كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
هزت مادلين كتفيها قائلة:
" لا تهتاجي هكذا يا حبيبتي ، العم ادريان لا صلة له بالموضوع ، إنه مجرد صديق ، وليس هو بحارس".
" إنه يريد الزواج منك".
قالت مادلين في صبر:
" وأنا لا اريد الزواج منه.... إنه كبير السن ... مصبوب في قوالبه على نحو مفرط".
" إنه ليس أكبر مما كان عليه ابي....".
تنهدت مادلين قائلة:
" ربما ... ولكن هذا لا يغير الحقائق".
" وهذا السيد فيتال .... هل يشبه أبي؟".
" كلا... على الإطلاق...".
صاحت ديانا في عناد :
" اخبريني إذا عن شكله ... من حقي أن اعرف".
" حسنا ، إنه لطيف جدا...".
قالت مادلين ذلك ببطء ، وكان من الصعب ان تصف نيكولاس بدون ان تبدو كانها تجاوزت الحد ، كان بالغ الحيوية ، بالغ الثقة بنفسه ، بالغ التكبر .
" هل هو شاب ام شيخ؟".
قالت مادلين ساهمة:
" حسنا ، أظن انه اكبر مني سنا ".
قالت ديانا في إزدراء:
" هوكبير إذا...".
لم ترد مادلين ، فقد إفترضت ان تبدو كبيرة السن لديانا ، ول تكن هناك فائدة من الجدل معها ، ولم تشا أن تنتابها نوبة غضب كما حدث لها في الماضي... قالت وهي تحاول أن تبدو مقنعة:
" أنا موقنة بانك ستحبينه...".
فردت ديانا على الفور وهي تنصرف في اباء الى المطبخ:
" وانا موقنة بالقدر نفسه انني لن احبه".
منتديات ليلاس
أكلت مادلين قليلا جدا من الطعام الذي اعدته هذا الصباح ، لم تكن جائعة ، كما انه من الأرجح ان يتوقع منها نيكولاس تناول وجبة ، وتمنت لو انها لم توافق على الخروج معه ، فقد كانت ديانا في مزاج كئيب ، ولم تتحدث منذ حوارهما قبل الكل ، فإذا كانت هذه الفورة ستحدث في كل وقت تقترح فيه الخروج ، لعل الأفضل ان تتخذ سياسة المقاومة الأقل ، وأن تبقى.
ولكن عندما حان وقت الأستعداد للخروج ، كانت قد عقدت عزمها على ان تبدو في افضل حال ، فإرتدت ثوب كوكتيل من الدانتيلا السوداء كان لديها منذ اعوام ، كان ثوبا غاليا في الأصل ، وجعلته تفصيلته البسيطة وإنخفاض فتحته عند العنق وإتساعها ، لا يبلى بمرور الزمن ، ووضعت سلسلة اللالىء الوحيدة التي تملكها حول عنقها ، كان جو قد إشتراها لها منذ عشر سنوات كهدية في مناسبة عيد زواجهما ، وبرغم من أنها كانت زائفة ، بدت وكأنها حقيقية.
إرتدت المعطف الصوفي الذي كان بلون الكريمة مرة اخرى ، وأوشكت ان تكون مستعدة للنزول لمقابلته في السابعة وخمس وعشرون دقيقة عندما دق جرس الباب .
قررت ديانا البقاء هذا المساء ، وكانت في غرفة الجلوس فتقدمت لتفتح الباب وهي تتساءل من يكون الطارق ، وظهر أمامها رجل طويل عريض المنكبين ، كان اسمر البشرة ، يلبس سترة من الجلد فوق حلة غامقة ، وكانت له عينان هما أكثر ما رات زرقة في حياتها ، بل بدتا أكثر زرقة بالمقارنة الى بشرته التي صبغتها الشمس ، وكان شعره اسود مجعدا يميل الى الزرقة ، وكانت اهدابه طويلة مقوسة ايضا ، وكان يبدو من طراز فريد في بلدة مث اوتيرييري حيث كان المال والوسامة لا يجتمعان ، فدهشت ديانا تماما ، هل يمكن أن يكون هذا هو الرجل الذي ستخرج معه أمها؟
" نعم.......؟".
قالت ذلك بصوت بارد خفيض ، وكانت لا تزال تأمل أن يكون شخصا آخر تماما ،وما لبث الرجل ان إبتسم لها قائلا:
" هل انت إبنة مادلين؟".
" هذا صحيح ، أنا ديانا ، هل أنت السيد فيتال؟".
وقبل ان يرد جاء صوت مادلين يسال عن الطارق ،وخرجت من غرفة النوم ترتدي جواربها ، وشعرها يلتف على وجهها على نحورقيق ، وعندما رات نيكولاس تغيّر وجهها ، وشعرت بمعدتها تجيش بسرعة ، فغمغمت:
" أهلا ...هل لك ان تتفضل؟".
إنتحت ديانا جانبا ، وهي لا تزال تشعر بإنبهار ، كان نيكولاس فيتال مختلفا تماما عن كل ما تصورته من قبل ، فلم تتخيل في أعتى احلامها شخصا مثله يهتم بامها ، وكان ابعد ما يكون عن كبر السن ، وشعرت بنوع من الذعر الذي يورث السقم عندما تخيلتهما معا ، إن هذا الرجل لا يشبه العم ادريان ، الذي كان يعامل والدتها بالضبط كأحد المعارف القدامى ، اما هذا الرجل فالأرجح أنه يطلب علاقة أشد وثوقا وودا ، وتمنت خالصة ان يحدث شيء يمنع تواعدهما.
تقدم نيكولاس الى داخل المسكن ، واخذ يتفحصه بسرعة ، وتطلع حوله بإهتمام ،ومظهره يوحي بانه يقر الديكور الأزرق والأبيض ، كان الديكور لامعا ، حديثا ، ما لبثت مادلين ان قالت ، وهي تسرع بوضع قدميها في حذائها :
" هذا هو السيد فيتال يا حبيبتي ديانا...".
قالت ديانا بتحفظ :
" اعرف ذلك...".
وهنا نظرت مادلين الى نيكولاس متوسلة فقال:
" اما زلت في المدرسة يا ديانا؟".
هزت ديانا كتفيها وأجابت بلا إكتراث :
" إنني ادرس في الطلية التجارية".
" وهل تحبينها؟".
فإستدارت وأرتمت بتثاقل وإسترخاء عل احد المقاعد ,وقالت:
" أحيانا...".
|