لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-10-11, 09:16 AM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لم تره ثانية لبضعة أيام , كانت تعلم أنه ما زال في البيت أذ سمعته مرارا يحدث السيدة ماسترز ويداعب فليك في المطبخ , تساءلت عما أذا كان يتعمد الأبتعاد عن طريقها , لكنها رفضت أن تتفاءل حتى بهذه الفكرة , فهو كان في الواقع غير مكترث بها ويشعر بالتالي أنها لا تستأهل منه أضاعة وقته في الأهتمام بها.
وذات صباح , أخذت فليك الى المطبخ ثم صعدت الى غرفة كليفورد , سمعت أصواتا في الداخل , وفيما هي تهم بطرق الباب تناهى اليها صوت موراي يقول:
" بحق السماء يا رجل , تودد اليها أحيانا وأسمعها كلمات حب! هذه الفتاة ستصبح زوجتك , ولا يمكنك الأستمرار في معاملتها كمستخدمة حين ترسلها الى بيتها فور أنتهاء العمل , هناك حقيقة يجب أن تعرفها , هي أن عواطفها ما تزال نائمة كعواطفك , ولذا لا تتوقع منها أية ( مساعدة) على حد قولك , وأذا كنت تريد هذا النوع من ( المساعدة) فتزوج أمرأة أرملة".
تراجعت عن الدرج فلم تسمع جواب كليفورد , لكنها سمعت موراي يرد بصوت مرتفع:
" ماذا؟ تقول أنها باردة؟ كم أتمنى أن أثبت لك عكس ذلك , حاول أن تعانقها بمحبة لتمتحن تجاوبها وتجاوبك أنت أيضا".
بدا الأمر كما لو كان كليفورد يطلب نصيحة أخيه , ويتلقى أمثولة لم يتوقعها , وعاد صوت موراي يرتفع بقسوة:
" أذا كنت تعتقد ذلك يا أخي.... يا ألهي, أذا كنت تشك في أنه لا يحق لك الزواج في أية أمرأة , وبخاصة من هذه الفتاة الجذابة.........".
فرّت هاربة على الدرج ومنه الى المطبخ ... داعبت فليك ثم حملته وألصقته بخدها الملتهب , وقالت تفسر مجيئها للسيدة ماسترز:
" السيد ديننغ مشغول بالتحدث الى أخيه".
أنفتح باب في الطابق العلوي فقالت المرأة:
" ها هما قد أنتهيا , يمكنك الآن أن تصعدي يا عزيزتي".
أرتقت الدرج في بطء وهي ترجو أن يكون موراي قد دخل غرفته , لكنه كان يقف على الدرج ينتظرها ,وسألها من دون أن يبتسم لها مرحبا :
" متى وصلت؟".
تحاشت النظر الى عينيه وهي تجيب:
" منذ بعض الوقت , هل أدخل عليه؟".
" ولماذا تسألينني ؟ أنا لست قيما عليه".
مرارة صوته جعلتها تنظر اليه فرأت الغضب في عينيه.
دخلت على كليفورد , فسارع الى جذبها اليه ومعانقتها فما شعرت بأي تجاوب , لكنه بدا راضيا عن نفسه , وقال مشيرا الى المقعد المجاور للسرير:
" أجلسي يا عزيزتي , أنني أشعر بتحسن كبير هذا الصباح , وسأنهض عما قليل".
كان ما يزال يمسك يدها بأحدى يديه فتركتها حيث هي وقالت:
" يسرني هذا يا كليفورد , هل ترغب في بعض الأملاء قبل أن تنهض؟".
فرد مبتسما:
" أجل , سأفعل , فذهني اليوم صاف بسبب تأثيرك علي".
أبتسمت في وهن وشعرت بشيء من الغثيان ,ودت لو تجيبه , أنه تأثير أخيك عليك وليس تأثيري..... أخوك الذي عزز ثقتك الذاتية فزودك بشجاعة زائفة وأرشدك كيف يجب أن تعاملني .... لكن الشجاعة هذه لن تدوم طويلا , فلن يمضي يوم أو يومان حتى يكون نسي النصيحة , ويعود الى موراي يطلب النجدة مجددا ليعطيه حفنة أخرى من الأقدام أو درسا جديدا في معاملة النساء!
أكبت على العمل حتى العصر , وسألها كليفورد قبيل ذهابها:
" هل أنت مشغولة هذا المساء؟".
" لا , سأذهب فقط في نزهتي المعتادة".
فأم***ا من ذراعها وقال وعيناه تتوسلان اليها :
" هل تعدلين عن النزهة لتقضي معي السهرة يا عزيزتي؟".
لو كان موراي الذي يتكلم لطلب أن يرافقها في نزهتها وليس أن يبقيا داخل البيت.... أحست ضيقا لم تدر له سببا , وأجابت:
" سآتي بكل تأكيد , وسيسرني ذلك".
حين عادت مساء كان موراي في غرفة الأستقبال أيضا , ونهض لدى دخولها, ولما أخذت مكانها الى جوار كليفورد , أسند موراي مرفقيه على رف الموقد ورمقهما في سخرية , أحاطها كليفورد بذراعه كما لو كان يحاول أثبات شيء لشخص ما , فأقتربت منه طائعة , فيما أتسعت أبتسامة موراي , وغمغم:
" يجب أن أنسحب من الطريق لئلا يقال أنني تطفلت على خطيبين متحابين".
ثم سأل أدريان بحدة:
" أين فليك؟".
" مع السيدة ماسترز , لماذا تريده؟".
" سآخذه لنتمشى".
لم يكن سؤالا بل تصريحا غير قابل للرفض , وخرج يهتف للكلب .
أضطرت أدريان لأن تجلس قرب خطيبها بلا حراك , وهي تصغي الى عواء كلبها الذي جن فرحا بمشروع التنزه مع شخص غريب تقريبا , ومع ذلك بدا وكأنه يدفع بها الى المرتبة الثانية في قلب فليك ... حتى بالنسبة للكلب , ما عادت تحتل المرتبة الأولى....
ضيقها من هذا الرجل الذي بدا عاكفا على تمزيق حياتها , تعاظم في نفسها الى حد عدم الأحتمال , حين يعود , ستطلب منه بعبارات صريحة أن يتركها وخطيبها يعيشان حياتهما كما يحلو لهما ومن دون أي تدخل منه.
لكنها لم تره تلك الليلة , أذ دخل ولا شك من الباب الخلفي وصعد الى غرفته رأسا بعد أن ترك الكلب مع السيدة ماسترز.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 16-10-11, 09:18 AM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لم تر موراي في اليوم التالي , في الكوخ , وفي أثناء العمل , كانت تتوقف بين الفينة والفينة ترهف أذنيها , فتتخيل أنها تسمع وقع قدميه ألا أنه لم يأت.... في الصباح جاءتها السيدة ماسترز بالقهوة وفي العصر بالشاي وبدأت تتوق الى مرآه , ولا تشترط حتى أن تسمع صوته أو كفه.....عنفت نفسها على رعونتها هذه , فهي مخطوبة الى كليفورد وليس اليه.
وفي المساء راحت تتنزه , وأخذت تؤرجح مقود فليك بين أصابعها وهي تمر بالأزهار البرية المتفتحة في شجيرات السياج , تنفست عبير الصيف العابق حولها , فأنساقت خلف حلم لذيذ على أيقاع زقزقة الطيور. وحين عبرت المنعطف رأت رجلا ينتظر في نهاية الدرب , تسمرت في مكانها وخيل اليها أن المشهد جزء من الحلم , أذ ما قدرت أن تصدق حقيقة وجوده هناك.
ألتقط الكلب رائحته فركض صوبه مبعثرا التراب والحصى أذ كانت مخالبه تنزلق الى خلف وجسمه يندفع الى الأمام لشدة لهفته.
أنحنى موراي يداعبه ويغمغم:
" يا لك من كرة نارية يا فليك".
ثم أستوى واقفا وقال لها في منتهى البساطة:
" مرحبا".
أخذ المقود من أصابعها , فسألته وهي تقنع سرورها بأنزعاج مفتعل:
" كيف عرفت بأنني سأجيء؟".
" أحسست مجيئك في عظامي , كما تقول أمك".
أبتسم وبدا سعيدا , كذلك بدت العلاقات بينهما متوازنة , قال:
" سنذهب الى الحديقة العامة بدلا من الحقول , وأعتقد أن المقهى لم يقفل أبوابه بعد , أليس كذلك؟".
" أجل , ففي هذا الوقت من السنة يظل مفتوحا حتى حلول الظلام لكن.....".
بدأت تعترض لتثبت له أنه لا يستطيع فرض أرادته عليها:
" أنني أذهب دائما الى الحقول , فلماذا أغير الليلة هذه العادة؟ لنفترض أنني لا أريد الذهاب الى الحديقة؟".
لكنه تجاوز أعتراضاتها الواهية بغروره المعهود وقال:
" سنذهب بغض النظر عن رغبتك .... هيا بنا".
أمسك يدها , وعبثا حاولت تخليص أصابعها من قبضته , سألته:
" لماذا تريد الخروج معي؟".
" أنا في أجازة , وشعرت بحاجة الى رفقة أمرأة ,حتى لو كانت فقط زوجة أخي المقبلة.... أريد على كل حال , أن أتعرف اليها أكثر".
جلسا في المقهى الى طاولة هادئة , وربض فليك تحتها فيما كانا يشربان الشاي , وعلقت أدريان قائلة:
" أذا كنت تنفر من أخيك الى الحد الذي تقول , فلماذا تقضي أجازتك معه؟".
فضحك وأجاب:
" هذا لعمري سؤال ذكي! ولكنني لا أقضيها معه عادة , بل أسافر الى الخارج أو أرتاد الشواطىء المنعزلة في شمال أنجلترا , أو في غرب أسكتلندا , هذه المرة جئت هنا لأتعرف الى المرأة التي أعلن أخي فجأة أنه سيتزوجها".
" أتقصد أنك جئت لتعاينني كما يعاينون الماشية؟".
" أنا لست جراحا بيطريا ولا أنت حيوان بالمعنى الحقيقي للكلمة! فلنقل بطريقة أنسب , أنني أردت أن أمتحنك".
" وهل نجحت في الأمتحان؟".
فأبتسم في غموض وأجاب:
" أنا لا أبوح أبدا بنتائج فحصي , فذلك ينافي آداب المهنة , وأي طبيب بيطري يعطيك نفس الجواب".
غطى يدها بيده عبر الطاولة وتابع:
" لكنني أستطيع القول أنني كنت مصمما – في حال عدم أستحساني لأختيار أخي- علي مصارحته بهذه الحقيقة بكل وضوح و وعلى العودة سريعا الى حيث كنت , أما سبب بقائي لغاية الآن أن يعطيك فكرة معينة حول ملاحظاتي وأستنتاجاتي الخاصة بك".
" بكلمات أخرى , أنت تودني؟".
نظر اليها مليا , وأجاب:
" لولا معرفتي بطبيعتك لحسبتك تسعين الى الأطراء".
أزاح يده عن يدها وتابع:
" لنقل أنني لا أنفر منك".
توردت وجنتاها كدرا من عبارته الجافة ,ورمقها هو بأبتسامة كسولة , أدار رأسه , وحدق عبر نافذة المقهى الى الحديقة في الخارج , وبدت أفكاره تنساق بعيدا وحين تكلم ثانية , قال في جدية:
" قد تتساءلين عن الحب الأخوي المفقود بيني وبين كليفورد".
لم ينتظر جوابها , وتابع يفسر:
" كان في السابعة من عمره عندما ولدت أنا , وطوال ذلك الوقت كان قرة عيون والديه , ولما جئت الدنيا , تحولت عواطف أبويّ, كما الحال مع سائر الآباء والأمهات , وأصبحت أنا مصدر فخرهما وبهجتهما".
توقف قليلا فسألته بصوت لطيف:منتديات ليلاس
" وهنا شعر كليفورد بالغيرة , أليس كذلك".
فقطب وغامت عيناه بالألم وهو يجيب:
" نعم , غار مني وصار يكرهني على مر السنين , كان يلفق عني قصصا وأفعالا كاذبة فأعاقب عليها زورا وبهتانا , كنت وقتها صغيرا فلم أدرك أنه كان يفعل ذلك ليستعيد أهتمام أبويه به , فكرهته لأجل ذلك , ثم بدأ يتمارض , وكلما أشتد قلق والدي عليه كلما تمارض أكثر.... هل يشعرك حديثي بالملل؟".
هزت رأسها نفيا ورجته أن يستمر , فقال:
" كان يشكو لهما آلاما وهمية في كل جسمه , ويبدو أنه قرر في النهاية تركيز تلك الأوجاع في صدره حيث يوجد قلبه , عرضوه على رتل من الأخصائيين , وكان كليفورد يستمتع بكل دقيقة من تلك الفحوصات! ما كان ليصدق تأكيد الأطباء بأنه سليم القلب , في الأخير أقنع نفسه بأنه مريض بالقلب وأقنع والدي معه , فنسيا أمري في غمرة قلقهما عليه , وهكذا ربح هو ( المعركة)".
نظر في عينيها وسأل:
" هل تصدقين الآن حين أقول أن قلبه سليم كقلبي وقلبك ؟ وأن القصة بكاملها هي من نسج خياله , وأنه ما ينفك يستغل هذا التمارض ليحظى بالأهتمام و( الحب)؟".
رأى في عينها شكا , فقال في مرارة :
" يبدو أنك ما أقتنعت بعد .. أنه التاريخ يعيد نفسه".
" لا فائدة يا موراي , لك أن تقول ما تشاء ,ألا أنك لن تجعلني أغير رأيي".
" لن أغير لك رأيك ؟ أنظري.... فأنا ما أنتهيت منك بعد".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 16-10-11, 09:19 AM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

سألها بعد قليل أن كانت تريد فنجانا من الشاي فهزت رأسها , وأستفسرت:
" أين تعيش يا موراي؟".
" في شقة قريبة من مكان عملي , أنها تبعد مسافة ساعتين أو ثلاث بالقطار , يجب أن تأتي يوما لتريها".
خفق قلبها للدعوة مع أنه وجهها اليها بلا أهتمام , وتجرأت على سؤال آخر :
" هل لك ....أصدقاء كثر؟".
" أصدقائي قليلون , لماذا تسألين؟ هل عدت الى المناورة لتكتشفي أذا كان بعضهم نساء؟".
هزت رأسها بعنف , فأبتسم غير مصدق نفيها وقال:
" حان وقت العودة , هيا بنا يا فليك".
فتمطى الكلب ونهض يسير نحو الباب ثم مضى يتهادى أمامهما طوال الطريق , كان الفضاء مظلما حين وصلا الى مفرق الدرب , فأخذ يتسكع حولهما منتظرا!
أراح موراي ذراعيه على كتفيها وقربها منه , تصلبت وتمنت لو تستطيع رؤية التعابير على وجهه , أنما ما كان هناك ضوء ولا حتى شعاع قمر ينير المكان , قال في هدوء وبلا عاطفة:
" سأعاعانقك يا أدريان كما لم يعانقك أخي من قبل , فأرخي أصابعك وضعي ذراعيك حول عنقي".
ترددت بادىء الأمر , ثم أحست نفسها تستجيب لد بدفء لم تتوقعه .
ولما ألقت رأسها في أسترخاء على كتفه قال بلهجة أنتصار واضح:
" كنت عارفا بأن الأمر سيكون هكذا!".
كلماته هذه وزهوه الغريب بنجاحه , تسربا الى ذهنها المشوش ومعهما الحقيقة! فتهاوى أبتهاجها عند قدميها ومات ميتة أليمة , وتذكرت ما قاله لكليفورد في الغرفة المقفلة:
" كم أتمنى أن أثبت لك أنها ليست باردة".
شعرت بأختناق , وقالت والدموع تبح صوتها:
" أذن كنت تقوم بتجربة لتثبت لنفسك , ومن ثم لأخيك بأنك كنت مصيبا! لقد عرفت الآن أنني لست مخلوقة باردة ومجردة من العواطف والأحساس , هيا , أذهب الى أخيك وقل له أنك كنت على صواب ".
فسأل بشراسة:
" لقد سمعت حديثنا أذن؟".
" أجل , سمعت من دون تعمد ..... لكنك تعمدت الخروج معي الليلة كي تمتحن تجاوبي وكما نصحت أخاك بأن يفعل! الآن , وقد أمتحنته وأخذت قياسه , بوسعك أن تعود اليه منتصرا وتتبجج أمامه بأنك نجحت في ما عجز هو عن فعله طوال الوقت..... لقد أكملت بحثك وأثمرت تجربتك!".
فصرخ بها:
" هل لك أن تصمتي؟".
ثم حاول تقريبها منه فأرتدت الى الوراء وهتفت بمرارة:
" هل كنت ناويا على تعليمي الحب كي أقدم لخطيبي( المساعدة) التي قلت أنه في حاجة اليها؟".
وضع يده على فمها ليسكتها بيد أنها لوت رأسها كلبوة ثائرة وتابعت :
" أو ربما كنت تحاول أيقاعي في حبك لتسيطر عليه أنتصارا آخر حيث تحرمه بضربة واحدة من خطيبته , وتنتقم منه لكل تلك السنوات التعيسة التي تزعم أنها عذبتك في حداثتك؟".
كانت تبكي بحرقة , لأنها أدركت الآن أن قلبها قد تحطم , فهي تحب هذا الرجل كما لا يمكنها أبدا أن تحب أخاه الذي ستتزوجه .... وهمست أخيرا بصوت مرتجف:
" لقد فعلت أسوأ شيء في حياتك لكنك لم تنتظر , بل خسرت هذه المعركة بالذات ,لأنني ما زلت مصممة على زواجي من كليفورد , أنه يحتاجني وأنا واثقة من ذلك , ولذا لا يسعني أن أخذله".
أستدارت لتذهب , فهتف أسمها وحاول أيقافها لكنها أزاحت يده بعيدا وركضت على الدرب الى بيتها, والكلب يعدو خلفها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 16-10-11, 09:20 AM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

5- مع التيار


أحست رهبة لقائه في الصباح التالي , أنما لم تقدر أن تتحاشى رؤيته بسبب الوضع الجديد الذي كان ينتظرها , فحين دخلت المطبخ , قالت لها السيدة ماسترز:
" صحة السيد ديننغ ليست على ما يرام يا عزيزتي".
ماذا حدث الآن؟ تساءلت وهي تصعد الدرج.... هل أعتلق قلبه حقيقة هذه المرة؟
طرقت باب كليفورد وفتحته فوجدت موراي في الغرفة , كان يقبض على رسغ كليفورد ألا أنه أرخى يد أخيه عندما رآها , كان موراي يحمل في يده الأخرى ميزان حرارة ويهزه ليهبط الزئبق , وكانت عيناه باردتين حين ألتقتا عينيها للحظة خاطفة , وقال:
"أصر خطيبك على أن أقيس حرارته , أنه لا يكاد يعطس حتى يمد يده الى الميزان".
فغمغم كليفورد وهو يريح رأسه على الوسائد:
" وماذا يقول الميزان هذه المرة؟".
فأجاب موراي ببساطة:
" حرارتك مرتفعة قليلا بسبب الرشح الذي ألتقطته على الأرجح من السيدة ماسترز".
فتأوه كليفورد وسأل وهو يلصق خده بالوسادة:
"ألا يمكنك أن تعطيني شيئا لتخفيض الحرارة؟".
وأستفسرت أدريان من موراي قائلة:
" أأنت متأكد من أن الأمر مجرد رشح؟ كيف تعرف ذلك ما دمت لست طبيبا؟ قد تكون الحرارة بداية مرض أسوأ".
فرمقها بأحتقار وأجاب:
" يا ألهي! كم أكره أن أكون طبيبك عندما تنجبين أطفالا يصابون بأمراض الطفولة , وأضطر الى معالجتك مع أطفالك لأنك ستكونين في حالة عصبية سيئة".
تجاهلته وأستدارت الى خطيبها تقول:
" هل تريدني أن أستدعي الطبيب يا كليفورد؟ أخبرني رقم هاتفه....".
فقاطعها موراي والكلمات تخرج من بين أسنانه:
" لا , لن تستدعي طبيبا , أنه يشكو مجرد رشح , فكفي عن القلق بحق السماء! حبيبك لن يموت بين ذراعيك من رشح عادي".
تجاهلته للمرة الثانية وسألت خطيبها:
" هل آتي لك بشيء يا كليفورد , أتحب أن تشرب شيئا ساخنا؟".
فأخذ بيدها وقال:
" شكرا لكل هذا العطف يا عزيزتي".
أنحنت لتمسح العرق عن جبينه , فأبعدها قائلا:
" لا , لا أريدك أن تلتقطي العدوى".
فقال صوت خلفها بأزدراء:
" بالطبع لا يريد ذلك, لأنك أذا مرضت فلن يجد من يخدمه ويدلله بهذا الهوس , وأذ ذاك ستحل به مصيبة أكبر".
أستدارت بعنف وقالت وعيناها تتوهجان غضبا:
" هل لك أن تلتزم شؤونك الخاصة؟".
أستدارت صوب الدرج شامخة الرأس , فأمسك بكتفيها وجعلها تواجهه ثم طقطق بسبابته وأبهامه وقال:
" بعد الذي جرى ليلة أمس , ما علي ألا أن أفعل هكذا حتى تأتي بلا تردد ولا أحجام".
هتفت:
" أوه , دعني وشأني!".
وركضت تهبط الدرج.
رجعت بعد الظهر وجلست في غرفة الأستقبال تراجع النص الذي طبعته في اليوم السابق , كان موراي في غرفته وكليفورد نائما.
رن الهاتف فهرعت ترد عليه خشية أن يوقظ رنينه كليفورد , كان المتحدث أمرأة , وسألت:
" هل يمكنني التحدث الى البروفسور ديننغ , من فضلك؟".
فتنفست أدريان في عمق وقالت:
" أتقصدين السيد كليفورد ديننغ أم.......".
" بل أقصد البروفسور دينينغ , الدكتور موراي ديننغ , أعتقد أنه موجود على هذا العنوان".
كادت السماعة تسقط من يدها , لكنها تمالكت صوتها , وسألت بلهجة السكرتيرة الدقيقة:
" من المتكلم من فضلك؟".
" أعلميه أن غريتل ستيل تطلبه ,هلا فعلت ذلك؟".
صعدت الدرج بخطى ثقيلة وطرقت باب غرفة موراي , ففتحه وقال:
" نعم؟".
فسألته:منتديات ليلاس
" بروفيسور دينننغ؟".
" أجل , أنا هو".
" هناك من يريدك على الهاتف , سيدة أسمها غريتل ستيل".
شكرها وقد شعت عيناه , وهبط الدرج قبل أن تجد وقتا للتنفس.
وسمعته يقول وهي تنزل السلم بدورها:
" هذا موراي..... غريتل يا عزيزتي , كم يسرني أن أسمع صوتك! متى رجعت؟".
مرت به أدريان في هدوء ودخلت غرفة الأستقبال لتبعد صوته عنها , أذن هذه هي صديقته الخفية , المرأة التي كان يتجنب ذكرها , كانت غائبة والآن عادت من السفر , صوتها دل على أنها دمثة وشابة , وما كان هناك أدنى شك في أن موراي يعزها كثيرا , أستندت أدريان الى ظهر المقعد وأغمضت عينيها ,كانت تبكي في داخلها وتذرف دموع اليأس.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 16-10-11, 09:22 AM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أذن هو رجل أكاديمي عالي المستوى من خارج عالمها , يعيش حياة مختلفة تماما عن حياتها , ويخالط أصدقاء على المستوى الفكري ذاته , كم هو يضحك الآن من خطيبة أخيه الجاهلة , العديمة الثقافة!
وسمعته يقول لصديقته:
" متى أراك؟ هل لنا أن نلتقي في منتصف الطريق؟ أحجزي الليلة غرفة في مكان ما فلعلني..........".
أقفل الخط أخيرا , ودخل غرفة الأستقبال فألقى بنفسه على المقعد المقابل , وسألها بتحد:
" ما بك صامتة؟ ألن تبدأ الأسئلة بالأنهمار؟".
فقالت بنبرة أتهامية:
" لقد أخبرتني أنك أستاذ محاضر , تقوم بأبحاث........".
" هذا صحيح في الجوهر فأنا أحاضر ..... لاحظي الفرق بين التعبيرين , كذلك أعمل في البحوث".
" لكنك بروفيسور , منذ متى حصلت على الدكتوراة؟".
" على ماذا؟".
" على الدكتوراة في الفلسفة؟".
" أوه , آسف لبلادتي .... حصلت عليها منذ بضع سنوات".
" وهل الآنسة ستيل ..... صديقتك المفضلة؟".
" لديك فضول رهيب حول النساء في حياتي ولا أدري لماذا .... لكن أعلمي أنها السيدة ستيل , بل هي أرملة البروفسور الراحل ديفيد ستيل الذي لقي مصرعه قبل سنة في حادث طيران مأساوي".
توقف لحظة ثم أضاف:
" كان ديفيد أعز الأصدقاء الي".
" آسفة".
" لقد عادت لتوها من السفر , وكانت قد أخذت أجازة لمدة سنة , قضت معظمها في جامعة أوسترالية حيث قامت ببعض الأبحاث , أختها تعيش هناك ولذا سكنت معها على أمل أن يساعدها ذلك على نسيان خسارتها الفادحة لزوجها".
" هل هي ... زميلة لك؟".
" أجل , أنها تعمل تحت أشرافي وفي القسم نفسه , ولذا سأراها كثيرا من اليوم فصاعدا , هل أنتهيت؟ أذا طرحت أسئلة أخرى حولها سيتبادر الي أنك تغارين منها".
توردت حتى منابت شعرها وتشاغلت بالنظر الى الأوراق المطبوعة فأنحنى صوبها وسأل:
" هل تغارين منها يا أدريان؟".
فأجابت بصوت هادىء أثار أستغرابها:
" أنسيت أنني مخطوبة؟".
حدق الى يدها اليمنى وقال:
" ألم يشتر لك الخاتم بعد؟ ألا يريد تحذير سائر الرجال من عدم قطف هذه الزهرة التي تخصه وحده , لشدة سروره وزهوه بموافقتك على الزواج منه؟".
فسألته وهي تنظر الى الأوراق على حضنها:
" لو كنت ألبس الخاتم , هل كان ذلك ليردعك ليلة أمس؟".
فأجاب في وضوح تام:
" كلا , لا شيء كان ليردعني ليلة أمس".
ناداها كليفورد في تلك اللحظة , فغادرت الغرفة وصعدت الدرج بسرعة.
كان يجلس على فراشه وطلب منها كوب ماء , ناولته أياه فجرعه بنهم , كذلك بدا متوردا من الحمى , فسألته مبتسمة وهي تحاول أخفاء القلق في صوتها:
" كيف حالك الآن؟".
" ما زالت متعبة, أين موراي؟".
أستغربت مجددا أعتماده على أخيه الأصغر وأجابت:
" في غرفة الأستقبال, هل أطلب منه أن يصعد؟".
أومأ برأسه فنادت موراي الذي أرتقى الدرج بخفة , وبدا غير مبال بأخيه كعادته , أستوضحها الأمر فقالت:
" حرارته مرتفعة , هل تنصح بأستدعاء الطبيب؟".
دخل غرفة أخيه دون أن يجيبها , وجس جبين كليفورد ثم وضع أصابعه على رسغه كما لو كان يجس نبضه , راقبته أدريان في أستغراب , فأبتسم لها وقال:
" ها هي دروس الأسعاف الأولى , تفيدنا من جديد".
وسأله كليفورد بصوت أبح:
" هل أنا بخير؟".
" أنت على أحسن ما يرام بالنسبة الى الرشح الذي تشكو منه".
تركها وذهب الى غرفته وما لبثت أن سمعته يناديها وحين ذهبت اليه ناولها قرصي دواؤ وقال:
" أنني أحتفظ بكمية من هذه الأقراص للطواريء , دعيه يتناولها مع الماء أيتها الممرضة".
نفذت طلبه بلا معارضة, وقد بدا لها طبيعيا بحكم الظروف أن تتلقى الأوامر منه , أما كليفورد فأبتلع الحبتين بسرور طفولي كما لو أنهما تحتويان مادة سحرية كفيلة بشفائه , بقيت معه حتى موعد الشاي , وكان قد تحسن وأنتعش قليلا , ووعدته بأن تعود مساء لتطمئن عليه.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليليان بيك, بيني وبينك خفايا, familiar stranger, lilian peake, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:36 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية