كاتب الموضوع :
بياض الصبح
المنتدى :
القصص المكتمله
اللذّة السابعة عشر
هكذا مضَت الأيام .. أنسلت أسابيع قليلة من تاريخ حياتهم
بدأت لبعضَهم كثقوب سوداء , والأخرين تشعّ ضوءا حد الانبهار
وبالنسبة لها هي , كانت سودآء كالحَة
كحال الضجيج الذي ينسف كُل شعور لها في هذه
اللحظَة ..
تتناول حبّات الوحدة بأقبح طريقَة وأكثرها قذارة
في حين من الوآجب أن تبدو أكثر سعادَة
مع هذا النبأ السار
سعيدَة هي من أجلها , ولكَن تعاستها أكثر عُمقاً منها
فتركت على ملامحها أثر ..
خاصٌ بها !
.
نهضَت بتثاقل نحو باب الحجرة
التي حفظَت تفاصيلها شبراً شبراً
فتّشَتْهَا كُلّهُا عَدَآ تِلْكَ البُقْعَة المُحَرّمَة ,
والتي لا تجرؤ على الإقتراب منها
×
وقفت طويلاً أمام الباب وعيناها تراقب مزلاجه بحذر
كأنها تخال أحداً يُحّركه ؛ لتنقضّ هي عليه بضراوة
مسلسل تصنعه لنفسها دائماً .. ,
لكَن كُل شيء حولها ساكن
سوى من حفيف الأشجار بالخارج
تكره الصمت الذي يشعرها أن كُل ما حولها يثرثر
في روحها بلا توقف ..
استدارت نحو النافذَة لفكَرة خطرت في بالها
لكّنها أزاحتها بقسوة
مدركَةً للعواقب
صوتٌ مرتفع صدر من داخلها لثانية أو جزءٍ منها
أمسكت بطنها بألم ،
ستنشق جوعاً هُنا ، بينما ينعم الوحش في الخارج بالطعام
تحركت في الحجرة بإعياء , ما لبثت أن سقطت في ذات
النقطَة التي بدأت منها .. !
وهي تتنفس بتعب ،
قامت وهي تبذل مجهوداً خُرافياً لتسكّن روحها
الضعيفَة الجائعَة .. والمضطربة فوقها
فتحته ببطء شديد ..
استنشقت رائحَة المكان بقّوة ثم زفرت براحَة
لا رآئحَة عالقة .. أي لا بشري هُنآ
و كما خمّنت تماماً
وصَلت للمطَبخ بحثت عم ما يصَلح أكله فلم تجد سوى القليل
القليل من ما يستطيع أن يسكت جوعها ليوم وآخر فقط
ابتسمت ببعض من السعادة فالمهم أن تهدئ في هذه اللحظَة
أخذت ما شاء لها أن تأخذ ثم تحّركت نحو مكمنها من جديد
ولكَن ببطء هذه المرة
أغلقت الباب ثم .. بدأت تأكل بِنَهَم
انتهى الطبق أمامها ولم ينتهي جوعها بعد
ولكنها همست
../ الحمدلله
دارت حول المكان لساعة وأخرى
ترتجي النوم يأتي ليسلّيها
لكَن لا شيء ، عيناها متسعتان لأخر مدى
و هي تراقب النافذة التي بدت وكأنها تطَل على صورة
جامدَة .. إلا من إهتزاز للرياح بين الفينَة والأخرى
فجأة رأت شيئاً مختلفاً
شخص ما تجاوز المنطقة ليظهر في تلك الصورة
لم تره من قبل ..,
مُسِن يتقدم نحو المنزل ببطء ويمسك بأطباق معدنية بين يديه
بدآ لها مظهره المتسخْ ووجهه المترهّل مخيفاً لأقصى درجَة
اختفت خلف الستار
وتركت قلبها ينبضَ بشدَة وهي تلمحه يقترب
من الباب ..
وكتمت شهقتها وهي تراه ينقر عليه ..
أغمض عيناها وطرقاته المتتالية على الباب تتزايد
ثم سمعت صوته الحادَ يصرخ
بإسمها .. ~
فتحت عيناها بقوة وهي تعاود النظَر لها
../ عارف إسمي بعد .. مــن هــذا ؟
لكَن عيناها الضيقتان اتسعت بصَدمة حقيقة
حين أخرج المٌفتاح من جيبَه وفتح الباب ببساطة
ودخَل
طفرت دمعَة لا إرادياً من عينيها
وهي تتحرك مسرعة لبابها تتأكد من قٌفلها
ثم عاد للنافذّة لتضَمن منفذاً للهرب
لكَن .. الهدوء ساد المكان عكَس ما توقعَت
../ وين راح ؟
دقائق تلت قولها هذا ..
حتى رأت ظّل قدميه أمام الباب
وصوت إصتكاك الأواني الممتلئة بين يديه
وصوته هو يقول
../ يابنتي .. جبت لشّ عشـآش ..
ثم رحَل ..
تأملت بعينيها الساكنتان رحيلَه
خطواته العرجاء قليلاً .. و تلك الهالة التي تحيط به
لم تحدد أي شعور هذا الذي نالها منذ رأته
أخافها تصَرفه ..
لكَنها بدأت تدرك الأمور
لقد تزوجها صقر لكَي يغطّي فضيحتها
ثم لكي يلقيها في هذا المكان
ليكون حارسهم .. وآلدها ..
ابتسمت لقبح تلك الفكَرة
لكَن ألم كهذا يبدو أكثر لطافَة من أن يأتي
ليفرض .. مكانه ويمارس حقوقه كزوج حقيقي لها
أبتلعت أفكارها بصعوبَة
وهي تقترب من الباب ,
فتحته ببطء .. وأخذت الأواني .. ثم أغلقت بسرعة
أزاحت الغطاء عنها ..
فزمّت أنفها من رائحَة الزنجبيل العتيق
الذي داهم أنفها ثم كأنه أزكمها ..
تذّوقته ، لذيذ ..
أو ربما مُختلف عن ما إعتادت أكُله منذ سنة و شهور
بدأت في أكله بنهم .. وهي تهمس لنفسها
../ هوّ لذيذ .. بس تارسه زنجبيل .. لكن طبخه مو سيء أبد
أنهته ثم ازاحته جانباً وهي تشعر بحرارة الزنجبيل
تشتعل في داخلها .. خرجت تبحث عن مياه
فلم تجد سوى عُلبه صغيرة ..
عادت لحجرتها سريعاً .. وهي تقول
.../ ميسون راحت بدون ما تقول إذا ما فيه شيء في المطبخ أو
هه .. من متى الاهتمام يا صبا ؟
عقَدت حاجبيها وهي تتابع الحديث مع نفسها
../ بس وش من متى الاهتمام .. لازم أهتم .. مو خلاص بعيش هنا .. ندى ماعاد بتجيني .. و ميسون ولدت .. يعني خلاص بكون لحالي
.. لازم أتكلم وأثبت حضوري
ابتسامة سخريَة طالت شفتيها وهي تلاحظ بجلاء
تغيّرها .. لم تعد صبا القديمَة أبداً ..
أصبحت شخص لا يشبهها تماما ,
هكذا صنعها السجنَ ..
و الآن ستشكَلها الوحدَة كما تريد
حزنٌ بكثافةِ حاجبيْنِ مَعْقُودَيْنِ
عينان مغمضتان على غصّة
نصف إبتسّامة
طوق ذرآع
أقواس بـِ أقطابها أقاوم
جاذبية فوّهة سوداء
انكسرت مرة
انكسرت مرتين
كل موت يتكرر
كل الطرق تؤدي إلي ذات الألم *
* سوزان بتصرّف
*
قّوست شفتيها بألم وهي تتأمل ملامحه المعرضَة
عنها بقوة ..و صوته الصارم يقول
../ كلمَة وما أبغى أثنّيها يا ندى .. لو تعديتي عتبة الباب ياويلك ..
حاولت أن تبدو أكثر ليناً أمام إعتراضَه
../ طيب أنا نفسي أفهم ..؟ ليش لا
نظَر لها بقّوة بدآ لها وكأنها اخترقتها
../ كذا .. بس كذا .. أنا ناقص صقر عشان تكلمينها إنتي ..
هو رجّال و قلنا معليش عيبه معاه .. لكَن إنتي بنّية وعيب تبيتين في غير بيت أهلك ..
../ بس يا بوي هذا بيت خالتي .. يعني كأنه بيت أمي الله يرحمها .. و بنتها صديقتي .. مريضَة و انآ جالسة معاها
../ ليش وبنتها ما عندها أهل يعتنون فيها ..
زفرت بتعب وهي تحاول أن تبدو أكثر هدوءاً
لتستدرجه صوتها الذي بدأ يلين
.../ إلا يبا .. عندها .. بس تدري منيرة في بيت زوجها .. وأمها حرمة عجوز ما تقدر ع الدرج
نهضَ وهو يضَرب بعصاه الطويلة أمامه
كعلامَة لإنهاء الحديث
../ أجل خليها تنزل لها .. و خرجه يا ندى لغير الدوام ما فيه
و رحَل
هكذا اعتادته يراقب كُل تحركاتها
لذا كانت أيامها مع صبا .. مُترعة بالقلق و التوجس
لقد جعله صقر مًفرط في الحذر أكثر من ذي قبل
يشك فيه حتى النخاع
لكَن الأول يصر على أن يجعَل الأمر طي الكتمان
و المشكَلة أنها هُزمت في النهايَة
فلا طاقَة لها للحديث مع الأول و إقناعه
و الأخر مثله تماماً
ليس في يديها شيء ..
سوى أنها تركت يدها تحتضَن رأسها تواسيها وشفتيها
تنطَق بهمس
../ محد راح فيها .. غيرك يا صبآ ... الله يقويك
خرجت الدعوة الأخيرة صادقة
من قلبها .. !
رغُم كُل ذلك التغير الذي طرأ على صديقتها
إلا أنها تؤمن بإخلاص أنها ما زالت تحمل في داخلها ذات القلب المترع بالدلال ..
ذاته القلب الذكي المثقف المتوقد بالحماس
كانت تحذرها من اندفاعها في كُل الأمور
لكَن الأولى كانت تخرج من تحذيراتها بتهكمات قليلة
تُنهي بها الموضوع
أما الآن فلن تساعدها تلك القسوة واللا مُبالاة المرسومة
على ملامحها أن تواجه صقر !
فهو سيدهما .. لكَن شيء ما أقضّ مضجعها طويلاً ..
كثيراً ما يراودها شعور .. يحوي صقر بين جنباته
وأخشَى ما تخشاه
أن يكون ظّنها صحيحاً
نظَرت للأعلى وهي تفكَر
../ وش تسوين اللحين يا صبا .. قابلِك ولا ما بعد شافِك !
و ليس لها سوى أن تتخيل و تنتظر
لكَن رغبة غريبَة دافعها . . " جرأة قوية " !
جعلتها تلتقط هاتفها ,
لتحادثه .. أنتظَر الرنين ، ،
الذي تواصَل طويلاً ثم انقطع
عضّت شفتيها بألم حين حلّق خيالها لتلك النقطَة
لأول مرة تتصَل و لا تلقى جواباً
نهضَت وأخذت تذرع في الغرفة ذهاباً و إياباً
ثم توقفت تراقب شاشَة هاتفها
وهي تهمس بصَدق :
../ يالله إنك تستر
*
../ أوقف زين يا ولد
وضَعت ملابسه العلوية جانباًَ
فأحتضَن جسده الصغير بكفيه
وهو يهمس بِ
../ برررد
ابتسمت له وهي تعود بملابس أخرى
../ هاذي جزاة إلي يوسخ ملابسَه .. يالله أرفع يدّك
رفع ذراعيه للأعلى
فاتسعت عيناها بصدمة حين وقعت على ذلك الشيء
في جانب بطَنه الأيمن
لمسته بإصابع مرتجفة وهي تقول بألم
../ مين سوا فيك كذا يا ماما ؟
نظَر إلى ما أشارت إليه وهو يقول بسعادَة
../ إيوآ هاذي أبله سحر .. عضّتني ... وانا بـكيت .. و و بعدييين ها ..
نظَر لأخيه الذي دخَل للحجرة وبين يده أكوام من الحلوى
../ معااااااااااااذ أبا أبا معاك
أمسكت بإحدى ذراعيه بقوة وهي تنظُر لوجهه و بصوت أقرب للصراخ قالت
../ كـــمّل .. شافها بابا ؟
حّرك رأسه بخوف وهو يقول
../ إيوة .. و خاصمها وهي صاحت ..
وابتسم ،
أتمّت ترتيبه و قلبها في داخلها يرتجف ..
لم يشفي غليلها مجرد صراخ
هذا ما كانت تخشاه و حدث
دلفت سمية للغرفة وهي تقول بصوت خافت
../ يالله ، تراهم جَو ..
كلمَة خاطئة في توقيت خاطئ بالنسبة للأولى على الأقل
اتسعت عينا سمية وهي تحدق في وجه أختها
../ دعااء .. ليش وجهك أحمر كذا .. ؟ وش صار ؟!
كانت لا تعي ما تقوله أختها بجوارها ..
وإنما أكتفت بالتحديق في وجه صغيرها
الذي راح يتمّلص من بين يديها القويتين
ثم بدأ بتحريك ذراعيه بقوة يرجو أن تبتعد عنه
اقتربت منهم سمية وهي تمسك بذراع أختها
../ دعااء ... خلّي الولد !
وحررته .. !
أخطأت منذ البداية .. و لكَن ما الذي يعنيه هذا
نظَرت لأختها وهي عاجزة عن التفكير في أي
شيء سوا غضب يأكل قلبها
../ شفتي ..؟
بخوف أجابتها
../ وشو ؟
بصوت ذاهل
../ عاضته .. عاضه براء ببطنه ..
شهقَت سمية بصدمة !
بينما حّل الظلام فجأة في عيني دعاء
نهضَت وهي تخرج سريعاً
تلحق بخطاها سمية التي راحت تهمس لها برجاء
../ دعااء تكفين .. لا تسوين مصيبة اللحين .. أمه وأخته مالهم دخل .. فكري بعيالك ومصيرهم
لم تُجِبها وإنما كملت طريقها للأسفل
دلفت للمكان وهي تسلم على الموجودين ببرود رغم كُل ذلك الغضب المشتعل في عينيها
بينما تراقب والدتها ملامحها باستغراب
جلست حيث أشارت لها الأخيرة
و زوجة عمها تتكلم برزانة
../ شلونك يا دعاء ؟ و شلون عيالك ..؟ و الله إني مفتقدتهم ومفتقدة حسّهم بالبيت عندي ..
اكتفت بالصمت .. لكَي تكمل أم حسن بدبلوماسية
../ يا بنتي الطلاق مهوب زين .. ولا هو حل لخلافتنا و كل زوجين بينهم مشاكل ... فلو شد الحبل إرخي إنتي ، والعكس .. كذا بيصير توازن
زادت ضربات قلبها مع كُل كلمة تنطق بها
هل سيطلقها ؟ .. هل فكّر بأن يفعل ؟ هل سيتداعى الأمر إلى هذا الحد ؟!
../ و ترى وافي زوجك .. وله الحق يرجعك بالقوة لو يبي .. بس حنا ما نبي هالشيء يصير .. إنتي إرجعي وهو ما بيغيب عن عياله ..
عقدت حاجبيها وهي تقول
../ وشلون .. و مرته ؟
حّركت الأولى رأسها بتوتر
../ إيه ... بتسكن معكم ..
اتسعت عيناها بصدمة
../ وشــــو !
,
أكملت سريعاً
../ شوفي .. أنا جاية أردّك لبيتك .. بس هو قال إن هذا شرطه لو ما تبين تر . . .
قاطعتها
../ لو ما أبا ارجع بأجلس هنا .. وصَل كلامه يا عمتي .. وشكراً على كل شيء
حّركت رأسها بتوتر وهي تقول لها بيأس
../ يابنتي تراني مانيب مرسولة من طرفه .. ولا هو بعاجبني حاله .. ما خذن وحده أستغفر الله مدري وش أقول .. ولا حنا عارفين أهلها ولا وش هم .. وإلي شفناه في زواجهم من مصخرة كفّتنا .. يرضيك لا تطلّقتِي يعيشون عيالك .. مع وحدة مثلها ؟
نعم , آخر ما كنت تود سمعه الآن
هو حديثهم عن أبنائها
نهضت وهي تزفر بغضب ،
../ إذا هذا كُل إلي عندك .. فعلمن يوصله ويتعداه.. خليه يطّلقني .. وعيالي يشيلهم من راسه ..
صعدت تجرجر أذيال حُبٍ أنتحر أمام عيناها منذ لحظات ،
تتذكر الآن كُل اللقاءات
وفي كُل مرة ترمق نظرة مختلفة في عيناه
لكَن ما إن يستدير تقسم
إن ملامحه تتحول كـ ملامح شيطان
تُمعن في إغضابها .. و إستفزاز كُل شعور بالود داخلها
وقفت أمام النافذة كما أعتادت أن تفعل دائماً
تتأمل الحُرية من خلف قٌضبانها
تنظَر طفليها بالأسفل يلعبون بصمت رغُم كُل المرح البادي على وجوههم
هكذا تتمنى .. أن تتحول كُل الصور في عقلها كتلك الصورة
التي تراها عبرَ النافذة
ملونة / مرحَة .. لكَن بصمت !
طرقات الباب تعالت خلفها
و بدون أن تحرك عينيها حتى .. أجابت
../ أدخلي ..!
فُتح الباب وأغلق .. و صوت مُختلف يتسلل لأذنيها
../ حتى لو أنا
اتسعت عيناها وهي ترمق ملامحها المحببة إلي نفسها
../ أوه .. أهلاً وعد .. تفضَلي ،
ثم وبنظَرة خجل سريعة على الحجرة
../ سامحيني الغرفة مكركبـ
قاطعتها وهي تقترب منها
../ خليها مثل ما هي .. عادي
ابتسمت لها .. ثم وقفت بجوارها
../ أكيد دايماً توقفين هنا ؟
بقيت صامتة هادئَة بعكُس تلك الثورة المتأججة داخلها ،
عينيها توقفت عند نقطَة معينة أمامها ..
ثم عاد صوت الأخرى يهمس برجاء
../ دعاء .. في شيء لازم تعرفينه .. وافي واضح عليه قدام الكُل .. إنه موب مرتاح في زواجه .. واضَح إنه كارهها !
لم تجبها أيضاً .. بقيت تتأمل ذات النقطَة التي
راحت تتأملها منذ البداية
../ يتركها بالساعات لوحدها بالبيت و ما يرجع إلا تالي الليل عشان ينام وبس .. فاهمَة .. هي بنفسها اتصلت علي ذاك اليوم تبكي وتقول لي هالكلام .. تقول لو ما يبيني يطلقني .. وإلي لازم تعرفينه إن إلي تزوجها صغيرة توها 17 ... كُل هالكلام لازم يكون عندك .. عشان تعرفين إن وافي يبيك وشاريك .. أكيد بتقولين لي ليش ما خذها ..بقولك أكيد فيه موضوع بينكم وهو بيقهرك .. عشان كذا تهور وسواها .. و أمي تحاول تعرف منه المشكلة عشان نحلها لكَن هو عيّا يقول شيء .. و بعدين ترا
قاطعتها بحزم
../ من جابكم يا وعد ؟
عقدت حاجبيها بإستغراب لسؤالها
../ السواق .. ليش ؟
أشارات بأصابعها الطويلة و بسخرية
../ وش جاب سيارته هنا أجل ؟
نظَرت لحيث أشارت فاتسعت عيناها بصدمة
../ وافــــي
وبسرعة قالت
../ جوالك معك ؟
أجابتها بتوتر
../ إيه
../ طلعيه ودقي عليه .. بسرعة
فعَلت ما أمرتها به وهي تتأمل ملامحها الحازمة بخوف
وقلبها يلهج " يارب ماتصير مصيبة ... يارب "
وعندما وصَل إليها صوته
../ وافي ..
أخذت الهاتف من بين يديها وهي تقول له بذات الحزم
../ أدخل المقلط الخارجي أنا اللحين نازلة لك
.
.
كل ما غفا !
و احترقت وسادْته ..
رتّل حزن ,
يومين هذي عادْته
لين الصبااااح
يا خافقي قمنا !
قمنا نعلم هالعصافير / الجراح
وشلون لا نمنا ؟
ثم خان شباك الغياب احبابنا
خذهم بعييييييد
و صرنا ندوّر كل صبح اسرابنا !
عيد غيّابك سعيد
عيد غيّابي سعيد
ما دامهم اسرى / بنا !
أطيِح, لكنْ لايجيّ ف بالِك إنّي /فشَلت’
شِف إل مطَر! لامِنْ طا ا ا ح ,
....................هَالدنيّا تعِيشششششً!
..
..
..
|