كاتب الموضوع :
ميسم الياسمين
المنتدى :
الارشيف
بسم الله الرحمن الرحيم:
مساء الفل والياسمين لكل أفراد ليلاس
تابعوا معي الجزء II من:
أيكم زوجي؟....
قراءة ممتعة بإذن الله
الجزء الثاني:
صباح الجزائر:
الساعة السادسة صباحا:
بيت أبو مصطفى:
كان يستعد للخروج إلى عمله.. رن الفيكس، استغرب شكون يتصل في هذا الوقت..
- ألووو..
- السلام عليكم..
بدا له الصوت مألوف: وعليكم السلام..
- لافامي سالم؟ (لافامي =عائلة) / سالم: إسم عائلة مصطفى/
- أنعم؟
تردد ثم جاوب: ممكن الاخت ميساء إذا موجودة من فضلك..
باستغراب: شكون انت؟
- الأخ الكريم معاك الإذاعة المحلية، لو سمحت أعطينا المادوموازيل (المادوموازيل=الآنسة).
- خير إن شاء الله؟
[أووف مش خالصة معاه]: أنا زميل ميساء في الإذاعة، كريمتكم مسجلة غياب من ثلاث أيام وكلفت بش نتصل بيها ..
- وعلاه كلفت أنت بالتحديد..
- سيد مصطفى لو اتصل آخر كنت سألته نفس السؤال، الأخت موجودة؟
باستهزاء: وااااو، وتعرف اسمي؟
ارتبك وكمل: غريبة ماعرفتنيش، معاك فؤاد..
- أهااااا فؤاد.. تبغى ميساء؟
بنفاذ صبر يغلفه الإحترام: لو سمحت..
- أوك لحظة.
قعد ينادي بصوت عالي: ميسااااااااااااااااااااااااء، بنظرة شك: هذا زميلك خايف عليك، طمنيه.
رفعت السماعة وهي مستغربة وترجف لأن أخاها قعد عند رأسها: ألوو
لما سمع صوتها تغيرمزاجه، بلهفة: صباح الخير، وش راكي ميساء؟
ميزت صوته، بنبرة حزن لم تستطع إخفاءها: صباح النور، الحمد لله.
حس قلبه طاح لما ميز بحة بكاء في صوتها، بقلق : خير ميساء وش بيك؟
ناظرت أخاها اللي قاعد جنبها وغيرت الموضوع: ايه فعلا عندي غياب، الظروف منعتني نجي، اعتذر لي من الإدارة..
فؤاد استغرب لما أجابته عن سؤال آخر، رجع سألها: غير الخير ان شاء الله؟ لاه(ليه) ماجيتيش؟ ياختي لاباس؟
ميساء: شكرا على الاتصال ..وحتى هي بلغها سلامي.
فؤاد بتعجب: شكون؟.فهم : أهاا.. ما تقدريش تهدري براحتك؟
- ايه..
- أوك..لو سمحتي حلي موبايلك ، نتصل فيه محتاجك شوي..
- أوك خويا.. سلااام
- وعليكم السلام.. ما تنسايش حلي الموبـ.....
قطعت الاتصال.
مصطفى: يسقسيوك على الغياب؟ (يسقسيوك=يسألونك)
ميساء: اييه.
ناظر عيونها اللامعة: ولاه ما تروحيش؟
استغربت: نرووح؟
بجدية: اي نعم، لاه تغيبي؟
ناظرته: قلت بالاك بعد ما تزاعفنا (بالاك= ربما) (زعاف= زعل)، ما تخلينيش نروح.
- لااااء .. وش تشوفيني وش دخل الزعاف؟
- مانعرف، انت على حسب مزاجك .. كل مرة زي..
- اف لهاذي الدرجة؟
- واحد ما يضمن تصرفاتك..
: المهم تروحي اليوم؟
بحزن: الله أعلم.
تابعها بعينيه وهي تتجه لغرفتها.. تنهد بقلق على حال أخته وهو يدعي لها بالهناء والسعادة مع زوجها.
..
غرفة البنات:
سماح قاعدة في سريرها على بطنها تكتب واجباتها: وش بغى منك؟
ميساء ببساطة: عيطلي فؤاد في الفيكس وهو رد عليه.
سماح: فؤاد اخو جهان صحبتي؟
ميساء تبتسم: ايه، ما شاء الله عرفتو وأنا صغيرة، تخيلي.. قرا معاي ابتدائي ومتوسط وثانوي وفي الجامعة نفس التخصص والحين احنا في نفس مكان العمل، (قرا=درس) بالصح الله يبارك.. نعم الناس.
سماح قلبت شفايفها بتعجب ورجعت تكمل واجباتها، وميساء فتحت جوالها واتصلت على رقم..
أول ما اتصلت رد: صباح الفل..
ابتسمت: ما عندكش بزاف ملي(منذ) صبحتني بالخير.
ابتسم: معليش تستاهلي.. قوليلي وش بيك قبيلت؟
- كان معايَ مصطفى..
فؤاد باستغراب: ويعني؟
ميساء: ياخي تعرفه صعيب شوي وزاد زعفان(زعلان) ما حبيتش نطول قدامه ,, المهم قلي وش راك خويا لاباس؟
حس بضيق مثل كل مرة لما تناديه خويا، لكن رد بنفس طريقتها: نحمدو ربي ختي.. ويينك علينا؟ كامل هنا يسقسيوا عليك؟ (كامل= الكل)
تنهدت: ظروف خويا..
باهتمام: غير الخير ؟
- خير إن شاء الله.. محتاجة دعواتكم، ادعي لي معاك خوووه
- الله يحفظك ويعطيك ما تتمناي.. خبريني حتى اليوم مش جاية الإذاعة؟
فكرت وقالت: إلا جاية إن شاء الله..
شعر بسعادة حقيقية لكن ما بينش: أوك، تنورينا ..
ضحكت: تعيش خووه
- الله يعيشك.. نحن في الإنتظااار.. بالسلامة.
- الله يسلمك.
سكرت وراحت تلبس حجابها..
سماح: رايحة تخدمي بلا ما تقولي لمصطفى؟
- هو قال لي.
- أهآآااا. باستفسار: شكون كان معاك في البورتابل؟ (البورتابل= الموبايل)
- فؤاد.
سماح قامت وجلست وهي تناظرها وتغمز لها: غريبة هدرتي معاه بالفيكس وسكرتي وجيتي هنا زدتي اتصلتي بيه؟
ميساء تبتسم: بلاش هاذ الخزرة، فؤاد مقام خويا علاقتي بيه نفس علاقتك بمحمد .. بالصح ما حبيتش نطول تحت خفت مصطفى ما يعجبوش الحال، تعرفيه.. شكاك بزااف. (شكاك= من الشك)
سماح: هاذي عندك حق فيها، البارح قريب قتلني بلا سبة.. الله يهديه.
-آمييييين.
- قوليلي.. منك بالصح كيما قلتي له البارح من اليوم مانعتبركش خويا؟(منك بالصح كيما= المقصود: كنتي جادة لما)
ميساء بحزن وهي تتذكر المصيبة التي حلت بها: اللي باعني بالذهب نبيعو بالتراب، اااه كون جا وليد هنا ما يسمح حتى لواحد يقيسني (يقيسني= يجرحني، يؤلم قلبي)
- ادعي ربك يرجع لنا بالسلامة بش يريحك من البروبلام هذا. (البروبلام= المشكلة)
- الله يحفظه ويحميه ويرجع لنا يا رب بالسلامة. بجدية: بالصح أنا ما بقاتليش معيشة في هاذ الدار حتى ولو يرجع وليد.
سماح بدهشة: منك بالصح؟ (منك بالصح= انتي جادة).. ياختي كنتي مش حابة الزواج؟ بدلتي رايك؟ (بدلتي= غيرتي)
ميساء بألم: أكيد ما بدلتش رايي.. تمنيت نعيش حياتي.. كانت عندي طموحات غيير، بالصح وش ندير إذا دارنا باعوني؟ (وش ندير= ماذا أفعل: ما العمل) (دارنا= المقصود: أهلي)
سماح لمعت عيناها لأختها: نتوحشك كون تروحي تسكني في الخارج. (كون= لو) (الخارج= خارج حدود الجزائر)
ميساء جلست جنبها واحتضنتها بحنان: وأنا نتوحشك أكثر.. بالصح اللي كتبو ربي يصير..
سماح تريد أن تغير الجو، دفعتها بمزح: ههههه هئئ بعدييي خليني نكمل واجباتي..
ميساء قرصتها من خدها: ما نوصيكش على قرايتك، هاذ العام البيام ونبغى تكوني الأولى في القائمة. (البيام= امتحان شهادة التعليم المتوسط)
سماح تريد أن تغضبها وهي تحرك رأسها بالايجاب: طلباتك أوامر، قصدك الأولى في قائمة الخامرين (الخامرين= الراسبين).. هههههههه مش مهمة المرتبة المهم ننجح ونطلع للثانوي..
ميساء وهي تضربها بلطف: سماااااااااااااح
بقهر: أووك كيما تبغي خلاااص تبت هههههههه.
- ههههههههه.
.
.
.
.
.
صباح الدوحة:
حوالي الساعة التاسعة صباحا:
جامعة قطر:
قاعدة بالمكتبة تقرأ كتاب سمعت صوت صحبتها: بندوووووورة وحشتيييييني
البندري تضحك: هلا والله.. وينك؟ ما اجيتي الأسبوع اللي طاف، وكل ما اتصل ألاقيك مشغولة؟
العنود بسعادة: ايه مشغوولة وحتى اليوم اجيت بس عشان اسلم عليكم وتالي أروح.. طمنيني عنك ازيك حببتي؟
- ههههههه عادت حليمة إلى عادتها القديمة..
العنود بكبر مازح وهي تضع يدها على صدرها: ما أصل أمي مصرية، المفروض كل كلامي كده
-الله عليكي، ويعني أمك مصرية ؟.. قهرتينا ياختي.
- هههههههه يعني صدقتي اني باتكلم مصري، إذا امي نفسها تأثرت بلهجتنا وخربطتها مع المصري فاشلون انا.. إلا طمنيني شخبارك؟
- مبسوطين بشوفتك..
العنود: تسلمين .. وين البنات؟
-مدري اول ما اجيت دخلت المكتبة على طول.
العنود : افا.. ما لقيتهم برا، وعايزة اسلم عليهم قبل ما أروح..
البندري بتساؤل: وش الأخبار؟..عطينا علومك..
العنود بحماس : ياااااي ماني مصدقة،
بعد شوي يمرني خيي نروح المطار ومنو للجزائر.. خبرك بكرة الملكة بتاعتو وهو ماخذ وحدة من هنيك.
ياااا الله شو مبسوطة، ودي أشوفهااااا. دق موبايلها: هذا سعود اجا خلاص.. يالله سلميلي على البنات وخذي بالك من حالك.
البندري تناظرها بخوف: ملكة أخوك عبد العزيز؟ [ يا رب يكون هو]
العنود قامت: لااااا سعود فديته ، يالله لشووف عطيني بوسة قبل ما أروح..
البندري بصدمة ودموعها في عينيها لم تستطع أن تتكلم..
العنود خافت: اشفيك حببتي؟..شيء بيوجعك ؟
البندري حست بأن روحها قد سلبت منها، لكن لم ترد أن تظهر ذلك للعنود، بلعت ريقها: لا بس تأثرت لأني رح اشتقلك حييل..
العنود احتضنتها وهي تمسح دموعها: يا لبييه، معلش ما راح نطول.. أيام وراجعين.
راحت بعد ما سلمت عليها وتركتها تبكي حبها الذي ضاع.. تركتها وهي لا تعلم أنها بخبرها جعلت من صديقتها جسدا بدون روح...
.
.
.
.
.
سطيف / الجزائر:
تمام الساعة العاشرة صباحا:
متوسطة سماح:
جهان: يؤؤؤ الجرس يدق ما صدقناش وصلت فترة الاستراحة( الفسحة) إلاوقضت..
سماح بملل: بفففف والزيادة عجبك الحصة هاذي فرنسية.
جهان تضحك: عييت نفهم لاه ما تحبيش الفرونسي؟
سماح: يععععع تعرفيني أنا وياها زوج(اثنان) ما نتفاهموش.. أصلا وش اللي يخليني نتعلم لغة أعدائنا؟ والا نسيتي وش دارو في أجدادنا؟
جهان: هههههههههه الوطنية قتلتك.
سماح بحمية: وش قصدك؟ عمري ننسى وش عملو في بلادنا.. قداه قتلوا وقداه شردوا وقداه حرقوا
جهان تضحك: ييييئ اسكتي الله يخليك..ما كفاناش الشيخ(الأستاذ) نتاع التاريخ.. حطي في بالك قول الرسول صلى الله عليه وسلم:"من تعلم لغة قوم أمن شرهم".
سماح بمزح: هذا اللي ناقصني تجي انتي تفتي لي..
جهان لما انتبهت حولها لساحة المدرسة الفارغة صرخت: يؤؤؤؤؤؤ سماااح بقينا غير احنا.. ازربي قبل ما تقفل الشيخة الباب وتحاوزنا.. المرة اللي فاتت حذرتنا. (ازربي= أسرعي) (تحاوزنا= تطردنا)
سماح تجري وتضحك: ههههه خلي نتهنى من الفرونسي..
جهان وهي تصل: اووووه اغلقت الباب خلات علينا (خلات علينا= بمعنى نحنا في ورطة)
سماح: خلينا نجرب نطبطب.
فتحت الأستاذة الباب على صوتهم
سماح دخلت وهي ماسكة نفسها حتى لا تضحك:
Bonjour madame,comment va tu? (يوم سعيد سيدتي، كيف حالك؟)
الأستاذة: أوقفي وين رايحة؟ عمبالك كوري هنا ..جاية داخلة طول..(عمبالك= تحسبين، تظنين) (كوري= اسطبل)
جهان حمر وجهه، وسماح تضحك وتتكلم مع الأستاذة:
Désolé madame, mais.. (عذرا، لكن..)
رجعت تتكلم بالعربية: جينا نـقـراو (ندرس)
جهان ضحكت عليها لأنها لم تعرف حتى كيف تكمل الجملة بالفرنسية..
ناظرتهم الأستاذة بعصبية: وين البيي؟ (البيي= تقرير السماح بالدخول)
جهان : أستاذة اسمحيلنا ندخلو ما عندناش بيي.
الأستاذة فقدت أعصابها: صحانية الوجه,,يالله برااااا
تكلم واحد من زملائهم: معليش مدام اسمحيلهم..
مسؤولة القسم: ايه مدام، وهم يوعدوك آخر مرة..
الأستاذة: المرة اللي فاتت حذرت الجميع من التأخير،، روحو للادارة إذا جبتو تقرير دخول تعالو. بصوت عالي: يالله عطلتوني ..
سماح بقهر: ما عندكش الحق ترفعي صوتك، جهان خلينا منها. أخذت صحبتها وخرجو. والأستاذة على أعصابها وتتوعد...
.
.
.
مقر الإذاعة المحلية:
ميساء تضحك: خلاص يدي ملي جيت ما سيبتيهاش..(ملي=منذ)
حنان بفرح: والله توحشششششتك.. حرام عليك لاه قافلة البورتابل؟ قلقتينا كامل عليك..
ميساء تنهدت: كنت تعبانة وما حبيتش نهدر مع حتى واحد..
حنان: وعلاه؟ وش اللي تعبك؟. سكتت تنتظرها تتكلم وتالي كملت: من وقتاه تخبي على صحبتك؟ (تخبي=تخفين)
أسماء بأسى: علابالك.. غدوة الفاتحة نتاعي.. (علابالك=تعلمين)
حنان لم تنتبه لنبرتها وهي تصرخ وتحتضنها: ئ ألف مبرووووووك.. يا جماعة ما سمعتوش الخبر ميساء تتزوج ياااااااااي ولاه ما قلتيليش كنت فرحت معاك؟
انتبه كل من بالقاعة .. وصديقاتها يزغردون.. وتعالت الأصوات..
- اووه يعني راحت علينا ؟..
- خساارة عمري.. كنت ناوي عليها..
ناظره بصدمة: حتى انت، والله البارح هدرت مع يمه عليها بش تروح تخطبها اووف..
باستياء من الواقع: معليش.. ياخي تعودنا..دايما عندنا زهر يكسر الحجر. (زهر= حظ) [ والعكس هو الصحيح]
- وش نديرو.. الله ما كتبهاش لينا، امشي خلي نباركولها ..
كانت تسمع التبريكات والتهاني وزغاريد صديقاتها وتحاول أن ترسم الابتسامة وهي ترد: الله يبارك فيك..شكرا.. ربي يحفظكم ليا..
دخل بعد ثواني معاه أكياس وعلب مكسرات وحلويات، انتبه للضجة: وش الحس هذا؟ قلبتو الدنيا..
: فؤاد أرواح ما باركتش لميساء.. غدوة الفاتحة نتاعها.. (أرواح= تعال)
صدمــــــــــــة [ يعني اللي قالو مصطفى صحيح، اااااااخ ويني وانا نقنع روحي بأن اللي سمعتو حلم .. يا ويلي ضاع عمري.. بهاذي السهولة ضيعت حب عمري، حرام حراام تديوها مني (تديوها=تأخذونها) يا رربي صبرني ] حاول أن يتماسك حتى لا يبكي ويفضح نفسه، تقدم منها.. بعتب: وانا آخر من يسمع؟
ميساء انتبهت له: والله كل شيء جاء بالسرعة، التحاليل الخطوبة.. والا انت مقام خويا وتعرف معزتك في قلبي..
جاهد نفسه وبشبح ابتسامة: مبروك، تعيشي وتتهني..
ابتسمت له لتخفي حزنها: العاقبة ليك خويا..
[ يحرمو عليا النساء من بعدك ] لم يستطع أن يجاملها ويرد عليها، ناظرها بنظرة لم تفهمها وحط الأكياس على الطاولة الكبيرة وخرج .. خرج ودموعه تسبقه على روحه التي ضيعها..
حنان حست بضيقته وقررت أن تكلم ميساء.
.
.
.
نفس التوقيت:
بيت أبو مصطفى:
: يمه تهالاي في روحك وسلمي على البنات كيما يجو (تهالاي في روحك= انتبهي لنفسك) (كيما يجو= لما يأتون).
كانت في المطبخ، استدارت له: وين يا ولدي والغداء مازال ما طابش ؟( ما طابش= لم ينضج)
قبل رأسها: أوها.. مش وقت غداء .. معليه يمه، لازم نروح ..
- اتغدا ومباعد روح (مباعد= بعدين)، بكري تروح درك (بكري= بدري، بكير) (درك= الآن) قلت لي يوصلو في الليل..
شاف في ساعته 10:16 : ايه، بالصح علابالك المطار في قسنطينة وبعيد علينا.. وأكيد يوصلو تعبانين يحبو يرتاحو، ما يقدروش يجو هنا دايركت.. قلت نروح بكري نحجز في الأوتيل، ومباعد نروح للمطار نستقبلهم.. نباتو ليلة في قسنطينة (نباتو= نبيت، ننام) وغدوة نجو هنا. ( نجو: نأتي)
أمه: اووها.. دقيقة نديرلك كاسكروت( سندويتش) ومباعد روح..
ضحك على إصرار أمه: ربي يحفظك يمه..
بعد قليل، أعطته الكاسكروت ، وسلم عليها..
- اتهالا في روحك وليدي.. وما تزربش ( اتهالا في روحك= انتبه لنفسك) (ما تزربش= لا تسرع)
- هههه ما تخافيش ولدك كبر.
- طريق السلامة ..
قبل يدها: الله يسلمك يمه.. وسلمي على البنات..
.
.
.
المتوسطة:
حوالي العاشرة والنصف صباحا:
سماح خرجت من الإدارة تبكي: والله عييت نقنع المراقب المسؤول، ما بغاش يمد لنا بيي..يقول لازم يحضر ولي الأمر.
جهان: يؤؤؤؤ، صح؟
سماح تشهق بشدة: والله، ااااه يقتلني مصطفى،، ما رحش يصدقني، يقولي بعثتك تدرسي قعدتي تتمسخري..
جهان تهدءها وتبكي معها : ما تخافيش خوك أكيد يثق فيك..
- وين يثق فيا؟ أصلا وش يضمن له اني قعدت في المدرسة، المراقب يقول أنو الأستاذة سجلتنا غياب، ومش من حقه يمحينا من القائمة حتى يجي ولي الأمر ويبرر الغياب..أصلا مصطفى رايح لقسنطينة.. أستاذ التاريخ وهو مار، شافهم قاعدين في الكرسي الكبير جنب الإدارة، استغرب: سماح وجهان.. وش ديرو هنا؟ ما قريتوش؟
سماح دائما تشبهه بوالدها، أول ما شافته صارت تبكي أكثر..
قعد جنبها لما شاف حالتها: وش بيك بنتي؟
لم تستطع أن تتكلم.. أشار لجهان بمعنى وش فيه؟
جهان شرحت له السالفة، ابتسم: ولاه ما تخبريش ولي أمرك؟
لمعت عينها: بابا الله يرحمو. شهقت: وخويا لو عرف يقتلني.
الأستاذ رأف بحالها، لا يمكن أن ينكر أنه يفضلها على كل طلابه ربما لحبها الكبير للتاريخ، كبرت في عينه خاصة لما عرف أنها يتيمة [ ما شاء الله أبوها ميت وهي مجتهدة..+ تربية وأخلاق ] فكر وقال بحنان الأبوة: معليش محلولة.
سماح سكتت وهي تمسح دموعها، بأمل: كيفاه الحل؟
الأستاذ:قبل كل شيء.. اوعدوني الغلطة هاذي ما تتعاودش؟
قم للمعلم وفه التبجيل °°° كاد المعلم أن يكون رسولا
البنتان: وععععععد.
- أوووك، لحظة وجاييكم.
راح تكلم مع المراقب وقال له بأنهم تأخروا معاه وهم يساعدونه في تجهيز معرض المدرسة، ورجع ناداهم دخلوا..
المراقب وهو يعطيهما التقرير: عذرا يا بنتي، لو قلتي لي من الأول باللي تأخرتو مع الأستاذ كنت عطيتكم، بدل ما قعدتي تبكي على راسي..
سماح وجهان فتحو عيونهم بدهشة، وطالعو الأستاذ اللي غمز لهم بمعنى لا تفضحونا..
والمراقب كمل: أمانة يا بنتي ما عنديش الحق نعطيك البيي بدون تبرير.
خرجت سماح وجهان من الإدارة، باحترام: ميرسي أستاذ.
- ولو، بالصح تعبي ما يروحش باطل هههه..
- كيفاه؟
- قلت للمراقب انكم كنتم تساعدوني في تجهيز معرض التاريخ، من اليوم فترة الفسحة رح تقضوها صح في المعرض..
جهان ببطئ لصديقتها: يؤؤ يعني انحرمنا من الراحة. ابتسم لما سمعها..
سماح قرصت صحبتها لتسكت: طلباتك أوامر أستاذ.
- الله ينجحكم.
.
.
.
الإذاعة المحلية:
بعد ما رجع كل واحد لمكانه والتهى بعمله: ميساء..
وهي تشتغل بجهازها .. دون أن تلتفت للصوت: نعم؟
- اممممم. بطريقة مباشرة: وش يعني لك فؤاد؟
.
.
انتهى الجزء الثاني بعون الله
إلى الجزء القادم أترككم في أمان الله
دمتم بخير
أختكم ميسم الياسمين
|