كاتب الموضوع :
بياض الصبح
المنتدى :
القصص المكتمله
اللذة الثالثة والعشرين
جلست على طرف السرير و قدماها متدليتان
وبيدها تمسك المُصحف .. و تدور بين صفحاته
بلا هدف .. فقط تريد أن تهرب بعينيها عن مساحاته
تسمع صوت يتحدث بعصبية مع أحدهم بالخارج
غاب طويلاً .. وأنشغلت هي بالإبحار في عالمها الخاص
بعيداً عن عينيه من جديد
منذ أن رأته أخر مرة .. حاول أن يكون محايداً
و أن لا يتحدث كثيراً
لكَن كلماته رغُم صدق حركاته .. تكَذّبها كُل حواسها
نظَرت نحو الأرض وهي تتابع خطواته التي أقتربت منها
جلس إلى جوارها .. فحّولت نظرها للصفحة
كانت آيات من سورة النحل
وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي اللّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [النحل:41- 42].
إزدردت ريقها وهي تكتم أنفاسها
فلا حق لها في إشتمام عطَره الذي ألتهم خلايا عقلها
لاحظ هو إنكماش أنفها السليل
فنطق بهدوء
../ إذا خلصَتي القراءة طالعيني
لصوته أثار دمار شامل على كُل زوايا قلبها
كُل ملامحها تمثّل برود .. وكأن لا شيء هُنا أبداً
لكَن هو أذكى منها بكثير .. فقد لاحظ ثبات عينيها
بدأ يشّل بصوته الغليظ
../ أسمعيني يا الحنون إنت قلبي والعيون
.............. أسمعي عذر إبتعادي وبعدها قولي أخون
ابتعادي واللي صار صدقيني باختصار
..................... هي ظروف وعاكستني مالي فيها أي قرار
استنفرت كُل حواسها وهي تزفر بإستغفارها
لا تعلم إن كان قد أجفل أمام ذلك لكَنها تدرك
أن ملامحه مازالت مُتيبسَة كما كانت منذ سنة و نيف
لكَن " الصقر " بدآ من طرف عينها وكأنه
مسرور بإغضابها
أغلقت هي المصَحف إحتراماً له مما يفعَل
ذلك " الحجر " القابع بجوارها
أمسك قبضَتها وراح يطّق مفاصَل أصابعها
و يحّرك يده بنعومَة .... ترسل قشعريرة على
كًل جسدها ..
ساقت مشاعرها أمامها .. نحو زنزانة الموت
و تركت جفنيها ينسدلان بهدوء ..
أشاحت بنظرها نحو الجهَة المقابلَة
لتبعد أكبر قدر من الطاقَة المندفعَة منها
قُربه لهذا الحد يؤذيها .. شعور كبير بالذل
يجتاحهــآ ..
ذُل لم تتذوق طعمه بين حنايا السجن .. أبداً
لم يكُن مُراً لهذه الدرجَة ..
لا تسمع أي شيء من اغاني الحُب الذي يدندنها
الذي يطلقها إتجاهها
و لا نبضاته المندفعَة داخل صدره ..
لا تصدق كُل ما يبرز في عينيه من حُب و شوق ..
بل يبدو لها كذئب مخادع .. يريد أن يسقط بها مرة اُخرى
لم يصدق يوماً .. لأهله ..
فكيف بها هيا إذن ؟
أما هو ...’
تحدّث كثيراً .. لكَن عيناها لم تكُن تنظر إليه
ملامحها باردة ساكنة .. على نحو عجيب ..
أمعَن في إبارز حُبه أكثر مما يجب
فحاول الاقتراب منها أكثر
لكَن كفّها الطويلة الباردة إسترخت على وجهه القريب منها
وهي تنطق بغضب متصاعد
../ لو سمحت ...
لم تنطِق بالمزيد .. لكَن هذه كفَته
حُبه ليس بحاجة لكي يبرر لها أكثر فهو رجٌل صحراوي قاسي ..
و من المعجزات أن يعترف بشعور رقيق .......كالحُب مثلاً
أستفّزه برودها أكثر .. و أستغربه
فأرآد أن يستلذ بإغضابها ...
.../ وش فيه .. ! .. وخير يا طير .. زوجك ولا موب عاجبك
و بالفعَل .. كانت كلماته الأخير كأعواد الكبريت
حيث وجدت من قلبها بيئة مناسبة للإشتعال
فأحترقت غضباً
بل تأججت النيران في أعضائها كُلها
لتلكمه على صدره بقوة ..... أذهلته
../ أنقـلع .. روووح يا حيــ*** .. روووح يالي ما تخاف ربك ... والله والله إن قربت منّي ولا لمستني مرة ثانيــة ... والله لأصرخ وأجمع خلق الله ..
حاول الإقتراب منها و تهدئتها .. لكَنها ابتعدت أكثر وهي ترفع سبابتها أمام وجهه محذرة .. وبيدها الأخرى أمسكت بطرف ثوبها
.../ روووح .. رووووح .. تراني حلفت ...
مازال هو مستمر في الأقتراب ..
اقترب منها أكثر ويداه مرفوعتين باستسلام أمام وجهها
وهو يقول بهمس رجولي هادئ
../ لاآ ... لاآ .. إنتي فاهمة غلط .. شوفي موب مسوي لك شيء .. ما معاي شيء أصلاً
كان الأذكى ....؛ لأنه الأهدأ
فاستقرت في الزاوية و ملامحها تنطق بمقدار فشلها الذريع .. أنزلق جسدها حتى أستوت جالسة
../ لا تجي ... لا تجييييييييييييييييي .. روووح يالكـ*** ... رووووح .. ياااااربي
أهتز شيء ما لا يدركه في داخله مع كلمتها الأخيرة
فأرخى يديه إلي جواره .. و أقترب منها
جثى بجوارها .. على بعد خطوة ليترك لها مجال
تأمل وجهها المحمر بشدَه ..
جسدها المتعرق بغزارة..
عقله لاحظ شيء ما غريب في المشهد أمامه
لم جسدها لا يهتز ...
وقبل أن يكمل تفكيره .. وجد نفسه ملقًى على ظهره
بينما تجثم هي جسدها كلها فوقه
تلكمَه بشدَه أوجعته .. أوجعته حقاً
حاول السيطرة عليها .. لكَن صراخها الهستيري
صمّ أذنيها عنه
../ يالـ *** .. التافه الحقير ..أنا .. .أنا وثقت فييييييييك .. أنااااااااااا .. أعتبرتك إنسان .. لكَن إنت حيـوآن بصورة إنساااان .. تدور على إلي تبيه .. بسسسسس .. مافكرت في غيرك .. يالـ***
تحسب مالي أهل .... تحسسسسسسسب مالي سند .. انا أنا عندي أبو ... عندي ... أبوووووي مات إيه ... بس
... بس ... الله فووووووق .. الله علييييك .. يالـو**
سائل ثخين أنزلق على إحدى وجنتيه
وألم شديد سَرى على طول جرحه الجديد .. في ظهره
قبضَ على ذراعيها بإحدى يديه
و لفّ ساقه حولها ليثبتها أكثر
كانت تبكي بشَدة .. تبدو مُرهقَة بعد كُل ذلك الكم من الضرب الذي أفرغته عليه
تأمل شعرها الذي أنتثر حول وجهها النحيل ..
يشعر بجسدها يشتعل حرارة .. و يتصبب عرقاً
زادت حركتها قليلاً تريد التمّلص من مسكته
فشّد ذراعه السليمة و ساقه حولها
../ أنثبري مكانك .. ما تشوفين وش سويتي ؟
لم يؤلمها منظَر يده المُجبرة أبداً
ولم تهتزطرفة عين
بقيت تقاوم تثبيته لها ...بشَدة
وهو على قوته ... كان ضعيف من الأساس
ألم ذراعه .. وشرخ خدّه يؤلمانه
لكَن قربها منه لهذا الحد ظهرها المُبتل الذي يلامس بطنه
يريق دماء قلبه في فُلك أبيض داخله
حّررها أخيراً ..
فأنطَلقت نحو " الخلاء " حيث المكان الوحيد
الذي يمكنها فيه أن توصَد الباب خلفها
زفر بقوة .. لكَن بلا يأس
تحّرك في المكان بجنون وكأنه أسد يستكشف منطقه خاص به و بلبوته ..
لكَن الفكرة أياً كان نوعها .. تولد من تلقاء نفسها
في حالة الغضَب .. أو ربما في منصف ثورة المشاعر
ألقى مالبسه سريعاً
وهو يهمس بكلمه واحدة فقط
.../ " حبــــــــل "
عندما نُحب أحدهم بشَدة فيجب علينا أن نحتاط من تبعات ذلك الحُب .. لأنه إن وصَل إلى مرحلة الشغف
فأنه قد نقَتلهم لـ ننال إبتسامة مثلاً
وهو كشيء ما على غرار قول اليابنيين
"
عندما يتعلم أحدهم كيف يحب
عليه أن ينتبه من مخاطر الكراهية ..
"
والعشق
استغفر الله العظيم وأتوب إليه
>
من المهم أن تكون راضيّة عن كُل ما يحدث حولها
وكما قيل لها منذ البداية ... هي تريد أن تبقى بعيدة
عن أعين الناس .. و الزفاف المزدوج .. أو ما شابه
مع ريم .. رٌبما يفي بالغرض
بإبتسامة باردة راحت تعلو طرف شفتيها وهي تهمس لنفسها
.../ و ريمو الخاينة .. ما جابت لي سيرة .. يبي لي أبارك لها .. شكَلي أخر من يعَلم ..
أزاحت فراشها وأستلقت على السرير
ثم أبقت قدميها متدليتان .. بنومة غير مريحة أبداً
لكَن صوت الباب وهو يفتح .. لتدخل آخر من تتوقع رأيته
في هذه اللحظَة ..،
وهنا في عالمها الوحيد ....
إبتسمت لها بحنان .. وهي تتأمل ملامحها
وذكريات قديمَة تنهش عقلها بسهولة
وهي تسمع صوت الأخرى يتدفق على مسامعها بنبرة خجولة لم تُفسرها
../ هديل .. أنا ..... أنا آسفه
اتسعت ابتسامتها أكثر .. و ودّ قلبها لو يسقط من أعلى
جبل أو يهوي في عُمق حُفرة .. من خجّلها هي
رفعت الأخرى نظرها وهي ترى ملامح وجهها المحببة
ساهمة فيها فأبتسمت بدورها
../أآآآ .. ممكن أجلس معك دقيقة؟
قفزت من السرير بسرعة وهي ترتب موقعاً لها بعشوائية
وتقول بصوت مرّحب
../ تفضلي .. المكان مكانك ..
اقتربت منها وجلست بجوارها ..
نظرت إليها هديل بحٌب وهي تراها تخفض رأسها بخجَل
و مسحة من الحُزن تُضيء في عينيها
.../ خدوج .. فيك شيء .. ؟ .. ودّك تقولين شيء
رفعت الأخيرة رأسها لها .. تقّوست شفتيها مُنذرة بطوفان و بصوت متحشرج
.../ أنا .. سمعت إلي قالوه لك ..؟
إرتفع حاجبيه بدهشة لثواني .. و عادا للإرتخاء بعدها
وهي تمسك بكتفيها وتسألها
../ وش إلي سمعتيه ؟
بدأت بالنحيب .. ولم تطالبها هديل بالتوقف أبداً
فهي من المعارضين الأشداء لمبدأ المواساة بمسح الدموع
فنتيجة أي كَبت انفجار من هذا النوع في أغلب الحالات
أجابتها بعد أن هدأت قليلاً
../.. إنك ...... إنك ..ت تأخذين أخـ وي
ابتسمت وهي تهّز رأسها بالنفي .. رٌبما لتزيح غصة متعثرة في بعلومها
../ وش فيها .. ولا ما تبيني أخذه ؟
نظَرت إليها هديل بقّوة .. و دموعها تتساقط كقطع لؤلؤ من عينيها الضيقتين
../ إنــتي ..مـــوافقَــة ؟
ثم أحاطت كتفها النحيل بذراعيها وهي تحتضنها بقوة
أربتكتها ..
../ كُنــــت أحســبهم غاصبينك .. بس الحمدلله .. حتى أخوي يبيك ..
عقَدت حاجبيها وصوت صفير كآلة مُعطَلة يصَدر من صميم قلبها ..
../ وشلون ؟
الأخرى تُكملْ بحماس
../ أبـــوي قاله .. هو وافق .. أحس إني مبسوطة بتعيشين عندنا
إزدردت ريقها بصعوبَة مؤلمة
جعلتها تطرق للأمام بوجع ..
فسألتها " خديجة " بخوف
../ وش فيك ؟ ... فيه شيء يعورك
رفعت رأسها بصعوبة وهي تقاوم ذلك الزخم القادم نحوها
ليفتك بعقلها
../ لا ما فيه شيء .. و الله كبرتي .. وشكلك تغّير ..
رفعت كتفيها بغرور وهي تقول
../ والله .. أعجبك ..
ابتسمت لها الأخرى بدون أن تجيب فأكملت هي بمرح
../ هي كُل أبو إللي غبتيه سنة .. ما حد يتغير بسنة .. المرة الجاية سافري أكثر .. واتغير زيااادة .. ولا آآآآ .. خوذيني معااك أحسسسن
" سافرت " .. إذاً هي تجلس أمام براءة محضَة لا تعرف عن ما ضيها شيء ..
لتكُمل " خديجة " وكأنها وجدت من تبحث عنه طويلاً
../ تذكرين أيام زمااان يوم كُنا نخرج برا في الحديقة إلي ورا .. و نشغل المسجل على أعلى شيء .. بعدين يشتكون مرت عمي .. أم صالح ..و يجي أبوي .. و يمسح بنا البلاط .. ويعاقبنا .. و تذكرين بعد يوم كنا نخرج للمول و .................
تٌتابع كلامتها بوجع .. و تقوس ألم يرتسم على شفتيها في خفاء
في عمق روحها ..،
بينما السعادة تنضَح من مقلتي " خديجة " النديتين .. لتقطع كُل هذا بقولها
../ اللحيـن إنتي بثاني متوسط .. ؟؟؟
حّركت الأخرى رأسها بالإيجاااب .. وهي تقول
../ إيييييه .. و الله عندنا الأسبوع الجاي .. و أنا ما ذاكرت شيء .. أصلاً أبلة فريدة قالت لي ..........
و أتكأت على يدها تتأمل ثرثرتها .. ستتركها تفعل ذلك
على الأقل هي أكثر تشويقاً .. من ريم
بعد بٌرهة
رفعت معصمها وهي لترى ساعتها ثم قالت لها
../ خدووجة .. تأخر الوقت .. لازم تروحين بيتكم بكرا دوام
إحتضَنت كفيها في راحتيها
../ والله مبسوووووووووووطة .. إننا رجعنا لبعض
يا ألهي .. بدت لها خدوج تعيش المراهقَة حقاً .. بمصطَلحاتها العجيبة .. جعلها ذلك تبتسم بصَدق
../ لا لازم تروحين اللحين .. و بكرة تعالي وكمَلي سوالف .. لين ما تملين
نهضَت بيأس من مقعدها اتجهت للباب الذي فُتح لتدخل إحدى الخادمات وتلقي نفسها على السرير بتعب
التفتت نحو هديل بمفاجأة
../ أوووبس نسيت ما أسألك .. إنتي لييش تنامين بغرفة الخدمات ..
توقعت سؤالها مُنذ البداية , وأعدت جوابها
فحّركت كتفيها بلا مُبالاة وهي تقول
.../ غرفتي تحتاج تصَليح .. ومدري متى بيخلصونها .. يالله حبيبتي لازم تحركين بسرعة .. وتعالي بكرة بنتظرك انا
حّركت رأسها
../ زيــــــن بروح .. طيب نامي عند جدتي
زفرت بصبر
../ ما يصَلح جدتي دايم الناس داخلة وخارجة من عندها ما بأخذ راحتي ..
حّرك رأسها بالإيجاب وهي ترد
../ صح أحسن لك هنا ... متخبيّة
وصَلت إلى الباب ثم أستدارت مرة اُخرى لها
../ هدوولة .. تدري إن أمي ما تدري إني عندك .. ولا بتموتني .. لكَن بكرة بجيك بالدس بعد .. أنتظريني
وخرجت لتغلق الباب بقوة
انزعجت الخادمَة التي قالت جُمل عديدة غير مفهومة
لتعود بعدها للنوم ..
عادت هديل للإستلقاء على فراشها .. تناجي أفكارها
المتزاحمة في رأسها ..
هو يريدها أذن ..؟ .. هل سيكون مفتاح للسعادة الأن
تعبت من أيام الشقاء قبلاً .. و ستشَحن كُل شعور من الجليد في قلبها ..؛ لترتديه ..
لن تبكي أبداً .. بل ستبتسم على الدوام
ومن العجيب لدى قلبها ..
أنها تعشق إكمال مسلسلاتها حتى النهاية
و ستتحمل إلى ذلك الحين ..
لتشهد نهايتها هي
حّركت شفتيها تطَرد أفكارها ؛ لتهدئ وتنام
وشفتيها تدعوا الله برجاء .. مُلح
../ .." يارب صبّرني .. وقويـني "
لا حول ولا قوة إلا بالله
>
مرت من الأيام ما يكفي ليقربها أكثر من هذا اليوم
بقيت تتذكر كلمات خديجة .. البسيطَة
وهي تتأمل إيماءات ريم التي تحدثّها بسعادة عن إستعدادتها
لو لم يحدث ما حدث .. لكانت عروس أكثر نقاءاً على الأقل
لكانت مثل عمتها هذه .. وربما أكثر سعادة
لكَن الأخيرة ليست من نصيبها وهذا ما أقنعت نفسها به طيلة الأيام الماضية
لن تُعاند أي رغبَة قادوها نحوها
ولن ترفض حتى لصاحب الشأن أي طلب ..
سترجوه حين يراها أن تعمَل خادمة في منزله ..
على الأقل ستكون خادمة بإمتيازات أفضَل
و لن تُمانع إن تزوج عليها .. بل ستحضَر وليمة زفافه
بلا شُعور .. ؛ لأنها هي من قتلت مشاعرها منذ هذه اللحظَة
تحدثت الأخرى فأطالت .. تذكَر هديل أنها سمعت بضَع أشياء عن " مُفاجأة وهدية "
لكَنها لم تُكَلف نفسها عناء السؤال .. ..
إتكئت ريم و التي بدت مُتعبَة من إسرافها في الكلام
وهي تقول
../ قرقرت واجد .. مو ؟
ابتسمت بصعوبة وهي تحاول أن تبدو طبيعية أكثر مما يجب
../ مدري وش فيه وجهي يحمّسكم تسولفون عليه هالكثر
انطلقت ضحكة صافية وعيناها تلمعان
../ ههههههههههههههههه .. و إنتي الصادقة .. فيك شيء يشَد إن الواحد يسولف عليك .. مدري وشلون اوصف لك .. هههههه .. بس مين غيري عّور راسك
أجابتها ببساطة
.../ خدوج
أمتلئ وجه الأخرى بملامح صدمة ..
../ من جدّك ؟
تأملت ملامحها باستغراب وهي تكتفي بالإيماء إيجاباً
ليتقّوس شفتا الأخرى إلى الأعلى
../ ههههههههههههههههههههه .. أجل كانت تقول كذا عشان تجي لك .. ههههههههه
ابتسمت لضَحكتها
../ وش تقول ؟
../ ههههههههههه .. وحدة مرة شفت أمها تسألها وين رايحة .. تقول .. عند شغالة جدتي .. تقول كانت مدرسة إنجليزي في بلادهاااا .. هههههههههههههههه .. وأمها تحسّب إنها تجلس تذاكر ... وحنّا نمدحها على الدفَرة ..
اتسعت إبتسامة هديل بصَدق واضح هذه المرة
../ والله حركات ذا البنت .. صار مدرسة إنجليزي .. ههههه .. وأنا أقول ليش دايم معاها شنطتها ههههه
أكمَلت ريم
../ لاآآ وذاك اليوم .. جاتنا لابسة لبس .. خخخخخخ ياقالك ع الموضة .. أمي من شاا
ثم قفزت من جلستها وهي تضرب جبينها بقوة
../ يا ويلي وأنا أقوووول .. لييييش جيييت ..؟ أمي تبييييك ..
اتعست عينيا بصدمة
../ لك فوق الساعة .. تسولفين ما تذكرتي ..
أمسكت بذراعها بسرعة وهي تهمس لها على عجل
../ يالله .. يالله .. قومـــي .. بتقتلني أمي
وصَلت معاها إلى الباب حين أمسكت بقبضَتها لأبعدها
.../ أول تأكدي .. جاها أحد أو لا ..
أختفت لدقائق ثم عادت بعدها ..
لتخبرني أن لا أحد هُناك
دلفت لحجرتها التي تحمَل رائحة دخون مميزة خاصَة بها
الدفء في هذه الزوايا أكبر من طاقتها
إرتجف قلبها وهي تسمع صوتها الحبيب يدعوها
../ وعليكم السلام
هل ألقت السلام بدون أن تعي أم ماذا ؟
حاولت التركيز أكثر وهي ترى قلقها
../ تعاالي يمّتس .. قّربي .. وشلونتس .. وش فيتس ؟
ابتسمت لها وهي تقبّل يدها ورأسها براحة تهّز قلبها
../ بخير جعلني الأولة .. مافيني إلي العافية .. إنتي وشلونك .. جعلني فدا راسك ؟
تراجعت إلى الوراء وهي تمسك بقبضَتي هديل بين يديها
متجاهلة سؤالها الأول
../ .. أجل وشو له تقول ريم إنك ما تأكليـن ..
ألتفتت نحو عمتها باستغراب .. بينما قالت الأخرى بارتباك
.../ إيه يمه .. قلت لك أخرتني .. جلست أحاول فيها تأكل .. وأكلت شوي
مطّت شفتيها وهي تجيب على كُل ذلك القلق في عيني جدتها.. وهي تقترب منها لتقبّل رأسها مجدداً
../ إيه .. يمّه .. تعب و زال الحمدلله .. ماقلتي لي شلونك يا ميمتي ؟
مدّت قدميها أمامها بتعب .. وهي تقول بهمس
../ بخييير . ياربي لك الحمد.. يومنّي أشوفك بخير .. و تضحكـــين ..
أمسكت هديل بقدميها الهزيلتين وراحت تضغَط عليها بلطف شديد .. بتكتفي بابتسامة صنعتها لتعدها هي لا لتفرح قلبها ..
لتقول ريم بمرح .. مُفعم بسعادتها
../ إيييييييييييييييه .. لنااا الله .. اللحين وأنا ما ودكّ تشوفيني أضَحك
ابتسمت لها بحنان وهي تقول
.../ إنتي ماشاء الله عليتس ما شوفك غييير تضاحكين كنّتس بقرة .. جعلني ما شوف دموعك
أحتضَنتها بمودَة وهي تقول
../ اللحين مدري ..ذي مدحة و لا سبّة ..
دفعتها هديل بخفّة
../ وخّري .. بتعورين ميمتي ..
شدّت من ذراعيها المحيطَة بها
../ رووووحي هناك .. هذي أمي قبلك ..
ابتسمت هديل بعُمق .. و هي ترجو أن تعود أمها ليوم واحد فقط .. لن تتكلم معها .. بل فقط , لتحتضَنها
انصرفت الريم لمشاغلها ...
وبقيت هديل .. وجدتها بمفردها ..
لتهمس الأخيرة للأولى .. بحُب دافئ
../ يمّه تعبت يدّك وإنتي تهّمزين ..
../ لا والله .. ما تعبت .. خلّيني كذا مستانسة
ابتسمت لها وهي تقول بذات الحُب المتدفق نحو قلب تلك اليتيمة
../ هديل .. ناقصَك شيء .. محتاجة شيء وأنا أمك ؟
كسَرت نظرها نحو الأرض .. فهي لا تحتاج لشيء سوى الأختلاء بنفسها ...
والآن حالاً .. المزيد من المشاعر الكثيفة كتلك تؤرقها
فشحن البرود لم يترك سوى ابتسامات تصنعها عبثاً على وجهها ..
../ لا جعلني ما خلا منّك .. ما احتاج إلا رضى ربي عنّي
همست لها بصَدق وهي تقتل دمعَة انزلقت على مسار من التجاعيد التي تحّلق حول عينيها لتوأزِرها
../ يا أمتس .. أنا كلمت تركان أمس .. و مصّعت أذونه .. وحذّرته .. والله لو يدوس لتس على طرف .. لا أنتف شنبه .. وما همّني
قبّلت قدمَها حيث تجلس هي .. وبلا شعور تركت رأسها مُمرغ هُناك
قلبها المغطّي بكُل تلك الأوشَحة .. ليخفي خلفها معالم أي شعور .. تركته بجوارها ..
لتسحب الأولى قدميها و يدنو رأس الأخرى من حِجرها
تبكي تلك بصَمت لحالها ..
بينما بقيت الأخرى في حضَنها صامتَة تنعُم
بمشاعر دافئة تتسرب إلى قلبها ..
مّرت الأيام .. تتلوها اٌخرى
دائماً تلك الثواني التي لا نُريدها .. تقفز سريعاً نحونا
لتفاجئنا من خلفِنا
الليلة هي ليلة عَقد القرآن ..
الباحة الأمامية مُضاءة المصابيح المتوهجة .. و أنتشرت التيازير على جوانب .. و البُسط الحمراء تتوهج بشغف لهذه الليلة و مجالس مفتوحة على مصراعيها .. تدعو كُل من يمر بجوارها ..
الجميع يتحّرك بسرعة على نحو ملحوظ .. وصلوا الضيوف الأكثر قرابة أولاً ..
العروسَة في حجرتها تحت يدا المُزينة .. بينما
يتمايلن بنات الأخوة بين الغرف بفساتينهم و زينتهم
بسعادة يجبرهم هذا الجو على تذوقها
إلا هي
تجلس على ذات السرير .. وفي غُرفتها المظَلمة
حتى الغرفة بدت مختلفة وهي ترتدي الثوب البرتقالي
المتسرب لها من النافذة ..
شعرها مُبلل .. و عيناها الواهنتين .. ملامحها الساكنة وهي تتأمل الفراغ بصَمت ..
جالت نظرها بالغُرفة وتوقفت في نقطَة
حيث تقبع هدّية فُك رباطها
يبتسم عقلها لتلك الذكرى وكأنها تراها
"
../ أول شيء أقري الكرت ؟
نظَرت إلى الكرت الوردي المربوط أعلى عُقدة الهدية
" مبرووووك يا أجمل و أحلى وأخف و أنحف و .... عروسة بالدنيا ..
إلي يحبونك
ريم و ..... خدووووووووووووووووووووووج "
همست لها ريم بإستياء
../ أدري الكرت خاايس سلامتك .. بس هاذي خديجة وذوقها في الكلام ..
رفعت خديجة حاجبيها بقهر وهي تقول
../ أحمدي ربك خرجت معاااكِ لـسوووق ..
قلت بإهتمام
../ خدوج .. عييب .. هاذي عمّتك
وضَعت ريم يدها على خصرها وهي تقول بسخرية
../ ذي تعرف عمّتك ولا جدّتك .. ما تحشم أحد
فتحت خديجة عينيها على آخرها
.. /أنااااااااااا كذااااا .. طيب طيب .. إلي يشترك معاك بشغلة مرة ثانية
قّلبت شفتيها بلامُبالاة
../ أحسسسسن .. هديل وش رايك بذوقي
قفزت خديجة أمامها
../ لاآآآآآآآآآآآآ .. تكذب ترا الهدية من ذوقييي .. أنا حتى هي من قوة ما عجبها .. أشترت اللون الثاني من وراي
نظَرت إليها " ريم " بصدمة :
../ وششششششش عرفففففففففك .. يالداهية
لكزتها هديل وهي تبتسم لهم
../ بسم الله عليها .. وبعدين معكم .. يعني وشلون أفتحها ولا ..؟
خديجة بمرح
.../ إيه إيه .. يالله .. أفتحيها
حّركت هديل يدها لتفتح العقدة الجميلة المثبتة بإحكام
ثم أمسكت بها " خديجة " وهي تقول بسرعة
../ أساااعدك أحسسسسسن ..
ضَربت ريم يدها
../ أبعدي يدّك .. خليها هي تفتحها
نجحت في إزالتها وهي تفتح الغلاف
فتحت الصندوق الصغير لتفاجئ بكيس أسود
رفعته أمامها وفتحت " السحاب " الطويل
وذهلت .. مما رأت .. فستان عودي نااااعم للغايــة
لم تتأمله طويلاً لأن جسد خديجة حجب عنها الرؤيا
وهي تحمله أمامها وتلقيه على السرير
../ شوفيه زيــــن ..
تأملته وشيء ما يغشّي عينيها ..
../ كلفّتوا على أنفسكم .. شُكراً
ضربت بيدها على ذراعها ..
../ يا حليلك .. عمتوو شفتي وجهها يوم شافته .. يوه وش فيييييييك ؟
أحتضَنتها ريم بقّوة وهي تهمس في أذنها بصدق
../ " الله يوفـــقك .."
"
ذكرى حمراء قانية كلون الفستان ..
جميــل للغاية .. لكَن قلبها البارد .. قتل كُل شعور
قد تشعر به حينها ..
لم تكِل من النظَر إليه .. و هي سعيدة بذلك
هو جميل ويستحق أن ترتديه أمرأة أكثر سعادة منها
وضَعت رأسها على ركبتيها وهي تحيطها بيديها
لم تَنم طيلة الساعات الماضيّة .. ترجو القليل منه فقط
لكَن لا شيء منه قد ألتهم عينيها ..
يأست من النوم
فنهضَت لمحرابها .. فالجميع مشغولون بسعادتهم القصير ة
وهي مشغولة بتعاسة لا تنقضَي
فليس لها سوى الصلاة .. تؤنسها في وحشَة الأسوداد البرتقالي .. من حولها
صَلت مقاميـن او أكثر ربما ..
حين شعرت وهي على نهاية صلاتها بأحدهم يدلف الغرفة بقوة ..
أنتهت من صلاتها ثم ألتفتت مُباشرة الذي أشعل الإضاءة
.../ يووووووووووووو .. وش ذا .. ما سويتي بنفسك شيء ؟
تؤلمها جُمل خديجة دائماً .. لكَنها تجعلها تَشعر أنها أكثر فقراً منها مُذنبة
قالت بسرعة
../ طيب جهّزي نفسك .. بتنزل لك الكوفيرا اللحين
حّركت رأسها ببطء .. وهي تخلع جلالها بدون أن تجيب
ثم سألتها
../ ليش ما لبستي ؟
ابتسمت لها وهي تجلس إلي جوارها
../ مخليته مُفاجأة ..
دقائق طرقت بعدها دلفت بعدها الخادمة تتبعها إمراءة بدينة .. علمت أنها " المُزينة "
بدأت تعمَل في وجهها .. وقلبها يطرق بقوة في إذنيها
فساعة الصفر قد أقتربت كثيراً
أستأذنتهم خديجة و خرجت لتكمَل زينتها و ترجع
بينما بقيت هي .. تنتقل عبثاً بين يدي تلك المزينة
مّرت ساعة و أخرى و قد أنتهت من تصفيف شعرها
تظُنها قد سألتها كثيراً ..
و تظَن أنها أكتفت بهّز رأسها في أغلب الأمر
لتهرب من عناء لفظ الإجابة
انتهت الأولى منها وهي تزفّها أمامها نحو فُستانها
بعبارات إطراء لم تسمعها كُلها .. وقلبها يخفق
فهل هي جميلة حقاً .. لتكون كما تقول
كانت في شغف لتأمل شكلها في المراءة لكَنها
منعتها وهي تقول
../ لاآآآآ .. شوفي نفسك بالفستان مرة وحدة
أنصاعت لأوامرها .. و أرتدته لكَن ملمسه هذه الليلة
كان مختلفاً عن أول مرة .. أكثر برودة ونعومَة
خرجت لها وهي تجر ذيله الطويل من خلفها
حتى وصَلت إليها وهي تقف على مقربة من المرايا
نظَرت إلى شكلها
ذهول اعتراها وهي تشعر بتلك القشعريرة الباردة تسري من أول عنقها حتى أخمص قدميها
وببلاهَة محضَة نطقت
../ هاذي أنـآ ..
أحياناً .. نرتدي أقنعَة .. لنكذب بها أمام الأخرين
فنصدق نَحن تلك الكذبَة ..
جلست على السرير القابع أمام مراءه
لتتأمل نفسها وحسب .. بدت كسيدَة أسطوريّة من العصور الوسطى .. بتسريحة شعرها التي رفعَت أغلبه
فتوسط رأسها لا أعلاه .. قصّرت كثيراً من غّرتها لتغطّي جبينها فحَسب ..
بينما بدآ مكياجها غاية في الجمال .. لكنها لا ترى كُل تلك التفاصيل
دخَلت عليها .. " خديجة " التي كان ترتدي فُستان عودي أيضاً ..
لكَنه بدا لها قصيراً و عاري للغاية
والتي أطلقت صفيراً .. مرتفعا عندما رأتها
../ وآآآآآآآآآآآآآآآآآآو .. هديل تجننين ..
قرصتها وهي تقول
../ أرخي صوووتك ..
وضَعت يدها على فمها وهي تقول
.../ وي .. نسيييت .. البيت ملياااان ناس .. و أبيك تطلعين فوق ..
../ ليييش ؟
../ لأن الزفة من فوق ..
فركت جبينها بأناملها وهي تقول
../ وش بنسوي ؟
أجابتها
../ بنطلع من باب الحديقة من ورا .. بس ياليتك مالبستي الفستان ..
همست
../ بس مشوار من الدرج إلي ورا .. إلين غرفة عمتي
حّركت رأسها بالنفي
../ لاآآ .. بندخل غرفة أبلة أسيل ..
تجاهلت ذلك اللقب .. وهي تنهَض لتتبعها
هل ستدخُل حجرتها حقاً ..؟
هل سترى صومعة توأمها مجدداً .. تفتقدها بشَدة .. و هي على يقين بتهربها
أوصَدت على عقلها وقلبها وهي تشَد من قبضَتها التي تمسح كومة من الفستان لترفعه عن الأرض
و سريعاً.. كانتا في الأعلى
لم تكُن في الحجرة أبداً ليس سوى ريم التي بدت كأميرة في لباسها .. ابتسمت وهي تتأمل فستانها الفيروزي
لتقول خديجة بإستهزاء
../ شوووفوا التقليد يا نااااااس ..
حّركت ريم يدها امامها وهي تصرخ لها بغضب
../ أسكتي لا أكفّخك .. أخلاقي واصلة للسطح ..
ثم التفتت لـهديل التي جلست إلي جوارها
../ ها هديل .. كيف النفسّية ؟؟؟
أمالت شفتيها بلامُبالاة باردة
عكَس ما يخفيه جوفها
../ عااادي .. وإنتي ؟
اتسعت عينا ريم بدهشة لثواني , بعدها أدركت معنى شعور الأخرى
لتخفض بصرها أمامها وهي تقول بخوف
.../ خااااايفة حيييييل .. وقلبي يضرب فإذني
ابتسمت لها هديل دون أن تجيب
هل لها الحق أن تشعر بذات الشعور .. حتى حُمرت الخجل التي تعتلي وجنتّي الريم
لا تنعكس سوى أصفرار ما في وجهها
هي ليست عروس تُزف لخدرها أول مرة ..... وهكذا أقتنعت نفسها تماماً
نقرات عدّة على الباب.. بعدها دلفت " فاتن "
إبنت عم هديل وهي تبعد خصلات غُرتها من أمام عينيها
تتوقف بمفاجأة أمام جسد هديل .. التي أشاحت بنظرها بعيداً عنها بخجَل من حدة نظراتها
وهي تسأل بذهول
../ من ذي ؟؟؟؟؟؟؟؟
لكَزتها خديجة وهمست لها ..
فازدردت ريقها و اختفى لون وجهها فجأة
وهي تقترب من الريم وتهمس لها
ذلك الهمس أفلتت بعض جُمله لتصَل لهديل
" و من قال إنها بتنزف معك .. زين يا ويلك من أمي ..بنشوف "
خرجت و اختفت لدقائق
بعدها عادت بدفتر وقعت " ريم " و تتلوها " هديل "
وقعت على ذلك السجَل وعيناها تلتهم موضع يدها فقط .. بلا شعور أبداً
ثم
ابتعدت عنها وهي تقول
../ برجع الدفتر و بجيكم .. أبيكم توقفون هنا .. لين تسمعون دقة الزفة فنبدأ ننزل ..
ابتسمت خديجة وهي تقف أمامنا ومّلوحة بيدها
.../ بنزل أتأملكم من زاوية الحضور ... خخخخخخ سلام
ضحَكت الريم باضطراب .. و ابتسمت هديل
نهضَت الريم و أمسكت بيد الأخرى لتساعدها على النهوض
فقد كانت كُل أطرافها..... نااائمة تماماً
ويدها قالب من جليد
شّدت ريم من قبضَتها على يدها وهي تبتسم لها مُشجّعة
حينما تنَهى إلى مسامعهم صوت الطبول ..
التي بانت وكأنها تقرع في داخل قلبها هي
و خطوات باردة ميتة من قدمها على الدرج
و دهسها المُستمر للورد المفروش في طريقها .. يحطّم قلبها أكثر
إلتعمت وجوه الحتضرين أمامها
فبدوا متشابهين بالنسبَة لها ..
اقتربت من المنصَة و هي تسمع همساتهم في عقلها
" وآآآآو .. ياليت لو خطبناها هي لأخوي "
" شوفوا ذيك أم العودي .. بالله مو أحلى ..؟؟ "
"إيه واضح .. لجل كذا أكره الزواجات الجماعية .. خخخخخ "
"من ذي أم العودي ... تقرب لكم "
دمعَة حمقاء صغيرة تعّلقت في عينيها .. وهي تستوي جالسة بجوار عمتها
تشعر بالخيانة .. دون أن تفعَل أي شيء ؟
أشكال كثيرة لا تعرفها أبداً.. أعينهم المتلصصة تراقبها هي فقط
بدأ الرقص و الحركة المستمرة .. حتى شعرت أن شيء ما سيتداعى هُنا
كُل من يُسّلم على الريم .. وقف يصافحها و يتأملها ببرهَة
همهمات العجائز تصلها
" الله يحفظ لتس جمالتس " , " تبارك الرحمن رضّي والدين من هو بيضويبتس
"
و ابتسامة مقوسَة علت شفتيها حينما أعلنوا أن العريسين سيدلفان معاً
وكان ذلك مع تفرق جموع النساء للعشاء ... وبقاء القليل منهن ..
نظَرت بتوتر نحو الريم .. وهي تهمس ب
../ مو هذا إلي أتفقنا عليه
فتحولت ابتسامتها لضَحك
وهي تقول بمرحْ
../ هذي المفاجأة إلي قلت لك عنها ..؟
../ ريييم أنطقي وش إلي بيصير ؟؟؟؟؟؟؟؟
../ هديل .. كِل إلي داخلييين محارمك
و غرق عقلها في ظَلام الجملة الأخيرة
أتساقطُ
أوراقًا عُرْيُها الأشجارُ
لأرافقَكِ
إلى حيثُ لا عُمقَ ولا صدى
أيَّتُها الدموع.*
( سوزان )
دآمّ أنّت آدّرْى بالّمْعاَليّق .. وادرّىْ
...... بان " الأمآنْ " الّيوْم فّارْد .... جّناحْه !
أرجّوْگ خّل الَجرحّ بْاّلقّلْبَ .. ذگرْى
...... بعّض الجّروْح آحّس فْيّها ...... بّرآحْه !
..
..
..
|