لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-10-11, 06:12 PM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

بدا غير مصغ تماما لكلامها , وقال:
" على كل حال سأعلمه هاتفيا , فلا يجوز من حيث المبدأ المهني أن أتدخل في علاجك قبل أعلامه".
فأعطته أسم طبيبها ورقم هاتفه , وسألها باسما:
" سأتركك لبضع دقائق كي أخابره , فهل تعدينني بألا تحاولي النهوض في غيابي؟".
" لن أستطيع ذلك حتى لو حاولت".
فتخلى عن تصرفه المهني وهمس لها:
" وجدتك أخيرا حيث أريدك أن تكوني".
أبتسمت له دامعة فخرج.
هبط الدرج مناديا أخاه , وبدا أنهما يتجادلان , ثم سمعت خطوات مترددة تصعد السلم , ودخل كليفورد , نظر اليها مرتبكا , وقال:
" ما مدى الضرر الذي لحق بك؟ ألا تستطيعين الجلوس في السرير؟".
فردت محتدة:
" بالطبع لا أستطيع!".
بدا خجلا من نفسه , فلان قلبها وقالت:
" أعذرني يا كليفورد , فظهري يؤلمني الى حد كبير".
" لكن ماذا عن عملي؟".
أذهلتها قسوته , فبدأت تهز رأسها ألا أن الألم جعلها تتوقف , قالت:
" لست أدري يا كليفورد , لا يمكنني فعل الكثير وأنا في هذه الحالة , أليس كذلك؟".
نظر اليها منجرحا فأعتذرت بقولها :
" ما عليك ألا أن تكتب النصوص بخطك , وحالما أتحسن سأكبّ على الطباعة حتى أنجز المطلوب".
سار الى النافذة وأولاها ظهره كما فعل أخوه , فقالت في نفسها: ( يبدو أنني أقترفت جريمة نكراء , فكلاهما يلومني وينسى أنني أنا التي أتألم".
وقال كليفورد محدّثا زجاج النافذة:
" الحق على ذلك الكلب الذي لا تعرفين كيف تؤدبينه بل تدللينه وتغرقينه بالحب وتعاملينه كما لو كان من البشر..".
لم تصدق أذنيها.... هل هو يغار من كلبها؟ وتابع كليفورد ملحا:
" عندما نتزوج , عليه أن....".
لم يكمل عبارته لأن موراي عاد عندئئذ , فخرج كليفورد كجندي متلهف الى تسليم موقع الحراسة الى جندي آخر , نظر اليها موراي وسأل في حدة:
" تبدين مضطربة ........ ماذا كان يقول؟".
" كان.......يتحدث عن فليك لدى دخولك , وأعتقد أنه كان ينوي أعلامي بوجوب .....قتله .......بعد زواجنا".
فرد موراي بلا أكتراث:
" هذا تحصيل حاصل كما أفهمتك مرارا وتكرارا حتى قرفت من الترديد".
أبتسمت ووضعت خدها على الوسادة الرطبة ثم قالت:
" أعتذر لكوني أغرقت وسادتك بدموعي".
فرد مبتسما:
" لن أموت بسبب وسادة مبللة! لقد تحملت أشياء أسوأ بكثير في خلال مهنتي".
" أكرر أعتذاري عن أزعاجك وأقلاق راحتك".
فهز كتفيه وأجاب:
" في سنواتي الأولى كطبيب كنت أستدعى ليلا ونهارا فأعتدت على عدم الراحة".
فتشجعت وسألت:
" هل كانت لك عيادة خاصة؟".
" لمدة سنتين كنت شريكا في عيادة للطب العام , ثم رغبت في التخصص , وبما أنني كنت عازبا , فقد درست بجد للحصول على الدكتوراة , لم يكن الأمر سهلا ألا أنني نجحت".
" والآن.......؟".
" أخصائي في أمراض القلب , ورئيس قسم العلاج السريري للقلب في الجامعة , وأشترك في أبحاث علمية حول أمراض القلب ,وبالأخص في ما يتعلق بتأثيرات الغذاء على ذلك العضو المهم جدا في جسم الأنسان ".
أحست نفسها ضئيلة أمامه , وقالت:
" أذن هذا سبب محاولاتك المستمرة لتطميني الى صحة كليفورد؟".
" والآن أؤكد لك مجددا ألا تقلقي على صحة قلبه بتاتا , فبناء على طلبه , أجريت له ثلاثة فحوصات شاملة , وأخبرته في كل مرة أنه لا يشكو شيئا".
" ومع ذلك لم يصدقك؟".
" كلا , هل لأنني أخوه أو لأن عدم تصديقه لي يناسبه أكثر , لست أدري , لكنني أشك في الشق الأخير".
" ولم لا يطلب رأي طبيب آخر؟".
فضحك وأجاب :منتديات ليلاس
" سؤال وجيه , أنما أعتقد أنه في هذه الحال سيضطر الى تصديق ذلك الطبيب ....سآتي لك بحبة مهدئة".
عاد بعد دقائق وساعدها على تناولها وقال:
" الآن ستنامين وتتوقفين عن الكلام".
" موراي , لماذا لم تقل أنك طبيب؟".
فأخذ يدها في كفه وأجاب:
" يا فتاتي الحلوة , أنا في أجازة , ومن صالحي البقاء مجهول المهنة , لأن الناس متى علموا بوجود طبيب في وسطهم , يسارعون الى أغراقه بشكواهم الى حد شعوره بالغثيان".
" الحبة بدأت تعطي مفعولها لكنني أريد الأستمرار في الكلام".
" ما عهدتك ثرثارة هكذا , يجب أن تعتادي على الأنفتاح , وها أنت بفعل حبة واحدة أصبحت فتاة أخرى , وأذا أخذت حبتين في ظرف أنسب فقد تجدين الجرأة على الأعتراف بالحب!".
ضحكت وردّت:
" على ذكر الحب , هل ستتزوج غريتل؟".
" هذا سؤال وقح ولست مضطرا للأجابة على كل أسئلتك , أنت ما تزوجت أخي بعد ولذا لا يحق لك أستجوابي بهذه الخصوصية".
ألصقت خدها بالوسادة وأغمضت عينيها , أنها لا تبتغي أبدا أن تكون زوجة أخيه بل تبتغي أكثر من ذلك بكثير .......بدأت الحبة تجرفها الى عالم النوم والأحلام ...فرأت نفسها في مكان مظلم , وكان هناك رجل يناديها بلهفة ,لا بد أنه كليفورد أذ لا أحد سواه يمكن أن يحتاجها هكذا حتى في المنام... ثم تراجع ذلك المجهول في الظلام وأختفى , حاولت اللحاق به لتكتشف هويته ألا أن ساقيها رفضتا التحرك , بعد ذلك أستسلمت لنوم عميق خال من الأحلام.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 17-10-11, 09:27 PM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

8- الأميرة النائمة


أستيقظت في الصباح التالي وتساءلت أين هي ثم عادت اليها ذكرى الحادثة , أقنعت نفسها في تفاؤل بأنها أحسن , وحاولت تحريك ساقيها فأستطاعت ذلك ألا أنها أحست ألما رهيبا في ظهرها.
أذن لم يتغير شيء وما تزال شبه مقعدة كما كانت يوم أمس , حدقت الى السقف قانطة ودخل موراي يفيض بالحيوية و
فرمقته بأمتعاض , سألها عن حالها بأبتسامة مستفزة , فما كلفت نفسها بجواب وتابع يسأل:
" هل خف الألم؟ حاولي تحريك ساقيك لنرى".
أمتثلت لأمره وقلصت جبينها من الوجع.
" ألا تحسين بأي تحسن؟".
" تحسن بسيط".
" لا يمكنك توقع المعجزات , فهذه أمور تستغرق وقتا , لا تبدين منفعلة كما كنت ليلة أمس".
ودخلت السيدة ماسترز تقول:
" سآتي لك بأفطارك يا آنسة غارون , فهل أغسل وجهك ويديك قبلا؟".
فردت مرتعبة:
" سأنظفهما بنفسي فأنا لست مقعدة!".
فضحك موراي وقال:
" لا تنفعلي ودعينا نجرب أذا كنت تستطيعين الجلوس , ركزي الوسائد يا سيدة ماسترز لأرفعها".
أنهضها حتى أصبحت جالسة وسأل:
" هل أستطعت تحمل الألم؟".
" تقريبا".
دخل كليفورد وبقي واقفا خلف أخيه حتى مدت له يدها لتشجعه على التقدم , فتناولها بتردده المعهود وربت على خدها مبتسما ثم قال لموراي:
" ما دامت قادرة على الجلوس فهل يمكنها تدوين النصوص؟".
فأنفجر موراي هاتفا:
" بحق السماء يا كليفورد , هل أنت عديم الأحساس ؟ ألا يمكنك ولو لمرة واحدة ,أن تقدم مصالح خطيبتك على عملك؟".
خرج من الغرفة خائبا وما لبث أخوه أن لحق به.
أنتهت من أفطارها فأزاحت السيدة ماسترز الوسائد وعادت الى الأستلقاء , تناهى الى سمعها طرق على الباب الخارجي وعواء مجنون فعرفت أن أمها وصلت , سمعت الكلب يقفز السلم , فتقلصت مسبقا في أنتظار هجومه عليها , ألا أنها سمعت موراي يستقبله على الدرج قائلا:
" مرحبا يا صديقي..... لا , لن تدخل الى هناك بل الى غرفتي".
وبرغم حبها لفليك ودت لو تشكر موراي من أعماق قلبها , كذلك سمعت أمها تتحدث الى صهرها العتيد في الطابق الأول وكلماتها تنهمر بلا توقف , فتخيلته قد تضايق من ثرثرتها لكن صوته وهو يجاوبها كان مرتاحا تماما.
وقالت لورنا وهي تطل برأسها من الباب:
" أتسمحين لي بالدخول يا حبيبتي؟ أنك تبدين مرتاحة والحمد لله, ألست محظوظة بهذه الأجازة القصيرة؟ فيما أمك المسكينة تتحمل واجبات البيت لوحدها!".
" آسفة يا أمي , لكنني حتى لو أستطعت النهوض , فلن أساعدك كثيرا...".
" ما قصدت ذلك أبدا , لا يجب أن تشعري بالذنب فالأمر خارج عن أرادتك , لكن مسؤولية الكلب كبيرة".
فقالت أدريان في وهن:
" ربما تتكفل السيدة ماسترز به , وقد يسمح له كليفورد بالنوم في المطبخ....".
" بل يجب أن ينام معي في البيت لأن أنفرادي يرعبني! بالكاد أستطعت النوم ليلة أمس".
" أذن ماذا بوسعي أن أفعل؟ لقد قال موراي أن شفائي قد يستغرق عدة أيام".
فضمت لورنا يديها كطفلة منفعلة وأجابت:
" لا عليك يا حبيبتي , سأتدبر الأمور جيدا , أتعلمين علام أتفقنا أنا وعزيزك كليفورد ؟ سأساعده في عمله!".
ولما نظرت اليها أبنتها مرتعبة أضافت بصوت منكسر:
" أنا لست عاجزة يا حبيبتي , ففي أمكاني طباعة أملائه على الآلة الكاتبة بأصبعين , وأنت تعلمين ذلك , لقد أتفقت وأياه على هذا , فلا حاجة لأن تقلقي على توقف عمل خطيبك , سأبدأ هذا الصباح , وقد تلقف هذه الفرصة بلهفة وفرح".
" لكنه لا يطيق ضجيج الآلة الكاتبة , ولهذا جعلني أطبع في الكوخ!".
" لا تقلقي , فهو قال أنه سيتحمل أي شيء , وحتى أنا , في سبيل أنجاز عمله".
رنت ضكتها في الغرفة وأنحنت تقبل جبين أبنتها قائلة:
" يجب أن أذهب اليه فهو متشوق لبدء العمل".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 17-10-11, 09:28 PM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

مر النهار وقد تخللته عدة زيارات من السيدة ماسترز وزيارة من موراي , أما كليفورد ولورنا فما رأت لهما أثرا , تناهت الى سمعها طقطقة الآلة الكاتبة المتواصلة , ومع أنها كانت بطيئة ومجهدة , ألا أنها أزعجت أدريان أذ أستمرت تذكرها بوجوب وجودها هناك وليس هنا على السرير , تستلقي بلا عمل , أرقت تلك الليلة أيضا , أنما راعت ألا توقظ موراي وفضلت البقاء وحيدة مع هواجسها وحنقها على الظروف التي منعتها من الحراك.
منتديات ليلاس
كانت لورنا قد عادت للعمل ثانية مع كليفورد , وقبل ذهابها الى البيت ظهرا صعدت لتطمئن على أبنتها التي لاحظت أن عينيها كانتا أكثر تألقا , وحركاتها أكثر حيوية ومعنى , وهي ما رأت أمها هكذا منذ سنوات..... لقد وجدت أخيرا عملا مفيدا وهدفا لحياتها , وهذا ما يسميه موراي ( علاجا نفسيا) في أصطلاح الطب.
جاءها كليفورد في أحدى زياراته النادرة , وأكد لها أيضا أن الأمور على خير ما يرام .....كلاهما , هو وأمها , يبدو حريصا على أفهامها بطريقة ساذجة وملتوية , أنه بالأمكان الأستغناء عن خدماتها , وليس العكس كما هي تظن.
كان عاطفيا أكثر بقليل من المعتاد , أذ جلس على المقعد المحاذي للسرير وأحاطها بذراعيه , فبدا لها كما لو أنه يتدرب من الآن على عاطفة أعمق من شأنها أن تعزز حياتهما الزوجية.
بعد خروجه , أخذت تتساءل عن التبدل الذي طرأ على موقفه أتجاهها... كم سيدوم؟
هل تحدث اليه موراي مجددا , حيث لقمه أرشادات جديدة حول كيفية أظهار حبه لخطيبته؟
جخل موراي لحظتئذ وسألها:
" تبدين مرتبكة , ما الحكاي ؟".
" كليفورد كان هنا".
" أتقصدين القول أنه كان يتودد اليك؟".
ما كان بحاجة الى ردها الأيجابي أذ أستطاع رؤيته في وجهها.. قالت:
" بصراحة , حسبت أنك قد تحدثت اليه مجددا".
فضحك بأستغراب شديد وقال:
" أتعنين أنني كنت أزوده بنصائح في فن المغازلة والتودد؟".
هزت كتفيها وأجابت:
" ربما , أذ في كل مرة تفاتحته بهذا الموضوع يصبح..... أكثر بقليل ......كحبيب".
ضحك ثانية وقال:
" وهكذا أستعنت بذكائك على ملاحظة هذه الحقيقة؟ ثم أما خيب أمالك , أن يضطر رجل في سنه الى طلب المساعدة من أخيه الأصغر منه ؟ أنني لأتساءل , هل سيتوجب علي البقاء قريبا منكما , في مطلع زواجكما , كي أزوده بالأرشادات تباعا؟".
أسكتتها حقيقة كلامه النصفية , فرفع أحد حاجبيه وتابع متسائلا:
" بأية صفة تحسبينني أنصحه ؟ كطبيب أم كرجل خبير في الحب ؟
لاحظ بأهتمام نظرة الألم التي كست وجهها ,ثم قالت في حدة:
" كطبيب بالطبع".
" أذن تظنين أنني عشت حياة خالية من الشوائب ؟ كيف لك أن تعرفي ذلك؟".
عبست وأشاحت عنه , أنها لا تمتلك بالطبع المعلومات الكفيلة بأيالها الى أي أستنتاجات صحيحة حول ماضيه , بل تعرف فقط , أنها تتأثر بقربه وقوته وشخصيته الطاغية , وتتوق الى حنانه الذي لن تجد له مثيلا في صدر خطيبها في يوم من الأيام.
تلك الليلة عاد اليها الأرق , وكلما تحركت كان الألم يلسع أسفل ظهرها.... كان موراي طلب منها أن تناديه أذا حصل هذا , لكنها ما أستطاعت أن تحمل نفسها على أزعاجه , وفجأة سمعت حركة على الدرج ثم رأت الباب يفتح في بطء فخفق قلبها .
نظر موراي الى عينيها الواسعتين المحدقتين وقال:
" هذا ما حسبته... ..... أن أجدك تصارعين السهاد دون أن تفوهي بكلمة".
تطلعت اليه تتساءل , ففي قتام الغرفة ونصف وجهه في الظلام , بدا غاضبا ومحيرا , هل كان حلما ما رأت تلك الليلة أم أنه كان بالفعل يهتف أسمها ملهوفا؟ الآن وهي تراه يقف بطوله الفارع وعينيه المظللتين وأغرائه ,يبدو لها قادرا على أي شيء.
زارها صباحا وهو يرتدي بدلة رسمية وسألها:
" أما زلت تريدين العودة الى بيتك؟".
فأجابت خجلة:
" نعم , أرجوك".
" ومن سيعتني بك هناك ما دامت أمك تعمل هنا وستبقين بمفردك ؟".
" أمي سوف تهيء لي وجبات الطعام وهذا كل ما أريد...... وأنت وعدت بأخذ فليك في نزهاته".
" آسف , اليوم سأذهب الى البلدة فلدي أجتماع عمل مع زميل لي , لن أتأخر في العودة , وعلى كل حال سيكون الوقت متأخرا بالنسبة الى أنتقالك , وبما أنني الرجل القوي الوحيد في هذا البيت على ما يبدو , فما عليك سوى الأنتظار حتى يسمح لي وقتي بأرجاعك".
خرج مسرعا فهتفت أسمه لترجعه ولتؤخر ذهابه ولو لبضع دقائق وسألته:
" وماذا عن فليك؟".
" السيدة ماسترز وعدت أن تعتني به وهو الآن معها فلا تقلقي , أترين شيئا آخر؟".
هزت رأسها نفيا , فسار الى السرير وقال:
" لا تبتئسي هكذا فأنا لن أهجرك , سأخرج ليوم واحد ولن أخرج من حياتك , بعد....... وجهك يقول أنك سوف تفتقدينني وحتى لو كان هذا صحيحا فلن أهنى نفسي لأنني أعرف أنك ستفتقدين مساعدتي ليس ألا".
هذه المرة خرج وأبتعد فلم تناده لترجعه , لقد رحل مصطحبا معه قوته وحيويته فأحست بجسمها يضعف ويذوي وبأشراقها ينحسر كما الدم من شريان حيوي.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 17-10-11, 09:29 PM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

آوى الجميع الى الفراش ونامت أدريان نوما متقطعا أيقظها منه صوت مفتاح يدور في الباب الخارجي , ونظرت الى ساعتها فأذا بها الثانية بعد منتصف اليل .... أين كان موراي؟ هل كان ( زميله)أمرأة ؟ لا يمكنها أن تسأله لأنه لا يحق لها أن تتطفل , عادت الى النوم وأستيقظت في الصباح منتعشة.
دخل الغرفة نشيطا وبعد الأفطار مباشرة , بدا مرتفع المعنويات وقال يستفزها:
" هيا , أسأليني أين كنت مساء أمس......... ألعبي دور زوجة الأخ المستبدة وأشرعي في أستجوابي".
فأشاحت برأسها بعيدا وأجابت:
" لست مهتمة مثقال ذرة بما فعلته ليلة أمس".
جلس على المقعد وتابع قائلا:
" حسن , أن كنت لا تريدين سؤالي , سأتطوع بأعطائك المعلومات المطلوبة , التقيت ديزيه تشارترز في البلدة وبمحض الصدفة".
أدارت أدريان رأسها بسرعة الرصاصة , فقال:
" توقعت أن يثير فيك هذا الخبر رد فعل عنيفا ...... أقترحت ديزيريه .... أن نسهر معا ..... فتعشينا ورقصنا".
فعادت تشيح رأسها لتخفي الغيرة في عينيها , لكنها ما قدرت أن تخفي التورد الفاضح الذي زحف الى وجنتيها , سألته بصوت جامد:
" وهل أستمتعت بالسهرة !".
فأنحنى الى الأمام وأطبق بأصابعه على ذقنها ثم أدار وجهها لينظر في عينيها وأجاب:
" أجل , أستمتعت بالسهرة كثيرا".
رأى التعبير الضائع والحزين الذي فضح أحساسها بالقصور الكلي , فأبتسم راضيا عن نفسه ونهض يقول:
" صحيح , أنت تريدين العودة الى بيتك , هل أخبرت أمك ؟ لا؟ وخطيبك؟ أيضا لا؟ أذن أنت تحملينني كل المسؤوليات؟".
أستطاعت فقط أن تتمتم معتذرة وما قدرت أن تخبره بأنها أمضت النهار بطوله تفكر فيه وعيناها على عقارب الساعة لذا نسيت كل شيء آخر , ثم قالت متباهية :
" نهضت اليوم لبعض الوقت حيث تمشيت في الغرفة بمساعدة العصا".
" أراهن أنك تألمت في أثناء المشي".
" أجل لكنني تحملت الوجع أذ لا يمكنني الأستلقاء على السرير الى ما لا نهاية".
" هيا أرتدي ثيابك , سآخذك الى بيتك بسيارتي".
" وفليك؟ ألن يأتي معنا؟".
" أنه كلب عنيف الحركات ومن الأفضل أن تؤجلي أجتماعك به لحين تستقبلينه جالسة على مقعد وألا سوف تعودين الى نقطة البداية وتستلقين على ظهرك من جديد , سأنقلك أولا ثم ثم أعود لأحمله اليك".
فجلست على السرير وقالت:
" هل لك أن تخبر أمي وكليفورد بأمر ذهابي؟".
" حاضر , سأقوم بمهمة ساعي البريد".
فأبتسمت معتذرة :
" آسفة يا موراي لعجزي عن آداء المهمة بنفسي".
كانت تنتظره بكامل ثيابها عندما رجع , وبدون أن ينطق بكلمة لف جسمها بذراعيه ولما أعترضت على ذلك , قال:
" نزولك السلم سيضر بك وسوف يستغرقك ساعة من الوقت , هيا , لا تخجلي , تمسكي بي وخذي راحتك".
لفت ذراعيها حول عنقه فأبتسم بمكر وقال:
" لا أدري ما هو شعورك لكن حملك يشعرني بالمتعة".
وصل بها السيارة ووضعها على المقعد الخلفي في وضع نصف أستلقائي , ثم طوى بساطا ووضعه كوسادة تحت رأسها , فأعترضت بأن المسافة قصيرة جدا لكنه حذرها قائلا:
" أن أقل هزة قد تبطل كل ما أحدثته أيام الراحة من مفعول".
فتح باب البيت وعاد ليحملها من السيارة , فقالت بضيق أنها تفضل أن تمشي , فماذا سيفكر الجيران؟
فأجاب:
" سيفكرون أنني أحملك فوق العتبة وسيصيبون في هذا التفكير".
فقالت وهي تبتسم له:
"لكن ليس من عادة الأطباء أن يحملوا مرضاهم فوق العتبة ألا أذا كانت لديهم نوايا شريرة".
" كفي عن أثارتي أيتها الشابة , فهذا التصرف ليس من طبعك أضافة الى جهلك بخطورته , تذكري أيضا أنك لست مريضتي وأنا لست طبيبك ,ولذا قد تكون نواياي شريرة بالقدر الذي يروق لي".
أنزلها برفق على مقعد في غرفة الأستقبال فأستلقت الى الوراء وتنهدت وهي تنظر حولها الى الأثاث المألوف الذي أشتاقت اليه وقالت:
" ما أحلى العودة الى البيت".
فعلق موراي وهو يجلس على ذراع المقعد:
" هذا تصريح غريب يصدر عن فتاة مخطوبة , فأنت ستتركين بيتك نهائيا حين تتزوجين أخي".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 17-10-11, 09:31 PM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

فسارعت الى تغيير الموضوع بقولها:
" أشعر كما لو كنت مريضة , لكنني لم أكن مريضة , أليس كذلك ؟".
" شعورك ناتج على الأرجح عن الألم الذي كابدته , لا تحسبي أنني لا أعرف مدى العذاب الذي خضته , فما أصاب ظهرك قد يسبب أوجاعا جسيمة مبرحة , ونفسية أيضا بالنسبة الى شخص نشيط مثلك, والآن , أذا أرشدتني الى المطبخ , سأصنع لك فنجان شاي".
فسألته بأستغراب حقيقي:
" وهل تعرف كيف تصنع الشاي؟".
" هذه أهانة! بالطبع أعرف ذلك , فالأطباء العاملون مثلي في مجال البحوث الطبية , لا تتراكض الممرضات الى خدمتهن كما يفعلن مع الأطباء الآخرين....... أنني لسوء الحظ , لا أحتك بهن ألا نادرا ...... والآن أين هو المطبخ؟".
دلته عليه وطفقت تصغي الى قرقعة الأواني وصفير الأبريق عند غليان الماء كما لو كانت تلك أروع الأصوات في الدنيا!
وقال لما رجع حاملا الشاي:
" وجدت صينية أيضا وبعض البسكويت".
وفيما هما يشربان الشاي علّق قائلا:
" منذ مدة ما بدوت متألقة هكذا".
أنزل الفنجان عن فمه وقال:
" هناك جو من الرضى والقناعة يحيط بك , أفلا تشعرين بغياب شيء .......ز أو بالأحرى , بغياب شخص ما؟".
فبدت عليها الحيرة وأجابت :" لا " في صيغة سؤال , فأجابها وعيناه تبرقان ليفهمها أنه تعمد أيقاعها في مصيدة:
" خطيبك , ألا تفتقدين وجوده؟".
فتمتمت بعصبية لأنه خدعها وحملها على أعتراف ضمني بأن وجوده كان كافيا بحد ذاته ليجعلها تنسى كليفورد.
" بالطبع أفتقده, لكنه ما زارنا أبدا في البيت".
فتصنع الشعور بالفضيحة وهتف:
" أما زار بيت خطيبته أبدا؟".
" كيف كان له أن يزورنا , حين كانت أمي نفسها تجهل أمر الخطوبة ولم تدر بها ألا مؤخرا؟ لقد أصر كليفورد منذ البداية على أن نكتم هذا السر , لكنني أضطررت لأخبار أمي في النهاية لأنها حسبت ...... أنك أنت خطيبي".
فضحك وسألها:
" كيف كان رد فعلها حين زففت اليها نبأ الخطوبة؟".
" أنتابتها الصدمة لأنني فعلت شيئا حسبت أنني لن أفعله أبدا........ أقدامي على الخطوبة , ثم أعتراها الحزن حين فكرت بعزلتها بعد زواجي".
أطلق صفيرا خفيفا وقال:
" بكلمات أخرى , لعبت أمك دور الشهيدة".
أومأت برأسها ثم همست:
" كنت أفكر يا موراي بأن أسأل كليفورد أذا كان يوافق على أن تسكن أمي معنا بعد زواجنا".
فوقف وسأل:منتديات ليلاس
" أجادة أنت في ما تقولين؟".
ولما أومأت برأسها هتف غاضبا:
" أتعنين أنك كنت سترضين بحمل عبئهما معا؟ أن خضوعك وتقبلك الأعمى لنصيبك البائس في الحياة يثيران فيّ الجنون!".
سمعا سيارة تتوقف في الخارج فسار موراي الى النافذة وهتف:
"يا للمصيبة , الملك جاء بنفسه!".
أستدار اليها وأردف:
" أنه كليفورد أتي يوصل أمك , هذه زيارة رفيعة المستوى , فأين الأبواق , أين السجادة الحمراء؟".
دخلت لورنا متوثبة وقالت وهي ترفع يديها في أبتهاج:
" أهلا موراي , ما تصورت أن أجدك هنا".
قفز فليك في حضن أدريان وراح يهز ذيله ويشمشم قدمي كليفورد الذي تراجع في قرف ثم حرك قدميه بأتجته الكلب كما لو كان سيشرع في لبطه.
فهتف موراي أسم الكلب بصوت كأزيز الرصاصة فركض فليك ليحتمي به , ثم قذف أخاه بنظرة باترة كفيلة بشق جلده كمبضغ جراح , ألا أنه شخص اليه بنظرة صفراوية شاحبة وكأنه لا يعلم سبب غضب أخيه.
لم تلحظ أدريان هذه اللعبة الجانبية بين الأخوين , فسرورها بالعودة الى محيط بيتها كان يخدر حواسها , ورضاؤها العميق كان يعميها عن التنبه الى التجاذبات الحربية المستبدة بالآخرين.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليليان بيك, بيني وبينك خفايا, familiar stranger, lilian peake, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:16 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية