليلاس وملكة سحر الخواطر



البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 183892
المشاركات: 11,111
الجنس أنثى
معدل التقييم: بياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالق
نقاط التقييم: 2930

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بياض الصبح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بياض الصبح المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 



اللذة الثانية و الثلاثيـــن




مّر على كُل ما فات يوميـن فقط

كانت فاصَلة في حياة أحدهم .. رحلت بعيداً عن السجَن

تحمل في روحها مُتضادين هُما سعادة وحزن

حُزن لأنها فارقت " نويّر " دون أن تودعها .. أبعدوها عنها في سجن إنفرادي .. بسبب كثرة انهياراتها

فلم تستطيع عند الرحيل أن تودعها أو حتى تراها

و سعادة تبعث في نفسها الإنتشاء أمام القادم الذي خططت له طويلاً داخل القضبان

عيناها تلتهم كُل التفاصيل خارج النافذة

التي بدأت تضيق شيئاً فشيئاً .. كدليل بإقترابها من منزلها

وقفت على عتبات الجبل و بدأت في صعوده على مهل

حتّى وصَلت إلى باب صغير ..

نقرته بطرقات متتالية .. مميزة تخّصها هي فقط

و قلبها يخفق بحنين متعاظم لكُل ما حولها

بالداخل .. أرتفع صوت نورة التي زفرت بيأس من

أخواتها المتحلقات حول التلفاز وهي تقول

.../ وحدة تفتح البااااااااااب ..

حّركت البتول يدها بلا مُبالة وهي تقول

../ أبوي هذا .. شكله نسي إن معاه مفتاح ..

عادت الطرقات للأرتفاع .. من جديد ولكَن هذه المرة

ارهفوا أسماعهم... تلك النغمة المميزة

شخصَت أبصارهم نحـو الباب

و زهرة تهمس بإرتياب

../ مهوب وقت رجعت أبــوي .. وهاذي الدقّــة آآآآآآآآآآ

وصَلت نورة بخطواتها المتسارعة وفتحته

حينما فوجأت بذلم الجسد الذي أحتضَنها بقّوة كبيرة

جعلتها تشهق وهي تصرخ بشّدة

../ نـــــــــــــــــووور

الأخوة أعظم رابطَة .. لأنه مهما كان الطرف الأخر مقصَراً

فسيجد الطرف الأول له العُذر لكّي يحبه باستمرار





أستغفر الله العظيم

*

جو رطب جداً .. و عند ساعات الفجر الأولى

أصابع تُعقد و تُحَل .. ثم ينقر " الدركسون " بإصابعه

توتر شديد .. يرتسم على ملامحه وعينه تعود لتنظر نحو ذلك الباب الكبير .. زفر بقوة حينما شاهد

طيفها الواهن الذي خرج من الباب نحو سيارته

التي تقف وحدها هناك

جلست بجواره وهي تشّد عباءتها على رأسها وتنطق بتوتر شديد

../ خيــــــــر .. حنّا ما قلنااااااااا إناااا خلصنااا من هالسالفة .. أرمي عليّ يميييين الطلاق وأعتقني ياخي

قالتها وهي تنظَر في الناحيّة الأخرى .. بتعب

../ قووووووووووولها وفكّني

لكن صدمتها كانت قّويـة حينما شعرت بالسيارة

تتحّرك بسرعة من أمام البوابـة و تتخذ طريقها من الشارع

الفرعي للشارع الرئيسي .. خارت قواها و ألقت برأسها على المقعد خلفها

و شفتيها تنفرجان ببطء

../ ويـــن موديـــني ؟

توقعت أن

لا يجيبها وفعلاً أنسَلت يده للعُلبة السجائر و أستّل واحدة منها .. دسّها بين شفتيه

مُطفئة .. هكذا .. يعَلم يقيناً انه لو أشعلها

سيضايقها .. روحه تبتسم لذاتها .. فقد

أصبح يُحبها بلا شك ..حتّى أبعد نفسه عما يُحب

من اجل قلبها

صوتها المُحبط يمّزقه .. و كلاماتها الفائتة تصيبه

في مقتَله .. لكّن في شرع العُشاق

أمّا السعادة أو الموت ..

و هو سيقف بينهما بعد دقائق .. نطَق بنبرة جامدة

لكّنها مُرهفة في قلبه يُصبّرها

../ أبي أوريـــك هالشيء .. و بعدها سّوي إلي يريحك

زفرت زفرة مٌلتهبة جداً أحرقت جانبه تماماً

لينطَق صوت من جديد

../ هاااذي أمــآنــة أبوووووكِ ولزوووم أوريك

إياها .. وبعدها لو تبيني أرجعك برجعّك

لم تنظَر لعينيه لتدرك حقيقة أنه صادق .. بل

صوته التي أصبحت تتقن معرفة تفاصيله

مستسلمة منذ البداية .. فلم يعد لديها شيء تُخبأه عنه ..

تماماً ك أرجوحة قالتها سوزان

أعرفُ الألمَ

وأعلمُ

أنَّني في أملي تماديت.

أخذَني الهوى

أبعدَ من خطوتي رُبَّما.

أجلسُ الآنَ على حافَّةٍ

كأرجوحةٍ أدلِّي ساقيَّ

أغمضُ

ولا ألوِّحُ لأحد.

الهاويةُ ورائي،

وليسَ الغناءُ طريقاً

لأتوقَّفَ

أغمضَت عينيها وهي و قلبها يراقب تعّرجات الطريق

لاحت فلول نور من بعيـد يقف شامخاَ في منطَقة حولها جبال مُتعددة الإرتفعات الخضار ينشر مساحاته هُنا وهناك .. و قُطعان من الأنعام

بيئّة قرويّة منازل من طابق واحد تقتحم سيارة " صقر "

الجمس اللؤلؤيّ المكان ..

و اقتحم قلبها هي رعشَة قّويـة فطرية

لمرأى ما حولها رعشَة ذكرى قديمَة أو مشاهد رماديّة مُفككة .. رعشَة لا تعني سوى

أن رائحة إحتواء تبَع من هنا .. رائحة الأصل قّوية دائماً

شعر هو بذلك .. فأعين من بالخارج راحت تتأمل سيارته .. يعرفون من هو .. لكّنه كان يدخل إلى هنا دوماً على قدميه ..و يترك سيارته بعيداً

وقف أمام باب منزل مُعيّن احتوت شارع الرصيف كاملاً

خرج هو وبقيت تتأمل ما حولها بذهول وصمت مطبقين

وقف يطرق على الباب بهدوء .. دقيقة تتلوها أخرى

حتّى وصلهُما صوتها

../ يـــآآآآالله خيـــر من عند الباب ؟

أشار لها بيَده " أن اتبعيني "

أخرج من جيبه المُفتاح و دخَل .. تفاقم القلق في داخلها .. فهو يملك مفتاح منزل هذا الشخص

لمَا لم يفتح الباب منذ البداية إذاً ؟

قليل من التساؤلات كهذه دارت في عقلها

بعدها

سمعته يرفع صوته لـ أحدهم بالداخل

.../ الســلآم عليــكم يا أم محمد ..

../ وعليــكم السلام ورحمة الله وبركاته .. يالله إنك تحييه و تبقيه .. و ترزقه من حيث ما يعلم ولا يدري .. حيّاك الرحيم يمّه أقرب أقرب

../ قريـــب جعلني فدا راسك .. بس ترا جايب معي هدّيــة ...

وقفت بالقُرب منه على عتبة الباب الذي يقف هو في أوله .. يحجب بجسَده المكان ..

ويشكّل بهيبة كلامتـه حضور طاغي .. أصّم قلبَها

تعلّقت أسماعها بهذا الصوت الرخيم الذي أنبعث من زوايا الفناء يقول بحنان عظيم

../ الله يكثّر رزقك .. وخيرك إنت وهداياك معك

إلتفّ نحوها .. أزاح نقابها عن ملامحها

ليكَشف عن عينين تائهتين و شفتين مُنفرجتيـن

بإستفهام كبير ..

إرتفعت أنظارها نحو ذلك الجسـد

و قلبها يخفق بسُرعة جنونية ..

تشعر بشيء ما لا تفهمه .. تفاصيل هذه المرأة تحفظها عن ظهر قلب .. لكَنها تبدو واهنة أكثر مما يجب

قّربها منها بينما بقيّت الأخرى تتحسس حركاتهم

تنتظره يتابع ..

لكّنه هو أنشغل بتأمل ملامح صبا المذهولة

رفعت عيناها إليه كأنها تبحث عن تأكيـد لما توصَلت إليه

فأحتضَن كتفيها وهو يحّرك رأسه بإبتسامـة

لتنطِق بانبهار

../ أمـــــــي

اختلفت ملامح الأخرى .. و غامت عينيها المُطفأتيـن

وهي تقول بنبرة مُرتجّة

../ ميــن .. صقر يا بوي ميــن ؟

سمعتها جيداً .. لكّنها لن تصدق أبداً .. عاشت وحيدة

طويلاً .. حُرمت من أبنتها منذ أن كانت طفلة

لا تُمّني نفسها بأن تراها من جديد

الان تسمع صوت أخترق قلبها بقّوة شتت

فيها حواسها .. وتطلُب تأكيد

فما كان من الآخر .. إلا أن قّربها إليها

دفع صبا لتقف أمامها وهو يهمس للأخيرة

../ أمسكي يدّها .. أكـــدي لها

لكَنّها بقيت تلتهم تلك التفاصيل عن قُرب

أما الآخرى فقد شعرت بها .. و بأنفاسها

رفعت يدها تحسس ملامحها .. و شدّه أناملها

على شعرها بعد أن سقط الغطاء

نطقت بحُب فاق الحدود و امتلاء به الفضاء من حولهم

../ ص ص صـــبـــآ

نعَم ف للأبناء رائحَــة لا يعرفها سوى أمهاتهم

لهُم ملامح لا يدركها سواهم مُنجبوهم

اقتربت منها ببطء .. وقلبها يصَرخ بفرحه مُتناهية

عظَم المفاجأة أثقل عليها .. فأرهق التعبير

وضَعت رأسها على كتفيها .. و عينيها تُستمطر من

بحيّرة السعـــآدة .. وهي تقول

../ أ أم مــ ي

وقف هو بعيداً يتأمل المنظَر بفرح مهدود الزاويا في قلبه المُعتّل .. أرهقها كثيراً ..

و آن له أن يتأملها سعيدة .. رغُم أنها مازالت تبكي

أنسحب ببساطة .. و لم يَره أيٌ منهم

ف قد انشغلن بهمسات باكيّة لا يفهمها سواهم

و ترك السيارة أمام بابهم

وصعد هو إلى الجبل




< يتبع


في القادم ... قد يتأخر قليلاً




..
..
..

 
 

 

عرض البوم صور بياض الصبح   رد مع اقتباس
قديم 02-11-11, 03:21 AM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة جمال ليلاس وملكة سحر الخواطر



البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 183892
المشاركات: 11,111
الجنس أنثى
معدل التقييم: بياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالق
نقاط التقييم: 2930

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بياض الصبح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بياض الصبح المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 





الفصل الثاني من اللذة الثانية والثلاثين




في الشوارعِ التي تشبهُ الرغباتِ القديمة




بينَ البيوتِ والبناياتِ المائلة




حولَ سورِ الحديقةِ عبرَ الضباب




معَ ضوءِ المصابيح الأزرقْ




خطواتي خيطُ أسى




كأنَّما الأمطار تسيلُ بي حينَ أسيرُ




كأنَّها دَمْعُ حذائي.




ترجّلت من الطائرة .. و بيدها تمسح ملامحها الرطَبة


من تحت الغطاء تحجب عن الأنظار توهجّ الوجنتيـن


و بلل عينيها


تسحب خلفها حقيبة متوسطَة الحجم بكفهّا الحُرة .. و


تنفضَ عن عقلها كُل ذلك التشوش الذي لحق به


تُسرع الخطى وهي تصطدم بالمارة عن غير قصَد


فالمكان مُزدحم .. لاآآ


بل هي تترنح في مشيتها و بحاجة لفضاء فارغ


ترقد على وجهها فيه .. تنشج بصوت مرتفع


إلتقطت سيارة بيضاء بخط " أسود و أصفر " قصير و كلمة .. " أُجرة " إمتلئت في عينيها


ركبت دون أن تتحدث أو تفاوض .. فقد


قالت العنوان


وبعدها اتكأت وأسدلت جفنيها .. مُتجاهلة كُل تلك المخاطر .. يكفيها ما يحدث حتّى


لا حاجَة لكّي تثقل روحها بالمزيد


وصَلت بعد نصف ساعة لـ مُرادها


منزل واسع بحديقة متوسطَـة .. ممتلئة بالسيارات


التي ليست لأحد ..


ترجلت إلى البوابـة بعد أن ألقت بالمبلغ للأول .. بل ما يزيد ..


ثم دخلت للمنزل .. وجدته منيراً بارداً


تحتضَن زاياه كآبَـة تشابه أثاثه العتيق


المتراكم في كُل زاويـة


طرقت خطواتها على الأرض الرخاميّـة


وصولاً للسُلم ..


صوت انبعث من خلفها .. جعلها تستدير ببرود لا مثيل له قائل بفرح


../ ااااااااااالحمد لله على الســـــلامـة .. ما قلتي لي كان أرسلت لكم السوووواق


أحتضَنتها بشَدة ولم تبادلها أبداً


إرتابت الأخرى منها فأبعدتها عنها ..


../ وووووش فيييك مبوووزة كذاااا .. عسسسسى ما ششششر


الأصباغ التي احتوت وجهها المشدود .. عينياها التي توهجّت بالعدسات الزرقاء .. حاجبيها الناعمان


و انعقادهما كان ما رأته


قبل أن تقول ببطء


../ رجـــعـــت لووووحـــدي .. تعبااانة وبطلع أناااام ..


لم تنتظر منها جواباً .. استدارت و هي تشّد حقيبتها معاها صعوداً إلى الأعلى ..


أوقفها صوته القائل بحرارة


../ طّيب خلي الشنطَة تشيلها الخداااامـــة .. خليها مكاااانها


بطرف عينيها رأتها تتحدّث بحماس تنوي به


أن تُريها كُل تلك الأساور الذهبية المرصوصة على ذراعها .. بخشخشة عالية تصدرها وقد اختبأ نصفها تحت


تلك كُم تلك الجلابيّـة الفيروزيّة ..


بسخريّـة قالت


../ لاآ شكراًً .. و مبـــروك كوم الذهب إلي في يدّك ..


تركتها و هي تجّر خلفها حقيبتها الخفيفة


لكّنها تشعر بثقل روحها على جسدها


وصَلت لـ غُرفتها


لكّنها تركتها .. و وصَلت إلى حُجرته


دخَلتها وهي تنفض .. عن المكان غُباره


و تستنشق بقّوة كُل ذكَرى ..


وقفت عند النافذَة لكّي تتنفسّ قليلاً


ف كما قال عليوان


سُورٌ بقامةِ العتمة


تحفُّهُ إثرَ عبورِها الغيومُ


ليعلو بعزلتِهِ بلا أشجارٍ


بدموعي المعلَّقة لوحاتٍ مائيَّة تسيلُ بألوانِها على أحجارِهِ.



في ظلِّهِ فقدْتُ ظلِّي


هُناكَ حيثُ البوَّابةُ السوداء


والحارسُ الوحيدُ ذو العينِ الواحدة


هُنا حيثُ البئرُ بيتي


حيثُ المطرُ جمالٌ دونَما جدْوَى.















أستغفر الله العظيم






*






تستقل السيارة بجواره .. تجلس بالقٌرب منه


وهي.. تهّذب أنفاسها المُضطربة من أن تكشفها


تُرتب ما تنوي أن تقوله له .. لتنهي هذا الأمر بكرامة أكثر .. و فضيحة أقل ..


لن تطُلب منه ما هو صعب .. فقد ستقول كلمتان ..


ستُذل حينها نعَم .. لكّنها ستصفها بعناية كبيرة


وصلوا للمنزل .. فتح الباب بيدها السليمة


و هي تراقب حركاته السريعة .. حيث أغلق لاسيارة


وتوجهه لـناحيّة .. مدّ يده لتضَع يدها وهو يقول


../ شوي شّوي .. بعدها يدّك ضعيفة ..


يجاملها .. و ينافقك بشدّة .. يجرحها


هذا الاهتمام الكاذب و تلك النظرة المُشفقة


وصلت لـ حجرة وهي تكاد تلتقط أنفاسها


كان يمشي بُسرعة ولم يُراعي روحها المُرهقة


تركها هناك .. وهو يقّرب كُل شيء يخصّها لها


باهتمام كبير .. لدرجة أنها جلست كالتمثال


أمام كُل ما يفعَل ..


تود الصراخ .. تريد أن تطالبه بالتوقف عن ما يفعل


تريد أن يتركُها ويرحَل ..


قاطع خيالها صوته القريب منها


../ وش فيـــك ؟ .. موب معي أبد ..


عادت من كُل أفكارها المُبعثرة على ملامحه القريبة


ذات الأهتمام الكاذب يتراقص هناك ..


يستلّذ بألمها .. هيّ


أرخت عينيها عن ملامحه وهي تقول بكآبـة مُفرطَة


../ لاآ .. مافي شيء .. بس جيعانَـة


صوته أقترب أكثر من أذنها وهو يقول بنبرة مُحبّ


../ يخسسسسى الجوع .. اللحيـن أروح أجيب لك أحلىىىى عشااا .. عطيني 10 دقائق بس


إنتي تمددي ليـن أرجع


و قبلة طُبعت على حاجبها من ناحيته .. وبعدها


خرج


و عيناها مٌعلقّة بطيفه الراحل ..


وألم مُريـــع يُمّزق روحها ... يحيلها


فقط في تلك الـ "10 " دقائق لشخص


آخر .. شخص


يجب أن تكونه .. ومنذ زمــن








*









../ مهوب بكيفها كُل ذا المدة أمي تدافع عنها و في الأخير بارد ترجع له .. كأنه ما صار شيء ..


تحادث نفسها بغضَب .. و هي تقف في المطبخ


و هي تساعد في ترتيب اغراض أختها هُنا


و من ثم تركتها وصعدت تبحث عن والدتها ..


التي تركتها و الوجوم يعتلي ملامحها و لم


تسمع منها سوى


../ أكيد إنها شافت خيرة في الروحة .. المهم اللحيـن روحـــي ساعديها ف ترتيب أغراضها..



أغلقت باب حجرتها وتركتها تذهب تحمل ذنب سلبيتها المستمرة .. دون حتّى أن تودعها


و هي في داخلها غاضبة على " علي " وبروده المدقع



في مكان آخر .. داخل السيارة .. حيث جلست تحتضَن صغيرتها فوقها .. و في الخلف كان أصوات


معاذ و براءة ترتفع حيناً .. تهدأ حيناً اَخر


قلبها يخفق بقّوة .. خطوة جريئة جداً .. بدأتها


و التراجع محظور الآن .. يجب أن تمضَي قدماً


وأن تتغييّر قليلاً .. ستعود لكّنها ستكون


هي دُعاء ....... " دُعاء " التي لا تشبه الأولى مُطلقاً ..


أمّ هو فعظَم المٌفاجأة أربكه بدرجة كبيرة .. خطوة لم يتوقعها منها أبداً


و طول المسافة لم يتحدثا أبداً .. هو مشغول بالسبب


وهي مشغولـة بالإجابة عن ذلك السبب الذي ستختلقه من أجله


لكّنَها بدأت تُدرك أن حياتها معه على المَحك


بقدورها أن تتحمل الآلام لو كانت بمفردها


لكّنهم معها ولن تكون أنانيّـة .. من أجلهم فقط


وصلت للمنزل .. دخَلته باعتيادية عجيبـة


و كأنها لم تغادره لـ أيام كثيرة


و ضعت صغيرتها على الأريكَة .. تأكدت من وضعية نومها


ثم أنزلت حجابها وتركته بجوارها


و خرجت لتساعده في إحضار الحقائب هي وخادمتها


إلتفّ لها وهو يقول بجدّيـة


../ خلّيهم .. انا بنزلهم .. أنتو ادخلوا


حّركت رأسها بالنفي وهي تقول


../ لا معليــه بأخذ الشنطة ذي .. و قّرب الخضرا .. فيهم حاجات ضروريّـة


إرتفع حاجبيه بذهول وأستغراب .. قّوة عجيبة تنبثق من عمق كامن


في حدقتيها


أيـن .. " دعاء " .. " النعم " فقط


الموافقة و المنفذة لكُل طلباته


عبث بها طويلاً .. لكّنها كانت ذليلة .. فأمتهنها فقط


ليقّويها .. لكَن لعبته كانت أكبر منه .. بكثير


تجاوزت مبتغاه .. و وصلَت لموارد لم يُردها


أختار " أن " يتزوج بطفلَة .. لكّي يتركها بسهولة بعد ذلك ..


و بالفعَل .. " ها هي " سحر تطالبه بطلاق


خسر كُل ما أراد و فشَلت خطته فشلاً ذريعاً


ها هي تعود بقّوة لـ تصتغر جُزء عظيم من روحه


ليبدو أحمق .. ك مُراهق آراد أن يُحب .


أختفت عن ناظريـه .. هو تابع


انتهى من التنزيل و دخل وهو يجَر بعضها معه


بالصالة الداخليّة سمع صرختها


إقترب على عجَل و خطواته تلتهم المسافة إلتهماً


وصَل لها وهو ينظَر لحيث تشير و كُل ملامح الخوف والارتياع تستكين على ملامحها



حيث وقفت " براءة " لدى الباب يحمل بشكَل مُتدلّي


" جنى " التي بدت مُتألمة من تلك الوضعيّـة


الأول راقب ملامح والده بقلق وهو يقول بتهديد طفيف


عندما قالت والدته بصراخ .. وهي تقترب منه


../ حـــطــهااااااااااااا .. ولاآآآآآآ اجلللللس مكاااااانك ..


تراجع للوراء بقلق .. وهو يشد الصغيرة أكثر لـتبكي


../ لييييييييييييييش ... م م مااابااااا .. ابا ح حل وة


../ لاآآآآآآآآآآآآآ .. حطططططططهااا يا بسسسسسرعة



تراجع للوراء بخوف من ملامح والدته .. التي لم تدرك بأن دموعها سقطت .. و كأنها كان تنتظر لحظَة لتنفجر ..


تراجع وهو يصَعد بها لدرجات عدّة وهو يقول بخوف أكثر


../ بروووح أحطططططها ف الســريييير طيب ؟


بدأت تتحرك بسرعة نحوه .. فخطوة أخرى


منه .. قد تقع الصغيرة أرضاً


لكَن يده دخلّت أخيراً .. وهو يجذبها للخلف و يقول


../ وش فيـــك مو كذآ ؟؟؟؟


ثم إلتفت لبراءة وهو يقترب منه ببطء


و يقول بإبتسامة كبيرة


../ براءة حبيبي ..هات حنى عند ماما .. و انا بعطيك حلاوة ..


إرتبسم الفرح على تقاسيمه البريئة .. وهو يقول


../ والله ...


ثم التفت لوالدته وهو يقول بخوف هامس لوالده الذي اقترب منه كثيراً


../ بس ماما ما تضربني ...


إلتقط جنى من بين ذراعيه الصغيرة .. وهو يمسك بيده


.../ لاآآآ ما تضربـــك .. بس ثاني مرة لا تشيل جنى .. عشان هيّ نونو و هبلة و مسكينة


.../ هبلة و مسكينَـة ..


إبتسم له أكثر بسبب النقطَة التي أرتكز عليها


../ إيــوة


وصَل للأسفل و مّر من عند والدته وهو يهرول


نحو معاذ الجالس أمام شاشة التلفاز بصمت


../ بابا .. جيب ليييي حلاوتيـــن ليّا ولمعاذ طيب ؟


... / طيّب يا بابا


و قف أمامها وهو يمدّ .. جنى لها


و عيناه تتابع ملامحها التي تجمّدت فجأة و جفت على أثرها


دموعها سريعاً ..


../ دُعاء ...


ضغطت على عينيها بأناملها بإرهاق وهي تهمس


../ عارفة وش بتقول ... لا تنسى الحلاوة بس .. خذها من شنطتي و لا يشوفك براءة ..


و صعدت تتبعه عيناه .. هي المراءة التي آراد


تُولد أمام عينيه اليــوم ..


شعّور غريب .. يستّلذه


بات يُعلقّ بين جنبات قلبه



في الأعلى .. في غُرفتها الأثيرية


الغُرفة التي كانت حُلم المراهقَـة .. حيث خططت لحياتها فيها .. لأصغارها لزوجها لكُل شيء


وحيث هدمت كُل شيء


و الآن تشعر أن كُل ما حولها لا تعرف


و سأترك لـسوزان حقّ الوصَف


وجهٌ أنْكَرَتْهُ المرايا، العيونُ، البلادْ


أحدِّقُ في أمطارٍ تعرفُني


أكثر من دموعي


ينابيعُها البعيدة


لعلَّني في انهمارِها أُبْصِرُ حُبِّيَ القديم


وألتقطُهُ


بنظرةٍ على الأقلّ


قبلَ أن يرتطمَ بالأسفلتِ صرخةَ طائرٍ


أو يَعْلَقَ مثلَ قفلٍ صغيرٍ بغُصْنِ شجرةٍ مُغْلقةِ الأبواب.







ضحك لهم يوم آواجهم وانا خابر

اطيبهم اللي لوبكيفه (شرب دمي)

وأمشي وانا آرفع يديني للسماء صابر

(يالله لاتجعلهم آكبر همي و غمي)

..
..
..


 
 

 

عرض البوم صور بياض الصبح   رد مع اقتباس
قديم 02-11-11, 03:25 AM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة جمال ليلاس وملكة سحر الخواطر



البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 183892
المشاركات: 11,111
الجنس أنثى
معدل التقييم: بياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالق
نقاط التقييم: 2930

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بياض الصبح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بياض الصبح المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 





اللذة الثالثة و الثلاثين


قد تختصَر سنين العذاب الطويلة .. بلمسَة



أو كلمة .. أو حتّى دمعة عابرة

و يالـاضُعف قلوب البشَر مُجرد إبتسامة كفيلة

بأن تزيح كٌل تلك المعاناة .. وتبدّل الحياة لـ ألوان مختلفَة مضيئة تلتقطها عيونهم

التي تشبّعت الظلام .. و الألم طويلاً وقفت عفاف وهي تمسح دموعها بينهنّ .. وتصرخ بمرح

مُفتعَل



.../ خلاآآصً يا جماعة خلّصتوا لنا دموعنا .. وعيناها تستقر على المشّهد الحيّ أمامها



حيث تمسح أمّها بود وحب بالغين رأس نور المنكّس ../ الله يستر عليك .. ويحفظ من عيال الحرام.... بسّك بكى .. قطعتي قلوبنا



تطلبها بالاكتفاء وهي تبكي .. و ستحمل كُل ما هو قادم من الألم من أجلها



بادلتها ابتسامة صافيَة وهي تهمس لها هي فقط



../ يمّه إنتِ عارفة إنّي مظلومـ ـة بدخلتي للسـ

قاطعتها وهي تُربت على إحدى كفيهاوبالأخرى تمسح عينيها و من بين شهقاتها الموجوعة





../ أدري .. أدري ق قلـ ت لهم إن بـ نـتي ما تسوي يها ..

ضمّتها وهي تغرق رأسها في صدرها

و تقبّل يديها مُستنشَقة بجوع عبق كفيّها

أنستها أيام السجن و وحشَته رائحتها

../ الحمدلله ... على كُل حااااال .. الحمدلله

استلقت بينهّن و كُل واحدة منهن تأخذ ساعة من وقتها أو يزيد .. تحكي كُل ما جرى في غيابها .. وبأدق تفصيل



استمعت لهم بحب .. رغُم التعب المُفرط الذي يكتنف روحها و الخوف الكامن في قلبها فأبيها لم يصَل بعد



صوت " نورة " أنتشلها من غيبوبة أفكارها وهو يقول بود../ شايله هم شوفت أبوي لك ..؟



ابتسامة مُهملة علقتها على طرف شفتيها وهي تُعدّل من جلستها المُسترخيّة



لتنتبه للتو أن الغُرفة أصبحت فارغة من الجميع عداهما.../ أبوي عارف إنّي هنا ..

شهقة قصيرة كتعبير عن الدهشَة انطلقت عُمق نورة التي همست بذات النبرة../ كيــــــــف ؟



زفرت الأخرى و هي تجيب ../ أتصلوا عليه .. هناك ...



نظرت لعينيها مُباشرة وهي تتابع ../ بس ... ما وافق يجي يأخذني ..



اتسعت عينا الأخرى بأسى .. وذهووول لتتابع الأخرى ببطء و شبه لا مُبالاة وهي أبعد ما تكون عن ذلك



../ أظّن .. قال لهم إنه مشغول أو شيء

أعتلى الوجوم ملامح الأخرى و بإرتباك قالت../ ب بـس .. ما توقعت ردة فعله بتـك...



قاطعتها وهي تلّوح أمامها بهدوء ../ ما علينا ما علينا .. أصلاً كنت متوقعة هالشيء لكَني خايفة اللحين من ردة فعله لا شافني هنا ..



همست لها ../ هم قالوا له إنهم بيجيبونك .. صح ؟





../ أظن ..

../ إحتمال كبير .. إنهم قالوا له .. بس خليها على ربنا لا تخافي حنّا معك كُلنا .. وأكيد ما بيسوي شيء يضّرك .. تراه أبوكِ



لمعت عيناها وهي تهمس .../ يارب .. يارب .. ما اباه يعصّب و يهوج .. موع شاني عشان قلبه هو ..









إبتسمت وهي تتأمل ملامحها .. أو الجُزء المعطى لها نور العين مختلفة جداً .. حساسة و ودودة

تغيّرت جذرياً حتى عينيها تحملان بريقاً خاصاً



لكّن يبدو أن الجميع أحبها هكذا .. أحبها أكثر ../ سوووووويت لك حاااجة بسيطة .. تعبيراً منّي على



قاطعتها الأخرى .../ شفففففف .. النصاااابــة .. أنا إلي مسويه الحلا



../ ما أنصب منّك إلا إختك .. أنا إلي مسويته تعبانة فيه .. و بعدين أكبر دليل على إنّي أنا إلي مس

قاطعتهم نورة ../ ببببببس حسبيّ الله على أباليسكُم .. ما صار حلا

غضبَ عقد حاجبيها بشَدة و ابتسامة علقت على شفاه " نور " .. .

./ و الله أشتقت لهبالكُم لتتحول إبتسامات حقيقية على وجوههم الممتنة بحق لكُل شيء

و اجتمعت رؤوسهم على صحن حلا صغير .. و مُبارك .. لـما في قلوبهم من حُبو ما تحمله أرواهم من رضى مّرت الساعة تجّر أختها حتى جاء طلال وهمس لهُن

../ أبـــوي جّاااااااااااااااااا نهضَن بسرعة و نورة تمسك بيد نور

وصَلن لحيث جلس تجاوره شروق .. بينما عيناه كانت مُعلقة بأداة حديدة صغيرة بين يديه



صوت " نور العين " المميز أنطلق يقول

../ الســــلآآآآآآآآآم عليـــكُم

لتتبعه أصواتهُن المختلفة

../ السلاآآم عليكم ورحمة الله

توقفت عن العبث بما في يديه .. عندما شعر بإقتراب

إحداهن منه .. و قبلة دافئة استراحت على رأسه

عيناه راقبت رأسها الذي أنتكَس أكثر ليصل ليده المعلقة في الهواء ..

وعندما أستقرت ملامحها كاملة أمام محيّاه ماعدا جبينها الذي غطّته خصلات " قذلتها " الطويلةلتتحول عيناه و تتأمل الفراغ

وهو يشعر بأخوتها يقومون بذات الفعل

و الجلوس إلى جواره .. في عُمق نفسه التي تحمل الأبوّة الرحيمة سعيدة بوجودها





أمامه يتمنَى أن يحتَضنها بقوة و لا يدع أحدهم يلمسَها من جديد



لكّن كُل تلك الأمنيات صغيرة جداً واهنة ضعيفَةأمام تلك القسوة التي تحجّرت حولها لتشّكلها هي كما تريد

و زعل عميق عميق عميق يحفر خطوطه بجلاء على ملامح وجهه التي تهجّمت لتلك الذكرى فوراً



صوتها القادم من حيث لا يرى ../ أبوي سامحني .. تكفـــي سامحني .. والله ما كان لي يد في إلي صااااار ... بنـــتِك مظلووووومة

هذا ما نال سمعه من حديث ظنّه طويلاً بما يكفي لإستمالة عواطِفَه .. يصَدقها و يكّذبها

لكَن للقانون إحترامه في ظنّه .. أنهى كُل ذلك بوقوفه .. ثم تحّركت خطواته

نحو الباب بسرعة لا حاجة إليها .. وهو يقول بأمر



../ نورة .. جيبي .. العشاااااا لحجرتي







أستغفر الله العظيم

*





مرت أيام وأيام وهي تقبع في ذات المكان



كُل ما حولها يتغير بإستمرار .. و تأخذ خلفيات جديدة

لحياتها الكئيبة الرتيبة

موجوعة حد إنسكاب الألم من بين حناياها بلا توقف

ندم لا مُبرر له ينهش فؤادها ..

وهو صوتها الواهن يُكرر



.../ لو ما طحــــت .. لو ما طحت وقتها كان عرفت عنهم .. هم أحيا .. ولاآآآآ مـآتـ ـ ـ





و تشهق بالكلمة الأخيرة

.. باستمرار لا تملك القوة التي تكفي لجعلها تصرخ بكُل ما حولها

كذبة بسيطة لفقَتها ..



لتُسكت بها أبيها الصامت أصلاً رٌبما من أجل السؤال الذي علقَه في عينيه ..







سبحان الله العظيم وبحمده

*



إنتهت صلاة المغرب و خرج هو بقامته المديدة و ملابسه

المميزة بفخامتها من بين سكان هذه القرية الصغيرة

طفلان يعبثان بأكوام الرمل على زاوية المسجد و تناهى لمسامعه هذا الحوار

../ تعال بيتنا اليوم ..

../ لاآ مقدر ... أمي تقول صرت كبير عيب أدخل عندكم .. و أخواتك موجوديـن

../ طيب نلعب قرب المزارع و ننادي صلاح و فهيدان

نبرة مٌرتعبة ../ لاآآآ .. بيطلع لي الوحش

صوت الأخر كان أكثر هدوءاً وهو يقول ../ يا خواااااف .. ما فيه شيء .. الشرطة ذيك المرة يوم جت مسكوه و أخذوه

../ يعني ما عاد بوه وحش؟

إبتعد ولم يسمع الإجابـة .. و عقله يتذكر ما حدث للعصابةبينما

تتابعات خطواته صعوداً إلى الأعلى .. و حذائه

المصنوع من الجلّد البني و قد أحاطت مقدمته أكوام الأتربَة يدوس بقّوة على أجزاء الحجارة الجبليّة الصلبة

و عيناه لا تُفارق الكرتون الصغير الذي يحمله بين يديه

وصَل لأعلى الجبل حيث يقبع كهف متوسط العمق سقفه منخفضَ فلا يستطيع هو الوقف بإستقامة تامة داخله

بقايا رماد في منتصف المساحة خارجه و شيء ما أشبه بالفرو الصوفي مُلقى في الطرف البعيد

هبّ النسيم عليلاً في تلك البقعَة حيث غطا ظلام المغرب فأوقد النار .. و بقيّ صامتاً و غارقاً في فكره

سارحاً ف مستقبل مُكبّل بين أناملها تركها بالأسفل تقاسم الفرح سعادته

ف لقائها بأمها .. و تاركاً قلبه موجوع .. مُخطئ حتى النخاع

لكَن على الرغم من أنه عاشق حتى الإمتلاءفهذا لا يبرر ذلك أبداً

أنتبه من أفكاره على صرخات هاتفه ليجدها ندى

../ هلاآ .. صقر وينك إنت ..؟ أنا جيت عند باب المزرعة

عقد حاجبيه وهو يجيبها بحزم

../ وشو ..؟ لي شجيتي المزرعة

خفت صوتها وهي تهمس له

../ أبوي معي و متحلّف فيك .. و جيت هنا على أساس إنك داخل

زفر بشَدة و عقله يلتفت للمصيبة الأخرى المعلقة في رقبته

../ لاآ أنا برا .. عندي شغل مهم و جايكم للبيت بكرة

إرتفع صوتها وهي تقول بتمثيل

.../ آهاااا .. طيب متى بتجينا للبيـــــت ؟ خلاآآآص ننتظرك لا تتأخر

أغلقت الخط .. ثم عادت بعدها بدقائق تتصل

وصله صوتها متلهف

../ صقر .. أنا قلت لأبوي وخلاص هو راجع البيت يحطه السواق ويرجع لي .. بشوف صبا شويّ ممكن ؟

لفظة كلمتها الأخيرة برجاء هزّ شيء ما داخل روحه ليقول بنبرة هادئة

../ صبا مهيب داخل .. أدخلي للفيلا في خالتي و بنتها أجلسي معاهم ولا تتأخرين برجعتك للبيـت

نبرة مُتسائلة

../ لييييييش وينهااااااا ؟

../ بعدين أفهّمك ...

../ صقر بليـ

../ قلت لك بعديـن .. و لا أقولك لا ترجعين مع السواق ..

أخلص أنا و أرجعك

بيأس قالت

../ طيّب ..



ابتسامة حزينة نالت من ركُن شفتيه وهو يقول

../ قلت لك بفهّمك .. و بدق لك من رقم ثاني .. مع السلامة

أغلق الخط .. وأنزلت هي الهاتف لتضَعه أمام عينيها المذهولتين .. صوتها خرج هامساً

../ صقر .. متغير .. حتّى ما صك بوجهي الخط .. و بعد

قال مع السلامة

لم يطُل ذهولها إذ قطعه عليا دخول أحد عُمال المزرعة .. لتنتطلق

بخطوات سريعة نحو الفيلاً .. حيث أمرها أمّا هو .. فقد ترك الهاتف بجواره وعيناه تجول

في المنظر من الأسفل من هنا يستطيع أن يرى

القرية بكاملها .. الجُزء المقسم إلى أراضي متعددة و نخيل شامخة ..

و الجزء الأخر حيث تناثرت بانتظام بيوت شعبيّة بسيطة .. و على بعد أمتار مجمع مدارس صغير

في الناحيّة الأخرى منزل أخذ زاوية إستراتجيّة تناسب أصحاب الأعمال المحرمة

و اللصوصيّة .. و قد اتخذوا من هذه القرية أرضاً خصبة لدفن جرائمهم .. و نهب خيراتها من أجل مصالحِهم

و يعللون ذلك بالجِن و ما شاءوا من تسميات

فقط لأخافتهم وإبعادهم .. عن المكان

إبّان عملهم

يتذكَر بصورة متسلسلة رتيبة ذكرى حديثه مع خالد

و مدح الأخير له لمعرفته الجيدة بتفاصيل المكان

و لخطَته المحكُمة

جلس وهو يهمس بصوت لا يسمعه سواه

.../ أكيد .. مو كُنت منهم بيوم

إنطلق رنين الهاتف من جديد .. فأجزْم أنها ندى

لكَن إنعقاد حاجبيه وهو يلمح الإسم

الذي يومض على الشاشة بإصرار و تعنّت

و ذل كصاحبته

" سارة " ..

ترك الهاتف و علّق عينيه في ذرات الهواء

أو بالأصح في بقايا زفرته الحارقَـة

رجَل شرقي أحمق يبحث عن الحب كتسلية

حتى لو كان ما يفعله خطأً فادحاً

لأن من يحبها بحق لا تنظر له

و مع ذلك .. لن يتراجع عن هذه وتلك

هو الآن يفعَل العكَس تماماً

رفع الهاتف أغلقه .. وأزال الشريحة

كسرها لـ نصفيـن و ألقى بها بعيداً

في جوف الكهف وهو يهمس لذاته مجدداً

../ و ذي بعد .. ما عْدت أحتاجها


سبحان الله العظيم و بحمده



*

في مكان آخر .. مفعم برائحة الحنين

يتغّنى بالبكاء كطفل يهدهده الأمل

تغفو على عتبت المكان رائحة الماضي الأسود

حيث جلست بالقُرب منها وهي تحتضَن كفيّها

وتتأمل ملامحها بنهم لن تكفي أي منهما

من الأخرى .. وساعات حوارهم تمتد طويلاً

صلين المغرب جماعة بعدها أستمرت أحاديثهم

و وصلوا لوقت العشاء و مّرت عليه ساعة

حين وصَل لحديث لهذه النقطَة

../ بس يمّه أمهم ماتت من زمان .. و خالتهم إلي هي جدتي

.. ربتهم هو ندى .. وقايمة فيهم

عقد الأخرى حاجبيها وهو يتقول بإستغراب

../ غريبة ما كان هذا كلامه لي .. مدري .. أذكر بعد إنه

متزوج صحيح

ابتلعت غصَة كبيرة استوطنت بلعومها منذ بداية الحديث عنه

وهي تراقب أمها تتابع

../ ولا أنا إلي قلت من راسي .. بس كم مرة طلب منّي

أدعيله لأنه ظالمها .. بس منهي مدري

قلت يمكن مرته ..

بماذا تجيب .. و بماذا تبرر

لم تهتم لكُل مشاعرها التي عرزت أشواكها في قلبها

المُرهق وهي تقول

.../ إيه ... متزوج ... وأنا مرتـه

تود أن تصَرخ .. لتلك الحقيقة بألم ..

و زاد ثقل مشاعرها .. عندما رأت كُل تلك السعادة

التي رُسمت على ملامح والدتها .. التي تلقفّتها

بين أحضانها وهي تهمس لها بنبرة مُتحشرجة

../ ونـــعم .. ونعــــم فيه .. ياااااا فرحت قلبي

فيييييييييكم ... الله يسعدكــــم

بكَت الأولى و بكَت الأخرى معها

لذات السبب لكَن كُل منهما تحمل مشاعر مضادة

قصّت لها بسعادة مُفرطة عن كُل ما فعله

من أجلها .. و من أجل سُكان هذه القرية البسيطة

عن بطولاته .. و عن العصابـة ..

عن كُل ما تعرف عنه .. و الأخرى تستمع

بذهول وهي تهمس لوالدتها

../ يمّه متأكدة إن إلي كانه صقر ما غيره ..

../ إيه يمّه ولا به شك

تُركت تتخبط في تيه فكرة و شعورحتى بهدوء ..قالت والدتها أخيراً

../ يمّه .. الليل بينتصف .. ورجلك ما رجع .. قومي شوفيه

..

انكمشت في موقعها و أنزمت شفتيها تعبر عن مشاعرها بملامحها .. و تحمد الله أن والدتها لا ترى كُل ذلك ..

../ ويــن أشوفه .. معرف لـ هالمكان أخاف لا خرجت أضيع .. خليه أكيد راح لشغله و بيرجع

.. / زيـن يمّه أنا بقوم أتجدد بصلي ..

نهضَت وراحت تتلمّس طريقها بيد و بالأخرى تعانق راحة "

صبا " التي تركتها تسير في طريق الذي اعتادته

و خرجت للفناء الصغير حتى " دورة المياه "

تركتها ..

ووقفت هناك

تراقب السماء من فوقها و تبتسم

أحياناً نُضطَر أن نسعد و نحن في عمق ألمانا

لأن السعادة حينئذ تكون فرض

لكّنها تحمل جميل لا تستطيع ردّه لـه

ربما هو تكفير عن الذنب .. لكّنه فاز بفرصته

هذا

ما كان يجول في عقلها وهي تقف قرب

الباب ... و تنتظر





من يصدق إنه في ذكرياتها

بس المواقف بعضها كانت

كبيرة

كبيرة

كبيرة









أستغفر الله العظيم

*


في المطبخ مكان عملهم الأول ..

و قفن وهن يسَرد عليها كُل ما حدث في غيابها ..

لم تمّل هي الحديث فقد جلست على الكُرسي و بجوارها يجلس " طلال" أرضاً ..

تقبض بيدها شعره و تمّسده برفق ..

رغم أن الوضعّية غير مريحة لـرقبته إلا أنه يبدو مستمتع لأبعَــد حدّ ..

و نورة تتكَلم بإسترسال دلفَت زهرة سريعاً وهي تمسَك بيد نور

تجذبها لتنهض وهيت قول بهمس .. مرح



../ قـــوووومي شكَل أبـــوي مّروق .. شيلي الشاي ودخليه .. بسسسرعة



قفّزت على إثَر قولها حملتَه و أنطلقت به



يلحقنها على أخواتها على مهل

ويترقبَـن ما سيحدث لها دخَلت الحجرة الصغيرة التي تُسمّى مجلس



حيث يجلس والدها هناك يتصّفح جريدته ..

و على بعد تتكّئ والدتها لـتخيط قّربت الشاي ..

و وضَعته أمامه سّلمت على رأسه و هي تقول



../ صبّحك الله بالخيـــر يبه ..

و من ثم لأمها بالمثل



ابتسمت لها والدتها بفرح تحثّها على المواصلة



فجلست هناك وهي تفرك يديها بإرتباك ..



أرهقت كثيراً .. في أول يوم لكّنها لم يعرها سوى إذن مسدودة عن كُل ما تتفوه به من اعتذاراتو ألتزم الصمت حيال كُل شيء ..

لكّنه تكّلم فجأة وقد وجهه حديثه لـ " زوجته "



../ إيه يا أم طلال .. أنا بكّلم مزنة تجّي عشان نشوف ترتيبات الملكة و كذا ..

إبتسمت ..

لـذلك لكّنها ما لبثت تلك الإبتسامة أن تتنفس ..

حتى قال

../ و أم رعــد .. كأنهم مازالوا معزّميـن قربيهم اليوم .. فوئدت ..



و ماتت اختناقا في قلبها





عن أخطائهِم عن خسائري

عن أشجارِ الدَّمْعِ وعصافير العَدَمْ

عن قمرٍ صغيرٍ من الصَلصالِ الأسود

عن المدينةِ المُبَعْثَرَةِ في مرايا المطر

عن آخرِ خرائطِها في خطوطِ كفِّي

تُحدِّثُني الأوراقُ

في حفيفٍ خافتٍ

لا يقودُ إلى أفُق. *( سوزان )







وأتنهد وأقول : تزين ؛

مع أن الوضع متأزم وصاير طين .،

واتنهد واقول : تزين ..،

واحرث الليل .. في " رجوى صباح " من وراه يبين

وأقول : تزين ..

أقول : تزين ،

وأشوف ( أحلامي البيضاء ) غدت قدام عيني .. عين ،

تناظرني تناظرني تناظرني

وانا ما أملك لها يدين ..

.................. وأقول تزين !


..
..
..

 
 

 

عرض البوم صور بياض الصبح   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة حمام الحجاز, لتحميل الرواية ص 8, ليلاس, الأمل, الجمال, الحجاز, القسم العام للقصص و الروايات, سجينات, عندما نستلذ الألم كاملة, فصه مكتملة, نستلذ, ضحية مجتمع
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:59 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية