كاتب الموضوع :
خيال الخيال
المنتدى :
القصص المكتملة (بدون ردود)
ذو العيون108
أنا قررت أن أذهب وأتعلم من دروس الحياة حينها إستسلمت المها للأمر الواقع
بالفعل وصل طلال إلى القرية التي بها المدرسة التي تعين فيها وبدأ يسأل عن مكان السكن وكان بالمدرسة مدرس قد مضى على تواجده بالمدرسة أكثر من ثلاث سنوات وكان أسمه فهد
فأستغرب الإستاذ فهد وقال وهل ستسكن في القرية قال طلال وما الغريب في ذلك قال فهد أنت تعرف أنه لا يوجد أبراج جوال ولا مطاعم فاخرة ولا سوبر ماركت كبير وأكثر الخدمات غير موجودة فأغلب المعلمين يسكنون في أقرب مدينة ويقطعون أكثر من 150كيلو يوميا
قال طلال أنا هارب من حياة المدينة وأريد أن أعيش حياة البساطة هز فهد رأسه وقال إذا سأجعلك تسكن معي
وأخذه إلى بيته فلما رأى طلال البيت تفاجأ فبدأ فهد يضحك وهو يقول هل كنت تظن أن أدخلك فندق خمس نجوم
هز طلال رأسه وقال سوف أتعود على ذلك وبدأ فهد وطلال يخرجان سويا ويتمشيان بين الرمال تارة وأخرى يصعدون بالسيارة قمم الجبال
أحب طلال البر وحياة البر بل عرفه فهد على رجل من أهل القرية اسمه أبوعايد كان صاحب ابل كثيرة وكان رجل طيب إلى أبعد الحدود فكان طلال وفهد يذهبان له في البر ويمكثان معه على شبة النار أحس طلال أن حياة أبو عايد حياة رائعة فلا يوجد في حياته مواعيد أو أشغال ولا يأتيه ما يسمى الضغوط النفسية
فبدأ طلال في طريق العودة يمتدح أبوعايد مدح إلى أن قال أشك أن يوجد بهذا الرجل عيوب
قال فهد بل يوجد به عيب كبيرا جدا جدا جدا
إلتفت له طلال وقال ما هو
قال فهد لديه أسرة وأولاد لا يسأل عنهم فكل ما عليه أن يوفر لهم الأكل والشرب ولا شأن له في أي أمر آخر
ثم إلتفت فهد إلى طلال وقال لدى أبو عايد ثلاثة أبناء وخمسة بنات وبناته أصبحن كبيرات لم يتجرأ أحد على خطبتهن فعايد اكبر أبناء أبو عايد كان اسمه يمثل الرعب في القرية فهو رجل قد سلك طريقا كلها خراب لكنه منذ أشهر إنتقل إلى مدينة حيث وجد فيها وظيفة فأرتاح الناس منه
لكن أخوته الإثنان فواز وفايز يريدان أن يسلكوا طريق أخاهم فأصبحت مشاكلهما تكثر
قال طلال سبحان الله كيف أصبح هؤلاء أبناء أبوعايد الرجل الطيب
وكان فهد قد تعرف على كثير من أهل القرية ومن ضمنهم رجل أسمه زايد ويكنى بأبو مشاري وكان زايد لديه سبع بنات وإبن واحد لا زال في المرحلة الإبتدائية
وكان يأتي إلى بيت فهد ومعه عشاء قد أعدته زوجته فيتعشيا معا ولكن هذه المرة تفاجأ أبو مشاري أن مع فهد رجل آخر والعشاء الذي معه لا يكفي إلا إثنان فكان في حرج فشعر فهد بذلك فأمسك بيد أبو مشاري وقال الجود من الموجود وطعام إثنان يكفي ثلاثة وبعد أن تناولوا العشاء جلس طلال معهم لنصف ساعة ثم أستأذنهما ليذهب لينام
فأراد أبو مشاري أن ينصرف لكن فهد أمسكه وقال اجلس ودعنا نتحدث ثم بدأ يتبادلان الحديث وكان أبو مشاري دائما يسأل فهد عن مشاري كيف هو بالمدرسة فرد فهد مازحا لو تشد عليه قليلا وتقلل دلالك له سوف يصبح أفضل
فتبسم ابو مشاري وقال لا تلومني فمشاري أملي في أن يهتم بأخواته من بعدي وأيضا أريده أن يساعدني في حمل عبء المسؤليات
ثم قال فهد ما فعل زوج أختك فنظر أبو مشاري له وقال تقصد أبو عفيفة قال فهد نعم
قال أبو مشاري أنت تعلم أنه بعد وفاة أختي قبل ثلاث سنوات جعلت حياة أبوعفيفة تسوء ولا تنسى أن حادثة عفيفة التي صارت قبل سبع سنوات لا زالت تؤثر فيه فهو حينما يرى جميع بناته الخمس ومعهم أبناءهم تأخذه الحسرة على بنته الكبرى عفيفة وفي الحقيقة أن عفيفة الآن أصبحت هي الرجل والمرأة فهي التي تنظف وتهتم بالمنزل وأيضا تساعد أباها بالمزرعة وتتفقد الأغنام وما زاد حالهم سوء أن عامله الذي كان يساعده قد غادر قبل شهرين وهو الآن بحاجة عامل
ثم نظر أبو مشاري للساعة فقال قد أخذتنا السواليف وكانت تلك الليلة ليلة الأربعاء فأستأذن ثم أنصرف
فلم ينم فهد إلا متأخرا وبعد إنتهاء دوام يوم الأربعاء دخل طلال للبيت وكان فهد يجهز لنفسه الفراش لينام فجاءه طلال وقال هيا دعنا نستغل النهار من أوله ودعنا نستكشف تلك الجبال الشاهقة لكن فهد نزل بسرعة على الفراش وقال أنا الآن لا أفكر إلا بهذا الفراش أريد أن أنام فقط
فقال طلال إن لم تصاحبني إلى الجبال سأذهب إلى المدينة لكن فهد بقي متمسك بقراره
فخرج طلال وكان يريد الذهاب إلى المدينة القريبة من القرية التي هو فيها لكنه جلس يفكر وقال ما الذي سأفعله في تلك المدينة سوى الفرفرة في شوارعها فالأفضل أن أتعرف على تلك الجبال وبالفعل إتجه طلال إلى الجبال فرأى غزالا صغيرا فبدأ يتبعه بالسيارة في طريق وعرة وغير مهيأة ولم يكن يعلم طلال أن تتبع هذا الغزال الجميل سيريه أيام قاسية جدا
|