لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-11-11, 01:47 AM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة جمال ليلاس وملكة سحر الخواطر



البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 183892
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: بياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالق
نقاط التقييم: 2930

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بياض الصبح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بياض الصبح المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 






اللذة العاشرة



../ يمّه لآ

ثم ازدردت ريقها بقوة وهي تتابع مشيحة بعينيها عن عيني والدتها

../آآآآ .. أنآ بسمع وش يقوول أول ..

ثم أصبحت عينيه

بدآ لها أن كُل شيء اختفى إلا هو

عيناها تلتهم ملامحه

تريد أن تلتقط أي تعبير بالرحمة أو حتى بالشفقة

لكَنه نهَض وأقترب منها بخطى واسعة

وفي ثواني أصبح أمامها تماماً

ترتجف هي لأنها , تراه جيداً وتسمع أنفاسه

أغمضت عينيها بقوة حينما شعرت بيده تضغط على صغيرته بين يديها

فلامست ذراعه ذراعها

أرتجف قلبها في صَدرها كطائر مقطوع الجناح

لكَن صوت ذا نبرة مميزة أخترق عقلها

فأنشلها من كُل لذة حاولت أن تتذوقها

../ دعااااء

ألتفتت نحو والدتها ببطء شديد

وعيناها تحمل ألماً كبيراً نحو كُل ما يجري هُنا

تناول أبنته من بين ذراعيها وتركها ترحل بخطى هادئة نحو والدته

بينما ذات الجمود يعتلي ملامحه .. ,

ولم ينكسر إلا حين تأمل الصغيرة بين يديه

جلست بجوار والدتها و هي تقّوس نظرها للأرض كعادتها في حضورها

فقالت الأولى بحزم :

../ انـآ قلت وبعيد لك هالكلام ستين مرة .. بنتنا وإن كان لها ماضي تشوفه إنت غير مشّرف .. فأنـآ أقول لك رح وأنبسط مثل ماتبي لكَن بنتنا ألف من يتمناها .. ولا تجلّسها حسرة على قلبك ..

عضَت على شفتيها بقوة وهي تهمس

../ يمّه ..

لكَنها تابعت :

../ وإن كُنت جاي مطالبنا بحق عيالك .. فعيالك لك .. لكَن لا تقهر أمهم فيهم خلّهم هنا لين يكبرون ثم خذهم لك ..

لكَن صوته قاطعها بقوة معلناً بداية حرب أرادت " زوجة عمه " إنهائها :

../ لكم الحشمة يـآ عمّتي .. وإنتم أهلي و على العين و الرأس .. أنا ماجيت مطالب بحق عيال أنا جيت أبي حرمتي وعيالي سوا ..

أبتسم قلبها بسعادة ولولا خجَلها منه لنهضَت له و أحتضَنته بشَدة

لكَن أمّها التي أجابت بصرامة :

../ و تقول عندك حرمة .. يوم إنك متزوج عليها وحدة ما تسواها حتى أهلك متفشلين منّك ..و وتارك حرمتك وبنت عمّك هي وعيالها شهر لا تسأل ولا تتصَل ولآ كأنهم يعنون لك شيء .... ولا من هذي إلي الحريم بالمجالس يقارنون بين بنتي وبينها ويقولون .. تركها زوجها يدور الناقص فيها عند غيرها

جرحتها والدتها

ربما لم تكَن تفكَر بتلك الطريقَة أبداً

صدمتها بوصَفها للواقع بصراحة تامة

هل ذهب لأخرى تبدو أجمل مني ..

هل هي مثلي أم أحسَن ؟

هل أحبّها أم مازالت سيدة قلبه بمفردي ؟

رفعَت يدها بتلقائية تلمس شعرها الأسود الطويل بشرود

ثم أيقظها صوت أخيها الذي تكلم بهدوء و إتزان :

../ أسمع يا وافي .. حنّا نبيك بالصورة .. وأنا ما أرضى لأختي تتعذب و السبّه ضره

أنت موب غريب علينا نخاف عليها منك.. حنّا ما نلزمك على شيء مو زين لنا ولها لكَن زوجتك بتجلس عندنا لين ترتب أوراقك ..

ثم صمت لجزء من الثانية وتابع مشَدّداً على حروف كلماته :

../ يا أختي .. يا غيرها

رفعَت نظرها نحوه تتأمل ملامحه تبحث عن إجابة

تبحث عن رغبته في عينيه

لكَن لا شيء فملامحه لم تكُن نحوها

وكأنها مُغَيبه منذ بداية حضورها إلى هُنا

تود أن تنهض نحوه

تريد ان تقسَم بأنه يفهم كُل ما يحدث خطأً

تقسم أنها اشتاقت إليه

و أنها ترنو لسماع صوته يخاطبها بحنان كعادتها به

أو قسوة يشاكسها بها أحياناً

تتمنى أن تحطَم قلبها لأنها خذلته

خذلت روحها رغماً عنها

تربعت تحت قدميه تقسم له مراراً أنها لم تفعَل شيء

لكَنه أبى و أمتنع

كابر ثم خرج من عندها نحو أخرى

هدّدها بذلك دائماً

لكَنها لم تكُن منصَته له .. كانت على يقين بأن قلبه له ولن يفعَل ما يقول

جاء صوته هذه المرة أقل حدة يكسوه شيء من الأهتمام

../ إلي تبونه بيصير .. و انـآ بمشي اللحين .. بس قبل ما أمشي أبغي منّكم طلب

تألمت فهو لم يجبهم مباشرة

هل رحل ليقترع أيهم يجب أن يطلق ؟

ربما تساوت الأصابع في تلك اللحظَة وكانت كٌل الوراق

تحمل " هي - هي – هي "

نعم , تجزم بأن الأسهم ستصيبها

../ أطَلب يا وافي ..

../ بتكلم معاها شويّ ..

لم تستوعب طلبه إلا حينما نهضَت والدتها للخروج

فساعدتها حتى أو صَلتها للباب

ثم تركتها تتابع طريقها مع علي

وعندما ألتفتت نحوه

وجدت براء قد ألتصق به

بينما معاذ يقول :

../ أبوي إنت زعلان من امي ..!

تنهَدت بألم وهي تهمس بتلقائية

../ انتم هنااااا !

لم يجيباها لأنها لم تسألهم أصلاً

انشغلت بكُل تلك المشاعر التي تزاحمت في روحها دون أن تدرك

بأن قلوبهم البريئة ترصَد ما يحدث هنا

راح براء يتأمل يديه بصَمت

بينما دمعَة صغيرة وتقّوس شفاه معاذ

جعلها تتنهد بقوة وهي تقترب منه

أمسكت بذراعه وهي تقربه نحوه جلست على الأريكة وهي تقول بإبتسامة:

../ ليش البطل يبكي ..!

مسح بظاهر يده دمعة إنزلقت على إثرها دمعات

وراح يشهَق بعنف و هو يقول

../ ليش ... جـ جـ دو تصرخ على بـ بـ باباااا ..

ابتسمت رغم كُل ما قد أرتسم في عينيها من ألم

../ ومين قال .. جدو تحب بابا وهي تبيه يأخذنا معاه

شهق براء وهي ينظر لوالده كأنه يبحث عن الصدق عنده

../ والله

ابتسم له الأخير وهي يقول بسعادة

.../ إيه والله

ثم أكمل بهدوء لـمعاذ

../ اللحين قلت معاذ رجال و بيساعد ماما و براء و جنى ليش زعلان طيب

قّرب الكرسي حق أختك منّي عشان أتأكد .. رجّال مثل ما أنت ولا تغيرت

مسَح دموعه ببطء وهو يقترب من الكرسي

قدَمه لوالده وعاد لحضن أمه من جديد

وضَع صغيرته على الكرسي

ثم نهض وهو يقول لدعاء ببرود :

../ دعاء لازم تفهمين شغله مهمة .. بس تعالي لبرآ

أتجه بحزم نحو باب صغير مطَل على الحديثة الخلفية للمنزل

نهضَت وقبل أن تلحق به قالت لمعاذ بقوة وحزم

../ روح لخالك وقلّه .. أمسك المرسول .. وهو بيوديكم البقالة

وعندما انهت جملتها كانا قد خرجا

تنهدت وهي تجر خطواته

أزدردت ريقها بقَوة محاولة حصَر مشاعرها

وإغلاق روحها عليها

*


و دوى صوت الباب الحديد الكبير خلفها

مشهَد الشارع المظلم أمامها

وهواء راح يحّرك حجابها

كما يلعب بدقات قلبها

سيارة سوداء تقف على جانب الطريق

ترّجل منها رجَل أقترب منها مسرعاً

فتراجعت إلى الوراء

أحاط بذراعَهُ كتفيها وتحرك بها

نحو السيارة

أدخلها و جلس بجوارها

وكل ما حدث ليس سوى

مشهَد راح عقلها يسجّله ببطء

ليستوعب ما يحدث جيداً

وأخر ما التقطته عيناها

عيناهـ هو

تنظر إليها

اتسعت عيناها بشَدة

وصدمَة قوية ألتهمت عقلها

ليس سوى تلك الصور والمشاهد تعاد في ذاكرتها

ألمها سجنها .. ثم إنكسار روحها

ومشَهد هذه العينين أخيراً

رآحت أناملها ترتجف بشَدة

أحنَت رأسها سريعاً

وهي تغلق وجهها براحتيها وتسد إذنيها ب إبهاميها

وكأنها تحاول ترجمة كُل ما يجري هُنا

لـثواني عدّة فقط استوعبت ما هي عليه الآن

شهقت من بين دموعها

وهي تحاول بجنون فتح باب السيارة

ولأن الشارع مظلم لم تكَن يداها تعَلم الطريق إلى المقبضَ

ثم راحت تهمهم بصوت متألم

.../ فكّ الباااااااااااب .. فكّووووني ..

ألتفتت نحو " بندر " وهو يقول لها بقلق

../ صبـآ .. وش فيييك ...

لكَنها راحت تركل الباب بقدمها بعنف

جعَل بندر يتابع بخوف

../ صقر جنب جنب .. مدري وش صار لها ؟

لكّنها لم تيأس أبداً

ومحاولاتها نجحت أخيراً

نزلت من السيارة بسرعة و كأنها تنظَر للحرية هناك

ولأن كُل شيء عدة الأخيرة كان محجوب عن عقلها

وقفت قدمها على الأرض التي تتحرك بسبب تحرك السيارة

فنزلقت بقوة و تتدحرجت على الأرض

تأوهت بألم وهي تشعر بالخدر يسري في أطرافها السفلية للحظة

حينما لمحت اقترابهما منها

حاولت النهوض لكَن قدمها صرخت بألم شديد

جعلها تسقط بضعف مجدداً على ناصية الطريق

أغمضَت عينيها وهي تشعر به

يساعدها على النهوض

حملها للسيارة ووضعها بهدوء

جلس بجوارها وانطلقوا من جديد







همست بضعف من بين دموعها :

../ وين موديني ..؟

ربّت على كتفها وهو يهمس لها بصَدق

../ لا تخافين .. مودينك لأهلك بس هدّي نفسك إنتي

تذكر هو أنه سمع شيء من هذا القبيل

أو ربما هي حالة كالجنون و الإنهيار تصيبهم

عند لقائهم بأشخاص قد يعنون لهم شيئاً

نظَر لجسَدها الهزيل القابع بجواره

وشيء من الحنان يعترك مع صوت عقله

هدوء غطّى السيارة عدى صوت شهقاتها المتباعدة

والتي مالت عند نهايةة الطريق للهدوء المطلق

وصلوا للمزرعة

ثم ابتعد صقر أولاً وهو ينطلق نحو الداخل

بينما تحرك الأخر ليلحق بـه

لكَن أصابعها الطويلة التي ألتفت حول معصمه

وصوتها حين همست في شحوب

../ عمي وين رايح ..؟ وليش جايين هنا ..؟

تنهَد بهدوء وهو يزيح عينيه عن وجهها المغطّى بحجابها

../ أنزلي معاي .. وصلنا للمكان

نزلت خلفه بهدوء

وهي تراقب تقدّمه في المكان

الأعين الذكوريّة المتلصصة على دخولهم

و ذلك الجسدان التي تلحق بهما

جعَل قلبها يخفق بألم

و الدنيا تظلم في عينيها رويداً رويداً

أمسكت رأسها بقوة وهي تهّزه بشَدة

محاولة رفض كُل فكرة تريد أن تسّود تفكيرها

و وصلا لحيث وقف " ذلك الشخص " متنحياً يتحدث في هاتفه

بينما أشار لها بندر أن تقترب على عجل

وصَلت إيه وهي تتنفس بصعوبة

من رهبة الموقف و ضعف لياقتها .. و ساقها التي راح الألم يلفّها بقَوة

لكَنها لم تشأ تضعف أمامهم من جديد

دلفت اولاً ثم دلف خلفها

تأملت ذلك المكان الذي بدآ أشبه بملحق صغير يحوي غرفتين وحمام

جلست عند أول مقعد قابلها

وجلس الأول بالكرسي المقابل لها

زفر وهو يتكَلم بهدوء

../ هذا المكان مكانك .. جاهز لكُل شيء تبينه الثلاجة فيها أكل .. والغرفة إلي وراك غرفة نومك ..

ثم صَمت

أنزلت حجابها عن وجهها وهي تقول بهدوء ثلجي غريب عنها

../ وينها ميسون ..؟

ارتسمت ملامح الصدمة على وجهه وكأنه لم يتوقع سؤالها الآن على الأقل

لذا أجابها بإرتباك حاول إخفائه لكَنه لم يفوتها

../ لآآآ هي كلمتني وقالت أجي أخذك .. لأن عندها شغل

تأملته لدقائق بهدوء وصمت

فشعَر بها وكأنها كشفت كذبته





أرخى عينيه وهو يقول بحزم

../ أبوكِ قبل ما يموت وصّاني عليك .. وإنتي تعرفين إني ولي أمرك .. و مصيرك يهمّني .. لذآ نفذت وصية من وصايا أبوك .. وهي إنّي أزوجَك

بردت أعضائها تماماً

وسكنَت ملامحها وكأنها لا تعي ما يقول

طال جمودها هكذاً

بينما هو استفاق من دهشة أخرى أُسقط فيها بسبب ردود أفعالها

فكرر بانفعال

../ فاهمة .. انا زوجتك لشخص كفو .. بيقَدرك و يحميك ..

لكَن لا شيء غيّر من وضعها

بإستثناء أن ظهرها المتصَلب كملامحها قد تراجع إلى الخلف

قليلاً ليصَده ظهر الأريكة

فأكمَل بانزعاج شديد وهو ينهضَ متجه نحو الباب الملحق

../ وترا صقر ماهو غريب ينخاف منه ..

ثم تابع بما يشبه الصراخ

../ أنا ماشي اللحين .. تبين شيء

لآ شيء فأكمل بإمتعاض

../ مع السلامة

دوى صوت ارتطام الباب خلفه بقوة

جعلها تقفز وهي تتأمل المكان بقلق

وكأن حدث خلال برهة سكونها

لم يحدث قط

وأعادتها جملته الأخير وصوت الباب للواقع حيث هي

نهضَت بألم في قلبها و ساقها نحو غرفة توسطّها سرير

أغلقت الباب خلفها ببطء

و استمتعت لجزء من الثانية بإدارة المفتاح لمرتين

تمددت وغفت بما يشبَه الإغماءة

وحَلُمتْ *أنها حملت

نعشَ طفولتها

على كتفيها

ومشيتْ

في جنازةِ أحلامها



يتبعها أطفالٌ

عصافيرُ

ظلّها

رافضًا أن يكونَ

ظلاًّ

.لطفلة ميّتة



حملتْ النعشَ الصغيرَ

ومشيتْ

قابلتُ قلوبًا أعرفُها

،وجوهًا لا أذكرُها

مشيتُ

لم يعرفني أحد

.

الفجرُ الشاحبُ

يشبهها

النهرُ الأخضرُ

يشبهُ ذبولَ عينيها

جرحُ الشمسِ

في الشروقِ

لا يشبهُ أحدا *

ولا أحد يمكنه أن يعيي أن بعد السكون

مجَرد انفجار ..


*



خرجت من المكان لتجده قد جلس على أحد الكراسي العريضَة في زاوية

وأسند مرفقيه على فخذيه وهو يضغط بسبابته وإبهامه على عينيه

وقفت هناك حيث هي

تتأمل هالة التعب التي تحيط به

تفتت قلبها لـ ألف مرة وهي ترى منظره ينطق بالألم هكذا

تقسم بأنه طيلة الوقت الذي مضى

لم يذق طعم الراحة فكُل خفايا عينيه هي كتاب مفتوح لها

تنهَدت بصوت مرتفع

ففتح عينيه ونظَر لها مُباشرة

استعادت ملامحه جمودها

وهو يتأملها هكذا

تقف متكأهـ على الباب

وكأنها تلومه على ما فعَل

وكأن لعبته السخيفَة أوردته مواطن لم يكُن يرغب بها

مطلقاً

../ تعالي يا دعاء ..

لم تتحرك من مكانها مما أثار دهشَته

ووجدها تنطق بهدوء

../ نفذت تهديدك وتزوجت .. ليش رجعَت ؟

أرخى بصره وهو يجيبها بهدوء

../ لا تظنين إني .....

قاطعته وهي تقترب منه ببطء

../ لأنك ما توقعت إني ممكن أترك البيت وأجي عند هلي

جلست بجواره باسترخاء وهي تتابع بما يشبه الابتسامة

../ تصدق عاد .. رغم إلي سويته .. لاحظت نظره غريبة بعيون أمك .. ماتوقعتها أبد ..

نظَر لها بقوة وقد فطَن لما تحاول أن تبطَن به كلامها

../ زوجتي شريفَة وما ندمت على الزواج منها يا دعاء .. وإذا أهلك حرموني من عيالي .. فأنا ماني يائس في رجعتكم للبيت

اتسعت ابتسامتها وراحت تلعب بشعرها وكأن الحديث راق لها كثيراً

../ والله .. إييه أجل اسمها شريفَة

ألتوت ملامحه باشمئزاز يقترب منها أكثر

أصطكت نظراتها بنظراته القوية المتلهفَة

يمسك بذقنها وهو يهمس بما يشبه الفحيح

../ تمثيلك و ضعفك إلي ترسمينه على ملامحك قدام أهلك .. ما يمشي عليّ

تسارعت دقات قلبها وهي تلمحه من هذا الإقتراب

فأبتسمات بحنان صادق

../ إنت كم لك ما نمَت ؟

أربكته بسؤالها فهو لم يكَن يتوقع سوى معركة جديدة من العناد

وألتقطت هي ذلك فأرخت بصرها أرضاً وهي تتنهد بتعب

فهّم بـ أن يقول ما آرآد لكَن

رنين هاتفه بجرس جديد

لم تكُن تتوقع أن من الممكن أن هيّ

أشاحت بوجهها عنه وهي تحاول ان تلتقط انفاسها بينما أبتعد هو قليلاً



ثم أجاب بحزم

../ هلا والله ... لا اللحين جاي ..

تأكدت أنها هي

إذاً هُناك أخرين يردونه بقربهم هم فقط غيرها

سألت بشيء يحمل بقايا عناده وصوت من الغيرة يصَرخ في داخلها

../ من تكّلم ..؟

لم يكُن قد أغلق الهاتف حينما ألقت سؤالها

فتجاهلها الأول وهو يجيب

../ لآآآ قلت لك ْ .. إيه .. يالله حبّي .. باي

اتسعت عيناها بصَدمة

لم تلبث أن تشهَق من " حبي " ليتبعها بـ " باي "

من هذه الأخرى التي دللت زوجها حتى هذه الدرجة

أين تكل الهيبة التي تحيطه به دائماً

أين تلك القسوة و القوة في كلاماته

أبتسم وهو يغلق هاتفه ويتأمل ملامحها

../ لآآآ .. وين راحت العصفورة ..!

عقَدت حاجبيها وهي تنهَض مبتعدة عنه إلي الداخل بخطوات سريعة

لكَن قبضَته التي أمسكت رسخها بقوة

جعلتها ترتد بقوة وترتطم بصَدره

بعنف فأبتعدت عنه قليلاً

وهي تهمهم بسَخط

جعَله يتابع وهو يرسم إبتسامة خبيثَة

../ وش فيك تغيّرتي من كلمت حرمتي ؟ عسى غيرانة ..

لم ترفع نظرها إليه لكَنها أجابته صوت هادئ يحمل بين ثناياه إرتجافة

../ لآآآ .. ولو سمحت .. بروح أشوف جنى

حّرك رأسه بالنفي وهو يجيبها بذا الإبتسامة

../ لاحقَة على جنى .. لكَن أنا بمشي اللحين .. تدرين لعبت التمثيل هاذي أعجبتني .. وبنشوف يا دعاء من إلي بيمشي على كلام الثاني

تركها ورحَل

لم تشعر كم مضى من الوقت وهي تقف هذا

تتأمل رحيلَة

من قَوة الهواء التي راحت حَرك شعرها

رفعَت رأسها وهي تتأمل السماء

تحاول ان تستنشق أكبر كم من الأكسجين

لتزدرد خيبتها

تحركت ببطء لداخل

و شبَح من الابتسامة يرتسم على شفتيها

ليس سوى لأنهم

أفترقا

كما ألتقيا

صعَد إلى حجرتها

دون أن تصادف أحداً

تركت إبنتها على فراشها

ونظَرت من الشرفة

أسندت جبينها على زجاجها البارد

وكانها ترجو من أن ينطفئ نار مشاعرها

يشفي غليل قلبها على تعاساتها

لم تفطَن إلى تلك العينان التي راحت

تتأملها

وكأنها



ملاكٌ

.على حافةِ قمرٍ



كثيرًا

ما راودَتْهُما

.رغبتُهُ



الأميرُ

متأرجحٌ

بينَ حرفٍ

.ولون



البنتُ

في حجرتِها

.تهدهدُ أطفالَهُ



لو أطلَّ من شرفتِهِ

لمحَها

.تقرؤهُ



لو عبرَتْ بعينيها النافذةَ

.شردَتْ في شرودِهِ



لو ارتمى الملاكُ

وارتطمَ

بعتمةِ المسافةِ

*التقيا

كما أفترقا

ولم تكُن للقاء نكهَة في قلبها

كما كان للفراق لذَة إنتشاء

خاصَة بها وحدها



*





عندما تقَدمت نحوه كانت تدرك ّأن طيف نشوى يلاحقها

تهَربت بسرعة من عينيه التي التقطت قدومهم

فاستدار عنهم وتقَدم لـذلك المبنى الصغير

هرولت نشوى حتى سبقَت خطى سلمى المتقاربة

دَلفن من بوابَة كبيرة لحيث المكان مزدحم بالمرضى

وعند أول كرسي

ألقَت سلمى ما تحمله وهي تنفَخ في راحتيها

../ وجآآآآآع .. يديني تعورني ..





مشَت للداخل وتبعتها نشوى التي صمتت على غير عادتها

وما إن وصلتا لقسم الإدارة حتى إرتفع صوت رجولي حاد صارخ بهن

../ أوقفي إنتي وهي هنا .!

وقفن وأستدارت نحو المكتب حيث صوت

تحفظَه عن ظهره قلب

تقدمت نحوه بخطى ثابتة

و وقفت أمامه

تكَلم بسخط وهو يبتعد ليغلق الباب خلفهن

../ وين كُنتن يا أنسات ؟

أجابته نشوى بخوف و أرتباك

../ دا ... هّوا نحنا .. شفنا عساكر إسرائليين وما ئدرنا نكمل لجوا البلد .. فأضطرينا نستخبى إلين نطمّن على الوضَع

تأملت ملامحه وهو ينظر لنشوى بقّوة

عيناه الحمراوتان و وجهه الأسود من شَد الغضَب

شعَرت لثواني أنه سينفجَر

عندما صرخ قائلاً

../ تستهبليين إنتي ولا إييش ..تحسبون نفسكم من المقاومة عشان تتخبون .. وأوراقكم إلي عند كل وحدة فيكم .. ليش ما طلعتوها لهم



أجابته وهي تتلعثم في حروفها وبصوت غطّاه إضطرابها

../ بس .. نحنا ما مشيناش من عندهم أصلاً



زفر بقوة وهو يبتعد ليجلس خلف مكتبه

حيث ,

حُسام أمامه , و وقفت سلمى

الصامتة منذ بداية الحوار

وكأنها تعتصم هكذا وهي بجوار أخيها



صَرف الأول نشوى بعبارة قصير

.../ ودّي الأغراض لجواا .. و لاعاد تمشون بدون أوراقكم

استدارت نشوى فهمّت الأخرى باللحاق بها

لكَن صوته الأمر





../ أصبري إنتي .. !

أستدرت نحوه ببطء وقلبها يدق لجرأته

ثم نظَرت بدهشَة لعينيّ أخيها

الذي بدآ هادئاً سكاناً وكأنه توقع ذلك

../ نعَــم ْ



أعتلا البرود ملامحه وهو يتكأ على كرسيه

../ وإنتي ماعندك لسان تبررين سبب تأخركم إلى ذا الوقت ؟



عقَدت حاجبيها وهي تحاول تخفي خوفها وبشجاعة قالت

../ آآ .. أظُن إنه ماني ملزومة أبرر لكْ شيء .. غير إلي قالته نشوى



أنهت جملتها وهي تنظر لأخيها بغضَب

بعدها خرجت وهي تتوجه للغرفة الخاصَة بالممرضات

لم يكُن هنا سوى نشوى وأخرى تعبثان بالأغراض

التي أحضرنها ..





جلسَت هُناك تستعيد رباطَة جأشها

بينما تكَورت قبضَتها بحقَد شديد

../ حسام الغبي الأبله ..





ورغماً عنها تذكرت نظراته لها

تلك اللامبالاة التي أغرقها بها

أختنقت بدموعها ثم أنفجرت في البكاء



أقتربت منها نشوى وهي تتكلم بذعر

../ أيه .. حصَل إيه .. مالك يا سلمى ؟



لم تكُن تجبها لأنها , غرقت في طريقة عهدتها

إستنزف أحزانها حتى أخر قطرة

دقائق أعقبت آخر حديث

بعدها أرتفعت طرقات الباب

ثم أقتربت منهم الأخرى وهي تقول :



../ فيه أحد يبغى الأنسة ..

خرجت سلمى وهي تعلم جيداً من ينتظرها

تكلمت بهدوء

../ خيير وش تبي ؟

ابتسم لها

فزفرت بقهر مكبوت

جذبها نحوه وهو يحتضنها بين ذراعيه

وقد تحولت ابتسامته لقهقهة مرتفعة

../ يا الدلوووووعة .. بس ترا قلقتينا عليك

أبعدت رأسها عنه وهي تلكمه في صَدره

وتمسح بيدها الأخرى دمعة أنزلقت على خدها

../ بس حتى لو .. حسيت إني مدري وش من كلامه وإنت ما تدافع عني

رفع حاجبيه بدهشَة وهو يقول

../ والرجّال صادق .. ليش ما بررتي

تنهَدت حين أدركت أنه لن يفهمها مطلقاً

تركته يتحدث عن قلقهم وبحثهم عنها

و صوت أشبه بأغنية تعزف على حُزنها

لترتل على سقف قلبها أبيات جميلة

كـ قصَة حُب

تمسح بدموعها بلاط الألم

لأن سيدات الحُب لا يرضين

بالغبار *








دّآإم الجرآيمَ حڪمهآ سجنْ ۈآعدآمٍ


..>ۈڜ حكمَ منْ يلعبّ بإحسآسَ غيره


* سوزان = )






علمــتني ذگــريــــآتي .. لآ صآرت أليمـة ]~

آبتسم قدآم | جرحي | ..

و آطلق لـِ صمتي عنآإنه




..
..
..

 
 

 

عرض البوم صور بياض الصبح   رد مع اقتباس
قديم 02-11-11, 01:49 AM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة جمال ليلاس وملكة سحر الخواطر



البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 183892
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: بياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالق
نقاط التقييم: 2930

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بياض الصبح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بياض الصبح المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 




اللذة الحادية عشرة




لكَي تبدو قسوتنا أكثر حسَرة ولتركل بندم كُل همْ سببته تعاستنا

فقط نرقُد ثم نحلم بكُل أمنيَة نرجوها

لعلنا نستشعر السعادَة حتى لو في أحلامنا

استيقظت وهي تتحرك

بإنزعاج ثم أستندت على ذراعيها

فتحت عيناها على أتساعها

عندما عادت لها كُل الصور التي سبقَت نومها

../ بسم الله ..

اعتدلت منتصَبة الظهر وهي تتأمل

السرير الكبير الذي أحتضَن الغرفة الصغير

ليترك مساحة صغيرة خالية فقط

تنفسَت بسرعة وهي تزيح الفراش عنها

ثم وقفت بالقرب من الباب

أصغت قليلاً لعلها تسمع صوتاً

لكَن ليس سوى هدوء تتخلله أنفاسها المضطربة

زفرت براحة وهي تُدير مفتاح الباب ببطء

تحركت بحذر و عيناها تتجولان بذعر في المكان

و صوتها يتحدث داخلها

../ إذا محد فغرفة المكتب يعني محد هنا .. يـآربي أتخيل يكون ذاك المخلوق هنا .. والله لموووت

ألصقت جسدها بالحائط

وسارت نحو المكتب على أطراف أصابعها

حتى وصَلت إليه

أرهفت السمع قليلاً

وهي تمارس حديثها النفسي

../ زين لو كان نايم .. والله ذاك الوحش يسويها

ازدردت ريقها بصعوبَة وهي تجلس على الرخام البارد

حشَرت أصابعها تحت الباب

فغمر الدفء أطرافها

تنفًست الصعداء وهي تنهضَ بإتجاه

دورة المياه .. تريد أن تحظَى ببضَع لحظات

تستمتع فيها بالغرق

الذي طالما فقدته

واشتاقت إليه

رغُم كُل تلك القسوة الإجباريَة

التي رسمت معالمها عليها

,




فرغت من آداء صلاتها

وهي تنظَر للساعَة التي راحت عقاربها تشير للعاشرة مساءاً

تشعر بالتعَب فهي لم تأكل شيء منذ 12 ساعة

تحَركت نحو المطَبخ الضيق الذي تم تجهزيه بأدوات قليلة لا تذكَر

أكَلت ما وجدته قابلاً للأكل أمامها

فحكاية تجميع الشتات

علمّتها أن لا تشتهي شيئاً , لأنها لن تناله

عادت نحو غرفتها الصغيرة

وهي تغلق الباب خلفها بحذر

طفقت تبحث في الخزانات عن أشياء قد تسترعي إهتمامها

لا شيء أبداً

لكَن عقلها حاول تفكيك عُقدة ألجمتها منذ أن رأت ما تحويه خزانتها

همهمت بصوت مسموع

../ طيب لو قلنا جدتي ما تبيني .. مين إلي بيجبهم لي .. يعني هاذي ملابس نسائيَة .. أكيد ميسون ..

بدأت في إعادة ملابسها نحو الخزانة ببطء وترتيب

وهي تستمتع بطّيها جيَداً ..

وهذه أيضاً مهنَة أفتقدتها كثيراً

خاطِر ومض في رأسها

جعلها تعقد حاجبيها وهي تعيد التفكير من جديد

../ وه .. زين .. إذا قلنا ميسون هي إلي جابتهم لي .. ليش ما جت معنا يوم جينا .. ولا عشان ذآك الـ

نفضَت رأسها بقوة لـترفض الفكَرة وهي تقول

../ لا لاآ .. ما أظن ..

نهضَت بعد أنهَت ما بدأته

وهي تقترب من مراتها أنحنت مُباشرة بصورة آلية

وهي تفتح أدراجها الصغيرة ..

كانت فارغَة لا تحوي

شيئاً ..

وبملل فتحت الدُرج الأخير

لتجد صندوق خشبي صغير

أمسكت به وهي تتأمل نقوشَه بإعجاب

../ وي .. وش ذا .. ؟ يمكَن حق أحد كان عايش هنا ..!

أخذته وجلسَت على سريرها المرتفع

../ لا موب معقولة حق أحد .. هذا شكَله فيه شيء فاخر

أدارت مفتاحه ذا الشكَل الدائري

ثم فتحته ببطء وأنفاس مبهورة

../ وآآآآ

بُطّنِ الصندوق من الداخل بقماش أحمَر قاني

و في وسطَته رقد " سوار ذهبي " فخَم المنظَر

اتسعت عيناها وهي تتأمله بإنبهار

../ يهبّل .. يهبّل ..

ابتسمت بسعادَة وهي ترتديه علي يدها

ليذهلها أنها على مقاسها

تأملت ذراعها مطولاً و خيالتها تحملها من عالم لأخر

و لم تَكِلّ ابتسامتها عن الأتساع خلالها

لكَن فجأة بدأ وأن كُل ذلك قد تلاشى

وكأنها سقطَت من الأسفل إلى واقعها

تنهَدت وهي تنزعه بحذر

وعندما همّت بإدخاله

لفت نظَرها جزء أبيض ظهر من خلال القماش المُبطن للصندوق

../ وش ذا ؟

سحَبته , فإذا هي ورقَة بيضاء صغير

مطويّة بعنايَة

نفضَتها لتقتحم خلاياها رائحَة

وقبل أن ترى أي شيء

بدأ عقلها في ترجمة تلك الرائحة

نعَم , ذلك العطر الرجولي

نظَرت بذهول نحو الورقَة

وهي تقرأ بحرص :

"كُل مَا إشتقت لكِ وَضَعْت يَدِيْ عَلَى قَلْبِي

لأنه المَكَانْ الوَحِيد الذِيْ أَثِقْ بوجُودِكْ فِيِهْ

وَ لأَنِكْ وَ أَخِيرَاً أَصَبَحَتِ مِلكِي فَلنْ أَصَبِر عَلَى أَنْ اٌقدم

عربون مَحبَة , للبدَاية فقَطْ

زوجك / صقر "

سرت قشعريرة باردة بطول عامودها الفقري

حتى امتدت لأناملها التي ارتجفت بخوف

وهي تخفي الورقَة وتغلق الصندوق

أعادته إلى مكانه وهي تتأمل ما حولها بخوف

بدأت تشعر بأن عيناه

تراقبها ..

مّرت ساعات وهي على حالتها

حتى رمقت ساعتها بتعب



لتجدها قد أشارت للثانية بعد منتصف الليل

كم مضَى من الوقت وهي تتأمل ما حولها

كمغيّبة ..

كانت تنظَر إلى الجدآر

كأنها تنتظَره ليخترقه ويأتي إليها

أقل حَركة للأشجار بالخارج ترعبها

استلقت مُجبرة فأعضائها ألمتها من طول الجلوس

ثم رحَلت عينها من إعيائها في نوم عميق

لم يدوم طويلاً

حنّطتُ ذاكرتي

حاوطتُها

بالقصائد

والرسائل

بصورِ الأحبّةِ

،والأصدقاء

.أغلقتُ التابوتَ



ربما

تصحو ذاكرتي

من موتِها

.ذاتَ يومٍ



لا أريدُها

أن تكونَ وحيدةً

حينَها

.مثلي الآن



أريدُها أن تصحو

.في مملكتِها *



*



على رائحة الحناء

تذكّرت

أغاني جارتها العجوز

و لبسِها الأحمر الطويل

و أشجار الليمون المتدّلية أمام شُرفة غرفتها

و أحاديث توأمي المُضَحكة

و ابتسامتها هيّ

صورة لجزء من ماضي سحيق

فقَدتْ ذكرياته

../ وينها .. أختك ؟ ما صرت أشوفها مثل أول

أجابتها وهي شفتيها تحمل ابتسامة سخريَة لم ترها جَدتها

../ يمّه .. لا تتحركين .. ميّر إنها بتجي على جبهتك وتحمّر عليك

صمتت , وبعد أن هدأت كررت سؤالها بإصرار

../ قلت لك أنا أحطّها بنفسي .. إنتي يلي عييّتي .. بس ماقلتي لي وينها إختك ؟







تنهَدت وهي تجبيها بهدوء شديد

../ يمّه أنا أنام في مكان وهي فمكان ثاني .. !

عقَدت الجدّة حاجبيها وهي تتأمل ملامح الأخرى بإنتباه

../ وش تقصدين ؟

أبعدت يدها الملطخَة بالحناء عن ثوبها المنزلي البسيط

ثم نهضَت وهي تحمل الطبق الحديدي بيدها الأخرى

متجهه نحو الخارج و تتحدث بثقَة

../ يعني علمي علمك .. !

أنهت تنظيف المكان و هي تسمع همهمات جدَتها

وهي تعلَم يقيناً ما تتحدث به

مّر على عودتها أسبوعين ..

تحاشتْ كُل إنسان

تمضَي معظم يومها بالمطبخ

و في الصباح حيث لا أحد .. تجلس بقرب جدّتها

توضأت و لبسَت إحرامها وهمّت بالصَلاة

عندما قالت جدتها بهدوء

../ هديل قبل ما تصليّـن .. نادي لي سوناا ..

أقتربت منها

../ وش تبين بها أنا أسويه لك ..؟

حّركت رأسها بالنفي وبإصرار أجابت

../ لاآ .. ناديها لي .. وإنتي خليكِ بصلاتك

خرجت تبحث عنها بيأس شديد

حين أسترعى إنتباهها باب الحديقَة الخلفيّ

المشّرع أمامها

إبتسمت حينما توالت الذكريات كحبات المطر على عقلها

أقتربت وهي تلمح " أختها " تجلس قرفصاء

أمام جدآر أمتلئ جزء منه بماضيهم

ألصَقت جبينها الدافئ بجزء من الباب الزجاجي البارد

و عيناها الناعستان .. تراقب تلك المنزويَة هناك

اختفت عنها تماماً ..كما توقعَت

اختارت أن ترقَد في غرفَة عمّتها

حيث تمارس البعَد و الانطواء

وتتجرع الأخرى مرارة الندم من جديد

ولكَن في سِجَن مختلف

قطَع تأمُلها .. شخص ما وقف خلف أُختها

يتأمل هو الأخر ما تفعَله

لم تشعَر به الأولى ولم تتحرك هيا أيضاً

فضَلت الصمت وهي تتفرس في ملامحه

" سعود "

كَبر كثيراً .. أصبَح أكثر طولاً

أو هكذا تخييلَت ..

شُدّت حواسها وهي ترى أختها تلتفت نحوه

وتشهَق بقوة

../ وجع .. إنت من متى هنا ..؟

راقبت ملامحه الجامدة وهو يجيبها بهدوء

../ إنتي متى بتملين ..؟

لم تعلم بما شعَرت أختها التي غطّت وجهها سريعاً

لكَن صوتها الذي قال ببرود

../ وإنت وش لك ؟

لاحظَت تجّهم ملامحه من جوابها وهو يقول بانفعال ملحوظ

../ أنا حبيت أوضَح لك الحقيقة .. من زمااان .. لكِن إنتِ إلي ما رضيتي تسمعين لأحد .وجدتي ياما نغزت لكْ ولمحت لك عنها .. وإنتي ماغير ساكتَة وغرقانة بحزن صنعتيه لنفسَك

دقائق صمت مّرت طويلة

بعدها نهضَت " أسيل " وهي تقف أمامه وتقول ببطء

../ أنا للحين مقتنعَة .. إن هديل ماتت .. و الي هنا .. لا هي أختي ولا أنا أعرفها ..

ابتعدت عنه وهي تواصل حديثها بقسوة

../ وإنت لو سمحت لا عاد تفتح معاي هالموضوع ..

*






للريحِ

لعصافيرَ الليلِ اليتيمةِ

لنجومٍ

أطفأها المطرُ

أمدُّ يدي

عبرَ شبّاكي

لعلّي

أعثرُ

على قمري

.وألامسُ غيابَ يدِك*



رأت اقترابها نحوها

فابتعدت سريعاً تجرجر خلفها خيبتها

فعَلت ما أرادت منها جدتها ان تفعل

ثم انحشرت في غرفة الخدم

حيث تشعَر أنها تستطيع أن تتنفس بارتياح

هُنـآك حيث اختارت

أن تمارس وحدتها

لا غربةَ أشدَّ من أصواتِهِمْ في النزاعِ

شرودُنا

إذ يزحفُ نحوَ عزلتِهِ

يُطمئنُ فئرانًا تقضمُ حوافَّ النومِ

بأسنانٍ حادَّةٍ

كأصواتِهِمْ

ولأنَّ أعضاءَنا ناقصةٌ

.سيئنُّ الخشبُ في المفاصل*


..
..
..

 
 

 

عرض البوم صور بياض الصبح   رد مع اقتباس
قديم 02-11-11, 01:56 AM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة جمال ليلاس وملكة سحر الخواطر



البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 183892
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: بياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالق
نقاط التقييم: 2930

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بياض الصبح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بياض الصبح المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 



اللذة الثانية عشر




مَنْ كَسَرَ مصباحَ القمرْ؟

أيُّ مطرٍ هذا الذي

يُطْفِئُ النجومَ بحذائِهِ؟

أينَ نافذتي أيَّتُها الجدران؟

مَنْ أبْكَى الصفصافةَ على ضِفَّةِ روحي؟

وأنتِ يا يدي

مِنْ أينَ جئتِ بكُلِّ هذه الجُرأة؟.*







../ السماء مافيها قمر .. ؟

../ ولا نجووم ؟

../ لا ذيك نجمَــة هناكْ

../ إيوووة .. شكَلها حلو وهي لوحدها كذا

../ أحسّ تشبهني

../ بسم الله عليها







../ شروق إنزلي لا تكسرين الطاولَة .. وإنتي يالخبلة إنزلي والله لو شافك أبوي لا يذبحك ..

../ وليش يذبحني أتأمل لسماء ولا فيها شيء

دلفت للغرفة الصغيرة حيث غطّت الأرض وسائد كثيرة عفى عليها الزمن .. وتحاولان " نورة " و " عفاف " إصلاح ما أفسَده

نزلَت الصغرى من على طاولة القهوة الصغيره المتهالكة

وهي تهمهم لأختيها بسعادة

../ أحسّ اليوم بيكون الجو وآآو .. لاآ و أفاول لكم ببيعَة خطيرة

ابتسمت عفاف لها وهي تقول

../ قولي يارب .. أحسّ أبوي قام يحبّك أكثر منّـآ

قاطعتها نور المنهمكَة في رتق جزء من الوسادَة

../ لا تقولين كذا .. كلكم أحسنتم .. ماشاء الله عليكم

رفعَت شروق حاجبيها وهي تتأمل وجه

أختها المرهق

../ تدرين .. أحسّك تتعبين أكثر منّآ



رفعَت نظرها لها وهي ترمقها بقوة

../ أقول .. ورآ ما تذلفين للمطبخ تشوفين لك شغلة أزين لك

عقَدت الأخرى حاجبيها وهي تنهضَ قبل أن تلقي عليها أختها إحدى الوسائد التي تعمل عليها

../ وه .. بسم الله .. مو وجه مدايح إنتم

وعندما رأت تلك النظَرة

زفرت بغيظ قائلة

../ رايحة .. رايحة



رحلت , وكٌل منهن

تعود للغرق بصمت بعيداً عن فوضاها

في عالم خاصْ , مجهول

لا يعرف عنه سوى أنه أمنيات

بمسَتقبل لم يولد بعد





../ تعاااااااااااااااالوا شوفوا

شهقن الأخريتين بقوة على إثر صرختها

ونهضَن يتدافعن نحو النافذَة

حيث تحّلقت رؤوسهم هناك و الأولى تنطَق بحماس مفرط

../ مو هذا رعَد ..

أغلقت عفاف براحتيها فمّها وهي تحاول أن تكتم صرخة كادت أن تنفلت

../ وش جااابه هنا ..؟

عقَدت نوره حاجبيها وهي تشاهده يخرج مغلقاً باب منزلهم القابع أسفل الجَبل

../ شكَله رجَع .. مو هم قالوآ إنه سافر عنهم فجأة قبل فترة

أومأت لها البتول وهي تتابع

../ إيه و كانوا ما يدرون وين سافر بالضَبط

تأملن خطواته البطَيئَة التي راح يسَلكها نحو الشارع الكبير

و قبل ذلك سلامه الحار مع أحد مسنين الحيّ

في تلك الأثناء

اقتحمت " زهرة " المكان وهي تقول

../ اللحين تخيلوا معاي إني جايبَة لكم قهوة سودآ و إنـ.. .. وش تسوووووون ؟

وضَعت صينية أمتلئت بأكوآب مختلفة الأشكال والأحجام

وتتطاير قطرات من الماء هنا وهناك إثَر قوة إلقائها

وهي تقترب من أخواتها

../ وش تشوفون ..؟

وحين دآرت عينيها في الطريق أمام منزلهم

../ تناظرون ميــن ؟

../ إشششش .. شوفي ذآك رعد

../ وين وين وين ؟

ثم أبتعَدت وهي ترجع شعرها الطويل للخلف و تتحدث بكبرياء

../ إيييه .. ما عندكم سالفَة .. عارفين إنه رجع

تراجعَت عفاف نحوها في حين التفتن الأخريات لها

../ أمس رحت لبيت أبو رعد أبغى حليب .. وهو إلي فتح لي الباب ..

نظَرت نحوهن وهي تهمّ بالمتابعَة

لكنَهن عُدن لمشاهدته

مطت شفتيها بإستياء وهي تقترب من أكوابها

../ إييه .. وهاذي القهوة السودآ .. إلي يقالك جالسَة طوول النهار أسويها

وصَرخن وهن يبتعدن عن النافَذة

في حين جَرت نوره نحو الباب وأغلقته

رأت زهرة مقدآر الذعر في ملامحهن

../ وش فيكن ؟

وضَعت البتول يدها على قلبها وهي تهمس بخوف

../ شافنااا

هزّت عفاف رأسها بنفي شديد

../ لا ما أظَن .. حقَنا أرآك ولا تراني

قاطعتها نوره

../ بالنهار بس .. موب في الليل

عضّت البتول على شفتيها

../ تتوقعون بيقول لأبوي

ضَربت عفاف خدّيها بخفَة

../ ياويلنا .. ياويلنااا ..

تكَلمت زهرة بهدوء هذه المَرة

../ لا ما بيقوله ..

اقتربت منها نوره وهي تسأل

../ وليش واثقة ؟

نظَرت الأولى للسقف قليلاً في محاول للتفكير بعمق ومغيّرة لجوابها

قالت بثقة

../ مدري .. بس أمس حسيت من وجهه إنه مو من هالنوع

إنتهى ذلك المساء بفضولهن تبعه خوف بلا حدود

لم تَربطَ أي منهن المشاهد

ليس سوى وآحدة

كان في دآخلها بذرة شك

وكان ذلك الموقف الأخير

نعِم الاختبار ..

فهَل سينجح رجل أفكارها أم ؟

صمتن مع ان الإجابة غير مقنعة

كما همست سوزان يوماً

مغروسونَ في الحرمانِ"

حتَّى أعناقِنا المتغضِّنة

ولا لذَّةَ

تحفُّ العروقَ

غير َهواءٍ قليلٍ

.تُسَرِّبُهُ الأجنحةُ العابرةُ لذبولِنا



لم نَكْبُرْ

إنَّما المدرسةُ هي التي صَغُرَتْ

بسياجِها المطوِّقِ لبراءتِنا

وأشجارِ السَّرْوِ

.والباصَّات

.ما كانَ لنا أن نتبعَ خطوَنا على النارِ

.ما كانَ لأيدينا أن تمتدَّ لتلكَ الكؤوس*





*



















هبطت درجات السَلم الجانبي بهدوء وهي تسحب إبنها خلفها

بينما أمسك إبنها الأخر بخالته وهو يرجوها أن تحملَه

خرجن إلي الفناء الكبير

وما إن وصلوا

حتى انحنت دعاء نحو معاذ وهي تربت على كتفيه

../ ها .. لا تنسى إلي اتفقنا عليه .. انتبه على آخوك قد عيونك طيب ولا تدفه في الموية ولا تأذيه . فاااااهم

حّرك رأسه بالإيجاب وعيناه تلمعان بالحماس

قبّل وآلدته وأنطلق نحو الباب الخارجي وهو يجّر خلفه حقيبة صغير

إلتفتت نحو براء وهي تقبله وأنطلق هو الأخر يتبع أخيه

رفعَت هاتفها عندما أختفت أجسادهم

تحركت هيا وأختها نحو الداخل

وما إن اجاب حتى قالت بسرعة

../ ركبوا السيارة ..

../ إيـه صاروا هنا ..!

../ يالا أجل انتبه عليهم زيـن .. تراهم صاروا بأمانتك تكفى يا وافي لاتفجعني بأحد فيهم .., وانا منفجعَة من اللحين خلقَه

سمعَت أصواتهم يتحدثون سوياً ثم جآئها صوته البارد يقول

../ و أنـآ من ينتبه علي!

ابتسمت بسخرية

.../ والله ذي المشكَلة .. إنت خلي حرمتك تنتبه عليك .. ولا تخليها تقرب صوب عيالي تفهَم

../ دعـآء

أغلقت الهاتف وهي تسمع أخيراً إسمها

تعَلم جيداً لم أغلقته لأن صوته بدآ أثقًل .. لا تريد أن تتحدث معه كثيراً

لكَي لا يعتقد رضـآها بما يحصَل

زفرت وهي تهمس بصوت مرتفع

../ يالله إنّك تحفظهم ياكريم ؟





../ يوم إنّك خايفة عليهم لدرجة ذي وشوله تاركتهم يرحون مع أبوهم

اغتصبت إبتسامة من حيث لا تدري

وهي تهمس على مضض

. ./ يمه هذا ابوهم مثل ما أنا أمهم ..

زفرت الوالدة بإستياء وهي تشير إليها بالدخول

../ تعالي .. تعالي .. قولي وين موديهم ومع من ؟

أرخت قبضَتها الممسكَة بهاتفها وهي تقترب من والدتها

و قلبها يلهج بالدعاء أن لا تؤذيها أكثر

../ هو رآح مع حرمته يتمشون .. وقالي يبيهم يسلونهم هناك

أتسعت عينا الأم بصَدمة وهي تصرخ

.../ وشوووووووووو .. مأخذ حرمته معاه و معطيته عيالك .. كود إنها بتأذيهم ولا بتشويه مناظرهم ..

صُعقَت بذلك فإزدردت ريقها وهي تبحث عن تبرير

../ لا يمّه هذا أبوهم وأكيـد بـ ينتبه عليهم .. و

أرخت بصَرها للأسفل و هي تبتلع شوكَة توقفت لثانية في حنجرتها

تبحث عن كلمة تخرجها من مأزق وقعت هيّ فيه

نظَرت نحو أختها التي قالت فوراً

../ يمّه لا تفاولين .. موب كُل الحريم مثل مانقرآ في الجرايد

لوت شفتيها بإزدراء

../ والله إنه كلكم ما فيكم عقل .. ولا من هالمرة إلي تقبل زوجها برز لها عياله من ثاني شهر زواج .. ولا على بالك هو بينومهم ويلبسهم

ثم أمسكت بذقنها وهي تقول بقوة

../ أحلقي هاذي وطلعيها خشنة إن جابهم مثل ما أخذهم .. وبتقولي أمي ما قالت ..



*





جلسَت بإعياء شديد وهي تغلق سماعة الهاتف

تاركة ممسحَة البلاط الكبيرة وهي تضَع رأسها بين راحتيها

اقتربت إحدى الممرضات منها وهي تقول بحنان

../ تعبتي نفسك اليوم يا آنسة .. ليش ما تروحي تريحي

نظَرت إليها بعينين أحيط بهالات سودآء و بجفنان ذابلان

../ إيه .. لاآ لاآ .. ورآي أشغال .. إنتي خذي نظفي المكان قبل مايجي الدكتور فيصل .. وأنا بروح أشيّك ع المرضى إلي هناك .. طيب

تحركت في الممر ببطء وهي تنظَر للساعة التي أشارت عقاربها

للثالثة بعد منتصَف الليل ..

دارت على المرضَى و أطمئنت سريعاً ع الوضَع

استغرق هذا الأمر منها نِصف ساعة

قررت العودة و اخذ قسط من الراحَة قبل أذآن الفجر

لكن تناهى لها أصوات صيحات قادمة من البهو الرئيسي حيث كانت من بضع من الوقت ..

اتسعت خطواتها وكلما اقتربت من المكان

كانت الأصوات تتضَح أكثر

تدلى فكّها بصَدمة ويدها الأخرى ترتفع تلقائياً وتوضَع على رأسها

حين رأت جموع الرجال الذي وضعوا على الأرض جسَد رجَل مصاب

و عند المدخَل يدخَل المزيد منهم من أصيب في وجهه و يده وأخرين يدخلون محمولين بين الأيدي

تحول البهو الذي استغرق تنظَيفه أكثر من ساعَة

لساحَة ملطَخة بحمرة الدماء

اقتربت في فزع من نشوى وهي تدفعها أمامها بقوة

../ يالله .. شيلوهم للغرف الفاضَية .. أبدوا شغلكم

وقبل أن تكمل تعليماتها للممرضات المتحلقات حولها بذعر

أمسكَ بها أحدهم وهو يدفعها أمامه

../ ألحقي .. أخويـآ راح يموت

اقتربت من جسَد أخيه الملقى على الأرض بينما راحت الدماء تتدفق بغزارة

من شق كبير في منتصَف فخذه نزولاً إلي ساقَه

طلبت منهم حمله فوراً إلي غرفة مخصصة بالحالات الخطرة

وضَعته وهي تصَرخ بإحدى الممرضات التي تقف تائهَة و فزعَة من كُل هذا الضجيج

../ سنــــــآء .. تعاااالي بسرعة

دلفَت إلي الغرفة وهي ترتدي القفازين بإهمال

بدأت في مسح الدماء التي تتناثر بقوة

وأخذت الأخرى تفعل كما فعَلت " سلمى "

أمسكَت بالخيط في محاولة لـرتق جرحَه

لكَن مقاومته لم تساعدها

كان يدفعها بقوة من بين الحين والأخر بسبب ألمه من المطّهر الذي أشعَل جرحَه ..

صرخت في أخيه بأن يمسكَه ليكملوا عملهم

وبشّق الأنفس

انتهت منه تماماً .. لكَن بمجرد أن رفعَت رأسها

دلفَت نشوى وهي تهتف بذعر

../ سلمى ألحئي .. في وآحد حالته خطَره .. أظَن فيه شيء دخل جوا راسو من فوق كدا ..

ازدردت ريقها بصعوبَة .. وهي تشعر بالدوار الشديد

اقتربت منها وهي تقول بقوة مُتجاهله ألامها

../ جيبيه بسرعة ..

ألتفتت نحو الممرضَة تأمرها بالتجهيز المزيد من الغرف للمرضَى القادمين

ثم قالت

../ معليه خذ أخوك وخليه على وحدة من الكراسي بّرة لين يجهزون لكم غرفة

خرج الأخ وهو يسند اخيه بينما أبتعد الجميع حين دلفت

نشوى و عدد من الممرضين يدفعون معهم سرير

رقَد عليه .. رجل ثلاثيني ملتحي

برز من أعلى جمجمته جزء من حديدة غُرست هناك

أمسكَت بيده فوجدت ضربات قلبه ضعيفة

عاينت الجرح والدم يسيل بغزارة بين كفيّها

وبيدين مرتعشتين ابتعدت تاركة المكان للممرضين الأخرين

هرعت نحو الهاتف و من ثم استمعت لتواصَل الرنين وما إن أنقطَع

حتى قالت

../ حسام وينـكم ..؟

../ حنّا قريبين .. صار تفجير صَح

.../ إيه ألحق علينا عندنا حالة خطيرة .. وما فيه ولا دكتور

../ ليش وينهم ؟

../ مدري يقلون راحو يتسحروا ..

../ وشو .. كلهم .. خلاآص إنتي أهدي .. حنّـآ على وصول

أغلقت الهاتف

ثم سمعت صرخة الممرضات وهمهمت البعض الأخر

وبعدها صَرخة مولولة عمّت أرجاء المشفى

نظَرت نحوهم بقلق

../ وش فيه ..!

نعَم كما تناهى إلي سمعها اقتربت وهي تدفعهم

.../ أصبروا لا تسوون فيه شيء .. اللحين بيجي حسام و فيصل

أمسكت بيدَه ثم تركتها بسرعة كالملسوعَة بدَت باردَة ساكنَة تماماً

أختنقت بدموع حجرة في حنجرتها

وهي تلمح تلك الإبتسامَة الي شقّت على ملامحه

ابتعدت وهي ترتجف بفزع من هيبة ذلك المشهَد

ومن ثم تعالت أصوآت زغاريد الفرح .. بالشهيـد

ازاحت كمامتها وهي

تمسح أنفها بيدها ورائحَة دمه تلون وجهها

أغمضَت عينيها وهي تبتعد عن الغرفة تخرج من بين الجموع

بدأت أصواتهم تبتعَد وتبتعد وتبتعد

ثم تهاوت أرضاً بين بقايا زغاريدهم

أهدَتْ دماكَ الهاطلاتُ إلى السّماءِ

لِما تبقّى مِنْ دمٍ

يَروي دِمانا سرَّها

أحْيَتْ بهاءَ قصائدٍ ذَبُلتْ

وفي ليلِ الخريفِ المرِّ

أُطفِأَ زهرُها

فقدَتْ توهّجَ سِحرها

كادتْ تَموتْ

بلْ إنّها بالفعلِ

قدْ ماتتْ

وفي بئرِ الهوانِ هوَتْ

وَتلفّعتْ بالخوفِ والذلِّ الصَموتْ

دَهراً

وَعشّشَ في ثنايا ها نسيجُ العنكبوتْ

فَأتيتَ تُخرِجُها مِنَ التابوتْ

وَتمزّقُ الكفنَ المُطرّزَ

بالغرابةِ

والكآبةِ

والسّكوتْ

وتبثُّ فيها مِنْ أنينِ جِراحنا

روحاً تُزَيّنُ ساحةَ المَلكوتْ

تَهمي عَلى الدّنيا

خَمائلَ وردْ

وَحدائقاً

وَبُيوتْ

لَنْ يذبلَ الوردُ المُحنّى بالدِّما

وَشهيدُنا

لا لنْ يَموتْ

إنّا سَنحرُسُ ظِلَّهُ بِرموشِنا

وَدُموعُنا

سَتعيدُ للوجَناتِ بَسمَتها

لِيَحيا

ثمّ يَحيا

لا يَموتْ

**





والله مانظرت عيني لغيركم


ياواهب الحب و الأشواق و المهج


كُل الذين رووا في الحب ملحمة


في آخر الصف أو في أسفل الدرج







*سوزان


** إياد عاطف حيالته






فِرصَه ورآحتْ ، لكن نقول " خيرهْ "

يآمآخسرنآ ، وآلبقى بـ رآس آلآيآآ آ آ آم ،

مآفِيه كسرٍ إلآ خلقْ لِه " جبيره "

مِير آلبلى وش يجبرٍ كسور » آلآحلآم !


..
..
..


 
 

 

عرض البوم صور بياض الصبح   رد مع اقتباس
قديم 02-11-11, 02:00 AM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة جمال ليلاس وملكة سحر الخواطر



البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 183892
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: بياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالق
نقاط التقييم: 2930

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بياض الصبح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بياض الصبح المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 




اللذة الثالثة عشر


جو مشحون بإضطرابها

وصراخها يعلو على همهماته

../ إنتم رجَال إنتم .. وحده توها خارجَة من السجَن تسون فيها كذا .. إذا عمتي ما تبيها أنا أبيها ..

فرك جبينه بقوة وهو يزفر ..

../ إنت وش حارق رزّك الحيـن .. قلت لك البنت ما رميناها .. والله ما رميناها .. إنت لو شفتي وش سويت بتشكريني بعد

غرزت أصابعها بقوة في شعرها

../ مو هذا إلي بيجنني .. قوم .. قوم وديني لها الحيـن أنزل أنتظرني بالسيارة .. يالله قووووم ..

نظَر للساعة وهو يجيبها بتعب

../شوفي الساعة كم هذا وقت زيارة بالله ..!

نظرت إليه بمزيد من الصدَمة

../ ليه موديها مستشفى المجانين .. ولا دار الإيتااام .. هاااااا؟

../ ياليلنا إلي موب خالص .. شغلك عندي يا صقير

../ بعاااااد .. لصقر يد في السالفة

../ أقول أجهزي ولا يكثَر بنتظرك بالسيارة ..

خرج وهي ترتدي عبائتها بسرعة وأهمال

لحقَت بـه وهي تلطم خدّها

فزعاً مما قَد يحصَل بالأخيره

فهي تدرك جيداً بأنها لا تحتمل

ولن تحتمل

,



أحتضَنت كوب القهوة السودآء وهي تبلل شفتيها

و بصَمت مطبق , ضيّقت عينيها

ناظرة نحو ذلك الشخص ,

حيث جلس تحتضَن كفّه عصاه الطويَلة

بقوة حتى أصفّرت أصابعه

../ يبه وش شاغلك ..؟

بدآ كمن أفـآق من غيبوبة ليقول بعدها بضيق وآضح

../ الله لا يشغلنا إلا بذكره , أخوك هذا ما كأن له بيت طول اليوم هو مرتز عند خالته ولا بالشركة ..، وش كثرها الأيام إلي يقضَيها برى ولا يرجع هنا ..ودّي أعرف وين يختفي ذا الولد ؟

ابتسمت بحنان وهي تضَع كوبها وتقترب منه

../ الله يهديك .. اللحين مالقيت تقلق إلا على الصقر .. تراه رجّال و أدرى باللي يسويه ..لا تخاف

../ الله يستر .. أحس وراه بلا .. يا إنه متزوج يا متورط







.

.





../ من هو .. ؟

تعلقَت أعينهم به عندما أقترب من وآلده وهو يقبل رأسه

و أنحنى نحو أخته ثم جَلس بالقرب منهم

../ وش فيكم سكتوآ مرة وحدة ؟

ابتسمت الأخرى بإرتباك ثم أستدركت الوضَع

../ لا .. بس فاجأتنا جاي بدري اليوم .. ؟

أتكئ وهو يلتقط كأس الماء

../ إيه خلصَت بدري ..!

ثم عقد حاجبيه وهو يشاهد والده الذي نهض بهدوء

وأنسَل خارجاً من المكان

أبتسم ثم ألتفت نحو أخته التي نهضَت بدورها

../ أصبري.. هنا .. بكلمك ..!

عادت لتجلس أمامه وهي تهمهم ب

../ وش فيه ..؟

مد كأسه لها وهي يقول بهدوء

../ صبّي لي ..

سكَبت له الماء و أعطَته إياها

لم يحدث أن أستناها في حديث يوماً , أو أفضَى سراً لها

ومع ذلك , لا تنكَر مقَدار ذلك القلق الذي راح ينفث في روحها

تشعَر بشي أقرب للفاجعَة قادمَة نحوها

لكَن صمَته يزيد من مقَداره في داخلها

لم تتمالك نفسها وهي تتحدث بضيق

../ وش فيه ..؟

رسم على طرف شفتيه شبه إبتسامة

../ إيه , مسرع مليتي .. وتوك إنتي وأبوي تحشون .. وعادي

تحول ذلك القلق إلى قهَر تصَاعد حتى حنجرتها

فبصَقت قولها بجرأة لم تحاسب نفسها عليها :

../ من حقّه يقول إلي يقوله .. و إنت شايف إلي تسويه صَح أيام نشوفك وأيام لا .. وش تبينا نعتقَد عنّك مثلاً ..إذا إنت ما تحشَم هالبيت ولا تقَدر أهله ..

صمتت حينما أدركت انها تهورت كثيراً

خاصَة مع تلك الملامح التي أعتلته هو

لا تجد أي سبب يجعلها تحُبه كأخ وحيد لها أبداً

ألتوت شفتيه وهو يقول بهدوء و ثقة

../ أقول لا يكثَر بس .. أنا جايك بقولك إني تزوجت أمس ..

وأبيك تروحين تشترين لزوجتي أغراض ..

اتسعت عيناها بصَدمة لم تلبث لبرهة ثم اختفت لتتحول لسخرية مُرة

جعلتها تحمس بحنق

../ تزوجت .. هه صادق أبوي يوم قالها عادك بزر .. و زوجتك روح قضي لها إنت .. مو زوجها

ابتعدت وهي تشعر أن خطوآتها ستحطَم الأرض

من شَدة غضبها .. لكَن صوتها البارد أوقفها

وهو يهمهم بـ

../ صبا محتاجه لك إنتي .. مو صديقتها ..

وتوقفت حيث هي

وتبدل كُل شيء إلى خوآآآء أسود مُريع

يخترقه طنين الفاجعَة في قلبها



*



فتحت عينيها ببطء وهي تلمح نظَرة عينيه الحنونة

ابتسمت بضَعف لأحلامها الحمقاء حتى في أضَعف حالتها

عادت لتغلقها بقوة من جديد تطلب إفاقَة من كٌل ذلك الضجيج داخلها

تناهى إلى أذنيها صوته يتحدث

و كأنه يتحدث لها .. أو ربما هي أحاديث حُب

لم يكُتب لها أن تظهَر بعد ..

ابتسمت على مدى اتساع غبائها

لكَن يد دافئة أمسكت بذراعها جعَلتها تفيق بفزع

مما ظّنته حلماً وهي تصَرخ بفزع

لكَن صوت آخر قال

../ بسم الله .. وش فيك ؟؟

تأملت الغرفة بعد أغلقت عينيها لتعتاد ضوئها القوي

احتضنت رأسها بين كفيها وهي تحاول أن تحتضَن ذلك الألم

الذي ألتهم نصفه بحرارة

../ وش فيك ..؟ راسك يعورك .. ولا وش ؟

زفرت بتعب وهي تهمس بصوت متحشرج

../إيه شوي يا حسام .. بس بروح أنام ..

نهضَت وهي تتحامل على نفسها و الدوار يزيد في رأسها

أقترب منها وهو يقول بحزم

../ هاتي يّدك بوصَلك .. لهناك .. بس ترا شعرك طالع من قدآم

أمسكْ بها وهو يساعدها للوصول لغرفة الممرضات الخاصَة

وما إن وصلوا حتى تركها وهو يهمس لها

../ كُلي ثم نامي زيـن .. ولا بيزعل علينا فيصل و يرجعنا للمركز

لم تبتسم بل أومأت له بهدوء وهي تسأله بذات الهمس

../ لا ما ني مطوله .. هو وينه الحين .. ؟

أجابها وهو يهمّ بالرحيل

../ مدري بعد ما كشف عليك .. أظّنه راح للدور الثاني

واختفى هو .. لكَن جملته ظّلت عالقة في الهواء حتى الآن

مدري بعد ما كشف عليك

بعد ما كشف عليك

كشف عليك

كُل ذلك كان كفيل بجعلها تتهاوى من جديد

لكن قدرات الحب قد تجعلنا نستلذ بأكثر اللحظات ألماً

وليغرق عقلها و قلبها , و يغطّان في ظلام

فلربما نفيق لنجد أنهما صعدآ مجدداً لحيث الأمنيات

بحُب .. لذيذ

وحديقَة .. و عصفور

و همهمات

*

وقفا أمام المزرعة الكبيرة .. ثم هبطَت السيارة وهي تكرر

بذات الخوف

../ ياويلي ..المكان كبير وتاركينها لوحدهااااا هنا مع العمّال .. إنتم ما تخافوا ربكم .. ولا وشووووو

كانت خطواتها سريعة نحو المنزل الكبير

وهو يلحق بها بتأني .. لا يدري لم شعر بالخيبة

و الحقارة أمام كُل إنفعال لها ..

لم بدت أكثر أنسانية منه هو

صرخ بها

../ موب هناك .. تعالي تعااالي ..

رآها تقترب منه بسرعة

../ ويـن ..

تحركا بهدوء وهما يقتربان من ركُن المزرعة حيث تكثَر أشجار اللييمون

المتدلية في كُل المكان ..

توقفت وهي تتأمل تلك الحجرة بصدمة

../ هنا .. مخزن البهايم .. آآآآي

تألمت بقوة فغضَبها طال أبنها

أقترب منها بقلق

../ وش فيك ..؟ نروح المستشفى ..

فردت ملامحها ثم تَزُم شفتيها بقهر

../ لا تتهرب .. دخّلني وإنت ساكت ..

أقترب من الباب ثم أدآر مُفتاحه بهدوء

ودلفا معاً .. تأملت المكان وهي تزفر براحة

../ لا زين .. توقعت أشوف حشيش وبرسيم وغنم بعد ..

ابتسم على تعليقها وهو يقول

../ قلت لك .. هنا هي بأمـآن ..

نظَرت له شزراً وهي تهمس مُقَلدة صوته

../ هي هنا بأمان .. كانت بأمان لين شافت وجيهكم

../ وشو ..؟

../ منقهر منّك .. أجل تسوي كذآ يا بندر

../ وش سويت .. قلت لك

قاطعته

../ وينها ؟

زفر وهو يجلس باسترخاء

../ بالغرفة إلي على يمينك ..

طرقتها بهدوء .. حاولت فتحه لكَنها صعقت بكون مغلق من الداخل

../ صاكته .. ؟

.../ دِقي عليها

راحت تطرقه بهدوء وهي تنادي بإسمها

*

هناك داخل العتمَة كانت شهقاتها تخرق صمت المكان

لم تكُن على يقظَة تجعلها تعي ما يحدث حولها جيداً

ليس سوى الظلام الذي اعتادت العيش في كنفه

مازالت تعيش في حُلم قلقها الذي أحتضنها قبل أن يخطفها النوم

مازالت تنتنظر ذلك الوحش الذي ألتهم أنقى ما تحويه

كلعبة ثلج دُنس بياضها ..

فلم تعد لعبة ولا ثَلج ..

أصوآت خطوات تتعالى وترتفع ثم يرتج صداها داخل إذنها

قلبها راح يأن في إذنها .. كُل ذلك جعلها تنهض

بسرعة وهي تحتضن الوسادة إليها

أطرافها الباردة كالجليد

وعيناها ترى كٌل ما حولها بركَـآن

تأملت الباب طويلاً وهي لاتعي ما يحدث حولها

سوى خوف وخوف وخوف

دقائق أختفى كُل صوت وحّل الصمت حولها فجأة

../ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

أغمضَت عينيها بقوة محاولة إعادة صفاء ذهنها ,

لكَن صوت حديث أمام الباب جعَلها

تقترب و رجفَة سعيدَة تحلق بدآخلها

بدت آخر من توقعت وجودها هنا

وصوت الطرقات كان واضَح هذه المرة بالنسبة لها

الآن على الأقل ..

وصلت إلى الباب سريعاً تسبقها لهفتها ..

فتحته وما إن تيقنت من ملامحها حتى أرتمت في حضَنها

تبكي يوم وآخر .. قضَته في سجن مختلف بمفردها

هدأت من روعها وهي تسحبها للدآخل

../ هدّي يا قلبي .. هدّي مافيه شيء .. ما صار شيء.. بس إنتي هدّي

و من بين شهقاتها همست

../ خـِ .. فـ ..ت يا ميـ ..سون

مسحَت على رأسها وهي تكرر بصوت مرتفع

../ معليه .. معليه .. خلاص زآل الشر .. إنتي اللحين بخير

إعتصرتها بين ذراعيها أكثَر

../ لا .. تـ..روحيـ..ن

../ مانيب رآيحَة مكان .. شوفيني هنا .. موب مخليتك بلحالك ..



كانت صَدمته قبيحَة بحق وهو يدَرك أنه سبب

المزيد من التعاسَة لها ..

هل هي خائفة من وحدتها .. هُنـآ ..

نعَم ربما

هكذا حّل القضّية وربطها ببساطَة شديدة تناول هاتفه

وهو يتصَل عليه

وما إن وصَله صوته حتى قال بسرعة

../ وينك فيه ..؟

../ رايح للمزرعة ..

../ آها .. أجل عجّل.. أنتظرك

عقَد حاجبيه وقدمه تدوس على البنزين أكثر ..

../ وش فيه . ؟ صاير شيء

../ لا أبد .. يالله سلام

أغلق الخط و ألقى الهاتف بجواره ..

عيناها تلتهم كُل حركاتهم

كأنها بدأت تشُك في أمر ما .. تتمنى صِدقاً أن يخيب

حتى الآن تشعر إنها مازالت دآخل وقع الصدمة ولم تفيق

تشعر بأنه يكذب عليها .. أو يخبأ أمراً اكبر

تعَلم إلي أين ذهبت صبا ..

ثم هي لا تزال تعاني ألم فقدها لـ صديقتها .. فلم تعَد كذلك

حتى وإن سُترت فضيحتها ..

لأول مرة يطلب منها أن تخدمَه .. و أطاعت رغبته لأنها تريد

أن تراها .. هل حقاً هي أم لا ..

كلما اقتربا من المكان زاد في داخلها الشعور

بالألم .. و بردت أطرافها ..حينما أصبحا أمام المكان مُباشر

لا يفصَلهم سوى الباب ..

لم تسأل .. لم هي هنا أو كيف حصَل كل هذا

ما يهمها الآن أن تراها بعينيها

تناهى لها صوته يأمرها بصرامة

../ من هناك ..

ذهبت لحيث أشار .. تسبقها أقدامها

ثم دقائق أصبحت بداخلها

وقفت تتأملهن من خلف نقابها ببلاهَة

ميسون و الآخرى

تعلقت عيناها بالأخرى

وتدلّى فكَها بصَدمة فصديقتها تغيرت كثيرة

حتى كادت أن لا تعرفها

أم هيا فلم تكُن تنظَر لها بل تتأمل الأرض بنظرة غريبة لم تعرفها

تنحنحت ميسون وهي تقول بهدوء

.../ ندى .. أفتحي وجهك محد هنا

ورفعَت صبا رأسها بسرعة وهي تنظَر لها

ثم شهقَت بعنف وهي تمسك شفتيها

أبعدت ندى حاجبها وهي تقترب نحوها

صافحتها بإرتباك

لكَن الأخرى جذبتها نحوها بقوة وهي تحتضَن رأسها وتنتحب عليه من جديد ..

أغمضَت ندى عينيها بقوة وهي تمنع دموعها أن تقفز الآن

ازدردت ريقها بقوة وهي تهمس بألم

../ تغيّرتي يا صبا ..

الحشَرجة الأخيرة التي طالت صوتها جعلت الأخرى تعتصرها أكثر

فبكَت تشاركها دموعها فلقائهم

غشّى مشاعرهم بفرحة تحيطها مرارة وأستياء

مسحَت ميسون على ظهر صبا وهي تحاول أبعادها عن ندى

لكّنها ظّلت متشبَثة بها بقوة

و هي تبكي بصَمت ..

../ ندى .. خلّيها ترتاح تراها من الصَبح تبكي

تلك الحرارة المتدفقة على رقبتها كانت تظّنها دموعاً

لكنّها حين أبعدتها وأمسكت بجبهتها صَرخت

../ صبـآ .. فيكِ حمّى

لمستها ميسون بقلق ثم قالت وهي تقودها للسرير

../ روحي قولي لأحد يجي.. لازم نشيلها المستشفى .. حرارتها مرتفعَة مّرة

ارتدت نقابها سريعا وهي تخرج له

لم تمسح دموعها بل زاد بكائها على حال صديقتها





طرقت الباب وهي تقول بصوت مرتفع

.../ صقر ..

وعندما ظهر أمامها قالت بسرعة و من بين دموعها

../ تعالوا .. نبي ناخذها للمستشفى .. حرارتها عالية

عادت قبل ان تلمح ملامحه فقلقها و ألمها تفاقم كثيراً

ملامح صديقتها الحبيبة كالميتَة بوجه أحمر مُحتقَن ووجنتان مبللتان

دلفا خلفها حملاها وذهبا

تاركان ورائهما الأثنتين تبكيان وجعها

أيُّها الوترُ المشدودُ من جِذْعِ قلبي حتَّى أقاصيَ الغاباتْ

أيَّتُها العصافيرُ العَطْشى، يا كلماتي

في الضبابِ أضَعْتُ موطئَ ظلِّي

كما يضيعُ عُمْرٌ، حُلُمٌ، حُبٌّ

وطنٌ من بين الأصابع

مثلما يسقطُ خاتمٌ في نهرٍ

مثلما ينكسِرُ فنجانٌ

أو إنسان.*




إليآ خذلوني نآس ، آو قصروآ نآس.

.. آقول : عآدي ، كل شخص وظروفه .. !

نكرآنهم مآبيه يشعرني آبـ / يآس

.. .. آحب آسوي آلخير دآيم وآطوووفه .. !

.. مدري غبى ولا غلآ و لا آحسآس

.. ( ودي آسآعد كل وآحد أشوووفه )

..
..
..

 
 

 

عرض البوم صور بياض الصبح   رد مع اقتباس
قديم 02-11-11, 02:05 AM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة جمال ليلاس وملكة سحر الخواطر



البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 183892
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: بياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالق
نقاط التقييم: 2930

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بياض الصبح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بياض الصبح المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 





اللذة الرابعة عشر


جلسَت بجوارها ممسكَة بهاتفها

.../ تتوقعين إن إلي قالته أمي صَح ..

زفرت الأخرى وهي تقّلب بملل في روايتها

../ ترا طفشتيني .. لكِ ساعة وإنتي تعيدين وتزيدين فنفس الكلام .. تنهَدت

../ بس أنا ما أظنّه ..هو يحب عياله ومحد يعرفه كثري أنا .. عشان كذا وثقَت .. بس والله أمي سببت لي هواجيس ولا قدرت أنام بسببها الليل ..

ثم أراحت خدها على راحتها وعيناها تلمع بالدموع

../ أتخيل تأذيهم بس .. والله ما أسامح نفسي أبد

أعتدلت سمية في جلستها وهي تقول لها مشجعَة

../ إنتي قلتيها زوجك تعرفينه اكثر من امي .. وأكيد إنه بيقتل مرته لا سوت فواحد منهم شي

مسَحت بسبابتها دمعة تمردت على عينيها

../ وش أبي بقتلها .. أنا أبي عيالي بخير ..

سَرحت الأخرى وهي تجيبها

../ خلاص اليوم بيجيبهم ع العصَر .. هو مو قال كذا ..؟

أومأت لها بالإيجاب فقالت

../ خلاص أجل .. بعد ساعة دقّي عليه و تأكدي ..

../ بس

../ لا تبسبسين .. أكيد هو بيعرف إنك متصَلة عشان عيالك مهوب على شانه .. خليك ثقيلة شوي

نهضَت وهي تبحث عن أي شيء قد يلهيها عن التفكير فيهم

وهي تحمل جنى بين يديها كانها تتسلى بها لحين عودتهم

ومّرت ساعة وأخرى

بعدها أمسكت بهاتفها وهبطَت لحيث وآلدتها

بحثت عنها فوجدتها في الفناء وأمامها قهوتها

جلست بجوارها

../ مساء الخير يمّه ..

.. /الله يمسيكِ بالنور .. ها كلمتي زوجك ؟

رفعت هاتفها وهي تكتب رقمه الذي تحفظه عن ظهر قلب

../ اللحين بدق له .. !

كانت تنظر لها بينما تراقب هي نظراتها

تريد أن تستقي القوة من عينيها لتهبها صبراً وقوة أمامه

ومع الرنة الثالثة أجاب

../ هلا وغلا .. بالزين كله

مطّت شفتيها وهي تعلم بما يفعَل أمام زوجته ربما

فقالت بهدوء

../ وينكم فيه اللحين ؟

شعرت به وكأنه أبتسم وهو يقول بثقة

../ مفتقدتهم .. ولا مفتقدتني ؟

صّرت على أسنانها وهي تحكم قبضَتها على هاتفها

.. / وافي لو سمحت أتكلم من جدي انا .. وينكم متى جايين ؟

ضَحك بقوة لا تتناسب أبداً مع ما قيل

../ يعني أنا إلي أمزح معك .. قلت لك خلاص حنا ننزل أغراضنا للسيارة .. يعني بإذن الله قبل العشا بوصَلهم ..

سمعت صوت براءة بالقرب منه فتنهدت بصوت مسموع

وهي تجيب بتلقائية

../ على خير إن شاء الله .. شوي شوي لا تسرع

ثم استدركت

../ فيهم ترا هم أمانة عندك ..





وكأنها تشعر بإبتسامته مجدداً

فبتسمت بغباء وهي تغلق الهاتف حالاً

نظَرت لعيني والدتها التي تأملتها بضيق

فابتسمت لها وهي تقول

../ بيوصلون قبل العشاا ..

حّركت الأخرى رأسها بعدم اقتناع

../ الله يجيبهم بالسلامة ..







*





استلقت وهي تقرأ ذات المجلة المهترئة

والتي مضى على إصدارها سنين

تصّفحتها للمرة الخامسَة على التوالي

وفي كُل مرة تشعر وكأنها تقرأ من جديد

الفراغ في حياتها يسبب لها القلق و الملل

أصبحت تكره مواجهة الجميع

حتى جدتها .. لم تعد يمكنها الجلوس معها فمعظم الوقت

يوجد عندها زائرون ..

ربما أصبحت تخشى مواجهة الجميع

فحكايتها انتشرت , وأصبحت على كُل لسان

تقسَم بأنها خطيئة ثم ألتزمت حد الغفران

لكَن كلام الناس جعلها تنتحر بالحبس هُنا

في غرفة الخدم .. حيث لا أحد يعيرها على ماضيها الأسود

أو حتى ينظر نحوها بإستحقار

لمحت مقالاً يتحدث عن النوم وأهميته

فأبتسمت لتلك الفكرة الغبية التي طرأت عليها

وهي تلعب بجدائلها الطويلة المتدلية بجوارها

شعرت بالباب خلفها يفتح فلم تتحرك

ربما إحدى الخدم أتت لتأخذ قسطاً من الراحة

لكَن الهدوء خلفها أقلقها .. ’

استدارت وما إن رأتها حتى عقدَت حاجبيها بقلق

وهي تقول

../ وش فيه يا ريم عسى ما شر ؟

ابتسمت لها عمتها وهي تقترب منها

../ أوه صرت ريم .. كنت عمتي

رسمت ابتسامة صغيرة على ركن شفتيها

../ إييه .. عدتني جدتي .. وهي ماغير ريم وريم

ضَحكت وهي تقول بمرح

../ لا ما أظن .. لو تسمعينها اللحين .. هديل وهديل هههه

اتسعت ابتسامتها وهي تسرح للحظَة

لكَن صوت عمتها أعادها للواقع وهي تقول

../ ليش حابسَة نفسك هنا .. ولا شفناك الأيام إلي فاتت

بدأت تلعب بأطراف جدائلتها وهي تجيبها بتوتر

../ لا موب حابسة نفسي ولا شيء .. بس ماعندي شيء أسويه فقلت أختار أهدئ مكان أقرأ فيه

نظَرت عمتها نحو المجلة الملقاة خلفها

../ آهاااا .. تقرئين .. وخلصت الأماكن ما لقيتي إلا هنا .. وإنتي عندك غرفة فوق وش كبرها ..

تراوغها الأخرى محاولة الوصول لنقطَة تريدها

لكّنها لا تعلم أن هديل لم تعد تجيد المراوغة أبداً

لكَنها فطينة وأدركت ما تحاول أن تبحث عنه عمتها

فأجابت بهدوء وصوت هامس

../ مدري بس ما أبا أوآجه أحد

تخيلت أن ابتسامة صغيرة ظهرت لثواني

ثم اختفت على وجهه الأخرى التي قالت باستغراب

../ تواجهيـن .. تواجهين مين ؟ ... محد في البيت غيري وأختك و جدّتك .. تقصدين مين ؟

نظَرت لها وهي تجيبها بنبرة ثابتة

../ أسيل .. أحسّها ما عاد تبيني ..

نظَرت نحوها الأخرى بهدوء وهي تجيبها

../ لاآ .. أختك موب ما تبيك .. بس هي مو فاهمتك

رفعَت إحدى حاجبيها بإستغراب

../ موب فاهمتني .. هههههه .. ضحكتيني وأنا ما فيني .. يا عمة أسيل سمعت كُل إلي أنقال ، وأظن اكثر من إلي سمعته ما عندي

../ بس لازم تبررين لها ..!

وبابتسامة سخرية أجابتها

../ أبرر .. بالنسبة لها الغلط راكبني من ساسي لراسي , وهذي الحقيقة

عقَدت ريم حاجبيها وهي تهمس للأخرى باستياء

../ موب لازم تقولين كذا .. إنتي غلطتي وتبتي .. لازم تفهمي أختك على الأقل هالشىء ..إنتي تدرين هي تحسّبك ميتة ..

أجابتها بحزم

../ أدري .. وهذا إلي خلاني أيأس منها ..

../ وش عرفك .. ؟

بضيق :

../ سمعتها ذاك اليوم تقول لسعود ..

../ سعود ؟

../ إيه في الحديقة الخلفية

.../ تراه خطيبها و

قاطعتها

../ ما قلت شيء .. هي يأست منَي وأنا بعد يأست منها .. إذا زعلانة من تصرفي بتقرب لها .. لكَن هي ما تعتبر لي وجود بالحياة

يعني أغسَل يدي منها

../ هديل لا تستسلمين .. لازم تكافحي عشانها أختك الوحيدة توأمك .. بقية اهلك .. لازم تفكرين بهالطريقَة ..

../ أمي وأبوي الله يرحمهم ماتوا .. وأنا مت من يومها بعدهم لذا اتركيني فحالي .. رجاءاً

نهضَت العمَة بضيق والغضب يشتعل في قلبها

../ هديل .. وين قوتك .. توقعت السجن وسنينه تعلمك تكافحين عشان الغاية إلي تبينها .. بس ما ظنّي هذا إلي صار .. أنا يوم أقولك دوري عن أختك وتقّربو من بعض .. عشان أبي لك عضيد يوقف معك لانقلبت عليك الناس كلها .. شخصن يحبك ويفديك ويوقف معك قدّامهم .. بس إنتي إلي ما تبيـن .. وبتتحملين نتيجة إستسلامك ..



وخرجت .. هكذا كما دخَلت

لكن الفرق الوحيد أن قلبي متفطر الآن تمام

كرماد تذروه ريح نذلة يمنة ثم يسره وكأنها تكرر المشهد أمامي

تألمت مع كل كَلمة كُنت انطقها .. ومع كل حرف أجابتني به

هل استسلمت حقاً ؟ ..

أو ماذا علمني " السجن وسنينه " كما قالت

ربما أصَبح ممثلة كبيرة ..

جيد فهناك ما أجيده

فًتح الباب بقوة من جديد

و دخَلت وهي تصَرخ مجدداً

../ قومي .. أجل البنات كلهم برا .. تعالي نقعد معهم

أعرضَت بجانبي عنها

../ في أحد عند جدتي ..

../ أحسَن زيـــــــــن

وخرجت بذات القوة

ربما .. ,

لن نألفَ الضغينةَ التي تجمعُنا

وأقدامُنا المثبَّتةُ في دائرةٍ

لن تطأ هذه العتمةَ ثانيةً

رُبَّما، بعدَ أيامٍ قليلةٍ

نعودُ بلا شمسٍ إلى المقهى

*.بلا عصافير على الحواف



هل كانت تقصَد كارثَة قادمَة أم ماذا ؟

هل ستتغير حياتي .. ؟

سأقبل بكُل شيء .. يعني رحيلي تك تك تك أصوات المطَر تقرع النافذّة جعلها تقفز

و تتأملها بشغف ثم خرجت لتعيش الإنسكاب ..

خرجت لأنها أرادت ذلك...,











*







هذا الدمعُ المنسكبُ في ترابٍ

غيرُ قادرٍ على إعادةِ الروحِ لخلايا الكلوروفيل الميِّتةِ في أوراقٍ

لم تنجُ من حريقٍ أشعلناهُ

بأعقابِ السجائر

بغروبٍ تركناهُ وحيدًا وراءَنا

دونَ قصدٍ

دونَ درايةٍ بما يعنيهِ الجحيمُ آنذاك

.ولم تغفرْهُ لنا الغابةُ-الأمُّ

وإلاَّ بماذا تفسِّرونَ تعثُّرَنا

بجذورٍ قاتمةٍ

وظلالٍ تتمايلُ

كُلَّما خطوْنا؟*



جسدَها المسجى كورقة خريف على ذلك السرير الأبيض

يتكأ بجوارها عمها .. بينما يتأملها زوجها بشغف

لأول مرة يراها بعد كُل تلك المدة

التي استنزفت فيها مشاعره حتى آخر قطَرة

يراها مغيّبة في مرضها .. ضعيفَة رقيقة صفراء

وكأن الألم تقاذفها من كُل جانب

هل يا تُرى رأت هديته

أم أنها لم ترها .. ؟

هل ستعجبها المفاجأة .. ؟

أم هذا هو ما تمناه ؟

كان يتمنى أن يقترب أن يهمس لها عن كُل الم طعن خافقه

في غيابها .. عن كُل ما فعله من أجلها

عن جنونَـه و حبّه المتشابهان , كَل شي لها

تأملها عن بعد لأن عمها أحتل المساحَة بقربها

أخترق هدوء المكان صوت كلاسيكي هو لهاتفه

أبتعد عن المكان سريعاً لئلا يزعجها ثم أجاب ..

يأتيه صوتها بحب

../ صَــقر ..

../ هلا

../ واخيراً رديت .. وحشتنـــي

../ .....

../ صقر .. وينكْ !

زفر بقوة وهو يخمد مشاعره بكأس من قسوته المكررة دائماً

../ سارة .. كم مرة قلت لك لا عاد تدقين .. وبعدين معك ترا أزعجتيني ..

وصَلت له شهقتها الحادَة وهي تصرخ بإستياء

../ أنااا . .أنااا أزعجتك .. وهذا وأنا قلقانة عليك وأبي أسأل عن حالك .. ولا لقيت لك غيري .. هااا .. قولي أكيد لقيت غيري

ألتفت للخلف حيث رأى بندر يقترب منه

فقال بحزم

../ مع السلامَة ..

كُل ذلك الوزن المشاعر يكتسحه فجأة ليجعل قلبه يرتجف

وهو دآخل قالب القسوة الحجري الذي أحاطَه به

لكَن تبقى تلك الحركة محدودة

يمكنه دائماً السيطرة عليها





../ صقر .. خلّص المحلول .. أزهم الممرضَة عشان تشيله

أطاعه وانتهى كُل شيء ووقفا أمامها وهي ترقد بسكون تام

محتارين , هل يوقظوها أم يدعوها تنعم بسباتها

لكَن أقترب منها بندر وراح يهزّها بلطف

../ صبا .. صبا

تحركت بإنزعاج ثم أستيقظت

تأملت وجهه بتعب شديد وعيناها قد أحيطت بهالات من الإرهاق

ساعدها وأنزلها.. و بدآ في المشي للخارج

لكَن خطواتها غير متزنة تماماً تميل بإتجاه صقر

الذي لم تدرك وجوده بعد

فقرر الأخير حملها .. وفعَل

رقدت بين ذراعيه مُباشرة وكأنها كانت تنتظر ذلك

فحّلق قلبه هو بسعادة منقطَعة النظير

حتى أن ابتسامة أفلتت على وجهه المتجهَم بالعادة

فانعكست على وجهه الأخر

و الذي لم يلبث أن قال بجديّة

../ أنتبه عليها تراها مريضَة ..

فأومأ له وهو يستعيد حزمه من جديد

../ أسمع خذ مرتك و روحوا .. وأنا إلي بجلس عندها

../ ما أظن ميسون بترضى تتحرك .. لكَن إذا تحبني خلي أختك عندها ..

زفر بيأس فمحاولة الاستفراد

لم تُفلح أبداً ..



,

../ أتصَلي عليهم .. ؟ تأخروا والله

../ أصبري .. أكيد إنهم بالطريق

../ وين أودي هذا ..؟

../ نحط إذا عشاهم بالصالة ... , ونحنا مع صبا ..

../ نخليها معانا بالسفرة .. أكيد بتكون تعبانَة

../ خلاص نجهز لها كم صحن بس ..

أنهيتا إعداد الوجبَة .. و دلفتا للغرفَة

وبفضول فتحت ميسون الدواليب

تأملت ما تحويه وهي تقول باستغراب

../ صحيح إنه ما فيهم شيء كثير .. بس إلي جابهم عنده ذوق

ابتسمت ندى بمرارة

../ إيه .. صقر رغم كل عيوبه .. بس ذوقه حلو

نظَرت نحوها بصدمة وهي تقول

../ صقر ؟

مالت برأسها وهي تُريحه على كفها

../ إيه مو زوجها ..

../ وشووووووووو .. تزوجت صقر

نظرت لها الأخرى بإستغراب

../ ما قالك بندر ..

هوت على السرير خلفها وهي تضَرب رأسها بخفة و تهمهم

../ ياويلي .. ياويلي البنية ماشافت خير من خرجت من هناك .. يا ويل حالها ..

اقتربت لها ندى وهي تقول بحزن

../ لا تخافين .. ماني فاقتها أبد .. صقر خليه عليّ

أمسكت يديهاا وهي تشدّها بقوة

../ تكفين يا ندى .. تكفين أوقفي معها محد حاس فيها أبد .. هي وحدة توها خارجة من السجن .. يعني لازم تتقبل جنس الرجال بصفة عامة اولاً .. فما بالك لو تزوجت كذا على طول .. لا تخلين صقر يستفرد فيها كثير مهما كان ..

ابتسمت لها وهي تشّد يدها بقوة

لتعبر عن جزء مما تشعر به

../ لا تخافين .. بكون ظّلها

مسحت ميسون دمعة طفرة من عينيها وهي

تسمع صوت الباب ..

../ جوآ.. خلينا نرتب لها المكان ..

هُناك حيث أقسموا سوياً

أن يتقاسموا المُعاناة

كزجاجات حليب موحلَة بالألم

تأملت قطرات المطر التي راحت تتساقط على النافذَة

بقوة متوسطَة .. وقلبها يلهج

../ يارب تجعلها رحمة على المسلميـن .. يارب أرحم قلبها المسكين





*



تأملت هاتفها للمرة العاشَرة وهي تضَغط بانفعال

على رقمها من جديد ..

تتواصل رنّاته وفي قلبها أمل أن تجيب ..

ولأن الآمال المُلحَة تُجاب عادةً

أجابتها

../ إيه نورة خلاص انا رايحَة للبوابَة .. قربت من عندك ..

../ سريع

وأغلقت الخط .. تشتعل غضباً بمقدار الحّر الذي اكتسى ملامحها

ليُلطخها بحمرته ..

ثم ثانية ودقيقة حتى رأتها أمامها

.../ بدري يا شيخة كان ماجيتي .. !

غطّت الأخرى وجهها وهي تقول بجدية

../ وش تبيني أسوي ..؟ الدكتورة ماخرجتنا إلى تو .. تبيني أخرج من كيفي مثلاً

فصَرخت بها وهي تتبعها للخارج

../ لاآآ .. بس كان دقيتي وعطيتيني خبر .. ولا أنلطع هنا ساعتين زي الهبلة ..

../ صح صح صح .. أنا غلط آسفه .. كان المفروض أكلمك

../ تتريقييين !

../ لاآآ .. يا نورة .. وخلاص لاتفضحينا بالشارع

.../ إنتي إلي بتدفعين حق التكسي نكاية فيكِ تفهمين

../ ماعندي فلوس

../ لاتكذبيين

../ ياربي والله والله .. حلفت ماعندي ولا ريال حتى

زفرت بقهر وهي توقف سيارة وتركبها فوراً

لحقت بها أختها .. التي قالت بهمس

../ شوي شوي .. فجعتي الرجال ؟

وصفَت له المكان و تحرك نحو المنزل

صمتت دقائق بعدها قالت بغضب

../ يوم نوصَل وأبوي فيه .. قولي له ليش ما جينا مع الباص فاهمة .. إنتي إلي برري

../ هاووو ... وش كنت أسوي أنا .. ألعب مثلاً

وصلتا إلي المكان فانطلقت الأولى خارجة

ودفعَت الأخرى ولحقتها بذات الخطوات السريعَة

رأين أن الحي مزدحم بالرجال على غير العادة وما إن وصَلن

حتى تنفسن الصعداء فوالدهن لم يأتي بعد

دلفن إلي الحجرة

../ الســلاآآآآآآم عليكم

نظَرت نحوهن عفاف التي قالت بإستغراب

.../ وش فيكم تأخرتوا .. قلقت عليكم ..!

ألقت نورة عبائتها أرضَاً وخرجت " لدورة المياه "

فسألت بتول بمرح

../ الله .. نورة معصَبة .. أكيد أرتكبتي مصيبة في حقها

مطت زهرة شفتيها بلامُبالاة

../ ما سويت شيء .. تأخرت عليها بس .. مدري تبيني أترك المحاضرة وأطلع لها ...

هدأ الجو .. و شعرن بإعداد وجبَة الغدآء ..

../ بوووووووووووووووووو

زهرة/ بسم الله .. الله يقلع إبليسك

عفاف / حمااااااااارة وحدة .. أنقلعي برااا

شروق/ ههههههههههههههه , عندي لكم خبر ..

تحمسّن معها

../ وشو

../ أمي باعت البقشَة كلها

بدت الفرحة صغيرة أمام مقدار ما تخبأه عينيها

../ إيييه

وأستدرن لإكمال أعمالهن

لكَن صوتها الضاحك أكمل

../ خخخخخخخخخخ .. لا مو هذا الفرحة الرئيسية أنا بدأت بالصغيرة .. خخخخخ

زهرة ../ أقول شروق بلا مصاخة .. أنقلعي برة مافينا لإستهبالك

../ ههههههههه .. زيين خلاص بقولها

نظَرت لأعينهم المتحمسَة فضَحكت بقوة

عُدن للعمل من جديد

وقلوبهم تتأمل فرحَة .. تعيد الحياة لأرجاء هذا المنزل

فقالت بسرعة

.../ عمتي مزنــــة رجعت !

شهقن بقوة وتحلقن حولها

زهرة ../ كذآآبة ..

عفاف ../ قولي والله ..!

شروووق ../ و الله .. والله .. وهي فبيتها اللحيـن . يعني خلاص بيعشون هنا

زهرة ../ وش عرفك ..؟

شروق ../ أبوي تأخر اليوم عشانه راح لهم

عفاف تقفز بحبور .../ يسس . وناااااسة

زهرة تلكز نورة ../ هااا النوري .. أوصفي لنا فرحتك

فحَركت رأسها بيأس مغمور في خجلها

../ مدري متى بتعقلين...؟

../ يوم الحب يعقل .. بفكَر أنا

اقتربت منهم بتول وهي تقول

../ مو بس كذا .. في شيء ثاني

../ أم سلمان .. رجع ولدها من بريطانيا مدري أمريكاا ..

عفاف بذهول ../ كذآآآبَة ..

شروق ../ يوه وإنتي على كذابة من الصبح .. إيه والله .. حتى الولد لو تشوفونه قالب أشقراني ..

زهرة ../ يا خيبتنا .. و إنتي وين شفتيه ..؟

شروق وهي تحّرك حاجبيها

../ ليش بتشوفينه ..؟

زهرة بحماس مفرط

../ إيه بس بعدين

البتول ../ شف أمحق أخت كبيرة .. وصَح .. و بيسوون حفلة هي و أم رعد فحوش بيتهم .. بمناسبة رجعته هو و رعد .. وترانا معزوميـن ..!

زهرة بإندفاع

../ غصب طبعاً .. وأنا أول الحاضرين

نورة بصفاء

../ الله يتمم لهم فرحتهم ..

فأردفت شروق برجاء

../ يارب نبي نفرح برجعت نور ..

فأرتج قلبين بألم

وارتجت الأخرى بأمل

وشتان ما بينهما .. لكَن سيظَل

الأمل أكبر من الألم

وستبقى همتهم تسحق كُل دمعَة ومستحيل

يقف أمامهم – بإذن الله –









*



التهمت العقارب العاشرة مساءاً

وقلقها بلغ ذروتها

نقرات المطر على النافذّة كان كفيل بإغراقها في كٌل فكرة سيئة

حتى أرتدت عبائتها وخرجت

تبعتها أختها التي وقفت تنظر لها وهي تتحرك بقلق في الفناء

.../ زين دقّي عليه ..؟

../ دقيت يعطيني مغلق ..

../ يالله سترك

سمعَن صوتها فابتعدت سمية عن الباب مباشرة فأطلت من هناك

../ يا بنت تعالي هنا .. وتعوذي من الشيطان .. أكيد إنهم وقفوا بمكان

بسبب المطر .. إنتي تعالي عن تمرضين

لم تستطع أن تتحرك إقتربت من مواقف السيارات

ووقفت تحتها ..’

يقفز قلبها لحنجرتها مع كُل سيارة تهشّم الماء مارة من أمام منزلهم

بدأت تشعر باليأس يتسرب لداخلها

وصوت دعاء أمامها المستمر

يصَلها مع زخات المطَر الذي راح يخفت شيئاً فشيئاً

عادت أمها للداخل وبقية وحيدة تصارع قلقها

مّرت نص ساعة أو أقل

قفزت بعدها ..’ حين فتح الباب

ودخَلت سيارته منها متوسطَة الفناء

اقتربت بسرعة و أخوها يخرج

من الباب خلفها ..

هبط من سيارته وهو يراقب اقترابها المتلهف

../ السلام عليكم

جالت بنظرها في السيارة فلم ترهم

../ وعليكم السلام .. وش فيكم تأخرتوا ؟

تمعّن النظَر فيها وهو يقول :

../ .. ما قدرت أمشي لأن المطر كان قوي .. فأطريت أوقف عند بيتي لين يخلص .. و جيت على طول

لم تنتظَر تبريره بل فتحت باب السيارة تبحث عنهم

وجدت معاذ نائم في المقعد الأمامي

فحملته بصعوبَة

../ خليه أنا بشيله ..

../ خلاص .. شلته ماله داعي

دخَلت به فتلقفته سمية

ثم عادت لتجد أخوها يتحدث معه وبين يديه يرقد براء

اقتربت منه ..

فصافحه مودعاً

ودخَل به ..

انزل حقائبهم الصغيرة من سيارته

فأمسكت بها

فدفع يدها بلطف

تقدمها وتبعته تتأمل قامته

ابتسمت رغماً عنها , فقد صدقت توقعاتها فيه

أوصَلها واستدار نحوها بعد أن أخفت ابتسامتها جيداً

../ ها توصين بشيء ؟

بتلقائية

../ سلامتك

أمسك بيدها قبل أن تصَل للحقائب وهو يقول

../ أحلفي إنك تبينها

حركّت قبضَتها محاولة التملّص من راحتيه

../ وآفي .. ماله داعي نلعب على بعض

تركها بسرعة وكأنه تذكر شيئاً

../ إيه .. بس تذكري مصيرك بترجعين ..

مطت شفتيها وهي تمسك بالحقائب

وعندما همت بالإبتعاد

رأته يقترب .. ويحتضَن رأسها مقبلاً جبيننها

ولحظتها هطَل المطَر

رأت خطواته فخانها صوتها عندما قالت

.../ وآفي

إستدار لها .. بملامح غامضَة

../ المطَر .. خلك هنا .... لين يخّلص

لوّح بكفيّه وهو يجيبها من خلف ظهره

../ لا أنا بروّح .. إنتي ادخلي داخل اللحين

ورحَل ..



.

.




.


كنتُ أهربُ بدموعي نحوَ زُجاجِ النوافذ


علَّني خارجَ اللحظةِ أراكَ


في انعكاسٍ يضيءُ وجهَنا الآخر.




هل الحُبُّ، حقًّا، شرطُ الشقاء؟


وهل الأعماقُ، وحدَها، تُحَدِّدُ سقفَ محبَّتِنا
..
..
..

 
 

 

عرض البوم صور بياض الصبح   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة حمام الحجاز, لتحميل الرواية ص 8, ليلاس, الأمل, الجمال, الحجاز, القسم العام للقصص و الروايات, سجينات, عندما نستلذ الألم كاملة, فصه مكتملة, نستلذ, ضحية مجتمع
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:26 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية