كاتب الموضوع :
أنس إسلام
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
كان الرجل محقا اما بالنسبة للذكاء فعيناه اليقظتان تتقدان ذكاء
- اتهددني \
- لو كنت اهددك لعلمت هذا
- لا اري تهديدا بل تباهيا
- خافت عندما رأت عينيه الثاقبتين تلمعان ببريق الاهتمام كان السبيل الوحيد لنجاتهاان يعتبرها غير مؤذية وغبية قليلا ورغم اقتناعها بهذا عجزت عن ردع نفسها عن القول
- - عادة ادع مجالا لشك قبل ان احكم علي الاشخاص ولكن الان وفي ظل هذه الظروف لا مجال للشك ابدا انت قاطع طرق شرير نعم علي ان التزم الصمت ولكن حين اكون متوترة اثرثر بدون توقف .......انا دائما افعل هذا
- قاطعها بهدوء لا اعتقد انك متوترة اظن انك تخفين وراء براءة هاتين العينين الواسعتين صلابة وقوة هل اتفقت مع غوانزاليس علي اللقاء هنا ام لعله ارسلك ال يهنا لاحضارله غرض ما ايعلم اننا علمنا بامره حسنا
- لن تستفيد شيئا اذا ما تذاكيت
رات بريق استغراب يظهر علي ملامحه القاسية وتسائلت ان كانت جريئة ام غبية لتجرؤ علي تحديه بهذه الطريقة في لاواقع انها عاجزة عن ضبط لسانها ففي هذا الرجل امر غريب يجعلها ترغب في انتقاده بقسوة ورد بنغمة انزعاج قاسية
- انا لا اتذاكي
ابتسمت غير مصدقة فسمعت صرير اسنانه ثم قالت
- لن يفيدك ذلك بشيئ لانني اجهل تماما ما تتحدث عنه
وهزت راسها بقوة فانزلقت القبعة عن راسها
ارتفع احد حاجبيه عندما انسدل شعرها الاشقر علي كتفيها وانقبضت معدتها حين رات عينيه الزرقاوان تتاملان جسمها بحدة
غط ت كايت شعرها بيدها وبعد ان ادركت ان ما فعلته غير ضروري اسقطت يديها وادركت ان شعرا اسود قد علق في قبضتها
وبحركة تلقائية فتحت اصابعها كي تزيل الشعر عنها لم يكن من الحكمة تذكير شخص عنيف مثله باللحظة المؤلمة التي اقتلعت فيها خصلة من شعره الحريري الكثيف شعرت باصابع يده اترتعش وهي تستعيد ذكري لمس شعره وفكرت بما ان شعره كثيف هكذا فهو لن يتضرر كثير ا بسبب اقتلاعي بضع شعرات من راسه
وانهال عليها بوابل من الاسئلة بدون ان يحيد نظرته الثاقبة عن وجهها ولو لحظة
- لعلك تعرفين انه ليس في المنزل ......لعلك تقومين بهذه العملية بمفردك اكنت تستغلين غيابه لتأخذين شيئا ما سيرج ما تراها كانت ستأخذ من الجارور
كان الوضع مخيفا وكان يبدو ان الرجل ثابت علي موقفه وان مياها مثلجة تجري في عروقه
اعترفت كايت بانزعاج فيما الرجل الصامت الضخم يتجه بخ\طي سريعة نحو الخازنة
- صحيح انني لم احضر لهنا صدفة
خافت كايت فراح قلبها ينبض بسرعة وهذا شعور طبيعي يتملك حتي الاشخاص الاكثر هدوءا في ظروف مماثلة ادركت كايت ان الخوف لم يكن الا جزءا من الموضوع اذ ثمة شيئ اخر يثير اضطرابها فسبب انهيار اعصابها الوشيك هو ذلك الرجل حدقت بغضب الي ذلك الوجه الغريب الساخر فاعتصر الالم معدتها
كان الرجل جذابا بشكل لا يصدق الا ان الوقت ليس ملائما كي تحلل رد فعلها علي مستجوبها البارد الاعصاب اذ عليها ان تركز وتفكر بوضوح
التفكير بوضوح ليس امرا يسهل القيا م به اذا راودك شعور مزعج ومكدر اتري سوزي ليست الفرد الوحيد من عائلة انردسون الذي يجتذبه الخطر خاصة اذا كان مصدره رجلا وسيما كهذا ......اه يا الهي كم انا سطحية من الان فصاعدا لن ترضي بمظهرها المثير للشفقة هذا ما قررته كايت وقد تملكها شعور عظيم بالذل
- عدت لاسترجع شيئا لا يخص السيد غوانز اليس انما ....... يخصني
حاولت ابقاء صوتها هادئا الا انها عجزت عن عدم النظر بعصبية الي الرجل الذي يبحث في الجارور بعد ان رمي محتوياته كلها علي الارض
تصببت كايت عرقا بسبب الخوف و حرارة الغرفة فالتصق قميصها الرقيق بظهرها وتدحرجت حبات العرق من جبينها الي خديها رطبت شفتيها باضطراب فيما ادركت ان العينين الزرقاوين تخترقا ن عقلها
لقد راقبت مرارا تصرفات المذنبين وايقنت ان علامات الذنب تبدو واضحة عليها
- اعتقد انها كانت تمسك بهذا يا خافيار
لم تستطع كايت منع نفسها من الاندفاع بقوة نحو مغلف الصور الذي كان الرجلان يتبدلانه وصرخت
- انها لي
قاومت للحظات الاصابع الفولاذية التي اطبقت بقسوة علي خصرها قبل ان تنزل اصابعها المتيبسة وظهرت دموع الالم والاحباط في عينيها وهي تحدق باحتقار الي مضطهدها
- لايحق لك
واختفي صوتها عندما رات خافيار يفتح المغلف المقفل باحكام وراقبته وقد تملكها الذعر وهو يسحب صورة من المغلف ويحملها عاليا
احمر وجه كايت حين راح ينقل نظراته الفاحصة بين الصورة التي بين يديه وبينها الي ان اعاد الصورة الي المغلف مجددا ثم حمل مجموعة من الصور السلبية ورفعها نحو الضوء فاتسع انفه وارتجفت شفتاه بنفور وهو يلقي نظرة خاطفة علي الصور
طرح الرجل الاخر سؤالا بالاسبانية فرد عليه باللغة نفسها وضحكا
شدت كايت قبضتها وصرت اسنانها وقد تمرد كل شعور انساني فيها لفكرة ان هذين الرجلين يسخران من سوزي
-
|