كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
لم تفهم هنه ولكنها أبتسمت وظل هو يتابعها بنظراته وكأنه يجمع معلومات.كان هذا غير محتمل وهم أن يتكلم عندما عزفت الموسيقى ثانية فرمق هو الموسيقين بعدم رضا التفت إليها وهى الأخرى ضايقتها الرنات الموسيقية أحاطها بذراعيه ويدها على كتفه ورقصة هادئة ولكنها أزدات إضطراباً فإحساسها لا يخيب هى قطعا تعرفه مع إنها واثقة بإنها لم تقابل رجلا له عليها مثل هذا التأثير
ورفعت عينيها مرات كى تعرف لون عينيه وتعثرت فى رقصها لأنها لا تتبع إيقاعها وابتسم كأن هذا شئ طبيعى ورويدا رويدا استرخت أعصابها,لم يكن هذا هو حال سام وكأنه ضفدع فى معمل تشريح.هو راقص المئات من النساء ولكن ما من واحدة كان لها مثل هذا التاثير عليه.لم يكن لإحداهن مثل هذه الواسعة الصافية وهذه النظرة الرائعة التى اتته من بعيد لتلاقى عينيه ,لم تكن لها هذه الشفاه الممتلئة التى تدعوك لتقبلها ولا بشرة الأطفال الناعمة تماما مثلما حدث له عندما راقص للمرة الأولى سيدة جميلة فلم يكن يدرى كيف يكون وضع الأيدى ولا ماذا يقول لها وهو لا يريد أن يزعجها
منتديات ليلاس
كانت هنه تعشق الرقص وكانت لها هذه الموهبة فكل خلجة من خلجاتها تتمايل مع الموسيقى ما عليها إلا أن تكون طبيعية هى سمعته يقول شيئا هى واثقة بذلك وطالبته نظراتها بتكرار ما قال ولكن صخب الموسيقى العالية اضطره أن يباعد مقاطع الكلام فعبس وجهها فهى لا تفهم بعد وأنحنى سام إليها وأقترب أكثر فأكثر حتى لامست أنفاسه أذنها ودغدغت رقبتها فأنفجرت ضاحكة وضحك هو أيضا وكف عن الكلام فى هذه الضوضاء .وأحست أنه مختلف فقد كان لهما متسع من المكان كى يتحركا بحرية بينما يتصادم الأخرون وكأن قوة مغناطيسية به تبعدهم عنهما شعره الأسود القصير غزير.هو ليس مفتول العضلات لكنه ذو بنية تنطق رجولة وصحة تقاطيعه محددة,الجبهة عريضة,الأنف مستقيم,الفك مربع ولكنها أبتسمت حينما لاحظت أن حاجبيه طويلان مع كل ما ينطق به من رجولة
لاحظ سام ذلك فرد ابتسامتها أحبت هنه تقاطيعه ولم يكن ضروريا أن يتكلم فقد سرت فى جسدها حرارة وأيقنت أنه يجدها جميلة وأخيرا أستطاع أن يكون مسموعا :
-هل تعيشين فى فرجينيا بيتش أو أنك تقضين إجازة الصيف؟
.....أسمعى هل تعيشين هنا؟
أومات برأسها مع إنها لم تسمع جيدا سؤاله وعلى العموم فقد سرته إجابتها وتابعا الرقص تصلهما النظرات والأبتسام ونشأ بينهما تفاهم وألفة مع هذه القائق القليلة التى جمعتهما وكأنهما خلقا لبعضهما .ألقت هنه برأسها على كتف سام وكأنها اعتادت ذلك مئات المرات وأحست بنبض قلبه وكأنه يكلمها عن قوته وإخلاصه,عن آلامه وسروره,عن رغباته وكنوزه
ومع أن هنه لا تؤمن بالحب من أول نظرة فقد تنبأت بأن هذا الرجل سيستولى على جزء منها جزء لم تكن هى نفسها تدرى به ولم تنتبه إلى توقف الموسيقى إلا من إنصراف الراقصين وتنهدت
حاول سام أن يستبقيها بين ذراعيه ولكنها ابتسمت وأفلتت وعندما أيقن إنها لن تهرب تباعد حتى يتملى منها ولكن نظراته أغاظتها
فقد بدأ وكأنه يبحث عن سر دفين فى عينى رفيقته وسألها :
-من أنت؟
قالها بصوت ونظرة بهما القلق
دهشت هنه ولكنها ردت بابتسامة :
-امرأة لغز ؟
اكتفت هنه بإن داعبته بأطراف أناملها فلامست خده وذقنه
-أسمى سام
لم تجب وعادت الموسيقى مدوية وصاح هو :
-سام ....سام ماكينون
رفعت هنه يدها إلى أذنها لتشير أنها لم تفهم
أغلاق سام عينيه لإحباطه.ثم جذبها من يدها بعيدا عن الجمع إلى الشرفات الزجاجية التى تطل على المحيط وقد غطت زجاجها حرارة الحجرة ورطوبة ليل أبريل بغيامة الخفيفة وعلى ركن من الزجاج كتب أسمه ومدت هى إصباعها وفعلت مثله .نظرت إليه مفتونة وتوقف تفكيرها ولم تدرى كيف وقعت ثانية فى ذراعيه ومتى رغبت فى أن يقبلها وتحققت الرغبة المحمومة,إقتربت وأنحنت بجسدها فضمها إليه وأحست بطرف لسانه يلامس أسنانها ويدخل لفمها وأخذ يدغدغها حتى أستسلمت له وكأنها على حافة العالم وليس أمامها إلا هو لتتشبث به وأنفصلا وشعرت هنه أنهما مرتبطان بشئ أقوى من الكلام وأعظم من القبلات
كأنا سعيدين ويتلذذان بأحاسيسهما فكلاهما يعلم أن هذه السرعة والعنف ليس لهما تفسير
وكان سام لا يعتمد على الحظ....كان وحدهما وكل شئ يبدو لهما بعيداً: الموسيقى....الراقصين
وهى كانت تدعوه إلى النظر إليها وإلى تأملها طويلا وهذا مبتغاه وأيضا يريد ويحلم أن يداعبها ويتنزه معها وأن يسمعها تضحك وتبكى من الفرح وهو يريد أن يأخذها وأن يذوب فيها وداعبت يده خصلات شعرها الأسود المسترسل على كتفيها وكانه مس شيئا ثمينا هشا وكأن قلب هنه سينخلغ من الخفقان وفجأة ارتجفت هنه وهى تستدير فقد رأت بالقرب منهما الشقراء التى كانت جالسة معها منذ برهة وقالت كلويه وهى تبتسم بخبث :منتديات ليلاس
-أنا لا أحب أن أقطع الأوقات الحلوة ولكن حان وقت الإقفال
تبادل سام وهنه النظرات وضحكا بصوت خفيض فلم يكونا يودان لأن يفترقا قالت هنه :
-شكرا لهذه الرقصة كانت رائعة
فأجابها:
-أنتظرى...أنتظرى هنيهة يجب أن...أحقا يجب أن تتركينى الأن ؟أنا...هذا المكان...نستطيع أن نجلس ونشرب مشروبا ونستطيع أن نتحدث فى مكان أخر
فتساءلت بصوت خفيض وعميق :
-نتحدث؟فيم نتحدث؟
-فقط....نتحادث أما لا أعرف حتى أسمك
نعم....الآن...ها هو الوقت...قد حان...إن هنه تعرف تماما هذه اللحظة.اللحظة التى تثير أحساسا بالتجاوب أو الرفض أو حتى الحيرة.تارجحت أحاسيسها وهى تنظر إلى عينيه بين السعادة والأمان وهى بين ذراعيه وبين ذكرياتها لما سببته لها هذه المواقف من آلام ثم هى لم تعرفه إلا من ساعتين مضتا .من هو؟وقد لا يتقابلان أبدا بعد ذلك ؟لماذا لا تنصرف الآن وهى تحمل له بعض لحظات السعادة التى لن ينال من سحرها شئ
وتغلبت الغريزة وقررت أن ترحل وغضن وجهها الجميل ورأها سام تهم بالمغادرة وهى تغض الطرف وصاح:
-إيه؟أنتظرى....أنتظرى لحظة .ماذا حدث؟
قالت كلويه:
-لا شئ ألم تقل لك أن الرقصة كانت رائعة؟
فصاح ثانية دون أن يعير كلويه بالاً:
لكنى...لكنى لا أعرف حتى أسمها أريد أن أراك مرة أخرى
تابعت هنه سيرها دون أن تلتفت إليه فنادها بأسمها :
-هنه !ودوى صوته فى القاعة الخالية ونادى مرة أخرى ولكنها أختفت ولم تكن هنه مندفعة وحزينة مثل اليوم.
كما جرى الأمير الفارس وراء سندريلا عندما دقت الثانية عشر هكذا فعل وهو متحير :
-يا إلهى ! ماذا جرى لها؟ أهى صماء ماذا جرى؟
وتوقف عند حافة الحلبة فقد أحتاجته برودة وأستدار نحو كلويه التى كانت تتبعه بخطى بطيئة وابتسمت له بلطف وهى تومئ برأسها:
-بالفعل...هى صماء
نهـايـة الـفـصل الأ ول
قراءة ممتعة للجميع
|