كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
كانت لورنا مبتهجة لذلك وما حاولت أخفاء فرحها.
تلوّت أدريان حرجا من أستمرار أمها في هذا التصرف المزري أمام موراي , فقالت لها:
"علي أن أنجز بعض الطباعة يا أمي ويجب أن أذهب بنفسي".
فقال موراي محذرا:
"أدريان , لقد أوصيتك ألتزام الفراش يوما أو أثنين".
فأجابته وتصميمها يشجعها على مواجهة نظرته الفولاذية :
" سأنجز تلك الطباعة ولو قتلتني!".
فضم شفتيه وقال بصوت كالفحيح:
" لعمري أنك أعند شيطانة صغيرة عرفتها في حياتي..........".
فقالت في كبرياء:
" أشكرك على أهتمامك , لكن سواء كان هناك ألم أو لم يكن فأنا مصممة على التنفيذ".
" يا ألهي! أليس هناك شيء يجعلك تحيدين عن الطريق متى بدأت السير عليها؟ هل لديك مناعة ضد كل محاولات الأقناع مهما كانت منطقية ومتزنة وصحيحة الأساس؟".
فتدخلت لورنا تقترح في ذكاء:
"لماذا لا تنجزين طباعتك يا عزيزتي , بينما أتلقىّ أنا الأملاء من كليفورد؟ سوف أستعمل الآلة الكاتبة المتنقلة وأضعها على حضني كما فعلت سابقا".
فكفت أدريان عن المقاومة وأجابت:
" لا بأس , أذا كنت مضطرة لذلك".
فأنتبه موراي للتعب في صوتها وقال لها في هدوء:
" والآن , الى الفراش مع شراب ساخن يا أدريان".
فخرجت لورنا وهي تغمغم بأنفعال:
" سأعد لك الحمام , أوه يا عزيزتي , كل ذلك الدم..........".
وافق كليفورد برضا على أن تعود لورنا مساعدة له , وهكذا , وفي اليوم التالي , أستردت مكانها في غرفته فيما كانت أدريان تنجز طباعتها في الكوخ".
جلست لفترة تحدق عبر النافذة وفليك يربض عند قدميها , لم تنم جيدا ليلة أمس , فقد أرغمت نفسها على البقاء مستيقظة , وساعدها ألم ذراعها على ذلك , كي لا تعيش تفاصيل الأعتداء من جديد من خلال أحلامها , وفيما كانت تستلقي في الظلام , أخذت تفكر في الطريقة الأنسب لأبلاغ كليفورد قرارها بفسخ الخطوبة ,وهي لن تعود عن ذلك القرار!
لكنها فكرت أن أعادة الخاتم اليه ستعني أيضا وجوب أستقالتها من عملها الذي يعيلها وأمها.
أذن ليس أمامها الا أن تظل تعمل لديه كخطيبة الى أن تجد حلا للمشكلة......
سمع فليك خطوات تقترب , فجعر بصوت منخفض وقام الى الباب .........هل جاء موراي ؟ لا بد أنه هو ولا أحد سواه......... خفق قلبها لكنها لاحظت أن فليك ما رحب بالقادم مبتهجا , وسرعان ما رأت شخصا غريبا يقف على الباب.
سألها بتهذيب أن كانت تسمح له بالدخول ودخل الكوخ بلا دعوة , ثم ظهرت السيدة ماسترز عند منتصف الدرب وبدت متضايقة لكنها أستدارت وقفلت راجعة وكأنها قامت بالذي قدرت عليه.
أبرز القادم بطاقة وقال:
" أنا أعمل في الصحيفة المحلية , أسمي باكر من جريدة مورننغ ريفيو , وحضرتك....... الآنسة غارون , أدريان غارون؟".
كان قد جلس على المقعد وأخرج دفتره , فأجابته أدريان قائلة:
" نعم , أنا هي , لكنني آسفة جدا أذ لا أرغب في أعطاء أفادة صحفية ".
فلاحظها أرتباكها وأشتمّ قصة وراءه , فقال:
"لا أبغي منك أفادة , وسأكتفي ببعض التفاصيل يا آنسة غارون".
كان يحاول سحب المعلومات بدبلوماسية بارعة وأكد لها تصرفه بأنه لن يتركها ألا بعد حصوله على مبتغاه وتابع يقول:
" هذا الرجل الذي هاجمك كان يرعب أهل القرية منذ فترة طويلة ,ولذا سيرحبون بأن يقرأوا بعض الأخبار عنه كي يتسلوا بها مع وجباتهم الصباحية".
صم ضحك عاليا , وربما ليبعث فيها الأطمئنان , ولما رأى ذراعها المضمّدة سألها:
" هل هو الذي فعل ذلك؟".
وهكذا روت له الحادثة بكلمات مختصرة وأردفت:
" ولحسن حظي , جاء رجل في سيارة وأنقذني منه".
فتوقف الصحفي عن تدوين ملاحظاته وسألها بعفوية مقصودة :
" لم تكوني وحدك في السيارة ؟ كان معك رجل؟ شخص أسمه...... ديننغ , كليفورد ديننغ؟".
فأجابت وقد أوقعها في المصيدة:
" نعم , أنه خطيبي.........".
وأقفلت فمها ........
" ثم؟ قاوم المعتدي بالطبع؟".
رطبت شفتها وقالت:
" أنه ........لم تكن هناك حاجة , فكما أخبرتك , وصل الغريب آنذاك ........ قلب خطيبي ......... أنه ليس كما يجب, وهكذا.........".
فهمت".
|