لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > سلاسل روايات مصرية للجيب > ملف المستقبل
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

ملف المستقبل ملف المستقبل


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-12-11, 11:31 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : ملف المستقبل
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم
الفصل الثانى ... الجولة الثانية

انحنى (أكرم) فى سرعة كبيرة، متفادياً ذلك القرص الطائر، الذى اتجه نحو رأسه مباشرة، ثم ألقى جسده أرضاً، متفادياً جسماً مماثلاً، انقض من الجانب الآخر، ثم تدحرج فى سرعة؛ ليطلق مسدس الليزر الذى يحمله، على قرص ثالث ....
وانطلقت الأشعة من مسدسه بالفعل ...
ولكنها أخطأت هدفها ...
وفى عنف، ارتطم ذلك القرص بكتفه، ولمحت عيناه قرصاً رابعاً، يندفع نحو رأسه، فوثب واقفاً على قدميه، وأطلق نحوه أشعة الليزر، فنسفه نسفاً، ولكن قرصاً خامساً ارتطم بجانب وجهه، فأسقطه أرضاً ...
وبكل غضبه، هتف (أكرم) :
- يا للسخافة !
كانت هناك أربعة أقراص أخرى، تندفع نحوه فى سرعة، فألقى ذلك المسدس الليزرى بعيداً، وهو يقول فى غضب :
- لن أعتاد هذا أبداً .
وفى سرعة، سحب مسدسه التقليدى ...
وأطلق رصاصاته ...
ومع ذلك الدوى، الذى لم تعتده الساحة قط، تحطًَّمت الأقراص الأربعة برصاصات مسدس (أكرم)، فى سرعة مدهشة، واعتدل هذا الأخير فى زهو، وهو بنفخ الدخان المتصاعد من فوهة مسدسه، قائلاً فى اعتزاز:
- هكذا يكون القتال.
ارتفع صوت (نور)، عبر مكبًَّر صوتى داخلى، وهو يقول، فى لهجة جمعت بين المرح والمودًَّة:
- يبدو أنه لا فائدة.
انزاح جدار جانبى، فى ساحة التدريب، وبرز من خلفه (نور)، وهو يتجه نحو (أكرم)، مكملاً بابتسامة:
من الواضح أنك لن تعتاد هذه الأسلحة الحديثة أبداً، يا عزيزى (أكرم).
أعاد (أكرم) مسدسه إلى حزامه، وهو يقلًَّد أسلوب (نور)، قائلاً :
- ولن أعتادها أبداً، يا عزيزى (نور).
انحنى (نور) يلتقط ذلك المسدس الليزرى، واعتدل وهو يحمله، ويقول فى جدية :
- ولكن الزمن لم يعد يناسب هذا يا صديقى؛ فتلك الأسلحة التقليدية لها خزانة رصاصات محدودة، ويمكن أن تنفد رصاصاتها، وسط حلبة القتال، ثم أن تأثيرها لا يرقى إلى تأثير أسلحة الليزر.
هزًَّ (أكرم) رأسه فى إصرار، وهو يقول :
- خطأ يا صديقى العزيز، فالليزر مجًَّرد خيط من الأشعة، يمكن أن ينعكس على أى سطح لامع.
ثم عاد يسحب مسدسه مرة ثانية من حزامه، ويلوًَّح به فى اعتزاز، مكملاً:
- أما هذا، فهو قادر على اختراق أقوى الدروع.
ظهر (رمزى) فى هذه اللحظة، وهو يقول :
- لا تحاول يا (نور).
التفت إليه الإثنان، فى آن واحد، فواصل وهو يتجه نحو هما:
- طبيعة (أكرم) برية، لا تميل إلى أنماط التكنولوجيا الحديثة.
لوًَّح (أكرم) بمسدسه، قائلاً فى حماس :
- أرأيت .
ابتسم (نور)، وربًَّت على كتفه، قائلاً :
- لا بأس يا صديقى ، ولكن من العجيب أن تكون عضواً فعالاً، فى المخابرات العلمية، وأنت تبغض التكنولوجيا إلى هذا الحد.
هتف (أكرم):
- أنت قلتها .
ثم مال نحوه، متابعاً بابسامة عريضة:
- أنا عضو فعًَّال .
ربًَّت (نور) على كتفه، وهو يهم بقول شئ ما، لولا أن تألقًَّت ساعته على نحو مباغت، فالتقى حاجباه فى شدة، وذهبت ابتسامته، وهو يقول فى جدية وحزم:
- أظن أنه ينبغى أن تستعدوا يا رفاق؛ فهذا استدعاء عاجل ... عاجل جداً .
وانعقد حاجبا (أكرم) فى شدة، وهو يعيد مسدسه مرة ثانية إلى حزامه، متابعاً ببصره (نور)، الذى غادر القاعة مسرعاً، فى حين غمغم (رمزى):
- (نور) على حق... لابد وأن نستعد.
ثم التفت إلى (أكرم)، يسأله فى اهتمام :
- قل لى: ألا تشعر أن الطقس بارد هذه الأيام، على عكس ما ينبغى أن يكون عليه، فى هذه الفترة من العام؟!
ولم يجبه (أكرم) مباشرة، وإن كان يدرك أنه على حق ...
الطقس بارد هذه الأيام بالفعل ...
على نحو غير طبيعى ...
أبداً ...
* * *
" الضربة الأولى أتت ثمارها يا جنرال.."..
نطق قائد فريق السيارات العبارة، داخل قاعة واسعة، انخفضت فيها درجات الحرارة إلى حد كبير، فالتفت إليه ذلك الذى كان ينتحل شخصية اللواء، والذى بدا مظهره شديد الاختلاف، مع تلك البشرة المائلة إلى الزرقة، والرأس الأصلع، والعينين الباهتتين، الشبيهتين بكرتين من الثلج، وهو يغمغم:
- هذا لا يكفى يا (أيسول).
شدّ (أيسول) هذا قامته، على نحو شبه عسكرى، وهو يقول:
- إنها الضربة الأولى يا جنرال.
لوًَّح الجنرال بكفه فى حدة، قائلاً:
- مازالت لا تكفى .
وصمت لحظة، تطلًَّع خلالها إلى خريطة كبيرة للمجموعة الشمسية، قبل أن يتابع فى حزم:
- جهازهم، على الرغم من قوته، والتطويرات التى أدخلناها عليه، لم ينجح بكل مخزونه، إلا فى تخفيض الحرارة بمقدار خمس درجات مئوية فحسب، ومازال هذا لا يناسب شعبنا.
ثم التفت إليه، مستطرداً بمزيد من الصرامة:
- مهمتنا هنا ليست سهلة يا هذا.... لقد بذلنا جهداً كبيراً، حتى عثرنا على هذا الكوكب، وهو يناسب قومنا؛ بوجود غلافه الجوى، ونسب الهواء المناسبة المتوازنة، التى تصلح لحياتنا .
وأشار إلى موقع الشمس على الخريطة، قبل أن يكمل فى حزم:
- فيما عدا هذا النجم .
غمغم (أيسول):
مطًَّ الجنرال شفتيه، وكأنما لا يروق له الأمر، ولاذ بالصمت بضع لحظات، قبل أن يقول، بلغته غير الأرضية:
– المشكلة أننا لا نفوقهم كثيراً، من الناحية التكنولوجية، ولهذا كان من المحتم أن نفوز باختراعهم الجديد هذا... والتطويرات التى أحدثناها به، جعلته يحصر طاقته كلها فى حزمة واحدة مركًَّزة، بدلاً من أن يطلقها فى شكل قمعى ...
قال (أيسول) فى حماس:
- ولقد أفلح هذا بالتأكيد يا جنرال، ومع أوًَّل طلقة أطلقناها نحو نجمهم، نجحنا فى خفض الحرارة على كوكبهم .
كررًَّ الجنرال فى سخط :
- مازال هذا لا يكفى .
صمت لحظة أخرى، ثم أضاف فى ضيق :
- ولقد أخطأنا؛ عندما قضينا على طاقم العلماء كله... كان من الضرورى أن نأسر بعضهم؛ حتى نجبرهم على التعاون معنا، فى تطوير الجهاز.
بدا (أيسول) متوتراً، وهو يقول فى حذر:
- وهل من الممكن أن يتعاونوا معنا، فى خفض درجات الحرارة على كوكبهم؟!
أجابه الجنرال، فى صرامة قاسية:
- هناك وسائل شتى للإقناع.
ثم التفت إليه، مضيفاً فى صرامة أكثر:
- ولا تنس أننا نتحدًَّث عن مستقبل شعبنا .
بدت الحيرة على (أيسول)، ولم يدر بما يجيب، فاستدار إليه الجنرال، قائلاً:
- لقد طلبت البحث عن مصمًَّم هذا الجهاز، ومبتكر طاقته السلبية.
شدًَّ (أيسول) قامته مرة أخرى، وهو يجيب :
- إنهما عالمان، اشتركا معاً فى ابتكار وسيلة توليد تلك الطاقة السلبية، ووضع تصميمات الجهاز .
سأله الجنرال فى اهتمام:
- هل حصلت على كل المعلومات الخاصة بهما ؟!
أومأ (أيسول) برأسه إيجاباً، فى حركة قوية، فقال الجنرال بمنتهى الصرامة والحدة:
- ماذا تنتظر إذن ؟!
بدا (أيسول) شديد القوة والحسم، وهو يجيب :
- سننطلق على الفور يا جنرال.
بدت انطلاقته الفورية، مع فريق من خمسة من أقرانه، أشبه ببداية جولة جديدة ...
جولة فى حرب مخيفة ...
حرب حياة أو موت ...
حياة شعب جاء من عالم آخر...
وموت الأرض ...
كلها ...
* * *
حملت ملامح المقدًَّم (نور) دهشة بالغة، وهو يحدًَّق مبهوتاً فى وجه القائد الأعلى للمخابرات العلمية المصرية، قبل أن تندفع انفعالاته كلها عبر صوته، وهو يهتف :
- ولكن كيف؟!...صحيح أن شمسنا تعد نجماً متوسط الحجم، بمقاييس الكون، ولكنها كتلة من الغازات الملتهبة، كتلتها تبلغ سبعمائة ضعف كتلة المجموعة الشمسية مجتمعة، وحرارة السطح فيها تصل إلى ستة آلاف درجة مئوية، فى حين تبلغ حرارة مركزها حوالى عشرة ملايين درجة مئوية، فكيف يمكن لاختراع بشرى، مهما بلغت قوته، أن يخفض حرارتها ؟!*
أشار القائد الأعلى بيده، وهو يتنهًَّد فى مرارة، قائلاً:
- ما يصلنا من حرارة الشمس، هو ما ينبعث من سطحها، ويبرد عبر المسافة فى الفضاء، ويقوم الغلاف الجوى بتمرير الحراراة المناسبة؛ لتبعث الدفء فى القشرة الأرضية، وطاقة ذلك الجهاز، الذى أطلقنا عليه اسم (آتوترون)، تم تطويرها بوسيلة ما، بحيث نجحت فى تبريد السطح مؤقتاً .
غمغم (نور) فى توتر :
أهذا سر برودة الطقس غير الطبيعية، فى هذه الأيام ؟!
أشار إليه القائد الأعلى، مجيباً :
- بالضبط .
ثم استطرد فى قلق شديد :
- الحسابات التى اجراها الدكتور (فريد) وفريقه، فى مركز الأبحاث التابع لنا، أكًَّدت أن طلقة سلبية، تم إطلاقها على نحو مكًَّثف مركًَّز، أمكنها فعل هذا، وأنه لو تلًَّقت الشمس عشر طلقات مماثلة، فى القوة والكثافة، خلال ثلاثة أيام، فسيؤدى هذا إلى انخفاض حرارة سطح الشمس، إلى النصف، مما ينعكس بالطبع على ما يصل من تلك الحرارة إلى الأرض، و...
لم يتم عبارته، فغمغم (نور) مكملاً إياها فى توتر:
- وعندئذ، يبدأ عصر جليدى جديد .
كررًَّ القائد الأعلى، دون أن يشير بسبًَّابته :
- بالضبط .
صمت (نور) لحظة؛ ليهضم تلك المعلومة المخيفة، ثم قال فى اهتمام حازم :
- وما المعلومات الأخرى، التى توصل إليها فريق الدكتور (فريد) يا سيًَّدى ؟!
أجابه القائد الأعلى، فى شئ من الاحباط :
- لو أنك تشير إلى الموقع، الذى انطلقت منه طلقة الأشعة السلبية، فهو مازال غامضاً، إذ أن الأجهزة لم ترصد إنطلاقها، وإنما رصدت المراصد الفلكية ارتطامها بسطح الشمس، وسجًَّلت الانخفاض السريع فى درجات حرارة السطح .
عاد (نور) يسأله :
- وماذا عن أولئك، الذين اقتحموا منطقة الأبحاث السرية، وسرقوا الجهاز ؟!
لوًَّح القائد الأعلى بيده، قائلاً:
- لقد حطموا كل شئ، حتى آلات الرصد والمراقبة، ولم يعد لدينا دليل واحد على ما حدث .
صمت (نور) هذه المرة، وعقله يعمل فى سرعة، ولكن القائد الأعلى مال نحوه، وهو يقول فى حزم، لم يخل من التوتر :
- المهمة تكاد تكون مستحيلة هذه المرة يا (نور)، ولكن مصير الأرض كلها صار بين أيديكم .
اعتدل (نور) فى وقفة عسكرية غريزية، وهو يقول :
- سنقاتل بكل ما نملك يا سيدًَّى ...
وصمت لحظة أخرى، قبل أن يضيف بكل الحزم :
من أجل عالمنا ... من أجل الأرض ...
ولم يكن هناك ما يمكن أن يقال بعدها ...
على الإطلاق ...
* * *
" الأمر بالغ الخطورة بالفعل ..."...
نطقها الدكتور (كمال)، مكتشف الطاقة السلبية الجبًَّارة، وهو يراجع حساباته، على الشاشة الهولوجرامية الخاصة به، قبل أن يلتفت إلى زميله الدكتور (ريمون)، مصمصم جهاز الإطلاق، مستطرداً :
- وفقاً لهذه الحسابات، فكوكبنا كله مقدم على كارثة بيئية رهيبة... استمرار إطلاق الطاقة السلبية، سيؤدى خلال أقل من ثلاثة أيام، إلى انخفاض الحرارة على الأرض، بمقدار خمسة عشر درجة، عند خط الاستواء، تتزايد إلى ثلاثين درجة عند القطبين .
أجابه الدكتور (ريمون)، وهو يجرى حساباته بدوره :
- البشر يمكنهم التكيف مع هذا ... عبر التكنولوجيا الحديثة على الأقل .
هزًَّ الدكتور (كمال) رأسه فى قوة، وهو يقول :
- ربما فى فصل الصيف... وربما لو حدث هذا تدريجياً، ولكن انخفاض بهذه السرعة، سيتسبًَّب فى موت الملايين، وخاصة فى المناطق الشمالية من العالم .
غمغم الدكتور (ريمون) فى توتر :
ربما لو حاولنا ...
قاطعه الدكتور (كمال) وانفعاله يتزايد :
– وماذا عن الطيور والحيوانات؟!...وماذا عن المزروعات، التى تنمو فى ظل طقس معتدل ؟!... ماذا عندما تكسوها الثلوج، وعلى نحو مباغت؟!...هل تعتقد أنها يمكنها أن تتكًَّيف بهذه السرعة ؟!
صمت الدكتور (ريمون)، وهو يعض شفته السفلى فى عصبية، ثم رفع ذراعيه كلهما فى الهواء، وهو يهتف فى حنق :
ولكن كيف فعلوها ؟!...ولماذا؟!... الجهاز معد بحيث يطلق الأشعة فى شكل قمعى فحسب .
أجابه الدكتور (كمال) فى حدة:
- المفترض أن تجيب أنت هذا السؤال .
بدا الدكتور (ريمون) مرتبكاً، لا يجد جواباً، وقبل أن يحاول قول أى شئ، ارتفع صوت ضابط الأمن فى المكان، وهو يقول، عبر جهاز اتصال داخلى :
- ضابط من المخابرات العلمية يطلب مقابلتكما .
التفت الإثنان إلى الشاشة الملحقة بجهاز الاتصال، ورأيا عليها صورة شخص فى ملابس مدنية، يقف إلى جوار ضابط الأمن، وبصحبته خمسة رجال، يحيط بهم طاقم الأمن فى ترقًَّب، فقال الدكتور(كمال)، فى حزم متوتر :
- الضابط وحده .
غمغم ضابط الأمن، وهو يفسح الطريق لذلك المدنى :
- فليكن .
دلف المدنى إلى المعمل الكبير، ودار ببصره فى أجهزته وشاشاته لحظة، قبل أن يعود به إلى الرجلين، قائلاً فى هدوء :
- الدكتور (كمال على) والدكتور (ريمون صبحى)... أليس كذلك ؟!
أجابه الدكتور (ريمون) فى توتر:
- بلى .
بدا المدنى صارماً حازماً، وهو يقول :
- أظنكما تعرفان سبب زيارتى .
أجابه الدكتور (كمال) فى حذر :
- إلى حد ما .
بدا شبح ابتسامة باهتة، على شفتى المدنى، سرعان ما تلاشت، وهو يقول بنفس الصرامة السابقة:
- أنا هنا بسبب ما حدث للشمس .
أجابه الدكتور (ريمون) فى سرعة، حملت كل توتره :
- إننا ندرس الأمر بالفعل، وربما ...
قاطعه المدنى فى خشونة:
- لا مجال هنا لـ (ربما) .
امتقع وجه الدكتور (ريمون)، دون أن يعًَّلق بحرف واحد، فى حين قال الدكتور (كمال) فى عصبية :
- ليس من حقك، أياً كانت رتبتك، أن تتحدًَّث إلينا، باعتبارنا متهمين بما حدث يا هذا ... نحن ابتكرنا السلاح الدفاعى، وكانت حمايته مهمتكم أنتم .
صمت المدنى لحظات، وهو يرمقهما بنظرة صارمة، قبل أن يسأل :
- أنتما إذن الشخصان المناسبان لتطويره .
حمل وجهاهما دهشة كبيرة، قبل أن يهتف الدكتور (ريمون) :
- تطويره؟!... ماذا يعنى الحديث عن تطويره يا رجل، فى ظل هذه الظروف الـ....
بتر عبارته بغتة، وهو يحدًَّق فى شاشة الاتصال، من خلف ظهر ذلك المدنى ....
فعلى الشاشة، بدا رجاله الخمسة، وهم يهاجمون ضابط الامن وفريقه، بأسلحة عجيبة، سحقتهم سحقاً ...
واتسعت عينا الدكتور (كمال) فى رعب، وهو يصرخ :
- ما الذى يعنيه هذا ؟!
رفع (أيسول)، الذى ينتحل الهيئة الأرضية المدنية، سلاحه العجيب فى وجهيهما، وهو يقول شيئاً ما ...
شئ بلغته ...
غير الأرضية ...
ومن السلاح، انطلقت فقّاعة عجيبة، أحاطت بالرجلين فى سرعة مذهلة، ثم راحت تنكمش، وهما يقاومانها فى استماتة، ويصرخان ...
ولكن صراخاتهما لم تتجاوز تلك الفقاعة، التى راحت تنكمش ...
وتنكمش ...
وتنكمش ...
ومع التصاقهما تماماً بها، شعرا بنقص شديد فى الهواء، جعل عيناهما تجحظان على نحو مخيف ...
ثم فقدا الوعى تماماً ...
ومع فقدانهما الوعى، تلاشت الفقاعة فجأة ...
وسقطا أرضاً ...
وفى هدوء، راقبهما (أيسول)، حتى سقطا، فى نفس الوقت الذى اقتحم فيه رجاله المعمل، وبدأوا يوصلون أجهزة عجيبة صغيرة بأجهزة المعمل، و(أيسول) يواصل المراقبة بنفس الهدوء ...
ومن عينيه انبعث بريق عجيب ...
بريق يقول: إنهم قد ربحوا جولتهم الثانية، فى حربهم مع الأرض ...
حرب الفناء ...
العاجل .
* * *

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 17-12-11, 02:17 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : ملف المستقبل
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم

لفصل الثالث ... الفريق

انعقد حاجبا (أكرم) فى شدة، وهو يدير عينيه فى توتر، فى قاعة الأبحاث الكبيرة، فى ذلك المختبر العسكرى السرى، والذى بدا أثر الدمار فيها مخيفاً، وتحسًَّس مسدسه فى حركة غريزية، فى نفس الوقت الذى غمغمت فيه (نشوى):
- يا إلهى!... لقد دمًَّروا المكان تماماً .
أجابها (نور)، وهو يدير عينيه فى المكان بدوره:
- من الواضح أنهم أرادوا إخفاء كل أثر لما حدث .
بدا صوت (سلوى) مفعماً بالانفعال، وهى تتمتم :
- آثار الدماء مازالت تملأ المكان!!...أى وحوش يمكن أن يفعلوا هذا !!..
لم يحاول (نور) التعليق على عبارتها، وهو يقول:
- لقد دمروا أجهزة المراقبة؛ لمحو أى أثر لهم؛ حتى نحار فى تحديد هويتهم.
قال (رمزى)، محاولاً تمالك أعصابه، أمام المشهد الرهيب:
- من الواضح أنهم محترفون .
أجابه (أكرم)، فى شئ من الخشونة والعصبية:
- ونحن كذلك.
أشارت (نشوى) بسبًَّابتها، قائلة:
- ولكن فى هذه المرحلة، تلعب التكنولوجيا التى تبغضها دورها.
سألها (نور) فى اهتمام:
- أهناك ما يمكن فعله؟!
أجابته فى حزم:
- بالتأكيد.
ثم التفتت إليهم جميعاً، متابعة فى شئ من الحماس :
- الكل يتصوًَّر أن تحطيم أى قرص صلب، أو اسطوانة مدمجة، يؤدى إلى فقدان كل ما عليها من معلومات، ولكن ذلك الجهاز الذى ابتكرته، يستطيع نقل أجزاء المعلومات، من الأجزاء المحطمة، ويدرس ترتيبها، والتوقيت الدقيق لتسجيلها، ثم يعيد ترتيبها، على نحو جيد إلى حد ما .
هتفت (سلوى) مبهورة:
- حقاً ؟!
أجابها (نور) فى خفوت:
- تعلمين ابنتنا عبقرية يا (سلوى).
ثم عاد يسأل ابنته فى اهتمام:
- وهل تعتقدين أن جهازك يمكنه أن يسترجع صور ما حدث هنا؟!
تردًَّدت (نشوى) لحظات، قبل أن تقول:
- إنه مازال فى مرحلة التجريب، والصورة لن تكون واضحة تماماً، و ...
قاطعها (نور) فى حزم :
- سنكتفى بما يظهر.
هزًَّت كتفيها، قائلة فى حذر :
- فليكن.
ثم استعادت حماسها فجأة، وهى تستطرد:
- ولكن لابد من جمع كل قطع أجهزة الرصد المحطمة .
أجابها (أكرم) هذه المرة، فى حزم شديد :
- سنفعل هذا .
بدأ يجمع القطع المحًَّطمة بالفعل، فى حين عاد (نور) يسألها:
- وكم سيستغرق جهازك، بعد تغذيته بكل القطع الممكنة؛ لكى يبث أفضل صورة لديه؟
صمتت لحظة، قبل أن تجيب:
- ثمان عشرة دقيقة على الأكثر.
اعتدل فى وقفة عسكرية، قائلاً بلهجة قائد حازم:
- فلنبدأ إذن.
وبدأ الجميع عملية جمع الحطام ...
الجميع بلا استثناء...
* * *
لم يشعر الدكتور (ريمون) فى حياته كلها، بمثل هذا البرد القارص، الذى شعر به، عندما استعاد وعيه، حتى أن جسده كله كان يرتجف فى قوة، وأطرافه تؤلمه من شدة البرد، فغمغم قبل أن يفتح عينيه:
- أين نحن ؟!
آتاه صوت زميله الدكتور (كمال) مرتجفاً فى شدة، وهو يجيب فى خفوت:
- فى الجحيم .
بدت له العبارة متناقضة بشدة، مع ما يشعر به من برد مؤلم، ففتح عينيه فى حركة واحدة، ولم يكد يفعل، حتى تحوًَّلت ارتجافاته إلى انتفاضة قوية، واتسعت عيناه فى رعب ما بعده رعب، وهو يصرخ :
- يا إلهى !...
كان يرقد فى مكان أشبه بكهوف القطب الشمالى، تكسو الثلوج جدرانه، وتتدلًَّى عناقيد جليدية من سقفه ...
ولكن هذا لم يكن ما أثار رعبه ...
إنها تلك الوجوه المحيطة به، والتى أدرك، منذ اللحظة الاولى، أنها غير آدمية على الإطلاق ...
وجوه زرقاء، ورءوس صلعاء، وعيون أشبه بقطع من الثلج البارد، وثياب لا مثيل لها ... فى عالمه على الأقل ...*
وبكل رعبه، راح يصرخ :
- أين نحن؟!... أين نحن؟!
كان الدكتور (كمال) يرتجف مثله، وهو يحدًَّق فى الوجوه نفسها، دون أن ينبس ببنت شفة، فى حين بدا الجنرال شديد الصرامة، وهو يقول :
- أنتما مازلتما على كوكبكما.
غمغم الدكتور (كمال)، فى ذروة توتره:
- وماذا عنكم ؟!
لم يتلق جواباً على سؤاله، وإنما تابع الجنرال، بنفس الصرامة القاسية :
- هل ترغبان فى المعاناة من هذا الصقيع طويلاً؟!
هتف الدكتور (ريمون):
- كًَّلا بالطبع ... ستتجمًَّد الدماء فى عروقنا؛ لو بقينا هنا لساعة أخرى .
غمغم الدكتور (كمال) فى عصبية :
- دماء البشر لا تتجمًَّد أبداً يا هذا
هتف به الدكتور (ريمون) فى عصبية :
- لماذا أشعر وكأنها كذلك إذن يا رجل ؟!
صاح فيهما (أيسول)، فى قسوة شديدة :
- اصمتا .
التفت إليه الرجلان فى توتر، وأطاعا أمره بالصمت على الفور، فشًَّد قامته، وهو يشير إلى الجنرال، مضيفاً :
- استمعا إلى الجنرال فقط .
لم يبد الرضا على الجنرال، من موقف (أيسول)، ولكنه عاد إلى حديثه الصارم، قائلاً:
- نعلم جيداً أن أجساد البشر أضعف من أن تحتمل هذه البرودة طويلاً، فسرعان ما يفقد جسديكما الكثير من حرارتهما وطاقتهما، ويقل سريان الدم فى الأطراف، فتموت خلاياها، ولا يعود هناك مفر من بترها*
غمغم الدكتور (كمال) :
- ولكن من الواضح أن أجسادكم ليست كذلك ؟!
أجابه الجنرال فى هدوء:
- شعبنا نشأ فى كوكب بعيد عن نجمه، ونما فى درجات حرارة تقل عن الصفر بمقاييسكم، والبرودة التى تقتلكم تنعشنا .
استعاد الدكتور (ريمون) شيئاً من سيطرته على انفعالاته، وإن لم تتلاشى عصبيته، وهو يقول :
- تلك الحجرة هناك ذات تدفئة خاصة، وستشعران فيها بالانتعاش والدفء .
سأله الدكتور (كمال) :
- مقابل ماذا ؟!
بدا صوت الجنرال شديد الصرامة والقسوة، وهو يجيب :
- تعاونكما .
اندفع الدكتور (ريمون) يسأله، فى شئ من الحدة :
- على ماذا ؟!
أشار الجنرال إلى الركن الآخر، حيث استقر ذلك الجهاز البيضاوى الشكل، وأجاب بنفس الصرامة القاسية :
- على تطوير هذا .
تعلًَّق بصر الإثنان بالجهاز لحظات، قبل أن يقول الدكتور (كمال) فى توتر :
- أأنتم من فعلها ؟!
تجاهل الجنرال سؤاله تماماً، وهو يقول :
- هذا الجهاز يحتاج إلى شحنة قوية، من تلك الطاقة السلبية الجبًَّارة؛ فقد استنفد طاقته كلها مع الضربة الأولى .
اتسعت عينا الدكتور (ريمون)، وهو يقول :
- أنتم إذن من حاولتم خفض حرارة شمسنا ؟!
مرة أخرى، تجاهل الجنرال السؤال، وهو يقول، وقد تزايدت صرامته وقسوته :
- وليس أمامكما سوى خيارين، لا ثالث لهما ... أما أن يعمل الجهاز، بكامل الطاقة التى نبتغيها، أو ...
بدا أشبه بوحش بارد مفترس، وهو يضيف :
- أو تموتا برداً هنا .
واتسعت عيون الرجلين، وتبادلا نظرة بائسة يائسة، وجسديهما يرتجفان ...
ويرتجفان ...
ويرتجفان ...
* * *
" إنه يعمل ..."...
نطقتها (نشوى) فى حماس، وهى تتعامل مع جهازها الجديد فى سرعة، فهتفت بها (سلوى) :
- عظيم ...أنت عبقرية بالفعل .
بدأت صورة هولوجرامية تتكًَّون فى الهواء، على ارتفاع سنتيمترات من جهاز (نشوى) الجديد، فتعًَّلقت بها ابصار الجميع فى لهفة ...
كانت مشاهد متتالية، مع تقطعًَّات واضحة، ولكنها لا تخل بترتيب الأحداث ...
مشاهد تنقل ما حدث هناك ...
فى قاعة الأبحاث السرية ...
وتابع الجميع تلك المشاهد، فى توتر لم يمكنهم السيطرة عليه، فى حين التفتت (نشوى) إلى أمها، قائلة :
- مازال الصوت خافتاً .
أسرعت (سلوى)، كخبيرة صوتيات، تعمل على الجهاز فى سرعة، فى نفس الوقت الذى انتقلت فيه المشاهد إلى مرحلة هجوم فريق السيارات، وحالة الهرج التى سادت بعدها ...
ثم فجأة، انبعث الصوت من الجهاز ...
وفى لحظة مؤلمة ...
فمع انبعاث الصوت، تردًَّدت من جهاز (نشوى) أصوات الصراخ، والرعب، ودوى تحطيم المعدات، فى مشهد شديد البشاعة ...
وعلى الرغم مما يشعر به (نور) من ألم، فقد بذل قصارى جهده؛ للسيطرة على أعصابه وانفعالاته، وهو يتابع ما يحدث ...
كان يتابع كل حركة ...
وكل خطوة ...
وكل همسة ...
وبسرعة، تكوًَّنت الصورة فى ذهنه ...
الأسلحة المستخدمة، والتى تطلق تلك الفقاعات المدمًَّرة، لا وجود لها على كوكب الارض ...
وهذا يمنحه دلالة خطيرة ...
خطيرة للغاية ..
دلالة انتقلت إلى لسان (رمزى)، وهو يغمغم مبهوتاً :
- إنهم ليسوا من عالمنا .
مطًَّ (أكرم) شفتيه، وتحسًَّس مسدسه، وكأنه ينشد منه الامان، وهو يتمتم فى عصبية :
- هل صار كوكبنا محطة لكل مجرمى الكون أم ماذا ؟!
لم يسمع (نور) عبارته؛ لأن عقله تركًَّز كله على ذلك الحوار، بين (أيسول) وذلك الجنرال، الذى انتحل شخصية اللواء ...
فالحوار حسم الأمر تماماً ...
إنهم ليسوا أرضيين ...
حتماً ...
وهذا يعنى انتقال الصراع إلى مرحلة جديدة ...
مرحلة تنقله إلى حالة مختلفة تماماُ ...
حالة بالغة الخطورة ...
والرعب ...
إلى أقصى حد ....
* * *
الآلام أصبحت رهيبة ...
إلى حد لا يمكن احتماله ...
الأطراف عانت من عذاب شديد، قبل أن يفقد الرجلان إحساسهما بهما تقريباً ...
والجسدان لم يعد باستطاعتهما حتى الارتجاف ...
الشفاة صارت زرقاء داكنة ...
والبشرة متجمًَّدة، تخشى أن تمسها باناملك، فتتكسًَّر مع لمستك ...
والعقل نفسه، صار أبطأ مما ينبغى ...
وعلى مسافة قريبة، غمغم (أيسول)، بلغته غير الأرضية ...
- لن يمكنهما الاحتمال طويلاً .
تجاهل الجنرال عبارته، وهو يراقب الرجلين ببصره، وعلى الرغم من هذا، فقد تابع (أيسول)، فى شئ من الجذل :
- أراهن أن ذلك العصبى سينهار أولاً .
غمغم الجنرال فى خفوت صارم:
- تجربتى مع البشر، تقول: إنهم عنيدون، أكثر مما تتصوًَّر .
قال (أيسول):
- ولكن لا يمكنهما احتمال طقس كوكبنا .
صمت الجنرال لحظة، ثم قال :
- بالتأكيد .
مع نهاية كلمته، التى نطقها بلغته غير الأرضية، غمغم الدكتور (كمال) فى صعوبة :
- فليكن .
التفت إليه الدكتور (ريمون) مستنكراً، وهو يغمغم، وأسنانه تصطك ببعضها البعض :
- ماذا تعنى ؟!
أجابه فى ألم :
- لو أنك ترغب فى الموت برداً، فهذا شأنك .
قال الدكتور (ريمون) فى عصبية :
- لا تقل لى :إنك ستتعاون معهم .
أجابه، فى أقصى شئ من الحدة، سمحت به حالته :
- أتجد أمامنا سبيلاً آخر ؟!
قال الدكتور (ريمون)، وهو يرتجف فى شدة :
- إننى أفضل الموت .
أجابه، وهو يرفع يده فى صعوبة، مشيراً إلى الجنرال :
- وسيأتيك على متن جواد قوى يا رجل .
رأى الجنرال إشارته، فقال فى صرامة، وهو يتجه نحوهما :
- أخطأ تقديرك يا (أيسول).... الآخر استسلم أوًَّلاً .
شعر الدكتور (ريمون) بالغضب، مع اقتراب الجنرال، وقال بما تبقى له من جهد :
- موتنا وحدنا، قد يكون فيه حياة الأرض كلها يا رجل .
تطلًَّع الدكتور (كمال) إلى الجنرال، الذى يتجه نحوهما بخطوات قوية، وغمغم:
- كلانا سيموت فى سبيل الأرض يا هذا .
ثم التفت إليه فى بطء، مضيفاً :
- ولكن بإيجابية .
انعقد حاجبا الدكتور (ريمون) فى شدة، فى نفس اللحظة التى توًَّقف فيها الجنرال أمامهما، قائلاً بقسوته الصارمة :
- هل قررًَّتما التعاون ؟!
وهنا، رفع الدكتور (ريمون) أيضاً ذراعه مستسلماً ...
وبدأت جولة جديدة ...
* * *
على الرغم منه، ارتجف جسد الدكتور (فريد)، وهو يقف فى مكتب القائد الأعلى للمخابرات العلمية، مستمعاً إلى (نور)، فى حين بدت علامات الانفعال على وجه القائد الأعلى، وهو يقول، بعد أن انتهى (نور) مما لديه :
- هذا يضعنا أمام عدو نجهل إمكانية وقدراته يا (نور)... ونجهل حتى هدفه مما فعل... الصور التى استعادتها ابنتك، تظهرهم فى هيئة أرضية تماماً، حتى أنه يصعب تمييزهم عنا، كما أن ذلك الذى انتحل هيئة اللواء، استطاع المرور عبر كل وسائل واختبارات الأمن، دون أن ينكشف أمره... من أدرانا إذن أنه لا يوجد المزيد منهم حولنا هنا ؟!
أجابه (نور) :
- فريقى يعيد دراسة تلك المشاهد، بكل الوسائل المتاحة يا سيًَّدى، وربما نجد فيها إشارة، إلى كيفية تحديد هويتهم بيننا .
قال القائد الأعلى فى حدة :
- ربما ؟!... إنك تعنى بعبارتك هذه أنه (ربما) لا تجد هذا .
قال (نور)، محاولاً السيطرة على انفعالاته :
- فريقى يبذل قصارى جهده يا سيًَّدى، وهذا كل ما نملكه، فى الوقت الحالى .
اندفع الدكتور (فريد) يقول، فى انفعال شديد :
- ولكنهم اختطفوا العالمين، اللذين صنعا سلاحنا الدفاعى الجبًَّار، ولست أجد تفسيراً لهذا، سوى أنهم يسعون لمنعنا من صنع آخر.
انعقد حاجبا (نور)، وهو يقول :
- أو ربما أنهم يحاولون إجبارهم على تطويره .
اتسعت عينا الدكتور (فريد)، وتراجع مع صدمته، مغمغماً:
- يا إلهى!... هذا أكثر خطورة يا (نور).
أشار القائد الأعلى بسبًَّابته فى عصبية، قائلاً:
- السؤال الآن هو: هل كانت ضربتهم الأولى للشمس تحذيرية؛ كإعلان لما يمكنهم فعله، أم أن لهم هدفاً آخر؟!
انفرجت شفتا (نور)؛ ليجيب بشى ما، إلا أن ساعة يده تألقت ببريق متقطع، فألقى نظرة على شاشتها، مغمغماً فى اهتمام :
- إنها (نشوى).
ضغط زر الاتصال، على نحو يسمح للجميع بسماع ما يقال، فانبعث صوت (نشوى) مفعماً بالانفعال، وهى تقول :
- أبى ... إعادة الفحص جعلتنا نتوًَّصل إلى معلومة خطيرة... خطيرة للغاية .
وتفجًَّرت عبارتها فى المكان ...
كألف ألف قنبلة .
* * *


 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 17-12-11, 03:16 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : ملف المستقبل
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم

فصل جميــــل ... يا ريت نعرف ايش اللي لاقته نشوى

و كيف ممكن يواجه فريقنا هؤلاء الناس

دكتور نبيل رائع كالعادة تسلم استاذي

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 24-12-11, 10:31 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : ملف المستقبل
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم

الفصل الرابع ... الثلج

" أجسادهم لا تبث أية حرارة على الإطلاق ..."...
قالتها (نشوى)، وهى تشير إلى شاشة جهازها، فانعقد حاجبا (نور) فى شدة، وهو يتابع تلك الظلال الزرقاء على الشاشة الخاصة، التى تقيس الانبعاث الحرارى للأجسام، فى حين أضافت (سلوى) فى خفوت :
- إنهم على العكس، يبدون باردين كالثلج .
غمغم (أكرم) فى توتر :
- ربما كانوا مجرًَّد أشخاص آليين .
أجابته (نشوى) فى اهتمام :
- حتى الآلات، تبث محركاتها شيئاً من الحرارة، التى تعمل على تحريك أجسامها .
تساءل (رمزى) فى حيرة، تمتزج بالقلق :
- ماذا هم إذن ؟!
أجابه (نور)، وعقله يعمل فى سرعة :
- كائنات من عالم آخر ... عالم بارد، يناسب أجسادهم .
سألته (سلوى) مندهشة :
- وهل يمكن أن تنشأ الحياة، فى عالم بارد ؟!
أشار (نور) بيده، قائلاً :
- الحياة تنشأ فى كل مكان يا عزيزتى، وفى نهايات القرن العشرين، عثر العلماء على أنواع من البكتيريا والفطريات، تنمو فى الصقيع 1
هتف (أكرم) فى حدة :
- وماذا يريدون من عالمنا، ماداموا قد اعتادوا الصقيع كما تقول ؟!
صمت (نور) بضع لحظات مع السؤال، قبل أن يجيب فى بطء :
- تحويل عالمنا إلى ما يناسبهم .
اتسعت عيون (رمزى) و(سلوى) و(نشوى) فى ذعر، فى حين هتف (أكرم) فى حدة أكثر :
- أى قول هذا يا (نور) ؟!
التفت إليه (نور)، قائلاً فى حزم :
- ما تشير إليه كل الدلائل يا صديقى...لقد سرقوا جهازاً يبث طاقة سلبية جباًَّرة، وقاموا بتطويره؛ لتوجيه ضربة سلبية إلى شمسنا، فى محاولة لتخفيض درجة حرارة سطحها، ثم اختطفوا العالمين، اللذين توصلا إلى تلك الطاقة الجبًَّارة، ووسيلة إطلاقها، وهذا يعنى، مع كشفنا لطبيعتهم الباردة، أنهم يسعون إلى مزيد من الطاقة السلبية، فى محاولة مجنونة؛ لخفض حرارة شمسنا، وإسقاط عالمنا فى عصر جليدى جديد .
بدت (نشوى) شديدة التوتر، وانعقد حاجبا زوجها (رمزى) فى شدة، فى حين أشاح (أكرم) بوجهه فى عصبية، وتساءلت (سلوى) فى صوت مرتجف :
- أهذا ممكن يا (نور) ؟!
صمت (نور) طويلاً، وهو يتطًَّلع إليها، قبل أن يجيب فى بطء:
- من يدرى يا رفاق! ... من يدرى !
ثم استعاد حزمه دفعة واحدة، وهو يضيف :
- ولكن دعونا نطرح هذا السؤال جانباً الآن، وننتقل إلى الجانب العملى من مهمتنا... لقد عرفنا طبيعة خصمنا، وربما هدفه الأساسى أيضاً، وهذا يعنى أننا نواجه خطراً يهدًَّد كوكبنا كله، وحياة كل من عليه من مخلوقات حية، والسؤال الذى ينبغى أن نطرحه على أنفسنا الآن هو : فى ظل هذه المعلومات، أين يمكن أن نعثر على عدونا ؟!
أجابته (نشوى) فى سرعة :
- فى مكان شديد البرودة .
هتف مشيراً إليها :
- بالضبط .
قال (أكرم)، وهو يتحسًَّس مسدسه، كعادته كلما توترت أعصابه :
- فى أحد القطبين مثلاً .
أجابته (سلوى)، وهى تراجع خريطة الطقس على شاشة جهازها .
- ليسوا فى القطب الشمالى حتماً .
سألها فى عصبية :
- ولم لا ؟!
أجابته مشيرة إلى الخريطة :
القطب الشمالى له طبيعة خاصة، فمع دوران الأرض حول محورها، وحول الشمس أيضاً، يواجه القطب الشمالى الشمس لستة أشهر كاملة، ثم يغرق فى ليل يستغرق ستة أشهر أخرى، وهو الآن فى منتصف ليله الطويل، ولو بقوا هناك، لن يمكنهم مواجهة الشمس، ليطلقوا عليها تلك الطاقة السلبية .2
قال (نور) فى حزم :
- هذا صحيح ... ثم أن تحركاتهم السريعة، لا توحى بانتقالهم لتلك المسافات الطويلة، ما بين توجيه ضربة و أخرى؛ خاصة وأن أجهزتنا المتحفّزة، لم ترصد أية أجسام غريبة فى سمائنا .
قال (رمزى) فى اهتمام:
- إنهم فى مكان قريب إذن .
أجابه (نور)، فى حزم أكبر :
- وربما هنا ... فى (مصر).
هزًَّ (أكرم) رأسه فى قوة، قائلاً :
- وأين يجدون مكاناً شديد البرودة هنا، فى هذا الوقت من العام؟!
رفع (نور) سبًَّابته، وهو يقول :
- هذا هو السؤال...أين يمكن أن يكونوا ؟!
نعم ... هذا هو السؤال الحقيقى ...
أين يمكن أن يختبئ خصم، اعتاد العيش فى الصقيع ؟!
أين ؟!...
* * *
هزًَّ الدكتور (ريمون) رأسه فى قوة، وهو يجلس داخل تلك الحجرة الزجاجية الدافئة، فى ركن كهف الثلوج، الذى تعيش فيه المخلوقات الباردة، هامساً :
- لست أصدق ما تفعله .
غمغم الدكتور (كمال)، وهو يراجع حساباته، على جهاز كمبيوتر أرضى، فى ركن الحجرة الزجاجية:
- حاول أن تقنع نفسك بالأمر .
هزًَّ الدكتور (ريمون) رأسه مرة أخرى، هامساً :
- كيف ؟!...إننا نتعاون مع غزاة من عالم آخر، يسعون إلى وضع عالمنا فى عصر جليدى جديد، سيقضى على كل مخلوق حى فيه ... حتى نحن مع مرور الوقت .
صمت الدكتور (كمال) لحظات، ثم قال فى شئ من الحزم :
- راجع الحسابات، التى أرسلتها إلى جهاز الكمبيوتر الخاص بك .
سأله الدكتور (ريمون) فى عصبية :
- هل تحاول التهرًَّب من المناقشة ؟!
أجابه الدكتور (كمال) فى حزم :
- راجع الحسابات .
مرًَّر الدكتور (ريمون) سبًَّابته فى تبًَّرم، على شاشة الكمبيوتر الخاص به؛ لينقل إليه تلك الحسابات، التى أشار إليها زميله، وهو يغمغم :
- مهما كانت حساباتك؛ فأنا لا أتفق معها .
لم يعلق الدكتور (كمال) على عبارته، أو يلتفت حتى إليه، فى حين راح هو يراجع الحسابات فى سرعة، قبل أن تتألق عيناه ببريق خافت، سرعان ما اختفى، وهو يتمتم فى انفعال :
- هذا يعنى مصرع الجميع بلا استثناء .
تمتم الدكتور (كمال)، وهو يبعد نظره إلى الجانب الآخر :
- بالضبط .
صمت كلاهما لحظات، ثم عاود الدكتور (ريمون) العمل ...
وبكل حماس ...
* * *
نطقت (نشوى) الكلمة فى حماس شديد، فالتفت إليها الجميع فى لهفة، ورأوها تشير إلى بقعة بعينها، على خريطة لمنطقة (المقطم) القديمة، متابعة :
- لقد راجعت خرائط وصور الأقمار الصناعية، وبخاصة أقمار الطقس، وهذا ما وجدته .
حدًَّق الجميع فى الخريطة الهولوجرافية، المعلًَّقة فوق جهازها، وغمغم (اكرم) فى توتر:
- لست أرى شيئاً .
أجابته (سلوى) فى انفعال :
- ولكن جهاز (نشوى) يرى .
مال نحو الصورة أكثر، محاولاً أن يستشف ما يراه الآخرون، فى حين تساءل (نور) فى اهتمام :
- أتعنين تلك البقعة، التى تختلف لونياً عما حولها ؟!
أجابته فى حماس :
- بالضبط .
غمغم (أكرم) فى عصبية :
- إنه اختلاف ضئيل، كدت لا أتبينه .
فى حين تساءل (رمزى) :
- ما الذى يعنيه هذا يا (نشوى) ؟!
أجابته بنفس الحماس :
- إنه اختلاف درجات الحرارة، الذى سجًَّله أحد أقمار الطقس، وهو يعنى أن حرارة تلك البقعة، تنخفض بمقدار درجتين ونصف الدرجة فى المائة، عما حولها .
بدا (نور) شديد الاهتمام، وهو يغمغم :
- حقاً ؟!
أما (أكرم)، فاعتدل فى توتر، وهو يقول :
- أيعنى هذا الكثير؟!
أجابته (سلوى) :
- المفترض أن هذه المنطقة صخرية جبلية، وكًَّلما توًَّغلت فى عمقها، ينبغى أن تتزايد الحرارة، لا أن تنخفض .
هتف (أكرم):
- إذن، فانخفاضها يعنى ...
أكمل (نور) العبارة فى حزم :
- أن هذا قد حدث بوسيلة صناعية .
ران على الجميع صمت عجيب، بعد أن نطق (نور) عبارته، وتبادلوا نظرة مفعمة بالانفعال، قبل أن يغمغم ( رمزى):
- ولكننا نقول: إن خصومنا اعتادوا العيش فى الصقيع، وانخفاض بمقدار درجتين ونصف فقط، لا يتناسب وهذا !!..
أجابته (سلوى) فى سرعة :
- هذا ما سجلته حرارة السطح فحسب، بعد أن مرًَّت على مقدار كاف من الصخور، الأعلى فى درجة الحرارة .
أضافت (نشوى) :
- وهذا يعنى أن مصدر التبريد، يقع على مسافة كبيرة من السطح .
مال (نور) نحوها، يسألها:
- وكم تبلغ تلك المسافة فى رأيك ؟!
أجابت فى سرعة :
- يمكن حساب هذا .
ثم تراجعت، مستدركة :
- لو عرفنا كم تبلغ درجات البرودة الرئيسية.
عاد الصمت يلفًَّهم لحظة اخرى، قبل أن يقول (رمزى) :
- أظن أنه علينا إيلاغ الجيش؛ ليقوم باقتحام ذلك المكان .
اعتدل (نور) فى سرعة، قائلاً :
- خطأ يا صديقى ... خطأ .
هتف (أكرم) :
- ولماذا ؟!
أجابه (نور) فى حزم :
- أوًَّلاً؛ لأننا لا نعلم بعد، أية وسائل يستخدمونها؛ لحماية مكمنهم هذا، ولا أية أسلحة يمكن أن تواجهها قوات تسعى لاقتحامه ...وثانياً لأن مواجهة عسكرية ستثير ذعر المنطقة كلها، وقد يلجأ أولئك الغزاة إلى تدمير المنطقة، إذا ما شعروا بأنهم سيخسرون المعركة .
انعقد حاجبا (أكرم) فى شدة، وتحسًَّس مسدسه كعادته، فى حين غمغم (رمزى):
- لو أن علوم الطب النفسى تتشابه، بيننا وبينهم، فلست أستبعد هذا الإجراء، بعدما شاهدته منهم من قسوة وحشية، فى التعامل مع الأمور .
غمغمت (سلوى) بدورها :
- هذا صحيح .
شدًَّ (اكرم) قامته، وقال فى قوة، وهو يتحسًَّس مسدسه مرة أخرى :
- أنا أعرف البديل .
أومأ (نور) برأسه إيجاباً، وهو يقول بمنتهى الحزم :
- بالضبط يا صديقى ... إنها مهمة جديدة .
وادار عينيه فى وجوه الجميع، قبل أن يضيف :
- للفريق .
وفى هذه المرة، طال الصمت ...
كثيراً ...
* * *
راجع الجنرال تلك الحسابات، التى قدًَّمها له العالمان المصريان، ثم أشار إلى (أيسول)، وهو يقول بلغتهما غير الأرضية :
- دع خبراءنا يدرسون هذا .
لم يفهم العالمان حرفاً واحداً مما قيل، ولكنهما استنتجاه، عندما حمل (أيسول) حساباتهما، واتجه بها إلى فريق من الغزاة، راح يراجعها فى اهتمام، على جهاز كبير، شبيه بكرة ثلج ضخمة ...
وفى صرامة، واجه الجنرال العالمين، قائلاً بلغة ارضية :
- فلتأملا أن تكون حساباتكما صحيحة ...وإلا ...
لم يكمل عبارته، ولم يحاول أحدهما سؤاله عن ما تبقى منها، وإنما ظلا صامتين، يراقبان فريق الخبراء، وتلك الكرة الثلجية الضخمة، التى قامت بترجمة حساباتهما إلى رموز عجيبة، لا تشبه أية رموز معروفة أرضياً ...
ولم يمض وقت طويل، حتى عاد (أيسول) بالحسابات إلى الجنرال، وتحدًَّث معه بلغتهما حديثاً، يحمل سمات الغضب، فتمتم الدكتور (ريمون) فى عصبية :
- لقد كشفوا الأمر.
لم يحاول الدكتور (كمال) التعليق، فى حين بدا الجنرال شديد الغضب، وهو يقول فى وحشية :
- كان هذا اكبر خطأ ارتكبتماه .
امتقع وجه الدكتور (ريمون)، فى حين حاول الدكتور (كمال) أن يتماسك، وهو يقول فى خفوت :
لقد بذلنا قصارى جهدنا، و ...
قاطعه الجنرال فى عنف غاضب :
- هل تصوًَّرتما أننا لا نملك الوسيلة؛ لكشف صحة ما تقدمانه، وأننا سنستخدمه مباشرة، دون التيًَّقن منه .
حاول الدكتور (ريمون) أن يتمتم بشئ ما، ولكن الجنرال قاطعه، وهو يصرخ فى وجهيهما :
- خبراؤنا كشفوا أننا، لو طبقنا حساباتكما، فالطاقة السلبية الوليدة ستنطلق عكسياً، وتنسف الجهاز والمكان كله .
لم ينبس أحدهما بحرف واحد، فى حين قال (أيسول) مستنكراً، فى غضب مماثل :
- ألم تنتبها إلى أن هذا كفيل بقتلكما أيضاً ؟!
بذل الدكتور (كمال) قصارى جهده؛ ليبث الحزم فى صوته ولهجته، وهو يقول :
ولكن الأرض ستحيا .
لم يكن من الممكن أن يستوعب (أيسول) أو جنراله هذه الفكرة أبداً ...
فالتضحية بالنفس من أجل الآخرين، لم تكن سمة معروفة، فى العالم الذى جاءا منه ...
المبدأ الوحيد، الذى عرفاه هناك، هو التضحية بالآخرين ...
من اجل النفس ...
وفى شراسة وحشية مخيفة، قال الجنرال :
- لقد أخطأتما....وستدفعان ثمن هذا غالياً .
غمغم الدكتور (ريمون) فى عصبية :
- هل ستقتلنا برداً؟!
هزًَّ الجنرال رأسه نفياً، وقال فى قسوة :
- سأجعلكما تتمنيان هذا .
لم يدرك أحدهما ما يعنيه، إلا أنه أشار بيده فى الهواء، فانفتحت كوة صغيرة، فى سقف حجرتهما الزجاجية، وانساب منها شئ ما ...
شئ لم يريا فى حياتهما كله، ما هو أكثر منه بشاعة ...
ولا حتى فى احلك كوابيسهما ...
وعلى الرغم منهما، انطلقت من حلقيهما صرخة رعب ...
وانقض ذلك الشئ البشع ...
بلا رحمة ...
* * *
انتهت (سلوى) من تثبيت جهازها، على قمة السطح الصخرى، الذى يعلو تلك البقعة من (المقطم)، التى انخفضت حرارتها عما حولها، فى نفس الوقت الذى تطلعت فيه (نشوى) إلى جهازها، قائلة فى قلق :
- إنهم يحتلون مساحة كبيرة بالفعل، تكفى حياً سكنياً كاملاً .
تمتم (نور) :
- الله سبحانه وتعالى وحده، يعلم ماذا أعًَّدوا هناك .
أشارت (سلوى) إلى جهازها، قائلة :
- جهازى يمكن أن يكشف هذا .
ثم بدأت تعمل على الجهاز، مضيفة :
- إنه سيطلق موجات فوق صوتية، تمر عبر الصخور، حتى تبلغ أى فراغ فى طريقها، وعندئذ سترتد، حاملة معها كل البيانات والمعلومات، عما يحويه ذلك الفراغ .
سأله (نور) فى اهتمام، وهو يتابع عملها :
- وهل سيمكننا فى هذه الحالة، تحديد العمق، الذى صنعوا فيه مكمنهم ؟!
أجابته، وهى تعمل فى سرعة :
- بالتأكيد... وبشئ من الدقة، سيمكننا سماع كل ما يدور بينهم أيضاً .
غمغم، محاولاً إخفاء انفعاله:
- عظيم .
سالته (نشوى)، وهى مازالت تتابع جهازها :
- وماذا عن (رمزى) و(أكرم) ؟!
أجابها (نور) فى حسم :
- يقومان بالجزء الخاص بهما .
ولم يزد حرفاً واحداً ...
" ما الذى تتوًَّقع أن نجده ؟!.."..
ألقى (رمزى) السؤال على (أكرم) فى اهتمام، فأجاب هذا الأخير، وهو يمسك مقبض مسدسه فى تحفًَّز :
- أرضيين أو غير أرضيين، لابد لهم من مدخل، يقودهم إلى مكمنهم، على نحو أو آخر .
سأله فى دهشة :
- وهل يتًَّوقع (نور) أن نجده بهذه البساطة ؟!
غمغم (أكرم) :
- من يدرى ؟!
كان سيكتفى بهذا التعليق، إلا أنه شعر بضرورة توضيح وجهة نظره، فأضاف على الفور :
- لو أنهم لا يتوقعون كشف أمر مكمنهم هذا، فسيجعلون مدخل مكمنهم يبدو عادياً، لا يلفت الانتباه، ولكنه، وكما اقترح (نور)، سيكون متسعاً بما يكفى؛ لتمرير جهاز بحجم ذلك الذى استولوا عليه .
غمغم (رمزى) :
- مدخل بهذا الاتساع، سيثير انتباه الجميع .
لم يجد (اكرم) جواباً للعبارة، التى بدت له منطقية تماماً، فاكتفى بأن كرًَّر :
- من يدرى؟!
ثم توقف بغتة، على نحو جعل (رمزى) يسأله فى توتر:
- ماذا هناك؟!
رفع (أكرم) قدمه قليلاً، ثم عاد يضغط بها الصخور، التى يسير عليها، وهو يقول فى توتر :
- لست أفقه الكثير عن علم (الجيولوجيا)3 ، بخلاف ما درسته فى المرحلة الثانوية، ولكننى لست اظن أنه هناك صخور، لها مثل هذا الملمس العجيب !
انعقد حاجبا (رمزى) فى توتر، ودفع قدمه إلى الامام، يضغط تلك الصخرة ، التى أشار إليها (اكرم)، ثم تراجع فى حركة حادة، هاتفاً :
- رباه!... إنها تبدو كأية صخور عادية، ولكنها لدنة على نحو غير طبيعى .
تحًَّفز (أكرم) بمسدسه، وهو يقول بكل انفعاله :
- صدًَّق أو لا تصدًَّق يا صديقى، ولكن يبدو أننا قد عثرنا على ذلك المدخل بهذه السرعة .
لم يكد ينطقها، حتى تحًَّركت تلك الصخور اللدنة تحت قدمه، على نحو جعله يتراجع فى سرعة، ويشهر مسدسه، هاتفاً :
- ما هذا بالضبط ؟!
مع عبارته، ارتفعت تلك الصخور اللدنة فجأة ...
وتراجع الرجلان فى حركة عنيفة ...
ورفع (أكرم) مسدسه فى سرعة ...
ولكنه لم يطلقه، مع اتساع عيونهما فى مزيج من الذهول والفزع ...
فقد كان ما برز امامهما رهيباً ...
وإلى أقصى حد.
* * *

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 24-12-11, 10:34 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : ملف المستقبل
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

فصل جميل جداا .. ^^

فصل واحد بالاسبوع قليل جدااا

الفريق بادئ شغله تمام جداا

وان كنت متسائلة على نقطة كيف يكون اكرم مهندس جيولوجي و ليست لديه خبره بالصخور

يمكن بس تكون هذي النقطة بس الرواية جميلة جداا

منتظرة الفصول القدمة بشوووووووووووووووق

تسلم يا دكتور

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ملف المستقبل, الشمس الباردة, عدد جديد, نبيل فاروق
facebook




جديد مواضيع قسم ملف المستقبل
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:50 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية