كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
خرجت الكمات من بين شفتيها عفوياً , إنها الوظيفة التي طالما حلمت بها.. بدا وكأن كل ماتمنته يتحقق..كما سيتسنى لها ان توفر النقود.. كانت بحاجة ماسة الى النقود لكنها لاتستطيع ان تقبل عرضه.. لا تستطيع.. واسفت اشد الأسف على ذلك..
- لا يمكنني رؤية مالفوليو بعد اليوم.
كانت تتكلم بنبرة حادة لكن من دون ان تلتفت اليه , وضعت يدها على الباب من جديد إنما لتستند اليه وليس لتفتحه, فاللحظات المريعة التي عاشتها خلال هذا النهار والمشاعر التي حاولت ان تنكرها وأبت التفكير فيها قبل ان تصبح وحدها, بدأت تتزاحم في ذهنها.
- لا اظن أن بإمكاني ان اتحمل..
منتديات ليلاس
خيم الصمت على الغرفة , صمت مشوب بالقلق, إن الصمت الرهيب الذي يخفي بين ثنايا, تنهيدة مخنوقة, وصوت وقع الحقيقة .. إنها اللحظة التي تتأجج فيها المشاعر وعبثاً يحاول المرء إخمادها.منتديات ليلاس
لم يكن لديها أدنى شك في انها ستهز كتفيها بالامبالاة بعد قليل , وتعيد النظر في الامور بشكل منطقي وتوزع الملامة مناصفة, لم يكن لديها ادنى شك في ان المسألة ستفقد اهميتها في نظرها , بعد مرور وقت قصير.
ولكن في تلك اللحظة رأى تلك المرأة القوية المعتدة بنفسها تفقد شجاعتها لبضع ثوان , فوجد نفسه مرغماً على النهوض من مكانه, والتوجه نحوها ليبعد جسدها المرتعش عن الباب ويديره نحوه ويضمه بين ذراعيه.منتديات ليلاس
- اكرهه...
لم تكن توجه كلامها الى لازارو الذي ادرك على الفور بهذه العبارة ..
- اكرهه...
- اعلم هذا .منتديات ليلاس
- سأكون بخير بعد قليل.
واخذت نفساً عميقاً محاولة ان تتمالك نفسها من جديد , شعرت بإحراج شديد لأنه رآها تذرف الدموع وحاولت التملص من عناقه لكنه شدها اليه بقوة فاستسلمت لرغبته وتركته يخفف عنها بينما اخذ الرعب الذي استولى عليها يتلاشى, واستعادت انفاسها انتظامها وهي تصغي الى نبضات قلبه.ريحانة
كان لازارو يدرك ان عناق المرأة يؤدي لا محاولة الى نهاية وحيدة لا مفر منها , ولاشك في ان الفائدة الاساسية التي جناها من تحويل الجناح القائم في الطابق العلوي الى مكتب له هي ان السرير على بعد مسافة قصيرة جداً.
وراح يتأمل شفتيها المنتفختين بسبب العض عليها والدموع المشبعة بالملح التي ذرفتها فحثه حدسه على التخفيف عنها كما اعتاد ان يخفف عن النساء الاخريات, إلا ان حدساً آخر واكثر عمقاً وقوة منعه من ذلك.. إنها الفضيلة التي لطالما تجنبها , الفضيلة التي اطلقت من اعماقه صرخة مدوية معلنة له انها لم تكن بحاجة الآن الى مواساته بهذه الطريقة .
لكن كاتلين كانت تتوق الى ذلك..
منتديات ليلاس
فمنذ سنين طويلة وهي تحلم بأن يضمها بين ذراعيه, وعندما تحقق اخيراً ادركت كاتلين ان الواقع يفوق الخيال روعة وجمالاً فقد اثار فيها قربه احساساً لا يوصف بالفرح وشعرت وهي بين ذراعيه القويتين بالأمان , وتمنت بشدة لو يعانقها كامرأة لتزيل يداه البقع القذرة التي خلفها مالفوليو.منتديات ليلاس
لكنه لم يفعل واكتفى بضمها الى صدره لبعض الوقت ريثما يتسنى لها ان تستوعب ماجرى وتعيد تنظيم الامور في رأسها , وعندما قرر اخيراً ان يطلق سراحها بعد ان استعادت قدرتها على الوقوف بمفردها , بدا لها العالم اجمل مما كان عليه لدقائق خلت..
|