لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-10-11, 04:45 PM   المشاركة رقم: 46
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

10- نزيف الظلال


في الصباح التالي , وفي طريقها الى العمل ,حدثت نفسها بأنها لن تضطر لرؤية موراي لأنه سيتعمد الأبتعاد عنها , لكنها حين غادرت غرفة كليفورد بعد أن أملى عليها صفحات جديدة , ضبطها موراي على الدرج , وناولها مقود فليك بدون أن ينطق بكلمة ........شكرته بشفتين متيبستين , فأحتواها بنظرة باردة مهيتة وقال بصوت فاتر:
" هل وصلت البيت بخير؟".
" نعم , شكرا".
فأومأ برأسه وعاد الى غرفته مغلقا باباب بقوة , فتابعت هبوط الدرج فيما أخذت زخارف السجادة تمتزج وتتماوج تحت دعساتها على كل درجة........ دخلت الكوخ وجلست أمام الآلة الكاتبة تحدق الى مفاتيحها وشفتاها ترتجفان , لا يجب أن تسمح لدموعها بالأنهمار , فأمها سترى آثار البكاء على وجهها , ولن تطيق ما سيلحق ذلك من أستجواب.
وصلت غريتل ستيل في اليوم التالي وسمعت أدريان صوتها قبل أن تراها , كان خافتا لطيفا وضحكتها دافئة كشخصيتها ....... هكذا فكرت أدريان والغيرة تسحقها ........... وفي وقت لاحق ألتقتا صدفة في الردهة فعرفهما موراي الى بعضهما.
كانت غريتل بنية الشعر وجذابة , ذات عينين صريحتين ودودتين , وتصرفات تفيض بسحر عفوي , لقد أحبها موراي في باكورة شبابها , وأكيد أنه ما يزال يحبها لكونه لم يتزوج .... أما الآن وقد عادت حريتها اليها , فمن المؤكد أنهما سيكلالان حبهما يوما بالزواج.
نظرت غريتل الى أدريان متساءلة , وللحظة ألتقت عيناها بعيني موراي فأعطاها الرد بصمت كما لو أنهما تبادلا سؤالا وجوابا لفظيين ......... فقالت أدريان في نفسها " ( أنهما متناغمان , ويفسران أفكار بعضهما كما يفعل المحبون).
وقالت غريتل:
" ها أنا ألتقي أخيرا خطيبة كليفورد , متى موعد الزفاف؟".
ثم ألتفتت الى موراي باسمة وسألته:
" أتظن أننا سندعى اليه؟".
فسارعت أدريان تغطي الصمت المحرج بقولها :
" ليس قريبا يا دكتورة ستيل ......بل بعد بضعة أشهر على الأرجح ".
" ألا تعرفين الموعد؟ كنت أحسب أن الخطيبات لا يحصين الأيام فقط بل الساعات أيضا , هكذا فعلت أنا".
فغمغم موراي بجفاف وهو يقودها بعيدا:
" لم تتعرفي الى كليفورد , أن لقاءه متعة ...... حين يقرر النهوض من الفراش".
فضحكت غريتل وقالتلأدريان من فوق كتفها:
" أرجوك , ناديني غريتل يا عزيزتي وأنا سأناديك أدريان ".
فأبتسمت لها الفتاة شاكرة .
وذات صباح ألتقت بموراي على الدرج بمفرده , تطلعت اليه وعيناهاتناشدانه أن يكلمها كما كان يفعل سابقا , وأن ينظر اليها بدفء وليس بذلك الخواء وكأنه لا يعرفها ..... بادلها تحديقها بنظرة بعيدة منعزلة وعيناه الباردتان كالموت تصدانها من عمق العداء البادي فيهما ....... أرتجفت شفتيها حتى أضطرت للضغط عليها بظاهر يدها لتوقف أرتجافها.
منتديات ليلاس
وقبيل موعد أنصرافها في آخر النهار , قال لها كليفورد وهو يريها بطاقة دعوة:
" أنها من صديقي القديم أوغسطوس تشارلز يدعونا فيها الى أمسيته الأدبية , وكما سترين أنه يوجه دعوة خاصة الى ( سكرتيرته الصغيرة الحلوة) , يبدو أنك أحدثت لديه أنطباعا جيدا".
ففكرت أدريان في أسى : ( هذه عبارة بسيطة بالنسبة الى حقيقة الأنطباع الذي أخذه عني ذلك الرجل).
وتابع خطيبها يقول:
" هناك مقطع في الرسالة لا أفهمه تماما , فهو يدعو ( صديقك أيضا) , فمن يقصد يا ترى ما دام لا يعلم شيئا عن خطوبتنا؟".
شعرت بحرج وشرحت له بقولها أن أوغسطوس كان ألتقاها في مهرجان القرية , ولكونه رآها مع موراي فلا بد أنه أفترض أن موراي خطيبها.
فعبس كليفورد وسألها:
" وهل أفهمه موراي خطأه؟".
فأجابت في أرتباك:
" ليس تماما , أعتقد أن موراي لم يشأ أن يأتمن أوغسطوس على السر , فخطوبتنا لم تعلن رسميا كما تعلم , ولم تعرف وقتها أذا كنت ترغب في أعلانها....... أنها لغاية الآن لا أعرف موقفك".
فأخذ يدها في يده وأجاب:
" أدريان , هل تريديننا أن نعلنها؟ أذا كانت هذه رغبتك يا عزيزتي ........ وأنت على كل حال تلبسين خاتمي".
أومأت برأسها , لا يسعها أن تفعل أي شيء آخر , ومتى شاع الخبر سيرتفع بينها وبين موراي جدار أعلى من الأول ....... أليس هذا ما تبتغيه هي؟ حجر صلب فوق حجر , وسوف يرتفع الجدار حتى يأتي يوم ستعجز فيه عن رؤية موراي تماما....... وحين تعزز الخطوبة بأعلان رسمي فقد تتمكن مع الوقت من نسيانه كليا.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 21-10-11, 04:46 PM   المشاركة رقم: 47
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وصلا الحفلة متأخرين , وكانت غرفة الأستقبال المزخرفة التصميم تغص بالمدعوين , ولدى دخول أدريان وكليفورد رفع الضيوف أنظارهم وكأنهم سروا لرؤية شيء جديد , فالملل كان قد خيم كالغبار على وجوه بعض الحاضرين القدامى الذين أدمنوا هذه التجمعات على مر السنين.
سرحت بصرها تبحث بعصبية عن مضيفهما فرأته يتحدث مع أحد الضيوف , أحد الجالسين على الأريكة أفسح لهما مكانا من المفروض أن ينحشرا فيه , فأستطاعا الأنحشار بشكل ما , وبدل أن يضع كليفورد ذراعه حولها ليسهل الأمور فقد شبك يديه ووضعهما بين ركبتيه , معطيا الأنطباع بأنه كان يقلص جسمه قدر المستطاع......
وفكرت أدريان : ( أنه يبدو سخيفا بعض الشيء) , وأستغربت عدم أخلاصها الفجائي له.
ودخل موراي وخلفه غريتل وسرعان ما وجدت عيناه الحادتان مكانهما , لاحظ جلسة أخيه المحشورة وفسرها على ما يبدو كرغبة من كليفورد في األأبتعاد عن أدريان بقدر المستطاع , فأبتسم ساخرا مما جعل أدريان تتورد غضبا.
نهض أحد الضيوف من مقعده الوثير ودعا غريتل بشهامة الى الجلوس عليه فقبلت بأبتسامة مهذبة وجلس موراي فورا على ذراع المقعد .
ثم فتح الباب وران سكوت مترقب أقتحمته ديزيريه تشارلز بدخولها , كان لباسها صاعقا أثار شهيقا عند النساء وصفير أعجاب من جانب الرجال........ كان القماش أسود اللون يلتمع بتخريجات أضيفت اليه في براعة ,وكان الرداء من قطعتين , الجزء الأعلى بلا كمين والثاني تنورة طويلة ضيقة , ويفصل بينهما خصرها المكشوف.
جرفت عيناها البنيتان وجوه المجتمعين وأستوعبتا أعجاب الرجال وعدائية الزوجات الغيورات , ثم ألتقطتا وجه موراي فأخذتا تنهشانه كعصفور ينقد قطعة خبز.
فأنحنى على غريتل وهمس لها شيئا جعلها تضحك وتجيبه بهمسة مماثلة , ثم ألقى ذراعه على كتفيها , وأبتسم بترقب ماكر وهو يراقب ديزيريه تقدم نحوه وجسمها يتمايل بأغراء لتحظى بأعجابه.
لم تقدر أدريان أن تسمع كلمات التعريف, لكن أستنادا الى العبوس الذي قطب حاجبي ديزيه للحظة عابرة , خمنت أن موراي قد عرف غريتل على أنها خطيبته.
لكن ديزيريه لم تبد من النوع الذي يذوي أمام المنافسة بل من النوع الذي يزدهر من خلالها....... فعلى الرغم من أن ذراع موراي قربت غريتل اليه بقدر ما سمح له المقعد , ألا أن ذلك لم يفت في عضد ديزيريه التي تكورت على الأرض عند قدميه لتجيد التحديق اليه بتملق مدروس.
وراقبت أدريان المشهد والغيرة تنهشها ....... أمرأتان رهن أشارته وكلتاهما ترنوان اليه بحب ووله , فحتى غريتل كانت تتأمل وجهه بشغف متفان , فيما بدا موراي متنعما بأعجابهما وعلى فمه أبتسامة معتدّة.
وللحظات قصيرة سمح لبصره أن يستقر على أدريان شامتا , ولما تأكد من مدى غيرتها , أشاح عنها وعاد يركز نظره على المرأتين اللتين كانتا تقدمان له الولاء في صمت.
فأقتلعت أدريان نظرها منهم وأدارته بأهتمام ضار الى اللوحات على الجدران , وفكرت بحسد أن موراي يستمتع حتما بذلك وألا لما كان من البشر......
ثم حجب أوغسطوس عنها رؤية اللوحات التي كانت تدرسها بعين ناقد فني......
وأنحنى صوب أدريان يقول لها بصوت حميم:
" هل تعجبك السهرة يا فتاتي ؟ آسف , لقد نسيت أسمك , لكن لا عليك , فأنت بالنسبة الي دائما( السكرتيرة العصفورة".
أهداها غمزة ذات معنى وأبتسم لكليفورد وعاد يسألها:
" هل أعجبتك لوحاتي؟".
ثم قبض على كتفها وسحبها من الأريكة دافعا أياها بأتجاه الجدار وهو يقول:
"تأمليها عن قرب يا عزيزتي وأعطيني رأيك فيها".
فنظرت الى كليفورد مستنجدة لكن توسلها ذهب سدى , أذ كان يعبس لها متهما , كما لو كانت هي المخطئة , وأستمر أوغسطوس يدفعها من كتفها الى الأمام ولكن أحد الضيوف ناداه فترك أدريان وشأنها.
لم تجد شيئا أفضل تفعله فوقفت أمام أحدى اللوحات تحدق اليها وهي لا تفهم لها رأسا على عقب , أحست بشخص يقف الى جانبها ويلمس يدها فقفزت لظنها أنه أوغسطوس , لكنه كان موراي وكان هو أيضا يتفحص الألوان الفوضوية المحاطة بأطار مزخرف مذهب , لكن ذهنه كان شاردا ........ وغمغم قائلا:
" أبقي الى جانب كليفورد كي لا يفرط في الأكل والشراب".
فغضبت من لهجته الآمرة وأجابت:
" وهل أنا مسؤولة عن كل شيء يفعله؟".
فأستدار ينظر اليها بعينين باردتين متهمتين وقال:
" وكيف لا تكونين مسؤولة وأنت ستصبحين زوجته؟ أعتقد أنه سبب كاف لتهتمي بأمره".
" لكنه لا يصغي الي".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 21-10-11, 04:48 PM   المشاركة رقم: 48
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

فضاقت عيناه وهو يجيب:
" هذه بداية سيئة لأي زواج , في أي حال , أنا أشك في دقة كلامك وأميل الى الأعتقاد بأنك تتهربين من المسؤولية".
" لا أفهم لماذا أنت قلق الى هذا الحد!".
فأبتسم متهكما وأجابها:
" ما بك تتلوين كطعم حي ؟ لا تخافي, أخبريه أن الأفراط يضر قلبه فيمتثل فورا".
" أخبره ذلك بنفسك , فأنت الطبيب".
أبتعد عنها بعدما رمقها بنظرة مزدرية جعلتها تتمنى لو أن الأرض تنشق وتبتلعها , ولاحقته ببصرها وهو يعود الى مكانه قرب غريتل.
ثم شعرت بذراع تلتف حول عنقها وتكاد تخنقها...... وقال لها أوغسطوس بصوت متعثر وقريب من أذنها:
" هل تشاجرت مع صديقك الشاب؟".
فتساءلت عما أذا سمع الحوار اللاسع بينها وبين موراي , أنما أتضح أنه كان يرمي الى شيء آخر أذ أردف يقول مشيرا اليه:
" أقصد أنه يجلس هنا محاطا بالأناث وأنت هنا محاطة بي".
ضحك لنكتته وتابع يقول:
"لكن الخاتم ما يزال حول أصبعك وهذا يعني فقط أنكما تخاصمتما , وكان سيجعل من سكرتيرتي العصفورة أمرأة شريفة".
فدفعها الغضب الى أن تقول بلا تفكير :
ط أنا لست مخطوبة اليه!".
فأبعد عينيه الزائغتين مسافة أصبعين وقال:
" حقا؟ أذن من هو الرجل المحظوظ؟".
فنظرت تلقائيا الى كليفورد وهكذا كشفت اللعبة لأوغسطوس الذي فسر نظرتها بذكاء , فهتف:
" أتقصدينه هو ؟ كليفورد ديننغ؟".
أنفجر ضاحكا فجذب أنتباه كل الحاضرين.
وسرعان ما تألقت عيونهم وكأنها تسأل , هل هذا هو ( الشيء ) الذي كنا ننتظر حدوثه ليعتقنا من الملل ومن رتابة هذه الأمسيات الأدبية المتشابهة في كل أجتماع؟
أعلن أوغسطوس:
" أصغوا اليّ جميعا".
وكان كل واحد منهم قد أرهف أذنيه قبل أن يتكلم ,وتابع يقول:
" هناك شخصان ماكران في وسطنا , هناك خطوبة سرية ......ز فزميلنا القديم المبجل , كليفورد ديننغ , قد أصبح لديه أمرأة!".
كانت كلماته تختلط ببعضها البعض , وكان يرفع ذراع أدريان عاليا كحكم يرفع يد ملاكم بطل , وأنهى أعلانه بقوله:
" سوف يتزوج سكرتيرته العصفورة الصغيرة , صديقنا كليفورد قد خطب!".
لاقى أعلانه تصفيقا حارا مصحوبا بتهان مثقفة..."
برافو أيها الصديق القديم".
........ " تهانينا أيها الزميل العزيز.....".
فتورد وجه كليفورد بلون قرمزي لشدة حرجه , وبدا أنه ينكمش تحت وابل التمنيات الطيبة , ثم وقف بحيرة وعصبية وقال:
" كنت........ كنت على وشك.....".
كان واضحا أنه يجد صعوبة في تجميع أفكاره , وبدا ككلب مزرعة يحاول السيطرة على خراف غبية لا تطيعه ..... وتابع:
"كنت سأعلن خطوبتي رسميا هذا المساء ولكن يبدو أن صديقي العزيز والغالي أوغسطوس قد سبقني الى هذا الأمتياز".
منتديات ليلاس
أبتسم في وهن , فأسترقت أدريان النظر الى موراي وسرعان ما أشاحت عنه أذ كان يبتسم بقسوة وهو يمسك بيد غريتل وكأن حياته محصورة فيها , أما ديزيريه , فقد لاحظت أدريان قبل أن تزيح بصرها أنها تضع يدها على ركبة موراي.
وتابع كليفورد يقول وهو يحدق حوله مرتعبا كما لو أنه رهينة لدى عصابة من المجرمين:
" أن مضيفنا المبجل قد تكرم وناب عني في أعلانها".
ثم أرتمى جالسا على الأريكة وأخذ يجفف جبينه وكأنه ألقى خطابا طويلا.........لكن ورطته لم تنته عند هذا الحد , أذ أن ذراع أوغسطوس القابضة على ظهر أدريان دفعتها بخشونة صوب خطيبها , وقال صاحب الذراع لكليفورد:
" عانقها! أنني أطالب بعناق يمهر هذا الرباط! هيا , أنهض ودعنا نرى مهارتك".
لكن طبيعة كليفورد المنكمشة عجزت عن تلبية طلب الجمهور الذي راح ينتظر لاهثا كقطيع من الكلاب الجائعة.
عندها قرر أوغسطوس أن لا يخيب رجاء الحضور , فدفع أدريان وأجلسها لصق خطيبها وقال:
" عانقيه أنت يا فتاتي".
ألا أنها جلست جامدة كالدمية ومرعوبة مما سيأتي ".
فأرتفع صوت موراي يهيب بأخيه متهمكا:
" هيا يا أخي , أثبت لهم معدنك , أرهم أنك رجل!".
شعر كليفورد بسخرية أخيه اللاسعة وبتحديه له فقبض على أدريان وعانقها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 21-10-11, 04:49 PM   المشاركة رقم: 49
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تململت أدريان ثم سكتت وتحملت العناق بقرف متزايد وما أستطاعت بحال أن تتجاوب معه ..... علت ضحكات الحاضرين وهتافاتهم الحماسية فخيل اليها أنهم يسخرون منهما.......لم تتحمل ذلك فأخذت تفلت نفسها من بين ذراعيه حتى أرخاها , وكان وجهه متوردا بفعل الأجهاد وعيناه تنظران الى موراي بأنتصار!
فتهدلت وهي تحس الحياة تتسرب منها , فهتف بعض الحضور:
" لقد جمدتها أيها الصديق! يا لك من ثعلب!".
ثم خمدت الضحكات وعاد المدعوون الى الثرثرة ........ أدار أحدهم أسطوانة موسيقية وأخلى شخص آخر الأرض من السجاد , وهتف أوغسطوس:
" هذا أحتفال بالخطوبة , فهيا الى الرقص!".
أمتدت السهرة الى ما بعد منتصف الليل بقليل ثم أنتهت فجأة , سبقهما موراي وغريتل في الخروج دون أن يلقي عليها نظرة واحدة , وكأنه قد نسي وجودهما.
كان الجو معتدلا لكن أدريان أرتجفت ففردت معطفها على كتفيها , جلست على المقعد الأمامي الى جوار خطيبها في السيارة , وأغمضت عينيها ........ الحفلة فشلت فشلا ذريعا وأعلان خطوبتهما كان مهزلة! كان كليفورد منعزلا عنها مع أفكاره فلم تكلمه.
ثم أحست السيارة تبطىء ففتحت عينيها وسألت:
" ماذا حدث؟ أننا لم نصل البيت حتما؟".
فغمغم خطيبها مجيبا:
"هناك شخص يلوح لنا بالوقوف , يبدو أنه في مشكلة".
فحدقت أدريان في الظلام عبر زجاج السيارة وألتقط مصباحهما الأماميان شكل رجل يقف في عرض الطريق وهو يفرد ذراعيه وساقيه ليرغمهما على التوقف.
" لا تتوقف ! أنه ذلك الرجل! هيا يا كليفورد , تابع القيادة فورا!".
لكنه أوقف السيارة وسألها في هدوء:
" أي رجل؟ يا عزيزتي . من الواضح أنه شخص يعاني مشكلة ".
ثم أنزل زجاج نافذته وخاطبه قائلا:
" ما الأمر؟".
فهتفت أدريان بصوت أبح:
" تابع القيادة يا كليفورد........ أنه ذلك الرجل ....... الرجل الذي تلصص علي من نافذة الكوخ".
رأته يقطب حائرا فتذكرت أنه لم يعلم بالحادثة , فقالت والكلمات تكاد تخنقها:
" الرجل الذي كان يتسكع لأشهر في القرية... أنه قد يقتلنا يا كليفورد!".
" لا تكوني هستيرية يا عزيزتي".
تقدم الرجل صوب أدريان وكان يحمل في يده شيئا , ولما رفعه تبين لهما أنه قالب قرميد , ثم راح يرجرج قبضة الباب وصرخ في أدريان:
ط أفتحي هذا الباب!".
بدا القلق على كليفورد وقال مغمغما:
" أنه مجنون!".
فردت شاهقة:
" هذا ما قلته لك يا كليفورد.ززز لماذا لم تصغ اليّ؟"؟
" أفتحي الباب وألا حطمت الزجاج".
فصرخت:
" لا! أمض بسرعة يا كليفورد!".
لكن خطيبها كان كالمشلول.
ثم تحطم الزجاج بضربة واحدة , وغطت قطعه المتناثرة جسم أدريان ..... أمتدت يد الرجل عبر الفتحة وقبضت على رسغها , فسقط المعطف من حول كتفيها وأنجذبت ذراعها عبر الزجاج المكسور بعنف شديد جعلها تصرخ , ولما حاولت جذب ذراعها منه أنغرزت حفافي الزجاج في لحمها بعمق فأحست ألما رهيبا يمزق ذراعها وصرخت مجددا , كانت مغطاة بالدم , لكن الرجل لم يكتف بهذا , فقد ممر يده الى داخل السيارة وفتح الباب ثم أخذ يجذبها الى الطريق , فصرخت :
" كليفورد! ساعدني! ساعدني!".
بيد أنه لم يتحرك وسمعته يمس:
"لا أقدر يا عزيزتي ....... أنه قلبي وأخشى أن يقتلني".
أخرجها الرجل وألقاها على حافة الطريق المعشوشبة ثم أحنى رأسه فوقها , فرأت في ضوء السيارة كم كان وجهه شريرا!
وفجأة سمعت زعقة فرامل ثم صرخة وسلسلة من الضربات أنهالت على ظهر الرجل ورأت يدا تشد شعره ثم أرتفع صوت غريب يأمره قائلا:
" أطلق سراح الفتاة".
فتراجعت قبضة الرجل وجر نفسه حتى وقف ثم وجه ضربة هوجاء الى وجه منقذها وأنطلق يركض على الطريق وبعيدا عن القرية.
ساعدها الرجل الثاني على النهوض وقال بسرعة :
" أنت بحاجة الى طبيب يا آنسة فذراعك في حال سيئة".
ثم ساعدها على صعود السيارة ودار حولها الى ناحية كليفورد وقال له:
" يؤسفني أن أسألك يا سيدي , ألم تقدر أن ترى حاجة تلك الفتاة الى المساعدة؟".
فهمس كليفورد مجيبا:
" أعرف , أعرف , لكنني مريض بالقلب فلم أستطع فعل شيء".
بدت الحيرة على وجه الرجل وفرك مؤخرة عنقه , ثم أنفجر وهو يحاول جهده أن لا يكون وقحا:
" حتى لو كنت مريضا يا سيدي , كان من الجائز أن يقتلها!".
فهز كليفورد رأسه عاجزا وكانت عيناه شاخصتين وشفتاه ترتجفان , أما أدريان فقد أبيض وجهها من هول الصدمة , وحاولت بعجز أن توقف النزف من جرحها بمنديلها ,وتساءلت عما أذا كان كليفورد قادرا على متابعة القيادة الى البيت.
وحثه الرجل قائلا:
" خذها الى المستشفى يا سيدي ثم خابر البوليس فذلك الرجل مجرم خطير".
فأبيض وجه كليفورد الى أقصى حد وهتف:
" البوليس ؟ لا , لا بوليس ولا مستشفى , سآخذها الى بيتي فأخي طبيب وسيهتم بأمرها".
ثم أدار محرك السيارة فوعت أدريان أنهما لم يشكر الرجل على مساعدته... غمغمت شكرها في بضع كلمات وشعرت كم كانت ضيئلة بالنسبة الى عونه الكبير , فحاولت مرة ثانية لكنه منعها من ذلك وقال قبل أن يصعد الى سيارته ويمضي:
" ما فعلت شيئا يستحق الشكر يا آنسة , لكن يجب أن تعالجي جرحك بسرعة".


 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 21-10-11, 04:51 PM   المشاركة رقم: 50
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ألتزم كليفورد الصمت وألتحف بأفكاره الخاصة فأغمضت عينيها , وجاهدت لتمنع نفسها من تذكر تفاصيل الحادثة , ألا أن الرعب كان يلاحقها , وفي الأخير , ولتطرد خوفها , سألت خطيبها:
" لماذا لا تأخذني الى المستشفى؟ أنني أفضل الذهاب لئلا أزعج موراي".
" لا , لا يا عزيزتي , أذا أخذتك الى المستشفى سأضطر للدخول معك حيث لن أتحمل الضغط , تعبئة أوراق الدخول والأسئلة والأنتظار..... يجب أن تتذكري حالتي الصحية ".
فتغلبت على ضيقها وقالت في تعب:
" أذن كان يكنك على الأقل أن تخابر البوليس كي تحمي أناسا آخرين , وهذا أضعبف الأيمان".
" البوليس؟ كيف يمكنني ذلك؟ فكري في الدعاية حيث سينكشف أسمي المستعار لا محالة ....... لن أسمح لذلك بأن يحدث ؟؟؟؟؟؟ فكري بالعواقب.....".
أية عواقب؟ ودت لو تسأله ..... هبوط سمعته في أعين أصدقائه وزملائه ؟ حتى لو حدث هذا فهل سيكون مهما الى هذا الحد؟ صدمتها أنانيته ومذهبه المؤمن بذاتيته المطلقة فأخلدت الى الصمت منذهلة.
دخل بالسيارة الى المرآب وتمتم قائلا:
" موراي عاد الى البيت والحمد لله".
ثم ساعدها على الهبوط ودخول البيت.
كانت غريتل في البهو وحالما وقع بصرها على أدريان صرخت تنادي موراي الذي أحس بالألحاح في نبرتها فهبط الدرج في لحظات , ثم شحب لونه وهتف:
" يا ألهي! ماذا حدث؟".
تهاوى كليفورد على مقعد قريب وأخفى رأسه بين يديه فأدركت أدريان أنه لن يرجى منه نفع , وهكذا روت الحادثة لموراي بنفسها وبكلمات متعثرة.
فألقى نظرة على ذراعها ثم رفع حاجبيه الى غريتل.
فأومأت غريتل وسألته:
" مستشفى؟".
لكنه أجابها:
" ليس هناك وقت , نزفت كثيرا لغاية الآن .......سأقوم بالمهمة".
ثم نظر بشيء كالقرف الى أخيه المتهاوي وقال لها:
" سأترك أمر العناية به لك أنت , أعتقد أنه يعاني فقط من الصدمة وأنت تعرفين كيفية علاجها".
منتديات ليلاس
فأومأت غريتل برأسها وقادت كليفورد الى غرفة الأستقبال .
وقال موراي للفتاة بأختصار:
" الى الطابق العلوي يا أدريان".
حاولت أن تصعد الدرج لكنه غرفها بذراعه وحملها الى فوق , فغمغمت وهي تبعد رأسها الى خلف:
" ثوبي مغمس بالدم وقد يلطخ ثيابك".
فلم يجبها وأدخلها غرفته ووضعها على السرير ثم قال:
" من الأفضل أن تنزعي فستانك".
نظرت اليه وعيناها تتسعان وتتوهجان في وجها الشاحب , فقال:
" يا ألهي! هذا ليس وقت الخجل يا فتاة! أنزعي فستانك!".
فعلت ذلك بصعوبة وأجفلت ألما حين حف القماش على جرحها فساعدها على رفعه من حول رأسها وقذفه خارج الباب , ثم قادها الى الحمام حيث طهر الجرح برقة فائقة.
عادا الى الغرفة فجلست على السرير زائغة وراحت تراقبه وهو يفتح حقيبته الطبية , فسألته بصعوبة بسبب شفتيها المتقلصتين بفعل الأرهاق والصدمة:
" هل تحملها معك الى كل مكان؟".
" أجل , فلكوني طبيبا لا يمكنني الأستغناء عنها تحسبا للطوارىء".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليليان بيك, بيني وبينك خفايا, familiar stranger, lilian peake, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:12 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية