لم يغب عنها تصلب فكه لكنه هز رأسه قائلاً بنبرة مفعمة بالاحتقار:
- أنت تكذبين ياروكسان .. وجذور فسادك تمتد الى عمق اعماقك.
- مازلت اتذكرها قبل يوم واحد من وفاة لوكا وهي تحمل صورتك وتخبر الجميع انك أوصلتها الى منزلها..
راقبت روكسان شحوب وجهه فأدركت في الحال انها حققت مبتغاها...
- على كل حال, لقد سئمت التعامل مع المحامين ... وأظن ان الصحافيين مثيرون للاهتمام اكثر ويمكن ان يدفعوالي النقود لأتكلم .. لاشك في ان قصة لوكا ستشكل سبقاً صحفياً لامثيل له.منتديات ليلاس
- كم تريدين؟
منتديات ليلاس
اخرج دفتر الشيكات من الدرج بيدين ثابتتين مع ان وجهه بدا اكثر بياضاً وبرودة من الرخام..
- حصة والدتي...
والتقت عيناها بعينيه وهو يدون المبلغ الذي طلبته بل عبارتين بسيطتين من اختياره, وحدق في يدها الجشعة وهي تنتزع الشيك من يده, وراقب التواء فمها غضباً وهي تقرأ طلبه الفائق التهذيب بأن ترحل..
- يمكنك ان تتحدثي مع من يحلو لك لكنك ذكرت سابقاً انني املك نبعاً لا ينضب للمال, واذا تفوهت بكلمة واحدة فسأنفق ثروتي كلها لئلا تتمكني من الحصول على فلس واحد, واعلمي منذ هذه اللحظة انني سأكرس حياتي كلها لأحول حياتك الى جحيم ..وحذار ان تهدديني ثانية او تحاولي ابتزازي ياروكسات ..لأنني لا احب التعامل مع الحقيرين امثالك.منتديات ليلاس
- لكنك يالازارو.. وغباؤك يمنعك من رؤية ذلك, تماماً مثل اخيك...
واستدارت نحو الباب وهي تنفث غيرتها وسمومها وحقدها في كل كلمة تتفوه بها..
- الفرق الوحيد بيني وبين كاتلين هو انها احسنت الاختيار ... يبدو ان ابنة خالتي فازت بالجائزة الكبرى..
بقيت رائحتها عابقة في الغرفة لوقت طويل.. رائحة مثيرة للغثيان تسللت الى مسامه ..انه العطر نفسه الذي كانت تضعه في ذلك اليوم.. وفي هذا المكان بالذات ..استرخي لازارو في مقعده واغمض عينيه منتظراً ان يزول إحساسه بالغثيان ..إلا انه لم يفعل..
- لوكا..
منتديات ليلاس
اغمض عينيه فتراءى امامه وجه اخيه.. بدا ذلك الوجه الذي لطالما كان مشابهاً لوجهه مختلفاً كلياً.. ولم تكن سنوات الحزن والندم والمرارة وحدها المسؤولة عن تلك التغيرات.. مرر لازارو اصابعه على طول الخط المتعرج على خده..على الندبة التي تسبب بها لوكا يوم وفاته..
طفت على السطح الذكريات التي امضى اكثر من سنتين وهو يحاول محوها, وكلما حاول ان يتخلص من واحدة , برزت اخرى... شعر وكأنه عالق في حقل للروماية , حيث تحولت كل صورة الى هدف .. وكلما اطلق النار على واحدة عادت لتظهر بقوة وصلابة اكثر من ذي قبل.منتديات ليلاس
على الرغم من مرور سنتين إلا انه مازال عاجزاً عن مواجهة ذلك الألم المبرح.. وعاد الإحساس الموجع يتسلل الى قلبه وظهرت الى العلن الجروح غير المندملة التي لم تكن مهيأة بعد لأن يراها احد.. غير ان لازارو لم يكن يرغب في استرجاع ذاك الاحساس.. لم يكن يرغب في مواجهته..
ولكن هذا مافعلته كاتلين ..جعلته يواجه المستحيل..

عند دخولها الى المكتب, ادركت كاتلين انه لم يسمعها وهي تدق الباب وادركت ايضاً انها ترى جانباً من شخصية لازارو رينالدي يفضل حتماً ألا يراه احد.ريحانة
كان رأسه بين يديه وكتفاه مسترخيين وبشرته رمادية اللون..خطر لكاتلين ان تعود ادراجها وتغادر المكتب ثم تقرع الباب من جديد لتجنبهما معاً إحراج تقديم التبريرات ..غير انه رفع نظره نحوها في تلك اللحظة بالذات.منتديات ليلاس
- آسفة بشأن ماقلته لوسائل الإعلام ..اعلم انني تصرفت بحماقة , واعلم انه كان ينبغي ان اتصل بك مباشرة..لكنني شعرت بالاحراج...
منتديات ليلاس
كان وجهه خالياً من أي تعبير , ومع انه كان ينظر اليها إلا أنها احست وكأن نظراته تخترق ذاتها وكأنه لا يسمع ماتقوله..
- تفاجأت بهم من حولي .. ولم أشأ ان يبلغ الخبر مسامع البيرتو .. لم أشأ ان يلمح احد امامه الى وجود علاقة بينكما ...
قاطعها لازارو مصفقاً بيديه فأحست بتصفيقه
اشبه بضرب السياط , واتسعت عيناها من شدة ارتباكها وهي تراه يجلس مسترخياً في مقعده مصفقاً على مهل...
- أحسنت ياكاتلين !
توقف فجأة عن التصفيق لكن الصدى بقي يتردد في أذنيها , فيما راح يحدق فيها وشرارات الحقد تتطاير من عينيه.منتديات ليلاس
- اثبتي فشلك كمساعدة شخصية .. عليك ان تحترفي التمثيل بعد أن اطردك..
- هل ماقلته لوسائل الإعلام هو السبب..؟
- لا تحاولي خداع مخادع..لاسيما مخادع محترف مثلي..
- مخادع؟ لا افهم ماتقصده..
اجاب لازراو بنبرة ساخرة موجهاً كلامه الى حشد غائب:
- مازالت مصرة على التلاعب بي.منتديات ليلاس
- لا افهم ماتقصده.
كانت الدموع تترقرق في عينها والأفكار تتضارب في رأسها ...وسألها مبتسماً مع أن نيران الحقد تتأجج في عينيه:
- هل نحتفل بما قلته عن علاقة بيننا امام وسائل الإعلام؟ أم بخداعك ابنة خالتك وحرمانها من الميراث؟.
اجابته كاتلين وقد اخذت اسنانها تصطك:
- كيف علمت بالأمر؟.
- من واجبي ان اعرف كل شيء ..هيا ياكاتلين ..
ثم اضاف :منتديات ليلاس
- لست بحاجة الآن الى اللجوء الى الخطة البديلة.منتديات ليلاس
- الخطة البديلة؟
- ابنة خالتك..تلك التي نسيت ذكرها .. الك التي تواعد اخي قبل وفاته , جاءت اليوم لزيارتي....
- ارجوك ..لا أظنك تعرفها جيداً.. ولا اظنك تعرف ماهي قادرة على ان تفعله ..
- أنت مخطئة! كم من فرصة اعطيتك؟ كم من مرة تجاهلت اكاذيبك؟
وأضاف بصوت هادئ:
- برئية جداً.. العذراء البرئية العديمة الخبرة.منتديات ليلاس
احست كاتلين بأوصالها ترتجف , لم تكن مرغمة على ان تبرر نفسها .. لم تكن مرغمة على ان تقول شيئاً ... ارادت ان تغادر المكان لكن الخدر في ساقيها منعها من الحراك...
- كذبت على المصرف ..كذبت بشأن سيرتك الذاتية..فالكذب امر طبيعي بالنسبة اليك .. وأنا واثق كل الثقة من انك لا تعرفين متى يمكن ان تلجئي اليه.. قولي لي شيئاً ياكاتلين .. عندما قلت لروكسان انك ستوقعيني في حبالك , هل كنت واثقة من نفسك؟ عندما مزقت صورتي من المجلة...؟

احست بتوهج خديها وقد تسلل الخزي الى عظامها .. وشعرت وكأنها عالقة في كابوس, تحاول الصراخ لكن من دون جدوى...
- عندما عقدت العزم على الفوز بالجائزة الكبرى, هل كنت تظنيني ذلك مممكناً؟ هل تظنين انني لن افضح امرك؟ هل ظننت ان ماقلته لوسائل سيرغمني على الزواج بك؟ ألم تدركي بعد انني لن اتزوج إلا من المرأة التي احبها . وأنك لست هي؟
- أنا راحلة!
كان صوتها مخنوقاً ورجلاها خدرتين , لكنهما قادرتان على الحراك..
- جيد..
ومر بقربها كالزوبعة قائلاً:
- اجمعي اغراضك وارحلي من هنا.. امامك خمس دقائق فقط .. لا اريدك ان تتركي شيئاً هنا.. فأنت تثيرين اشمئزازي.منتديات ليلاس
- أكرهك..
استعادت كاتلين في تلك اللحظة قدرتها على الكلام , وكانت كلمة تتفوه بها تعبر عن حقيقة مشاعرها والحزن الكبير الذي غمر قلبها.منتديات ليلاس
- كم اتمنى لو انني لم أقع في حبك.
منتديات ليلاس
لم يفتها تصلب كتفيه وتردده الواضح عند العتبة قبل ان يخرج من الباب ويغلقه وراءه بقوة.منتديات ليلاس
يمكنها ان تذرف الدمع لاحقاً لكنها احست في تلك اللحظة بفتور في مشاعرها بعد موجة الغضب التي صبتها عليه , وقفت وسط المكتب وراحت تجمع اغراضها بيدين ترتجفان وقلب يتخبط بين ضلوعها .
كان عليها ان تترك بعض الأغراض ايضاً ففتحت حقيبة يدها واخرجت منها بطاقة الاعتماد وهي تتساءل عما يفترض بها ان تفعله بالهاتف ..لكنها وجدت نفسها عاجزة عن التفكير أو البقاء لحظة اخرى لتمحو الرسائل.. فقررت ان تترك هذه المهمة لشخص آخر....
- يبدو ان مهمتك انتهت...
كانت كاتلين فاقدة للحس الى درجة انها لم تصعق عند رؤية مالفوليو يقف عند عتبة الباب..
- هل طردك رينالدي؟
- شقيق زوجتك رجل سافل..
لم يعد عقلها يعمل بصورة طبيعية وأحست وكأن كلمات لازراو جمدت ذهنها ماجعل ردود افعالها بطيئة للغاية إذ اقتصر عمل عقلها على ايجاد سبل البقاء وحسب.ريحانة
- كان بإمكاني ان احذرك وأوفر عليك العناء...
وابتسم لها مالفوليو ابتسامة متعاطفة وأضاف:
- رجال آل رينالدي سفلة ونساؤهم ساقطات .. وأمثالنا لا يليقون بهم..
لم تكن دفاعاتها معززة .. ولم تتمكن من رؤية الأعلام الحمراء التي ترفرف في الأفق ...ولم تسمع صوت الإنذار العاجل فيما ذهنها يناضل ليدق ناقوس الخطر في رأسها .. وفجأة استافقت من غفلتهاوقد استولى عليها الذعر والخوف..لكن يبدو انها تأخرت قليلاً ... كان جسده ينبض بالحقد والغضب وهو يضمه اليها .. وأدركت كاتلين على الفور ماالذي سيحصل.. وعلى الرغم من صراخها ودفاعها عن نفسها إلا ان حقده بدا اقوى بكثير ... وعندما اوقعها أرضاً , تمنت في سرها ألا يطول الأمر.. وأن ينتهي الكابوس قريباً جداً...

نهاية الفصل الحادي عشر

نوووو بلييييييييييز كمليها ريحانة

حمستيني