كاتب الموضوع :
أنس إسلام
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
كان منذ خمسة اعوام لا يتناول سوي المشروبات الكحولية وليست القهوة كان منذ خمسة اعوام يخرج هائما علي وجهه في الشارع ليهدئ من ثائرته او يحطم اي شئ يجده امامه وينثر حطامه في كل مكان كأنه يحاول ان يتحدي قدره القاسي
وربما فكر في البحث عن اي امرأة تؤنس وحدته ومع ذلك يجد نفسه دائما وحيدا في النهاية
ولكن منذ ان رأها.... منذ ان رأي فتاة الصورة لم يعد كما كان فريسة النزوات المدمرة
هي الفتاة التي يراها تضحك بين ذراعي رجل آخر.........
منتديات ليلاس
بفضلها نجح في السيطرة علي مشاعره السلبية بل وحولها إلي افكار واعمال إيجابية وهاهو ذا الان يتحسس وجهها باصابعه ولكن لا يلمس إلا صورة إن مجرد لمسة لصورتها يشعره بالاضطراب نعم انها هي لقد تغير لون شعرها ولم تعد نحيفة وهزيلة كما كانت ولكن عينيها ظلتا كما هي بلونهما الاخضر وتعبير السعادة والثقة في الحياة
لم تضف عليها هذه الاعوام الخمسة اي تغييرات.........ولكن هذا ليس بغريب فلن تستطيع عوامل الزمن تغيير معالم الملائكة ولكنها تزيدها روعة وجمالا فقط
"ملاك في الظلمات "هكذا كان يراها وكان مجرد لمسها يبدد الظلمات من حوله ويجعله يتحسس مخرجا فتبدو الحياة هادئة ورقيقة وكأنه خرج بذلك من كابوس
لم تكن هونج كونجإلا ميناء يرسو عليه لمدة قليلة وهو في طريقه الذي يؤدي به الي معركة جديدة مسرح جديد للأحداث الدمويةالتي تذيع شهرته كصحفي ناجح وتجعله يعتلي القمة دائما
لقد استيقظ في اليوم التالي لوصوله عند الظهيرة وهو يعاني ألاما مبرحةفي رأسه نتيجة لتناول المشروبات الكحولية وهو في طريقه من امريكا الجنوبية
لم يكن يعرف اين هو ولكن يشعر بالراحة لسماع دوي الطلقات من حوله...ثم اتي الليل عندما ذهب إلي هذه الامسية يائساكأنه يحاول بذلك خنق الاصوات التي تؤرقه في الظلمات وتملأ راسه بطنين مستمر
فأينما ذهب تلاحقه الدعواتنظرا لشهرته ذائعة الصيت و رذائله التي ارتكبها طوال سنوات عمره تبدو كأنها درع له....انه يدخن ويرتكب المعاصي ويزج بنفسه في المغامرات العاطفيةلمجرد اللذة الجنسية ويهتم بكتابة القصص المنسوجة بعناية
ولكن ما الشئ المختلف الذي يجده فيها ولا يجده في غيرها
لقد لاحظها واختارها من بين الجميع وكانت تجلس وحيدة ولكن ليست منعزلة عندما راها هيرمانشعر في داخله بمزيج غريب من الحاجة و التحدي والرغبة كانت صغيرة وهزيلة كان جمالها يحمل طابعا شرقيا ويبدو متناقضا تماما مع لون بشرتها ولون شعرها المتكلف.............
ولكنه شعر ان بها طاقة داخلية وقوة اضطرته بان يسلم لها وعلي الرغم من تصرفاتها العدوانيةالا انها لم تفقد ابدا رقتها وصفائها
وكان دائما وابدا يغفر لها ويصفح عنها
وكان أول لقاء بين الغريبين في حجرة منعزلة باحد الفنادق المجهولة وعلي الرغم من ان هذا اللقاء لايحمل معني نظيفا‘لا انه في نظر هيرمان لقاء حب بكل ما تحمله الكلمة من معاني ساميةحب خلق من العدم...لذلك يبدو كل شئ في عينيه مختلفا لقد رحلت بدون ان تقول له الوداع ولكنها تركت له هذا الأنطباع الرائع وهو.............عاد من جديد الي ساحة المعركة ولكنه تخلص من يأسه الكئيب ومنذ ذلك اليوم بدأت كتاباته تتسم بالحب والرحمة واختفت الكآبة والسخرية من حياته
لقد كان تحولا عميقا وعسيرا في نفس الوقت ولكنه لم يفقد وحيه وظل يتذكر وظل يأمل
وخمسة أعوام طوال ظل مجنونا بحب هذه الفتاة القريبة من الخيال ولكن هاهي الان اخيرا اصبحت سهلة المنال لقد عرف اخيرا اسمها واين تكون ولكن هل ترغب هي ايضا في رؤيته وهل يشعر هو انه مستعد لمواجهة نتائج هذا اللقاء انه سعيد بهذا التحدي ويشعر اخيرا ان جسده وعقله ينعمان بالراحة
ان هيرمان نايت لم يتغير ابدا
|