لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-12-11, 08:07 PM   المشاركة رقم: 56
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وخفت كثافة الأشجار ووجدت نفسها بعد لحظة في مكان فسيح ، وتطلعت بإعياء حولها فشاهدت بفرح وإرتياح ضوءا على البعد القريب ، على مسافة حقل او نحو ذلك ، ولم تكن الظلمة أمامها لتظهر لها شيئا يحول بينها وبين الخلاص فبدأت تعدو نحو مصدر الضوء.
وما لبث جيف أن خرج من أيكة الشجر بعدها بثوان ، كان غضبه قد إنقضى الان، غسله المطر الذي يبعث البرد في الأبدان ، وكان يلعن نفسه على حماقة تصرفه ، كانت ديانا مذعورة وسيطر عليها الهلع ، وشعر بالخجل لأن الغلطة كانت غلطته ، ولكن بقاءه هناك ، جالسا يستمع اليها بهدوء وهي تخرجه من حياتها ، اشعل غضبه فقرر ان يلقنها درسا ، ولكن هل يمكن ان تصدق انه كان يقصد مجرد إخافتها؟ كان يجد ربه أن يدرك ، بعدما أخبرته ، أنها لم تكن في مزاج يسمح له باللهو معها ، وأحس بانه أحمق تماما ، يا للمسكينة ، لا بد أنها فقدت نصف حواسها من الذعر.
وإستطاع الان أن يرى شبحها أمامه فبدأ يعدو نحوها ، وفجأة سمعها تصرخ صرخة عالية ثم تختفي ، فتوقف فجأة ، وقلبه يخفق بشدة ، وعرق بارد يغمر جسده ، ماذا حدث يا لله؟
وبشعور الخوف قفز المسافة التي كانت بينه وبين المكان الذي إختفت فيه ديانا ، وسار بحذر وهو يقترب من البقعة ، ويشعر بالحصباء تحت قدميه بدل العشب الطري الذي كان يعدو فوقه ، وبدأت عيناه تعتادان الظلمة قليلا فحاول ان يمد بصره الى ما حوله ، والى حيث سقطت ديانا.
وإستطاع بصعوبة أن يتبين حوله الآن أشكال مركبات وآليات ضخمة بدت له إما مركبات أو ناقلات قمامة أو ربما حتى حاملات نقالة وكانت الرؤية عسيرة، وهذا المطر لا يزال يمحو كل شيء ، ولكنه أدرك بالتدريج ، وبالتركيز على بقعة واحدة ، ان الأرض تنحدر من تحته بشدة الى ما يشبه محجرا لا بد أن ديانا سقطت في الهوة ، ويمكن أن تكون قد ماتت!
إنثنى على ركبتيه وإنحنى على حافة المحجر ونادى:
" ديانا.... ديانا! هل تسمعينني ؟ إذا إستطعت سماعي فردّي عليّ كرامة له!".
كان صدى صوته يكتمه المطر ، ولكن من المحقق أنه لم تكن هناك إجابة ، وكرر توسله مرة أخرى ، ولكن لا شيء يجيبه إلا الصمت من جديد يقطعه تساقط المطر ، فنهض مرتعدا ووقف يستجمع أفكاره ، وهو لا يتبيّن ماذا سيفعله من بعد ، كان لا بد أن يحصل على نجدة ، وبسرعة ، ولكن كيف؟
تطلع حوله ، كان المحجر ضخما ،ولم تكن هناك فائدة من العثور على طريق من حوله ، وربما المخاطرة بالسقوط فيه ، كلا ، إن أفضل حل باق هو العودة الى السيارة وقيادتها الى أقرب هاتف ، وطلب سيارة إسعاف.
وركض عائدا بإضطراب بعدما إتخذ قراره ، ويداه تحتكان بالأغصان ، وهو يسقط بطوله أحيانا في العشب الكثيف ، ووصل أخيرا الى السياج وشق فيه طريقه الى الحافة العشبية حيث أوقف السيارة ، وحاول تشغيلها فلم تستجب ، وإنتابه الذعر وتذكر برك الماء التي كان يخوض فيها عندما أوقف السيارة ، فأدرك ان الماء بلل بعض مناطق الإشتعال ،وكان لا بد أن يمر عليها وقت لتجف فخرج من السيارة وتطلع في إتجاهي الطريق ، كانت هناك سيارات كثيرة تمر من قبل ، ولا بد ان تأتي سيارة في إتجاهه ، وبالفعل ، بدت على البعد سيارة آتية من لندن ، فإتخذ مكانه في وسط الطريق وأخذ يلوح بذراعيه بشدة ، لا بد أن يروه ، لا بد ان يتوقفوا !
ابطأت السيارة عندما لمح راكبوها جيف على ضوء المصباحين الأماميين وإقتربت منه فتنفس الصعداء وعاد اليها ملهوفا ، وصاح أمام رجل وإمراة كانا يجلسان مدهوشين في السيارة.
" وقع حادث ، فهل تستطيع توصيلي الى أقرب هاتف؟".
كان نيكولاس يقود سيارته ببطء وأنوارها الأمامية تضيء الطريق بوضوح تام ، أما مادلين فكانت تجلس بجواره متوترة الأعصاب ، غمغمت في قلق:
" إنها لن تشكرنا على اننا سعينا وراءها".
" يا عزيزتي مادلين ، لا أهتم في هذه الحظة أبدا بمشاعر ديانا ، ليس من حقها أن تختفي على هذا النحو؟".
تنهدت مادلين قائلة:
" اعتقد انك على صواب ، ولكنني سأكون مسرورة إذا وجدتها في أي حال".
وفجأة تصلب نيكولاس في مقعده ، وهتف:
" أليس هذا هو الفتى الذي كانت معه؟".
كانا يقتربان من سيارة تقف على الجانب الآخر من الطريق ، وكان هناك فتى يتحدث الى السائق ، وقد بدا مبتلا ومتسخا... من المؤكد أنه جيف.
بردت أطراف مادلين وصاحت:
" اوه يا نيكولاس ، هل تعتقد أنه وقع حادث ؟ اين ديانا؟"
" سنعرف ذلك فورا".
كان نيكولاس قد أوقف السيارة قبل أن تخرج الكلمات من فمه ، وعبر الطريق بسرعة الى السيارة الأخرى التي كان جيف على وشك أن يركبها ، تطلع جيف اليهما في هلع ، وهو لا يكاد يصدق أنهما شاهداه ، وكانت مادلين قد جاءت خلف نيكولاس مباشرة:
" سيد فيتال ... سيدة سكوت !".
أغلق باب السيارة مرة أخرى وأخذ ينظر الى السائق حائرا ، وصاح:
" لقد... لقد وقع حادث .... سقطت ديانا في أحد المحاجر!".
" ماذا؟".
هتفت مادلين بالسؤال وهي تشعر بأنها أقرب الى الإغماء والموت، ولكنها بذلت كل ما تملك من جهد لتبقى في وعيها ، وقال نيكولاس بهدوء لها:
" إثبتي...".
ثم إلتفت الى جيف قائلا:
" كم يبعد هذا المحجر من هنا؟".
" إنه ليس .... ليس ببعيد .... عبر هذه الأيكة من الأشجار".
صاحت مادلين في عجب وحيرة:
" وماذا كنتما تفعلان بحق السماء قرب المحجر؟".
" فيما بعد.... فيما بعد".
قال نيكولاس ذلك وهو يضغط ذراعها للحظة ، ثم سأل جيف:
" أين كنت ذاهبا؟".
" هذه السيارة هناك... تحت تلك الأشجار ... لم استطع تشغيلها ، فأشرت الى هؤلاء الناس ، وكنت ذاهبا في طلب النجدة".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 09-12-11, 08:43 PM   المشاركة رقم: 57
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

قال الرجل في السيارة ، وكان يبدو مزارعا :
"هذا صحيح".
فكر نيكولاس برهة ثم قال:
" هل تستطيع يا جيف ان تعطينا تعليمات بشأن الوصول الى هذا المحجر ؟".بدا جيف شاحب الوجه ، متوترا ، في وهج الأنوار الأمامية وقال:
" نعم ، أظن ذلك ، لماذا؟".
" حسنا أقترح ان تذهب انت الى الهاتف في طلب النجدة كما كنت تنوي ، وساذهب أنا ومادلين للبحث عن ديانا ، ربما نتمكن من العثور عليها ، وعندي بطارية في السيارة ، فهل انت متأكد أنها سقطت في المحجر؟".
بلع جيف ريقه بصعوبة وقال:
" متأكد تماما".
فحدقت فيه مادلين وقالت بصوت مختنق:
" سنطلب تفسيرا عن هذا يا جيف!".
قال جيف ، وهو يبدو خائفا مروعا تماما.
" حاضر يا سيدة سكوت".
أمما نيكولاس فشرع يعمل فورا ، تولى القيادة كعهده في العمل منذ عشرين عاما ، وتساءل:
" أين هذا المحجر؟".
تلعثم جيف وهو يصف لهما المكان ، وهتف المزارع:
" إنه مكان دافيسون القديم ، لماذا لم أفكر في هذا من قبل ؟ من السهل العثور عليه ، إنه مكان ضخم ، لا أريد ان أثير فيكم الأمل يا سيدة سكوت ، ولكن هذا المحجر كتلة من الأطراف والنتوءات ، ومن المحتمل أن تكون إبنتك سقطت لعدة أقدام فقط ، سقطة تكفي لأصابتها بدوار وجعلها عاجزة عن الرد عندما ناداها هذا الفتى".
اومأت مادلين برأسها قائلة:
" آمل أن تكون على صواب".
مضى الرجل قائلا ، ونيكولاس على وشك عبور الطريق لأحضار البطارية :
" في أي حال لدي حبل في صندوق السيارة فهل تود ان تأخذه معك ، في حالة الوصول اليها؟".
قال نيكولاس على الفور:
" بالتاكيد ، هذه فكرة طيبة".
فترجل المزارع من السيارة ومضى الى صندوقها قائلا:
" أحتفظ به دائما لحالات الطوارىء ، ففي الحارة التي نقطنها ، والتي تصبح مستنقعا في الشتاء ، كثيرا ما أضطر الى إستعمالها".
وناول نيكولاس الحبل ثم ركب السيارة قائلا:
" هناك كشك للهاتف في الجوار القريب ، على بعد ميلين من هنا ، وسيكون لديكما العون حالا".
" أشكرك".
مضت السيارة وأخذ نيكولاس ومادلين ، ومعهما البطارية ، يشقان طريقهما عبر السياج وداخل الأيكة ، كان المطر لا يزال يهطل بشدة ، فسرعان ما بللهما على نحو ما حدث لجيف.
وكان الشعاع القوي من البطارية يضيء لهما الطريق ، وكان من السهل العثور على حافة المحجر وتبين سهولة السقوط فيه ، وركع نيكولاس على يديه وركبتيه ونادى:
" ديانا... هل تسمعيني؟".
منتديات ليلاس
ولم يتلق ردا فنهض وبدأ يتفقد المحجر بشعاع البطارية مضيئا كل جانب منه ، وكما قال المزارع كان المحجر بمثابة صرح غير مستو ، إنتشرت على جوانبه بروزات عظمية من الصخر ، وثمة أشجار وشجيرات متشعبة بيضاء ، يقطر منها الماء ، تعطيه مظهرا غريبا ، وإرتعدت مادلين وهي تتساءل إذا كانت ديانا حقا في هذه الهوة السوداء ، ماذا لو سقطت الى القاع ؟ تساءلت عن عمق الهوة وإفترضت انها في عمق يتجاوز مائة قدم ، أما نيكولاس فكان مثاليا في تفكيره وتصرفه ، ورغم ان تفحصه البطيء للمحجر بدا كأنه إستغرق ساعات ، إلا نه لم يأخذ في الحقيقة سوى بضع دقائق قال بعدها:
" اعتقد إنني وجدتها !".
وضعت مادلين يدها على عنقها وقالت:
" أين؟".
أشار نيكولاس بالبطارية فألقى شعاعها على الفتاة الفاقدة الوعي ، كانت ترقد بين اغصان شجرتين ، وقد تدلى رأسها وإمتد جسمها متارجحا بين الشجرتين ، فتنفست مادلين الصعداء إذ كانت المسافة نحو خمسة عشر قدما فقط ، من المؤكد أنها لم تصب إصابة جسيمة ! صاحت:
" اوه ، شكرا لله ! لعل السقطة أفقدتها الوعي ، ولكنها لم تسقط بعيدا على الأقل".
وتطلعت الى نيكولاس ولكن وجهه كان يبدو متجهما حتى في الضوء الخافت من وراء شعاع البطارية :
" ماذا حدث؟ إنها سليمة ، أليس كذلك ؟ لا تعتقد انها مصابة إصابة خطيرة ... أليس كذلك؟".
هز نيكولاس راسه قائلا:
" كلا يا حبيبتي ، لا اعتقد أن إصابتها خطيرة".
" لماذا تبدو قلقا هكذا؟".
قطب نيكولاس جبينه قائلا:
" إسمعي يا مادلين ، لا أريد أن اقول لك هذا ، ولكن إذا افاقت ديانا ، وتحركت !".
ضغطت مادلين بيدها على فمها وقالت:
" أنت تعني أنها لن تدرك الخطر من حولها".
" بالضبط الأمر محتمل ، وارجح أنها لن تفيق قبل أن تصل النجدة ، ولكن هل تتحمل هذه المخاطرة؟".
بلعت مادلين ريقها بصعوبة ، وهي تشعر بغثيان طفيف ، وقالت:
" وما هو البديل ؟".
فضغط نيكولاس شفتيه وقال:
" أن أنزل انا اليها، على الحبل ، وأربطه حولها ، ثم اتمكن من الصعود ورفعها ايضا ، وإذا لم استطع الصعود فإن هذا لن يهم ، في وسعي الإنتظار ، على الأقل ستكون في حال مأمونة وهي مربوطة بالحبل – إذا ما تحركت".
تنهدت مادلين بتثاقل وقالت:
" وهل هذا هو البديل الوحيد؟".
" هل يمكنك ان تفكري في شيء آخر ؟ هيا يا حبيبتي ، إننا نضيع الوقت ، والآن إسمعي... ساربط هذا الحبل حول تلك الشجرة هناك ، وكل ما أريده منك هو ان تسقطي عليّ شعاع البطارية وأنا أنزل".
قبل ان يربط الحبل حول الشجرة عقد فيه عدة عقدات بطوله ، فقطبت مادلين جبينها قائلة:
" ولماذا هذه؟".
" إنها تساعد المرء على الصعود والهبوط على الحبل فهذه العقدات بمثابة مواطىء أقدام ، ها هنا بهجة السيرك كله يا سيدتي".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 09-12-11, 09:51 PM   المشاركة رقم: 58
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كان يحاول ان يخفف عنها توترها ، وكانت تعلم ذلك وتساءلت كم من الرجال يمكن أن يخاطروا بحياتهم على هذا النحو من أجل فتاة تعاملهم دائما بعدم إكتراث تام ، اما بالنسبة الى نيكولاس فكان النزول على الحبل مهمة بطيئة ، إذ مرت سنوات بدون أن يقوم بحركة شبه بهلوانية ، فكان من الطبيعي أن يكون متصلبا ، وأخذت مادلين ترقبه في قلق ، وهي تخشى عليه مثلما تخشى على ديانا ، وهبط الى مكان أدنى مما فيه ديانا ، وحاول ان يجد موطئا لقدمه في جدار المحجر ، ولكن لم يكن هناك موطىء ، وكانت هناك بدلا من ذلك بعض الشجيرات المتشعبة ، فإستطاع ان يرتكن الى إحداها على نحو كفل له أن يطلق الحبل ويربطه حول ديانا ، وكانت أسوا لحظة تلك التي حاول فيها أن يجعل الحبل من تحتها فتحرك جسمها واوشك أن يسقط عليه ويفقده توازنه ، ولكنه أمسك بأقرب شجرة اليه وإستطاع دفعها الى حيث كانت ، وتعلق في لحظة بالشجيرة وهو لاهث الأنفاس حتى تمكن من إسترداد ثقته وأنفاسه.
اما مادلين فكتمت الصيحة من فمها ولم يبد ذعرها إلا من خلال إهتزاز ضوء البطارية في يدها ، وأخيرا ، امكن ربط ديانا بطرف الحبل على نحو مأمون وكانت لا تزال فاقدة الوعي ، وإستطاع نيكولاس ان يرى ندبة قبيحة على جبهتها ، ولكن فيما عدا ذلك بدت على ما يرام ، وكانت مبتلة تماما بالطبع ، فشعر بالقلق من إحتمالات الصدمة في مثل هذه الأحوال.
وبتدبر محكم ، صعد على الحبل ببطء وهو يشعر بالإمتنان لأنه عقد العقدات التي كفلت مواطىء ليديه وقدميه معا ، وساعدته مادلين على الصعود فوق الحافة ، وظل لحظة راقدا بلا حراك على السطح الطيني، فهمست اليه وهي تمر بيدها على شعره المبتل :
" هل انت على ما يرام؟".
فتنهد ونهض على ركبتيه قائلا:
" طبعا مجرد عطل في الحركة ، هذا كل شيء ! لا بد في الواقع ان أمارس رياضات اخرى غير الغولف ، فهذا يظهرني في حال يرثى لها".
ساعدته مادلين على النهوض ثم تعلقت به لحظة وقالت بصوت أجش:
" لا أدري ماذا كان بوسعي أن أفعل بدونك".
فإنحنى وقبّل رأسها ثم ابعدها عنه بعزم قائلا وهو يرتدي المعطف الذي خلعه لدى صعوده:
" أعتقد أنه يحسن بنا الآن أن نجذبها ، لا أحب فكرة بقائها مكشوفة على هذا النحو".
أومأت مادلين برأسها قائلة:
" هل يمكن أن نجذبها بدون ان تصاب بسوء؟".
اومأ نيكولاس برأسه ببطء وقال:
" اعتقد ذلك ، إن جانب المحجر ينحدر الى الداخل قليلا ، وهذا يمكننا من جذبها الى أعلى برفق تام".
ورغم ذلك إستغرق الأمر بضع دقائق لجذب الفتاة الفاقدة الوعي ، وكانت بمثابة كتلة صماء وإضطر نيكولاس الى ان يتولى معظم الجذب ، وأخيرا بلغت الحافة فإنحنى ورفعها ونقلها لترقد على العشب تحت الأشجار في نهاية الأيكة ، وخلع معطفه ووضعه عليها وهو يمرر بيديه على جسمها ليتحقق مما إذا كانت هناك عظام مكسورة ثم تطلع الى مادلين قائلا:
" أعتقد أنها على ما يرام ، لا أشعر بكسور ،ولكن هناك إحتمال الإرتجاج ، هل تظنين نه يجب علينا نقلها الى السيارة ؟ ستكون هناك في جو جاف على الأقل ، ونحن لا نريد أن نخاطر بإصابتها بإلتهاب رئوي".
اومات مادلين برأسها ، فرفع نيكولاس ديانا بين ذراعيه وحملها عبر الأشجار وهي لا تزال ملفوفة بمعطفه ، وفي أعقابهما كانت مادلين تضيء المصباح على احسن ما تستطيع ، ولكن نيكولاس بدا واثقا من خطو قدميه .
وبينما كانا يقتربان من السياج سمعا نفير الخطر يعلن وصول سيارة الإسعاف ، فإبتسم نيكولاس مداعبا وقال:
" ها هي النجدة ، إنها تصل كالعادة بعد ن ينتهي الأمر ، إلا من الصياح".
وكانت الساعات القليلة التالية بمثابة كابوس ، فقد وصل رجال البوليس ايضا وآثروا ان يعرفوا كل التفاصيل ، ونقلت ديانا مباشرة الى سيارة الإسعاف التي نقلتها ، بصحبة مادلين ، الى مستشفى أوترييري العام ، وأفاقت في السيارة ، ولكن كلماتها كانت تفتقر الى المعنى ، ورغم أنها عرفت مادلين فيما يبدو إلا أنها لم تتحدث إلا قليلا ثم غابت عن الوعي مرة أخرى.
وقال الطبيب الذي كان في سيارة الإسعاف انها مصابة في حالة صدمة ولكنه لا يعتقد من الفحص القصير الذي أجراه أنها مصابة في جسمها ، فهي لا تعاني من عظام مكسورة ، أما الندوب فهي مجرد رضوض طفيفة.
ووضعت ديانا في جناح بناء على تعليمات نيكولاس ، وكان قد تبع سيارة الإسعاف في سيارته ، ومعه جيف ، الذي كان البوليس قد تولى إستجوابه.
وبعد التأكد من أن ديانا ستكون على ما يرام ، سبق جيف الى مركز البوليس للإدلاء بأقواله ، وبعد ان أفضى ببعض التفاصيل إكتفى الضابط بتحذيره من مغبة مثل هذا الطيش وسمح له بالعودة الى المنزل.
وبقيت مادلين في المستشفى ، ولم يكن هناك ما تستطيع ان تفعله ، ولكنها قبلت بإبتهاج الفراش الذي عرضته عليها الأخت الممرضة.
ولم تنم كثيرا ، اما نيكولاس فقد عاد الى فندقه ، وكانت موقنة أنه يدرك الآن أنه ليس في وسعهما بعد ما حدث ان يبلغا ديانا بانهما يريدان الزواج فورا ، افلحت ديانا في إرجاء الأمور حقا هذه المرة ، ولكن بغير قصد.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 09-12-11, 10:18 PM   المشاركة رقم: 59
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

12- أزرق لون السعادة


وفي الصباح التالي قامت مادلين بزيارة إبنتها في غرفتها لتطمئن عليها ، وكانت مستيقظة ، فإعترفت لها بأسفها لأنها سببت لها كل هذا القلق ، وتساءلت إذا كان نيكولاس هو الذي أخرجها من المحجر ، فردت عليها بالإيجاب ، وما لبثت ديانا أن امسكت بيد أمها بقوة وتساءلت:
" اكان ذلك صحيحا ؟ ما قلتماه بشأني؟".
اومأت مادلين برأسها وتنهدت قائلة:
" انا آسفة يا ديانا ، اعرف أنها كانت صدمة لك ، ولا أدري ماذا أقول".
" لا عليك ، قال لي جيف شيئا بالأمس اظنه حكيما ، قال إنه كان في وسعك أن تتركيني للتبني أو تضعيني في ملجأ ".
" ولكني احبك ! عشقتك في اللحظة التي تلقيتك فيها بين ذراعي ، ولم يطرأ على ذهني أن أتخلص منك أبدا".
" ويبدو أن والدي كان يعلم بكل شيء".
" كان يعلم ، لقد عشت مع جدتك يا حبيبتي وكان قلبها لينفطر حزنا لو انها علمت ، وكان جو يريد احد يعنى به ، فعقدنا صفقة ، حصل على مدبرة لمنزله وحصلت على زوج ... بالإسم فقط".
" فهمت... ولماذا لم تخبريني؟".
" كنت مفرطة الجبن ، ويبدو أنني أتخذ منهج أقل المقاومة في معظم الأمور".
ضغطت ديانا على يدها وتساءلت:
" " مثل الآن؟".
" ماذا تعنين؟".
" أعني بشأنك أنت ونيكولاس فيتال .... هل يريد حقا أن يتزوجك؟".
" كيف إكتشفت ذلك؟".
" كان واضحا منذ وقت طويل ، وكنت عنيدة على نحو لم أستطع معه ان أصدق ،وأعتقد انني كنت مغالية في شعوري نحوك بالإمتلاك ، إتهمني جيف بأنني طفلة ولكنني أعتقد انني كبرت الآن ، فعلت ما كنت ترينه صوابا طوال حياتي وكانت النتيجة إنني أصبحت شديدة الإعتماد عليك ، ولو عرفت أن جو لم يكن هو والدي ربما كنت أصبحت أكثر إستقلالا ، وعندما مات إزددت تعلقا بك لأن عالمي كان يتهاوى فيما يبدو ، وإنني أرى الآن انه لم يكن كذلك ، لا تدهشي يا أماه وإلا غيرت رأيي!".
بعد ذلك بشهرين كان اليخت ماريا كريستينا يرسو في خليج مونتي كارلو ، وعلى متنه كانت مادلين تتمدد بالبيكيني في كسل ، وجاء من يضع على ظهرها كوبا مثلجا فإنتفضت جالسة لتجده نيكولاس ، إبتسم لها مداعبا ،وناولها كوب الشراب قائلا:
" كانت هذه أسرع طريقة لأرغامك على النهوض ، كنت تبدين بالغة الرضى وأنت راقدة".
تنهدت مادلين في إرتياح وقالت:
" انا راضية يا حبيبي ، لم أشعر بسعاد مثل هذه من قبل في حياتي".
" وإنني لأجد الفردوس في أي مكان تكونين فيه معي يا حبيبتي".
منتديات ليلاس
وإقتربت منه وأخذت تعبث بأصابعها في صدره ، وتساءلت عما تفعله الفتاتان الآن ، كانت ديانا وماريا قد طارتا بعد الزواج الذي عقد منذ ستة أسابيع الى فيلينتيا مع والدة نيكولاس ، بينما طارت مادلين ونيكولاس مباشرة الى نابولي بعد قضاء عطلة نهاية الأسبوع في باريس ، ثم أقلهما اليخت من هناك في رحلة شهر العسل بين الجزر اليونانية ... قال نيكولاس في تراخ:
" سنجد تغييرا كبيرا في ديانا ، ماريا عظيمة في الإصلاح ،وهي تشبه جدتها ، وفيما بينهما ستتبدد أية شكوك باقية في نفس ديانا ، وغدا نطير الى روما ونذهب الى فيلينتيا ، وفي عطلة الأسبوع نعود الى روما وأريك منزلي ، هل تتطلعين الى ذلك؟".
"أنت تعلم ذلك ، بيتنا ! هذا يبدو رائعا !".
" سيكون الأمر كذلك ، وسنكون وحدنا لفترة ، لقد وافقت والدتي على إبقاء الفتاتين معها في فيلينتيا ، فهي تدرك حاجتنا الى الإنفراد".
تمددت مادلين وتطلعت الى السماء الصافية ، لمتكن فيها سحابة واحدة ، هذا هوحقا أفق مستقبلها.



تمت

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 09-12-11, 11:32 PM   المشاركة رقم: 60
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

مشكورة كتير نيو فراولة على الرواية الرائعة

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne mather, آن ميثر, الماضي لا يعود, legacy of the past, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:01 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية