لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-11-11, 01:14 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة جمال ليلاس وملكة سحر الخواطر



البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 183892
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: بياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالق
نقاط التقييم: 2930

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بياض الصبح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بياض الصبح المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

اللذة الرابعة


خلع قفازيه بسرعة وألقاهم داخل سلة المهملات القريبة منه



خرج إلى الردهة وعقله يحسب كم تبقَى من مؤونة الأدوية لديهم

لكَن صوت الهاتف قطع عليه تفكيره

فأجاب ../ السلام عليكم ..!

../ وعليكم السلام .. دكتور فيصل نحتاج طبيبين و ممرضين حالاً أنا عم أكلمك من حي العطاطرة غـر

قاطعه وهو يتوقف عن متابعة سيره وستدار عائدا للبهو الداخلي وهو يتجاوز

ازدحام المكان بالمرضى

ثم وصل صوته للمتصل اللاهث

.../ حالاً .. مسافة الطريق وحنّا عندكم ..!!

أغلق هاتفه بعزم فهذه ستكون أول أعماله الميدانية

ولج لغرفة المدير وهو يسّلم ثم قال على عجل

../ أتصلوا بـي من بيت لاهيا يبـغون

قاطعه المدير بحزم

../ بلّغوني ..وممنوع تخرج من هنا ..

اتسعت عيناه بصدمة وهو يهتف

../ وش تقول ..؟ لييش أقول لك هم محتاجيني ..؟

زفر رئيسه وهو يجيبه بصبر

../ فيصل نحنا هنا محتاجينك .. ما معنا هنا غير 10 دكاترة بس الباقي ممرضات وممرضين , ولو خرجت إنت و معك وآحد ثاني بيبقى 8 مين بيعابل المرضى إلي ينهلون علينا ليل نهار .., فكّر إنت موب في جدة عشان تخرج متى ما بغيت ..!

ضرب براحتيه المكتب أمامه وهو يقول بعصبية مطلقة

../ لا .. أنا بخرج لوحدي .. ومعاي ممرض وآحد ..!

تساند الأخر على الكرسي وهو يقول بملل

../ إيوة .. وبعديـن .. لوحدك وش بتسوي لهم ..؟

ألتقط رائحة السخرية في كلامه

فأخرج هاتفه فوراً وهو يتصل على صديقه

وأمله الوحيد أن يجيب على هاتفه

وآصل الرنين الطويل لـ دقائق كانت له كدهوراً

أرخى بعدها هاتفه وهو يبحث بسرعة وأمل أن يجد رقمها هنا

هي من سيجيب على هاتفها يعلم ذلك

فقد أتصل بها صديقه يوماً من هاتفه

وجده وبسعادة أتصَل

تواصل الرنين لدقائق بعدها

صوت هادئ أجاب ../ نعم

أعتصر قبضَته بقوة وهي يهتف ../ لو سمحتي .. أعطيني حسام
.

.

.

بيد مرتبكة جداً وهي تجيب

عيناه المرتخيتان بتعب

تأكل ملامحها بتوجس

خرج صوتها هادئ حين قالت " نعم"

دقائق وألصقت هاتفها في أذُن أخيها

وهي تتلعثم ب../ كّلم.. هذا فيصل .. قول ألو

أعتدل في جلسته بصعوبة وهو يقول

../ هلا فيصَل

../ وينك إنت .. ؟

ثم أكمل كلامه بسرعة حين شعر أنه لا وقت لسؤاله

../ أقول لكْ جانا طلب عاجل من بيت لاهيا ولازم يروح دكتورين وممرضيين , وأنا بروح وش رايك تقوم معي ؟

../ أكيد .. متى بتجون هِنا ..؟

../ مايحتاج إذا إنت جاهز .. وقع عندهم بخروجك لهناك وأنا بمرك بسيارة ومعي ممرضين , وإنت تعال وجيب إثنين بعد ..

أومئ وهو الأول وهو يشعر بالنشاط يدب في أطرافه المرهقة

../ خلاص ننتظركم ع الفجر ..!

../ صااار .. يالله فوداعة الله .

أغلق هاتفه وهو يستلقي بتعب على الأريكة من جديد

لم ينم طيلة الثلاث الأيام الفائتة منذ دقائق سابقة

كان يشعر بالخدر يسري في أطرافه

ولكَن صوت صديقَه جدد همته يشعر أنه مستعد لينام قليلاً

ففتح إحدى عينيه بصعوبة محولاً إبقاء جسَده في وعيه

../ سلمى .. صحّيني قبل ما يأذن الفجر لازم نروح لبيت لاهيا بعد الصلاة وكّلمي المدير خليهم يجهزون لي ممرضين قبل الفجر ..فاهمة

أجابت بسرعة وهي تقترب منه

../ طيب .. بس ما ينفع أنا أروح معـكم ..؟ صح إني أخاف من فيصل بس لازم أجرب العمل الميداني .. ودي أشوفك وإنت تشتغل دكتور

لم تجد جواباً

اقتربت أكثر لتجده غارق في نوم عميق

وصوت شخيره بدأ يرتفع

أرخت الفراش على جسده وبشيء

من الحُب وبخفوت ..

../ شَد حيلك في النوم قدامك 3ساعات بس ..

وبخفوت ../ الله يعينك ..!

وأبتعدت وفي رأسهاا مخطط خاصْ

شرعت في عمله منذ هذه اللحظة

*



آلتعَب ،

ماهَو تعَب " جسِم وَ عظآمْ " ..

آلتعب / لمّا تحِبّ و تنجرح ، وَ آلعمَـى ..!

مَاهو ظلام فِي ظَلام .

آلعمَى : طَعْنَة تجي وإنتَ بـ فرَحْ !

..................................... طعنَة تجي وإنتَ بفرح !!








أقتحم الغرفة وهو يقترب نحو والدته بسرعة هائلة

وأخذ يهّزها بقوة

.../ مااااا ماااااا براء شخمط لي على كتاااااابي

أبعدت قبضتاه الصغيرة عنها

ثم تابعت طّي ملابس صغيرتها بهدوء

../ ناده لي .. وجيب معك كتابك إللي شخمطه ..؟

أبتسم بجذل وهو يبتعد عنها ويخرج بذات السرعة التي تدخل

بها

وفي نفس اللحظة أنارت شاشة هاتفها الصامت باسمها

ألتقطها بلهفة سرعان ما خاب ظّنها

فأجابت بهدوء مصطنع

../ ألو

بصوت حزين

../ السلام عليكم .. كيفك يا دعاء ؟

../ بخير

ألتقطت الأخرى البرود في صوتها

تنهَدت بتألم وهي تقول

../ زين أفتحي لنا الباب حنا عندك .. برا

../ يا هلا والله .. برسل معاذ اللحين

../ أوكي يالا

ألقت هاتفه بسرعة وهي تخرج مسرعة

لتجد في طريقها معاذ يمسك بكتابه في يمينه ويشَد خلفه براء

الغاضب

فبادرها الأول ../ ماما جبته لك .. شوفيه ؟

أخذت كتابه منه وهي تشده معاها نحو الأسفل

../ روح فكْ باب الشارع في ناس برا ..

../ مين جا .. بابا ..؟

هزّت رأسها بقوة وهي تجيب

../ لا روح فكْ الباب بس

تركها وهي يسبقها بسرعة نحو الباب

لحقته للبهو وهي تتفقد المكان

كُل شيء مرتب عدا بعض الألوان التي ألقاها براء هنا وهناك

../ آسف .. بس ماسويت شيء

نظَرت إليه بعتاب وقد أرخى وجهه ينظَر للأرض

../ ثاني مرة لا تلعب بكتب أخوك .. و شخبط في كراستك بس .. ولا أزعل منّك ..

دقائق فُتح الباب بعدها

لمحَت منيرة مع أطفالها في المقدمة

ثم اقتربت وعد وهي تساعد أمها في تجاوز الدرج أمام مدخَل المنزل

أغلقت عيناها لثواني مرت بسرعة

سحبت من الهواء ما تستطيع وهي تتقدم

نحوهم بسرعة ووجهها يلهج بالترحيب لهم

../ ياحيّ الله من جانا .. ياهلا وسهلا فيكم

تعّمدت ذكر كُل كلمة بصيغة الجمع

ربما لم تقصَد زوجها تحديداً

أو ربما وضَعت لأبنائها اعتبار ما

سلّمت عليهن بقوة بدت لهم زائدة عن الطبيعي

تفادت عيناها الوقوع على أعينهم

ربما لا تريد أن تلمح كمْ الشفقة فيها

مضى أكثر من أسبوعين على صدمتها

لكَن تجاوزت كُل شيء بمفردها لن تهَزّها نظراتهم مابنته لنفسها

لن يوقعوا كُل شيء فوق رأسها

فلقد صدمت أمامهم

وكابرت أمامهم

ولا تريد أن تنهار امامهم ايضاً ..

دخلوا للبهو الرئيسي

بينما اتجهت هي نحو مطبخها لتعدّ العصير

ولحق بها الأطفال

../ أطلعوا ألعبوا فوق .. ومعااذ إنت الكبير أنتبه عليهم

وخليكْ قريب من جنى يمكن تصيح

نفخ صَدره بسعادة وهو يجيب

../ طيب ...

وأبتعدوا بسرعة

أقتربت من المجلس الداخلي وقد تناهى لسمعها أصوات

أحاديثهم الهامسة

والتي توقفت بدخولها

لتصَنع إبتسامة كبيرة ألمتها وهي تضَع

في متناولهم الكاسات

../ يا هلا بكم والله ..

جلست في مقعد مجاورة لـ وعد والتي سألتها فوراً

../ وينها جنو ..؟

ألتفتت وهي تبتسم

../ نايمة .. والله

جو مشحون بجملة من الإرتباك

أعينهم معلقة بملامحها

يبحثون عن أدنى ألم فيبدون بإحتضانها

ومسلسل مواساة طويل لم ينتهي

هي مُدركة لرغبتهم

فمثاليتها وبرودها ألجمهم

فبدا موقفهم كمنتصر مذهول

أمام غنيمة معركة لم تحدث أصلاً

أغمضَت عينيها بقَوة تسترد شيء من بروده

زفرة بعمق وهي تكرر

../ حياكم الله ..

عقَدت منيرة القابعة أمامها حاجبيها

../ شكلك تعباانة .. ولا موب نايمة

هّزت رأسي نافية بقّوة

../ لا لا لا .. بس جنى ما نّومتني ومن أمس وأنـآ على حيلي

فأومأت الأولى برأسها

../ إيوة .. هذول الصغَار كذا .. بس إنتي بعد مو تهلكين نفسَك

أجابتها بهدوء وعفوية

../ وش أسوي ..؟ وين أخليهم ؟ ما أحب الشغالة تمسكهم

وصَل الحديث للمأزق المنتظَر

فأحسنتْ الأم إستغلاله

../ يابنتي الصَبر زيـن .. وسبحان الله يمكن زواجه من ذيك خيره .. ومصيره بيعرف إنك درّة وماله غنى عنّك

رفرف قلبها بألم داخل روحها

غصّة قوّية اعتصرتها

انفرجت شفتاها وهي ترغب بصدق إنهاء كل شي

لكَن دخول صغيرها واتجاهه بسرعة نحوها

../ مااااااماااااا .. حُدي جوالك

التقطته من يده وأجابت وهي تراه يتجه

إلى جدّته التي دعته إليها

../ هلا يمّه ..!

../ أفتحوا لنا الباب .. واقفين من أول ندقّ الجرس محد يسمع

نهضْ بسرعة كادت معاها أن تتعثّر

../ وي .. بسم الله . اللحين بنزّل لكم معاذ

والتقطت أذنها تسميتهم عليها

ألتفتت لهم وهي تبتسم بصَدق

.../ ذي السجادة تكرهني كل مرة تبي تطّيحني

بادلتها وعد الابتسام وهي تقول

../ لا يا شيخة هي إلي تكرهك .. وإلي إنتي إلي تحشرين رجلك تحتها

ضَحكت بهدوء

../ لا وأنسى إن دخّلتها .. أنا بطلع أشوف جنى .. عن أذنكم

خرجت لتجد وآلدتها وأختها في المدخل

فاقتربت منهم وهي ترحَب بهم بصوت مرتفع

حاولت إخفاء كُل توتر داخل ملامحها

ملامح والدتها الصارمة أخافتها

أخذت تدعوا الله برجاء أن لا تبكي الآن

../ آهلاً آهلاً .. حيّـآكم الله

وما إن اقتربت منهم حتى همست بـ

../ ترا أم زوجي وبناتها جَو ..

لم تكن تعي تلك الكلمة التي قالتها

فجعلت والدتها ترمقها بشَدة

عقَدت حاجبيها وهي تلتقط يدها لتقبّلها

ثم تقّبل رأسها وهي تقول

../ شفيك يمّة ، مزعجك أحَـد ..؟

لم تجب فأقتربت منها أختها

وألصقت شفتيها في أذنيها

../ ياويلك

عضّت شفتها السفلى بقّوة

وهي تعصّر قبضَتها ألتفتت وهي تقول

../ بطلع لجنى .... !

أرآدت أن تهرب من مواجهتهم

فقد أجتمع كُل من لم تكن تريدرؤيتهم

ألقت بجسدها المرهق على السريع بقّوة

وهي تغرز أصابعها داخل شعرها بقّوة

مُتعبَة ومشتتة

وهم لم يتركوها تعانق شتاتها بصَمت

تهبط لتلتقط ذاتها

بُكاء جنى الخافت من سريرها القابع بجوارها

ملامحها بلا تعبير

كُل هذا جعلها تشعر بأن قلبها ينبض بخواء

وأن كُل شيء أمامها

راح يذوب






























يتبع .



*




.. / طق طق طق مين ع الباب أنا الذيب .. عاوز أيـه

قاطعتها

../ تبغى أيش ..؟

فأكملت الأولى

../ عاوز إيه ..؟ عاوز علبة تلوين

فصَرخت بها

../مااااااابااا .. الناس تقول تبغى مو عاوز

لتضَحك الأخرى

../ نحنا تعّلمناها كذا ..؟ وش دخلك ؟

../ أقول نور ما تلاحظيـن شي

أسندت بكفها رأسها وهي تجيب صديقتها

../ تصدقين نوير .. إني أفكّر بنفس إلي تفكرين فيه

نظرت إليها بضيق

../ ترا ما أمزح .. زمان عن رجسة ولا ؟

دقائق أعقبت قولها لتتعلق عيناهما

بذلك الجسدان الذين أزاحا باب الزنزانة بصعوبة

ودلفا

وصل صوت إحداهن مُرهق وهي تقفز على سريرها

../ آخخ تعبانة .. أحس عظامي مكّسرة ..

بينما جلست الأخرى بصمت بين الأخرتين

تأملتها إحداهن ثم سألت بهدوء

../ كيفك رجّسة ؟

نظرت إليها لثوان كأنها

تريد إستيعاب هئية ذلك الشخص أمامها

ثم قالت بهمس

../ إيوة

لتقول الأخرى بسرعة

../ طيب وش فيك مبّوزة دامك .." إيوة " ع قولتك ؟

أعتدلت لتجلس قرفصاء

بدا وكأنها لم يصل إليها السؤال

لتجيب على نفسها همساً

../ مو منّك من إلي يسألك ..

ثم ألتفتت لـ صبا وهي تسألها بحيّوية

../ ها وش أخبار جلستك ؟

../ تمام

مالت على صديقتها وهي تهمس لها مجدداً

../ أقول نويّر وش فيهم الخلق اليوم ؟

.../ والله مدري ..!

ثم أعتدلت وهي تقول لصبا

../ أقول صبا ؟ شكلك اليوم ما فلحتي بالجلسة ..

ثم تابعت بسخرية

../ ولا ما ليّنتي لهم راسك

نهضَت وهي تبعد الفراش ثم تسترخي

عقدت راحتيها أسفل رأسها وهي تجيب على مضض

../ لا بس اليوم مدري .. أحسّها ما كانت طبيعية ..

عقدت حاجبيها باستغراب ثم

سألت " نور "

../ كيف يعني ..؟

حّركت رأسها وملامحها تتحول بهدوء

لـ لامبالاة

../ مدري .. أممم كأنها مفجوعة .. ولا شوي وتصيح .. قالت كلام مخربط .. بس أصلاً ما صرت أهتم

خرج صوت " رجسة " من بينهن يسألها

../ ومتى بتخرجين ..؟

ظلمة غشّت روحها من جديد

تحاول أن تتنسى ما ستؤول إليه

بقاءها في محيط كآبتها هنا ، أحب

إليها من ظلمة ستعتصرها حال خروجها

زفرت وهي تجيبها بشحوب

../ بعد 3 أو 4 أيام ..

مر على صَمتهم دقائق معدودة لتعلوا بعدها صفارات

الإنذار الأولى لإغلاق الزنزانات فخرجت رجسة بذات الهدوء الذي دخلت به

عينا نوير لحقتها بإهتمام

ونور رصَدت ذلك

بينما كانت " صبا " في عالمها الخاص

في جزئها المختلف

وكأنها بدأت تحصي تلك الوجوه التي ستلتقيها

وأي شخصيّة ستصنع لهم

إزدردت ريقها بصعوبة حينما حّل الظلام فجأة

لتخرج الدمعة عارية للخفاء

تحمّل تمّزقها

إنها تفقد سجنها شيئاً فشيئاً

والحريّة تعدها

إنها قادمة

لتغتالها





*






ومَضت شاشة هاتف العمه المحمول لرنة واحدة

كانت هي الإشارة المتفقْ عليها

وثمْ خطوات على الممر

جعَل قلوبهمْ ترفرف في حناجرهم

كطائر حبيس

أعقَبه ظهور ذلك الجَسد النحيل

وصوتها ذاته يقول

.../ الســـلام عليـــكم






*









كانت تحمّل قشّتها في يدها

وتتقدمّه خادمة مسّنة لتُدلها

وهاهي تصل لذات المكان الذي أحتضنها وأختها

ذات المكان الذي رحل فيه عنها والديها

وذاته حينما و دّعت أختها

شعرت بالأرض تحتها تهتز من شّدة خوفها

تذكرت كلمات " ميسون "

ثم همست بوهن " يارب إنك تثّبتني .. يارب ثّبتني "

وصلت لحيث أشارت لها الخادمة

لم تكن في حاجة لتقودها

فهي تحفظ تضاريس المكان عن ظهر قلب

وما إن برزت أجسادهم لها من هناك حتى قالت

بشيء من الحزم قد غمَره الإرتعاش

../ السلام عليـــكم













*




حملت ملامحهم كُل التعابيرالألم لمرأها

لم يسرع أحدهم نحوها ؛ ليحتضنها كأبسط حقوق عودتها

بل ولم يرد أي منهم على سلامها

بدت الصورة من زاويتهم مجمدة تماماً

لا تعلم كم من الدقائق التي ظّلتها هناك

حتى أقتربت منها عمّتها صافحتها

ثم جذبتها لتحتضَنها برفق ثم شهقت

../ الحمد لله ع السلامة .. وحشتينا ..!

بدت كلمتها جوفاء معلقة بالهواء

الذي توقف عن الحركة ؛ ليكتم أنفاسهم

غطّت الجدّة وجهها بشالها وأخذت تنشج في مكانها بصمت

بينما اقتربت أختها نحوها وعيناها معلقَة بملامحها بصدمة

شيء أشبه بالابتسامة بل أقرب للبلاهة

وما إن اقتربت منها حتى

احتضنتها بقوة جعلت الأولى تختنق

إحداهن تضَحك بجنون بينما أخذت الأخرى

تتلوى بألم


*




أحسّت بألم أثر سقطتها

وضحكات شقيقتها آلمتها

ربما تظُن أنها عادت تحمَل معاها هدايا السفر

أو ربما تظن أنها تخبئ خلف ظهرها باقة من الإنجازات ؛ لتهديها لها

ابتعدت عنها الأخرى قليلاً وأخذت تقبّلها بشوق

حرارة دموعها الممزوجة بضحكاتها أحرقت لها وجنتيها

التي لم تكن قد أعتادت سوى على ملوحة دموعها

احتضنت كفّها هامسة بحرارة وصدق

../ موب مصّدقة ... أحسّ إني في حلم

لكَن صرخة عمّتها من خلفها كتف شقيقتها

جعلتهما تستديران بسرعة

../ يمّــــه .. يمّه بسم الله وش فيكْ ؟ يمّـــــــــه

تأملت جدّتها من خلف صيحاتهم تركاتها أختها تأخذ نفساً

كئيباً لتزفره بعد ذلك بتدّرج , ثم إقتحام الرجّال الـ 3 للحجرة

أربكها



تحّلق الجميع حول والدتهم التي استفاقت فجأة

ثم بدأت تنوح

رفعَت هي نفسها بصعوبة من على الأرض والتصقت بباب المجلس

وكأنها تبحث عن أي شيء قد يساعدها على التماسك قليلاً

اعتصرت بقّوة وهي تقّرب لفّة / " قشّة " / ملابسها نحوها

تماماً حينما مّروا من جوارها يساندون جدّتها

والتي تراها لأول مّرة من هذا القرب

لم تستطع التقدّم ولا السلام عليها

أخذوها من المكان سريعاً ليختفوا

وتختفي معهم عمّتها

استدارت تنظَر من خلال فتحة المكان لهم

وقبضَة قوية باردة تعتصَر روحها جعلت

قلبّها يتلوى من صقيع ألمه , فلقد أبكت والدتها

أبكت من خَذلتها

لكَن حرارة دموع شقيقتها

التي احتضنتها من خلفها

عادت لتخنقها من جديد

أنتشَر الدفء في جزء من قلبها

وهي تسمع همهمات شقيقتها المكتومة

../ الحمد لله .. إلي رجّعك لي يا توأمي

*


تأمّلها بصمت وهي تقحم الملعقة بقّوة داخل فمّها

وكأنها مجبرة على إفراغ ذلك الطبق الممتلئ أمامها

أرتفعت حساسيتها كثيراً هذه الأيام

كما أن تفاصيل التعب رسمْ على ملامحها

لاحظ منذ عودته أنها على غير عادتها

تبدو ساهمة وبشَدة

أرخى عينيه وهو يأكل متصنعاً إندماجه

وقائلاً بهدوء

../ اليوم خارج مع واحد من أصحابي لشركة السيارات ناوي يشتري سيّارة جديدة

ويبيني أجي معه .. ثم بنروح نتعشى يعني بكون هنا ع 10 بإذن الله

رفع عينيه ليلتقط إيمائتها الموافقة على كلامه

ثم دقائق هربت فيها من جديد

لمس كفّها الراقدة بجوار طبقها وهو يقول

../ ويــن تروحيـن إنتي ؟ أكلمك من الصبح ..؟ وش فيكِ اليوم موب ع طبيعتك

نظرت إلى عينيه مباشرة وكأنها تحاول أن تستوعب ما يقوله

ثم تركت " ملعقتها " ونهضَت

../ لا لا مافيني شيء .. الحمدلله

رأها تبتعد لـغرفتهم وتغلق الباب خلفَها

عقَد حاجبيه بقّوة وشيء من القلق أخذ يسري في روحه

فهو يعلم أنها ليست من النساء المتذمرات

وليست سريعة الغضبْ

إذاً مالذي حّل بها

نهضْ سريعاً وهو يتبع خطاها

أقتحم الغرفة ليجدها تجلس ع طرف سريرهم

همس بخوف مجدداً

../ ميسون .. صاير شيء أنا موب عارفه ؟

أجابته تنهيدة طويلة أطلقتها غرست بعدها

أصابعها في شعرها المنسدل حولها بعشوائية

كانت توليه ظهرها وهالة من البرود و الخمول تحيطان بها

سألها بصرامة حين لمس عدم تجاوبها ليختبرها

../ ميسون .. ليش ما رحتي مع أمي والبنات ؟

أجابته بعد بُرهة بذات الجمود

../ وش أروح أسوي .. عند حرمة منكدة .. وأكيد إنها مالها خلق أحد

زفر براحة وهو يرسم على ملامحه نص ابتسامة

جلس بجوارها

ثم ألتقط كفيها فأشاحت هي بوجهها عنه

.../ من مضايقك أجل .. ؟

حّركت رأسها بالنفي وهي ترخي عينيها أرضاً

وشي من الحشرجة يتسلل إلى صوتها

../ محد .. ولا تجلس تسأل كثير ..

ظهرت ابتسامته أعمق حين قال

../ مشكلتك.. ما تعرفين تكذبين

ثم تابع بحزم شّد معه قبضتيه على كفّيها

../ ميسون .. طالعيني ..

لم تتحركْ بل ظهر بوضوح ارتجاف فكّها السفلي

فأمسك ذقنها ورفع رأسها

لمعت دموعها المتحجرة داخل عينيها والتي ما إن أفتضَح أمرها

حتى سقطت بسرعة على وجنتيها

اتسعت عيناه بصَدمة

وقفز قلبه داخله بألم

طّوقها بذراعيه وهو يقول بخوف وقلق عظيمين

../ ميسون .. وش صاير ..؟ وش فيــكِ ..؟ تكــــلمــي

أخذت تنشج على كتفه بقوة وألم

أرادت بحق أن تأخذ وقتها لتنشج براحة مفرغة كُل ذلك الألم من قلبها

تشعَل أن ما تخفيَه , هو سر عظيم أكبر مما تحتمل

شعَرت بقضتيه تشتد حولها

فأرتخت قليلاً محاولة كبت شهقاتها

أبتعدت وهي تلمح الخوف في عينيه

تماسكت بقّوة وهي تمسح دموعها بصعوبة

ثم قالت له بخجل لم تدري لمَ

../ بندر .. من هي صبا ؟

لتجمّد كُل ملامحه على ذات الخوف

والصدمة والإرتباك

لكَن ليس كما كان منذ قليل

بل تحّول وجهه لأسود بمجرد أن نطَقت باسمها ؛ لتغرس شكوكها في روحها بوجع

سُحقاً لذلك الكم من العذاب الذي رأته في عينيها

تباً لذلك الحب الذي ولد بمجرد أن رأتها

علمت الآن لم بدت عندما رأتها وكأنها تعرفها

وهوت على فراشها عندما وصلت لنقطة

أنها بالفعل زوجة لـ عمّها




لايوجد كالعناد لمماطلَة الألم !






انتهيناَ مثلّ كل هـ النآسَ ..

" فارغينَ " من كلُ شيَ ..!


..
..
..

 
 

 

عرض البوم صور بياض الصبح   رد مع اقتباس
قديم 02-11-11, 01:26 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة جمال ليلاس وملكة سحر الخواطر



البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 183892
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: بياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالق
نقاط التقييم: 2930

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بياض الصبح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بياض الصبح المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 






اللذة الخامسة




ألصقت ظهرها بقوة في فتحة احتلت منتصفها عُلبة " إطفاء " كبيرة

وأرهفت سمعها لتلك الخطوات ع الممر

أخذت تهمس في قلبها

" وجع وجع وجع .. توّهقت ... ياربّــــي أففف "

بدأت أصواتهم في الأقتراب منها شيئاً فشيئاً

وحزمة ضعيفة من الضوء تخترق الظلام أمامها

أغمضَت عينيها بقّوة عندما تناهى إلى سمعها حوارهم

الأولى / أنا قلت لك أبدل معاكِ يوم الربوع إنتي إلي مارضيتي

الثانية / يا شيخة .. خليها ع ربك .

الأولى / أقول زنوبة كّنك مقّومتنا ع الفاضي

الثانية / إي والله .. قامت توسوس لنا .. خلاص قفّلنا عليهم موب خارجات

زينب / أنطّمي إنت وهيّ .. أنا متأكدة إني سمعت حركة وحدة خارجة

الأولى / يا شينك .. هذي أنااااااااا ..

زينب / لا وقتها كنتِ واقفة جنبي ..

ازدرت ريقها بصعوبة عندما وصلت خطواتهم أمامها مباشرة

الثانية / أقول أقول خلينا نمشي .. وإنتي دّوري بلحالك ..

الأولى / لا صدق زينبوه لهنا وبس .. لفينا السجن كله .. مافي أحد

ثم جاء صوت زينب قريب منها جدا جدا

.../ أمممممم .. والله إني شاكَة ..

الثانية / يتهيأ لك .. خلاص تراك صرت عجووز موب حق حراسة

زينب بنبرة مرتفعة حادة / ماغيرك العجوز ... أمشو قدامي وإنتم ساكتيــن

فتحت إحدى عينيها وهي تلمح بوضوح

حركة أضواء مصابيحهم العشوائية , تبتعد

وغرق المكان في الظلمة من جديد

أطلقت زفيرها بحذر

لم تتحرك فوراً

ظلّت في مكانها لدقائق تتأكد من خلو المكان

ف زينب ورفيقاتها ماكرات

ولكَن حيلهن لا تنطبق عليها

ظّلت على حالها لـ مدة ربع ساعة كما خمّنت أو يزيد

تحركت بعدها

بذات الهدوء وخطواتها المتقاربة تتسارع

بمجرد اقتحامها للمكان

بدأت بالركض حتى اقتربت من

العنبر المقصود

ثم انحنت وهي تهمس

../ بـــنت ... نويّــــــر ..نوييير

أردف ذلك صمَت ثم صوت أشبه بالخشخشه

لـ يأتي صوت نويّر عالياً

../ ياااا ودييييييييييييييييعة .. ودييييييييييعة تعالي

دقائق ثم برز على ممر الغرفة جسد أنثى عملاقة " نحيلة "

وصَلت أمامها وهي تقول

../ خير يا نويّر .. إش تبغي ؟

عضّت نوير شفتيها بقّوة وهي تلاحظ بحذر ملامح " وديعة " النصف مُنيرة بسبب ضوء خافت قادم من نهاية الممر

ثم قالت بصَدق

../ المويّة مقطوعة مثل منتي عااارفة .. وأنـــآ أبي الحمام – الله يكرمك – أخذيني له

زفرت وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها

../ حتى هذاك مافيه موية

../ بس فيــه جالون مايهم ... بس موب قادرة أتحمّل

تأملت وجهها لدقائق وكأنها تحاول أن تلمح

أي اختلاجة كاذبة أو نية فاسدة

../ طّيب يلا .. تدرين إني عارفة إنك صادقة وأثق فيك فخّرجتك ولا كان قلت لك

سّوي إلي تبيــن موب مخّرجتك .. بس إنتم عنبر " 33 " مؤدبين .. بشهادتي

قالت عباراته الطويلة تلك نتيجة لحّبها للكلام

أقحمت مفتاحها الصغير في قفل تلك السلسة الحديدية وفتحتها بمسافة

متر واحد فقط ثم ربطة السلسة مجدداً بإهمال

ثم مدّت يدها وسحبت " نويّر بصعوبة وذهبت بها

لتتحرك الأخرى من مخبأها الواضح تقريباً ودّست جسَدها بصعوبة

علقت معه أحد أزارير ثوبها

نهضَت " نور " لتساعدها

فشدّتها بقوة خلَعته ليسقط ع الأرض محدثاً دوياً مكتوماً

ثم

استقرت داخل العنبر وأخيرا ً



*


استدار بتعب لناحية أخرى

وبدآ أن كُل خليّة في وجهه تنطق بالإنزعاج

لكَن شعور سيء أنتشله بقوة من راحته اللذيذة

وأصوات صراخ يتردد صداه في رأسه

- قووووووووووووووووووووم .. ترا فيــــصل تحت

تعمدت ذكر أسمه على مسامعه

ثم ابتسمت برضا حين

فتح عينيه بقوة وهو يعتدل جالساً

../ يالله .. تركت الرجّال تحت

ابتعدت عنه وهي تعّدل من وضَع حجابها ع رأسها

../ يالله بسرعة ترا الساعة أربع وربع.. باقي 16 دقيقة ع أذان الفجر .. صّلي وترك وأنزل أنا بنتظرك برا

حّرك رأسها بنعم وهو ينهض مبتعداً عن سريره

نحو الحمام " أعزكم الله " لكَن استيعابه البطئ

عاد وهو ينظَر إليها

.../ إنتي ويــن رايحة ..؟

عقدت حاجبيها وهي تجيبه بثقة

../ وين يعني معاك أكيــد .. يعني كافي منتب جايب أحد معك .. والرجّال متعنّي وجاي لك ..

أبتعد عنها وهو يمسك بهاتفه

تحرك أبهام على الأرقام

ثم علا صوته

- ألو .. مرحبا الدكتور سلمان .. أنا أعتذر عن الدوام اليوم في المستشفى عندي .. خروج ميداني ... إيه إيه .. تفجير في بيت لاهيا .. يعطيك العافيّة .. ولو هذا واجبنا

بس حبيّت أقولك لك محتاج ممرض واحد .. شّوي بمّر عليك وأخذه .. ماتقّصر والله

مع السلامة

ثم ألقى جهازه نحوها وهو يدخل للحمّام " أكرمكم الله " صارخاً

- نّزلي لي ملابسي بسرعة .. بصّلي وألبس تأخرنا ع الرجّال

أخرجت له بدلة مناسبة

اتجهت بعدها للباب وفتحته

ثم أغلقت نصف الإنارة في المنزل

وجلست ع أحد الأرائك وهي تنتظر أخاها

شعرت ببرودة تسري في أطرافها

لم تكُن تنكّر في قلبها كُل ذلك الخوف منه

تخشى أن يقع نظره عليها

تتوقع أن يروغها ويعيدها للمنزل صاغرة بذّلة

لن تتكلم إن فعَل ...’

فهي في نظره ليست سوى حقيرة تستحق ذلك وبقّوة

ابتسامة غبيّة تسللت بخجَل وهي تعبث

بيديها فوق حجرها ..

لا تنكّر إلي أي مدى اشتاقت له

ربما ضَربها أمام أعين الناس

أهانـها

أبكاها طويلاً

لكَنّها شعرت حقاً ان هناك من يفكَر من أجلها يهتم لها , ويخاف عليها

ظَنت فعلاً أنها مجّرد تخاريف صنعتها هي

لكّنه يستحق

.../ يـــالله

ألتفتت بذعر نحو مصَدر الصوت حيث وجددت أخاها يقف

هناك ثم خَرج وهو يأمرها بإحكام إغلاق الباب

ارتجفت قبضتاها وهي تدير المفتاح

ثم استدارت وهي تلحق به

وهي تتجاوز السلالم للأسفل من طابقهم السادس

وما أن وصلت لباب العمارة الرئيسي

حتى وقفت مستنَدة على أحد ركبتيها

تلتقط أنفاسها .. اللاهثة

رفعت بعدها رأسها فوقعت عينيها مباشرة نحو أخيها

و " فيصَل" الذين كانا ينظران نحوها

لم تكَن ملامح "فيصل " التي راقبتها من بعيد

تحمل أي تعبير

فاعتدلت وهي تصَلح حجابها

وأقترب منهم وهي تتسلق " الميكرو باص " الخاص بالمستشفى

وجزء من حديث أخيها يصَلها

../ ومن وين لي غيرها .. وأنا النوم كابس عليّ

ركبت السيّارة وقد لاحظت

وجود ممرض أحتل الجهة اليمنى من المقاعد وفي الجهة الأخرى جلست ممرضَة جلست

هي في الزاويّة

حينما تسّلق أخوها السيارة ليجلس بجوارها بينما جلس "فيصَل " بجوار السائق

ابتسمت للممرضَة الذي أحضرها الأخير

ليهمَس أخيها في أذنها

../ كأنه توقع جيّتك .. أنا بجلس هنا جنّبك والرجال إلي بمنّره الحيين بيجلس هناك المكان ضّيق

أعتدلت في جلوسها وهي تبتعد لتسمح لأخيها بالجلوس

ثم ألتفتت نحو الممرضة بجوارها

صافحتها وعلى وجهها

ثم تأملت من خلال الفتحة

من زاويتها حيث بإمكانها النظَر بوضوح له حيث ملامحه الجامدة

فأرسلت لتلك الملامح

ابتسامة ود عميقة

لا تدري

إلى أيـن قد تقودها ..!


*






بلا حب ... بلا وجع قلب

وش جانا من ورا هالحب

غير الألم .. غير التعب

وش جانا




.../ حاتم يالزفت .. قفّل يلي إنت فاتحـه بسرعة ..

ليتبعها صوت أخر

.../ لا وترا بقّول لأبوي إنك أخذت من فلوس شروق وأشتريت لنفسك عشا

استدار نحوهن حيث كان في مقّدمتهن وهو ينظر

لأجسادهم السوداء الغارقة في الظلمة

../ لييش مقهوريــن .. أصلاً حتى لو قلتوا له موب زعلان عليّ .. يعني تبغوني أموت جوع مثلاً

صرخت إحدى أخواته بإنفعال

../ لا بـآالله حلال عليك وحرام علينَــآ ..

فتابع طريقه نحو الأعلى

../ أنــآ غــير أناولد.. وأنتــم بنــآت يعني تأكلون في بيتكم ..

نظَر إليهم وكُل منهن ترفع طرف عباءتها لتبرز " سيقانهن " النحيلة وهن يتسلّق الدرج المنحوت على سطح الجبَل ويقفّزن من وآحدة إلى أخرى

أملاً في أن يكون وصَولهم بأقل تعب وجهد مبذوليـــن

و لأنه ولد كما يقول كان أول من وصَل

فطرق الباب لدقائق حتى فتح

لتسطـَع حزمة من الضوء الأصفر القوي على عتبات درجهم المنخفضَة

وصوت أختهم الكُبرى

../ وعليـــكم السلام .. إنت ما تعرف تسّلم ..

مّرت دقائق حتى وصَلت أول " البنات " أمام الباب

لكَن صوت باب المنزل المقابل وهويفتَح

جعلها تلتفت نحوه بقوة وهي تقول

../ أهلاًآآآآآآآآ وسهلاآآآآآ .. كيف حالك يا أم عبدووو .. ؟

لتومئ تلك العجوز المختبئ نصفها خلف باب منزلها

../ بخير إنتو كيف حالكم ؟

أجتمع الفتيات الأخريات أمام منزلها وهن يصافحنها باحترام

ثم تسأل الكبيرة بينهن

../ سلامات والله ما تشوفي شر .. يالله بكرة إن شالله تروحين معانا .. عشان نبيع طّيب

هزت رأسها ببطء وهي تبتسم لهم بودْ عميييق

ثم أبتعدن إلى داخل

دلفن إلى منتصَف المنزل مباشرة حيث ألقت كُل منهم حمولتها

ودخلن إلى حجراتهن تبعتهن أختهم الكُبرى إلى حيث هُن

../ ها .. بشّروا ..

.../ والله يـآ نـــورة ماغير رزق من الله ساق لنا ذيك الحُرمة يلي بغت تشتري بقشَة شرووووق كُلهاااا ..

ابتسمت نورة بسعادة حقيقية وهي تقترب من شروق

وتحضنها بقّوة

.../ شااااااااطرة شروّقًة .. ماصار لها من نزلت معاكم أسبوعيــن وباعت أكثر منكم .. .

عقَدت إحدى هُن حاجبيها وهي تكرر جملَة " نورة "

../ وبااعت أكثر منكم .. ياختي الناس ماصارت تشتري إلا من إلي يحزّنهم .. وأختك كاشفة عن وجهها .. موب مثلنا ينفجعون لا شافونا

ضَحكت شروق بقّوة

../ كيك كيك و أنقهرت بتوووووووول .. وأنقهرت بتّوووول ..

ألتفتت نورة للأخريات ومازال وجهها يحمَل ذات الابتسامة

../ وأنتم وش صار معكم ..؟

حّركت إحداهنّ كتفيها بلا مُبالاة

../ زهرة باعت أكثر منّي ..بس أناا يعني جبت شّيء مو ولا شيء

ابتسمت أكثر وهي ترتبت على كتفها مُجيبة

../ خيــر إن شاء الله .. خير .. الحين قومَوا مثل الشاطرين وجّهزوا معاي الغدا وسلَمن على أمي قبل ما تخرج ..

وخرجت لتجد والدها يدلف للداخل

نزع شماغه المبتّل من شَدة الحّر وأعطاه لها حينما اقتربت

لتقّبل رأسه وهي تقول

../ الله يعطيك العافية والأجر .. ومايضيع لك تعبْ

لم يجيبها وتوجه للداخل

شّدت قبضَتها على ما اُعطيّ إليها من دقائق

ثم دخَلت للمطَبخ ألقته في سلّة صغيرة مخصص للغسيل " السريع

ثم أقحمَت يديها تحت صّنبور المياه التي سُكبتْ باردة

بعكْس كُل تلك الحرارة المُضرمَة في صَدرها

تكَره منظرها أقل منهم .. تشعَر أحياناً حين رؤيتهم برغبة عارمة في قتل كُل من يقف في طريق مواصَلة صعودهم

شعور مستبّد بالدونيّة مزّقها أرباً أرباً

حتى قبل أن يعرفوا بشأنها

عاشوا فقراً مُراً ولم يشكوا أحدُ منهم ألمه

لكَن ألم السُمعَة

ألم تلك المصيبة كـآن أكبر أكبر بكثييير من ظّنهم

ربما هي شهور فقط وتعود إليهم

ولكَن أي جحيم ينتظَرهم حينئذ



*



أفاقها بقّوة يد صغيرة تضَرب بطَنها بكُل قوتها

جلسَت وهي تنظَر لصغيرتها بإعياء شديد

وشيء من الظلام يحيط عينيها من جديد

أغلقَت حينها بقّوة تعيد التوازن لرأسها

وصوت معاذ يخترق طبلة أذنها بقوة

../ مااااااامااااا .. جنى من أول تبكي

مدّت ذراعها وهي تقّرب سرير أبنتها

ثم تّوسّعت عيناها بقّوة حين رأتها بين يدي

معاذ الذي كان يحملها بشكَل مائل بكلتا يدي بالإضافة لإحدى ركبتيه

حمَلتها منه بسرعة

../ يــآ حمار من قالك تشيلها ..

حّرك رأسه ببراءة وهي يحّك إحدى أذنيه

../ بس شفتها تبكي .. وإنتي نايمة .. بس كٌنت بنووومهااا

حملتها وأخذت تحّركها بهدوء بين ذراعيها

وهي تحّرك رقبتها بألم إثر وضعية نومها السيئة

ثم تذكرت فجأة ماهو عليه الوضَع الآن

فنهضَت سريعاً

وهي

تعدّل شعرها

../ معااذ أنا نمت كثييير ..

ليأتيها جوابه

../ لا موكثيير .. يعني شّوي كثيير

خرجَت من الغرفة وهي تهبطْ درجات السلم سريعاً

تركت ضيوفها ثم صَعد من أجلها فنامت من شدة أعيائها

استغربت أن أختها لم تفتقدها حتى

أو تصعَد لتلحق بها كما كانت تظَن

لكَن ما إن اقتربت من باب المجلس حتى وصَل لها صوت أمها يقول بقّوة

../ بنتنـــآ يــآ أم وافي موب عايفيناها وإلي سواه ولدك على عينا وراسنا

لكَن إذا بنتنا ضعيفة .. وما تقدر تدافع عن نفسها .. فترا لها أهل وعزوة يدافعوون عنها..وما كان ولا صار إلي يدوس لها على طرف ولا يهيناها ويذّلها

فكان الجواب بصوت أقل إرتفاعاً جعلها تقترب من الباب أكثر وضربات

قلبها ترتفع بوتيرة سريعة

../ صحيح يا أم وافي .. حنّا والشاهد الله زعّلنا إلي سواه وافي .. ودعااء مرة سنعة ماتستاهل جارة .. ولكِ إلي تبينه .. وأبد هالشيء موب مخلينا نقاطعكم ولا نزاعلكم

../ أصيلة يـآ أم وافي أصيلة .. والعتب على عيال هالزمن إلي يحسبون بنات الناس لعبة بيدينهم .. وإن كان موب عشانها إلا عشان بزرانه إلي عندها .. لكَن بأخذها هي وعيالها ومال أحد دخَل فيها



../ إيه إيه .. لك ِ إلي تبينه موب قاهرين الأم في عيالها أكثر كفاية إلي سواه بكري فيها

وأعيدها لك يا أم سلطان إننا موب معاه ولا حنّا إلي حّرضناه .. ويشَهد الله إني زعلانه منّه وموب راضية على سواته أبد أبد

فضَح وجودها بكاء جنى من جديد

فكان ذلك البكاء هو مسلسل النهاية

لذلك الحوار الناري المُبّرد

فابتعدت عن باب المجلس

نحو المطَبخ صَنعت لها حليبها بهدوء

شيء من القهر أجتاحها

تتملكها رغبة عارمة في البكاء والصراخ

لا تدري لم لا يدعوها وشأنها

إن كانت تشعر بالقهر فلـ يتركوها تداري نكبتها وحدها

شعرت بشخص ما يقف معها ألتفتت وهي ترسم إبتسامة حقيقية

لم تكن تريد أن تطيل مكوثها على شفتيها

لأنها ستبكي حتماً ولا ريب

اقتربت أختها منها واحتضنتها رغم تلك الصغيرة بينهم

إلا أنها راحت تبكي بصَمت وهي تبتعد عنها

وتتطعم أبنتها حليبها

التي تلقّفته بلهفَة

كلهفة الألم الذي تلقّف قلبها

حين همست أختها في رغبة لمواساتها

../ ربك كريم .. أمممم أنا طالعة أرتب لبراء ومعاذ ملابسهم








يتبع



*




../ أففففففف مابغيت .. أطلعي يا مرجانة ترا راحت

كانت تتحدث بهمس فعدلت الفتاتان لتخرج فتاة من تحت السرير

وهي تزفر بقّوة

../ ول صايرة الحراسة مشددة هالأيام ..!

ابتسمت لها صبا وهي تضَرب كتفها

../ بس جد أشتقنا لك ..

بادلتها " نور " الابتسامة أيضاً

../ تدرين ليش فّرقونا ..؟

عقدت حاجبيها وابتسامتها مازالت معلقة هناك

../ ليييش ؟

../ عشاانـا العنبر المشاغب خخخخخخخخخخ

../ ههههههههه مالت عليك .. وين قالو لك مدرسَة هي

../ لا ياخبلة إنتي وهي عشاان موب نفس الترتيب الأبجدي حرف الميم في البداية

../ يرحم أم الحروف الهجائية إلي عندك

../ لا بس عجبتيني ذاك اليوم .. يوم الصنادل ..

../ وأنا بنت أبووي .. قدّهااا

../ لا ومن وين لك واحد .. أذكر زنّوبة أخذت حقك ذاك اليوم خخخخ

../ موب حقي .. سحبته من رجل فتو خخخخخخ

ابتسمت صبا بفرح وهي تقول

../ بس موب حرام عليك المَرة هي وش ذنبها ؟ أكيد إنك عّورتيها

نظرت إليها " مرجانة " باستنكار

فتدّخلت " نوير" سريعاً

../ إيه صَح .. ما دريتي .. صارت مُشرفة صبا النفسيّة

قاطعتها

../ نوير

../ أدري أدري .. بس جد واضح إنك حبيتيها وتأثرتي فيها

رفعت " مرجانة " ذراعيها لإسكاتهم

../ ويت ويت ويت .. مشرفة إجتماعية .. كم باقي لك ..؟

مطّ صبا شفتيها وهي تنطق بحزن

../ حول الأسبوع

ابتسمت مرجانة بسعادة ثم قفزت نحوها تحتضَنها وهي تهّزها بفرح

../ والله وبتخرجـيـن يـآ صباااا الدبّة .. بتوحشنا خشّتك المليحَة

فأردفت نور

../ إيه والله بنفقدك حييل ..

ابتسمت وهي تتأمل تعابير السعادة في وجوههن

وهي تود أن تبكي دماً لذلك

لم يكُن ظلام السجون ولا ألم سراديبها

ولا مقاصَل الجلد أفضَل حالاً

من خروجها

حيث التعذيب الأبدي

لروحها

*


في جزء هادئ من مدينة جدة وأمام عمارة

مازالت مجّرد هيكل وقف

ساعات الفجَر الأولى تسير بثقَل محملة بعبء دقائق يوم جديد

أخترق سكون صوته الهادئ

../ خلاصْ أنا جاهز ع الساعة أثنين أقابلك عندها..

أغلق الهاتف ثم أستقّل سيارته

عقَد حاجبيه وأدار جهاز الراديو في السيارة

ليصَدح صوت القارئ أحمد العجمي

مُرتلاً خواتيم سورة البقَرة بصَوت

غشّى فؤاده بالخشوع

واصَل القيادة نحو منزَله مغلقاً بذلك يوم طويل مُنهك

لكَن صوت هاتفه ذي النغمة المميزة صرخ من جديد

ألقى عليه نظرة وأكمَل طريقه بلا مُبالاة

يشَعر بلذَة حين بدأ بفعل ذلك

لكَن شيء من الضَعف يكتنف جزء من مشاعره

دقائق أعقبت ذلك الأتصال

ليتلوه أخرى ثم أخر ثم أخر

يعلم يقيناً أنها لن تمّل

حتى أوقف سيارته وتناول مجموعة من الأوراق ثم ألتقط هاتفه

ليعاود الأهتزاز من جديد

عقدْ حاجبيه بإستغرب وهو يجيب

../ بندر .. وش فيه ..!

ليجيبه الطرف الأخر بعمق وحزم

../ ما فيه شيء .. بس إنت وينك ؟

.. / قدام بيتنا ..!

../ أجل حّرك أنا فبيت أمي

ركب سيارته بسرعة مجدداً

وكل فكرة سيئة مرت من أمام خيلته

لم تمّر سوى عشر دقائق

أوقف بعدها السيارة أمام سور المنزل

ولم ينتظر فتح الباب لأدخلها

دلف وهو يتنحن بصوت مرتفع

ليأتي صوت بندر

../ أدخل يا صقر محد هنا

دلف للمجلس الكبير وعيناه تبحث عن أثر لأي مصيبة

دعاه لأجلها بندر , لكَن منظرهما

جعل تلك الكُتلة المرهقة في صدره تنقبض

فقد جلست في الصدارة " خالته "

تمسك بعصاه وتسند على مقدمتها ذقنها وعلى وجهها تعابير

هي خليط ما بين الحزم والضيق

بينما بندر بدا في قمة توتره وهو ينهض

ليقترب من والدته ويدعو صقر للاقتراب

مرت دقائق طويلة وكلاهما معرض عنه

وغارق بإفكاره

حتى قطع صمتهم صوت الأخير

.../ ممكن أفهم وش السالفة ؟

ليجيبه بندر سريعاً وكأنه كان ينتظر سؤاله

../ بنت عبدالله باقي لها أسبوع و تخرج .. وأمي تقول إنها مالها مكان عندها

هوى كلمه قنبلة موقوتة على وشك الأنفجار

داخل روحه .. المثقلة

بالألم , الحُب , والندم

والإنتظااار

ألتفتت نحو خالته وهو يتكلم بصَوت أجش

وبعمق قال

../ وشوله يـآ خالتي .. البنت مالها مكان إلا عندك

نظرت إليه كالمستفيق من غيبوبة ظلاميّة

وصوتها نطق بضيق اختزلته من روحها

../ صقر .. حنّا بالقوة بيضَنا سمعتنا .. وألفنا على خلق الله قصَة موتها .. وأنت تدري إن الناس داخلة خارجة عندنا ومن تجي علمها بيوصَل لأخر دار

فبادرها بندر قائلاً

../ زين .. كلامك على العين و الرأس .. وين بيوديها أجل ؟ عطينا أقتراح

نهَضت وهي تقّدم عصاها على خطاها ثم قالت

لتلقي آخر قنابلها في وجوههم

../ ودّوها للمزرعة ..

اتسعت عيناهما بصَدمة

بينما انفرجت شفتا بندَر بذهول

أكبر وأعينهم المصدومة

تتأمل ظَهر خالته التي غادرت المكان بهدوء

../ من جدّهاااا

قالها بعد أستعاد رابطة جأشه

وشعور من السعادة اللزجة تغمر كيانه

أرخى بندر رأسه بين ذارعيه ثم أجابه بعد برهة صمت

../ مدري .. يا صقر مدري

أسند الأول ذراعيه فوق ركبتيه

ونظر نحو بندر مُباشرة وهو يقول بكُل ثبات

../ أسمع .. بنخليها بالمزرعة ..

عقد الأخير حاجبيه وهو يجيبه بعصبية

../ صقر بلاه هالذكااء الزايد .. المكان كله رجاال

شبح أبتسامة سيطر على طَرف شفَتيّ الأول

../ خليّها عليّ .. وأنسى سالفتها من تعتب بّرا هالباب ..

غرز أصابه بعصبية داخل شعره وهو يرد بقوة

../ بتجنني ولا وشّ ..السالفة فراسي فراسي .. إنت موب محرم لها

أجابه وهو يتكأ ببساطة و هدوء وثقة

../ ممكن أصير .. بعد إذنك طبعاً

تأمله الأول بذهول لدقائق فقط

بعدها اجتاحت ملامحه شيء من الراحة

وكأن تلك الفكَرة كانت المصباح المنطفئ

فوق رأسه .. وأنار الآن

أما الأخر فقد زفرت ملامحه براحة

وكشفت مشاعره عن ساقيها

وأخذ قلبه يرقص لتلك المأدبَة

ف ليالي الفرح قادمَة

لامحالة



*


دغدغت المياه الباردة المتقاطرة من شعرها

وجنتيها , وشيء من البياض والنقاء برزّ بقّوة على ملامحها

بدت أبعد ما تكون عن الشبه بتوأمها

فقد زادت ضألتها

والتصقت جلدتها بعظَامها

أرسلت نظرها وهي تتأمل الغرفة على أتساعها

وتحدق بهدوء في أختها

ألم يعتصَرها لفرح الأولى بها

تركتها تنام لشّدة ما بكت وضَحكت ليلتها

لم تتمكن من النوم والراحة لأنها لم تعتدهما أصلاً

لكَن شعور أرقّها كثيراً

فمشهد سقوط جدّتها لازمها طيلة ليلها

لكنّها بدا أشبه بمشَهد صَدمتهم بخبر " تعاستها "

عدا أن الأخيرة كانت على مَلاء

نهضَت بعزم وهي تربط شعرها فوق رأسها

أخذت حجاباً أبيضاً أشارت لها أختها عليه قَبلاً

ثم خرجت مغلقة الباب خلفها بهدوء

وما إن تجاوزت السلالم نحو قصَدها

فاجأها صوت حاد من خلفها

../ وين .. وين .. ويــن ؟

ازدردت ريقها بصعوبة و رفعت جزء من حجابها لتغطّي وجهها

ثم ألتفتت لمصَدر الصوت

وبصَوت خافت فضَح خوفها

../ بـ ب شوف جـ دتي

كان يقف على بعد أربع خطوات عنها

أجابها وهو يتأملها من رأسها لأخمص قدميها

وملامح مُشمئز قال

../ جدتي ماتبيك .. تتعّذرك .. ولا أستقبالها لك أمس كان دليل حُبّها لك .

همّت بالصعود لكَن صوت ميّزته سريعاً قال

../ منذر ..

ألتفت نحو عمّته القادمة من الردهة الخارجيّة

../ هلا

ألتقط أذنيها حديثه لها فقالت بحزم مشّددة على حروف كلمتها الأولى

../ تأدب .. وأخرج أبوك يبيك

أعاد بصَره نحوها وألقى عليها نظَر هزّتها

ثم أبتعد خارجاً بغضَب

لتقترب العمّه منها ثم صافحتها وهي تومئ بابتسامة

../ صباح الخير ..

لم تجبها هديل وإنما ظّلت تتأملها بخوف

وكأنها تتوقع أن تفاجئها بردة فعل مخالفة لما تحمله ملامحها

فربت الأولى على كتفها وعادت تقول

../ معليه .. صبّحتي على منذَر .. لسانه طويل متبّري منه لو تدرت عليه أسيل كان أدّبته .

فهّزت هديل رأسها بنعم وهي تكشف وجهها

لا تدري لم أكتسحها الحياء فجأة عندما لمحت

نظرات عمّتها المتأملة لها

والتي قالت سريعاً

../ ضَعفتي

بدت كلمتها غبيّة فارغة

فتداركتها قائلة

../ إيه .. إذا تبيـن أمي .. هي الحين نايمة بعد الظهر بتكون قامت

ألتفت حين جاءت إحدى الخادمات وهي تقول

../ مدام .. أمي كبير يبغا أنتي ..!

عقدت العمّة حاجبيها وهي تقول

../ صحيت ..

.../ إيه .. عندها بابا ياسر وبابا عبد الرحمن

فالتفتت نحوها وهي تومئ بإبتسامة حمقاء ومبررة

../ والله ما دريت موتقولين عمّتي كذابة .. تعالي أجل دام عندها أخواني

تقّدمتها عمتها وتبعتها هيّ

بقّوة غريبة تحمل ساقيها على الهرب بعيداً والعودة حيث كانت

شتمت نفسها مراراً داخل عقلها لم تتحمّل نظَرة الحسرة في عيني جدتَها

فماذا سيفعَل أعمامها إذاً

وما إن برزت لهم

حتى شعرت بكتلة أشبه بالصخَرة

تهوي بقّوة محطمَة

قلبها

أو بقايـآهـ







أرى آثارهم فأذوب شـوقـاً ----- وأسكب في مواطنهم دموعي


وأسأل من بفرقتهم بـلانـي ---- يمن علي منهم بالـرجـوع






وجه الفجر طل ~



وعيون الظلام | إستحت |

سهران [ وحالي ] ظروف الوقت : تلعب معه !



كل مانويت أرتفع للصبر

ينزل / تحت ..

وكل مانزلت [ الصبر ]

كفّ السما ~

ترفعه !

ترفعه !

ترفعه !

..
..
..

 
 

 

عرض البوم صور بياض الصبح   رد مع اقتباس
قديم 02-11-11, 01:29 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة جمال ليلاس وملكة سحر الخواطر



البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 183892
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: بياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالق
نقاط التقييم: 2930

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بياض الصبح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بياض الصبح المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 






اللذة السادسة



شمّر عن ذراعيه وهو يتجاوز بركة من الوحل

متجهاً نحو ذلك المحزن المتهالك في الطرف الأقصَى من المزرعة

حيث يحجبَه عن الأنظار كومَة من الأشجار المتدّلية

دلف إلى المكان وهو يرصَد تلك الغرفة الصغيرة في زواية المحزن

ومساحة صغيرة مليئة بالقشّ الأخضَر الناضَج

الذي نشَر رائحَة في المكان بقّوة

جعلت رغبَة من العُطاس تجتاحه فكّبتها حين أستدار

لصاحب الخطى خلفه



../ أسمع .. العّمال بيجون بكرة الصَباح بدري .. وأبيك تكون معاهم

حّرك الأخر رأسه بهدوء لم يلبث أن قال فوراً

../ هُم بيجون يعيدون بناه ..!

فحّرك صقر رأسه إيجاباً وهو يقول

../ إيه .. وهاذي الحشيش شيله من هنا وخله في المخزن الخارجي

والبعير لا تقّربه من هالصوب ولا تخليه يأكل من هذا المكان

عقدْ الأخر حاجبيه و صوته ينطق بالكثير من الأسئلة

../ ليه يا بوي كل هذا .. المخزن طيب .. والشجر في المنطقة مناسب لهم .. ولا عند ناوي على شي

زفر صقر وهو يخرج من المكان

ويتأمل الفيلا الكبيرة القابعة على بعد مترات عن هذا المكان

لا يعَلم أي سعادة أليمة تلك التي راحت تنهش كيانه بنهم

يكَره شعور الندم الذي ينتابه

لكَن شيء من القسوة المحفورة في صدره

هي ما تجعَل عملية المكابرة أكثر سهولة

وبقلب قُدّ من صخر

../ إيه .. بتجي هنا حُرمه

لم يكَن يدرك معنى الحقيقي لتلك الكلمات

لكَن اتساع عيني الأخر و كُل ذلك الذهول

الذي غطّى ملامحه السبعينية وهو ينطق

../ حُرمه .. هنا ..!!

استدار نحوه وهو يجيبه ببرود تعّمده

../ عندك مانع !

تلعثم الأخر وهو يحّرك رأسها بالنفي

../ لاآآ .. يا سيدي ..بس أنا كان قصدي إن العمال و...

قاطعه وهو يلّوح بيده وتابع طريقه نحو الفيلا

.../ أسكت بس .. وأسمعني أنا معتمد عليك ف كل شيء هنا

ليهزّ الأخر رأسه بخوف غطاه بطاعة

../ إيه ما بقصر ما بقصر

ليرمقه صقر بنظرة أخرسته لتابع بهدوء

../ بتجي في نهاية الأسبوع وقتها بيكون المخزن جاهز بسريره .. والحمّام بيجي السبّاك ويضبطه ويكمَله .. ثم يجون راعين الأثاث ويركبونه إنت خلك معهم أول بأول وبلّغني .. العمال ولا واحد منهم يقرب هنا كُلهم برا..

فقاطعه من جديد

../ زين لو جوا الأهل .. قصَدي أمي الكبيرة

أكمل

../ والتنظيف يكون يومياً الفجر يصلون ويكونون هنا يسقون الزرع ويخرجون قبل ما تصير سبع .. و إنت تكون معاهم مشرف عليه وواقف قدّام الباب حق المخزن..وتحرسه.. سواء كان الأهل موجودين ولا لا

ثم دار حول الفيلا بصمَت تأملها صقر طويلاً

ثم أنطلق خارجاً ..

وعند السيارة سأله أخيراً بقلق

../ طّيب يا بوي .. هي خدّامه للفيلا يعني ..؟

تأمله لدقايق ظّنها الأخر من عُمق نظراته

دهوراً ثم أجابه

../ لا ..

أي قّوة تلك التحُرك مشاعره بعُنف

أي ضمير ذلك الميت بداخله

لم يفسّر سبب أي برودة تجتاحه لذلك

فمنذ اعتقلوها بسببه

مات ضميره وشيّعه خلفها

ولم يأبه بعدها لشيء


*




فقد أنكفئت على تعبئة بياناتها في ورقَة إدارية مهمة

اقتربت منها وجلست على كُرسي خلف المكتب مُقابلها

ب


أغلقت الباب بهدوء شديد ثم ألتفتت للقابعة في منتصف الحجَرة
عدها رفعَت الأخرى رأسها وشفتيها تحمل ابتسامة حزينة

../ خلّصت .. هذا إلي أعرفه

ألتقطت الورقة منها تأملتها سريعاً ثم وضَعتها جانباً

وعندما همّت لتسألها جاء سؤال الأخرى أسرع

../ وكيف حاله عمّي بندر ..!

لم يكُن مهرجان الاعتراف أمراً صعباً على ميسون ف قليل من الكلمات

أوصَلت خبرها لها

ولم تكَن دموعها أقل بذخاً من الأخرى لكَنها تجاوزت كُل هذا

بأقل قدر من المشاعر

وأجابتها

../ بخير

رفعَت أناملها تغتال دمعَة مازالت تفضَحها أمامها

أظهَرت من الضَعف ما يكفي حتى الآن لكّنها

همسَت بصوت شاحب

../ ههه .. والله مو مصَدقة ..إني ...

رفعَت عيناها المبتّلتان نحو السقف وكأنها تبحث عن الكلمات

لتسعفها ميسون بحنان

../ شفتي أحد يقرب لك ..!

نظَرت إليها لدقائق ثم حّركت رأسها بقوة

../ إيه إيه .. أحس بشعور

فسألتها ميسون محّركة دفة الحديث نحو أفق أخر

../ نفس الإحساس إلي بتحسينه يوم بتشوفين أهلك ..بس مستعَدة ؟

أرخت بنظراتها أرضاً وهي تحّرك رأسها بالنفي

لتكَمل ميسون أسألتها

../ أممم .. ليش ؟

صمتت صبا طويلاً بعدها أجابت بشيء من الخجَل

../ مَدري أحس إنهم ... ممم مدري

أسندت رأسها على راحتيها وهي تقول لها

../ عمتي تحّبك .. وتعرف وش كثر عانيتي هنا .. أكيد إنها بتحتويك من تشوفك .. حتى البنات مشتاقين لك

صمتت وهي تلتقط إنعقاد ملامح الأخرى

ثم إنحناء طرف شفّتها نحو الأسفل وهي تكمَل بسخرية

../ إيه مّرة .. حتى إنهم كُل يوم جو هنا و زاروني .. هه إنتي تتمسخرين عليّ .. ولا تبين تمشّيني على قدَ عقلي .. لأنه إذا كذا .. فأنا أسفه أقولها بصَدق .. أنا مو مثل هديل ..!

أبتسم ميسون بهدوء وهي ترفع كوب القهوة وتجيبها بذات النبرة الحنونة

../ أدري .. ولأني أدري .. ما عاملتك مثلها .. ولا أنا وش فايدتي هنا ؟

صمتت لثواني ثم أكملت بعدها

../ تدرين أبد ما أعشّمك في شيء .. وأنا موب كاهنَة أقول عن أشياء قبل ما تصير .. لكَن يقَدر الواحد يتوقع ردود أفعال خاصَة فمواقف مثل هاذي .. لذا عندي سؤال وش متوقعَة منهم يسوون لمّا يشوفونك ؟

أزدردت صبا ريقها بصعوبة

لكَن شيء أشبه بالثقة غطى روحها أو جزء منها على الأقل

وهي تجيب

../ ما يبالها تفكير .. مثل يوم عرفتي إني أقرب لكْ ..!

صُدمت

ربما تبدو أقل معنى في وصف حالة ميسون

لكّن في عملها لايجب أن ينتصَر المريض أبداً

فقالت سريعاً

../ وغيره ..؟

../ أصلاً تدرين .. أنا بدون ما أشوف ردة فعَلهم .. ميسون أنا موب منتظرة منهم شيء .. أنا بروح بيت " أم أبوي " أخذ أغراضي وملابسي و بروح

عقَدت حاجبيها وبصوت متوجّس سألتها

../ إيه بتروحين .. وين يعني ..؟ تعرفين مكان أحد من أهلك

عادت السخرية تزّيين ملامحها وهي تجيبها

../ أهلي .. ماعندي .. أنا بروح للميتم ..



../ ميتم

ربمُا كانت قد تعاملت مع حالات النفور والهروب قبلاً

لكَن شيء أخر بدا مميز وبشَدة في صبا

للتابع الأخرى بذات الهدوء والثقة

../ إيه ميتم .. ميسون يمكن لأنك جديدة.. وعمّي ما قال لك عن شيء لكَن أنا أبوي مات صحيح .. بس أمي حيّة .. مكانها على حَسب كلامهم مجهول .. وهم موب مهتمين .. لأن السالفة ما تعنيهم .. أنا كلي ما عُدت أهمهم .. فأحسن حل إني أروح لها وأبتعد عنهم .. يمكن أرتاح وأريحهم ..

تأملت الأولى أظافرها في محاولة للهروب من عينيّ الأخرى

فكُل هذا مجّرد حديث من سجيَنة

ومهما حاولت التعمق في صبا

تجد أنها تضَيع أكثر

لماَ كُل هذه الثقة التي تلون عينيها

لا تعَلم أي خوف راح يسيطر على كيانها

فلأول مرة منذ قابلتها وبدأت في جلساتها معها

تجلس صبا هكذا

لأول مرة تراها تضَع إحدى ساقيها فوق الأخرى

أي مُستقَبل ينتظَرك

أي حياة تلك التي تخططين لها

إنها ليس سوى مٌزلق تنحدر نحوه ببطء

وأي شياطين بدأت تقامر

لاستقبالها

*


../ سلمى .. سلمى ..ئوووووومي الناس راحت علينا

فتحت عينيها ببطء وهي تشعر بألم شديد يغزو رقبتها

اعتدلت سريعاً وهي تتأمل السيارة الخالية حولها ثم وجهه " الممرضَة " أمامها

../ وشو .. وصَلنا ..؟



../ أيوة .. من زماان . .يلا خلينا نشيل ونلحئهم .. دول أكيد وصلو ونحنا هنا



نهضَت سريعة وهي تدير رقبتها بصعوبة

دفعتها صديقتها أمامها وهي تشير إليها بحمَل كيسين كبريين

حملت هي مثلهم حمَلتهم و أخذت تمشي خلفها بتعب

تشَعر أنها لم تستفق من نومها بعد

أو أنها ما زالت تحلم

قالت بصوت مُتعب

../ أفففففففف وجع .. وش حاطين ف الأكياس ؟

وعندما لم تجد جواباً سألت من جديد



../ وين راحوا هم .. أصلاً وين المستشفى ..؟ وليييش كذا ؟ أصلاً إنتي وش أسمَك ؟



أجابتها أخيراً وبصَوت صاحبه نفسها المُتقطَع

../ إسمي نشوى .. وبتعرفي كُل حاجة لما نوصَل بس بالهداوة يا حببتي ..!



عقَدت حاجبيها وهي تعيد بصَرها نحو الخلف

سيارتهم تقف بعيداً لا تجد هُنا أي بَلدة أو حتى خيال لها

مشين طويلاً وتوقفت " سلمى كثيراً "

فأزعجَت نشوى من مصاحبتها لكَن أحياناً

كان تسترخي الأخيرة بجوارها من شَدة التعب

أخيراً وصَلن لـ "بيت لاهيا "

لمْ يكُن منظَر المكان مشّجع أبداً فأصوات الطائرات واضحْ

وأصوات قنابل من بعيد ْ

جعلت قلوبهم تتقافز في حناجرهم

وأربعة من الشرطَة يقفون برشاشاتهم هٌناك



بصعوبة نطَقت " سلمى "

../ ياويلي .. وش بنسوي .. ما أظُن يدخّلونها .!



و كأنها توقعَت ذلك

فملامحهم لم تكُن من تلك المحببة على الإطلاق

كان ذلك مٌفتاح لكُل شيء سيء في عقلها

ربما لا يوجد شيء أكثر سوءاً من فتاتان

تعبران بجاور ثكَنة إسرائليية




ضحك الأصحاب


يقودني لبكاء منسي


لأدراج مغلقة على أطفال


يشعلون دموعهم


ليستأنسوا *


* سوزان


هٌم ليسوا سوى اُناس


بحاجَة لشيء من الشفقة






ليلنا | بارد |

وقلّ الحيله ~ أقسى

إمن الهرب !

وآول الدرب [ إهتدى فيني ] وضيّع آخره ..

لاحضن دافي .. [ يدفيني ] !

ولاعندي | مشب ~

إحترقت ..

وصار قلبي [ جمر ] كنّي / مبخره !





اللذة السابعة


استرخت بتعب على وسادتها المبتلة

ربما من كُل تلك المشاعر التي أخرجتها مع دموعها

أو ربما مع كُل تلك الحمى التي راحت تنهش جسدَها الضعيف

تأملتها القابعة بجوارها وهي تغطّي جسدَها

لتهمس لها الأولى بضَعف

../ بالله شوفي .. جنى إذا تحتاج شيء

../ زيـن أنتي ارتاحي .. ولا ترهقين نفسك

../ وين معاذ وبراء ..؟

../ مع علي أخذهم البقالة ..

تركتها لتحاول النوم مع كُل ما يستقر بجوارها أدوية

تعَلم لأي مدى كُبت مكاحلها

وإلى أين وصَلت بها أحزانها

تغرق نفسها في كُل عمَل لتشغَل بها روحها

تتألم لألمها ولا تعلَم ما السبيل لـ تساعدها

لا تدري لمَا بدت في نظرها أكثر حُزناً عندما جلبوها إلى هُنا

بدت كـزهرة قطَفت قبَل ميلاد الربيع

يابسَة

ذابلَة

يائسة

وأكثر مما يجب في نظرها


,






../ خاللللللللللللة سمية شوفي معاد الكب أكل حواوتي

أرخت جسدها نحو الصغير وهي تلتقط الحلوى المبللة بريقه هو

عندها قال معاذ

../ كذآآآآآآآب .. أنا ما أكلتها هو إلي أكلها ويقول أنا إلي أكلتها

../ وااااااااا .. تكذب على أخوك الكبير .. هيّا هاتها موب ماكلها

تجمّعت الدموع في عيني براء وتجمد للحظات بعدها

فتجاهلته و هبطَت للأسفل

أما هو فتحرك بهدوء نحو غُرفة والدته تسوقه دموعه

و حنينه نحوها مّر اليوم بطوله لم يرها

دلف إلى الحجرة الدافئة وأقترب من جسَدها المختبئ داخل الغطاء

لكَن عُلبة غسيل كبيرة وممتلئة بالماء أوقفته قبل أن يصَل لها

فنحنى وهو يغمَر يديه فيه ثم وضَع يده الأخرى

ثم نهضَ وجلس بهدوء داخله

وعندما شاهد سكون والدته

تقّوس ظَهره في محاولة منه لإقحام شعره

لكَن رنيــن هاتف والدته جعَله يقفز بقّوة

وخرج مبتعدَاً عندما لمح والدته التي نهضَت وألتفتت نحوه

بينما هو راح يجري بسرعة نحو الهاتف على المنتضَدة

حمَله وعاد به جرياً نحو والدته المذهولة من مظَهره

أمسكت بهاتفها ووضَعت يدها الأخرى على وجهه

../ براء وش هذا .؟ وين كُنت ...؟

../ كُنت أتسبح .. ردي ردي شوفي بابا

كَلمته الأخيرة هي فقط ما ذكَرتها بوجود الهاتف بين يديها

فالتقطت عيناها أسم المتصَل وهي تضَغط على زر الإجابة

وتلصِق الهاتف بإذن صغيرها الذي سكت قليلاً

ثم ألتمعت عيناه وهو يصرخ

../ باباااا ..الحمدلله ... باابا إنتا وين !! ... متى تجي ؟ ... معاد عند خالو علي .. إيوة نحنا عند جدة جوهرا .. أنا بروح أنادي معاد إنتا أصبر .. طييييييب .. ماما هنا

أرتجف قلبها في صَدرها حين أعلمه بوجودها قربه

ناولها الهاتف وهو يركض نحو الخارج ويصَرخ باسم أخيه

شيّعته عينيها ومازال الهاتف في راحتها

رفعَته فألتقط هو صوت تنفسّها فسأل

../ دعاء ..

صوته أستنزفها

شيء ما أشبه بحصى كبيرة توقفت في منتصف حنجَرته

بينما استفاضت عينياها و تشوشتْ الرؤيا فيها

رغبَة بالبكاء كانت كفيلة بجعَل صوتها يخرج متحشرجاً

../ إيوة معك ..!

لم يدم صَمته طويلًا حتى قال بثقُل

../ ليش خرجتي من بيتك ..؟

أنزلقت دمعتين من عينيها

ضغَطت على جبينيها بأناملها , أزدردت ريقها بصَعوبة

../ أمي أجبرتني .. ولا أنا والله ما بغيت أخرج ..

صَمت لـثواني بعدها نطق بغلظَة أحرقتها تماماً

../ ع العموم أنا راجع بعد يومين .. وبعدها برجع البيت يعني بترجعين هناك .. فاهمَة

هذه المرة لم تَخف عنه بكاءها وهي تقول

../ إن شاء الله ..

حينها أقتحم براء وهو يجر معاذ خلفه صعدا فوق السرير

سحَب الأول الهاتف من بين يديه والده وهو يقول

../ بااااابااا جا معااااد خد كلمــه

أعطَى الهاتف لأخيه الذي ما إن ألتقطَه حتى قال بهدوء

../ السلام عليكم .. إيوة .. تمام ..

ثم صَمت لبرهة لـيقول بعدها بإعتزاز

../ طيب .. خلاص .. أتفقنا .. مع السلامَة

../ أعطيني .. أعطيني بكَلم بابا

../ خلاص قفلت

../ ليييييييش .. يا كب

لم تكَن تشعَر أنها معهم مطلقاً رأسها يألمها بشَدة كُل ما يحيط بالصور أمامها غارق في السواد كـ روحها تماماً

لكَن كلمة ابنها الأخيرة جعَلتها تنظَر إليه بعتب

../ مين علمك تقول كذا ..؟

تكّلم معاذ قبله

../ سمع خالي علي ..يقول " كلب " لواحد كان ب يصدمنا .. قام قلده

أعادت نظَرها عليه فأرخى رأسه وهو ينظَر ليديه

بعدها قال بقوة

../ ماما .. شوفي خالة سمية شالت حاواوتي منّي ..

../ إيه قل لها إنك كذبت عليها .. تقول أنا إلي أكلت حلاوتك وأصلاً مو أنا..

../ ماما برد .. !

نظَرت لملابسه المُبتلَة بالكامل ثم إلى ملامح وجهه

هو الأكثر شبهاً بأبيه في كُل شيء حتى المراوغة يجيدها من الآن

تنهَدت بتعب وهي تحمله لكَن دخول أختها بسرعة جعلها تتوقف

وهي تنظر إليها

أما الأخرى فقد شهقَت بقوة من منظر الغرفة

../ ليييييييش صحيتي ... قّومك براااء ها .. هاتي الحمار هذا ..يباله كم كف عشان يصير رجّال

اقتربت منها لتأخذه فأخذ يصَرخ بشَدة وهو يتمسك ف والدته بقوة

../ لاآآآآآآآآآآآع .. مابااا ..رووووووووووحي لا أشتكي باااااااابااااا

.../ بعَد .. يهددني بأبوه .. أقول تعال أمك تعبانة حرام عليك

رفعت " دعاء " يدها لها إشارة لكي تكف عن ذلك

../ خلاص خليه لي .. إنتي شيلي " الصطل " حق الكمادات إلي خليتيه براء دخَل فيه ..

تأملت ملامح أختها المحمَرة

فسألتها بتوجس

.../ أتصَل وافي ..؟

لم تجبها بل تركت شعرها ينسَدل من ناحية وجهها اليمنى حيث تقف أختها

لكَن معاذ أجابها

../ إيه أتصَل وكلمناه .. ماما يقول بيجي بعد يومين عندنا .. وقالي أنتبه عليـكم

ارتجفت يداها وهي تخلع ملابس صغيرها سريعاً

فتنهَدت أختها وهي تشعَر بتعاظَم المصيبة على رؤوسهم

خرجت من الغرفة وتبعها معاذ

عقَدت عزمها على أن تخبر والدتها

أختها ضعيفة أكثر مما يجب

ووالدتها عصبية أكثر من الازم أيضاً

كُل شيء يحيط بالحكايا غريب

لمْ تكُن تلمح نظَرة الذُل في عيني أختها قبلاً

ولا تلك القّوة في عيني والدتها

لكَن طريقها كان واحد

وبدأت هي في حَل خيوط القضَية

خيطاً خيطاً

وهمست بصوت لا يسمعه سواها

../ بس كذا .. بس عشان الحُزن إلي في عيونك




*



../ نورالعيـن .. نور .. نور .. نووووووور

رفعَت رأسها بقوة وهي تجيبها

../ خيــــــــر .. وش تبي ..؟

عضَت شفتيها بألم

../ ظهري يألمني ..

../ أحسن

سألتها الأخرى وهي تطوي سجادتها

../ ميـن إلي جَلدك ..؟ زينب

../ لاآآع .. وحده مدري وش قلعتها

.../ أجل تدلعي ..

نظَرت الأخيرة نحو الأولى التي أشارت بعينيها

لـ " نور " التي رقدت على السرير وأدارت ظهرها لهم

وحّركت شفتيه بمعنى

" كّلميها "

فقالت الأولى فوراً

../ نووور .. وش فيك اليوم ؟ على غير عادتك

نهَضت واقتربت منها نظَرت للجانب الظاهر من وجهها لتلمح دموعها

عقَدت حاجبيها

ألتفتت نحوهم تأملت ملامحهم القلقة عليهم

فضَحكت بعُنف من بين دموعها وهي تهمس بـ

../ تذكَرت حاجَة تضـحك

ثم عادت لـ دخول في نوبة ضَحك جديدة

أقوى من الأولى حتى أن دموعها راحت تنهمَر

من عينيها الشبَه مغلقة من شَدة الضَحك

عقَدت " نويّر " حاجبيها بإستغراب كبير

نفس الملامح رسمت على وجه " صبا "

تركت ضَحكها وهي تغوصَ في سَرد ذكَرى

وكأنها تراها

../ في يوم طلب مني أبوي أجيب عُلبة الأدوات عشان بيصَلح طاولة قديمة يمكن نستفيد منها .. دّورت ع العدّة مالقيتها لا فوق ولا تحت

خفت أروح أقول لأبوي موب لا قيتها لأنه بـيهزّئني وممكن يمد يده عليّ .. لكَن إلي كُنت أذكره إن بيت جيرانا إلي ببداية حارتنا عندهم عُدادت أشكال وأنواع وأحجام بحوشَهم .. المفتوح أغلب الوقت

قَلت ما في حل غير أنزل أروح لهم تسللت لبرا البيت بدون ما ينتبه أبوي إلي كان يتكلم بجواله ورحت ركضَ على تحت ما انتبهت إن الدرج إلي هي أساساً منحوتة من الجبل موب منظَمة في هالناحية

وما أحس إلا رجلي بالهوا .. وراسي ضَرب بقوة في الأرض وتدحرجت إلين عند رجول شَخص بعَد عني بعدها حسيت بيد توقفني

وشيء حااار يمشي على وجهي ويوم شفت وجه إلي مسكني

طاح قلبي هو نفسَه هالولد .., شفت نظَرة صَدمة مدري نظرة غريبة في عيونه يوم شاف وجهي وحط يده ع عليه وأنا خلاص قلبي صار بين رجولي لكَن منظَر الدم إلي أنطبع في يده خلاني أقوم أجري

للبيـت وأنا خايفة إنه يلحقني دخَلت وشافني أبوي .. وصارخ عليّ يناديني .. لكَن اخواتي قالوا له طاحت " وأنشق راسها " وهم جابوا لها وحده ثانية

,




كانت ملامحها حالمَة وجهها مُنير كالبدر في قاع الظلام

../ لا ومو بس كذا .. أذكر كُنت يوم أشتري من البقالة وما معي فلوس تكفي .. كُنت أدفع إلي عندي كله وأخلي الباقي ع الحساب .. في اليوم الثاني نبيع أنا وخواتي قد ما نقدر.. عشان نسدد ديونّا .. يوم أرجع ألاقيه يقول لي .. خلاص أنا شاطب على أسمك .. فسألته ليش يقول

..ّذاك الولد دفع عنكم .. ويأشر عليه وهو واقف بعيد مع أصحابه و

قاطعها صوت " نويّر " المتهكم

../ ها ها ها .. يا بياختك .. أجل كُل هالمناحة ع قصَة حُب وفاشلة بعد

مسحَت دموعها بظاهر كفها وصوتها المتحشرج يقول

../ بس .. تذكَرته ..

وعندما شاهدت ملامح صبا أكملت

../ غبية صَح ..؟

أرتفع حاجبيها بحنان وهي تلتقط يدها بين راحتيها

../ لا .. حلو أننا نتذكَر الأشياء الحلو إلي صارت لنا .. ونحنا في عمق أحزاننا

لـ يقاطعها صوت نوير

../ أقول شف قامت تتفلسف الثانية .. يعني بالله اللحين ما في حياتها ذكريات سعيدة . غير ذي حق الولد إلي يلاحقها بكل مكان .. هذا إذا مكان مع إلي أعتدوا عليك ذيك الليلة

صَرخت " نور " بغضَب في وجهها

../ لاآآآآآآ .. ما كان معهم وما أسمح لك تقولين هالكلام ..

../ أقول إنتي يلي طالع فراسك الرومنسية ذا الليلة وفاتحة لنا مناحة ع واحد ما يسوا وإلي يسمعك يقول يوم هاجموك جلستي تتأمليهم وآحد وآحد .. يمكن حبيب القلب كان معاهم ..

../ جب .. قلت لك ما كان معاهم .. ولاتجلسين تصاريخن ترا موب أصغر عيالك ..

.. /لاآآآآآ .. كان معاهم .. وإنتي يلي من زود المحبة أنعمت عيونك عن شوفه .. خبلة وبزر وتصَدقـ

صمّت أذانها فجأة عن كُل ما تصَرخ به

ليست سوى ملامحها الغاضَبة شفتاها اللتان تتحركان بعنف أمامها

جَرحتها .. بل وأصابتها في مقتل

هل من أنه كان معهم ؟

هل أصابها بالسوء هو أيضاً ؟

بدأت ترتجف بشَدة

سقط جسدها ع الفراش تحتها

عندما شق صوت صبا حديث نوير المستعر

../ بس .. بس حرام عليك أكلتي البنية بقشورهاا .. وبعدين مالك دخل هي كيفها تحكي عن إلي تبي و مثل ماتبي

تحولت ملامح " نوير " لـ صدمَة

وكأنها كانت في غيبوبة واستفاقت منها فجأة

استدارت عنهم وهي تُتمتم بكلمات لم يسمعها أي منهم

بينما ألتفتت صبا نحو " نور " التي أقحمت وجهها في فراشها

آذتها " نوير" بقسوتها لكَن كُل ذلك لـخوفها عليها

حتى وهي في أصل الغربة

وعلى أرض المنفى

تخشى عليها

" نوير "

أخر من دخلت إلى هنا من بينهن وأخر من ستخرج

أي قلب رقيق تحملينه في داخلك

أي حكاية ظلام تلك التي زجّت بك هُنا

ألتفتت نحو باب العنبر

فلمحت فتيات العنبر المقابل

ينظرن نحوهن بفضول

وما إن رأينها حتى أبعدن نظرهن سريعاً

وأخذن بالهمس فيما بينهم

فابتسمت

ثم نهضَت وهي ترفع يديها بسعادة

حاولت جاهدة رسمها صَادقة على وجهها

../ خلاآآآآآآآص إنتي وهي .. بكرة بخرج من هنا .. وكذا حفل وداعكم ..

لأبوابٍ أغلقْناها على خلافاتِهِمْ

سنديرُ ظهورَنا المقوّسةَ ونمضي

وحيدِينَ صوبَ اختلافِنا

كشجرٍ غادرَ غابتَهُ

سنقطعُ كُلَّ الجذورِ التي تَصِلُ ترابَهُمْ بقلوبِنا

كأنَّ الذينَ يسكنونَ الصراخَ

ليسوا آباءَنا

كأنَّنا قادرونَ على النموِّ والضحِك

بضوءٍ قليلٍ

دونَهُم *ْ


*







وما صَبابةُ مُشـتاقِ على اَمَـــلِ


من اللقاءِ كمشتاقِ بلا أمـــلِ


والهجرُ أقتلُ لي مما أرقبــهُ


أنا الغريق فما خوفي من البَلَلِ*





* سوزان


* المتنبي






تَدري وشْ مَعنى تِضيقْ الوسيعه ..؟

مَعناتها اني بين ,،/

...........ميّت و مِحتاجْ . !

وإنْ الثُواني مَاتعدي سَريعه

وإني عِجزتْ ألقى مَعْ العَالم

........ علاااجْ .."

..
..
..


 
 

 

عرض البوم صور بياض الصبح   رد مع اقتباس
قديم 02-11-11, 01:34 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة جمال ليلاس وملكة سحر الخواطر



البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 183892
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: بياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالق
نقاط التقييم: 2930

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بياض الصبح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بياض الصبح المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 








اللذة الثامنة




همست لصديقتها بأنفاس مبهورة

../ وش السواة ؟

فأقترن قولها بفعَل الأخرى التي جذبتها بقوة نحو طريق

جانبي ضيق لا يكفي سوى لشخصين

و أخذن في الجري بسرعة شديدة فما رأينه منذ دقائق

جعَل قلوبهم تذوب في قعر الخوف

لا يعَلمن كم من الوقت قد مضى حتى توقفت " سلمى " وهي تشهَق بقوة

../ بس بس بس .. نشوى خلاآآآص .. ماااعاد فيني حيل

توقفت نشوى على بعد خطوات من أمامها

../ أيوة .. وأنا تعبت كمان.. تعالي ندّور لنا مكان أحسن من هنا

مشين ببطء خلف بعضهن ..

إحداهن غطّاها التعب وأخذت تسحب كيسيّ الأدوية خلفها سحباً

بينما تحَركت الأخرى أمامها بدا التعب جلياً على ملامحها هي أيضاً

لكَن العَزم الذي غشّى عينيها وهي تبحَث عن موقع يحتضَنهم لحين قدوم المساعدة

برقَت عينا الأخيرة وهي تتوقف أمام سور صغير لمنزل من طابق واحد وهي تقول

../ خلاص هذا المكان مناسب ..

توقفت خلفها سلمى وهي تنظَر نحوها بخوف

../ هنا أحسن مكان إلين ما نلاقي تليفون يوصَلنا بالدكتور

طرقتا الباب الحديدي لكَن لا جواب

../ شكَله مافيه أحد ..!



لكَن صوت مرتفع بدا كهدير مروحيّة فوقهم

جَعل " سلمى " تلتصَق ب " نشوى" وهي تصَرخ

../ نشوي أدخلي بسرعة .. بيشوفونا لو بقينا كذا

أرخت نشوى ذراعها وهي تفتح الباب بسرعة

اقتحمتا الفناء الصغير و أسرعتا نحو مخزن غير مكتمل الإنشاء

جال نظَرهن في المكان ثم ألقَت كُل منهم جسَدها في زاوية فوق أكوام من الرمال

بدت نشوى متحمسة و هي تفتش في جيوبها عن شيء ما

بينما ضمت سلمى ركبتيها لصدرها وهي تزفّر بقوة

فمقدار ذلك الخوف الذي تلقته الليلة أكبر من أن تتحمل

أستنزف كُل مشاعرها

همست وهي تمسح جبينها الذي أخذ يتصبب عرقاً

../ نشوى ما لاحظتي زيي إن الشارع ما مر فيه أحد طوال ما كنا نمشي

ضَحكت نشوى ضَحكة قصيرة متوترة وهي تجيبها

../ هههه .. ايوة دا وقت ممنوع التجوال فيه ..

صرخت سلمى بصَدمة

../ وآآآآآآه .. أحلفي ؟

اتسعت ابتسامة سلمى الباهتة وهي تكمل سريعاً

../ ولله ..!

تلك الابتسامة واتساعها لم يفوتا سلمى مطلقاً

شعرت بقَلبها يرتجف داخلها بقوة

وهو الذي لم يهدأ منذ ساعات الفجر الأولى

بهدوء سألتها

../ سلمى .. إنتي مخبية عني شيء ؟

ازدردت الأخرى ريقها وهي تومئ بإستسلام

../ بصراحة .. رقم الدكتور فيصل ضاع مني

ارتسم الأنفعال على وجهها بقوة وهي تصرخ ب

../ ما شاء الله .. و ليش يعطيك ر..

تماسكت و غيّرت ما كانت تنوي قوله سريعاً

../ معاكِ جوال ..؟

هزّت رأسها بالنفي و هي ترخي عينيها نحو الأرضَ

وعلى وجهها مسحَة ندم

ابتسمت سلمى وهي تحاول أن تهدئ من روحها

../ خلاص أجل كيف ب تكلمينه ..!

../ بنطلب من أحد تلفون يوصَلنا بيه

../ من ميـن يعني ؟

../ معرفش .. بس إنتي أصبري يمكن يجي أحد هنا

كانت كلمتها بمثابة النبوءة التي تحققت سريعاً فبمجرد أن أنهتها

حتى صَدر صوت أشبه بالطقطة داخل المنزل بجوارهم

تحركت سلمى سريعاً أقتربت من نشوى وهي تقول

../ سمعتي

../ آه

../ يمكن أهل البيت مو ..؟

../ أيوة

../ شكَله أحد خرج الحوش

../ لحظة أشوف

أحنت رأسها حتى كاد أن يلامس الأرض ثم نظرة من فجوة الباب

تراجعت سريعاً وهي تقول بهمس

../ أيوة .. دا راجل ..!

ضَغطت سلمى بأصابعها ع شفتيها كي تمنع تنفسّها المرتفع أن يفضَحهما

مّر الكثير من الوقت ..

لكَن أصوات عالية تحمل كلمات عربية بلكنة فلسطينية

جعل سلمى تنهض وهي تحاول أن تبدو أكثر شجاعة

../ خلاص قومي أظن خلّص منع التجوال ..!

وبالفعَل بدا وكأن الشارع قد أمتلئ فجأة

فتعَلقت عينا سلمى من خلال الباب ع رائح والغادي

وهي تلكز نشوى بكوعها

../نشوى .. قومي شوفي

نهَضت الأخرى على إثرها تأملت المنظَر لدقائق بعدها احتضنتها بقوة

../ يسسسس الحمدلله .. يلا نمشي

هزّت رأسها بالإيجاب ثم دخَلتا وحملتا أغراضهن

وخرجتا

فتمتمت لـ " نشوى " :

../ وش رايك نسأل صاحب هالبيت إذا عندهم تليفون ..؟

../ أوكيه أحسن برضو ..!

اقتربت سلمى من الباب وراحت تطرقه بهدوء

دقائق فتح بعدها صبي صغير الباب

فسألته :

../ نادِ لي ماما ..!

وعندما همّ ليجاوبها سألته نشوى فوراً

../ باباك موجود .. ؟

فهزّ رأسه بالإيجاب وأسرع إلي الداخل

بينما قالت نشوى لسلمى بتهكم

../ تنادي أمو ليه .. هههه ولا تحسبي نفسك في السعودية

مطّت شفتيها وهي ترد بسخرية

.. / لا تتمسخرين .. فاضَية وحدة

ظهر والد الصبي رجل عجوز أبعد الباب وهو يدعوهن للدخول

دخَلن وسلمى تمسك بيد نشوى بقوة

سألته نشوى

../ السلام عليكم

../ وعليكم السلام

../ يا عم نحنا ممرضتين .. بس توهنا و نبغى تليفون عندكم ..!

حّرك رأسها بالإيجاب وهو ينحني ويطَلب من أبنه أن يلبي طلبهم

تأملت سلمى مظَهره

ثيابه الرثَة

عيناه التي رغم عماهـ قد اعتلاها حُزن سديمي غريب

أحضر الصغير الهاتف وناوله لسلمى الأقرب منه

فأخذته نشوى بدأت تعصر ذهنها لتتذكر الرقم

../ عسى ناسيته بعد ؟

../ لا أصلو أنا جلست أحفظو طول الطريق لهنا .. أصبري عليّا شوية

../ عجّلي ..عجّلي

ضَغطت ع الأرقام ثم ألصقت الهاتف بإذنها

لكن " الرقم " خطأ

حاولن لمدة طويلة لكَن بلا نتيجَة

شعرت " سلمى " بالدموع تجتمع في عينيها

وكأنها ضاعت وسط بلد لا تعرفها

وبعيدة عن كُل ما ينتمي إليها

نطَق العجوز أخيراً

../ إنتوا ضايعين عن شو بالزبط ؟

تنهَدت سلمى وهي تجيبه بضَعف

.../ تصدق إني مدري

../ شوووو

لتلكزها نشوى بقوة وهي تجيبه بصوت مرتفع

../ عن المستشفى

فهزّ الرجل رأسه وهو يقول

../ مافي مستشفى هون يا بنتي .. بس موجود مركز صحي يمكن هوّا إلي ضعتو عنو

حّركت نشوى رأسها بحماس

../ آه .. هّوا دا بتعرف فينو ؟

أمَر الرجل أبنه أن يقودهن إلى هُناك

بينما سيطر اليأس كُلياً ع سلمى

التي أخذت تلحق بنشوى المسرعة أمامها

../ أُفيييين .. نشوى لا تجري .. شوي شوي

فأجابتها الأخرى وهي تتابع هرولة

.../ لأ .. أنا خايفة الواد يضيع ..

كانت تجري خلفهم بجسَدها لكَن عقلها وقلبها

يتأمل تفاصيل الحياة من حولها

فوق كُل ذلك الركام حيث يعيشون هُم ..

ضحكاتهم .. وكلامهم

حتى شيبانهم حيث يتحلقون عند باب مقهى متهالك

وكأنهم يتجاوزون الظروف .. ليكونو كغيرهم

عند هذه النقطَة إنحرف تفكيرها

عندما تناهى إلي سمعها صوت نشوى المتعَب

../ وأخيراً .. وصَلنا .. دا الدكتور فيصل

تأملت النقطَة التي كانت تنظَر لها

عند منتصَف الطريق وعلى الجادة المقابلة لهم

وقف طبيبهم المسؤول عنهم

وهو ممسك بهاتف وبدت حركات يده وتعابير وجهه

كمن يصَرخ ,

بدا غاضَب جداً ..

أزدردت ريقها وهي تقطَع الطريق نحوه

مُباشَرة

*




فتحت عينيها ببطء شديد

ثم جلست على السرير بسَرعة

جالت عينيها في الغرفة وكأنها تبحث عن شيء ما

بعدها قفزت نحو الحمام غسَلت وجهها

تذكَرت أنها لم تُصَل فصلت سريعا ثم ألتقط شال أبيض

وهبطت درجات السلم قفزاً

وهي تردد همساً

.../ وينها ... وينها .. وينها

ولأن عقلها بدأ مشوشاً للغاية

خرجت نحو باب الفيلا ونظَرت في الساحة الكبيرة

لم يكَن أحد هناك سوا " منذر " يقف بجوار منزله

تحركت عائدة للداخل وهي تضَغط على رأسها لتوازن أفكَارها

فأسرعت نحو غرفة جدتها .. وعندها بدأت خطواتها

تتباطأ شيئاً فشيئاً

ثم أرهفت سمعها



,

كانت صوت بكائها أشبه بالنحيب وهي تغوص بين ذراعي جدتها

تبكَي بهَم مُفرط وجسَد عمّتها يمسح على ظهرها

في محاولة منها ل إبقائها متماسكَة أكثر من ذلك ..

لم يكَن أي من الأطراف يتحدث ..

لكَن عيني عمّيها الذين راحا يلتهمانها بتفكَير عميق

لا أحد منهم يبدو وأنه أشفق عليها

فأفكارهم إن ظهرت

ستبدو بعيدة كُل البعد عن ذلك

أشاحت الجدة بعينيها وهي تقاوم الوجع الذي راح يظهر على ملامحها

../ خلاص يابنتي .. يعني بتقتلين نفسَك من البكا

لتشَهق هي بقوة من بين دموعها

../ بس أنا أخطيت في حقكم

فصححت لها عمّتها

../ تقصَديـن في حق نفسك .. هديل حنّا عارفين إنك تعذبتي وأخذت جزاء كل من يسوي سواتك ..

رفعت عينيها وهي تمسك بيد جدتها بين يديها

../ يمّه .. راضية عنّي ..!

هُنـآ سقطَت دموعها

وهي التي أرادت من نفسها أن تبدو أكثر مقاومة أمام

فلذة كبدها التي أنجبها إبنها ..

ربّتها وأحسَنت تربيتها لكّنها تمردت على الكل

عند أول صَدمة واجهتها

صمتت لدقائق طويلة مّرت

رفعَت شالها و أزاحت دموعها عن وجنتيها المجعدتين

وعيناها تنظَر لملامح أبنيها

الذين راحا يرمقانها بقَوة وكأنهم يطالبانها

بعدم فعَل ذلك

فقالت بحنان وهي تحاول أن تحتضَنها

.../ الله يتوب على عبده لـ أخطأ ثم ندم وتاب وأستغفر .. وش وله الصياح هذا كله اللحين وأنا أمك ..

فزمجر العم مُباشرةً بعد إنهائها قولها

../ يمّه حنا ما عندنا بنات وسخات يعيشون منعمين مكرمين مثلهم مثل الطاهرات العفيفات .. وهالبنت لاحقتها العيبَة .. وطَت روسنا قدام الخلق .. وخّلتنا نتحاشى الأوادم والناس بسبّتها

لكَن الأخر ألتزم الصمت ولم يعقَب

اعتدلت هديل في جلستها

بينما نظَرت الأم لإبنها وهي تقول بهدوء

../ وإنت من إلي قالك إني بخليك تصرف عليها ولا تعيشها في خيرك .. ولا من متى وأنا كلمتي تنكَسر يا محسن

عندما قالت كلمتها الأخيرة عَلم هو لأي مدى أغضَب

والدته الصعب إرضاءها

لكَن شيء أشبه بعناد وقهر غطَى كيانه

فهمهم بقوله

../ إنتي على العين والراس .. و الملامة لاحقتها يمّه .. و منقود إنك تساوينها بالأحسَن منها .. وهي إلي خرجت عن أوامر دينها و راحت ورا كبيرة من الكبائر

فقاطعَته هديل وهي مذهولة مما يقوله بقسوة

../ بس

فقاطعتها جدّتها

../ جب .. ولا كلمة يا ولد .. ولا لك شور عليّ وعليها ولا كلمة .. لكَن شكَراً يا ولد بطني على أخلاقك ما قصَرت .. و اللحين فارق أبغى أناام

نهض وتوجهه للخارج بسرعة

وخطواته تنبض غضباَ

ولكَن قبل أن يصَل للخارج

ظهَر جسَد أمام فتحَة الباب

لتلتقط أعينهم

كُل الذهول التي ارتسم في وجهها وانفراج شفتيها

ومن ثم اختفائها فوراً




يامن عدا ثم أعتدا ثم اقترف


ثم أنتهى ثم أرعوى ثم أعترف


ابشر بقول الله في آياته


إن ينتهوا يغفر لهم ماقد سلف




الحلم ماهو مستحيل مدام تحقيقه ..[ مُباح ]

والليل لو صار طويل ’ أكيد من بعده .. / صباح


..
..
..

 
 

 

عرض البوم صور بياض الصبح   رد مع اقتباس
قديم 02-11-11, 01:41 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة جمال ليلاس وملكة سحر الخواطر



البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 183892
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: بياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالق
نقاط التقييم: 2930

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بياض الصبح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بياض الصبح المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 



اللذة التاسعة



رفع رأسه وهو يتأمل ملامح وجهه بحدَة

قد لا يدرك فعلياً مقدار ذلك الحقَد الذي أشتعَل في صَدره بغتة

لكَن قبضَته التي تكورت وهي تضَرب فكّه السفلي

ليرتد الأخر إلى الخلف بضع مترات

لمس موقع الضَربة بالقرب من شفتيه

وهو يقول

.../ لاء لاء لاء ما تفقنا على كذا يالصقر

رفع الأول سبابته في وجهه وهو يقول

../ اسمع .. علمن يوصَلك و يتعداك للحثالة إلي جايبهم معك إن جاني خبر .. ولا مجرد إشاعة عن هباب جديد مسوينه هنا لا أوصَلكم لسابع سجن .. تفهَم ولا لا ؟

تأمله الأخر ببرود شديد رغم ذلك الدم الذي شق

طريقة نحو ذقَنه ..

../ وويـن تبينا نروح .. ؟ أحسن مكان لنا هنا ..؟

ثم مالت شفتيها بإبتسامة

../ وإنت وآحد منّـآ .. ولا نسيت

اقتربت من صقر أكثر بينما أغمض الأخر عينيه بقوة

علَم لأي مدى أستفزّه .. وربما ظنّ أنه قد يضرب حتى الموت حالاً

ثم فتَح عينيه ببطء وهو يراقب

رحيله الغاضَب من المكان

لا ينكَر أنه يخشاه وبشَدة

لكَن بذور خطَة جديدة راحت

تداعب رأسه الأسود

جعَلت ابتسامته تتسع

والدم يتدفق معها من شق في شفته حتى ذقنه

*


(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأمد فقست قلوبهم وكثيرا منهم فاسقون )


مع كُل كلمَة كانت تشهق

فتنزلق دموعها على وجنتيها

بكَت وأبكَت من حولها

بينما ارتجفت قلوبهم لهذه الآية العظيمة .. و هذا الخطاب الإلهي القوي

تحللت من صلاتها ثم غطّت وجهها براحتيها تستعيد أنفاسها المتقطَعة ..

انحنت نور وهي تهمس لها في أذنها

../ الله يوفقــك .. والله بيوحشنا هالصوت العذب

رفعَت رأسها وهي تتأمل وجهه صديقتها المحمر بإمتنان و ود عميقين

معرفتها بنور رغم قصَر عُمرها

كانت أعمق وأصدق من كُل صداقة

كونتها قبلاً

نهضَت بعد أن فرغت من أداء تلك العادةالتي يقمن بها في السجَن

فأي فتاة يفرج عنها وجب أن تصَلي بالفتيات

حتى تزرع في داخلهن أمل بأن نهاية هذه الغربة قريبة

بتوبَة صادقَة

و روح نقية من الدنَس

كـ قربها من روحها الآن

خرجت ويلحقن بها الكثير من الفتيات

وقفن في منتصف الساحة وهي تسلم على هذه وتحتضنها تلك

وتراقبها أعين آخرين من زوايا بعيدة

متلهفين

أو ربما متخيلين

ما شكَلهم حينما يكونوا مكانها

لكَزت نوير صبا

../ شوفي شكَلهم جوا يطلعونك ..؟

ألتفتت نحوهم ثم انسلَت من بين البنات

تتبعها نويّر , التي احتضنتها بحرارة وهي تنتحب على كتفها

ابتسمت صبا بحزن

../ إيه وينها القّوية اللحين

قاومت دموعها وهي تجيبها بهمس شاحب

../ والله يا صبا إني موب قويّة .. و إلي تشوفينه نفاق

اتسعت ابتسامة الأخرى

فلأول مرة تتحدث نوير عن نفسها ببساطَة

احتضنتها هي مجدداً

وهي تربت ع كتفها وتهمس في أذنها بصوت ضعيف

../ لا تخافيـن ترا السالفة بسيطة .. بس علقّي قلبك بالله .. هو إلي بيفرجها

,




../ يالله يا بنت المديرة تبيك .. بسرعة

نظَرت نحو مجموعة الحارسات التي أحاطتها

وهي تتأمل جموع البنات على بعد خطوات منهم

ثم قالت بإصرار

../ وينها نور ... ؟

أمسكتها إحداهن من عضَدها وبدأت في سحبها بخفة

فاستدارت معهم

ثم تجاوزت قسم السجن من بوابة صغيرة محاطَة

بأقفال وسلاسل من حديد

وأغلقت الأبواب خلفها

لتنزلق دمعَة يتيمة على حياة

صارت ذكرى منذ الآن

,


أبقوها في غرفة صغيرة مخصصة للإنتظار

جلست تتأمل نقوش الحائط نظافة المكان

الرائحَة الذكيّة

لم تكُن تدري كم من الوقت قد مّر

حين

فُتح الباب ودلفت ميسون وهي تقول بسعادَة

.../ يالله صبا .. المديرة تبيك .. بعد ما تخلصين منها كذا ربع ساعة ونمشي

تسارعت ضربات قلبها

أمسكت بـصدرها وهي تحاول أن تزيح ذلك الألم

الذي راح يجتاح فؤادها

اتجهت خلف ميسون نحو المكتب

دَلفت إلى هناك

حيث غرفة غارقة في الفخامَة

يتوسطَها مكتب كبير جلست خلفه سيدة متقدَمة في العمر

وبجوارها أخرى شعرت وكأنها قد رأتها قبلاً

.../ السلام عليكم ..!

صافحتهم وجلست أمامهم

ثم أرخت عيناها إلى الأرض

فقالت ميسون بحيوية

../ صبا .. هاذي الأستاذة صالحة المديرة .. وهذي الأستاذة مها المسؤولة عن أسر المسجونين و المفرج عنهم

رفعت بصرها نحو الأخيرة

وتذكَرت أيـن رأتها

ثم ابتسمت لها بخفَة فبادلتها الأخرى الابتسامة

وهي تقول

.../ الحمد لله على سلامتك ..ونحنا جبناكِ اليوم هنا عشان نقولك خبر إن شاء الله يفرحك ..

ثم نظَرت نحو المديرة التي أكملت بهدوء و رزانة

../ سمعنا عن سيرتك في السجَن وعن الأعمال إلي سويتيها لكثير من البنات هنا .. وحاجات كثيرة مختصَرها نحنا نبارك لك جهودك .. و بنعطيكِ شهادة حُسن سيرة وسلوك مختومَة مننا تقدري تسجّلي فيها بأي مكان خاصَة لو حابة تشتغلي او حتى تكملي دراستك

رآح قلبها يحّلق كعصفور سعيدَ

وشفتها تخذلها في رسم إبتسامة أكبر

وهي تقول بهمس صادق

../ الله يعطيكم العافية ..

ابتسمت المديرة ببساطَة لجملتها وهي تجيب

../ الله يعافيكِ ويهدكِ .. وإن شاء الله ما نشوفك هنا ثاني إلا إذا تبين تشتغلين عندنا

علَت ضحكاتهَن عداها

فقد أكتفت بالإبتسام لهٌن ثم

طَلبت منها المسؤولة إخبارها بعنوان المنزل الذي ستقطن فيه

بعد خروجها

لسؤال عنها كُل شهر


،


دقائق بعدها أصبَحت في نفس الحجرة

حين تركتها ميسون لتستعد للذهاب

لم يكُن خبر " الشهادة " مُفرحاً لها لذلك الحد

بل راح صوت كالصفير يزعق في أذنها

وقلبها يرتجف في جوفها بشدة

تبدو ميسون في قمّة السعادَة

أم أنها ستجد الطريق هادئاً سالكاً حتى حجرتها

قطَع عليها دخول سيدَة قصيرة ممتلئَة الجسم

وهي تقول بصَوت جهوري

../ يالله تحَركي سيارتك برا

اتجهت نحوها و هي تشعَر أنها تكاد تسقط على وجهها

من شَدة خوفها

قادتها نحو الخارج لكَن توقف صَبا جعلها تلتفت

نحوها

../ أمشَي يالله

همست صبا التي التفتت للخلف وهي تتحرك بتلقائية

نحو مكتب ميسون

../ أصبري ميسون بتجي معي

سألتها بإستغراب

../ مين بيروح معك ؟

تأملتها لبرهة تنهَدت بعدها وهي تلحق بها

أمسكتها من ذراعها

وشدّتها نحو الخارج

../ يـآ بنتي تعالي الله يهديـك .. محد بيروح معك السيارة تنتظرك بلحالك ..

ولأن خوفها كان كأنه بمثابة القائد لها

لحقت بها كهلام

تاركَة خلفها بقايا خُوفها

وشيء أشبَه بالذكرى

و جمود لم تستوعب فيه وضعها

إلا حينما ألقي بها في الخارج

و دوى صوت الباب الحديد الكبير خلفها

مشهَد الشارع المظلم أمامها

وهواء راح يحّرك حجابها

كما يلعب بدقات قلبها

سيارة سوداء تقف على جانب الطريق

ترّجل منها رجَل أقترب منها مسرعاً

فتراجعت إلى الوراء

أحاط ذراعَهُ كتفها وتحرك بها

ألقاها داخل السيارة وأغلق الباب بجوارها

التي تحركت قبل حتى أن يغلق الأول بابه

مشهَد راح عقلها يسجّله ببطء

ليستوعب ما يحدث جيداً

وأخر ما التقطته عيناها

عيناهـ هو

تنظر إليها


*


سكينَه غشَت روحها شيئاً فشيئاً

حتى غطّت كيانها وابتسامة رضى كاملة

رسمتها على وجهها

أغلقت المصحف وطوت محرابها

وأقتربت من أسباب سعادتها

التي حّركت يداها وعيناها من داخل سريرها

حملتها و راحت تداعبها لوقت

لا تعَلم يقيناً كم الوقت قضَته هُنـا

لكّنها تخاله دهراً أبَى أن ينقضي

صوت من الخوف كالصرير دالخلها

ولا كنها تتجاهله بقَوة

رغم يقينها أن هذه اللعبة ستنكشف يوماً ما حتماً

وكأن هذا اليوم يقترب

أو ربما هذا ما تشعر به فقط حتى

تلك اللحظة التي سبقت دخول القوي

.../ دعااااااااء .. زوجك تحت

منظَر أختها جعَل تلك الابتسامة التي لم تغادرها تتسع

لتتحول لضحكَة صغيرة

ما لبثت بعدها ان قالت بود

../ هههه وش فيك منفجعَة كذا .. شوي ونازلة

فبادرتها الأخرى وهي تشير بسبابتها محذرة

../ دعاء .. ترا علي معاه في المجلس وأمي اللحين رايحة له

فحّركت كتفيها وهي تقول ببراءة

../ طيب ..!

زفرت بقوة و هي تقترب نحوها

تكّلمت مشَددة على كُل حرف

../ دعااء .. السالفة جد .. الكل حارق أعصابه و إنتي ولا كأنه في شيء .. علي معاه بالمجلس وأمي بتجي اللحين بيأخذ زبدة الكلام إلي جاي عشانه .. و طالب يشوفك ..فخليكِ ثقل

ابتسمت لها وهي تربت على يدها

.../ لا تخافي .. أختك اقوى من إلي تشوفونه .. بس خلوا كل شيء بيدي .. و بيصير خير إن شاء الله

ملامح وجهها

عينيها

ابتسامتها حتى راحتها التي مسحت على راحتيها

جعَلت شيء أشبه بالصخَرة أُزيحت عن خاطرها

وهي تهمس لها بصَدق

../ أجل روحي الله يريحك

قد نكون قد شعرنا بالفواق أحياناً كثيرة

و أي إحساس ذلك الذي يعطينا إياه

شيء أشبه بقنبلة تنفجَر ثم ترحل دون أن تألمك

وبمجرد أن تتنفس تعاودك الكّرة من جديد

و لاكأنه ألم أراد أن يؤلمك لكَنه يرحل دون أن يفعَل ذلك

على أمل أنه سيعود من جديد ليؤلمك

ولن يفعَل ...

,



تضارب مشاعرها كان سيد كُل شيء ينبض في داخلها

نزلت وهي تحمل طفلتها أو جزء أقتطَعته من روحها

و خلفها أبنها الذي حمل سرير أخته الصغير

فقط من أجل المظهَر البطولي الذي سيظهر به أمام والده

سَارت نحو المجلس مباشرة

وعيناها تنظَر نحو بابه الموارب

لأن أي فعَل سيحدث من حولها

كفيل بأن يعيدها لنقطَة البداية

أقتربت حتى أصبحَت في موضع يمكّن الجالس بالداخل أن ينتبه لوجودها

لكَـن صوت والدتها التي تكَلم بثقة قاطعة

../ بنتنا و منّا عايفينها .. ويشرون رضاها ألف رجّال وإنت يا ولد عمّها روح و استانس مع إلي أختارها قلبك .. وخلّص بنتنا ..

فدخَلت للمكان وهي تهمس بهدوء

../ أمي لاء ..



ثم ماذا بعد ؟


*


تحَركت بلا هُدى في المكان وهي تحتضَن هاتفها المحمول بقوة

كّررت إتصالها لكَن أختها لا تجيب

يجب أن تتحرك

أي طريق عليها أن تسَلك

تجهَل المكان بما يحويه

ولم تفكَر إنها ستقع في مأزق من هذا النوع أبداً

ربما أحلامها كعقلها صغيرة لا تطير لما قد تحمله الأيام

تحَركت لوقت وعيناها تلتهم الملامح

علّها ترى شخص تعرفه وتسأله ليرشدها

بعدها إهتز هاتفها في يدها

فألصَقته بإذنها سريعاً وهي تتكلم بغضَب

../ ويـــنك ..؟ ليش ما ترديـن

../ شوي شوي كُنت بمحاضَرة وخرجت منها أكلمك .. وش تبين

تابعت بصَوت مخنوق

../ مدري ويـن مبنى " ز " ..؟ أصلاً مدري انـآ ويني فيه ؟زفرت الأخرى وهي تعود لتستأذن الدكتورة للذهاب

وثم انطلقت لنحو أختها لترشدَها

دقائق وأصبحـآ أمام مبنى " ز "

قالت أثنائها " " :

../ والله لو نور هنا كُنت ما حتجت لوجهك

آلمت الأخرى العبارة ليس لأنها شتمتها

بل لأنها تحمل إسم إختها

وكأنها تذكرها بأن هذا المكان

سيدَة نور

رحلت بهدوء وتركتها

تتأمل المبنى الشبه متهالك بصمت

ثم زفرت وهي تهمس ب

../
كانت أحلامنا مثل بعض .. تعالي يا نور شوفيني دخلت نفس قسمك تماماً حينما نود أن نسأل الراحِلُون قَبلنَـآ

أيْ طَريقْ يجبْ أن نَسَلُك

فلا تأتي الإجابَة

ونظَل نردد بإصرار كالمجانين عند مُفترق طرق

أي طريق ؟

أي طــريق ؟

ونظَل هُناك بلا إجابَة


بقلوبٍ صغيرةٍ خبَّأناها في الجيوبِ


كعُلَبِ سجائر مجهولةٍ لآبائنا


بخطواتٍ متهدِّجةٍ


أنهكتْها الرطوبةُ في أصواتِهِمْ


بالمسافةِ حينًا


وحينًا بالسعال


نزحنا


من وهمٍ إلى آخر


.جذوعًا تركلُ تشوُّهاتِها في غبارٍ*


*سوزان






لو إن الحُزن إنسان

ما وفاله من بناته أحدْ

............[ إلا أنا ]




..
..
..

 
 

 

عرض البوم صور بياض الصبح   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة حمام الحجاز, لتحميل الرواية ص 8, ليلاس, الأمل, الجمال, الحجاز, القسم العام للقصص و الروايات, سجينات, عندما نستلذ الألم كاملة, فصه مكتملة, نستلذ, ضحية مجتمع
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:15 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية