لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-10-11, 08:37 PM   المشاركة رقم: 56
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الثامن




شعرت ساشا في الأيام القليلة التي مضت, إنها في
سعادة واكتمال لم تشعر بمثلهما من قبل حتى مع بن .
سرها أيضاً أنها الآن في إمكانها أن تفكر في خطبتها
الماضية من دون أي شعور بالذنب أو الألم كما كان يحدث
لها من قبل. كان ريكس وحده, بكل ذلك الهدوء والرجولة
والمنطق والتفهم التي يتحلى بها . هو الذي أنقذها من ذلك,
وعلمها أن تضع الأمور في نصابها. وكانت تفكر في ذلك
وهي تحدق إلى الخاتم الثمين الذي يتألق في أصبع يدها
اليسرى .
كان الخاتم الذي اختارته بسيطاً مصنوعاً من الذهب
والياقوت الأزرق , إذ أن هذا اللون, كما قالت لـ ريكس عندما
شاهدته في واجهة الصائغ, قد ذكرها بحقول القمح الذهبية
وسماء الصيف الزرقاء عندما عرض عليها الزواج .

ضحك وهو يلبسها إياه في المحل وهو يقول: (( الفنان
فقط هو الذي يقول مثل هذا الكلام.)) كان الخاتم مناسباً
تماماً لأصبعها وكأنه كان في انتظارها .
شهقت وهي ترى الثمن الموضوع على القطيفة التي
تبطن العلبة لتقول: (( ولكنه غالي الثمن جداً. ))
قال بعفوية وهو يضحك : (( إنه مجرد حبة فستق. ))
وذكرتها هذه الملاحظة البسيطة بأن هذا الخاتم الثمين لا
يعدو أن يكون بهذه التفاهة بالنسبة إلى ثرائه .
تابع هو قائلاً: (( إنه ليس كثيراً عليك. )) وكان صوته,
وهو يقول ذلك, يتضمن من العاطفة المضطربة ما تمنت هي
معه لو أن الصائغ يختفي من أمامهما , ولم تكد تسمع ريكس
وهو يقول له: (( إننا سنشتريه. ))
كان هذا المحل هو أول ما دخلا. وبدا ريكس مزهواً
وهو يتبعها على العكازين .
منتديات ليلاس
قال لها محذراً وقد ظهرت عليه البهجة: (( لقد أصبحت
الآن ملكي ... فلا تنسي هذا. )) وجذبها إلية يقبلها من دون
اهتمام بكليم الذي يصعد إلى مكانه وراء المقود
وعندما أدرك خجلها من السائق, تركها من بين ذراعيه.
والتفت السائق ليقول من فوق كتفه: (( أيمكنني أن أكون أول
المهنئين يا سيدي؟ ))
ماذا عن السيدة ؟ فكرت ساشا في ذلك, قد يراها كليم
قطعة من مقتنيات الأسرة اشتراها سيده حديثاً, هذا مع أنه
عاد فأومأ ناحيتها ببشاشة قبل أن يستدير باسماً .
كان ذلك منذ يومين, والآن , وهي تنظر خلف السلالم
نحو الطريق المؤدي إلى غرفة الخدم, محاذرة أن تلتقي
بأي قادم مبكر إلى الحفلة الرسمية التي أقيمت في المنزل,
كانت لا تزال غير مصدقة السرعة التي تمت بها الأمور.
(( ادخلي )) جاءها هذا الصوت العميق يجيب على قرعها
للباب, وقد بعث الرجفة في أوصالها. ونظرت إليه مستلقياً
على سريره بقميصه الأبيض وبذلته المسائية القاتمة اللون,
لتشعر بالضعف يدب في ركبتيها. وتمتمت: (( هل أنت
مستعد؟ ))
قال: (( ليس تماماً.)) ونظر إليها وقد اهتز صوته لجمال
مظهرها. وتنقلت نظراته من شعرها الذي صفف في شكل
تموجات ثائرة متناسبة تماماً وقميصها الأبيض الرقيق
و تنورتها الواسعة , إلى عينيها الكحيلتي الأهداب . ثم قال
برقة: (( تعالي إلى هنا. ))
اقتربت منه بساقين مرتعشتين . أنهما لم يجتمعا إلا
قليلاً منذ تلك الأمسية التي عرض عليها فيها الزواج. والآن,
ها هي ذي تشعر بخفقان قلبها يتسارع وهو يجذبها من
يدها ليجلسها إلى جانبه في السرير.
قال: (( ينبغي ألا تظهري أمام الناس في هذا الشكل.
وخصوصاً صديقك تشيز. لماذا دعوته؟ ))
قالت ضاحكة: (( لأنه صديقي. هل تغار منه؟ )) وانتابها
السرور بفكرة أنه يغار عليها .
ضحك هو من دون أن ينفي ذلك أو يؤكده. وأخذها بين
ذراعيه محاولاً تقبيلها ولكنها أخذت تقاومه محاولة
الابتعاد عنه وهي تقول: (( كلا يا ريكس ... شعري, وزينة
وجهي. ماذا يقول الآخرون إذا أنا عدت إليهم وكأنني
خرجت تواً من ... ))
قاطعها: (( من مخدعي...)) وابتسم وهو يتركها قائلاً:
(( هذا أحسن. دعيهم يعرفون مقدار حبي لك. هيا, سوي من
مظهرك واذهبي إلى الضيوف قبل أن يصمم عريس
المستقبل على ألا يدع عروس المستقبل تحضر حفلة
خطبتها بعد كل هذا. ))
دخلت الحمام وهي تشعر بارتجاف في أوصالها ,
وقد ضايقها أن تشعر أنها ستستجيب له حتماً من دون
مقاومة فيما لو طلب منها البقاء وعدم حضور الحفلة .
عادت بذكرياتها إلى الماضي . إنها لا تذكر مطلقاً إنها
تخلت مرة عن مسؤولياتها عندما اعتادت أن تكون مع
بن... مثل أن تتخلى عن ضيوفها كما لو طلب ريكس منها
ذلك. صحيح أنها , وبن, كانت لهما لحظاتهما الهادئة,
ولكنها كانت دوماً المسيطرة على الأمور , وهي التي
تقرر الحد الذي يجب أن يتوقفا عنده, وذلك حسب وقتها
ومزاجها.
منتديات ليلاس
عندما ذهبا معاً إلى القاعة لتحية أوائل الضيوف الذين
إبتدأوا بالتوافد , شعرت ببعض الأنظار تحدق إليها, منهم
أحد مديري الشركة, وشيلا , وطبعاً غايفن الذي اغتنم فرصة
وجدها فيها تقف وحدها إلى جانب الورود التي نسقتها
شيلا, ليقول : (( أرى أن لورين فاراداي تريد أن تظهر
للعالم أنها غير مهتمة . من هو صديقها الجديد؟ أهو شاب
اختارته اسكندينافياً في وجه خاص؟ ))
كان يعني أن لورين اختارت مرافقاً يمثل الجمال الأشقر,
كما أن ريكس كان أسمر, وتقريباً كان بدرجة ريكس من
الجمال, كما رأت ساشا وهي تنظر إلى ناحيتهما , عدا أن
رجل لورين كان أضخم حجماً مما يدل على أن جمال شكله
غير دائم, ثم أن اتساق عضلاته لا يقارن بما يتصف به
ريكس من ذلك .
تمتمت ساشا: (( إنني سعيدة بمجيئها.)) ونظرت إلى
كأسها إذ أنه يتوجب عليها قسراً, أن تناوله إلى لورين فيما
لو لم يفعل ريكس ذلك, إذ أن عليها أن تفعل ذلك بصفتها
تمثل الآن كرامة آل تمبليتون , فهي مجبرة, تحت ضغط
الأسرة , على أن تبدو بمظهر شجاع .
أخذ غايفن يدندن أغنية فرانك سيناترا الرقيقة ( إنها
ليست الوحيدة التي تحسن التظاهر )
قالت ساشا متحدية وقد قطبت حاجبيها: (( ماذا
تعني؟ )) كان يبدو وسيماً ببذلته القاتمة التي تظهر بياض
بشرته وتبرز ملامحه . كان مثالاً للشاب الطموح, الماهر,
المقدام .
أجاب: (( فقط كنت أظن أنك لا تريدين أن تتورطي مع أي
رجل. لقد أخبرتني أنك بحاجة إلى وقت لذلك... والسبب هو
شيء حدث من قبل. ))
لكنها لم تخبره بتاتاً عن بن, فهي لم تشعر بـ غايفن قريباً
من نفسها إلى هذا الحد لكي تشركه في أعمق مشاعرها.
ليس بالطريقة التي شاركت بها ريكس. ريكس الذي أرادت
أن تشاركه كل شيء. ليس فقط العواطف والأحاسيس ,
وإنما روحها ... حياتها كلها .
تنهدت بعمق وهي تقول: (( هذا أمر مختلف.)) وأرادت أن
تشرح لـ غايفن مبلغ شعورها نحو خطيبها, ولكنه أجاب
بحدة: (( بصراحة, يا ساشا , أريد أن أقول لك شيئاً, إنني
أعرف أن النساء لا يستطعن مقاومة تأثيره, ولكن, هل
فكرت حقاً في ما تفعلينه؟ أعني ... امرأة مثلك مليئة
بالحيوية والمرح ... ))
(( يجب ألا تحكم على الأشياء بمثل هذا الخطأ الفظيع . ))
استدار الاثنان ليواجها ريكس بابتسامته الجليدية,
وكان وجهه قاتماً خالياً من أي تعبير .
وقف غايفن صامتً, وأدركت ساشا أن صمته هذا
إن هو إلا تأكيد لشعوره بالحرج. وقالت: (( ريكس... ))
ولكنه تجاهلها وهو يتابع بهدوء وبرود تام: (( لماذا لا
تلقي نظرة على مكتبي في أثناء وجودك هنا يا تشيز ؟
إنها تعطيك خبرة في إدارة الأعمال التي لا يماثلها
شيء. لا أعني أنك بحاجة إلى تعليمات عن كيفية
استغلال نقاط ضعف معارضيك, وإنما إلى شيء من
اللباقة تنفعك. ))

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 17-10-11, 08:39 PM   المشاركة رقم: 57
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

قال غايفن متلعثماً: (( حسن, إن كل...! )) وبدا عليه الذهول
و ريكس يستدير بكرسيه مبتعداً عنهما, كان حقاً عقاباً
مناسباً له .
قال يخاطب ساشا: (( إنه ماكر وساخر, أليس كذلك؟ لم
أكن أدرك أنه خلفي... ))
قالت ساشا تعنفه بهدوء وقد تألمت لأجل ريكس: (( إذاً,
كان يجب أن تكون أكثر حرصاً في حديثك. وأطمئنك يا
غايفن إلى إنني فكرت جدياً في ما أفعله.))
بدا عليه الخجل وهو يقول: (( إنني آسف . ولا يعني ذلك
أنني مسروراً لأجلك, ذلك أنني فعلاً كذلك, وإنما أنا ما
زلت مصعوقاً للسرعة التي استطعت فيها اصطياد سيد
المقاطعة... ))
منتديات ليلاس
إذاً فقد كان مصعوقاً عندما لم يستطع الكلام حين دعته
إلى الحفلة هاتفياً ذلك النهار. وتابع هو: (( ولكنني لم أقل
ما يشير إلى ذلك. ولكن, تقبلي تهاني يا ساشا. وأرجو لكما
كل السعادة. ولكن, بالتأكيد, سيكون الأمر صدمة لروزاليند
بيكينغتون عندما تكتشف الأمر. ))
شعرت ساشا بلهب يحرق وجنتيها وهي تنظر إليه
عابسة وتقول: ( روزاليند... ؟))
قال: (( اوووه ... آسف . أظن أن قلة الذوق أن أذكر
المرأة السابقة في خطبة, ولكنني سبق أن حدثتك
عنها. هذه قسوة... )) وانتبه لنفسه وهو يتحدث عن المرأة
الأخرى, وتابع: (( لقد سافرت إلى الخارج بعد حادث
الاصطدام, وهي عائدة حتماً الآن إلى البلاد وستختلط
عندها المشاعر حين تسمع أنه ليس فقط عاش من دونها
ولكنه أعلن خطبته كذلك. ))
فاجأها صوت يقول: (( في الحقيقة ليس ثمة أجمل من
هذه العودة إلى الوطن بالنسبة إليها. أليس كذلك؟ ))
توترت أعصاب ساشا عندما ظهرت لورين إلى جانبهما
فجأة . وبدت جميلة كالعادة في ثوبها الأسود وشعرها
الأشقر القصير. ولم تظهر ابتسامتها المضيئة أي مشاعر
عدائية نحو ساشا. وهزت لورين كتفيها وهي تتابع قولها:
(( بعد الطريقة التي عاملت بها ريكس, تصرف ابن عمي
كعادته في توقيت أعماله بالضبط. وذلك بإعلان خطبته في
حوالي الوقت الذي عادت به إلى سافولك منذ أسبوع . ))
جاهدت ساشا لكي تتمالك نفسها وتظهر عدم المبالاة ما
الذي كانت لورين تقصده بقولها هذا؟ أن ريكس قد تعمد
إعلان الخطبة هذه لكي ينتقم من... ؟
اغتصبت ابتسامة لتبتعد بعد ما استأذنت منهما, هما
الاثنين , بحجة وجوب اختلاطها بسائر الضيوف, وقد
اشتدت أصابعها على كأسها. ماذا لو كانت روزاليند هذه قد
عادت ؟ ليس من الضروري أن يكون ريكس قد علم بذلك.
حتى ولو كان قد علم , فما الذي تتصوره؟ لقد طلب منها
الزواج فقط لأجل أن ....
توقفت عن تلك الخواطر التي شغلتها. لقد كانت حمقاء إذ
سمحت لملاحظة فظة من لورين , التي كان جلياً أنها ما
زالت تشعر بالغيرة منها, بأن تذهب باستقرارها النفسي .
صحيح أن عرض الزواج من ريكس كان مفاجئاً وغير
متوقع, ولكنها كانت ستسافر إلى بلادها في الأسبوع
التالي وهو ما جعله يسرع في تنفيذ قراره. إنه يحب ساشا
بالطبع ! وإن لم يكن قد تحدث عن ذلك بصراحة. فلماذا يهم إذاً
لو أن صديقته السابقة قد عادت إلى البلاد؟ ربما كان عليها
أن تعود لفترة ما , لتصادف عودتها تلك في الوقت الذي
عرض فيه ريكس الزواج عليها .
إذا هي احتاجت إلى تأكيد لذلك فقد حصلت عليه منذ أكثر
من عشرة أيام , إذ كان ريكس بالغ الاهتمام بها, وكانت
الأزهار تصل إليها بالعشرات. إذا مر نهار من دون أن
يراها فيه. أزهار مختلطة, وكذلك أزهار الأوركيديا ...
ومرة حين كان عليه أن يلغي موعد غدائهما , أرسل إليها
وروداً حمراء .
قالت تغيظه عندما عاد في ذلك المساء ذاته: (( حذار, فأن
للأزهار لغة خاصة . ))
كانت تريده أن يخبرها انه يحبها ... وتابعت: (( كيف لك أن
تعلم أنني لن أسيء تفسير معناها ؟ ))
أجاب باختصار وهو يشير إلى الأزهار التي كانت قد
وضعتها في أصيص في قاعة الجلوس: (( وماذا يعني هذا؟
هل يكلفني كثيراً من النقود؟ ))
هكذا كان عليها أن تشيح بنظرها لكي نخفي خيبتها
وهي لا ترى في عينيه سوى الإغاظة الضاحكة. كما أنه لم
يخبرها بسبب إلغائه موعدهما للغذاء ذاك, لقد أدركت ذلك
ولكنها لن تسأله عن ذلك مطلقاً. إنها تعرف أن ذلك جنون,
فهو خطيبها. ولكنها, في الأيام الأخيرة , شعرت به يطيل
التفكير مما جعلها, على الرغم من اهتمامه بإرضائها,
تشعر بأنها بعيدة عنه وكأنهما غريبان .
(( ماذا حدث؟ )) جاءها صوته صارماً أجفلت له واهتزت
بقوة ملاحظته المفزعة . و كانت في تلك الأثناء تتظاهر
بوضع بعض النباتات الخضراء في الأصيص مع ورودها
الحمراء .
قالت كاذبة من دون أن تنظر إليه: (( لا شيء. ))
قال: (( إذاً , دعي هذه النباتات اللعينة وتعالي اجلسي
هنا. )) ومد يده يقرب إليه مقعداً صغيراً لتجلس عليه.
وأطاعته هي شبه متباطئة . وسألها بفضول: (( هل اعتاد بن
أن يرسل إليك زهوراً ؟ ))
أجابت وقد لاحظت بحيرة قوة المشاعر البادية على
ملامحه الوسيمة. ما الذي كان يتصوره؟ هل ذكرتها وروده
بالورود التي كان يرسلها إليها خطيبها الذي فقدته مما
جعلها تشعر بالأسى ؟ ومد أصابعه تتخلل شعرها وهو
يقول: (( هل ترينني عنيفاً معك ؟ هل هذه هي المشكلة؟ ))
يا حيرتي .. ما الذي في استطاعتها قوله؟ أخبرني فقط
أنك تحبني . أريد أن يطمئن قلبي. أريد أن أعرف بالضبط
شعورك نحوي .
لكنها لم تستطع أن تقول ذلك. وأغمضت عينيها لتخفي
شوقها لأنه كان منحنياً ووجهه ملاصقاً لوجهها. وكان كل
ما استطاعت فعله هو أن هزت رأسها نفياً .
قال: (( هل استياؤك هو من أجل إلغاء موعد الغداء ؟
ولأنني لم أشرح لك للحقيقة؟ )) وفكرت هي في أن ذلك هو
فقط جزء من السبب . وعاد يقول: (( حسن, إنني آسف يا
ساشا... )) وانتقل بكرسيه إلى ناحية أخرى من مقعدها
خلفها, وخفق قلبها عندما جذبها فجأة إليه وقد وضع,
ذراعيه حولها وهو يتابع: ((حتى الزوج وزوجته ليس في
إمكانهما أن يخططا لكل دقائق الوقت الذي يمضيانه بعيداً
عن بعضهم البعض. وهكذا عليك أن تقبلي بهذا الوضع,
وخصوصاً بالنسبة إلى عمل كعملي . فهذا نوع من الأمور
التي ستحدث معنا من وقت إلى آخر .
لم يشأ أن يفيض في الموضوع أكثر من ذلك. حتى أنها
فجأة , لم تشأ ذلك هي أيضاً لأنه استعمل أفضل سلاح
ليطمئنها وهو أنه قبلها .
منتديات ليلاس
خوفاً من أن يفاجئهما أحد وهما على هذه الحال, شيلا
أو كليم مثلاً, أو أحد من الخدم , رفع ذراعيه عنها ليضع
يديه على كتفيها قائلاً وهو يقبل شعرها: (( ليس الآن
وليس في هذا المكان يا ساشا. عندما يحين الوقت
المناسب . عند ذلك لن يكون لديك أي شك في وفائي. والآن,
أخبريني ماذا فعلت اليوم في الوقت الذي كان علينا أن
نلتقي فيه؟ ))
تمتمت قائلة: (( ذهبت إلى السباحة. )) وشعرت بتصلب
مفاجئ في جسمه وهو يسألها: (( ماذا؟ وحدك؟ ))
قالت: (( نعم. ))
قال: (( ليس مع غايفن؟ )) وغرز أصابعه , التي كانت تعبث
بشعرها برقة, غرزها الآن في شعرها بشدة آلمتها وهو
يشده إلى الخلف ليضع رأسها على ركبتيه .
أنّت متألمة: (( ريكس... )) ورفعت نظرها إلى ملامحه
الداكنة المتوترة . وتجهمت ملامحها شاعرة بالتعب ثم
اعتدلت في جلستها عندما تركها فجأة بعدما ظهر الألم على
وجهها, وهي تقول: (( إنني طبعاً لم أذهب مع غايفن, فأنا
مخطوبة لك. )) وسكتت وهي تفكر , كيف يمكن أن يخطر له
هذا ؟
قال: (( ولكن هذا لم يمنعك من أن تلعبي معه بكرة الطاولة
ذلك النهار. ))
قالت: (( كان شيئاً مختلفاً . ))
قال: (( أحقاً ؟ ))
قالت: (( نعم. لقد أخبرتك بذلك. )) واستدارت تقابل
نظرته المتشككة وهي تستطرد : (( لقد كان يلعب مع
الآخرين وكان وأخته يشكلان فريقاً, ولأن شقيقته
شعرت بالتوعك, لم يشأ أن تفسد اللعبة فطلب مني أن
أنضم إليهم بدلاً منها. ))
قال: (( وبما إنك خلقت لمساعدة المحتاجين, فقد ذهبت
حالاً . ))
قالت متحدية: (( نعم. ألم تكن لتتصرف هكذا لو كنت
مكاني؟ )) وشعرت بالإستياء من مظهره ذاك الذي لا سبب له
ولم تدرك ما قالت إلا بعد ما رأت على شفتيه تهكماً قاسياً
فسارعت تقول: (( إنني آسفة... لقد قصدت ... أوه , إنك تعرف
ما الذي قصدته! ))
قال بخشونة وقد بانت الكآبة في عينيه: (( انسي هذا. ))
واستدار بكرسيه مبتعداً تاركاً إياها تنظر في أثره إلى
كتفيه العريضتين .
في الصباح التالي , كان قد خرج قبل نهوضها من
فراشها. وكانت هي مسرورة لأنهما, على الأقل , قد تدبرا
تسوية الأمور نهائياً بينهما في الليلة السابقة . ولقد اعتذر
ريكس, كذلك, عن كثرة فترات غيابه , حتى أنه قدم إليها
بعض الاقتراحات حول الصورة النهائية , التي كانت تصممها
للعبة القمح التي تصنعها. كان تقديره لعملها الذي وضعته
في الكتاب الصغير برفقة حديثهما المترتب على ذلك
واهتمامه بمستقبلها , قد ساعد على إعادة الأمور إلى
نصابها. وفي النهاية, أخذها إلى غرفة المكتبة حيث جلسا
معاً جلسة هادئة , ثم قبلها قبل أن يدعها تذهب إلى فراشها ,
وهذا الصباح, قابلتها شيلا في أثناء نزولها السلم,
لتخبرها أن ثمة اتصالاً هاتفياً من دي على خط ريكس
الخاص.

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 17-10-11, 08:40 PM   المشاركة رقم: 58
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

عندما رفعت ساشا السماعة , سمعت صوت دي تقول: ((إن
ريكس يحضر اجتماعاً. لقد ذهب قبل مجيء البريد وأنا
أعلم أنه يتوقع رسالة مهمة في داخلها شيك. وهذه قد تكون
قد أرسلت إلى المنزل من طريق الخطأ, بدلاً من أن ترسل إلى
المكتب هنا. فهل تتكرمين بفتح ما عندك من الرسائل ثم
إعطائي خبراً عن ذلك؟ ))
سألتها ساشا ضاحكة: (( حتى الرسائل المكتوب عليها
( خاص وسري ؟ ) )) ولم تجد ساشا الرسالة التي سألت دي
عنها . وكان ثمة رسالتان بتلك الصفة , واحدة من مكتب
الضرائب, استطاعت أن تعرفها قبل أن تفتحها, أما
الثانية فقد كتبت بخط منحدر على استعجال .
قالت دي وهي تضحك : (( إنها حقوق السكرتيرة. ))
وتناولت ساشا الرسالة مرة أخرى لتفتحها .
فكرت و هي ترتجف بعد ما قرأت محتويات الرسالة ,
ولكنها ليست حقوق الخطيبة ...
كانت رسالة شخصية للغاية, تتوسل إلى ريكس أن يرد
على الرسائل الهاتفية التي سبق أن أرسلت من دون جواب,
وتتوسل إليه أن يتصل بها لإشعار قصير بالتسليم. وكان
الإمضاء ببساطة, روزاليند .
أجبرت ساشا نفسها على الخروج عن صمتها الذاهل,
لتقول: (( هذا كل شيء . )) من دون أن تتمكن من أن تقول لها,
إن حبيبة ريكس السابقة تكتب إليه مرة أخرى . وفكرت في
أنه قد لا يريد أن تعرف دي بذلك.. كانت متأكدة من هذا.
وشعرت أن عملها هذا كان تجسساً منها عليه , وتساءلت
عما ستكون ردة فعله إزاء فتحها للرسالة . ربما لم تكن دي
لتفتح رسالة مكتوبة بخط اليد. وساورها شعور بالذنب إذ
فكرت في أنها يجب أن تكون قد وضعت ذلك باعتبارها هي
نفسها . ولكن ريكس لن يهتم لذلك بالتأكيد إذا كان لم يعد
يهتم بتلك المرأة . ولكن, إذا كان ما زال يهتم بها...
عندما أقفلت دي سماعة الهاتف , ابتدأ عذاب الشك يشغل
ذهنها . ربما هذا ما كان يرجو حدوثه؟ لعل لورين كانت على
حق في أنه لما علم بعودة حبيبته السابقة , أسرع بإعلان
الخطبة انتقاماً منها ...
منتديات ليلاس
تساءلت , وهي تستجمع شتات نفسها, عما إذا كانت
ستجن . إن ريكس يحبها! وإلا , لماذا طلب منها الزواج؟ إن
الناس الأذكياء لا يتعهدون بشيء لا ينوون الوفاء به .
و ريكس كان أذكى رجل عرفته .
مع هذا, لم تشأ أن تدعه يعلم بما وجدت في بريده هذا
الصباح, وعندما أعادت الرسالة إلى المغلف أدركت يائسة
أنها لا تستطيع أن تغلق المغلف ذاك في شكل لا يشعر ريكس
معه بأن الرسالة قد فتحت . ولكنها كانت قد فتحت المغلف
من أعلاه , ولذا لم يكن في المستطاع إغلاقه ثانية. حتى
أنها فكرت في أن تطبع مغلفاً آخر, ثم تعيده إليه بواسطة
البريد. ولكنها فكرت في أن ذلك سيبدو شاذاً حيث أن
الرسالة ذاتها كانت بخط اليد. إلى جانب أنها لا تريد أن
تتصرف في هذا الشكل من المخادعة , إذاً , فإن الأكثر تعقلاً
هو أن تجابهه بالأمر بصراحة. ولكن شيئاً ما منعها من أن
تفعل ذلك. وأخيراً, قررت ببساطة, أن تتركها على المكتب,
ثم تدع له هو أن يبدأ بمفاتحتها بالأمر أو لا حيث أنه لا بد أن
يفكر في ذلك بعد أن يراها مفتوحة .
هكذا, عندما خرج إلى الشرفة ذلك المساء حيث كانت
جالسة ترسم, شعرت بتوتر في أعصابها, إذ كانت تعلم أنه
قد أنهى , لتوه, الإطلاع على بريده اليومي .
(( هذا جميل )) قال ذلك وهو ينظر إلى الدفتر الموضوع
على ركبتيها والشكل الملون الصغير لـ ( دمية القمح ) التي
كانت تضع في شعرها حلية حمراء متألقة, وتابع يقول:
(( إنها ستخطف قلوب الأطفال جميعاً, من هنا إلى القطب
الجنوبي. ))
فكرت قائلة, كما خطفت أنت قلبي ... كانت مسلوبة اللب ,
كالعادة بجاذبيته وهو يمعن النظر في عملها, وتأملت
أهدابه المسبلة وبشرته الدافئة وتلك الابتسامة الكسول.
قالت ضاحكة: (( أتظن أنها ستجلب لي ثروة ؟ )) وكانت
تشعر بالاضطراب في أثناء ضحكها وهي تنتظر منه أن
يقول شيئاً على تلك الرسالة, ولكنه لم يقل شيئاً.
تساءلت عما إذا كان هذا يعني أنه لم يقرأ الرسالة بعد ,
ولكنها ارتابت في ذلك, وحاولت أن تخفي عدم ارتياحها
خلف ابتسامتها وهو يأخذ يدها ليطبع قبلة شاردة
وهو يقول: (( إذا لم يكف هذا , فهم يريدونني أن أجيب.. )) ثم
قال بلهجة عادية: (( أرجو المعذرة يا عزيزتي, إذ أن علي أن
أقوم بعدة اتصالات هاتفية في الداخل, استمتعي بالرسم
وببقية هذه الأمسية الجميلة . ))
بدا عليه, على غير عادة , الاسترخاء و الرضى عن النفسي
وهو يتأمل الورود وراء الشرفة ثم تابع قائلاً: (( سأذهب لأبدأ
بذلك وسأراك عند العشاء . ))
فكرت ساشا وهي تضع فرشاتها جانباً بعد ما فارقها
الإلهام مع ذهابه.. إذاً, هذا ما كان ... لقد قرأ الرسالة حتماً .
لقد وضعتها فوق بقية الرسائل في وسط المكتب, وربما هو
ينتظر فرصة أفضل لينفذها ,وفي هذه الحالة , لن يكون ذلك
في أثناء العشاء , , كما فكرت في ما بعد, إذ أن شيلا جاءت
لتناول العشاء معهم لتسأله النصيحة في ما يتعلق بحصان
للسباق .
بينما جلس ريكس غافلاً عما تشعر به من توتر, كانت
ساشا تنظر إليه وقد أنهكها تمالك أعصابها . ثم بعد ذلك,
بقي يتحدث هاتفياً مع زبون ذي أهمية قرابة ساعة كاملة .
وذلك بعد ما اتصلت بها أمها كما تفعل أحياناً للإطمئنان إلى
أن ابنتها سعيدة وبحالة طيبة.. ثم استغرق ريكس في أعماله
المكتبية . بعد ذلك لم تسمح لهما فرصة يرتاحان فيها معاً
مرة أخرى .
استيقظت مبكرة في الصباح التالي , وقد صممت على أن
تراه قبل أن يخرج حيث أنه كان قد أخبرها أنه سيمضي في
مكتب لندن معظم أيام الأسبوع .
في الواقع, لم تكن قد نامت جيداً , وقد صممت على أن
تخرج لتتمشى قليلاً حالما يبزغ الفجر. وهكذا كانت قد
عادت من جولتها عندما انضمت إلى ريكس على مائدة
الإفطار في غرفة الطعام. وبدت متألقة متوردة الوجنتين
حين رأته, وقد لطخت بقع الوحل حذاءها نتيجة توغلها في
الغابة .
قال ببطء, وهو يضع صحيفته إلى جانبه ويسحبها من
ذراعها يجلسها إلى جانبه: (( إنك أكثر المخلوقات التي
رأيتها إشراقاً وحيوية. )) وقال لها وقد ابتدأت تخلع السترة:
(( كلا دعيها, فإنك ستشعرين بالبرد بعد فترة . )) وأطاعته فهي
تعلم أنه ذو خبرة, لقد أخبرها مرة أنه كان معتاداً التمشي
في الغابات بانتظام كل مساء قبل أن يحدث له ذلك الحادث ؟
كانت تلك التقطيبة بين حاجبيه تناقض ما أظهره من سرور
برؤيتها, وكأنما كان يفكر في أمر ما , وتساءلت وهي
تجرض بريقها, أهي تلك الرسالة ؟
جازفت بالسؤال وهي تسكب لنفسها عصير البرتقال,
متظاهرة بعدم المبالاة : (( هل اطلعت على البريد هذا
الصباح ؟ ))
قال: (( نعم. شكراً . )) قالها بذهن غائب تقريباً. مما جعلها
تلقي عليه نظرة سريعة. ولكنه لم يكن ينظر إليها, بل كان
يحدق إلى عبارة على صحيفته المطوية وهو يمسح الزبدة
على الخبز بهدوء
قالت بصوت مضطرب بعد ما روت عطشها بجرعة كبيرة
من العصير: (( يجب أن أبدأ بالتفكير في رحلة إلى الوطن.))
لم تكن تريد أن تتحدث عن ذلك, وإنما أرادت أن تسأله
عن تلك الرسالة , لا بد أن يكون قد قرأها الآن, وإذا كان ذلك
قد حدث فلماذا لم يقل شيئاً حيث أنه قد عرف أنها
فتحتها ... وقرأتها ؟ وأحست بحيرة جارحة .
منتديات ليلاس
قال: ((هل يجب أن تذهبي ؟ ))
لقد استحوذت الآن على اهتمامه كلياً, ولكن, لأمر ما ,
شعرت بارتباك غريب. وأجابت: (( لا بد أن أذهب يوماً ما . ))
ومنحته ابتسامة سريعة , وهي تتساءل عما إذا كان ما
شعرت به في صوته هو أسف حقيقي , وتابعت: (( إنني
بحاجة إلى مواد للرسم , ومن السخافة أن أشتريها من هنا,
بينما عندي منها الكثير في البيت, كذلك أمي وأبي يريدان
أن يعرفا كل شيء عنك .. )) ولم تستطع أن تنظر إلى وجهه
وهي تقول ذلك , وتابعت: (( هذا عدا رؤية صديقتي
جولييت. كذلك الشقة المغلقة من دون فائدة في حين
أنها يمكن أن تكون ذات فائدة لزوجين يبحثان عن منزل
بثمن معقول. هذا إضافة إلى أنه يمكنني أن أنجز إجراءات
بيع مقتنياتي بنفسي, إنني أريد أن أخرجها إلى السوق
إذا ... إذا كنت تعتزم أنني سأعيش في هذه البلاد بعد
زواجنا. )) قالت ذلك بهدوء وبشيء من عدم التأكد إذ أنه
تحدث كثيراً عن حفلة الزواج في البداية , إلا أنه لم يأت
على ذكر ذلك منذ أيام . وتابعت: (( لا يمكنني ترك كل شيء
لأبي أو أمي لإنجاز ذلك كله. إن هذا ليس لائقاً . ))
قال وهو يتنفس بعمق: (( معك حق .))
تساءلت هي عن السبب الذي يجعله حزيناً وهو يتحدث
عن ذلك. وتابع قائلاً: (( إنني أوافقك على أن من الواضح أن
العروس هي عادة بحاجة إلى نقود. ولكن لا تستعجلي في
التخلص من منزلك الآن, فهذا الوقت غير مناسب للبيع.إن
بلادك تعاني ركوداً تجارياً... وأثمان الممتلكات هابطة
إلى الحضيض, ومن الأفضل لك أن تدعيه بعض الوقت
وفكري في البيع بعد أن تنتعش السوق. ))
فكرت في أن الحق معه. وراقبته وهو يأكل الخبز
المحمص. ولكن , لماذا تملكها شعور غامض بأن عنده
أسباباً أخرى عدا الأسباب التجارية التي ذكرها ؟ هل تراه
قد تراجع عن طلب الزواج منها ... وقوى من تراجعه هذا
تسلمه تلك الرسالة ؟
قالت تذكره: (( إنك تعرف أنني كنت قد رهنت بعض
أشيائي . وهنا, أو في أميركا, ذلك الممول يطالب
بنقوده ... ))
قال: (( إذاً فسندفعها إليه.))
فكرت ساشا في أنه, إذا , ما زال مصمماً على الزواج.
وفتحت فاها تحاول الاحتجاج عندما مسح هو يده
بالمنشفة. ثم رفع إصبعه إلى شفتيها يمنعها من الكلام
وهو يقول بحزم: (( إنني أصر على ذلك. )) وأدارت رأسها
رائحة كولونيا بعد الحلاقة المضمخة بها يده , وتابع هو:
(( إنني لا أريدك أن تقلقي بالنسبة إلى النقود . إن هذا ينقص
من إبداعك . وموهبتك النادرة ينبغي ألا تبدديها في التركيز
على أشياء أخرى , للمناسبة.. )) وأمسك بيدها يمر بشفتيه
على رؤوس أصابعها, وهو يتابع قوله: (( لن يكون في
إمكاني أن أخرج باكراً بعد الظهر كما سبق أن خططت لذلك ,
ولهذا, فإننا سنتناول الشاي معاً بعد الظهر . على كل حال,
إذاً كان لا يزال في نيتك أن تأتي إلى المدينة اليوم , فتعالي
وقابليني بعد الساعة السادسة, وسأكون قد أنهيت عند ذاك
عملي , و سأصطحبك إلى العشاء .))

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 17-10-11, 08:42 PM   المشاركة رقم: 59
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لِمَ لم يأت على ذكر الرسالة؟ حدثت ساشا نفسها
وهي تنظر إليه مبتعداً , بأن لا بأس بذلك , ولكن , كلا. إنه
يعرف أنها قد رأتها وأنها تكاد تموت لكي تعرف ما هو
مصمم على فعله بالنسبة إليها. وعلى كل حال, فإن لها
الحق في أن تعلم! فلماذا إذاً, إذا كانت تلك المرأة لم
تعد تعني له شيئاً بعد الآن, يرفض أن يتحدث عن ذلك
إليها بصراحة ؟
كانت ساشا تتساءل عن كل هذا وقد امتلأ قلبها حزناً.
لما حدثت نفسها . مرة أخرى , بأنها ستصاب بالجنون
إذا هي استمرت بهذه الهواجس , دفعت بكل هذا من ذهنها. ثم
تابعت شؤون يومها, فأمضت الصباح في إعداد تخطيطاتها
وكتاباتها لكي تسلمها إلى الناشر , ولم تشعر برغبة في
الذهاب إلى المدينة . ولكن, بما أنها قبلت دعوة ريكس إلى
العشاء , صممت على أن تعود إلى ما سبق أن عزمت عليه من
شراء سترة شتوية. إلى جانب ذلك, فكرت في أن جولة في
المحال قد تحسن من نفسيتها وتساعدها على أن تصحح
من نظرتها إلى الأمور ,ولكن ,لم يكن لها مزاج للتسوق ,لهذا
وصلت إلي مكتب ريكس قبل الموعد بقليل لتجد أن دوام
موظفة الاستقبال قد انتهى ,كما أن دوام الحارس الليلي قد
ابتدأ.
حيته ساشا بكلمة رقيقه ثم تابعت طريقها إلى المصعد,
ثم إلى الطابق العلوي .
كان المكتب الخارجي خالياً, ولكن باب مكتب ريكس كان
موارباً, ولما توجهت نحوه سمعت أصواتاً اتيه من الداخل .
سمعت صوتا غير مألوف لامرأة يقول: ((انك تقوم بعمل
خاطئ ))
أجابها صوت ريكس : ((هذه ليست أول مرة .))
عادت تقول : ((انك لا تخطئ ,على الأقل ليس مثل هذا
الخطأ الكبير .أوه يا ريكس , ألا تفهم ؟ لقد كنا معاً على ما
يرام .))
فقال :((ولماذا رحلت إذًاً؟ ))
كان للطريقة التي فاه بها بهذه الكلمات ما جعل الدم
يجري بارداً في عروق ساشا
أجابت المرأة: ((لقد... لقد كنت خائفة . لم أستطيع أن أتلاءم
والوضع . ))
قال : ((و الآن ,أتظنين أن في استطاعتك ذلك ؟))
قالت: (( أوه ,ريكس ...)) كان صوت المرأة منخفضاً يضج
بالمشاعر: ((لقد أصبحت خشناً ساخراً الآن .حسن لقد كنت
مخطئة . ولكن أرجوك... لا تعاملني في هذا الشكل .))
قال : ((وماذا تريدين أن تسمعي مني يا عزيزتي ؟إنني
لم أكف عن التفكير فيك ؟ إن عدم رؤيتي لك مرة أخرى كان
أشد إعاقة لي من معرفتي أنني لن أتمكن من السير مرة
أخرى ؟ أم أنك كنت علي حق ؟)) كانت ضحكته وكلماته تبدو
وكأنها قدت من رئتيه , وتحمل من الألم بقدر ما شعرت به
ساشا وهي تسحب أنفاسها من رئتيها . لم تستطع تصديق
ذلك . لقد دل عذابه هذا على أنه مازال يحب تلك المرأة
حتى ولو منعته كبرياء رجولته المجروحة من الاعتراف
به.
منتديات ليلاس
كاد تنصتها ذاك يوردها مورد الهلاك حيت سمعت صوت
المرأة يقول بلهجة تقرب من الانتصار: ((أوه ,ريكس ...))
أرادت أن تشد بيديها علي أذنيها كيلا تسمع المزيد وأن
تجر نفسها بعيداً... ولكنها لم تستطع الحراك وهي تسمع
خطوات نسائية خفيفة تسير علي أرض الغرفة , ثم حركة
عجلات الكرسي تبعتها آهة نسائية ثم صمت ...صمت
عاشقين , اشتبكا في العناق .
أوه كلا ...إن هذا بعد فوات الأوان . لقد ارتفعت يدا ساشا
تغطيان أذنيها وهي تجاهد في ألا تصرخ يائسة . شعرت
بالغثيان , بالتشنج في أوصالها وهي تجر نفسها من عذاب
الواقع خلف الباب لتخرج عائدة إلى المصعد.
لوح لها الحارس بيده وهي تمر , ولكنها لم تكد تنتبه له
وهي تجتازه مترنحة من الألم , إلى الشارع .
كيف يمكنه ذلك , وشعرت بعذاب هائل , وتنفست بعمق
محاولة أن توفق هذا العذاب من أن يغمرها . هل كان يقوم
هناك بصراع مع نفسه , ليخسر في النهاية تماماً؟ أوه ,
ريكس ...
كانت حركة السير في أوجها تلك الساعة ولكنها لم تكد
تنتبه. كان عقلها تشغله فكرة واحدة. وهي أن ريكس ما زال
يحب روزاليند بيكينغتون .
في أثناء عودتها إلى حيث تركت سيارتها, كان أول ما
خطر لها هو أن تعود إلى منزلها... لتدرك , فجأة , بسخرية
أن منزلها يبعد ثلاثة آلاف ميل . ولكنها لا تستطيع العودة إلى
منزل (الاستراحة).. الآن ... ليس وهي في حالة من
العذاب .
خرجت بسيارتها من المرأب بعد ما دفعت الأجرة , بينما
كان ذهنها تتخبط فيه الأفكار المؤلمة في أثناء اجتيازها
الشوارع المزدحمة . لا عجب في أنه لم يأت على ذكر تلك
الرسالة... ولم يعد يريد أن يتحدث عن حفلة الزواج... لقد
أصبح كل شيء الآن مفهوماً, لقد كان في نفسه صراع بين
حبه لروزاليند , وبين نصيحته لــ ساشا هذا الصباح بألا تبيع
شقتها في أميركا . وتبرعه لأن يدفع عنها قيمة الرهن ....
لماذا كان ذلك؟ هل هو نوع من التأمين لها ؟ المحافظة على
مصلحتها , ومصلحته هو, للإطمئنان إلى أنها لن تصبح
متشردة كلياً ... فيكون في ذلك راحة لضميره فيما لو قرر
عدم الزواج منها ؟
كانت الآن تبكي فتعوق دموعها قيادتها للسيارة. ولكنها
مسحتها شبه غاضبة . لم تعرف كم بقيت تقود السيارة وإلى
أي مدى. إلى أن وصلت إلى ناحية الجسر حيث أوقفت
سيارتها, ثم نزلت تتمشى على الشاطئ المغمور بنور
الغسق المتضائل .
كانت سرعة الرياح, والسحب السوداء الآتية من البحر ...
كل ذلك يبدو غريباً منذراً بالشؤم, ولكنها لم تهتم وهي تسير
ترفس الرمال بقدميها وقد شابه صخب أفكارها تخبط تلك
الأمواج على الشاطئ .
ما الذي يكون الآن بينهما بعدما سمعته في مكتب ريكس ؟
هل انتهى كل شيء بينهما؟ هل يعود إلى روزاليند؟ في تلك
الحالة, ما الذي كانت هي تمثل بالنسبة إليه ؟ هل كان ذلك
أكثر من مجرد فترة استراحة بهيجة مرت في حياته؟؟
يا حيرتي ... إنها لا تستطيع التفكير في ذلك .
عادت إلى السيارة بعد ما سمعت جلجلة الرعد ... ولكنها
كانت قد سارت شوطاً طويلاً من دون وعي منها . وقد حل
الظلام وانهمر المطر حين وصلت إلى السيارة. وهكذا,
بثيابها القطنية الخفيفة المكونة من قطعتين التي ارتدتها
لمناسبة الذهاب إلى العشاء . كانت ترتجف وقد بللها المطر
عندما وصلت أخيراً إلى منزل الاستراحة .
كان الوقت متأخراً أكثر كثيراً مما كانت تظن. فكرت في
ذلك وهي تلقي نظرة على ساعة الجدار وتصعد بهدوء إلى
غرفتها هلعة من مواجهة ريكس, متسائلة عما يمكن أن
تقوله له وماذا يمكن أن يقوله لها .
منتديات ليلاس
سرت بوصولها إلى غرفتها دون أن يراها أحد .
وخلعت ثيابها المبتلة وأسنانها تصطك من البرد, ثم أخذت
تفرك جسمها بالمنشفة , ثم لبست ثوباً طويلاً أبيض
وابتدأت تجفف شعرها عندما, فجأة , اندفع الباب مفتوحاً .
وأطلقت صرخة فزعة عندما ارتد الباب مغلقاً بعنف .
وأطفأت مجفف الشعر بيد مرتجفة وهو يصيح بها: (( أين
كنت حتى الآن ؟ ))
لم تكن ترتجف من رؤية ريكس هناك, في غرفتها فقط ,
وإنما أيضاً من الغضب الذي كدر وجهه حتى نفرت العروق
في عنقه من خلال فتحة قميصه: (( ألم تفكري في القلق الذي
كان يفترسنا جميعاً عليك؟ كيف تتصورين تفكيري عندما
أترك خطيبتي في وقت على أمل أن أراها عند العشاء, ثم لا
يعرف أحد مكانها في أي مكان هي إذ لم ترجع حتى قبل منتصف
الليل ؟ كنا على موعد... أتذكرين؟ أم أنني لا أستحق اتصالاً
هاتفياً تخبرينني فيه بإلغائك الموعد إذا كنت قد شئت ذلك ؟
إذا كان ثمة شيء يبقيك خارجاً إلى مثل هذا الوقت وحدك؟ ))
كان ثمة تهكم في جملته الأخيرة. ولكن, كيف له أن
يتهمها بأنها مع شخص آخر بعدما سمعته من خلال باب
مكتبه؟ وشعرت بالمرارة .
هوت كتفيها قائلة وهي تضع مجفف الشعر على
الطاولة: (( إنني آسفة.)) وفطنت الآن, شاردة الذهن, إلى أنه
صعد إلي غرفتها بالمصعد الذي كان قد أصلح في اليوم
السابق فقط. وتابعت تقول: (( لم أدرك أننا قد توصلنا إلى
اتفاق نهائي . ))
لقد كانت تكذب الآن, في محاولة جبانة لتتخلص , وقد
كانت أضعف وأشد تألماً من أن تواجهه بحقيقة ما سمعت.
قال: (( أوه, لم تدركي ذلك؟ ))
إنه لم يصدقها. لقد أخبرتها عيناه وحدهما بذلك. لقد
كانا كقطعتين من الجمر تخترقانها وهو يتابع: (( إذا ما
الذي كنت تفعلينه طوال ذلك الوقت؟ هل كنت تسبحين؟ )) قال
ذلك بسخرية جارحة وعيناه تنظران إلى شعرها المبلل
وتابع: (( لا أظنك استطعت الاغتسال في هذه المدة القصيرة .
وأظن أن الحمامات العامة تغلق أبوابها منذ ساعات. ماذا
كنت تفعلين إذاً ؟ تركضين حافية القدمين تحت المطر مع
ذلك الانتهازي المتزلف تشيز؟ ))
التهبت عينا ساشا وهي تقول: (( كيف تجرؤ على هذا
القول؟ )) لقد أرادت أن تصرخ به وتخبره بكل ما سمعته
منه ومن تلك المرأة , ولكن الكلمات التصقت بحلقها,
لتقول: (( وماذا لو كنت معه ؟ إنه على الأقل لا يريدني فقط
لكي يتعزى بي عند شعوره بالإحباط. )) كانت بذلك ترد له
الضربة, تريد أن تؤلمه قدر ما آلمها وهي تسمعه
يبث روزاليند بيكينغتون لواعج قلبه. وأدركت, وهي ترى
المشاعر المظلمة التي كست وجهه, إنها قد تجاوزت
الحد .
دخل بكرسيه وقد شحب وجهه بثورة عارمة , خابطاً
الباب خلفه بعنف أفزعها . ورأت عقد أصابعه تبرز عظامها
لشدة قبضته على ذراعي كرسيه وقد لمعت عيناه ليس
بالغضب وحده وإنما أكثر وأكثر , بنظرة ثلجية تنذر
بتصميم بالغ الخطورة .
جحظت عيناها تحدق إليه وقد بدا أن كل قوته الجسدية
قد ظهرت في يديه هاتين, ثم, وبكل إرادته الهائلة , اندفع
واقفاً , تاركاً الكرسي ليتقدم إليها ببطء مخيف .



(( نهاية الفصل الثامن ))

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 17-10-11, 08:46 PM   المشاركة رقم: 60
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل التاسع




(( ريكس... ))
رفعت ساشا يدها إلى فمها وهي تتراجع خطوة إلى
الخلف وقد أدارت رأسها الصدمة لتصطدم بحاجز السرير,
وقد تعلقت عيناها بعينيه الملتهبتين ليندفع نحوها بقوة
قبل أن تتمكن من الهرب من طريقة .
قال وهو يضحك بخشونة إزاء صرخة الذعر المبتورة
التي أطلقتها: (( وماذا في ذلك؟ ألا أعجبك في هذا الشكل؟ ))
وأفقده توازنه مقاومتها فانقلب وإياها ساقطين على
السرير وهو يقول: (( أليس هذا ما تريدين ؟ رجلاً يستطيع أن
يمشي؟ )) فهتفت بضعف : (( كلا! كنت اقصد...! أوه , ريكس ,
كلا .. أرجوك!)) كان غضبه متواصلاً , وكانت مقاومها من
دون جدوى .
قال بصوت مخيف: (( ما الذي يخيفك هكذا ؟ ألا أعجبك في
هذا الشكل . أم أن ذلك يحطم ما توهمته عن ذلك المعوق
الجدير بالرثاء الذي ارتبطت به ؟ ))
(( إياك! )) قالت ذلك وهي تبكي وتشهق إزاء غضبه العارم
ذاك, وإزاء كل المفاجآت القاسية التي عرضها لها هذا
النهار. وكانت تقاوم عبثاً. فقد كان مسمراً معصميها
بمستوى كتفيها , تكاد قبضتاه القويتان عديمتا الرحمة, أن
تسحقا لحمها الطري .
(( ريكس ... ))
رفعت نظرها إليه, وبدهشة , ولعدة لحظات, لمحت على
وجهه مشاعر محرقة . وشهقت وهي ترى الألم العميق
ذاته الذي يكمن في أعماقها هي, كان ذلك للحظات قليلة
ليعود بعدها ذاك القناع الحجري يكسو وجهه. وصدر من
حلقها صوت مختنق حين أهوى عليها بقبلة قاسية عنيفة.
فكرت بذهول, ما الذي تفعله وهي تعرف أنه يحب امرأة
أخرى ؟
منتديات ليلاس
عندما استيقظت , بعد غفوة قصيرة, كانت تشعر و كأنها
تحترق .
أخذت تئن في الظلام, وكأنما استيقظت من حلم مؤلم ,
تذكرت المشهد الغاضب مع ريكس, ولكن ريكس قد ذهب.
ربما كانت تهذي متصورة ما حدث, ذلك أنه غير
موجود. ولو كان ما حدث بينهما , حقيقة وليس مجرد
تخيلات منها, لما ذهب من دون أن يوقظها .
لابد أنها سقطت في إغفاءة بعد ذلك , إذ أن الليل قد بدا
وكأنه اختلط بالنهار. لقد سمعت أصواتاً وحاولت أن تجيب ,
ولكن يبدو أنهم لم يفهموا ما كانت تقول .
لقد نادت ريكس, وتصورت أنه قد استجاب لها على
الأقل. ولكنها عجبت من أن يفعل ذلك في الوقت الذي يحب
فيه امرأة أخرى, ومن هو ذلك الرجل الجالس إذاً, بقربها
على السرير, يمرر يده على جبينها بحنان, ويهمس إليها
بكلمات حلوة رقيقة وكأنه يحبها ؟
عندما استيقظت مرة أخرى, كانت الحرارة قد انخفضت
ولم تعد تشعر بالألم . كما أن ذهنها قد استعاد صفاءه
ورفعت عينيها إزاء أشعة شمس أيلول .
نزلت بضعف من السرير و هي تشعر بحاجة ملحة إلى
الإغتسال ... ثم , وقد أدركت مبلغ عدم توازنها , تمسكت
بأحد أعمدة السرير في الوقت ذاته الذي دخلت فيه شيلا
الغرفة .
أسرعت إليها المرأة تهتف بلهفة: (( إذاً , لقد استيقظت. هل
أنت متأكدة من أنك بخير؟ لقد كنت فريسة الهذيان مدة
يومين. لا أستطيع أن أصف لك مبلغ القلق الذي أصابنا
لأجلك. خصوصاً ريكس. غريب منك أن تسيري تحت المطر
فتصابي بالبرد! ))
منتديات ليلاس
نظرت ساشا وهي تتمتم: (( هل هذا ما حدث؟ )) لم
تكن تريد أن تتذكر رحلة العذاب تلك إلى شاطئ البحر. وذلك
المشهد البشع مع ريكس, وكلماتها المرة لتي استفزته إلى
من ينهض من الكرسي ويمشي...! ولكن شيلا تقول إنه كان
قلقاً عليها . وتملكتها رجفة وهي تتذكر عنفه في أثناء
معاتبتها. هل غير ذلك ما سبق من شعوره نحوها؟ تساءلت
عن ذلك بألم وهي تنظر بحيرة إلى قميص النوم الذي لم
تتذكر أنها لبسته. وقالت شيلا: (( كنت لا تزالين في معطفك
المنزلي, شبه غائبة عن الوعي, عندما جئت وقررت أن
أستدعي الطبيب . لا بد أنك كنت تشعرين بالمرض , مما جعلك
تستسلمين لمثل هذا النوم الطويل. )) وأشاحت ساشا
بوجهها لتخفي وجنتيها المتوهجتين, بينما تابعت والدة
ريكس تقول: (( وفكرت في أنك ستشعرين براحة أكثر في
قميص نومك . ))
تمتمت ساشا: (( شكراً ))
لم تكن تحب بتاتاً أن تكون مصدر إزعاج لأحد. وكانت
على وشك أن تقول هذا عندما سألتها شيلا: (( هل أنت جائعة
يا ساشا؟ هل آتي إليك بفطور؟ ))
كانت جائعة فعلاً, ولكن الحمى كانت قد أصابتها
بالجفاف حتى أنها شعرت بلسانها كقطعة من الورق
النشاف . وقالت تجيبها: (( شكراً, ولكن قبل ذلك , هل يمكنني
أن أحصل على شيء من عصير البرتقال من فضلك؟ ))
قالت شيلا: (( بالطبع يا عزيزتي . سأرسله إليك حالاً. ))
منتديات ليلاس
من دون ذكر لتمكن ريكس من المشي, أدركت ذلك عندما
أصرت المرأة على إعداد الحمام لها, كما أنها تأكدت من أن
كل ذلك لم يكن حلماً فهل يعني هذا أن تلك الكلمات الرقيقة
التي سمعته يهمس بها إليها عندما كانت مريضة , هل هي
حقيقة وليست حلماً أيضاً ؟ و أفعمت بالأمل وهي تصل
بتفكيرها إلى هنا. وتضايقت لما كانت هذه مجرد تصورات
لكلمات عاطفية كانت تتخيلها, مستمدة إياها من تشوقها
الشديد إلى ذلك. وعندما نزلت إلى غرفة الطعام لتناول
فطورها المكون من بيضة مسلوقة وخبز محمص, وشربت
ما يعادل لتراً من عصير البرتقال, صادفت ريكس في غرفة
المكتبة .
كان جالساً إلى منضدة يقرأ في كتاب. ولم يسمعها وهي
تدخل. كان منحنياً على الكتاب , بشعره الأسود ذاك , ويديه
القويتين وهو يقلب صفحة على الكتاب, كان في ذلك المنظر ما
جعل قلبها يتلوى ألماً . وفجأة, رفع إليها نظره دهشاً
ليهتف: (( ساشا؟ )) وتألق وجهه القوي بابتسامة وهو يدفع
بكرسيه إلى الخلف بعيداً عن المنضدة .
قالت تذكره مرتبكة وقد بدا التساؤل في عينيها وهي
تراه سجيناً , كالعادة, في كرسيه, قالت: (( ولكنك ...مشيت.))
قال: (( نعم.)) ومد يده يأخذ عصا كانت ملقاة على كرسي
إلى جانبه, ثم يقف مستنداً إليها بطولة الفارغ, مشرفاً
عليها وهو يقول: (( كيف حالك؟ ))
فقالت بخجل: (( لا بأس. )) وعجبت لاهتمامه بها بهذا
الشكل , في الوقت الذي يحدث له هو هذا الشيء الرائع.
وحاولت جاهدة أن تمنع نفسها من الإندفاع إليه لتدفن
وجهها في قميصه المتهدل ذاك.

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
اليزابيث باور, انت الاغلى, elizabeth power, دار النحاس, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, strew in the wind, قلب في مهب الريح, قلوب عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:02 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية