لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-12-11, 07:31 PM   المشاركة رقم: 51
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

إنحرف نيكولاس بالسيارة الى رقعة عشبية تحت أغصان شجرة بلوط ضخمة ، واوقف المحرك ، وإستتب السكون إلا من تغريد الطيور وصوت جرار وحيد على ابعد يمر عبر الحقول ، وتنهدت مادلين وإستندت الى مقعدها ثم تطلعت الى نيكولاس ، كانت هناك خطوط من الإعياء حول عينيه ، فقالت في صوت خفيض:
" ألا تزال تريدني؟".
فتاوه ووضع ذراعه على ظهر مقعدها وإلتفت اليها ، وأخذ يربت بيده على شعرها الناعم ، وقال:
" هل أريدك ؟ إنك لتعلمين انني أريدك".
واحنى راسه وأضاف:
" كان في وسعي أن اقتلك لما فعلته بي".
ففتحت عينيها على مضض وتطلعت اليه بلا خوف ، وقالت:
" يا حبيبي ، لا يمكن ان تكون على هذه الدرجة من القسوة ، على نفسك بالطبع ، إنني احبك ، وساتزوجك في أي وقت تشاء".
فإبتسم نصف إبتسامة وهو ينظر في عينيها وقال:
" لم أكن استطيع قتلك في أي حال ، إنك لأعز عليّ من ان افعل ذلك ، مهما كان قرارك".
سحبت مادلين انفاس سيكارتها وهي تشعر بالدفء والنعاس ، وقالت:
" سنخبرها اليوم ، بلا توقع".
ثم تنبهت فإنتصبت فجأة وقالت وعيناها مليئتان بالخوف:
" ولكنك ذاهب الى إيطاليا اليوم؟".
قال وهو يجذبها اليه:
" إستريحي ، لست ذاهبا ، على الأقل ليس اليوم".
" ولكن... ولكن كيف؟".
فجذب كل الدبابيس في شعرها وألقاها في أرض السيارة ، فاطلق بذلك شعرها وقال:
" أعتقد انني كنت ساتصل بك... أسدليه يا حبيبتي حتى استطيع ان اتخلله باصابعي".
إحمر وجه مادلين على نحو زادها فتنة ، واطلقت بسرعة ما بقي من عقدات شعرها وهي تمر بيدها وتساءلت:
" اهذا أفضل؟.
" أفضل بكثير...".
ثم عانقها وقال:
" يا الله إنك تعلمين أنه لم يكن في وسعي ان أغادر البلاد بدون ان أراك مرة أخرى ، وإن كنت قد سررت لأنك إتصلت بي ، اردت أن يكون لك الشعور نفسه".
ربتت على خده قائلة:
" اردت ذلك ... ولكنني أبدو في حال لا تسر".
قال وهو يداعب أذنها:
" إنك متعبة فقط ... ألا تستطيعين النوم؟".
هزت رأسها ، فقال في لين :
" ولا انا ، إلا أن هذا يمكن علاجه بسهولة".
فإبتسمت قائلة :
" أعرف يا حبيبي.... وفي اجمل صورة ".
وعانقها مرة اخرى ، وكل منهما يشعر بأنه يتفانى في الآخر.
وتناولا القهوة في البلدة وعادا الى شقة مادلين في نحوالثانية عشرة ، ولم تكن ديانا في المنزل وإن كانت مادلين قد تتوقع ان تكون هناك بعد ان اغلقت الكلية أبوابها للعطلة الصيفية في اليوم السابق ، قالت وهي تخلع معطفها:
" لا بد انها ذهبت تتسوق ، هل تود أن تبقى لتناول الغداء ، أم هل تعود الى الفندق ، علمت أن لديك ضيفة اخرى غير والدتك".
" ومن أخبرك بذلك؟".
" هارفي ، قابلته ليلة امس في المسرح".
" وهل كان هذا هوالسبب في أنك قررت الإتصال بي؟".
غمغمت بصدق:
" حزئيا ، لكنني لم أكن أحتاج في الحقيقة الى مبرر ، فإنني ظللت أتوق الى رؤيتك طوال الأسبوع".
قال نيكولاس وهو يخلع معطفه:
" حسنا".
" ولكن ماذا عن هذه الفتاة الأخرى ؟ هل كنت تحبها؟".
" كلا !".
فتنهدت مادلين وقالت:
" لا تكن وضيعا".
فقال وهو يجذبها اليه:
" إنها مرشحة أمي لتكون زوجة نيكولاس فيتال...".
" أوه... كان هارفي محقا إذا".
قال:
" نعم ، إذا كان قد قال ذلك ، هل تعتقدين أنها قد تنجح في الإختيار؟".
أحكمت مادلين ذراعيها حول عنقه وغمغمت بقوة:
" لا .... إذا كان لي شأن بالموضوع".
" إن لك كل الشأن بالموضوع ، كلا يا حبيبتي ، أمي العزيزة ، وماريا ، وصوفيا ، كلهن في طريقهن الى روما في هذه اللحظة".
ذهلت مادلين :
" ماذا ؟ ولكنني كنت أظن أن والدتك في طريقها الى أمريكا".
" كانت والدتي ، ولكنني عندما رفضت العودة الى إيطاليا مع ماريا ، لم تستطع والدتي أن تدعها تذهب وحدها ، ثم إنني كلمتهن بشانك !".
" أحقا فعلت ؟ يا للسماء ! وماذا قلن؟".
إبتسم نيكولاس إبتسامة عريضة وقال:
" صعقن في البداية ، ولكنهن سيذعنّ ، ماريا تقوم بدور كبير في العلاقات العامة !".
دفنت مادلين وجهها في صدره وقالت هامسة :
" أوه يا نيكولاس ، إنني أحبك".
" آمل ذلك... اعني بعد أن إشتريت تصريحا خاصا".
" تصريحا خاصا؟ أكنت موقنا من ناحيتي؟".
هز رأسه ، وبدا جادا للحظة:
"لست موقنا على الإطلاق يا حبيبتي ، ولكن عندي الأمل".
" تحققت آمالك ن أمتأكد أنت من انك تريد ما تفعل؟".
" طبعا ، وانت؟".
" أوه ، إنني واثقة".
قالت ذلك وهي لا تكاد تصدق الحقيقة ، فما لبث ان ابعدها عنه قائلا:
" إذهبي واعدي الغداء يا حبيبتي ، إنني مجرد بشر".
نظرت مادلين في الثلاجة لترى ما يمكن ان يكون لهما في الغداء ، كان هناك بعض اللحم وكثير من الخضراوات ، فقررت شي اللحم وإعداد الخضراوات في إناء الضغط بالبخار ، وقدرت أن الفاكهة المعلبة والكريمة كفيلتان بإعداد الحلوى ، وبعد أن إطمأنت الى ان الوجبة يجري إعدادها عادت الى غرفة الجلوس ، وكان نيكولاس ممددا على الأريكة يقرأ صحيفة ، وقالت وهي تطلق ضحكة عالية:
" لا أكاد أصدق ان كل هذا يحدث ، عندما إستيقظت في الصباح كنت أخشى ما ستقوله لي عندما أتصل بك تلفونيا".
" وماذا كنت تتوقعين ان اقول؟".
هزت كتفيها وقالت:
" لا أعرف ، ربما أنك لا تريد رؤيتي بعد الآن".
" آه لو كنت تعلمين".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 07-12-11, 11:46 PM   المشاركة رقم: 52
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 



قال ذلك متأوها وإنحنى الى الأمام ليمسك بها وهي تمر أمامه ولكنها راغت منه وهرعت الى غرفة النوم ، وقالت تناديه وهي تغلق الباب:
" لن استغرق أكثر من دقيقة".
وإغتسلت وإرتدت بنطلونا فضفاض وبلوزة تريسل وراجعت في ذهنها ما ستقوله لديانا ، لا بد ان مشادة ستحدث بينهما ن ولكن مهما حدث فإنها تنوي ان تكون حازمة ، فلا فائدة من المداورة.
وبينما هي تضع بعض الحمر الخفيف على شفتيها إنفتح الباب وظهر نيكولاس على عتبته ، وقال ساخرا:
" إناء البخار يوشك أن ينفجر ، وقد أطفاته ولكن يحسن بك أن تتحققي بنفسك من ان كل شيء على ما يرام".
إبتسمت مادلين مداعبة وقالت:
" الا تعرف يا حبيبي إن كان الأمر على ما يرام ، أم إنك لا تفهم في شغل البيت؟".
فغمغم وهو يهز كتفيه:
" اعتقد إنني لا أفهم".
" سيكون الأمر على ما يرام... ولكن هل سيكون لي زوج عاجز تماما ؟".
فضيّق نيكولاس عينيه يساوره إستياء مشوب بالسرور وهي تنهض ، وقال وهو يتقدم نحوها:
" هذا يتوقف على ما تعنين ، بكلمة عاجز !".
فتراجعت وهي تضحك مداعبة ، وبينما كانت تفعل ذلك سمعت صوتا في غرفة الجلوس ، فتوقفت ونظرت الى الباب متجاوزة نيكولاس ، وتساءلت وهي مقطبة الجبين:
" لا تحاول إعاقتي...".
قال نيكولاس ذلك وهو يبتسم ويواصل التقدم نحوها ، فراغت منه وهي تفتعل الإنزعاج ، كانت عارية القدمين وكان يبدو بالغ الضخامة وهو يقترب منها وإصطدم باطن ركبتيها باحد الأسرة ففقدت توازنها وسقطت وهي تشهق على الفراش وإعتذرت له متوسلة ، لكنه قال:
" والآن ، اريد إعتذارا حقيقيا".
فقالت مقطعة الأنفاس:
" حسنا ، دعني انهض".
" لا ، قولي بعدي ، إنني آسفة للغاية يا سيدي ، ولن يحدث ذلك مرة أخرى!".
فضحكت مادلين في خفوت وقالت:
" إنني آسفة للغاية يا حبيبي ، ولن يحدث ذلك مرة أخرى".
" لم تكن الكلمات مني ان اغيرها؟".
فاطلق يديها وجلس بجوارها قائلا:
" لن يكون هذا ضروريا ، والواقع انني افضّلها بطريقتي".
ثم قال:
" ماذا ستظن إبنتك إذا وجدتنا هنا؟".
فرفعت جسمها وقالت في إرتعاشة يسيرة:
" ومن يلومها؟".
فأومأ نيكولاس براسه وإسترخى على ظهره وقال:
" لا عجب أن تساورها افكار غريبة عن الزواج إذا كنت انت وجو لم تتواجدا معا في غرفة واحدة".
جلست مادلين وقالت:
" لا أظن انها فكرت في ذلك ، ثم أن هناك كثيرا من الناس لهم فراش متباعد".
" اظن ذلك ، ولكنني أعتقد أنني لو كنت مكانها لتحريت الأمر قليلا ان هناك فارق رهيب بين سنيكما ، وعلى فكرة كم كان عمر ذلك الفتى ... بيتر؟".
" نحو السابعة عشرة على ما أعتقد ، لماذا؟".
فهز نيكولاس كتفيه وقال:
" لا ادري ، ربما كان مجرد فضول مني".
ثم إبتسم وجلس قائلا:
" كل ما يحيط بك يفتنني ".
فرمقته بإبتسامة راضية وقالت:
" أحقا ؟ هذا أمر لطيف".
" اليس كذلك ؟ إنني أتمنى لو كنت أعرف جو".
" لماذا؟".
" حسنا ، إنه يبدو لي شخصية أصيلة ، ليس هناك كثير من الرجال يمكن أن يفعلوا ما فعل".
تنهدت مادلين وقالت:
" كلا ، كان جو رائعا ، لا سيما عندما أفكر كم كنت حمقاء".
" لم تكوني حمقاء ، كنت فقط صغيرة جدا ، وخائفة جدا".
فنهضت وقالت:
" هذا صحيح ، من الأفضل ان اعد الغداء الآن ، فستكون ديانا هنا بين لحظة وأخرى".
وقطع كلماتها صوت الباب يغلق ، وتطلعت مادلين في إعياء الى نيكولاس ، فنهض على الفور وتقدم بسرعة الى باب الغرفة ، ودخل غرفة الجلوس وهو يتوقع أن يجد ديانا ، ولكن الغرفة كانت خالية ، فعاد الى مادلين قائلا وهو مقطب الجبين :
" لا يوجد أحد هنا".
إمتقع وجه مادلين بشكل واضح ، وقالت:
" أوه... كانت هي التي دخلت إذا عندما قلت لك إنني سمعت شيئا".
تجهم وجه نيكولاس ، وقال :
" هل تعنين ان ديانا كانت تقف هنا تسترق السمع طوال الوقت؟".
وضعت مادلين يدها على جبهتها وقالت:
" في الغالب يا نيكولاس ، هل تدرك معنى ذلك ؟ لا بد انها سمعت كل كلمة قلناها".
قال نيكولاس غاضبا:
" وماذا في هذا ؟ لا بد انها إرتاحت على الأقل لأننا لم نكن نفعل شيئا".
هزت مادلين راسها كالمحمومة وقالت:
" كلا ، كلا ... الا تذكر ، كنا نتحدث عن جو وعن والد ديانا الحقيقي ، ولست أتصوّر من حديثنا أنه كان من الصعب أن تجمع واحدا الى واحد".
أغلق نيكلاس للحظة وقال:
" يا إلهي ، إنني لآسف يا مادلين ، لقد نسيت ، إن معرفتي بديانا تجعلني أعتقد انها قد هوّلت الأمر أكثر على الأرجح".
ثم هز كتفيه قائلا:
" هذا على الأقل يحل مشكلة إبلاغها بحقيقة أصلها ونشأتها".
أشاحت مادلين عنه ، يا لهول ما حدث ، كان أجدر بها أن تعلم أن الهناء المثالي الذي كان لهما من قبل لا يمكن ان يدوم ، وقال نيكولاس بحسم وهو يرتدي معطفه:
" سأذهب لأحضارها".
إلتفتت اليه مادلين قائلة:
" هل لك أن تفعل ذلك؟إنني لا احب فكرة ذهابها على هذا النحو".
إبتسم لها نيكولاس مشجعا وقال:
" ولا انا ، لا تقلقي يا حبيبتي ، سيكون كل شيء على ما يرام".
وبعد أن ذهب أخذت مادلين تتطلع من النوافذ المطلة على الحي ، وشاهدت نيكولاس يخرج من المبنى ، ولكن لم يكن هناك اثر لديانا ، ونظر نيكولاس في إتجاهي الطريق ولم ير شيئا ، فمشى الى سيارته وإندس وراء عجلة القيادة وما لبث ان مضى بها بعد لحظات.
ومرت نصف ساعة قبل ان يعود وحده ، وذهبت مادلين تفتح له الباب وتطلعت في يأس اليه ، فقال وهو يفك أزرار معطفه:
" لقد تبخرت في الهواء على ما يبدو ، بحثت عنها في كل مكان ، من المستحيل أن تكون قد ذهبت بعيدا قبل أن أخرج ، ورايي انها خمنت أننا سنبحث عنها فإنتظرت في مكان ما من البناية حتى خرجت ثم تبعتني لترصد حركاتي بدلا من ان أرصد حركاتها".
غاصت مادلين في أحد المقاعد قائلة:
" وماذا نفعل الان؟".
" ننتظر ، نبدأ بتناول الغداء ، ولا بد أن تعود عاجلا أم آجلا ، فديانا ليست من الطراز الذي يهجر راحة البيت لوقت طويل".
" اتعتقد ذلك؟".
" بالطبع... تلقت ديانا صدمة سيئة بلا شك ، ولكن ليس في وسعنا أن نفعل شيئا حتى تعود".
صاحت مادلين في ياس:
" " ولكن ، هل ستتركني اساعدها ؟ فانا سبب مشكلتها في أي حال".
هز نيكولاس قائلا:
" لا اعرف ديانا كما تعرفينها ، ولكنني أقول إنها قادرة على أن تصمد لشيء كهذا ، إنها ليست فتاة مفرطة العصبية ، إعتادت فقط ان تحقق امورها بطريقتها ، ولسوف تألف هذا الأمر ، وقد يكون هذا أفضل للجميع ، فقد تنظر إليّ نظرة ارق بعد أن تعرف أن أباها لم يكن الشخص المثالي الذي ظنته".
وتطلع الى مادلين بفهم وتعاطف قائلا:
" هل أبدو كوحش لا قلب له؟".
رسمت مادلين على شفتيها نصف إبتسامة وقالت:
" كلا ، إنني أدرك انك تحاول فقط ان تجعلني أشعر بإرتياح أكثر فلنتناول الغداء إذا".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 08-12-11, 08:59 PM   المشاركة رقم: 53
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

11- ديانا فوق الشجرة


وما أن حلت الساعة الثامنة حتى كانت مادلين قد فقدت أعصابها تماما ، خرجت مع نيكولاس في السيارة بعد الظهر يبحثان وينقبان في كل مكان في أوترييري ، ذهبا الى نادي السبعينات وتفقدا سائر المقاهي بدون جدوى ، لم يكن هناك اثر لديانا ، وكان الجو قد بدأ يمطر في وقت تناول الشاي وأصبح هناك الآن سيل منتظم يغمر كل شيء ، عادا مرتين الى المسكن للتحقق إذا عادت اثناء غيابهما ، لكنهما اصيبا بخيبة امل ، ولم تستطع مادلين ان تفكر في مكان آخر يبحثان فيه.
واخيرا قالت:
" لا أظن انها ذهبت الى بيت جيف".
قطب نيكولاس جبينه قائلا:
" أوه ، نعم ، هذا الفتى الذي إصطحبناه معنا يوم الأحد ، بدا صديقا حميما لها".
" أجل ، إنهما يخرجان معا منذ ثلاثة أشهر ، وإن كان الامر بينهما بلا جدوى ، وهي لم تظهر له الود منذ أخبرها بخروجه مع ماريا ومعك ، ولا اعتقد أنها خرجت معه منذ ذلك الحين ، كانت مشغولة بالطبع في المسرحية ولم يكن لديها وقت".
" حسنا ، هل لديهم هاتف؟".
هزت مادلين رأسها :
" لا أظن ذلك ، لكنني أعتقد أن العنوان هوطريق ( بوبلار ) ولست موقنة تماما من الرقم ، ربما يكون 14".
أدار نيكولاس السيارة وإتجها في طريق المصنع ، وكانت أصابعه تقبض على عجلة القيادة بشدة ، وشعر بالغضب إزاء ديانا ، مهما كانت مشاعرها ، لأنها تسببت لوالدتها في مثل هذا الشقاء غير الضروري ، تلقت مفاجاة غير سارة ، ولكن هذا لا يخولها الحق في القرار تاركة مادلين بدون أي وسيلة للإتصال بها ، وأحس انه يهز ديانا بقوة ويعنفها على تصرفها الذي يفتقر الى التدبير.
وكان طريق بوبلار عبارة عن صف من المنازل ذات ابواب امامية صفراء ونوافذ بيضاء ، وكان رقم 14 يشبه سائر االمنازل ، فيما عدا ستائره اللامعة وطلائه الجديد.
ترك نيكولاس مادلين في السيارة وذهب بنفسه الى الباب ، ووقف تحت المظلة لتجنب السيل الذي كان ينهمر على البلدة ، وجاء الى الباب رجل في أواسط العمر بدا مدهوشا عندما رأى السيارة الأمريكية الكبيرة عند بابه ، وذلك الغريب الطويل على عتبته.
منتديات ليلاس
" نعم ؟ أي خدمة؟".
قال نيكولاس في لهجة ودودة:
" آمل ذلك ، علمت أن هناك أسرة تسمى أمبرسون تقطن في هذا المكان ، فهل تعرف أين؟".
" اعرف حقا ، انا والتر إمبرسون ، ماذا أستطيع؟".
" هل لديك إبن يدعى جيف؟".
بدا على الرجل القلق:
" صحيح ، ما الخبر ؟ هل حدث شيء؟".
قال نيكولاس في صبر:
" كلا... لا شيء من ذلك ، له صديقة تدعى ديانا سكوت ، ونحن نبحث عنها".
" حقا ؟ ليست هنا الآن".
قال نيكولاس يحدوه الأمل:
" هل أفهم من ذلك انها كانت هنا؟".
" أوه ، نعم ، كانت هنا من قبل ، تناولت الشاي هنا مع الأم ومعي ، وجيف بالطبع".
جاهد نيكولاس لأحتواء صبره النافد ، قائلا:
" واين هي الان ؟".
"وماذا يهمك من ذلك ؟ إنها بلا أب ؟ من أنت؟".
إلتفت نيكولاس وأشار الى مادلين لتلحق بهما وقال:
" أنا صديق والدتها ، هذه السيدة سكوت قادمة الان ، ديانا لم تات الى البيت منذ وقت الغداء ، ولا نعرف أين ذهبت".
" فهمت".
اومأ السيد أمبرسن براسه ، ولحقت بهما مادلين ، وقال نيكولاس :
" هذا السيد أمبرسون يا مادلين ، يقول ان ديانا كانت هنا بعد الظهر وانها تناولت الشاي معهم".
شبكت مادلين يديها قائلة:
" حقا ؟ وأين هي الآن؟".
وهنا جاءت إمرأة من الممر ، ذات وجه متورد ، مثقل بالمساحيق ، وشعر أشقر مصبوغ ، فإلتتت اليها السيد أمبرسون قائلا:
" أوه... سارة هذه ام ديانا وصديق لها ، إنهما يبحثان عن ديانا ".
قالت المرأة وهي تتطلع اليهما وتقيمهما:
" حقا؟".
وشعرت مادلين بأنها تحسب ماذا يمكن ان تكون العلاقة بينهما وتخرج بإجابة خاطئة ، فكررت قولها على امل:
" هل يمكنك ان تخبرينا أي ديانا الان؟".
" فهمت من ديانا أن أحدا لن ينتظر عودتها إلا في وقت متأخر ، قالت أن امامكما أمورا ستقومان بها".
ثم إلتقتت الى نيكولاس قائلة:
" ويبدو أنها كانت متضايقة من شيء ، فقال جيف أنه سيخرج بها الليلة ، ولما كان الجو ممطرا سمح لهما والتر بأخذ السيارة".
وكانت نبراتها تبدو فيها السخرية الوقحة ، ولو لم تكن مادلين في حاجة الى المعلومات لتركتها وإنصرفت ، وتساءل نيكولاس مثابرا:
" واين ذهبا؟".
غمغمت مادلين.
" ربما قطعا في الطريق شوطا آخر بالسيارة ، فقد بحثنا بالفعل في كل المقاهي".
تساءل نيكولاس :
" هل كانت السيارة في حالة طيبة؟".
شدت السيدة أمبرسون كتفيها وقالت:
" إنها سيارة جديدة ، وهي بالطبع في حالة طيبة.
" كل السيارات ينفد وقودها من وقت لآخر ، ومع ذلك فانت تعتقدين أنهما ذهبا؟".
تنهد السيد امبرسون قائلا:
" من المحتمل أن يكون ذلك الأحمق من الغباء بحيث يذهب الى لندن".
صاحت مادلين :
" ماذا؟".
حك السيد امبرسون ذقنه متفكرا:
" تحدث مرة خلال الأسبوع عن ناد إرتاده في لندن عندما كان في آخر عطلة أسبوعية ، ذهب الى هناك مع بعض الأصدقاء في سيارتهم".
قال نيكولاس ساخرا:
" سيارتي....
" حقا؟".
قالت ذلك السيدة مبرسون وهي مدهوشة بينما قال نيكولاس للسيد أمبرسون:
" إستمر ، اين هذا النادي؟".
" في حي سوهو على ما أعتقد ، إنك لم ترتد هذا المكان ليلا ، أليس كذلك؟".
" كلا ، ولكن ربما أكون قد شاهدت المكان من السيارة".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 09-12-11, 01:07 PM   المشاركة رقم: 54
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" هذا هو الحل الوحيد الذي يمكنني ان أفكر فيه ، وإنني آسف لأننا لن نستطيع مساعدتكما كثر من ذلك".
" حسنا ، أعتقد ان افضل ما نفعله هو السير على الطريق في إتجاه لندن ، فقد نراهما ،الساعة الان تجاوزت التاسعة ولا أظن أنهما ينويان التأخر في العودة".
قال السيد أمبرسون:
" قلت لجيف إن موعده الساعة العاشرة ، انا أقلق دائما عندما يأخذ السيارة ، طلبت منه ان يعود قبل ان تغلق المقاهي أبوابها".
تساءلت مادلين:
" في أي ساعة ذهبا؟".
رد السيد أمبرسون :
" في نحو السادسة ، وأعتقد انكما قد تصادفانهما في الطريق".
تطلع نيكولاس الى مادلين قائلا:
" هل نحاول؟".
" أوه ، نعم ، بالطبع".
" نشكركما".
إبتسم السيد أمبرسون قائلا:
" أنا موقن أن ديانا ستكون على ما يرام بصحبة جيف.
" وأنا أيضا".
وأومأ نيكولاس برأسه الى مادلين يحثها على العودة الى السيارة ، وشعرت مادلين بعيني المرأة تتبعانهما ، هل يمكن أن يكون جيف اهلا للثقة كما يقول ابوه ؟ لو كان والده أشبه بوالدته لأنتابها القلق حقا.
تطلعت ديانا بضيق الى جيف والسيارة تنهب الأرض عائدة الى أوترييري ، وكان المطر خارج السيارة ينهمر بغزارة لم تحدث من قبل ، فشعرت بإكتئاب تام ، كان يوما فظيعا ، إكتشفت فيه أولا انها ليست إبنة جوزيف سكوت على ما يبدو ، ثم إكتشفت ثانية ان جيف ، رغم وسامته ، بدأ يثير فيها السأم.
وكان سأمها بدأ في يوم الإثنين السابق عندما ظل يحدثها طويلا في هيام عن ماريا فيتال ، ولكنها في ذلك الوقت كانت لا تزال تعتقد بانها تغار أما الآن فهي تعرف الحقيقة ، ذهبت الى منزل جيف اليوم لأنه الشخص الوحيد الذي شعرت بإمكان اللجوء اليه ، وهي الآن تتمنى لو ذهبت الى بيت العم أدريان ، فعندما أبلغت جيف ، في يأسها ، الأول المرير ، بأمر أمها ، ضحك بالفعل ، ثم لما أفاق قال إنه ما دام نيكولاس فيتال لم يعترض فيما يبدو فلماذا تعترض هي؟
شعرت تماما أنها وحيدة مهجورة ، وعندما إقترح القيام بهذه الرحلة رحبت على الفور ، لم تكن تعرف عندئذ كيف تواجه أمها ، ولكن شعورها الآن يختلف.

قالت لجيف في سخرية:
" حسنا ، كم كان هذا المكان الذي زرناه مثيرا !".
نظر اليها جيف في غضب واصابعه تقبض بشدة على عجلة القيادة ، هو كذلك خاب أمله في ديانا ، وأراد أن يؤذي مشاعرها لسخريتها منه:
" كنت حريصة على الذهاب عندما إقترحت هذا المكان ، ماذا حدث ؟ ألم يكن متوافقا مع تطلعاتك العالية ؟ توقعت أن فتاة مثلك ، من بيت طيب ، لن تألف مثل هذه الظروف البدائية".
كان صوته مفعما بنبرة التعذيب فقالت وهي تنظر بلا إكتراث من النافذة :
" لا تكن فظا ".
قال وهو يواصل السخرية منها:
" آسف ، هل قلت شيئا خطأ ؟ يا للسماء .... هذا المكان إنتزعك على الأقل من حالة الكراهية التي كنت فيها عندما أتيت بعد الظهر"
" إنك لا تفهم ".
" وما هذا الذي لا أفهمه ، إسترقت السمع على حوار بريء تماما ، فمن أين لهما أن يعرفا أنك لن تنصتي الى مناقشتهما ، إن مسترقي السمع لا يسمعون شيئا طيبا عن أنفسهم ، لا بد انك قد سمعت بذلك".
ضغطت ديانا شفتيها قائلة:
" اعرف ذلك ، ولكن هل ان يكون صحيحا إنني طوال السنوات التي كنت أعتقد فيها أنني ثمرة زواج مثالي ، كنت في الحقيقة مجرد ثمرة لحادثة عارضة في زقاق خلفي؟".
" كفي عن تهويل الأمور ، إنسقت في التمثيل كثيرا ، إنك تحاولين أن تعيشي حياتك وكأنها فيلم كبير ، أنت فيه البطلة التي يخطىء سائر القوم في حقها ، إكبري يا ديانا ، إن أمك مجرد بشر ، لقد إرتكبت خطأ حقا ، ولكن لا تدينيها على أمر يمكن ان يحدث لأي إنسان ، يا للسماء ، كان في وسعها أن تضعك في ملجا ، او تدع احدا يتبناك ، ولكن لا ضحت بحريتها بالزواج من رجل في سن ابيها ، لمجرد إنقاذك من وصمة البنوة غير الشرعية".
حدقت فيه ديانا ، هو بالطبع محق ، لماذا لم تفكر في الأمر على هذا النحو؟ إنه صحيح ، حاولت أن تضع نفسها موضع البطلة بينما هي في الواقع جعلت من نفسها حمقاء ، وتذكرت ماريا فيتال ورفقتها السهلة مع أبيها ، ليس في العلاقة بينهما غيرة تصل الى حد الإمتلاك ، بل وبدت ماريا مغتبطة لأن والدها عثر على شخص يريد أن يكون معه ، فلماذا لا يمكنها ان تكون مثل ذلك بدلا من أن تفسد بقصورها حياة مادلين.
غمغمت وهي تتنهد:
" اعتقد أنني كنت أنانية ".
" حسنا ، لماذا لم تجعليهما يعرفان أنك موجودة هذا الصباح!".
عضّت ديانا شفتها قائلة:
" كانا معا في غرفة النوم عندما دخلت ، وظننت في البداية انهما...".
وهنا إحمر وجهها واضافت:
" ثم بدأت أنصت ، وأنت تعرف الباقي".
" وماذا كانا يفعلان؟".
" أوه... مجرد دعابة ، وكانا يبدوان سعيدين معا ".
لوى جيف قسمات وجهه قائلا:
" هاك إذا ، لعل كلا منهما يحب الآخر ، إصغ الي! لكأنما انا أسوق النصح للمحرومين من الحب !".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 09-12-11, 06:44 PM   المشاركة رقم: 55
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

شعرت ديانا بشيء من الإسترخاء ، ففي بعض الأحيان كان جيف يبدو معقولا ، وأحست بانها ممتنة له على رأيه النزيه ، ولكن من المؤسف انه صريح هكذا في أمور أخرى ، إنها لا تزال في السادسة عشرة ولا ترغب في ان تنغمس في علاقة حميمة لبعض الوقت ، قال جيف:
" ينبغي لك ان تكوني قادرة على فهم مشاعر كل منهما للآخر".
ألقت اليه ديانا نظرة جانبية وتساءلت:
" ولماذا؟".
" حسنا ، أنت وانا.... مثلا".
" آسفة يا جيف ، ولكن أنت وانا ، إنته الأمر بيننا ، أنا معجبة بك ولكنني لا أريد علاقة جادة مع أي فتى لعام أو نحو ذلك ، اريد الإنتهاء من تدريبي لأصبح سكرتيرة ، وبعد ذلك قد يتوافر لي الوقت لمثل ذلك ، وأعتقد أنني كبرت في هذه الأسابيع القلائل الأخيرة برغم كل شيء".
عبس جيف غاضب ، وقال بوضوح :
" لا توجد فتاة تستطيع أن تقول أنها أنهت أمرها معي".
بدت الدهشة على وجه ديانا وظنت للحظة أنه يمزح ، وتساءلت:
" ماذا تعني ؟ أنهيت الأمر ، كن عاقلا يا جيف ، فانت ستدخل الجامعة في الخريف ، ولن يكون لديك وقت لي عندئذ".
هز جيف كتفيه وقال:
" لماذا تريدين إنهاء الأمر بيننا ؟".
" اوه ، لا أدري يا جيف ، أعتقد أنك أكبر مني سنا بكثير على نحو لا يناسبني ، لا أزال طفلة ، وربما كنت محتشمة أكثر من اللازم على النحو الذي تتهمني به".
نظر جيف في المرآة ليراقب حركة المرور وراءه ، ثم إنعطف بالسيارة خارج الطريق ومضى عبر برك الماء الى ظل سياج من الجر ، وشعرت ديانا برعدة تتملكها بغير إرادة منها ، وقالت:
" هيا يا جيف ، لا نستطيع التوقف هنا ، إنها لعبة قذرة ، إنني اشعر بالبردة والبلل وأريد العودة الى البيت".
" اتريدين ذلك الان؟ حسنا سأتكفل بتدفئتك ، ولن تريدي عندئذ العودة الى البيت ، بل ستتوسلين لي من اجل البقاء".
منتديات ليلاس
بلعت ديانا ريقها بصعوبة ، كان عليها ان تظل يقظة ، لا يمكن أن يكون جيف ينوي حقا لمسها ، فهما الان في أي حال يشرفان على طريق غاص بالمرور ، لن يجرؤ ، وشعرت الان بأن صورة بيتها وأمها وحتى نيكولاس فيتال أبعث بكثير على طمأنينتها من هذا الفتى الذي أدركت أنها لا تكاد تعرفه على الإطلاق ، ليتها لم تكن تقول شيئا عن عدم عزمها على لقائه مرة أخرى وأجلت ذلك الى ان يصبحا فعلا في اوترييري... كان هذا هو الذي بدأ الأمر كله بينهما.
وفجاة ، وقبل ان تحتج ، جذبها اليه ، وهو يمسك بها على نحو محكم يكاد يخنقها ، فحاولت الإفلات بكل قوتها ، تملكها الذعر وشعرت بصدود عنه لأفتقاره الى السيطرة على نفسه ، ولم تدر ماذا تفعل لأيقافه.
صاحت وهي تئن:
" أرجوك يا جيف ، دعني أذهب".
نظر اليها ساخرا وقال:
" ولماذا افعل ذلك ؟ إنك أنت التي جريت ورائي بعد ظهر اليوم ، كنت تتلهفين على شخص تبوحين له بهواجسك ، كان ذلك مختلفا ، أليس كذلك؟".
اخذت تتلوى في قبضته وصاحت:
" كنت أظن أنك تحبني".
" إنني أحبك".
" لماذا إذا تعاملني وكأنني متشردة وضيعة".
قالت ذلك صائحة وهي تشعر بالغضب لأنه يمتهنها في فكره على هذا النحو ، وليأسها وعجزها معا ، وقال جيف في صوت أجش:
" لست أعاملك هكذا يا طفلتي ،لنمض معا ، إن كل الفتيات يحببن شيئا من التسلية".
أجابت بقوة:
" لست كذلك ، وإذا لمستني سأصرخ!".
إشتد الغضب بجيف ، وصاح:
" كفي عن التمثيل يا ديانا، لن تصرخي ، ثم أنها ستكون تجربة جديدة فلم أصدف مقاومة أبدا من قبل".
إشتعلت ديانا غضبا ، وفي غمرة ياسها أحنت رأسها وعضت بشدة تلك اليد التي كانت تمسك بكتفها ، وبصيحة ألم تركها جيف للحظة كانت كافية لأن تدفع الباب وتقفز من السيارة فتكاد تسقط على الجانب الطيني ذي العشب وكان الطريق خاليا فلم تجرؤ على الإنتظار ريثما تأتي سيارة من هذه الناحية ، وبحركات سريعة دست نفسها بين اغصان السياج ، وزحفت الى أيكة شجر ، وكانت تسمع صوت جيف يناديها ويتبعها فنهضت على قدميها وبدأت تعدو ، كان أمامها بضع ثوان فقط من الحرية فإعتزمت ألا تفقدها.
وكانت الأيكة كثيفة سوداء ، وإصطدمت وهي تجري بعوائق لا تعرف معناها ، ولم يكن هناك قمر وكان المطر لا يزال يهطل بلا إنقطاع.
وشعرت بشيء من الإرتياح لأنها كانت ليلة مظلمة ، فعلى الأقل لم يكن من السهل رؤية شبحها.
وكان كل مكان مشبعا بماء المطر الغزير ، وما لبث العشب الصغير المبتل أن تسلل الى حذائها الخفيف وهي تعدو والطين يتطاير من حولها وفي إندفاعتها تلك لم تفكر فيما قد يكون امامها إلا من امل ضئيل في وجود بيت لحد المزارعين ونجدة عنده ، وقدرت أنها على مسافة خمسة عشر ميلا من منزلها ، وهي مسافة أكبر من ان تحاول ان تقطعها بمفردها.
وكانت تسمع جيف وهو يخترق الأغصان وراءها ، يناديها مرة ومرات ، وتساءلت عما تفعل والدتها الان وعما إذا كان يساورها قلق بالغ بشانها ، الساعة تجاوزت التاسعة وهي لم تعد الى المنزل منذ الصباح ، وشعرت عندئذ بالأسف يتملكها على فرارها الطائش من البيت هذا الصباح ، وتساءلت إذا كانت مثل هذه الحوادث تغيرحياة الناس.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne mather, آن ميثر, الماضي لا يعود, legacy of the past, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:34 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية