كاتب الموضوع :
dede77
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
تنحنحت وازداد تورد وجنتيها ... وفى الوقت ذاته تساءلت عما اذا كان يصعب التعامل مع كيفن تشايس فى مثل هذا المزاج اكثر مما يصعب وهو غاضب ، وجدت انها تتمنى لو تفهمه بشكل افضل ، اذ يبدو لها ان من الافضل ان تعرف ما هى الحقيقة ... ثم عضت على شفتها وادركت انه ينتظر ردها 0
قالت باحتشام شديد : ابدا 0
تمتم وفى صوته ضحكة مجلجلة : لكننى ارى العكس 0
احتجت بغضب : غير صحيح ، قلت لك ان لا شان لى فى هذا ، واتمنى الا تسخر منى هكذا . ان كان هناك من هو مضطر لتحمل توقعات مستحيلة ... فهو انا !
-آه ... ولكنك مخطئة فى هذا يا ثعلبتى الحمراء ! فانت السكرتيرة الاولى التى اعتذر منها ، كما انك المرأة الاولى التى كادت تقتلع عينى باظافرك 0
قاطعته بحرارة : ان ظننت اننى فخورة بما فعلت فقد اخطأت ... اسمع ، هلا امليت على ماتريد ؟
تبادلا النظرات ، نظراتها ملؤه التمرد ونظراته بعيدة كل البعد عن الضحك 0
اخيرا قال بهدوء شديد : من كان ؟
-من كان من ؟
-من الذى اخافك حتى الموت مرة ؟
-كيف تعـ ....
وصمتت فجاة فاضاف : لم اصدق قط قصة الباص الذى كاد يدوسك 0
اطرقت تنظر الى يديها ، ثم نظرت اليه وكانها لاتراه فاردف : اذن ... كان هناك شخص ما ؟
لن ترد لانها لن تستطيع 0
اخيرا قال باتزان : حسنا . انا اسف ... اترين ، ها قد عدت للاعتذار ... انسة هارت ... اين كنت ؟
نظرت اليه بعجز قبل ان تنظر الى الدفتر 0
-آه ... ام ... ميزانية سنوية مقدرة 0
مر شهر 0
لم ترتكب فيه ايريان اخطاء كثيرة فشعرت بانها لم تعد تعيش على حافة كارثة ، واقنعت نفسها : انا اؤمن حقا اننى تخلصت من احداث الايام الاولى . عبست ضاحكة ، وهى تعقد اصابعها تفاؤلا طوال الوقت 0
ثم حدث ما لم يكن فى الحسبان ...
كان ذلك مساء يوم جمعة وكانت تهم بمغادرة عملها عندما تساقط مطر غزير بلل المدينة ... كان المطر غزيرا جدا بحيث لم تكد تقطع مسافة قصيرة حتى تبللت وشهقت من قوة المطر . لاحت غمامة سوداء ضخمة فوق الرؤوس وتحول نور النهار الى عتمة شديدة ، ودوى الرعد وبرق البرق ممزقا عباب السماء 0
ارتجفت ايريان وهى تكبح نفسها بالقوة تجنبا لاظهار خوفها من البرق والرعب . اندفعت بشكل متهور غبى وعدت فى الشارع وصولا الى مقهى تعرفه تلوذ اليه حتى تمضى العاصفة 0
بدا الشارع خاليا ولكن فجاة ظهرت سيارة رمادية انيقة من كاراج المؤسسة تحت الارض ... وقبل ان تستطيع التفكير او التراجع ، اصطدمت مقدمتها بساقيها فرمتها فى القناة 0
سمعت صرير اطارات وصفق باب ثم وقف كيفن تشايس منحنيا فوقها يلعن غاضبا ...
|