لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-10-11, 02:26 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2011
العضوية: 218282
المشاركات: 651
الجنس أنثى
معدل التقييم: ليتني اعود طفلة عضو على طريق الابداعليتني اعود طفلة عضو على طريق الابداعليتني اعود طفلة عضو على طريق الابداعليتني اعود طفلة عضو على طريق الابداعليتني اعود طفلة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 469

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ليتني اعود طفلة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ليتني اعود طفلة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تسلمولي يا احلى ليلاسات على مروركم الرائع وبعتذر عن التاخير
رح انزل هلا فصلين والفصل التالت خلال ساعة ان شا الله بكون نزلته

 
 

 

عرض البوم صور ليتني اعود طفلة   رد مع اقتباس
قديم 31-10-11, 02:30 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2011
العضوية: 218282
المشاركات: 651
الجنس أنثى
معدل التقييم: ليتني اعود طفلة عضو على طريق الابداعليتني اعود طفلة عضو على طريق الابداعليتني اعود طفلة عضو على طريق الابداعليتني اعود طفلة عضو على طريق الابداعليتني اعود طفلة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 469

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ليتني اعود طفلة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ليتني اعود طفلة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الثاني



انتشلت كريسيدا فستانا حريريا باللون الزهري والابيض, وسترة قصيرة من علبة كبيرة. علقت الفستان بمفتاح الخزانة في غرفة نومها, ثم وقفت للحظة تنظر اليه برضى وفخر.
"يا لك من فستان جميل, اظن ولت الايام القديمة المضجرة وايام سعيدة تنتظرني. ليتك تعلم اهميتك عندي يا فستاني الزهري."
استدارت والتفتت حولها غاضبة, كانت الغرفة في فوضى تامة, صناديق وعلب حقائب سفر, ثياب غريبة الشكل, وزعت على سجادة الغرفة, الكراسي والسرير. قالت: "يا لها من فوضى عارمة."
تمنت لو انها تملك غرفة اضافية تستوعب تلك الاشياء, لكن هناك واحدة الا ا نابي يشغلها. دكتور راي لمتقاعد المقعد كان من شغل غرفة الضيوف, استعملها للقراءة حيث ينعم بقسط من الراحة بعيدا عن ضجة الاخرين المجتمعين في قاعة الجلوس وغرفة الطعام. كريسيدا لم تكن مزعجة على الاطلاق, ولكن اخاها سيمون الذي يبلغ الرابعة عشرة من عمره هو من يفسد كل شيء ويقلب الغرف راسا على عقب, هذا وبما انه من هواة الموسيقى, فقد حول المنزل بكامله الى ملهى صغير للاصدقاء من عمره.
منتديات ليلاس
لم تكن الحياة سهلة بالنسبة لامي, كانت تفكر كريسيدا بما عانته والدتها اثر اعاقة والدها, اذ توجب عليها تسيير دفة الامور في المنزل وعلى والدي الاهتمام باقساط المدرسة. اما الطبخ فكان من اهتمام امي... وبقية الاعمال المتعلقة بالمنزل تقوم بها سيدة في مقتبل العمر.

بعد مضي سنة على مرض جون راي توجب عليهم بيع منزلهم الكبير في هارست بياربوان وشراء منزل اخر في بريغتون. لم تعجبهم بريغتون على الاطلاق, لطنها بلدة ارخص بكثير من غيرها, وبالرغم من كل شيء اذعنوا للامر, باستثناء اعاقة والدهم التي عكرت عليهم صفو حياتهم.
فريدا راي اللبقة الملمة بالتصميم والديكور وتنسيق الالوان ومزجها مع بعضها بعضا, فقد اهتمت بالمنزل وجعلت منه تحفة للناظر. انها نمساوية الاصل وعاشت لمدة خمس وعشرين سنة في انجلترا وتتكلم الانجليزية بصعوبة.
دخلت غرفة كريسيدا تلوح بصندوق صغير بيدها: "القبعة, اللعبة الطريفة البسيها."
وقذفت صندوقا صغيرا نحو كريسيدا فالتقتطه ضاحكة: "اعجبتك أليس كذلك؟"
نسيت فريدا امر القبعة ثم التفتت الى اللباس الزهري واشارت اليه وعلى وجهها علامات تعجب: "يا للاثارة... حبيبتي... انه يناسبك."
تنهدت كريسيدا وبعد ان جلست على حافة السرير بحثت في مكان ما عن علبة السجائر الخاصة بها. اشعلت سيجارة ونظرت حزينة الى والدتها المسكينة.
تعجبت كيف انها تختلف عن والدتها اختلافا كبيرا, فتلك المراة ممتلئة عارمة الصدر, شقراء واكثر طولا من كريسيدا, في التاسعة والاربعين من العمر, غير انها فقدت بعض جمالها وانوثتها, ترتدي ثيابا واسعة لا تناسبها اثناء العمل في المنزل. غير ان كريسيدا تعتبر ان والدتها فيما لو ارتدت لباسا انيقا ستتبدل صورتها تماما. لا زالت سحنتها كما كانت سابقا, وشعرها الاشقر وان تخلله بعض الابيض الفضي فقد بدا ملتفا اذ عقدته في مؤخرة راسها.
عملت بجد ولم ترحم نفسها, لا زالت تحب ذلك الرجل الذي تزوجته يافعا في مقتبل العمر. كانت محط اعجاب الاصدقاء, لكن كريسيدا لم تشعر بحرارة والدتها التي غمرتها بحبها مع اخيها الصغير, كانت والدة محبة تقربت الى ابنها سيمون وافسدته بدلالها له, كان يشبهها في كل شيء عكس كريسيدا التي كانت تشبه والدها.
سعد والدا كريسيدا اذ احبت سام الذي يعمل في مصنع يعود لعمه ويملك بعض الاسهم فيه, شاب وسيم محترم ويحب كريسيدا حبا جما.
ذلك الصباح بدت والدة كريسيدا مسرورة وهي تنظر الى ابنتها: "متى تحزمين امتعتك؟ ليتني اساعدك."
قاطعتها كريسيدا بسرعة: "كلا اشكرك امي, اود حزم امتعتي بنفسي."
قالت السيدة راي اذ خاب املها: "اجيد حزم الامتعة."

امسكت كريسيدا بذراع والدتها بحرارة: "انت تحسنين معاملتي, يمكنك حزم حقائبي لو اردت."
"لا لن افعل ما لم ترضي انت يا حبيبتي."
وجرى خلاف بسيط بين كريسيدا وامها, انتهى باستسلام كريسيدا وانتصار والدتها.
"اعتقد انك متشوقة لحزم حقائبي. لديك متسع من الوقت من الان حتى السبت المقبل... يمكنك القيام بكل ذلك."
سالت السيدة راي: "هل سام قادم الليلة؟"
"نعم, سنخرج للعشاء, اخبرتك صباحا امي."
"اسفة حبيبتي لقد نسيت."
جلست فريدا قرب ابنتها معانقة اياها. فاحست كريسيدا بعاطفة والدتها النبيلة, وبدات تمسح خدها بكتف والدتها: "والدتي العجوز! مثل هذه المناسبة تعني لك الكثير؟"
"بالطبع, فكل الامهات تنتظرن هذا اليوم السعيد. ستكونين عروسا جميلة اعرف ذلك, الكل يوافقني الراي."
"امر غير اعتيادي أليس كذلك؟"
"سام يحبك جدا."
"وانا احب سام يا امي."
"اه سام, يا له من شاب مهذب. اتمنى لكما السعادة من كل قلبي." اجابت السيدة راي بذلك وهي تشعر باثارة غريبة تجتاحها.

"لم ادري ان هذه اللحظة ستاتي بسرعة, لكن احساس والدك لم يخب, كان يشبهك حين كان في نفس عمرك ومتطلب جدا. حياته كانت بعيدة عن لهو وطيش, حتى التقاني في مؤتمر عقده في فيينا... كانت عيناه الزرقاوان جميلتان ومشرقتان كشعاع ينفذ الى صميم القلب. رائع جدا في حبه وفي نمط عيشه. انت تشبهينه الى حد كبير كريسي."
فجاة لم يعد بمقدور كريسيدا احتمال عاطفة والدتها الودود فقامت بسرعة ووضعت ثوبها في الخزانة ثم اغلقتها. هتفت كريسيدا بافناس متقطعة: "خباته في الخزانة كي لا تضعيه سهوا في الحقيبة."
اشعلت السيدة راي سيجارة ثم تلفتت حولها.كانت الغرفة الوحيدة التي لم ترتبها وفق ذوقها الخاص, لان ابنتها لها اراء خاصة بها تتعلق بالديكوة وما شابه, فراي فريدا الام مختلف تماما عن راي ابنتها, اذ فريدا تهوى الزخرفة بلونيها الازرق والزهري الى جانب تحف مذهبة وبلور فاخر من صنع فيينا. غرفة كريسيدا عكست ذوقها السويدي الطابع بحداثته وتطوره, فارض الغرفة فرشت بسجادة لونها بني فاتح وطليت الجدران باللون الابيض وعلقت على النافذة ستائر رسم عليها خيول جميلة الشكل.
منتديات ليلاس
اما اثاث الغرفة فمصنوع من الخشب وقد وضع الى جانب السرير على طولة صغيرة قنديل ابيض يعكس اشعة وهاجة في الغرفة, في اعلى السرير رف خشبي وضعت عليه كتب مختلفة لكتاب مشهورين مثل جون بول ستراتس, ايريس ماردوش. على طاولة الزينة الخاصة بها صورتان متوسطتا الحجم, الاولى لسيمون والاخرى لوالديها, وكلا الصورتين تخللهما زخارف منمقة كانت تروق لكريسيدا التي لم تعد تحبذها بعد ان عادت من روما. والدتها تعلم حقا ان ابنتها يمكن الاعتماد عليها وانها اخيرا ستحظى بمن تحب, على الرغم من تكتمها فيما يتعلق بامورها العاطفية. الدكتور راي طمان زوجته الى ان ابنته قد تصل الى مبتغاها لانها تشبهه في تصرفاتها الى حد كبير.
فكرت فريدا, الام الحنون التي احبت زوجها حبا يفوق العادة: "انها تشبهه بشعرها الاشقر المتدلي على خديها, عينيها اللوزيتين الخضراوين تعلوهما اهداب سوداء طويلة, اما شفتاها تفتحتا عن ابتسامة مشرقة اختلطت بحزن عميق."
فرح الاهل عندما استملت وظيفة في بيت ارستقراطي راق يعود للسيدة لورن التي تربطها اواصر صداقة متينة بوالدي كريسيدا, وتعيش لورن في قصر فخم في حي من احياء روما المدينة العريقى, وتنتمي الى عائلة مرموقة تلقب ب: "ديل فاريس." الوظيفة كانت بالنسبة لها سلوى وابتعاد عن مشاكل تعانيها في المنزل على اثر تقاعد والدها ومرضه. كانت خير معين لوالدتها في امور المنزل, لا سيما ان اخاها كان يتردد الى المنزل في فترات متقطعة وخلال الاعياد.

درست اللغة الانجليزية لفترة وجيزة واتقنتها وها هي اليوم تدرس ابنتي لورن اللطيفتين وتتمتع باوقات مسلية بوجدها معهما.
عادت كريسيدا في علطة العي, ولم يعرف والداها سبب عودتها من روما, اذ قررت حينها البقاء للعمل في ايطاليا لمدة سنة. تفاجات والدتها غير انها شعرت بسعادة عارمة لوجود ابنتها بجانبها. اما والدها فايقن خفية حين لاحظ انها تبدلت من فتاة صغيرة عابثة الى اخرى مضطربة ومتوترة لا يحلو لها شيء. وجرى تبادل للاراء بين والدها ووالدتها. اقترحت فريدا ان التغير المفاجئ الحاصل لابنتها ليس بالامر المشين, فهي لم تعد بنظرها تلك الفتاة المراهقة واصبحت اكثر جدية.
عادات كريسيدا تبدلت كليا, فبعد ان كانت تأنس لسماع الموسيقى الكلاسيكية وتستمتع برسم لوحات تعبيرية من وقت لاخر, صار همها الوحيد التلهي مع اخيها سيمون بالاستماع الى موسيقى البوب. لم تكن تحلو لوالدها. واخيرا برز على الساحة سام بول فاغتبطت والدتها فريدا وتالقت بشرا وسرورا.
التقت كريسيدا بالشاب المناسب الذي هام بها من النظرة الاولى.
منتديات ليلاس
كان يوما من ايام الصيف الحارة جدا, حين شرعت فريدا بجمع العلب والاوراق واشياء اخرى مبعثرة على جوانب سرير كريسيدا, كانت تنظف غرفتها وهي غارقة في تفكيرها عن يوم زفاف ابنتها, ذلك اليوم الموعود.
رن جرس الهاتف حين كانت كريسيدا تهم بالدخول الى قاعة الجلوس حيث اشرقت شمس حزيران الحارة من خلال بلور نافذة طويلة. احست بجمال الحياة من جديد, وان الايام المقبلة ستكون مشرقة مثل نور الشمس.
بعد مضي خمس سنوات تفتح الورد الاحمر في حديقة المنزل, وعاد الطير ينقد حبات الكرز الناضجة من شجرة مستقيمة عالية, ورات والدتها في ابعد مكان في الحديقة تحاول قطف بضع ثمرات غرستها بيدها بحيوية, اما والدها فقد جلس على العشب لتشذيب احواض البنفسج.
نظرت الى الافق البعيد, فلاح طيق منزلهم القديم بكل ما حوى من ذكريات الطفولة الجميلة. استطاعت ان ترى الشاطئ ببحره الازرق الممتد من مكانها.
كانت شاردة الذهن وسرحت بافكارها الى مكان بعيد, تذكرت روما بكل عظمتها من اعمدة ضخمة منحوتة ومزخرفة واقواس النصر الحجرية بالوان مختلفة من زهري الى اخضر فابيض ومن كل الالوان, وهناك اجراف ملئت ماء يفور ويهدر بغزرةتحت اشعة الشمس الساطعة, قادها الحنين الاليم الى تلك الذكريات الغالية, فتخيلت نفسها في روما من جديد تختال في احيائها مع حب امسى سرابا.

انها ذكرى لمجرد الذكرى. الماضي برمته اصبح في غياهب النسيان. دومينيك بالنسبة اليها ذكرى جميلة فحسب, اليوم تعيش حبا اخر ذا نكهة مميزة باصرارها وعزيمتها التي لا تعرف التي لا تعرف الرضوخ تمكنت من طي صفحة الماضي وحاولت النسيان.
رن جرس الهاتف للمرة الثانية, اجابت فاذا بسام على الخط الاخر, مرت لحظات تخللها عبارات مرح وهزل كما يهواها هو.
"كم من مرة قلت فيها ان لا زواج من دون مال؟"
اجاب: "اذن انت اخترت شابا فقيرا انستي."
"اعرف من خلال حديثك انك لا تملك حتى قرشا واحدا؟"
"كلا, اني اكاد اعلن افلاسي."
"نلتقي الليلة واعيد لك خاتمي ونسوي المسالة."
"لو تدرين كم انا مشتاق لرؤيتك في هذه اللحظة."
"انت حبي... حبي الوحيد."
"وانت مميزة بالنسبة لي."
"ما الذي تراه مميزا؟" اجابته مبتهجة.
"الان ليس بوسعي التحدث في امر كهذا, غير اني اؤكد لك انك ستصبحين زوجة للسيد ريتشارد سمويل بول خلال ايام معدودة, ارجز ان تتذكري جيدا ما اقول."
منتديات ليلاس
رددت اسمه كاملا للحظة ثم اضافت قئلة: "شيء جميل, أمن اجل هذا اتصلت بي من المكتب؟"
"المكان خال من الموظفين, يتناولون الشاي في غرفة الاستراحة, اتيت لتوي من عمل انجزته في منسينغ لآن, والانا ني وحيد هنا... ليتك معي."
"كيف يبدو لك السوق اليوم؟"
"هل انت جادة بسؤالك لي؟"
"انا اهتم لامرك سام, واوشك ان اصبح زوجتك, اعلم انك مدمن على عملك."
"حبيبتي, انا احبك انك رائعة جدا وان كنت تريدين ان تعرفي, فالجو مشحون جدا بسبب السياسة المحلية عندنا والحرب القائمة ضد فيتنام, وحسب العم ريتشارد سنواجه مستقبلا مليئا بمشاكل مادية لا تعد ولا تحصى ما لم نتدارك الوضع. بأي حال اشكرك لسؤالك كريسيدا وماذا بعد؟"
بادرته قائلة: "عم تتحدث سام؟"
"علي ان اقفل الان, اراك لاحقا."
بعد ان قطع الاتصال, علمت بذكائها المتوقد ان العم ريتشارد قد دخل الى المكتب, وهو بطبعه الصارم الحاد لا يحب اضاعة الوقت اثناء فترة العمل بامور سخيفة.

 
 

 

عرض البوم صور ليتني اعود طفلة   رد مع اقتباس
قديم 31-10-11, 02:32 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2011
العضوية: 218282
المشاركات: 651
الجنس أنثى
معدل التقييم: ليتني اعود طفلة عضو على طريق الابداعليتني اعود طفلة عضو على طريق الابداعليتني اعود طفلة عضو على طريق الابداعليتني اعود طفلة عضو على طريق الابداعليتني اعود طفلة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 469

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ليتني اعود طفلة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ليتني اعود طفلة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الثالث




وقفت كريسيدا للحظة تقلب بخاتمها الماسي المزين بحبيبات زمرد صغيرة, وخافت ان يترك الخاتم اثر هالة سوداء حول اصبعها. في الاسبوع التالي ستتزوج وتسافر برحلة عسل الى ماجوركا مع زوجها المرتقب السيد بول, وبعد رجوعها تسكن في منزلها في كوفولد.
ان قرية كوفولد التي لا تبعد سوى اثنتي عشرة ميلا عن بريغتون مكان سكن العائلة قد تلائمها, فبذلك تكون على مقربة من والديها واخيها سيمون الذين يحتاجون اليها.
سيمون شقيق كريسيدا مغرم جدا بالرياضة ومتحمس جدا للعبة الرغبي رياضة سام المفضلة, ويعد سام مثله الاعلى وتربطهما صداقة وثيقة, فقد استقر راي الزوجين الجديدين على العيش في غوفولد عوضا عن مدينة لندن ليبقوا على اتصال بافرااد العائلة. وجد الزوجان بيتا صغيرا جميل الشكل من الخارج, طلي باللون الابيض الناصعوفقا لذوق كريسيد. وبمساعدة العم ريتشارد استطاعا ترتيب المنزل وشراء اثاث فخم بتكاليف باهظة. اما وسيلة التدفئة المنزلية فقد تم تاخيرها الى وقت لاحق. كان رايهما الاهتمام بكامل اجزاء المنزل منذ البداية بدل التاجيل والمماطلة.
منتديات ليلاس
جمع بين الزوجين الحبيبين وفاق تجلى في اشياء كثيرة مختلفة منها حب الحياة القروية, الحدائق والتحف القديمة. فقد ارتادوا مخازن بيع تحف قديمة في انحاء كثيرة من البلاد. والى اهتمامات كهذه اجتمعا على هوايات ثلاث, هي الطعام الفاخر ورياضة الشتاء والرقص الكلاسيكي.

اول لقاء تم بينه وبينها, كان اثر عودته من عطلة امضاها في سويسرا للتزلج. بدا فاتنا جذابا حين اطل عليها ببشرة برونزية مشرقة اضاءت وجودها. تذكرت يوم تعرفت عليه خلال حفل اقيم في منزل احدى صديقات الدراسة المتزوجة من موظف يعمل في البورصة, صديقتها المدعوة بيتي شالمر هي من عرفتهما الى بعضهما, اذ اسرت الى كريسيدا باشياء تعرفها عنه.
قالت لها هامسة: "يتمتع بالاخلاق الحسنة لكنه ليس مدعيا مثل بقية الشبان, يتحلى بخصال حميدة, فهو رجل بكل معنى الكلمة وتتمناه كل فتاة, يهاب النساء وكيدهن لذا لا يحاول التقرب منهن كثيرا, حذر وجدي مثل زوجي جيف بالطبع."
لم تكن كريسيدا تحتاج الى مثل تلك الملاحظة, فقد عرفت ساعة وقع نظرها عليه انه اعجب بها.
علمت من خلال حديثه وتصرفه انه مختلف وكلاسيكي الطبع, قبل ان يخطو خطوة يفكر بما ستؤول اليه الامور.
وعلى اثر حوار جرى بينهما تبين ان للاحترام اهمية كبرى في بناء اي علاقة زوجية تربط بين اثنين.

لكن هل يبقى يحترمها فيما لو عرف عن علاقتها السابقة بدومينيك؟ هناك العديد من الشبان الذين تزوجوا بفتيات كن في السابق على علاقة وثيقة بمن يحبون وهم اليوم يعيشون حياة هنيئة هادئة. بقيت في حوار مع نفسها لدقائق لا تعد, وتوجست خيفة من افشاء الخبر. لكن في النهاية اعتبرت الماضي بكل ما فيه قد اصبح مجرد ذكرى لا اكثر. اما الحاضر والمستقبل فهما رهن بمن تحب, والايام المقبلة خير شاهد على قرارها, سأكون زوجة مخلصة لسام مدى الحياة.
طلبها للزواج اكثر من مرة لكنها اصرت على رايها بعدم القبول لسبب بسيط, ألا وهو فتور العلاقة بينها وبينه.
لكن ذلك الشاب الوسيم الاشقر الطويل القامة لم تهن له عزيمة... بقي متابعا اخبارها ساعة بعد ساعة ويوما بعد يوم, ينهال عليها بباقات الازهار والرسائل والمكالمات الهاتفية, استمر في رسم خطته وكان يغدق عليها الهدايا الثمينة بكرم لا مثيل له.
ابتدات تكون فكرة مختلفة عن سام الذي لا يمت بصلة لدومينيك من حيث شخصه وتعامله, فهو لا يشبه دومينيك باي شكل, مع دومينيك كان عليها ان تقدم تضحيات جلى وهي المبادرة في لعبة الحب, لكن هنا على سام يترتب القيام بالمبادرة, ايقنت حينها انه يحبها امما تحبه وهذا افضل.
منتديات ليلاس
ارتبط سام بكريسيدا منذ شهر مضى, وقامت علاقة مبنية على اسس مينة بين الاثنين, فهو يحنو عليها ويرعاها كطفل صغير وهي بالتالي تبادله الحب والاحترام.
في ليلة من ليالي الصيف ذهب معها الى بيت والدته حيث كان ينتظرهما عشاءدسم في هامبشير حيث تم التعارف بينها وبين امه التي تزوجت للمرة الثانية من السيد غراي, ويعيش الاثنان في منزل ضخم قديم وفي اعلى المنزل هناك غرفة صغيرة خصصت لسام.
كانت قد تعرفت بوابدته في اول لقاء لها في الاسبوع الماضي فلم تعجبها كونها محنّكة جدا وتعالج الامور بدبلوماسية, وهي تشبه سام من حيث ملامحها وبشرتها البيضاء.
لا بد ان سام قد ورث طول قامته الممشوقة عن والده, علمت كريسيدا على الفور ان صفات سام ليست على الا كصفات والدته, فوالده مارتن بول رجل جذاب في حين انها هي التي تعرف بمحيطها ب" فراني " يحترمها من يتعرف اليها, الا انها ليست بسيدة سهلة ومرنة كما تبدو ويصعب التعامل معها.
ان مسالة زواج ابنها سام من كريسيدا لم تعجبها, اذ كانت تسعى له بالزواج من فتاة ثرية تدعى ديانا مارشال, وتنتمي الى عائلة كريمة. والدة سام فراني تالمت كثيرا اذ وجدته مرتبطا بكريسيدا, ولم تقبل بلقائها والتعرف اليها الا بعد الحاح من ابنها سام.

اعجبت كريسيدا بالمنزل الجميل الذي احتوى اثاثا قديما ورسومات ضخمة, فهي التي لم تنخرط في مجتمع مخملي في يوم من الايام دهشت اذ رات ما رات, لكن فضلت ذوق سام البسيط على ذوق امه الكثير التعقيد, فهي تحب المال والمظاهر الارستقراطية لذا تزوجت من رجل يكبرها بعشرين عاما, فزوجها السيد غاي انسان لطيف على الرغم من كبر سنه, وهو يلبي اوامرها بكل طيبة خاطر ويدفع فواتيرها التي لا تنتهي.
يا لها من امراة مغرورة بهرتها الحياة بكل ما فيها من مباهج وملذات, انها لا تشبه امي التي تقضي وقتها في المطبخ تحضر الوجبات الساخنة.
انها متسلطة تنهر من حولها ولا تحترمهم, حتى سام قد اشترطت عليه ان يطلق عليها لقب فراني بدل لقب امي, حبا باخفاء سنين من عمرها, احست بخيبة الامل الكبيرة التي يعانيها ولدها جراء ذلك.
فقد قالت لها بوقاحة: "فتيات كثيرات تتمنين الزواج بسام اكثر منك جمالا وثراء." ثم ضحكت باعلى صوتها وهي تتابع: "لديه صديقات اكاد لا اعرف معظمهن, احبهن الى قلبي ديانا العزيزة, عليك بلقائها ذات يوم."
تطلعت كريسيدا بسام والغيظ يتآكلها: "لماذا تبالغين يا امي؟ ما تقولينه غير صحيح."
"ديانا عزيزتي... ألا تعرفينها أليست صديقتك؟" ثم نظرت لكريسيدا منتظرة جوابا.

"فلنتكلم عن شيء اخر." اجاب سام بذلك وهو يشعر بالغضب, وهمس باذن كريسيدا بضع كلمات تطمئنها, وهو يمسك بيده سيجارا قدمه له زوج امه بعد انتهاء العشاء.
ورغم طمانتها من ناحية سام وحبه لها, الا انها لم تحس براحة وانسجام اثناء الحديث,وبدت متوترة بعض الشيء ثم قالت: "هل دياناصديقتك حقا؟"
"كلا لا تنشغلي بحديث سخيف مرسهوا." ثم امسك يدها بحنان وقبلها.
في قرارة نفسها قررت اخذ الموقف بترو وصبر.
وفي طريقهم الى المنزل تطرقت كريسيدا الى ما اشارت اليه والدته, وصرحت بانها لم تعجبها البتة.
اعتذر سام بشان ما حصل وبرر ما قالته بانه غير صحيح وتابع: "لكن والدي يقول انك اجمل الجميلات حتى بدون تبرج, لا تابهي لما تقوله فراني انها غريبة الاطوار."
اقفلت كريسيدا موضوع النقاش الدائر بينهما على الرغم من اقناعها ان فراني على خطأ.
وزيارةاثر زيارة الى ذلك البيت, تكشفت لها امور كثيرة, منها ان والدة سام قد وقفت موقفا معاديا لزوجها بسبب انتقال ميراثه لابنه. عرفت ىنذاك ان المال قد افسد العلاقة بين والديه.
منتديات ليلاس
رويدا رويدا بدأ سام يشعر بحاجته الى خطيبته. ذات ليلة حين كانت عائلة سام مجتمعة حول عشاء فاخرشعرت ان حبا جديدا يطرق باب قلبها, فقد ملك عليها وجدانها وحياتها وساد جو ود وحنان تلك الليلة, فبدت كريسيدا منشرحة الاسارير, دافئة وناعمة والكل في حالة مرح.
من جديدامسك يدها يقبلها ثم قال: "انت غالية على قلبي واحبك ومغرم بك الى حد الجنون, والجميع ينتظر الحدث السعيد."
وفي طريق عودتهم اوقف السيارة في مكان ما بعيد عن قارعة الطريق, ضمها اليه بحنان قائلا: "متى ستعطيني الجواب النهائي بشأن موضوعنا. اني احبك واشتاق دوما اليك حبيبتي, متى ستقولين نعم؟ نحن نعرف بعضنا منذاربعة اشهر وحتى الان لم نقم بخطوة, اريدك."
قالت في نفسها, كل تلك الوحدة والمرارة التي مررت بها اثر قدومي من روما الان تلاشت, افقت الان من كابوس, اريد اليوم ان احيا حياة مختلفة, ا ناحب واحب, لا مرارة بعد اليوم.
غمرته بعاطفة قوية, وامسكت وجهه بين يديها وهي تقول: "سام انت رائع حقا... وافضل ما عندي."

"حبيبتي لم البكاء, هل اغضبتك في شيء ام ماذا؟"
تنهدت باكية واحست انها وصلت بر الامان والسلام وما شعرت به هو الامان الذي يعني لها كثيرا.
"ابكي لاني تحققت من اني احببتك اخيرا."
"أتحبينني؟ ارى انك بدلت رايك."
"نعم احبك واريد الزواج منك."
"يا للعجب." وللحظة شعرت ان قلبها يخفق, شبح الماضي قد ولى الى ما لا نهاية, واحساس غريب يقربها من سام.
اقتربت منه واسرت ما في قلبها من حب:"لم اخترتني من بين الاخريات, لا ادري ان كنت الفتاة المناسبة لك لكن ساعوضك عن كل شيء وابقى الى جانبك لمدى العمر."
"ملكت كياني واعشق كل ما فيك."
"انتبه, لا تعشق فتاة غيري والا ندمت."
"لا تتفوهي بمثل هذا الكلام احيانا يتبادر الى ذهني انك مفرطة في تخيلاتك ولا تثقين باي رجل."
وضعت راسها على كتفه ثم اغمضت عينيها: "لن تراودني مشاعر كهذه ثانية, انت اعدت ثقتي بنفسي واثق بك كليا."
"خبر مفرح للغاية." اجاب بفرح كبير: "هذه اللحظة انتظرتها منذ زمن وظننت اني لن احظى بها ابدا. كريس اعدك باني ساجعل منك اسعد فتاة في العالم ولن اخطئ معك بشيء."

"علي ان اكتشف ذلك بنفسي."
"تعلمين ان ما اقوله ليس صحيحا, فانا شاب عادي جدا, وانت شابة فوق العادة."
"انت مثالي جدا, ارجوا لا تسيء تفسير الامور."
اجابها مقاطعا: "لا اريدك ان تخبريني بشيء باستثناء حبك لي, فانا اعرف ان احدهم قد اساء اليك من خلال علاقة في الماضي, لكن عليك نسيانها. ساثبت لك ان حبي لن يؤذيك, ستكونين حبي الوحيد الى الابد."
"لا اظن انك ستخذلني في يوم من الايام, فقد تاكدت من هذا الامر الليلة, واعتقد اني احببتك منذ دهر."
"علينا الا نهدر المزيد من الوقت ونتزوج في شهر حزيران. لا مزيد من الانتظار ارجوك."
حينها ايقنت ان بجانبها رجلا يحبها ويحميها, وافقت على اقتراحه واستدارت اليه وقبلته ثانية.
همست في اذنه: "اوافقك الراي في اي عمل تقوم به." وارتجفت شفتاها من شدة التاثر وبكت.
انها ليلة مؤثرة حقا, فقد اخذ سام خاتما من جيبه ووضعه في اصبعها, كان خاتما ماسيا مزينا بحبيبات زمرد لامعة, قدمته له والدته ليقدمه بدوره الى عروس المستقبل.
كانت ليلة لا تنسى بكل ما فيها من حب واشواق, القمر في سمائهاشهد قصة حب رائعة واثنين هائمين لا يفرق بينهما الزمن.




نهاية الفصل الثالث


قراءة ممتعة للجميع

 
 

 

عرض البوم صور ليتني اعود طفلة   رد مع اقتباس
قديم 31-10-11, 09:41 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2011
العضوية: 218282
المشاركات: 651
الجنس أنثى
معدل التقييم: ليتني اعود طفلة عضو على طريق الابداعليتني اعود طفلة عضو على طريق الابداعليتني اعود طفلة عضو على طريق الابداعليتني اعود طفلة عضو على طريق الابداعليتني اعود طفلة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 469

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ليتني اعود طفلة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ليتني اعود طفلة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الرابع


قام سام بكل ما عليه من جهد لتسوية امر الزواج وتحديد يوم الزفاف في نهاية شهر حزيران,احس بغبطة كبيرة اذ سارت الامور بالشكل المنتظر, وافق والدا سام على زواجه من كريسيدا, فاطلق عليه والده لقب "العاشق الكبير" وبنظرها, بدا والد سام كرياضي نمساوي بقامته الهائلة وشعره الاشقر وعينيه الزرقاوين الواسعتين نمساوي الاصل او انجليزي, الامر سيان بالنسبة اليها, ما يهم ان الحظ قد جمع بينها وبين حبيبها الذي انساها شجون حبها الاول.
بقي عليها الان ان تستجمع قواها للتغلب على حب قد اساء اليها مرة, البرق الذي لمع غضبا في لياليها الماضية سوف ينقلب ليستحيل شمسا دافئة تبسلم جراحها الثخينة.
اصابها ذهول لما حل بها على يد دومينيك, فقد فتت قلبها وجرحها ومن ثم عادسام فجمعها.
انه مثال الشاب المتفهم القوي الذي يتحلى بصبر لا يعرف فتورا.
من حين الى حين يتخيل انها ليست مشرقة كعادتها, وهذا يعود الى مزاجها الاسود الذي ياسر كيانها فتبقى وحيدة لا تنبس ببنت شفة, يتبادر اليه احيانا ان يسالها عن السبب, غر انه يتردد مفضلا التحفظ عن الغوص في مسالة شخصية تود التكتم بشانها. ذات امسية وفيما كانا يتحدثان فكر في مصارحتها بما يحس به.

لاحظ ان في حياتها شجن ناتج عن تجربة مريرة مرت بها, وان هناك رجلا اخر في حياتها. كانت تحبه باخلاص وغير قادرة على نسيانه, لاذت هي بصمت مطبق وكتمت السر في صدرها, وحيث انه احبها بحق لم يثر الموضوع بتاتا فيما بعد كي لا يعكر صفو هنائها.
تعرف كريسيدا جيدا ان سام شاب ميسور وحالته المادية على احسن حال, لكن لاكثر من مرة رددت انها على عكس والدته ليست مادية على الاطلاق, ولا يهمها المال, حتى انها حين هم باختيار هدية يقدمها لها, فضلت كوبا بلوريا قديما صنع في الصين بدل عقد ماسي.
اعجابها به تعدى ما يجنيه من مال وفير, فهو الملم بشؤون البورصة وما يتبعها, لكنه بدا لها هاو للرياضة ومشغفا بها ولا يعير اهتماما للمادة بجميع اشكالها.
من المستحسن ان يقوم ببعض الرحلات وكريسيدا الى جانبه لينعما باوقات حلوة هادئة, ضحك هازئا اذ سمع والدته تنتقده بشان خطيبته التي لا تملك سوى ثوبها,وتمنت بصوت عال كما في قرارة نفسها ان يتزوج ديانا الثرية التي تغنيه عن مشقة العمل وعذاباته. الا ان حبه لها ولوالدتها النمساوية ووالدها الطبيب الماهر قد فاق كل وصف.
ارادت والدة سام ان يقام حفل الزفاف في لندن حيث تقوم باستقبال ضيوفها وسط هالة من الابهة والفرح, لكن والدة كريسيدا رفضت ذلك وفضلت ان يعلن زواج ابنتها في بيت والدها.

وافقت كريسيدا وسام على ما ارتات السيدة راي, كان اخر ما فكرا فيه هو مسالة الاستقبال وما شابهها.
حفل الزواج تقرر في بيت العروس, وسيقتصر على بعض الاصدقاء من كلا الطرفين. الدكتور راي كان حزينا وممتعضا لانه لن يمشي برفقة ابنته ممسكا بذراعها ليقدمها الى عريسها لكن شقيقه, الطبيب الجراح الذي يسكن ستافورد شير سوف يحل محله ويقوم بما يلزم, ولحسن الحظ وافقت كريسيدا بفرح كبير لانها تحب عمها, سوف يكون من بين الحضور العم ريتشرد بول, بتي, جوفري شالمر, واصدقاء سام.
كان حفل الزواج سيتم في الساعة الحادية عشرة والنصف في اخر يوم من تموز, وكان عليها موافاة اهل العريس في كامب تاون حيث كانت فريدا على كامل استعداد, فقد جهزت عشاء غير منتظر اذ وضعت طاولات باغطية بيضاء وسط مرجة خضراء زرعت بازهار وورود مختلفة الالوان, وزين المكان بباقات الزنبق والفل فضلا عن اشياء اخرى ملفتة. الى جانب وجبة الطعام الشهية, كان ينتظر قالب من الحلوى زين باللونين الزهري والازرق وصنعت شموع طويلة عقدت بشرائط مخملية بيضاء اضاءت كل جانب.
منتديات ليلاس
اما عن باقي الحفلة, فابنة العم بيل, فيكي وصديقتها جوليا فقد استقر الراي على ان تقفا الى جانب العروس. تمتع سيمون شقيق كريسيدا باقوات سعيدة مع تلك الفتاتين الرائعتين, وقد هدد بافراغ زجاجة الحبر على فستان اخته ما لم يكفا عن مضايقته.
احبت كريسيدا اخاها سيمونكثيرا وتمنت عليه ان يزورها من وقت لاخر خلال عطلته المدرسية كي تسمح لوالديها بالاستمتاع ببعض الهدوء خلال غيابه.
اختارت كريسيدا ثوبي مرافقتيها بنفسها, فقد اعجبها اللون الاخضر الذي اضفى على الثوبين جمالا اخاذا اضافة الى الياقة المكشوفة والاكمام الضيقة. هذا وقد طلبت كريسيدا من صديقتيها ان تحمل كل منهما باقة من الزنبق الابيض ثم تضعان زهرة تزين شعرهما الاشقر. اما باقة العروش فقد اختارتها كريسيدا بازهار صفراء لونها المفضل. اما والدة العروس فريدا فقد ارتدت فستانا اصفر زاه بقبعة صفراء, زخرفت اطرافها بالاخضر وفقا لذوق ابنتها.
مرافق العريس كان صديق سام المقرب اليه يدعى تيم ويلسون الذي اصيب بجراح اثر حادث سيارة, ويشك في امر قدومه الى حفلة الزفاف. لكن سام انتظره.
نسيت كريسيدا وسط تلك الفرحة الكبيرة الاستفسار عن تيم بواسطة الهاتف.

عند السابعة والنصف من ذلك المساء وصل سام بسيارته الى برينغتون. كان الطقس يوحي بالمطر الغزير فتجمعت غيوم سوداء في السماء وامطرت بغزارة.
لبست كريسيدا فستانا ازرق من الصوف فبدت في اجمل حلتها. التقى بها امام المنزل. تبسمت معجبة بقامته الطويلة وحسن طلته, فنسي سام المطر المنهمر ومشى اليها مهرولا. جلسا في غرفة الاستقبال, امسك بيديها الاثنتين ناظرا اليها بحب كبير.
"تبدين جميلة جدا اليوم, تعجبني تسريحة شعرك."
بنظرة معبرة من عينيها الخضراوين اجابت ضاحكة: "قطرات مطر تنزل على وجهك الجميل وشعرك يلمع كغجري."
"تعنين ان منظرنا مختلف عن الاخرين؟"
"نعم."
"جميل جدا, لا يمكنني الانتظار اكثر حبيبتي هناك ايام جميلة تنتظرنا."
"هل احضرت معك تذاكر السفر؟"
افلت يدها واخرج تذكرتين من جيبه, نظرت اليه بسعادة ولفت نظرها ربطة عنقه التي اختارتها له سابقا, وبدت متناسقة مع لباسه الرسمي. قال لها في ذلك الحين: "انت واحدة من فتيات يعرفن انتقاء الاشياء المثيرة بذوق رفيع."

"تفضلي ها هما."
بطاقتا سفر الى لندن وماجوركا. رحلة سفر شيقة لم يحظ بها اي منهما من قبل, هناك في ماجوركا حيث الشمس الدافئة بحرارتها الساطعة سينعمان بايام حارة على الشاطئ الذهبي, ويتجولان في حدائق تفوح شذىً في احد ارقى الفنادق, وستطول اقامتهما لاكثر من اربعة عشر يوما.
شعرت كريسيدا بسعادة عارمة وهي تعيد له التذكرتين: "يا لها من رحلة ممتعة اكاد لا اصدق." قالت ذلك بدهشة.
نظر اليها حالما وقال: "سوف تصدقين ما ان تصلي الى هناك."
هزت راسها بتعجب: "لا اشكرك سام بول, انت تبالغ."
"حبيبتي هل علي ان اردد ما قلته الان, تبدين في اجمل حلة, تسريحتك الجميلة ورداؤك الازرق الصوفي وااقراط فضية, يا لروعة جمالك! ورائحتك تنعشني, ان اقتربت منك لن استطيع تمالك نفسي."
ضحكت بصوت عالٍ: "انك محتال لعوب."
"لدي خبر هام لك."
"هل تاجل الزفاف؟"

"كلا ان الحفل قائم في موعده, لكن تيم المسكين لن يكون مرافقي, فغدا تجرى له عملية جراحية لالتهاب اصاب قدمه, كلمني هاتفيا معتذرا عن عدم تمكنه حضور الزفاف. انه يرسل لك تحياته وقبلاته."
"اه خاب املي." قالت كريسيدا بجدية "يا له من صبور مسكين! يعجبني بذكائه فهو سريع البديهة وحاضر النكتة مثلك تماما. اضافة الى كونه لاعب كرة ماهر وتحبه ويحبك."
كانت كريسيدا تقف مع سام امام نافذة تطل على الحديقة, كانا يتحادثان متشابكي الايدي والمطر يهطل بغزارة ويروي الورود المنتشرة في الحديقة. وشعرت كريسيدا بحزن عميق لما اصاب تيم.
"من سيصبح مرافقا لك؟"
"كنت حائراافكر." اشعل سيجارة وصمت ثم قال: "وجدت من يحل محله."
قالت كريسيدا بغنج: "قل لي."
قال: "شاب صديق لي منذ كنت في كامبريدج, طيب وكريم, قصته اسردها عليك لاحقا, انقذني يوم كنت مدينا لشخص بمال,كنت قد هدرت حينها مالا كثيرا."
"اعتقد انك مجنون."
"كانت الاحوال يومذاك جيدة, لكل منا اخطاؤه يا حلوتي."
"افهمك, هل ساعدك بمبلغ كبير؟"

"لكان قد دعمني بشكل افضل لو لم اكن نقيضا له في تصرفاتي, انا ودوم لم نكن نتفق على شيء, بعكس تيم الذي يشبهني, كان رساما ماهرا اعجبت بلوحاته المميزة, كما كان يكن لي محبة واحتراما نظرا لتفوقي الجامعي."
وساد صمت, نظر سام الى كريسيدا بعد ان افلتت يدها من يده وبدا متعجبا: "ماذا دهاك يا حبيبتي؟ لا اظن انك تصغين الي جيدا؟"
لم تجب على سؤاله, خفق قلبها بقوة جزعا وشعرت بعدم ارتياح, تركت مكانها وجلست على كرسي صغير, وشرعت تعبث بخشبة, ثم قالت: "كنت اصغي لكل كلمة تقولها ولكن..."
قبل ان تتابع كلامها, بدا بسرد قصته: "انا ودوم كنا صديقين حميمين, فيما بعد غادر سالوين قبل مغادرتي لها بسنة قاصدا البرازيل حيث يعيش اهله, كان انجليزي الاصل من جانب امه. بعدها انفصلنا, اظن انه بعث الي ببطاقة من احد المرافئ حيث كان مسافرا. لديه مال وفير وبامكانه الحصول على اكثر مما لديه من لوحات يرسمها. انت تدركين مدى اهمية الرسم كريسيدا؟"
نظرت اليه نظرة شاردة الذهن وارتجف صوتها من الارتباك: "نعم ادرك."
شرع يقول: "حبيبتي تبدين مضطربة."

"اخبرني اكمل الحديث عن ذلك الرجل." قالت ذلك وهي منقطعة الانفاس.
"حسنا انه يدعى دومينيك ميلن, كلنا نناديه دوم, يا لها من صدفة كيف انه اختار هذه المناسبة لياتي الى لندن, يقيم في ناد او في مكان اخر لا ادري, عرف عنواني من زوج والدتي واتصل بي مباشرة, طلب مني مساعدته للتنقل في المدينة لبعض الوقت, لكني اعتذرت قائلا اني مرتبط بموعد مع خطيبتي."
شعرت كريسيدا بحرارة جسدها ترتفع, اصابها ما يشبه الذهول, فدومينيك الان في لندن, عاد الى ذاكرتها من جديد, يا للصدفة العجيبة, دومينيك صديق لسام وكانا في نفس الجامعة.
"ان الامور تسير على ما خير يرام." تابع سام كلامه قائلا وعيناه تبرقان سرورا: "وعدني ان يكون مرافقي ليلة زواجي السبت المقبل."
نظرت كريسيدا الى سام ببطء وظهر عليها الارتباك, قالت: "اذاً سيكون مرافقا لك."
اجابها: "نعم لكن ستعجبين به, اعدك ستنسجمان معا."
يا للهول, قالت كريسيدا تخاطب نفسها وهي تومئ براسها.
وافقها سام الراي دون ان يدري ما قالت.
دخلت والدتها الى الغرفة يتبعها زوجها الدكتور راي وانقطع الحديث.




نهاية الفصل الرابع


قراءة ممتعة للجميع

 
 

 

عرض البوم صور ليتني اعود طفلة   رد مع اقتباس
قديم 02-11-11, 12:40 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2011
العضوية: 230787
المشاركات: 3
الجنس أنثى
معدل التقييم: أنثى بطعم تشرين عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أنثى بطعم تشرين غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ليتني اعود طفلة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الخامس

بينما كان سام وكريسيدا يتناولان طعام العشاء في احد المطاعم المطلة على البحر ويستمتعان بمذاق الكركند الأمريكي, كانت كريسيدا تفكر بما ستؤول اليه الأمور. سام لا يعرف مدى علاقتها بـ دومينيك وهو صديق عزيز لخطيبها.
قال سام وهو يضحك:
"بالمناسبة, قابلت دومينيك عند الصباح وهو يرسل اليك تحياته, لكن... آه نسيت ان اخبره عن اسمك لا عليك, سألقاه غداً, على موعد عشاء وسأخبره بالأمر."
قررت ان تخبره بشأن علاقتها السابقة بدومينيك فالمصارحة افضل حل. وعليها قدر الامكان ابعاده عن حفل زواجهما. وجدت نفسها تغرق في بحر من المصاعب وعليها بالمزيد من الشرح.
قال:" عندما سمعت صوته سررت للغاية ما زلت أكن له الاحترام لانه ساعدني عندما كنت في محنة, والآن علي بعمل ما يتوجب كي اعبر له عن امتناني."
لم تعلق كريسيدا على الموضوع فشهيتها للطعام توقفت, على الرغم من حبها للمأكولات البحرية, الليلة عليها اما بالابتعاد والغاء الزواج او ان تقلق باله وتخبره بالحقيقة. لم تكن تريده ان يعلم قصتها كي لا ينزعج, فمجرد ذكر اسم دومينيك امامها قد يولد صدمة لها.
كانت قد اقسمت انها لن تهتم إلا لسام وتتناسى دومينيك وتفكر به ساعة تشاء في السر. الا ان حبها لسام اصبح مجرداً من كل غاية, فهو الحبيب والصديق لكنها لا تقبل الخداع في علاقة تربطها به وعليها بإثارة الموضوع معه.
اصر سام على تجديد الصداقة مع دومينيك, واصرت هي على فسخ تلك الصداقة الاخوية بينهما كي تبعد هاجس ذلك الرسام الذي احبته وافسد عليها حيلتها.
كان سام تلك الليلة يتفجر مرحاً وجيوية. بقي لساعات يتحدث عن العجوز دوم حسب ما لقبه. اخذ يتكلم عن صفاته وخصاله الحميدة, وهي صامتة, تنظر اليه لحظة ثم تنظر الى الطعام امامها وتعبث به بالملعقة.
شعرت انها على وشك الانهيار. فخطيبها لم يسكت لثانية بل تابع التحدث عته دون توقف.
"سأطلب منه ان يرسم وجهك, بعد عودتنا من شهر العسل." قال سام ذلك مبتسماً وتابع: "سأدعه يرسمك وانت مرتدية فستانك الاخضر السندسي تذكرين يوم زرنا قرابي. ذلك الرداء الجميل ينعكس لونه على عينيك. نسيت وقتها ان اسر اليك ان والدتي اعجبتها عيناك وقالت انهما تشبهان عيني القطة, لكن طمأنتها انك لا تشبهين القطة بشيء. لكنك في الواقع تشبهينها, انت قطتي التي احب, وضعت كريسيدا الشوكة والسكين على الطاولة امامها وارتجفت يداها من شدة التأثر. احست بغثيان جين سمعت سام يتفوه بكلام مثل الذي كان يقوله دومينيك حين كان يتغزل بها.
قال سام ممازحاً:"ايتها القطة الصغيرة. قطتي الخضراء العينين."
حقيقة سأجن ان استمر سام على مثل هذا النحو. قالت كرسيدا مخاطبة نفسها.
سام لم يكن يعلم ما يجري بالضبط. وتابع حديثه عن دوم يمدحه حينا ويتغزل بعينيها حيناً آخر.
فكرت كريسيدا الآن بات عليّ ان اقوم بعمل او قول شيء. لا يمكنني السكوت اكثر.
"حبيبي, لقد تحدثت عنه بما فيه الكفاية. هل لي بسرد اخباري عليك."
"اني آسف, لا تقدرين كم يفرحني ان اعرف ان العجوز دوم قد ظهر في حياتي من جديد. يا لها من لحظة حاسمة."
منتديات ليلاس
اغمضت عينيها وكادت تضحك بمرارة. لحظة جميلة.لكن لما يظهر دومينيك في هذه اللحظة بالذات بعد غياب طويل. بدا الامر واضحاً, فالمسألة ان سام عاطفي جداً لا ينسى حسنة احدهم, فكيف بصداقة عمر!؟ كيف سيلتقي الاثنان وكيف لي بلقياه بعد ان خذلني. بادلني حبه وبعد اخلاصي له تركني اتألم وحيدة واختفى من حياتي دون ان يشعر بحنين لتلك الايام الماضية. انه لا يحترم المرأة, امقته. سوف يصاب سام بالذهول لو عرف القصة.
حاولت تناسي الماضي بكل آلامه لكنها بدت متنبهة للغاية.
وقالت معترفة:
"قد يفاجئك ما سأقوله لك. التقيت دوم العجوز في روما حين كت مدرسة لغة."
لمعت عينا سام فرحاً وقال:
"ليس بالأمر الصحيح, اتمزحين؟!"
قالت بهدوء:
"التقينا في روما, وهو رسام مشهور."
"نعم! انه امر شيق. حاولت ذكر اسمك اثناء مكالمتي معه, لكن الوقت لم يكن ملائما و لاذ بالصمت وفضل مناقشة الموضوع في اليوم التالي."
اطرقت كريس تفكر, ماذا عساه فكر حين علم اني العروس... ليته يعلم بمقدار حبي له.
"قولي لي كيف ومتى التقيت دوم؟ هل هو رائع كما تتصورين؟"
"نعم, اظن ذلك."
"اذاً تعرفين انه رسام متفوق؟"
"تعرفت اليه في منزل سيدة كنت مدرسة خاصة لابنتيها. ثم زرته في محترفه."
"هل احترف الرسم؟ يبدو لي العكس."
"والدته صديقة للسيدة لورين وقد طلبت منه رسم ابنتيها."
"ظني انه لو كانت السيدة لورين شابة صغيرة لامضى معها بعض الاوقات الحلوة."
انتفضت كريسيدا لتوها, وشعرت بدوار في رأسها كانت ملمة تماماً بعبث الشبان وتصرفاتهم الصبيانية اثناء دراستهم الجامعية ودوم واحد من هؤلاء. واعتبرت انه على الارجح قد قام بمغامرة شبيهة في وقت من الاوقات.
سألها:"هل اثار اهتمامك من هذه الناحية؟"
اجابته:"كلا , لكن يبدو انه لعوب."
"هل شاهدت احد اعماله؟"
"نعم."
"ما رأيك؟"
"ارى ان رسوماته مميزة, ومن المؤسف ان يتوقف عن الرسم. عمله متقطع, احياناً يرسم برصانة, واحياناً كثيرة يلهو غير مكترث لأي شيء."
"لكنه ليس بالعابث المستهتر, اعتبره احد المثقفين القلائل. اثناء دراسته في الجامعة كان يحضر المحاضرات على جميع المستويات الثقافية كالفلسفة وغيرها, واجتماعات اخرى. تعرفين..."
سرحت بخيالها بعيدا, كانت تفكر بكل تلك الاشياء التي يتحدث وهي حزينة منكسرة.
في جعبة سام اخبار كثيرة تتعلق بزميله الجامعي, غير انه أحب معرفة اخباره عن طريق كريسيدا.
شعرت كريسيدا بضيق وحرج اذاك وقررت تغيير الحديث.
فقالت:"اخذت موعد مع الكهربائي في غولفد. سيوافينا الى هناك يوم الجمعة لاضاءة المصابيح المعطلة في غرفة الجلوس."
اجابها سام:"حسناً,سنوافيه الى هناك." ثم التفت الى الصحن امامها فوجد انها لم تقبل على طعامها بشهية بل تناولت منه القليل.
"الم يعجبك الطعام, حبيبتي؟"
"بلى,لكني لست جائعة الليلة."
"هل تتناولين الفاكهة ام قهوة؟"
"لا شيء سوى القهوة."
"سأتناول عصيرا منعشاً."
"حسناً." اجابته مبتسمة كعادتها, تأملت وجهه ملياً, واطرقت تفكر كم هو جميل بتصرفه ولبق. تمنت لو ان دومينيك لم يظهر من جديد في حياتها, فقد كرهته وفي قرارة نفسها تشتاق اليه, اتى في الوقت المناسب كما قال سام وتدخله ليس في مصلحتها هذه المرة. لن تسامحه عن تخليه عنها حين كانت في امس الحاجة اليه.
بعد ان ارتشفت قهوتها طلبت من سام العودة بها الى المنزل. وفي طريق عودتهما, جرى حديث تطرق سام خلاله الى موضوع متعلق بدومينيك.
"سيندهش حتماً حين اذكر له اسم خطيبتي."
"بالطبع." قالت كريسيدا ذلك وهي منقبضة قانطة.
بادرها قائلاً:"ليس هناك متسع من الوقت للقائكما مع بعض قبل حفل الزواج, لكن بالامكان دعوته الى العشاء ذات امسية."
اجابت بسرعة:"لا تفعل سام."
نظر اليها سام متعجباً وهو يقود سيارته بسرعة فائقة.
"لم حبيبتي؟"
فكرت قليلاً ثم قالت:"اني منشغلة, لدي الكثير من العمل حتى يوم السبت القادم. سأساعد امي في حزم حقائبي , اتمنى رؤيته في يوم الزفاف."
اجاب مسروراً:
"بالطبع حبيبتي."
احست ان عليها اخبار سام بكل ما حدث بينها وبين دوم, فهو يحبها كثيرا ولا بد ان يسامحها على هفوة قامت بها بالماضي. لن تكون نهاية العالم فيما لو عرف ان علاقة ما كانت بينها وبينه في روما. لكن, ماذا سيحصل ؟ هل علاقتي بـ سام ستنتهي اثر ذلك؟ تعرف جيدا انه يحبها وثقته بها لا حدود لها. لكن هل ستدمر تلك الثقة ان هي باحت بالحقيقة الجارحة. اضطربت وبقيت مكتوفة اليدين حيال مشكلة لا تنتهي وقررت ان تخفي سرها كي لا تؤذيه.
منتديات ليلاس
قررت اخيراً ان لا تخبره بشيء وتدعه يفكر في دومينيك حسب ما يشاء. فهي لن تقابل دومينيك الا ليلة زفافها قد يبدل رأيه ولا يأتي الى الحفلة وهذا افضل حل يمكن ان يحصل.
فجأة,احست برغبة بالاتصال بدومينيك قبل ان يلتقي بسام على الغداء, لا تعتقد كريسيدا ان دوم سيخذلها. على الرغم من علاقته الكثيرة والمتعدده الا انه احبها بشغف لكن لم يصارحها بخصوص زواج او ما شابه لذا قررت الابتعاد عنه. حتماً سيتفهم الموضوع جيداً . سوف تبحث عن عنوانه للالتقاء به دون معرفة سام, وشعرت انها تخون رجلاً احبها. عرفت انه عضو في نادي جامعة كامبريدج وفي جامعة اكسفورد حيث يقيم لفترة قصيرة.
قال سام ببساطة:
"اتصلي به, لا بد انه متشوق لسماع صوتك." عانقها بحرارة وقبلها من صميم قلبه وهي تذوب حباً في قبلة طويلة.
تحسرت للبؤس الذي ستخلفه ان صارحته بالحقيقة لكن لا, مثل هذا الامر لن يحصل!؟
"حبيبتي, انت جميلة جداً." وبكل قوة شدها اليه وضمها.دمعت عيناها املاً وبؤساً في آن معاً.
"احبك سام." قالت له ذلك بصوت مرتجف.
شعر ان امرا ما يزعجها لكنه اكتفى بحبها له ولم يسألها عن السبب.
صورة دومينيك لم تغب عن خيالها وظل القلق يرافقها, لم يكن لديها اي فكرة عن كيفية التصرف في حالة كهذه.
استيقظت عند الصباح باكراً وحدقت تتصفح كتابا بعينين تعبتين في انحاء غرفتها حيث تبعثرت الاشياء هنا وهناك. وقع نظرها على صورة فوتوغرافية لسام بجانب السرير, على ضوء النور القوي ظهرت ملامح وجهه جميلة جداًز فكرت قليلاً ثم قررت نهائياً ان لا تنبس ببنت شفة فيما يتعلق يتعلق بالموضوع.
خرجت الى الحديقة وهي تشعر بدوار في رأسها , الامر اصبح لا يحتمل وعليها التخلي عن التفكير به.
مشت حوالي ساعة من الوقت فوق الحشيش الاخضر المغطى بقطرات الندى وشعرت بانتعاش وتجدد وسعادة قصوى.
وعند الساعة السابعة قامت كريسيدا باحضار ابريق من الشاي الى غرفة والديها حيث كانت والدتها تنهض من فراشها فيما والدها ما زال نائما .
سألتها والدتها:"ما الذي ايقظك في مثل هذه الساعة؟"
"لم استطع النوم جيداً."
رمقتها فريدا بعين الرضى اذ كانت تبدو نحيلة رشيقة وجميلة بشعرها الطويل الذي غطى كتفيها . ورثت كريسيدا عيناها الخضراوين الرائعتين عن جدتها لامها الروسية الاصل وكذلك عن امها النمساوية اما سيمون شقيق كريسدا, فقد ورث ملامح انكليزية عن جده بشعره الاشقر المحمر وانفه المنمش.
كادت امها تهم بسؤال كريسيدا عما دهاها لكنها احجمت في آخر لحظة مداراة لعواطف ابنتها التي اصبحت فتاة مختلفة بعد قدومها من روما.
جلست الام وابنتاه لاحتساء الشاي وهما تتكلمان عن التحضيرات لحفل الزفاف وكذلك الفستان. ثم بعد ذلك عادت كريسيدا الى المطبخ لتحتسي فنجاناً من القهوة وتفكر ملياً في مما يجب عمله.
اعتراها ما يشبه الخوف حين فكرت بدومينيك. من فرط رغبتها في رؤيته مجددا وآلمها الذي عانته في الماضي, احست ان الدنيا تدور بها وبما حولها.
أحبت اثنين حباً جنونياًز والآن هي ى تدري ماذا تفعل. قالت بصوت عال:"لا لريده بعد اليوم في حياتي." ثم حركت قهوتها بغضب وجالت بنظرها في محتويات المطبخ.
شمس حزيران(يونيو) سطعت وبثت بهجة في كل ما كان في المطبخ من صور ومقتنيات باللونين الازرق والابيض.
على نافذة المطبخ وقف عصفور صغير لفت نظرها , منظر اخبته منذ كانت صغيرة واعتادت عليه.
منذ خطوبتها احست ان حياتها كلها تغيرت, فقد وجدت شخصاً بجانبها يتوق لبناء بيت سعيد معها.
قررت التشبث بـ سام لانه احبها بكل جوارحه.
ذهبت الى حيث وضع الهاتف في الصالة الواسعة, اقتربت وطلبت رقم هاتف دومينيك في النادي سمعت صوته, كأنه صدىً قد اتى من بعيد , حاولت التككلم بثقة وقوة.
"مرحباً."
"مرحباً. من انت؟"
"انا كريسيدا, القطة الصغيرة."
ارتجفت وهي تتمتم ذلك اللقب.
"نعم, اني كريسيدا."
اجابها مذهولاً:"كيف عرفت عنواني ومكاني في النادي الجامعي؟"
"اكلمك من منزلي في بريتون وعلمت بوجودك هنا من سام."
"لا تقولي, سام بول؟"
"انه هو بالذات, نحت على وشك الزواج, ويوم السبت هو موعد الزفاف."
ساد صمت مرير عقبه عتاب.
"اذاً انت عروس سام, وانا من سيصبح مرافقاً له."
هتفت قائلة:
"تماماً, وانا اتصل بك لأخبرك بأني لا احب ان تحضر حفل الزواج."
"لم لا؟"
توردت وجنتاها خجلاً وقالت:
"اعرف انك حساس وتأخذ علاقتنا السابقة بعين الاعتبار."
"اعرف ذلك حق المعرفة."
"حقاً, دومينيك!"
"على الرغم من علاقتنا السابقة في روما, سام صديقي ومعرفتي به قد سبقت علاقتي بك."
"ربما."
"طلب مني سام الحلول مكان صديقه المريض, كيف علي التملص من ذلك؟"
"صحيح ما تقوله, غير اني لا زلت مصرة على عدم حضورك."
"اسمعي عزيزتي, لا يمكننا مناقشة الموضوع على الهاتفز علينا مناقشته وجهاً لوجه."
"كلا, لا أود لقائك."
"انت تعالجين الامر بمأساوية على ما اظن."
"انت تبالغ, الا يمكنك الاحساس بما أشعر به؟"
"حبيبتي كرسيدا, ما حدث بيني وبينك قد ولى, وأصبح من الماضي."
"لا بد ان ما حصل كان مسألة لهو ومرح ليس الا, وليس حباً بالمعنى الحقيقي."
كريسيدا, دعيني اوضح لك الموقف. كنت حينها جباناً اذ لم أنهي الموضوع مواجهة معك وقد كرهت نفسي لتصرفي الاناني والجبان. وانت الآن لديك نفس الشعور, احببتك واحببتني في الماضي وانتهى الامر."
ودت لو انها تصرخ في وجهه, لكنها قالت بلهجة مضطربة:
"ما فعلته لا يغتفر لن اناقشك الآن, وكفى."
"اني جداً آسف قطتي الصغيرة." قالها بصوت مرتجف.
اجابت:"انتهى كل شيء بيننا, الآن سام هو كل شيء بالنسبة لي."
"صحيح اوافقك الرأي, سام حياتك واكثر, لكنه صديقي ويريدني ان احضر حفل زفافه."
"لكنك تستطيع الرفض."
"بالطبع, لكن سام صديق عزيز علي وانت احسنت الاختيار بزواجك من سام."
"اعرف ذلك."
"الآن, بعد ان توضحت الامور , وعرفت من هي عروس صديقي, اظن علي القيام بالواجب."
"لا افهم تماماً ما تقول."
"حبيبتي, انت تبالغين في تقدير الامور وتتصورين اوهاماً."
اصابها ما يشبه الذهول وكادت تؤذي نفسها من انقباض في يديها, وتمنت صفعه لو كان بالقرب منها.
قالت:"لا ارى اننا على اتفاق في الرأي."
اجابها:"لا بد انك تحبينه حباً لا مثيل له."
"صحيح, اظن انه اروع رجل قابلته."
"اذاً, لم انت تثيرين مفروغ البحث منه؟"
"انت لا تفهم ما اقول." قالت ذلك وقد ألم بها تعب شديد.
"انا لست مثلك."
لم تقو على التفوه بالمزيد.
باتت مترددة فيما ستفعله, يريدها ان تنسى الماضي الأليم بتجاربه المرة. وهواليوم يشكل خطراً ويهدد مستقبلها. مسألة ليست بسهلة وهل بالامكان تسويتها, باتت في شك من أمرها.
قال حين طال صمتها:"هللو كريسيدا. الا زلت على الخط؟"
"نعم."
"في الحقيقة, سعدت لسماع صوتك من جديد, إشتق اليك واريد لقائك للتحدث."
احست بان الحواجز التي بنتها لصده قد انهارت بالكامل بشكل لم تعهده من قبل وايقنت انه خدعها بمراوغته المعهودة. نسيت آلامها الماضية حيث عرفت خداعه وعدم اهتمامه بها.
سألها بود:"هل حقاً تكرهينني لما بدر مني؟"
راودها احساس ان تضع حداً لكل تلك المهزلة التي لم تعد تفيدها في شيء. قصتها معه أصبحت من الماضي وعليها بتدبر امرها والاجابة على اسئلته.
"لا اكرهك البتة, اشعر الآن بارتياح."
"قطتي الصغيرة, لم تتبدلي ابداً."
"تبدلت بما فيه الكفاية, ليتك لا تلقبني بالقطة الصغيرة."
"آسف, آنسة راي."
"انظر, فلنتصرف بخكمة. نحن كنا فقط اصدقاء في روما, وهذا ما أريدك ان تقوله لسام انت تعلم اني مقدمة على الزواج من سام."
"ارى ان نبقى صديقين وهذا افضل حل, فسام صديقي وسأصبح مرافقه على ما يبدو."
"افعل ما تراه مناسباً, لكن لا تجعل الامور تسوء بيني وبينه."
"سأتصرف بلباقة."
"اعرف ذلك."
"اعتذر عن مناداتك بحبيبتي, فقد اعتدت ذلك حين كنا في روما."
كان عليها ان تحتقره لما تسبب لها من شجون ومآسي, وهي التي ما زالت تحن الى ماض ولى وتود التخلص منه بأي وسيلة. باتت تلوم نفسها على ما حصل, وفي الوقت نفسه تتمنى الارتماء بين ذراعيه اختلطت عليها الامور وبات عليها التصرف بوعي وحكمة.
سألها باهتمام:
"هل تسير الامور على احسن حال؟ وهل انت بخير؟"
"اني بخير, اشكرك." سكتت قليلاً ثم سألته:"علمت ان والدتك قد..."
قال بنعومة:"منذ شهرين توفيت والدتي, وغير نادم على بقائي معها كل تلك الفترة التي غبتها عنك.ط
"آسفة حقاً لما جرى لوالدتك."
"بقيت في البرازيل لبعض الوقت ثم سافرت الى بلد آخر. واليوم قررت الانقطاع عن السفر ريثما انهي عملاً اقوم به لىلدو كونلتي. المخرج الايطالي المشهور الذي اجتمعت به في فلورنسا , لذا تعذر علي الرجوع الى روما حيث كنت منتظرة, وانا اعني ما اقول.
فقد اردت العودة اليك لكن ظروفي لم تسمح لي بذلك, ان صدقت كلامي ام لا , امر رهن بك لوحدك."
تأثرت وامتقع لونها ثم ردت قائلة:"لن أعود الى روما مهما حصل, اكتفيت. لقد نسيت السيدة لورين والمجتمع الايطالي."
"اجد انك ستنتظرين زياراتي المتلاحقة فور رجوعك من شهر العسل, سام سيجمعنا معاً يوماً ما في وقت قريب, اني اقيم في المدينة وعملي مع كونلتي سيستمر للموسم القادم, ولدي عمل آخر في ميلان وسأقوم برسم لوحات لمعبد تاسكو فيما بعد, وبعدئذ سأذهب في زيارة الى لندن."
"انت تجيد ما تفعل اقولها ولست ابالغ , انت رسام ماهر بالطبع وقد علمتني ما كنت اجهله من فنون, واني ممتنة لك."
"كنت تلميذة نبيهة, اعترف بذلك عزيزتي كريسيدا."
حاولت قطع حديثه المزعج والتحدث عن سام.
"كنت محظوظة جداً, كوني قد تعرفت الى خطيبي يا له من شخص رائع."
"اوافقك الرأي, انه انسان رائع فعلاً. لكنك أذهلتني."
"لماذا؟"
"لطالما ذكرت انك تستائين من الشبان الرياضيين ويعجبك الفنان الماهر."
اجابت ممتعضة:"تغيرت مع مرور الوقت."
"آه. حسناً يسرني اللقاء بك من جديد."
"قبل ان اودعك, اردت فقط ان اشرح لك سبب اتصالي بك قبل ان تجتمع بسام اليوم وتقول له ما اتفقنا عليه. كما ارجو ان لا تذكر امامه اني تحدثت اليك ولا يهمني بعد الآن ان كنت ستحضر حفل زواجنا."
"هل اقول له انك لم تعجبيني؟"
"كلا لم تفهم ما قصدت, سام لا يعلم شيئاً عن قصتنا."
اجابها:"حبيبتي اسأت فهمي على ما اعتقدز لست سيئاً كما تتصوري, سأعلن اننا صديقان فقط."
ودعته بعد ان شكرته بلطف.
قال لها:"الآن لا يسعني سوى التمني لك بحياة زوجية هانئة, ويتوجب علي الذهاب لشراء هدية الزفاف التي ارجو ان تقبليها مني قولي ليو ماذا تريدين هدية؟"
اجابته:" لا اريد شيئاً لا حاجة لك الى ذلك."
وعلى الفور وضعت السماعة بغضب , غلبها تعب شديد عقب حديثها معه وتمنت لو انها حافظت على هدوء اعصابها كما فعل هو.
آخر ما تمنته ان تراه في حفل زفافها واقفاً الى جانب سام. بعد لحظات قصيرة, دخلت والدتها تحمل صينية في يدها. قالت :
"هل هو سام الذي كان يكلمك؟"
"كلا والدتي انه شخص آخر." ثم خرجت مسرعة واختفت قبل ان تسألها والدتها مزيداً من الاسئلة المزعجة.

نهاية الفصل الخامس


قراءة ممتعة للجميع

 
 

 

عرض البوم صور أنثى بطعم تشرين   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
البرق يدوي مرتين, دار النحاس, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات دار النحاس, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, عبير, قلوب عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t169019.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ط³ظ… ظ‚ظ„ظˆط¨ ط­ط¨ This thread Refback 16-05-16 10:20 PM


الساعة الآن 03:10 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية