كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
بعد بضع ساعات قال سام موجها كلامه لأخيه وكلويه وهو يتبع هنه إلى المنزل:
-أسمعا!أسمعا!أذهبا بعيدا إن أردتم الشجار
-يا أخى العزيز كن لطيفا إن كلويه لا تعرف البته ماذا تفعل مع رجل فى الليل حين يكتمل القمر علمها أنت وهنه
علقت كلويه وهى ترفع رأسها إلى السماء:
-يا غبى ليس القمر إلا محاقا لم يكتمل بع
-أرأيت!ليس عندها حس رومانسى وإلا لكانت أغلقت فمها الجميل وتركتنى أعتقد أنى نجحت فى خداعها وإقناعها بإكتمال القمر
-يا منحرف مع مثل هذا النوع من النساء تحب أن تخرج؟هذا لا يدهشنى!
-منحرف؟!أسمعينى يل أنسة يا ذات الشعر اتلمشعث سوف أشرح لك....
ولم يرغب سام أن يستمع إلى باقى محادثتهما سيستمران فى تراشقهما اللانهائى هو عامة يجدهما مسلين حين يغتاب بعضهما البعض ولكنه يتساءل دائما لماذا وهما لا يكفان عن الشجار أصبحا رويدا رويدا متلازمين؟
منتديات ليلاس
وأنفجرت هنه ضاحكة عندما سألها ذلك وشبت على أطراف أصابعها لتقبله وهو مقطب الجبين:
-يا لخبثك!لم يجبر أحد كلويه على المجئ معنا ألا تعرف ذلك؟مع العلم أنك لا تحتاج إلى مساعدة منها بما أنك تقدمت جدا فى تعلم لغة الإشارات ثم من أين جاءتك هذه الفكرة الجميلة أن نحتفل بعد كل سباق سواء فزتم به أو لاعلى أن تكونوا من العشرة الأوائل؟
-إنه تريفور...بدأت أدرك مقصدك
-ولماذا لا يحتفل تريفور مع باقى الفريق بدلا منا ؟
أضاف سام:
-ولماذا يصر على أنك ستكونين فى أحسن حال إذا كانت كلويه بجانبك مع أنها تقضى وقتها فى التشاحن معه ؟
-أفهمت الآن؟أنت سافللقد لاحظت ذلك من البداية لكنك لم ترد أن تفكر بهأليس كذلك؟أتريد قليلا من الشاى المثلج؟
-بكل سرور أيها الشرطى السرى
-هل نرشهما بالشاى المثلج ليهدأ؟
-لا أعتقد أن هذا كافى يلزمهما رشاش أو حتى دش
-حسنا أنا لا أجرؤ على ذلك
-لذا دعيهما فى حالهما حال تعودا عليه الأفضل أن ترينى كليشيهاتك الأخيرة هل أتسع وقتك لتحميضها؟
كان سام يتكلم عن صور ليست ذات أهمية صور عائلية أو صور الفريق أخذتها هنه فى الصيف فى كليشيهات غير فنية صور محترفين هى ذكرى ذكرى صيف ملتهب سعيد ذكرى حب.قالت مبتسمة:
-أوهـ نعم حمضتها أخيرا هى على منضدة الأستوديو فى ظرف كبير من فضلك أذهب وأحضرها سنريها لتريفورفى أحداها هو يقبل كلويه وهى تكره تلك الصورة
-ألا تخجلى!أنت تلقين بالبنزين على النار
ومد لها لسانه ثم غادر الغرفة وما أن خرج حتى سمع هنه تناديه واستدار قليلا :
-أتريد...أتريد سكر فى الشاى؟
-نعم...نعم وشكرا
-لم أكن أفهم إجابتك بدون أن أراك
-همم!ولكن هذه فضيحة أنت تستطيعن أن تصرخى بندائى فى كل المنزل ولكن على أنا أن أتواجد أمامك لتنظرى إلى كى أجيبك
قالت:
-أعرف ألا تجد هذا رائع.أن معظم الزوجات لتعطين أى شئ مقابل مثل هذا لاعذر الجميل لتعذيبأزواجهن
-عم تتكلمين؟زوج زوجة أتريدين أن تخبرينى بشئ؟
-مثل ماذا؟
-أنك مثلا تحبيننى ؟
أجابت موافقة وهى تدفع برفق بذراع سام الذى طوق خصرها :
-ربما...أستقم وأذهب لإحضار الصور إن مكعبات الثلج توشك أن تذوب
-حسنا ولكنك لن تنجى من المازق سا أنسة ألكسندر سنستأنف هذه المحادثة الشيقة قريبا
عندما وصل سام إلى الستوديو لم يجد ظرف الصور وأنما وجد الألبوم ودفعه لافضول لا التطفل إلى فتحه وأخراج الصور الواحدة تلو الأخرى لم يكن بها شئ غير عادى ماعدا أنها عرضت للنور بإفراط يهيمن عليها عنف ووعيد يظهر فى بعض الكليشيهات مجموعة أشخاص فى تصوير غاية الصفاء غاية فى الحيويةة محددة للغاية حتى أنك لو رأيتهم خلتهم يتنفسون ويواصلون أحاديثهم كما فوجئت؟لم تكن تعابير مصطنعة وعلى كليشيهات أخرى ماكينات تعمل ايضا حيوانات وتمتم حين فهم ما أكتشفه توا:
-ياإلهى!
منتديات ليلاس
إنه عالم خاص جدا عالم سرى لـ هنه ماتراه.ولا تستطيع سماعه كلاب تعوى فى سكون نار تضرم محركات تزمجر رجال يبكون ويحلفون خازوقةآلم وأطفال يهمسون بخصوصياتهم فى أذان أصدقائهم صرخة مولود كل هذا الذى يتكلم ويضج ويقول وينتج فى عقل سام صوتا مميزا وضوضاء تعبير بدون نغم وتخلق أنفعالا ماكرا دون أدنى صوت وكأنه يرى العالم عالمه هو فى الكرة البلورية الضوضاء والأصوات هنا .هو يعرف يجب أن تكون هنا ولكنه لم يكن هنا سوى الصمت المطبق.وأحس أنه متوحد وشريد أكثر توحدا مما شعر فى أى وقت فى حياته وذعر لرجة أنه قفز فى الهواء حين سمع صوت هنه:
-ماذا تفعل؟
وتقدمت حين رأت الصور مرصوصة على المنضدة لم تنطق ولم يبدو عليها أى تعبير فسألها:
- إذن هذه هى أليس كذلك؟عالمك ما ترينه ولا تسمعينه
نظرت هنه إلى صورها الثمينة جدا والملئية بالمعانى بالنسبة لها هى فخرها ومصدر قلقها هى فى عمق حياتها وتعبر أصدق تعبير عن ذاتها إذا لم تواتها الشجاعة أن تنكر وأوامأت نعم برأسها
صاح سام وقد أنعقد لسانه :
-غير معقول!أنا.....هى....من فرط واقعيتها فإنى...أنى أسمعها يا هنه!أعرف أن ذلك يبدو جنون لكن....
-لا....مفروض أنك تسمعها بالتأكيد ليست اصم
لم يرى هذه الصور غير كلويه وبيتر وسام لكن سام هو أول من سمعها وفهمها
رمقها بنظرة نظرة عميقة طويلة وهو يتامل لون عينيها العجيب هذه العيون التى سحرته منذ اللقاء الأول كل هذه المشاعر الممزوجة بالفخر والغضب الرقة والألم الضحكات والدموع هذا الجمال هذا الصفاء هذه كلها فى نظرته إليها وأحس أنه يحترمها كثيرا....يحترم شجاعتها وقوتها وتألم قلبه بكثير من الحب كثير من اإعجاب أيضا وخفض عينيه إلى الصور وأعاد فحصها الواحدة تلو الأخرى وفجأة أنفجر فى الضحك قائلا:
-ماهذه؟
وهو يشير إلى صورة طير يطير لم يكن الطير الوحيد الذى صورته ولكن هنا ظهر بوضوح طيران الغراب الذى أخذت صورته.أبتسمت وهى تنظر إلى الصورة:
-أسمع أنه من المستحيل سماع الطيور تطير فى السماء ولكنى أتذكر الصوت الذى يدثه الطير حين ينفش ريشه.من المؤكد أنى سمعته وأنا صغيرة ولكنى لا أعلم لماذا أنطبع ذلك فى ذهنى؟وكثيرا حين أرى طيرا يطير أشعر بل أنا متأكدة أنى اسمعه
قربها سام منه وضمها إليه واضافت هنه :
-بالنسبة لى هذه الصورة تمثل ذكرى صوت لذا فهى عزيزة على
واسندت رأسها على صدره سعيدة ساكنة دقات قلبه تطمئنها.قال سام:
-ها هما صعدا كان تريفور وكلويه يتباريان فى الكلمات العذبة :
-أترين يا جميلتى,بعض الناس الأذكياء مثلا يعرفون أن التحلية فى المنزل لا تعنى فقط أكل قطعة حلوى بالتفاح
-أنت مقزز يا تريفور
أمسك سام بيد هنه وأتجه للباب وقال بلهجة أرادها جادة:
-تريفور!ألم أطلب منك أن تظل بالخارج؟
أجاب تريفور وهو يقهقه:
-أخاف الظلام وخاصة إذا لم يرد أحد ان يدفئنى
ولحقت بهم كلويه واقترب تريفور من الصور وأظهر ثناءه ببعض الهمهمات ومع ذلك كان من الواضح أنه لم يدخل إلى الصور ولم يسمعها أما كلويه التى تعرفها فإنها فوجئت أن ترى أن هنه قررت أن تريها لهما وسألت صديقتها:
-هل قلت له ؟
هزت هنه رأسها بالنفى
وسأل سام وقد ادهشه من كلويه تقطيب حاجبيها وهز كتفيها:
-تقول ماذا؟
أخيرا أجابت هنه:
-حسنا!يريد بيتر أن اقدم صورى لـ شيللا ميريت...
قاطعتها كلويه:
-ليس فقط أن تريها أياها !هم يريدون أن يعرضوها فى جاليرى ميريت.هذا ما كانت تصبو إليه دائما والآن بعد أن قربت من أهدفها فإنها تهملها
صاح سام بإبتهاج :
-أنى فى غاية السرور متى تذهب...
-قررت ان أرفض
تنهدت كلويه بصوت عال ولم يفهم تريفور شيئا وسألها سام:
-لماذا؟
-لا أريد
-من فضلك معى لا تقولى مثل هذه الإجابات ألا يحلم كل المصورين بعرض أحسن كليشيهاتهم ثم هذا فخر لك أنها صور رائعة ليس من حقك ان ترفضى يا هنه
-لا من حقى أن ارفض!لا أريد أتفهم ذلك ؟لا أريد لن افعل !
كانت تكاد تصرخ وهى تتكلم وقد تقلصت أكتافها ورقبتها وجذعها وضمت قبضت يديها وسألها بلطف مدركا المخاطرة:
-ماذا تخشين؟أنت خائفة أليس كذلك ؟تعتقدين أن أحدا لن يفهمها؟
-لا يعنينى أن أعرف إن كانوا فهموها أم لاما هى إلا صور على كل حال.أسمع لن نتخاصم من أجل حفنة من الصور.من....من يريد شاى مثلجا ؟
أمسك بكتفيها وقال :
-هنه!هنه !أنظرى إلى
-ليس فى نيت أن استمر فى الحديث عن هذا أسمعت؟
وأضطرها إلى التركيز فى عينيه بأن ابقى ذقنها مرفوعا:
-مما تخافين؟لن يفهموا ماذا؟أو بالأصح هل تخشين ألا يفهموا جيدا؟ماذا تخشين أكثر النجاح أم الفشل؟
وفى ثورة يائسة دفعت يديه وأفلتت منه وصاحت وقد تبدل وجهها بتعبير الآلم والحق
-أوهـ !أتحسب نفسك ذكيا جدا ؟ماذا تعرف أنت عن الخوف ؟أنت قابلته مرة واحدة واحدة وكاد أن يحطم حياتك أنا عشت معه وأعيش معه فى كل ايام حياتى الملعونة!
إنه رفيقى المخلص كلب حراستى وهو يتبعنى خطوة خطوة بمجرد أن أبتعد عن المنزل هو ينتظرنى عند نقاطع الطرق هو فى كل مقابلة ويتمثل وجه وهيئة ونظرة الغريب الذى يمر.هو ينتظرنى حتى المساء حتى الدقيقة الأخيرة ما قبل النوم ثم بعد ذلك يجتاح أحلامى.أنا أعرف الخوف كما أعرف الفشل كل حياتى سلسلة مكررة لا نهائية متعبة من الفشل ولكننى أتصدى له ولا أهرب من أمامه فى هذه الحلقة الدائمة
أما عن الفشل فقد نلت نصيبى إذا كنت لا أريد أن أظهر صورى وإن كنت أخاف إظهارها فإنى سأتحمل كما تحملت كل مخاوفى الآخرى
منتديات ليلاس
لو كان سام رجلا قليل الذكاء لكان إنهار ولازعجته صراحة هنه القاسية هو يتألم ويشعر بجراحها وبالتى أصابته ولكنه تنفس بعمق ونظر إليها
-لا أعتقد أنك تخشين لافشل فقد أذهلتنى صورك وكأنها صاعقة لا أنت تخشين النجاح هو الذى يشلك ويقلقك أنت تخافين أن يبلبل عالمك الصغير أنت تخشين أن ينتظر منك الناس أكثر مما تستطيعين إعطاءه.أنت تخافين لأنها أحسن صورك وتخشين ألا تستطيعى أن تأتى بمثل جمالها
صاحت وهى تغالب دموعها :
-خطأ !
-أحقا؟كلما أخفيت هذه الصور عن العالم تشعرين بالأمان.أليس كذلك؟أنت لا تستطيعين حتى أن تحقدى على عاهتك ببساطة يا هنه أنت ككل الكائنات الإنسانية قلقة على المستقبل ومن المجهول وتظلين تتساءلين دائما أن كنت فعلا موهوبة أو أنك هاوية؟هذا مريح جدا!أنت مت من الخوف هذا هو الشئ الوحيد الحقيقى الذى قلته هذا المساء ولكن أنت تموتين من خوفك .ألا تستطيعين أن تأخذى صورا أخرى فى مثل هذه الروعة
تكلم سام بسرعة وهو يقطع الكلمات هى لم تفهمها كلها ولكنها أدركت معناها بما يكفى للأعتراف بأنه يقول الحق وخجلت حتى الموت من ضعفها:
-أخرج من منزلى !أذهب بعيدا!أرحلوا كلكم!أتركونى لوحدى!
واستدارت حتى لا يرأها احد منهم وهى تبكى
خرج تريفور وكلويه على أطراف أصابعهما بدون أن ينطقا وقد أذهلتهما هذه الثورة العارمة وهما يحقدان على سام لجرحه هنه وسمعهما سام وهما يهبطان الدرج وعندما تأكد أنهما أبتعدا أخرج من جيبه منديل وأقترب من أعز امرأة له فى الوجود لم يرد أن يعتذر أو أن يقول كلاما معسولا كالذى يقوله البعض ليخفف عنها بل أخذها من كتفيها وهمست:
-أنى أكرهك!أتركنى لوحدى!
إذا كانت الحركة تعنى حبا فإن الرقة التى مسح بها سام دموع هنه كشفت بطريقة صارخة مدى شغفه بها وأنتظر أن تتمالك نفسها وقال بهدوء:
-أنى راحل أريد فقط ان أتاكد أن عينيك جفتا وأن أرأها قبل أن أرحل أريدك أن تعرفى مقدار ما فعلته منذ أخر مرة أعطيت قلبك أجنحة
أغلقت عينيها عندما طبع على حاجبيها قبلة ولم تفتحهما إلا بعد أن أحست أنه غادر الغرفة
هى تقف فى وسط الصالون تنظر إلى كل قطعة أثاث كل شئ وتفكر فى جدتها هى منهكة أنحنت وجلست على الأرض
وبهدوء غزت ذاكرتها موجة من الذكريات اليوم الذى أنتقلت فيه إلى هذا المنزل وثورة أمها التى تنتقد كل شئ.الفتاة الصغيرة كلويه ذات الأثنتى عشر عام وهى تراقبها من خلف القضبان المشتركة بينهما وكيف تقدمت كلويه دون أن تنطق بكلمة لتساعدها فى تفريغ حقائبها .ووالدها الذى يصلح التركيبات الكهربائية ويحول كوخا صغيرا إلى حجرة سوداء بينما هى تعيد طلاء الصالون واللافتة الأنيقة التى علقتها فوق الباب واصبح المنزل سكنا وتذكرت المداولات مع البنك والسلفيات والرهن العقارى وعملها الأول كتالوج.لا تنسى أباها وهما جالسان فى المطبخ بعد دفن والدتها.
وذهبت ذكرياتها البعيدة أكثر إلى الطفولة ورأت يوم عيد ميلادها الذى قضته مع جدتها مرحها وشجون مراهقتها مدرسة الصم ومعهد جاديويه ويوما ام منذ أصبحت شابة
وتنفست بهدوء وبعمق وهى تسترجع الماضى كم من أشياء حدثت فى حياتها جميلة او اقل جمالا زكثير من الأشياء العادية جدا لا تتكلم عنها أبدا هى تحب حياتها وهى فخورة فيما أنجزت هى سعيدة إلا إذا أظهرت صورها
منتديات ليلاس
بالتأكيد هى تريد ذلك وكانت تريده أيضا ولكن ربما هو على حق ربما تخشى النجاح ونهضت وأطفأت النور كل هذه التغيرات فى حياتها منذ أن تصدت بقوة لوالدتها وقضت بأن تلتحق بمدرسة متخصصة ومع ذلك وفى هذه اللحظة لم تحسب المستقبل بل بالعكس كانت تريد أن تتسلح لتواجهه وتحتمله
وأرتقت الدرج إلى الدور الثانى لا هى لاترغب فى جديد ليغزو حياتها هى هكذا سعيدة للغاية هل سيسعدها أكثر تعليق صورها على جدران جاليرى ميريت ؟ربما
أخيرا...قليلا...حسنا...كثيرا...جدا...إذن!أيساوى هذا كل هذه البلبلة؟وهذا الأضطراب هل ستنجح فى ان تسيطر عليه ؟
كان اخر سؤال شائك وسيساعد حمام ساخن فى أتخاذ القرار حمام يذكرها بليلة على شاطئ فرجينيا
نهاية الفصل التاسع
|