كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
وقفت كاتلين وهي ترتجف ثم مدت يدها لتأخذ حقيبة يدها, فأمسك لازارو بوسطها وسألها:
- لم تريدين الرحيل الآن بعد ان اصبح الحديث مثيراً للاهتمام؟
- أريد الخلود الى النوم.ريحانة
حررت يدها من قبضته فتركها تفعل, واستدارت على عقبيها , وحاولت جاهدة ان تجر رجليها المرتجفتين لتغادر القاعة, وهي تدرك تماماً انه يلحق بها.
ضلت كاتلين طريقها لبرهة فبهو فندق مانسيني ليس مألوفاً لديها , لكن ما إن رأت المصاعد امامها حتى اسرعت نحوها وهي تدرك ان ليلتها مازالت في بدايتها , اغمضت كاتلين عينيها عندما لحق بها الى المصعد , كان جسدها ينبض بالغضب وعقلها يسير وسط متاهة..
رافقها الى باب غرفتها واستند الى الحائط من دون ان يتفوه بكلمة, كانت كاتلين واثقة كل الثقة من انه لم يدعها تخلد الى النوم بهذه البساطة.ريحانة
- ماذا؟
منتديات ليلاس
علت ابتسامة مخادعة على ثغره بينما هو يضع قدمه عند عتبة الباب ليمنعها من إغلاقه وراءها.
- ألن تطلبي من الدخول لشرب فنجان من القهوة؟
أومأت كاتلين برأسها , لم تكن خائفة منه, ولكنها خشيت ان تكون قد اختارت المكان غير المناسب لتعيد فتح جراح الماضي, تراجعت قليلاً الى الوراء ليتمكن من الدخول..لم يحاول لازارو إسكاتها أو مقاطعتها ...بل لحق بها الى غرفتها لمواجهته...
وقفت كاتلين مكانها ترتجف من شدة القلق فيما سألها:
- كنت تقولين؟
- اخوك..
ادركت في نهاية المطاف عليها ان تقوله, فأخذت نفساً عميقاً وقررت ان تنظر اليه وتتفوه بالاسم الذي يحظر على الجميع التلفظ به..
- لوكا...
حاول لازارو التهرب من الموضوع قائلاً:
- علي ان اتعامل مع موت لوكا في كل يوم من حياتي.منتديات ليلاس
قاطعته كاتلين :
- في كل دقيقة وكل ساعة وكل يوم.. اعلم انك تشعر بالسوء...
- هل تعرفين هذا الاحساس؟؟
- فقدت جدي منذ ستة اشهر...
قاطعته كاتلين صارخة:
- كلا.. لكنني اعرف معنى ان تفقد احدهم .. واعرف معنى ان تحب احدهم وتحزن لموته .. لكنني اعرف ايضاً معنى السلام الداخلي يالازارو ..ذلك السلام الذي تفتقده منذ اكثر من سنتين...
وتوقفت قليلاً عن الكلام ثم اردفت بنبرة اكثر رقة:
- علمت انكما تشاجرتما قبل وفاته..قرأت الخبر في الصحف واخبرتني انتونيا ان ما حصل كان بغيضاً, لكن الكل يدرك ان تصرفات لوكا تجاوزت حدود المعقول وكان لابد لأحدهم ان يعيده الى رشده..لا افهم ..فكيف سمحت له بأن يضربك ؟كيف..؟
- كفى!
لم تغب عنها نبرة التحذير في صوته وإمارات الغضب التي ظهرت على وجهه..غير ان غضبه لم يكن موجهاً ضدها, بل ضد ذاته , كانت الاسابيع القليلة الماضية اشبه بكابوس بالنسبة اليه, إذ ادرك ان عائلته ستجتمع من جديد, وسيعود اسم لوكا ليتردد على كل الشفاه, كان الأمر اشبه بالعيش في جحيم مهما حاول ان يتفادى ذلك.. وهاهي الآن تقف امامه تتحدث اليه بنبرة تدل على مدى تعاطفها معه فيما تكاد عيناها ان تبلغا عمق اعماقه..كان من السهل عليه ان يطرد الشك من رأسه , ويقنع نفسه بأنها مختلفة فيفضي اليها بمكنونات قلبه.منتديات ليلاس
|