كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
عاد سام فى ساعة الغداء إلى بيت هنه هو أراد ذلك هو يعرف أنها ستكون قطعا بالمنزل لتأكل شيئا
-أنى أعتقدت أن....هوم....مع أنه ليس من الضرورى أن تعرفى الكثير عن تشغيل السيارات فإنه من اللازم أن تعرفى شيئين أو ثلاثا قبل ان نرحل إلى روتوك سنتحدث فى ذلك على الغداء لم تأكلى أليس كذلك ؟
كانت هنه متعجلة جدا وهى ترص ملابس الأطفال على مائدة وهى واقفة عاليا على كرسى مطبخ واستعدت وضعت الكليشهات ولكنها لم توح أنها لا ترغب فى الثرثرة مع هذا الأستغراق فى العمل
-أنى سعيدة لرؤياك ثانية كنت آمل ان تعود لتساعدنى
-رائع أنزلى إذن هيا لنتغدى !
واطاعت ولم تنتظر أن يلح عليها
-سام انا أكره هذا النوع من العمل هو لا يتغير ويعاد باستمرار
قال سام وهو ينظر إلى المنضدة:
-أهكذا تصور الملابس المعروضة للبيع فى الكتالوجات؟
-أحيانا ليس هذا سيئا جدا لكن طول الوقت
-إذا كان هذا يضايقك فلماذا تفعلينه ؟توجد مئات الموضوعات الآخرى لتصويرها ليست ملتزمة بتصوير المانيكانات فقط؟أو البورتريه؟أن التى فى صالونك غاية فى الجمال
-أنى افعل ذلك لأنى احب ان أنفق على نفسى كما أن على أن أسدد رهن منزلى ولو كان بإمكانى لضاعفت الجهد كى ادفع لمساعدتى ما تستحقه
ردت كلويه بدون أن ترفع عينيها عما تفعله:
-أن ما تدفعينه لى كاف
نظر إليها سام بقأهتمام قالت هنه وقد فجأها ذلك :
-هى تحب المزاح تقول أنى أدفع لها ما يكفى
أكتفت كلويه بهز رأسها أما هنه فبدت متوترة وهى تضيف:
-لو لم تكن تسكن بالقرب منى وتستخدم سيارتى لبحثت عن عمل إضافى هى تلازمنى لإنها تحبينى لا أكثر !
وكأن هذا الحديث قد أصاب كلويه بالملل وكأنها سمعته للمرة العاشرة فصاحت بها :
-كفى عن مضايقتى
-مضايقتك؟
-نعم أنت أسوأ من أمى.تعلمين أنى أحب ما أعمله معك وليست بحاجة إلى الذهاب إلى الجامعة لأحصل بعد ذلك على عمل يفسد على حياتى.أنا سعيدة هنا وإذا فكرت فى ترك عملى معك فعلى ان أملأ صحيفة أحوال أليس كذلك ؟
صاحت هنه وهى تقفل قبضتها :
-أوهـ !
-ولكن عما تتكلمان ؟
لم يكن سام يدرى إلى ماذا تتطرق مناوشتهما
-أبداً أن كلويه تكره أن تملأ إستمارة حتى لا تذكر أسمها الرسمى
نظر سام إلى كلويه نظرات مرح وفضول إن لها شعر كثا جدا وحركات غريبة ومع ذلك فقد بدأ يحبها :
-حاولى أن تتخيلى نفسك بأسم صموئيل جدعون مثلا إن هذا كلفنى كسر أنفى مرتين
-حقا؟لا بأس بـ جدعون!آهـ لو علمت الذى لى !
رد سام وهو يعض شفتيه حتى لا يضحك :
-أفظع من هذا!
أحابت بلهجة جافة :
-تماما
وتدخلت هنه:
-إنها تبالغ أنه أسم جميل خبريه به
-وحياتى أبدا ! أذهبا لتتغدى وأنسيانى لدى عمل كثير مع امى العزيزة وحملتها الأخيرة
وسألها سام وقد قرر أن يرفع الكلفة بينهما (يناديها بـ"أنت"):
-لماذا لا تأتين معما إنى أحتاج إليك لتشرحى لـ هنه أسرار رياضة السيارات هيا لا تتعنتى....أهذا أنت أم صخرة أنا لازلت اجهل لغة الإشارات إلا إذا كنت تتبعين نظام للتخسيس
قالت هنه وهى تحاول إخفاء بعض الضيق :
-تعالى إذن
منتديات ليلاس
لم تكذب هنه عندما قالت إنها سعيدة برؤياه ثانية.هى لم تكف عن التفكير فيه وإستعادة كل كلمة نطق بها وحركاتهما معا وقبلاتهما وهذه الليلة...الليلة الأولى لهما حيث خيل لها مألوفا تماما وكأنها تعرفه منذ الطفولة ولم يكن وجهه هو الذى بدأ مألوفا لكنه هو هذه لارقة هذه السماحة هذا الإعتزاز بالكرامة هذه الشجاعة وهذه القوة هى وثقت به فى الحال لما توستمته فيه من طيبة وطبع روءف وتحققت من ذلك كله منذ الليلة الأولى أحبه قلبها وأستعذب وجوده بجانبها وأبتهجت أن تون له لكن حبها كله لهفة وأستحواذ على الحبيب هى لا تريد أن يشاركها فيه أحد هى تريده لها وحدها بدون منازع .المنطق والعقل يقولان لها إن كلويه لا تشكل خطرا بالنسبة لها هى تعرفها جيدا وتحبها بإخلاص وتعرف مع ذلك أن الحب شئ رقيق سهل الكسر ولم تكن سعيدة بهذا الإحساس العام الذى تستشعره فى هذه اللحظة إحساس الغيرة
خرج الثلاثة معا وتوجهوا إلى مطعم صغير مجاور فى مكان بسيط وهادئ يقدم أطباقا لذيذة عند وصولهما إلى المطعم توقعت كلويه وهنه محادثة سهلة وهادئة ولكن سرعان ما تغيرت اللهجة كان ما يقوله سام صعب الفهم فى مشقة قراءة الميكانيكا فهدف السباق واضح وهو أن تكون الأول فى خط النهاية ولذا من الضرورى أن تحصل على أحسن سيارة أما السبيل إلى ذلك فأمامه عوائق جمة ساعات تحضير ضبط ومباحثات كثيرة مع الممولين وكم آخر من التعقيدات قد تكون الحلبة صلبة أو رخوة إحداها أوسع من أخريات وقد يضطره المطر أو الحرارة أو الريح إلى إعادة حساباته عرق يلف المتسابق فى الحلبة أكثر من مائتى مرة ويحرق خمسة عشر إطارا ويعلم الله كم من وقود يستهلك فى المبارة العادية ....!
وسر المرأتين أن تعلما أنه لا يتحتم على المتسابق أن يشترك فى كل مسابقات الدورة وأن يفوز بها كلها ليكسب جائزة مثل كأس "وينستون" أو "بوش الأهلى الكبرى"يكفى أن يحصل على أحسن متوسط كى يفوز قالت الأثنتين:لابد أن هذا النظام وضعته أم أو زوجة أحد المتسابقين ولم يتوقف سام عن الحديث عن المكابس ومشاكلها المعقدة وعن تبديل السرعات ونظام الفرامل كما أعطاهما محاضرة عن الديناميكية الهوائية وعن مضخة الوقود وحممض النتريك وعن الضغط
وفجأة قاطعته كلويه معترضة:
-الرحمة!لم أعد أقوى على إشارة أخرى أو على الأمساك بالقلم !
سألها سام مبتسما:
-عفوا! هل أتكلم كثيرا؟
-لا.أنما أقول إن هذا كثيرا فى حصة واحدة دع الباقى لمرة أخرى
|