كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل الثامن
***********
قالت ليز مقترحة:
-ماذا لو رسمت منظر العمران من ناحية وزلاجة بابا نزيل من الناحية الأخرى فإن هذا سيسمح بتغيير الديمور تماما ...ما رأيك؟
كانا فى الحظيرة حيث أخذ يقرأ برنامج الأحتفال الذى ستقدمه المدرسة .قال بصوت ممطوط :
-أفعلى ما يحلو لك يا إيتها الأم الفنانة إن شريكك سيلتزم بتعليماتك إنه مجرد ميكانيكى
-أوهـ لم أفكر فى أن أعطيك أوامر وأنما ظننت فقط...
-ليس عليك أن تفكرى يا ليز خاصة إذا بدأت تفكرين فى أنك لست حاجة إلى أنت هنا لتبدعى
صاحت وهى تضحك:
-أوهـ! من السهل أن أنطلق فى الإبداع عن طريق وضع اللون بالفرشاة كيفما أتفق
ناولها كيرك فرشاة مغموسة فى اللون الأبيض الموجود فى دلو. كانا يعدان ديكورات أعياد الكريسماس وكل منهما يطلى لوح من الخشب المضغوط أحضره من المدينة.لم يستطيع كيرك أن يمنع نفسه من المزاح خاصة وهو يناول شريكته الفرشاة كان يمسك بها عاليا جدا حتى لا تستطيع ليز أن تمسك بها إلا بعد أن تقبض عليه.صاحت:
-ليس لطيفا منك أن تستغل قصر قامتى لتمنعنى من العمل .إذا أستمريت على هذا سأرحل
-ولكن كل أفعالك وأنت ترسمين أو تحتسين القهوة أو تاكلين الفشار تدفعنى للجنون أنت تفعلين كل ما يدفعنى للجنون يا ليز تريماين وتقولين عكس ذلك
دار حول لوح الخشب المقوى كى يغمس الفرشاة فى الدلو وقد تراقصت السعادة والمرح فى عينيه.فردت ليز عليه :
-إذا كان كل هذا يضايقك فلماذا تصر على الحضور لمقابلتى فى المطبخ أو الصالون لنلعب الورق أولنشاهد التليفزيون كل مساء؟
-أنا لم أدع أن هذا لا يسعدنى سعادة رهيبة
ابتسمت ابتسامة بطيئة وأجابت بإخلاص:
-وأنا كذلك
-حسنا
مسح أنفها بطرف قميصه ثم عاد إلى لوح الخشب وبعد نصف ساعة من العمل الجاد قالت ليز :
-رائع!هذا المساء سأقوم بطلاء وجه أخر وعندما أصطحب الطفلين إلى كريستى صباح غدا سيكون الطلاء جف وبعدها أهجم على العمل الإبداعى الحقيقى
قلا لها :
-أن لك موهبة مجنونة
أخذ يفحص الأسكتشات المنثورة فوق المائدة .قالت له:
-شكرا
مالت كى تمسك بإحدى القطيطات التى غامرت بالخروج من الصندوق .منذو أن تعثرت السيدة هيلى فى إحدى القطيطات تم نقل الصندوق بمحتوياته إلى الورشة الفنية بالحظيرة وأكد كيرك للولدين أن القطيطات ستكون فى أمان هكذا.بعد دقيقة عادت بدون القطة ولكن بواحد من تماثيل كيرك الخشبية وصاحت:
-أن لك موهبة عظيمة....أن هذا التمثال ساحر
كان التمثال يوضح مدى عذاب صاحبه وكأنه يعبر عن آلم عميق داخل كيرك وحزن لا يستطيع أن يستخرجه إلا بسكين النحات لم يرفع عينيه عن رسومات ليز وسألها:
-وماذا لدى من صفات أخرى؟
--لماذا تخفى تماثيلك يا كيرك؟
-رفع ا{سه وعندما رأى ما كانت تمسكه فى يدها أقترب مكنها بحدة ثم وقف فى الحال لم ينطق بكلمة وأنما أخذ يتطلع إليها فى غموض وأدركت أن تماثيله عزيزة جدا على قلبه وخشى أن تتهكم عليه
-إن تماثيلك رائعة فلماذا تخفيها هنا بدلا من أت تعرضها فى البيت؟
تبعها إلى الورشة .رأت عددع من إبداعاته الغريبة والعاطفية مرصوصة على الرفوف وسألها:
-هل تحبينها إلى هذا الحد؟
-نعم يا كيرك إننى أعتبرها جديرة بالإعجاب
تنحنح ليسلك حلقه وهو يمرر يده فى حنان على أحد الأشكال الغريبة التى أبدعها .همس:
-لقد كان أميروز يكرهها ويعتبرها تشبه الشياطين
أخذت تتفحص المزيد منها بإمعان تحت الضوء
-إنها فعلا غامضة وكأنها تنتمى إلى عالم أخر هذه على سبيل المثال يبدو عليها المكر ومن يرأها يظن أنها ستنفجر ضاحكة أو ستتهكم على شخص ما ...إننى أعشقها
قرأت على سحنة كيرك نوعا من الفهم وكأنه لم يكن واثقا أو كأنه يخشى تحطم عمله .
سألته:
-هل يمكن أن تبعها لى؟
-أنت تتكلمين مجرد هراء وكلام بلا معنى...إذا أردتها خذيها
هزت رأسها نفيا :
-أوهـ...لا...إنها شئ...لا يوجد قبل أن تبتكره إننى أرى الكثير من العمل والوقت و التفكير....وكثير منك يا كيرك ! وهذا ما يعطيها قيمة خاصة
بدأت تضحك وهى تسخر منه وليس من نفسها
-قد تكون ذات قيمة خاصة بالنسبة لى وليس للآخرين
-ما دامت ذات قيمة عندك فهى بالتالى لها قيمة عند الآخرين ...فى مجتمعنا لا يوجد شئ بلا مقابل وسأشتريها منك إلا إذا كنت تود أن تحتفظ بها لقيمتها الخاصة عندك
-يمكن الدفع بطريقة آخرى غير المال
خمنت فى عينيه ماذا كان يقصد ولكنها سألته :
-ماذا تقدره ثمنا بدلا من النقود؟
وأضع اصبعه على الجرح فى خدها وبدأت فى الحال ترتجف أهـ لو عرف فقط إلى أى حد تريده فإنه لن يتردد لحظة
قال لها:
قبلة....بالضبط قبلة
أبتسمت رغما عنها:
-أن تماثيلك تساوى أكثر من ذلك
-إن أحدى قبلاتك بالنسبة لى لا تقدر بثمن يا ليز
كانت تتوقع الخطر فى عينيه وفمه وذراعيه كان خطر مغريا فأستسلمت له
ضحكا بلا مواربة وأخذا يتبادلا النظرات المفعمة بالعاطفة والرغبة وأخذت تردد أسمه فى حب
قال لها:
-ماذا أفعل بك....إنك تقودينى للجنون ؟فى الحال تخشب جسمها وعادت إليها كل الدماء البادرة التى سبق وهربت أمام نظراته الوالهة أفاقت إلى نفسها فى عنف وآلم لقد جرحتها عبارته
تخلصت منه بعنف ونهضت وهى تقول:
-دعنى أذهب!
-لا يا ليز لا تزيدينى جنونا...لا ترحلى!
حاول أن يمنعها ولكنه لم يفلح كان بداخ عقل ليز الآف الأسئلة تتصارع دون إجابة أو بالأحرى شكوك أكثر منها أسئلة.هل تحبه؟لا دون شك أنها لم تعد تحبه ...إن أى علاقة قائمة علىالأنجذاب الشكلى فقط يمكن أن تجلب عليهما المشاكل وتأنيب الضمير قال :
-يا عزيزتى ليز أعرف ما تفكرين فيه ولكن أسمعى لا يوجد أحد من حقه أن يلومك على أى شئ من فضلك ليز
أعلنت فى برود وهى تعتدل:
-نعم...أعلم...إنك تريد أن تقطف زهرة من كل بستان
صاح فى ضيق
-ماذا؟!!يا لها من طريقة كريهة فى عرض الأمور ليس هذا على الإطلاق ما أريده .ليست أعرف بالضبط ما أريده...ولكن....عندما عادت إلى المزرعة كان كيرك قد رحل ولم يعد قبل أن تذهب هى للنوم
تساءلت هل سيعود الليلة؟
*****
|