لكن المعجزة حدثت ورد شخص في الطرف الآخر ...... وقال صوت أنثوي:
" هنا منزل البروفسور ديننغ , هل يمكنني أن أساعدك؟".
كان صوت غريتل , وكانت تتنفس بصعوبة كما لو أنها كانت تركض , ما توقعت أدريان أن تجدها هنا ولذا أجابت متلعثمة:
" لا , شكرا , الموضوع ليس,............مهما".
لكن غريتل ألحّت بقولها:
"من يتكلم؟ البروفسور خارج المنزل , أنا الدكتورة ستيل , هل تودين أن تبلغيه رسالة؟".
لم تجد أدريان مناصا من أعطائها أسمها , فهي أن تكتمته وأقفلت الخط فلن يهدأ موراي - كطبيب – حتى يكتشف هوية المتكلم , فقد تكون حالى طارئة..... فقالت:
" أدريان غارون تتكلم , أنما الأمر ليس مهما يا دكتورة ستيل وشكرا على أي حال".
أقفلت الخط وهي تحس بالخيبة تثقل مفاصلها كما لو أنها محزومة بالحصى , جرت جسمها الى مقعد وأنطرحت عليه واضعة رأسها بين يديها ..... أذن غريتل في شقته ...... كان يجب أن تتوقع هذا فهي ستتزوجه , أليس كذلك؟
وأعلنت لورنا أنها سوف تعود الى كليفورد فور تناولها الشاي , وأردفت تحثّها :
"تعالي معي يا حبيبتي , فهو يريد رؤيتك ويتوق الى أن يسمعك تقولين أنك قد سامحته وأنك سعيدة بخطوبتنا".
لم تهمها رؤية كليفورد لا حاضرا ولا مستقبلا , فأجابت:
" لا , شكرا يا أمي , أخبريه أنني أتفهم الوضع وأنني سعيدة من أجلكما ".
راحت تحدق في الغروب وتتساءل عن شيء تفعله لتقتل الوقت , ثم رن الهاتف ممزقا الصمت ومتلاعبا بأعصابها , أذ ساورتها فكرة مجنونة بأنه قد يكون موراي يجيبها على مخابرتها.
ثم أقنعت نفسها بأن المخابرة من أمها لتحثها مجددا على مصالحة كليفورد , ولذا رفعت السماعة وذكرت أسمها.
وجاءها صوت موراي البارد يقول بلا مقدمات :
" فهمت من غريتل أنك خابرتني بعد الظهر".
كان المتكلم شخصا غريبا وليس موراي , فلا يعقل أن يكلمها هكذا ........ أربكتها نبراته الجليدية فقالت بعصبية:
" أخبرت الدكتورة ستيل أن الأمر ليس مهما ولذا ما كان هناك داع لأن تزعج نفسك".
فأجابها بعصبية مماثلة:
" لقد أزعجت نفسي وأنتهى الأمر , والآن , وبما أنني كنت كريم النفس الى هذا الحد , فيمكنك على الأقل أن تذكري لي سبب مخابرتك السابقة".
فتساقطت دموعها غصبا عنها وقالت بصوت مخنوق:
" أردت فقط أن أقول أنني ما عدت مخطوبة الى كليفورد وأن أمي ستتزوجه بدلا مني ........ حسبت أنك تود معرفة ذلك".
أقفلت الخط وأطلقت العنان لدموعها ......... لقد تاقت الى سماع صوته , أما الآن وقد سمعت كلماته الباردة , فقد ندمت بمرارة على أندفاعها الى الأتصال به.
رن الهاتف مرة أخرى , فغطّت أذنيها وصعدت الدرج ركضا ثم أنطرحت على السرير , لن تجيب ولو أستمر يطلبها حتى منتصف الليل , لكن الرنين تواصل وتواصل وأوشك أن يفقدها عقلها ......سوف تنزل وترفع السماعة وتصغي ومتى سمعت أسم المتكلم وتأكدت أنه موراي فلن تقول شيئا ثم تترك الخط مفتوحا.
رفعت السماعة الى أذنيها وأصغت:
" أدريان , أدريان هلاّ أجبتني ؟ أدريان , هل أنت هناك؟ أذا رفضت أن تردي أو أذا أقفلت الخط فقسما بالله سوف أخابر البوليس وأطلب منهم الذهاب الى بيتك ليروا ماذا جرى لك ...... والآن , هل تسمعين؟".
فهمست :
" نعم".
" عظيم , أريدك الآن أن تجيبي على الأسئلة التالية : أولا , هل صحيح أنك فسخت خطوبتك الى أخي؟".
فردت بصوت هامس أنه صحيح.
" ثانيا , هل صحيح ما سمعته منك بأن أمك سوف تتزوجه؟".
فهمست ثانية بالأيجاب:
" جاء دور السؤال الأخير , وبعد أن تعطيني الجواب يمكنك أن تقفلي الخط أذا شئت ....... هل تتزوجينني يا أدريان؟".
فتحت فمها لتتكلم لكن النطق خانها .
" أدريان!".
كان بدأ يفقد صبره وعليها أن تقول شيئا , أي شيء:
" لكن ......لكن لماذا؟".
فقال صارخا تقريبا:
" لماذا؟ لماذا يطلب أي رجل من أمرأة أن تتزوجه ؟ لأنه يحبها , لأنه يريدها أكثر من أي أمرأة أخرى في العالم , والآن , هل لك أن تجيبي على السؤال؟".
" ولكن يا موراي.........".