كاتب الموضوع :
ميسم الياسمين
المنتدى :
الارشيف
بسم الله الرحمن الرحيم:
قراءة ممتعة مقدما
الجزء الأول:
الدوحة / قطر:
الساعة الخامسة صباحا
مكتب الإدارة بمستشفى آل......... :
فتح الباب بقوة: ألف مبرووووووووك يا عريس ليه ما قلتلي يا الخاين؟ توني اسمع الخبر من عزوز،عقبالي أنا عقبالي.. قول آميين
توقف عن الكلام للحظة وهو ينتبه إلى صديق عمره الذي اكتفى بتنهيدة طويلة، بقلق: اشفيك يا أخيك؟ ليه وجهك متقلب كذا !!
سعود بنبرة اختناق واضحة: ما فيني شيء. بس مدايق شوي.
عمر باستفسار: طيب ليه؟
سعود سكت، عمر بخوف: اتكلم .. ليه ساكت، عسى ما شر؟
سعود مش حاب يزعج صاحبه: لا والله، لا تشغل بالك بشيء، توتر عادي عشان الملكة والعرس بس.
عمر براحة: أهآآآآ.. كان قلت من الأول إن البنت هي اللي ماخذة عقلك ,, ضحك : هذا وانت ما تزوجتها بعد أجل لو تـ.......... اوووه والله لأردها لك، أجل ترميني بالوسادة.
ما كمل كلامه إلا وهو رامي الوسادة على صاحبه.
سعود وهو يضع الوسادة في مكانها المخصص: ههههههه ما تشوف معي، كأنو اللي قدامي بزر .بعدين روح لمكتبك قبل ما يجي المرضى.
عمر : ههههههه تعالوا شوفوا يا ناس مين اللي قاعد يتكلم؟. ممكن تقولي يا شيخ مين اللي رماها أول،
ثم أردف بمزح: اركد شوي يا رجال بتتزوج، هههههههه مسكينة مرتك، تخيلتها تكلمك تقوم تحذفها بالوسادة على طول.
سعود من سمع كلمة مرتك وزواج.. رجع لحالته، حب يغير الموضوع عشان ما ينتبه صاحبه، تصنع الجدية: الظاهر انك نسيت حالك
ترآااك بمكتب مديرك، ممكن تقولي مين سمحلك تدخل بدون استئذان؟، ايش رايك لو فصلتك من المستشفى؟
عمر وهو يتصنع الخوف: لا والله، ما بعيدها يا سيدي .ضحك: لحظة لحظة،ما سمعت.. تطردني، أصلا ما فيك تفارقني وتتخلى عني، وانت توك متخرج، والمستشفى بكبره محتاجني ههههه...
سعود: هههههههه بجد ، ثقتك بنفسك تراها تكسر الحجر يا افندم.
عمر: هههه إلا، ما قلتلي مين تعيسة الحظ اللي بتاخذها؟
سعود كشر من جديد وهو يتذكر المصيبة اللي وقع فيها بنظره.
عمر وهو يتأمله بحيرة: لأااا، لا تقول ما فيني شيء. موب سعود اللي يعمل فيه الزواج كذا. بجدية تامة: قلي اشفيك؟ تراني صاحبك ومقام أخوك.
سعود يستمع لعمر اللي قاعد يلح عليه يتكلم،وهو عارف انه ما رح يسكت لغاية ما يفهم كل شيء. قال بنفاذ صبر: ما اببيييها.. هذا كل الموضوع.. اشمعنى انك عرفت، تهنيت دلوقتى؟
.
.
.
.
.
بنفس الوقت لكن بتوقيت آخر ومكان آخر تماما:
سطيف / الجزائر:
الساعة الثالثة صباحا:
بيت أبو مصطفى:
نهضت من سريرها وهي تبكي لحال أختها التي لم تكف عن البكاء منذ يومين ولم تنم حتى، جلست جنبها وهي تحاول تهدأتها: خلاص حنونتي ما تبكيش، واحد ما يستاهل دمعة منك..
ميساء تشهق وهي ترمي نفسها بحضن أختها الصغيرة: ما انيش مصدقة، كل شيء فات في ساع ( في ساع = في ساعة وتعني في "مدة القصيرة") ..
بابا الله يرحمو كون جاء ( كون جاء = لو كان ) حي ما كانش يسمح لأي واحد يحتم علي شيء، خاصة الزواج ( يحتم عليا = يجبرني، يرغمني )، صرخت بألم: وينك يا بابا آآآآخ
سماح دموعها تتساقط وهي تشدد من احتضان أختها: الله يرحمو ويوسع عليه، بالصح صدقيني مصطفى خايف علينا ويحب مصلحتنا (بالصح، بصح، مي = لكن، بس).
ميساء بغضب: أي مصلحة، ومستقبلي كله ضاع، تخيلي دراستي.. نجاحاتي وتفوقي.. وكل مشاريعي، كل تعبي يروح بسبة هاذ الغبي (هاذ/ هاذي = هذا/ هذه).
سماح وهي تمسح على رأسها: مهما يصير،هذا خونا (أخونا) ما يصحش تهدري عليه هكا ( تهدري= تتكلمي) ( هكا= هكذا)، أصلا شكون قالك مستقبلك ضاع؟
( شكون= من، مين) انتي ما شاء الله كملتي تخصصك بالجامعة إعلام واتصال، ومعك الشهادة يعني تقدري تخدمي وين ما كنتي، يمكن إذاعة أو جريدة ... المهم تعبك ما يروحش باطل (باطل= هباءا)
ميساء بضيق وحزن كبير: على بالك؟ (على بالك= تعلمين)، ما كنتش عارفة اني رخيصة عند أهلي لهاذي الدرجة...
سماح تقاطعها : حآااااشاك، بليز ما تنزليش من قيمة نفسك، وانتي مع أنك مش كبيرة علي بزاف (بزاف= كثيرا) ومع أنك أصغر من مصطفى ووليد بالصح صدقيني احساسنا ناحيتك يفوق كل شيء انتي بالنسبة لينا الأم الثانية،
صدقيني مقامك عندنا كبيير، رح نفتقدوك بزاااااف ، وحنانك حتى ماما ما تقدرش تعوضنا عنو. بالصح لأجلك، ضروري تعيشي حياتك وتتزوجي وتستـ........
سكتت وهي تحاول تهدئة أختها التي ارتفع صوت شهيقها على دخول أخيها وأمها للغرفة.
.
.
.
.
.
نفس الوقت
الدوحة:
مكتب المدير بمستشفى خاص:
عمر بصدمة من كلام صديقه: مين ؟. استوعب وكمل: قصدك العروس؟ طيب ليه بتأخذتها وانت ما تبيها؟ صحيح سويتو التحاليل وتوافقت بس ما صار شيء غير الخطوبة. سكت وهو ينتظر
سعود اللي ما رد عليه: اممممم طيب، للحين معاك الخيار لو ندمان على الخطوبة فيك تنهيها قبل ما تملك ويتم كل شيء، مع اني ما ريد هالشيء يصير بس اذا ما فيها نصيب اعتذر يأخوك من أهلها وأكيد رح يتفهموا ، وبلا ما توجع راسك.
سعود يتكلم بألم: ما بيصير، تخيل أقول لأخي اللي عشت معاه كل طفولتي انا غيرت رايي ما ابي اختك ؟ أجل ايش حيكون رد فعله؟ وإلا أمي، وهي اللي ارضعته وما عاملته في يوم الا انو واحد مننا
.. ايش اقولها؟ أنا اذيت ولدك، أو عفت أخته؟ ورديتها من بعد ما تمت الخطوبة؟ .... وأبي ، ايييي من غير حكي بيقاطعني من أساسي.. آاااااااه يا عمر مفيش حل.
عمر: طيب دامك ما تريدها ليش تـ..... كأنه استوعب شيء: اووه لحظة...لا لا تقولها، لتكون أخت مصطفى أخوك من الرضاعة ذاك اللي توفى أبوه ورحنا له للجزائر قبل أشهر؟..
سعود: الله يهديك.. ليه في عندي أخ من الرضاعة غيره..
عمر بابتسامة: كانك عصبت.. تدري انو عقل صاحبك سريع الربط هههه..
سعود باستهزاء: ههه والعكس هو الصحيح.. أكيد والدليل عدم فهمه للمواضيع بسهولة..
:ههههه والله تريك منت بهين حتى وانت في أشد حالات الغضب. دخل مباشرة في كلام ثاني: بافهم من كلامك إنه أهلك بيزوجوك أخت أخوك من الرضاعة..
سعود: اي نعم، وعشانه مصطفى وليّها دلوقتى بعد أبوها، وإلا أنا وش اللي حدني اتزوج بهالسرعة، وأنا مش شايف البنت أصلا ولا عارفها
.تخيل حتى واحنا نسوي تحاليل ما شفتها.. بس شاعمل أبوي ودو يريح أخوي الغالي ..
عمر: حقه، ما هي أخته.. بس تراك محظوظ يا سعود، هالإنسان نسبه بيشترى والله.
سعود بيقين: صدقت والله، ما قلت كذب.
عمر: إلا خبرني، مثل ما أتذكر أصله من الجزائر ما؟
.
.
.
.
.
عدنا إلى الجزائر:
بيت أبو مصطفى:
غرفة البنات:
مصطفى جرى بخوف إلى أخته بعد أن استفاق على صوت نحيبها وقدم لغرفتها: وشبيك ختي؟ (وشبيك= مابك)، حاجة توجعك؟ (حاجة= شيء) لاه تبكي؟ (لاه، علاه، وعلاه= ليه، على ايه، لماذا)
أمها جلست جنبها وهي تحاول أن تفهم منها.
سماح: خلاص خلّوها (خلوها= اتركوها) ، بليييز مصطفى، ميساء اختك كيفاه تجبرها على شيء ما تحبوش؟
مصطفى ناظر ميساء: أهااا يعني مقيمتنا من النوم على صباح الله خير بصوت بكاك على شيء تم وخلص ..ثم أردف بحدة: خلاص الخطوبة تمت قبل يومين يعني ما بقاش كلام بهاذ الموضوع.
ميساء بقهر وهي ترفع صوتها: بالصح أنا من الأول قلتلكم ما نبغيهش (نبغي= أريد) وانت اللي تصرفت وحدك . نفصخ الخطوبة و....
مصطفى قاطعها بغضب: أولا اقطعي حسك، ما تطلعيش صوتك قدامي أنا خوك الكبير ومقام أبوك،
ثانيا تحلمي انك تفصخي ،اركدي آآ طفلة (آآ طفلة= يا بنت) والراجل (الرجال) تديه ( تدي= تأخذ) بالسيف عليك. ( بالسيف عليك= غصبا عنك)
ميساء بوجع: كون جيت ( لو كنت) مقام بابا ما كنتش جبرتني. وكون جا وليد هنا ما كانش يسمحلك.
أمها بهدوء: خلاص ميساء، خوك يحب مصلحتك.
ميساء: لا ما تقوليش هاذ الشيء، هو يبغى يتخلص من المسؤولية، بالصح المفروض انتي ماما توقفي معايا مش ضدي وضد مصلحتي.
مصطفى وقد تلفت أعصابه، بصراخ: اسكتتتتتتي، ما بقى غير ترفعي صوتك على أمك..
سماح تدخلت أخيرا: حرام عليكم، خافو الله فيها. ما عندكمش حق تحتمو عليها.
جاء في الحديث النبوي الشريف: " الثَّيِّب أحقّ بنفسها من وليِّها، والبِكر تُستأذن في نفسها، وإذنها صمتها".
وجاء في الحديث أيضًا أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: " لا تُنْكَح البكر حتى تُستأذن. قالوا: يا رسول الله، وكيف إذنُها ؟ قال: أن تسكتَ". وفي حديث ثالث: " فإن سكتتْ فقد أذِنتْ، وإن أبتْ لم تُكْرَه ". ورُوِيَ عن رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ أنه فسخ زواج امرأة اسمها " الخنساء بنت خِذام الأنصاريّة " لأن أباها زوجها على الرغم منها. وكانت قد خطبها رجلان: أبو لبابة بن المنذر الصحابي الجليل، والثاني رجل من عشيرتها، ففضَّلت المرأة أبا لبابة، وفضل أبوها الآخرَ، ثم زوَّجها له دون رضاها.
وذهبت الخنساء إلى رسول الله صلوات الله وسلامه عليه. وقالت له: يا رسول الله، إن أبي قد تعدَّى علي فزوَّجني ولم يُشعرني فقال الرسول: " لا نِكاحَ له، انكحي مَن شئتِ ". وفي رواية أن الخنساء قالت: إن أبي زوَّجني من ابن أخيه وأنا كارهة. فقال: أجيزي ما صنع أبوك. فقالت: ما لي رَغبة فيما صنع أبي، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ اذْهبي فلا نكاحَ له، انكحي مَن شئتِ. فقالت: أجزتُ ما صَنَع أبي، ولكني أردتُ أن يعلَمَ الناس أن ليس للآباء من أمور بناتِهِم شيءٌ.
وعن عبد الله بن عباس ـ رَضِيَ الله عنهما ـ أن رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلم ـ ردّ نكاح بِكر وثَيِّب زوَّجهما أبوهما وهما كارِهتان، فردَّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نكاحَهما. ومن هذا نفهم أن الزواج غير صحيح، وأن الأموال تُردُّ إلى الزّوج.
مصطفى فكر شوي : اسمعيني يا ميساء انا لما عطيت كلمة للرجال كنت واثق فيك وفي تربيتك ولأني عارف انو بنت الأصول ما تقطعش كلام ولي أمرها ،
أنا مش رح نجبرك ومش من حقي في الشرع ،واذا تحبي غدوة نفصخ الخطوبة، بالصح ديري في بالك حاجة،
أنا لما زوجتك ليس لغير مصلحتك، وسعود غالي علي بزاف.. مثل ما انتي أختي هو خويا، هذا أنا اعطيتك الاختيار، بالصح تأكدي لو قطعتي كلمتي لا أنا أخوك ولا تعرفيني.
أردفت أمها: ولا أنا أمك... أنا وخوك نبغاو مصلحتك.
ميساء: اااااه حتى انتي آآ ماما؟
أمها بصرامة: رضاي من رضى خوك.
صـــــــــــــــدمة,, صــــــــــــــــدمة
.
.
.
.
.
الدوحة:
المستشفى:
سعود بحيرة يرد على صديقه: إلا، كلهم جزائريين.
عمر: أهآ، يعني حتى المدام؟
سعود تنهد: ايه ، ما هذا اللي مأزمني أكثر..مدري كيف رح اتفاهم معاها أو أكلمها وأنا حتى ما افهم شيء بلهجتهم.. تصددق ولا كأني عشت سبع سنين بالجزائر.
عمر ابتسم بتفهم: معليش يأخيك، بتتعودو على بعض..
ولا تقول عشت بالجزائر لأنك ما كنت تصدق تكمل محاضراتك ودروسك إلا ونلاقيك ناط لعندنا. بعدين اللي أعرفه انه الجزائريين أغلبيتهم بيفهموا الشرقي يعني لا تخاف كثير، حتى لو هي ما بتعرف الخليجي
بس ما شاء الله عريسنا أمه مصرية وعاش فترة لا بأس بها من طفولته في مصر، يعني أكيد رح تقدر تتفاهم معاها.. ولا عليك، انت قدها يا شيخ ،،، منك المال ومنها العيال.
سعود ريح شوي: آمييين.. بس عمري ما تخيلت إني اتزوج من برا البلد..
عمر: لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى.. فما بالك هي عربية يأخي مهيب مهمة جنسيتها.. المهم أنها تكون بنت عيلة ومرباية وتقدر تسعدك..
مصطفى: ومن يدري..بس المشكلة مهيب هنيا وبس، اعتقد صعب التعامل معها، حتى عاداتهم ،، ياااي وينهم وويننا؟
عمر ينتظره يكمل كلامه
سعود بأسى: مختلفين في كل شيء، مثلا في عادات بلدهم يسوون بدل العرس عرسين، تخيل يا عمر يقولون عرس واحد بيشرف عليه أهل العروس، والثاني بيشرف عليه أهل العريس. هذا من غير ما نتكلم عن الملكة .
عمر بإعجاب: يا حظك، يعني يسوون لك عرسين وموب عاجبك الحال؟ يااااااه لو كنت مكانك
سعود: بس تععععب، تخيل نروح ونودي معانا كل الأهل للجزائر عشان عرس ماله داعي.
عمر: معليش ولا عليك أمر، احترم هالرغبة عندهم ،
صعب يتخلون عن عاداتهم، بعدين موب ضروري يروحون كل معارفك، خليها للأهل المقربين واحنا لاحقين على عرس هنيا..وهي أكيد رح تقدرلك هالشيء ..هونها وتهون يأخيك، توكل على الله وجزاتك عنده، والبنت مالها ذنب ..
سعود يبدأ يشعر براحة بعد ما فضفض وتكلم مع صديقه: إن شاء الله. ابتسم: يعني ما بينخاف عليك كدكتور نفسي، بجد ريحتني. خلااص من اليوم انحرم علي أهددك بالفصل من الشغل ههههه
عمر بسعادة لحال صديقه: ههههه الله يدوم هالضحكة،، يالله عطلتني عن شغلي لازم أروح.
سعود: في أمان الله.
عمر: مع السلامة، والله الله في مرتك تراها يتيمة.
قال تعالى: {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لاعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (البقرة: 220 ).
وقال أيضا : {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ} (الضحى: 9).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة)). وأشار بالسبابة والوسطى وفرق بينهما قليلا))
طلع عمر وصك الباب.
سعود تنهد بارتياح: الله يقدرني وأسعدها.
.
.
.
.
الجزائر / سطيف :
نفس المكان:
ميساء أوقفتها الصدمة عن البكاء, ابتلعت غصة بحلقها، ثم نظرت إلى شقيقتها بانكسار: شايفة يا سماح، وين قيمتي اللي كنتي تهدري عليها قبيلت؟(قبل قليل)، ما شاء الله ماما وخويا باعوني بالرخيص.
سماح بقلة حيلة: اتقي الله مصطـ........
ميساء قطعتها : خلااص .. أنا قررت نتزوج. وهي تناظر أخاها: اتكلم مع الراجل خلي الفاتحة (الفاتحة= الملكة) تتم في ساع، بالصح يكون في علمك ، من هذاك الوقت انسى انو عندك أخت اسمها ميساء .
أخوها بدهشة من تغير أخته: تنسينا؟... أهلك يا ميساء
ميساء بجرأة : حاشا ، أنا أهلي اثنين.. سماح ووليد، وما عنديش أهل غيرهم.
أمها شهقت بشدة. ميساء تناظرها بألم: اللي باعني بالفول نبيعه بقشوره.
مصطفى لا يريد أن يجادل كثيرا: أوك.. خلينا نصلي الفجر قبل ما تطلع الشمس، وبعدها رح نتصل بسعود ونخبره.
الأم: مصططططفى....
ابنها: ولا عليك يمه، بنتك تتدلل، وكلامها مش مقصود، كلو في لحظة غضب. غمز لأخته: ورح تتراجع عليه.
ميساء بكره: نشوف.
.
.
.
بنفس البلد ولكن بعد ساعات:
تمام الساعة الواحدة زوالا:
مسجد طارق بن زياد:
- ربي يقبل.
مصطفى انتبه للصوت الذي يكلمه، ابتسم: آميين أجمعين.. وش راك لاباس؟ (وش راك= كيف حالك) (لاباس= لا بأس المقصود: بخير)
وهم خارجون من المسجد، فؤاد : والله الحمد لله، انت وش راك؟ هذي غييييبة. (هذي غيبة= من الغياب والمقصود أنه لم يره منذ فترة لابأس بها) وينك علينا؟ حتى في مقر الإذاعة ما نشوفكش؟!
مصطفى: إيه والله انشغالات .. قبل يومين الخطوبة نتاع ميساء... ودرك لازم نتصل بالعريس بش نحددو موعد الفاتحة (درك= الآن)..
فؤاد بهـلع صرخ من دون وعي: ميساااااء؟
مصطفى باستغراب: وش بيك؟ ايه ميساء، غير الخير؟
فؤاد بحزن كبير وخيبة أمل حاول أن يخفيها خلف ابتسامته: خير خير إن شاء الله.. بالصح استغربت زواج زميلتي ما سمعتش بيه.
مصطفى: ايه، كل شيء تم بسرعة... وحتى الفاتحة مازال محددناش وقتها بالصح نبغيها في أقرب وقت ان شاء الله.
فؤاد بترقب: شكون العريس؟
مصطفى: واحد قريبنا مش من هنا، عايش بالخليج.
فؤاد بدون تفكير : وحتى بعد الزواج يعيشو بالخليج؟
مصطفى ناظره باستغراب: وعلاه؟ (وعلاه= على ايه، ليه)
فؤاد بارتباك: لاااء، بالصح ميساء توا بدات عملها في الإذاعة وإذا سافرت لبلد آخر ماتقدرش تكملو....
مصطفى: ايه، ربي يحلها ان شاء الله، خلي تتزوج.. ولكل حادث حديث.. إلا ما يلقالها سعود حل.
رن هاتف مصطفى، استأذن من فؤاد ومشى: يا هلا والله بخيي، عمرك طويل.. ذكرنا القط قام ينط (جانا= جاءنا).
سعود يبتسم: طويل في طاعته ان شاء الله، عسى ذكرتوني بخير بس؟
مصطفى: مدري ههههه، إلا.. طمني طال عمرك، كيف الأهل؟
سعود: يقرونك السلام، تراهم حييل مبسوطين بقصة زواجي من كريمتكم... على فكره، آآسف اني ما رديت على اتصالك، كنت بالشغل وتوني أشوفه..
مصطفى: ولا عليك، اتصلت بش نحددو موعد الفاتحة.. أمي كملت العدة قبل أيام، وأنا قلت خير البر عاجله..
سعود ضاق شوي لكن قال: امتى يعني؟
مصطفى وهو يدخل للبيت: العلم علمكم، احنا جاهزين وامتى ما بغيتو شرفونا..
سعود: طيب.. اش رايك نخليها لبعد بكرة.. رح نجهز وثائق السفر وبكرة نوصل بالليل، والخميس الملكة؟
مصطفى: أوك، انت استشير الوالد، وعطينا خبر..
سعود: أبشر يا ابن يمه.. ههههه الله يصبرني بس عن العنود لما تدري عن الخبر رح تقلب الدنيا بفرحتها.
مصطفى يضحك وهو يتذكر أخته من الرضاعة: فديتها، سلملي عليها وعلى كل الأهل.
سعود: أوك يوصل، لقاءنا الخميس إن شاء الله.
مصطفى: انتظر اتصالك.
سعود: يالله في أمان الله.
مصطفى وهو يرى سماح تدخل للبيت شاف الساعة وكمل كلامه مع سعود: بالسلامة خووه. (خوه، خويا: أخي)
سكر الهاتف. نادى سماح اللي بدلت ملابسها وجاته.
مصطفى: خير وين كنتي؟
سماح ناظرته باحتقار: وين يعني؟
سعود بتحذير: سقسيتك جاوبيني، ما ترديش علي بسؤال.. رفع صوته: اهدرري..
سماح: بالعقل لا تخرب حبالك الصوتية، أكيد كنت بالدراسة يعني ما علابالكش؟ ( ما علابالكش= ليس على بالك، المقصود: ألا تعلم)
مصطفى مسك كفها وهو في قمة الغضب: تتمسخري بيا (تستهزئين بي) . شد شعرها: وييييييييين كنتي؟
سماح تبكي وهي تناظر أمها وأختها اللي جاو على الحس: آآآآآآآآآآآآي
أم مصطفى بخوف: خلاص سيب اختك، وش صرا؟ (صرا= صار، حدث)
مصطفى: شوفي بنتك راجعتلي على الساعة الواحدة للدار(البيت) وتقول كنت نقرا. (نقرا= ندرس)
سماح بألم وهي تحاول تخليص شعرها: آآآي والله ما رحت حتى بلاصة (بلاصة= مكان)، المفروض نخرجو الساعة 12 والشيخ طولنا في الدرس.. (الشيخ= الأستاذ)
مصطفى سيبها: وأنا وش اللي يضمن لي أنو هدرتك صحيحة؟
ميساء وقد نفذ صبرها: خلآاص، اختك وش ذنبها؟ تقولك الشيخ طول في الدرس وحتى المدرسة بعيدة يعني تحتاج على الأقل نص ساعة بش توصل للدار.. ما صدقت روووح اسأل. قلي وييين الثقة؟
مصطفى باستهزاء: اوووه .. طااال لسانك يا مدام، الظاهر انو يبغى قص.
أمه: مصطففى.. خلاص بنات روحو لبيتكم (بيتكم= غرفتكم) واعتبرو المشكلة اتحلت.
مصطفى يتكلم وأخواته لم يذهبوا بعد: ما دريتش أنو خواتاتي هكا، لا راحو لدار رجالهم كيفاه يديرو؟ (يديرو= يفعلون)
ناظر ميساء وهي تطلع في الدرج: سجيو رواحكم، اتصل سعود وغير غدوة الفاتحة. ( سجيو رواحكم= جهزو أنفسكم) ( غير غدوة= بعد بكرة)
ميساء شهقت ولمعت عيونها وكملت طريقها بالدرج تجري، وأختها لحقتها للغرفة تصبرها.
أم مصطفى: وقتاه اتفاهمتو؟
مصطفى: قبيلت شوي كنت نهدر معاه، ما بقى غير يأكدلي الموعد.
أمه: ووليد خوك؟
مصطفى: وليد بالخدمة العسكرية ومش عارفين وقتاه يرجع، أكيد لما يخرج رح يتفهم الموضوع.. مش ممكن نأجل كل شيء على جالو ( على جالو= من أجله)، أصلا هي مجرد فاتحة، والعرس إن شاء الله يجي ويحضرو.
أمه كأنها اقتنعت: الله يرجعو لينا بخير.
مصطفى وهو يقبل رأسها: آميين
أمه وهي تبتسم : الله يرضى عليك، والله الله في خواتاتك شوي شوي ما تثقلش عليهم بزاف.
مصطفى بحزن: تعرفين يمه كله من خوفي عليهم، وبعد الحاج الله يرحمو أنا صرت المسؤول عليهم، صدقيني يمه عمري حبيت احد مثلهم. باالصح من مليح لأي بنت .. الحرية عندها حدود.
تنهد: اللي مقلقني ميساء تغيرت بزااف بعد موت الحاج. وخاصة بعد ما راح وليد يفوت الواجب العسكري.
مسكت كفه بطمئنة: إن شاء الله تتعدل أحوالها بعد ما تتزوج.. بنت أبوها يا ابني، وانت عارف كيفاه كان يدللها. ابتلعت غصة بحلقها: فراقو صعب علينا كاامل.
مصطفى يمسح دمعة فرت من عينها: ربي يرحمو ويوسع عليه، ما تبكيش يمه، الحزن على الميت أكثر من ثلاث أيام مش مليح له في قبرو، وانتي خلصتي العدة، ما بقاش غير ندعيلو يمه.
أمه: " إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراقك لمحزونون".. برضى: الدنيا مش خالدة يا ولدي واحنا لاحقين عليه. رفعت يديها: يا رب اجمعنا بيه في جنة الخلد..
مصطفى يقبل كفها: آمييييييييييين.
- اسمحلي ولدي نروح نتوضا نصلي قبل ما يفوت وقت الظهر.
- براحتك يمه.. ربي يقبل.
روى أصحاب السير والتاريخ
أنه لما احتضر إبراهيم ابن النبي ، جاء " صلى الله عليه وآله وسلم " فوجده في حجر أمه ، فأخذه ووضعه في حجره ، وقال : " يا إبراهيم إنا لن نغني عنك من الله شيئا. ثم ذرفت عيناه وقال:إنا بك يا إبراهيم لمحزونون ،
تبكي العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب ، ولولا أنه أمر حق ووعد صدق وأنها سبيل مأتية لحزنا عليك حزنا شديدا أشد من هذا" ولما قال له عبد الرحمان بن عوف : أو لم تكن نهيت عن البكاء ؟
أجاب بقوله : " لا" ، ولكن نهيت عن صوتين أحمقين وآخرين ، صوت عند مصيبة وخمش وجوه وشق جيوب ورنة شيطان ، وصوت عن نغمة لهو ، وهذه رحمة ، ومن لا يرحم لا يرحم"
.
.
.
.
.
الدوحة:
الساعة الرابعة مساء:
فيلا أل ...:
- ياااااااااااااه يعني أخيراا بنروووح الجزائر ونشوف العروس، يا فرحتي بأخوي .تعلقت برقبته: ألففففف مبرووووووك.
سعود وهو يضحك بشدة لحال أخته: الله يبارك فيك. طلع حاجب: يالله بعدي عن الدكتور يا مجنونة..
ضحكت: والله يا انت، دكتووور دكتووور طول الوقت كذا.
عبد العزيز يضحك: ما صدق أخونا انو صار طبيب ، خليه ينبسط توه ماخذ الشهادة.
العنود: أيوة، الشرهة مهيب عليه على بابي اللي كبر له راسه من يوم عطاه منصب الإدارة بمستشفى العيلة ..
سعود: ههههههه أعوذ بالله من عيون الحاسدين.
الجازي بتأفف: يعني الملكة بجد بعد يومين.. اووف من حضنا، مالنا يومين من جينا الجزائر إلا وراجعين لعندها.. كان سويينا كل شيء مرة واحدة واجينا على طول واحنا مستريحين. بلا ما نضيع وقتنا بالروحة والجية.
سعود بكبر: معلش، مش خسارة في اخوك حبيبك.
ابتسمت ثم رجعت كشرت: والأخ حضرتو مستعجل ليه؟
سعود: مصطفى يقول خير البر عاجله وأنا موافـ........
قاطعه صوت العنود التي صرخت بحماس: ايييييي قلي،نسييت اسألك.. شفتـــها ؟ حلووووووووووة والا ؟
أختها الكبيرة خزتها: لامتى اقولك اركدي يا بت، مدري كيف رح يتحملك ولد عمك لاتزوجك.. اوووف ما بغيتي تكبري..
العنود وهي تحرك يدها باستهزاء: ابن عمي يححححححلم. استدارت لأخيها ورجعت تكلمه عن مرته وهو يضحك لجنونها.
الجازي بحقد: مدري كيف قررت تتزوج هالبنت ،المفروض تبكي ما ضيعت، ترى الدانه اللي تركتها تسواها مية مرة.
سعود بحدة: أخت زوجك دي لا عاد تجيبين سيرتها.. زوجتي خلاص اخترتها والمهم أنها عجبتني موب ضروري تعجبك... والدانه الله يرزقها الزوج اللي يسعدها بس أنا ما ابيها.
العنود استانست وعجبها كلام أخوها، بتشفي في اختها الكبيرة: إلا، حتى أمي تقول عمرها شافت بجمال ميساء..
سعود باهتمام: نعم؟ اش قلتي اسمها؟
الكل استغرب والجازي قامت من مكانها: الحين ما تعرف حتى اسمها واخترتها على الدانه.. ييييئ ترى عمرك ضاع خسارة..آآآه ما بغيت تفهم، الحين أنا ليه قاعدة مع البزران.. أروح ابرك لي.
طنشوها كلهم وهي طلعت من الصالة.
عبد العزيز: معلش، اتفهموها.. عليها مسؤولية وضغوطات، خاصة انه حبيب القلب مسافر هههههه.
العنود: هههه ما بصدق انه عندها قلب أصلا..
سعود: بسسك.. تراها أختنا الكبيرة.. رجع وسألها: ما قلتي شو اسمها؟
العنود: مين؟
سعود: امممممم العروس قصدي..
العنود: يؤؤ يعني بجد ؟ بعد بكرة الملكة ومالك عارف اسمها؟
سعود بنفاذ صبر: خلصينا..
ابتسمت: ميساء.. ميساء يأخيك
سعود ابتسم بمجرد سماع اسمها: ميسسساء, بسسس ما كأنو غريب شوي؟
العنود: يكفي انه حلو... وانت عزوووز ما تبي تفرحنا بالعروس؟, أشر علي بس وأجيبها.
عبد العزيز ضحك: تو الناس، إلا اشرايك نزوجوك انتي؟
سعود يكمل: امممم صدقت، على الأقل نرتاح من حسها.
العنود رمته بالمخده على وجهه، رجع أخذها وهو يتواعدها يرجعلها الضربة هربت جهة الباب، رمى الوسادة بس العنود بعدت وجات الضربة بوجه أبوها اللي توا يدخل مع أمهم.
الكل: ههههههههههههههههههههههههه
أبوه يتصنع الجدية: يا حليلي بنهاية عمري يضربني ولدي.
سعود مسك الضحكة: السموحة يبه
أمه بمزح: لأأ الإعتذار ما بيكفي، ضروري تعويض....
سعود: أفااا ..
أمه تضحك: ابني وحرة فيه..
العنود بتريقة: ايييه مامي وأنا اللي اختار العقوبة.
سعود قرصها: وانتي وش دخلك بالسالفة... أصلا من قال عقوبة,, ولا تنسي انك السبب في كل اللي صار.
ردت عليه وقعدو يتهاوشو وشاركهم عبد العزيز.. وأبويهم قعدو يتفرجو عليهم ويشربو شاي .
أم سعود: ابنك اتصل وأكد لهم الخبر؟
أبو سعود: ايه لما كلمني قال انو رح يأكد لمصطفى.
أم سعود: وحششششني قوي هالشب، من توفى أبوه رحمة الله عليه ما رجع زارنا زي أول،
يشهد الله إنه غلاه من غلا اولادي ما شاء الله عليه رجال ونعمه بالله، وحتى أخته قمررررر ما شاء الله عليها.
أبو سعود بسعادة لأجل إبنه: يستاهل سعود.. الله يهنيهم بس
أم سعود: آميييين .. كأنها تذكرت: بت عنوووود امتى عايزة تروحي للدراسة ؟ من فترة قاعدة بالبيت..
العنود : ايه مامي خليها فرصة.. استريح وانبسط مع أخوي، وبكرة بروح إن شاء الله.
أبوها: بس بعدين بتلاقين مشكلة، من وين تجيبين المحاضرات؟
- عآآآآآتي اجبيبهم من البنات ..أصلا ما فاتتني محاضرات كثيرة..
أمها : ولو.. الإستماع للأساتذه يبقى ضروري.. وإذا لقيتي صعوبة بعد كده مش بتلومين غير نفسك..
أبوها يضحك: مهيب سامعتك ، عقلها كله مع الهواش.
أمها: الله يهديها ، مش عايزة تكبر هالبت ..
أبو سعود: هههههه دلوعة أبوها.. الله لا يحرمني منها..
أم سعود وهي تطالع أبناءها : آمين.. هههههههههههه بص ولادك.. الله يهديهم
قعدو يضحكون وهم يتفرجون على هبل ضناهم.
.
.
.
.
.
الجزائر:
حوالي الساعة الثامنة مساء:
مقر الإذاعة المحلية لولاية سطيف:
رمى جواله بالمكتب وحط يديه على رأسه من شدة الهم وقعد يتحسر على ما ضاع منه، دخلت لتأخذ أغراضها شافته جات لعنده: وش بيك خويا فؤاد؟ غير الخير؟
فؤاد بحسرة: جابك ربي أختي حنان، ااام ميساء عييت نتصل بيها بالصح بورتابلها مقفول (بورتابلها مقفول= جوالها مغلق)
حنان خافت من نبرته خاصة وهي تتذكر أنها لم ترى صديقة عمرها منذ يومين وهي مع انشغالها بعملها وزوجها لم تستطع الاتصال بها: وش كاين؟ ميساء صرا لها شيء؟
فؤاد مرتبك: لاء.. بالصح ميساء من ثلاث أيام غايبة عن العمل، وحبيت ننبهها يمكن لو ماعندهاش مبرر ممكن يفصلوها..
دق جوال حنان.. كان زوجها يخبرها بأنه ينتظرها بالسيارة، لكي تخرج إليه.
حنان بعد ما سكرت معاه هزت شنطتها: يالله مع السلامة ، وعلى ميساء ما تخافش غدوة ان شاء الله تجي.
فؤاد برجاء: أمانة عليك ، إذا قدرتي تهدري معاها,, خليها تتصل بيا. عندي هدرة معاها ومحتاجها بزاف.
ميساء مع أنها استغربت لكن رحمته: إذا مستعجل اتصل في الفيكس (الهاتف الأرضي) واسأل عليها.
فؤاد بلهفة: أوك، اعطيني الرقم تعيشي.
حنان اعطته الرقم وخرجت، رأت سيارة زوجها اتجهت نحوها وركبت: السلام عليكم
مشى السيارة: وعليكم، خييير؟ ابطيتي. (ابطيتي= تأخرتي)
- ايه زميلي كان محتاج مساعدة، وطولت معاه شوي..
- أهآاااااا،، قولي لي اديتي فترات إجازة كيما قتلك؟ (اديتي= اخذتي)
سكتت وهي خائفة من ردة فعله.
فهم جوابها، ناظرها وبتحذير: آخر مرة تأجلي هاذ الموضوع، يمه مش راضية عليك، كل وقتك برا .
تنهدت: ويماك هاذي أنا مش عارفة وش اللي مقلقها، وأنا مارحتش إلا لخدمتي، أصلا وش دخلها في حياتـ...؟
أخرسها بضربة على فمها بظهر أصابع: اسكتييي، إلا يمه حنان، إلا يمه. بصرامة: واسمعيني مليح، إذا ما طلبتيش غدوة من الإدارة أيام إجازة في الأسبوع وأخذتيها، الإذااعة انسيها نهائيا، أووووك؟
حنان لم ترد أن يرى انكسارها، استدارت لزجاج النافذة واكتفت بتنهيدة طويلة وهي تفكر في أم زوجها التي لم تترك أي شيء في حياتها إلا وتدخلت فيه .. تمتمت ببطئ: حتى عملي اوووف،وش نديرعقلية عجايز.
ابتسم وهو يراها تحرك شفايفها، عرف أنها تفرغ غيظها: نعم؟
وهي تضغط على أزرارجوالها: ما قلت والو. (والو= ولا شيء)
حطت الموبايل بأذنها:...... اووووف. أكملت بغيض وهي تقلد صوت الكاسيت بنفس اللحن: "إن جهاز مراسلكم مغلق أو خارج مجال التغطية.. نعتذر لعدم تلبية طلبكم".
ضحك رضا لجنونها رغم أنها في قمة غضبها: لمن تعيطي؟ (تعيطي=تتصلين)
خزته: ميساء شكون غيرها..
رضا: هههههه يا لطيف، وش هاذ الخزرة.. (الخزرة= النظرة) خلاص عمري مازلتي زعفانة؟..
بصدق يبرر: والله افهميني حنان.. أي راجل ما يبغيش ان مرتو تقعد دايما برا بيتها، وش تخسري يعني لو أخذتي لك فترات راحة ..منها تكملي شغلك مرتاحة ومنها تكوني ارضيتي رجلك وأمه في نفس الوقت..
حنان بعتب: والضربة نتاع قبيلت؟
رضا يبتسم : ما عاش ولا كان اللي يمد يدو عليك.. غلطنا ومنك السماح.
ضحكت حنان بحب: الله يسامحك.. بالصح آخر مرة هااا
رضا يبادلها نظرات الحب: ولوو.. توووبة، المهم رضاكـ..
سكتو لفترة إلى أن أوقف السيارة أمام باب البيت: يالله وصلنا، ادخلي للدار واستنيني وأنا نقاري الكروسة وجايك.. (نقاري= أركن) (الكروسة= السيارة)
- هههههه الله يستر منك.
ابتسم بسعادة وحب واستناها دخلت للبيت وراح يركن سيارته.
.
.
.
صباح الجزائر:
الساعة السادسة صباحا:
بيت أبو مصطفى:
كان يستعد للخروج إلى عمله.. رن الفيكس(الهاتف الأرضي)....
.
.
.
أتمنى أن أكون قد وفقت معكم
متشوقة لآرائكم
بالنسبة للجزء القادم,, سأعرضه خلال هذا الأسبوع إن شاء الله.. لا يمكن أن أحدد اليوم بالضبط بسبب الامتحانات.. ولكن سأحاول نشره قبل يوم الجمعة القادم..وإن لم أستطع فالجمعة فالجمعة أقصى تقدير
أختكم ميسم الياسمين
|