كاتب الموضوع :
أنس إسلام
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
11- مائة عام
الفصل الاخير
مر مدير المكتب بطاولتها وهنأها شخصيا علي نجاحها في قضية بنتون ابتسمت كايت مرغمة وهي تستمع الي مديحه لشخصيتها الفذة وذكائها اللذان جعلاها عضوا مهما في الفريق
سال رفيقها فيما عاد الرجل العجوز الي طاولته "هل احضر لك كاس شراب اخر
ورفعركاس العصير ليشرب نخب كايت وقد عجز عن اخفاء الغيرة البادية في صوته
- من هي الفتاة الذكية اذا انها تلميذة استاذها
- لقد بالغ قليلا في ما قاله اظن يحب المبالغة
ابتسمت تتجاهل ما حدث فهي تدرك ان طبيعة ايان التنافسية تنزعج من نجاحاتها المتكررة
في الواقع احست انها مخادعة عندما تلقت المديح اذ لم يكن انكبابها علي العمل تفانيا او رغبة في التالق بل مجرد حاجة لملأ وقتها وشغل نفسها
في الواقع كان وصولها الي المكتب قبل الاخرين ومغادرتها بعدهم وسيلة كيلا تجد وقتا للتفكير لكن مهما كانت شديدة الارهاق كان خافيار يتسلل الي افكارها ليشغلها في كل لحظة كانت اتفه الامور تذكرها به لم تلاحظ من قبل عدد الرجال طويلي القامة في لندن اما اللهجة الاسبانية فكانت تسمعها كلما صعدت في الباص او القطار لكن ما من شخص يملك اللكنة الخاصة التي يتميز بها خافيار
حين عادت احدي السكرتيرات في المكتب من عطلة قضتها في مايوركا وراحت تقص اخبار عطلتها اختفت كايت نصف ساعة في الحمام تحاول استعادت رابطة جاشها اما في الليل فساءت الامور اكثر اذ عادوتها الذكري وقضت ليلتها تتقلب في الفراش بدون ان يغمض لها جفن
لحسن الحظ لم يلحظ احد احمرار عينيها في ذلك اليوم كما ان احدا لم يلاحظ انها عادت من مايوركا شخصا مختلفا كانت كايت متاكدة من ان التغيرات التي طرات علي شخصيتها تظهر في وجهها لكن الشيئ الوحيد الذي لاحظه زملاؤها هو انها تضع العدسات اللا صقة طوال الوقت
عارضها ايان
- المسالة ليست حبه للمبالغة بل كل ما في الامر هو انه رجل متكبر ومزعج ويحب تملق الناس
بالرغم من انه رفيق مسل وغير متطلب عادة الا انه بدا اليوم مزعجا وعابسا
كان ايان محاميا شانه شان معظم الموجودين في هذه السهرة التي تقيمها شركة المحاماة والتي استمعوا فيها الي خطابات المسؤلين وقد حان الان وقت الاحتفال وايان متلهف اكثر من غيره للاحتفال قال
- لا تتصرفي هكذا كايت فانت لم تشربي شيئا طوال السهرة
نظرت ساندي التي كانت تجلس قبالة كايت اليه من دون ان تتفوه بكلمة وبالرغم من انها لم تتكلم الا ان كايت ادركت ان لساندي شكوكها الخاصة
قال مازحة " ساشرب كوب ماء شكر ا يا ايان
- اظن ان السيد سيمبسون خائف لانك مطلوبه
- ثم اضاف متشدقا " اذا فالاشاعات صحيحة وقد تلقيت عرضا من شركة هارغز فز وسانت جوان \
- وتابع بمرارة لابد من انك تلقيت دعما كبيرا لتصلي الي هذا المنصب ولابد ان والدك عرف اين يهمس باسمك
- فقال الرجل الجالس بقربه "هذا هراء كايت محامية ممتازة وانت تعرف هذا حق المعرفة
- انزعج ايا ن من كلام طوبي فرد عليه " لاتتخل فيما لا يعنيك
ارتاحت كايت حين عادت فتاتان تركتا الطاولة منذ قليل مماالهي الرجلين بدت الفتاتان متحمستان اذ صرخت تحداهما
- لن تحرزوا ابدا من راينا لتونا
- ردت كايت ساحاول ان احرز اذا اعطيتيني تلميحا :ممثلة سياسي ملك
- ليست امراة بل رجل
- من الرجال الذين يسلبون الباب النساء
- ادعت كايت انها تفكر مليا ثم تذمرت " هذا التلميح شامل جدا " وضحك الجميع
- رايناه مع هذا الوزير الذي ...انتم تعرفونه السياسي الذي كتب المسلسل
- فكر طوبي "هذا يقلل الاحتمالات جهلك بالسياسة واضح جدا يا عزيزتي
واخذ بيدها متوجها الي حلبة الرقص
والحت ساندي علي الفتاة الثانية "والان اخبرينا من هذه الشخصية التي التقيتموها اراهن انه براد بيت
- قالت كايت " يالك من متفائلة
- لا بل افضل منه بكثير اه يا الهي لا اصدق لا تنظروا الان لكني اظنه ....نعم انه ات الي هنا
قال ايان وهو يراقب طوبي يرقص منسجما مع رفيقته " ارقصي معي يا كايت
وتمتم غاضبا "هذا الاحمق معتد كثيرا بنفسه
- شكر ا يا ايان لا ارغب في ذلك
لم تشأ كايت زيادة الامور سوءا فاعتذرت مبتسمة
لكن عينيه بقيتا مركزتين علي طوبي فيما وقف عن كرسيه وقال بقوة وهو يشد علي يدها " تعالي ساجعلك ترغبين في ذلك
اصرت كايت وهي تحاول ان تبعد يدها " لا اريد ان ارقص يا ايان
- بل تريدين
- سمعت صوتا قويا وراءها " لا تريد السيدة ان ترقص معك
جمدت كايت وغاب اللون عن وجهها فيما تسارعت دقات قلبها بحيث عجزت عن التفكير
استدار ايان نحو مصدر الصوت بغضب في ظروف عادية كان ايان ليتراجع عن موقفه بعد ان يري حجم منافسه اما اليوم فاختلف الامر وهو يابي التراجع
- ما خطبك ......
لم تقترف كايت الغلطة التي ارتكبها ايان لم تنظر خلفها فهي تخشي ان يخونها جسدها بطريقة محرجة بدا صوته ورائحة عطره الذكي التي تثير فيها احاسيس غريبة مالوفين لابد ان احدهم سيلاحظ الان انها ترتجف كالورقة لم اتي به القدر الي هنا الليلة
تنفست كايت مرتجفة وقالت " دعه ايان
وقفت بصعوبة واجيرت نفسها علي الابتسام ثم استندت الي الطاولة بيدها واردفت "دعه سارقص معك
لم تنظر اليه بل حاولت ان تجمع افكارها المشتته بفعل الصدمة فكري فكري حاولت جاهدة ان تفكر لكنها عجزت عن التركيز ما عساها تفعل اتختبئ تحت الطاولة ام تهرع راكضة ويراها المحامون الموجودون في السهرة فتصبح محط سخريتهم لا بطريقة او باخري عليها ان ت درك ان الامر حقيقي وانها لا تتوهم نعم خافيار هنا شخصيا ضعفت ارادتها ولم تعد تقوي علي المقاومة فارادت بشدة ان تنظر اليه لمحته بطرف عينها واذا بمعدتها تعتصر وتؤلمها فوضعت الحذر واحترام الذات جانبا وحدقت اليه بتوق شديد
بدا تماما كما تتذكره واكثر وسامة بدا مرتاح جدا كما لو لنه في منزله محاط باصدقاءه كان يرتدي بذلة رسمية وتسائلت كايت لما صمت الجالسون الي الطاولة كلهم فجاة لعل وجوده سبب صمتهم
|