كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
لم يخب ظنها ، إذ رفع أدريان حاجبيه إستنكارا ، كانت كلماتها الصريحة قد صدمته ، وكان من المحقق أن هذه الشيطانة الصغيرة ، إبنة مادلين ، تتغيّر ، كانت مادلين على صواب.
وتساءلت مادلين وهي قادمة من المطبخ تحمل صينية من القهوة:
" كيف كان الشاي ؟ هل سارت الأمور سيرا حسنا بينك وبين الديه؟".
هزت ديانا كتفيها النحيلتين:
" أظن ذلك ، ابدت والدته بعض الملاحظات الشائكة عن إهماله الدراسة اخيرا ، وكانني أنا السبب كله ، وأنه لا بد له ان ينقذ نفسه إذا كان يتوقع أن يبعثوا به الى الجامعة في الخريف....".
وتنهدت ديانا وهي تتذكر ما حدث , وأردفت قائلة:
" مسكين جيف ، بدا عليه الغضب فعلا وقال لأمه بوقاحة إن الأمر يخصه هو سواء ذهب الى الجامعة او لم يذهب ، وأعتقد انه سيغير رايه".
بلّلت مادلين شفتيها بلسانها وقالت:
" هكذا إذا ولكنك قلت له بالطبع انه يجب عليه دخول الجامعة ... أليس كذلك يا ديانا ؟ إنه ولد ذكي ، هكذا يقول ناظره ، ويجب الا تقفي حائلا بينه وبين دراسته".
بدا على ديانا التمرد ، ولكنها ظلت صامتة ، وتبادل أدريان ومادلين النظرات ، وتساءلت ديانا فجأة وهي تغيّر الموضوع وتسأل عما تناولاه في عشائهما ، فروت لها مادلين احداث الأمسية ، ووصفت لها لقاءهما مع هيذرنغتون ودعوته لهما لزيارة آل ماسترسون ، فصاحت ديانا بشيء من الغيرة:
" هل تعتقدان ان في وسعي الحضور؟".
قطب ادريان جبينه وقال:
" أخشى ألا يكون هذا ممكنا يا ديانا ، فهذه مناسبة للكبار ،وقد تثير ملل الشباب مثلك !".
ضغطت ديانا على شفتيها ، وغمغمت:
" للكبار ... هه ؟ فماذا انا إذا ".
مد ادريان يده الى علبة سكائره ، ورد في نعومة :
" لست أكثر من تلميذة ؟ أمامك يا ديانا سنوات وسنوات ، فتمتعي بما يخصك اليوم ، ولا تتوقي الى المستقبل قبل أن ياتي".
تنهدت ديانا وقالت:
" لا اريد محاضرة يا عم أدريان ، وفي أي حال أعتقد أنها ستكون مناسبة مثيرة جدا ، من سيكون هناك؟".
رد أدريان قائلا:
" أوه.... اتوقع ان يكون هناك مديرو المصنع ،ومعظمهم رجال متزوجون ومعهم عائلاتهم هناك ، وكما قلت لك ستكون مناسبة خالية من الأثارة".
هتفت مادلين فجاة :
" ماذا سأرتدي حقا؟".
رد أدريان مبتسما:
" ستفكرين في شيء ما ، ولعل من الفضل أن أخاطب هيذرنغتون المسن تلفونيا غدا واعرف الوقت الذي يجب أن نكون فيه هناك ، فإنني اكره ان نصل وهم يتناولون العشاء".
اومأت مادلين برأسها موافقة ، وقالت وهي تتمطى في كسل:
" اوه ، نعم ، في وسعك أن تخبرني يوم الإثنين ، إنني متعبة ، لقد كان يوما طويلا".
غمغم ادريان في جفاف ، وهو ينهض:
" أنا المقصود بهذه التلميحة ، سأنصرف الآن ، هل اراك غدا؟".
قالت مادلين في يسر :
" تستطيع ان تأتي إذا شئت ، كن على راحتك ، فإذا لم تستطع فساراك صباح الثنين".
" حسنا ، مساء الخير....".
قالت ديانا وهي تقبل خده:
" تصبح على خير يا عم أدريان ، إنتبه للطريق".
وبعد ان إنصرف أدريان حملت مادلين الأطباق الى المطبخ ، وتبعتها ديانا ، وإلتقطت منشفة الشاي لتجففها ، وتساءلت مادلين وهي تفتح الماء الساخن:
" هل ستقابلين جيف غدا؟".
ردت ديانا وهي تقطب جبينها:
" نعم – لماذا ؟ هل تريدينني لشيء؟".
إبتسمت مادلين في شك وهي تنظر الى إبنتها:
" أوه... كلا ... أين ستذهبان؟".
ردت ديانا بهدوء:
" حسنا ، لمجرد نزهة بعد الظهر في الواقع".
" هل تودين أن تصحبيه الى هنا لتناول الشاي؟".
لمعت عينا ديانا وهتفت:
" هل أستطيع ذلك؟.
لم يكن جيف قد حضر الى الشقة الى مرة واحدة من قبل لتناول الشاي , وفي ذلك الحين أصيبت مادلين بصداع وإضطرت الى ان تتركهما يتدبران أمرهما ، إبتسمت مادلين الان وقالت:
" بالطبع ، وإذا حضر العم ادريان ، فقد نلعب بعد الشاي لعبة المونوبولي أو شيئا مثل ذلك".
بدا على ديانا النفور:
" أوه يا أمي ، لا نريد أنا وجيف ان نلعب ألعابا!".
هزت مادلين كتفيها:
" ماذا ستفعلان إذا؟".
" ربما نذهب الى نادي السبعينات".
قطبت مادلين جبينها ، لم تكن تحب فكرة ذهاب ديانا الى مكان كهذا مساء السبت ، لكن كان من الفضل من ناحية أن تعرف أنهما هناك ، بدلا من السير في الشوارع على غير هدى ، قالت:
" لا بأس إفعلي ما تشائين".
|