كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
عندما وصل الطرف الأخر من الصالة وجد أن عليه أن يواجه نفس مشكلة ليز كان طرف الموكيت يلتف حول نفسه عندما يكف عن الإمساك بطرفه .إذا حاول إحضار شئ ثقيل يثبت به أحد الأركان فإنه سيضطر إلى ترك الموكيت حان محاصرا ضد الجدار.هذا ما صار إليه حاله بعد أن قرأعدة مرات المقال حول وضع الموكيت وتثبيته
كانت المعركة التى اشتبك فيها والتى تتركز فى الجرى ما بين ركن وآخر ويداه فوق الأرضية لم تحل مشكلته جلس فى المنتصف وهو ينظر إلى ليز وقال وهو يسند رأسه على كفه :
-فى النهاية أنت على حق لو ظللنا جالسين على الموكيت مدة أسبوعين فإن الموكيت سيتطبع على الأرضية دون أى مساعدة وليس علينا سوى الأنتظار
تأرجحت ليز فوق الموكيت وتساءلت ماذا يمكن أن تظن بهما السيدة هيلى لو رأتهما على هذا الوضع الغريب فوق الموكيت ؟قالت مقترحة:
-أعتقد أن علينا أن نثبته بالمسامير
-من المستحيل أن يتحرك أى منا من مكانه لانه لو أبتعد أحدنا فإن الموكيت سيلتف حول نفسه
-لا...أعتقد أنه محكوكا علينا أن نظل فى مكاننا الوقت اللازم حتى تنفرد والمضايقة الوحيدة فى هذا الوضع هو أننا سنظل متباعدين مسافة طويلة إن أحد أركانك مثبت جيدا بالمطرقة فما رأيك فى أن تقتربى منى؟
فى الحال أستنتجت العواقب الوخيمة التى ستنتج من اقتراحه قال لها بابتسامة مشجعة:
-هيا...تعالى!
آه...ولكننا أتفقنا على أن نظل مجرد صديقين
-ثم؟وهل ما أقترحته عليك لا يعد صداقة؟
-لا.لأنى أخشى أن نصبح صديقين أكثر من اللازم وأحس أكثر أمانا فى مكانى بعيدة عنك
-وهذا الأمان....هل هو ضرورى؟
-نعم
-وماذا لو أثبت لك العكس؟
صحكت وهى سعيدة من وضعها وكل منهما على بعد أمتار من الآخر
-كما تقولين أننا عندما نبقى ثابتين فإنه محكوم علينا أن نظل فى مكاننا
-لا تكونى واثقة لهذه الدرجة
مط جسده ثم تدحرج مرة ومرتين وثلاث مرات وأختفى داخل الموكيت المنطوى معه لم تستطيع ليز أن تكف عن الضحك وعندما وصل إلى نصف المسافة استطاع أن يخرج راسه ويصيح :
-النجدة!النجدة!إن هذا الموكيت اللعين سيلتهمنى
نصحته ما بين ضحكاتها:
-لا تتحرك سأذهب لإحضار أشياء ثقيلة وأعود
ما أن نهضت حتى أخذت تتبعها السجادة وتلتف حول السجين المسكين الذى أصبح بلا حركة تماما أستغرق الأمر دقيقة من ليز حتى تحضر معلبات طعام .
كان المنظر فى الصالة قد تغير حرر كيرك نفسه وجلس وسط الصالة وقد فرد ذراعيه كى يبعد طرفى السجادة عنه .قالت:
-رائع...فى الوقت الذى ذهبت كى أحضر أثقالا أخرى تعود إلى جدارك وأنا ساثبت الموكيت بالمسامير
بدلا من أن يطيعها أمسك بكاحلها وقال :
-هل نسيت مناورتى...ستستقرين بالقرب منى
وقفت ثابتة وأرتفعت يده التى تمسك بكعبها ونظراته لا تفارق عينيها يحاول أستنتاج رد فعلها :
-عليكى أن تجلسى بجوارى وعلينا أن ندفن أنفسنا داخل الموكيت ولن يعرف أحد أننا هنا وأراهن أننا لن نشعر بالحرج داخل السجادة
قالت فى مرح:
-لقد كسبت أنت!
جلس وهو يحاول أن يجذبها نحوه عندما أمسك بيدها أرادت ليز أن تحرر نفسها ولكنها تعثرت ووقعت فوقه وأخذا يتصارعان كالأطفال تركزت نظراته على نظراتها وتشابكت .قال لها:
-لقد جذبتينى من اللحظات الأولى التى رأيتك فيها وأنت واقفة أمام بيتك وقد تبعثر شعرك بفعل الرياح والجيب تلتف حول ساقيك وحذاءوك الغريب ذو الكعب العالى الذى جعل ساقيك تساويان مليون دولار ثم أتيت إلى هنا فزاد الأمر سوءا لقد كان عندك حق أن طالبت بالصداقة وأنا أحب هذا النوع من الصداقة الحميمة
-وأنا كذلك
فجأة تحول الهزل إلى جد وتسارعت ضربات قلب ليز ولم يعد بأستطاعتها أن تخفى حبها العميق له.لقد أصبحا فى عالم ليس به سواهما وقد تركزت عينا كل منهما على الأخر.قالت لاهثة :
-بماذا ينصح كتيب إرشاداتك فى هذا الوضع ؟
-حسنا...ليست هناك تعليمات محددة...لقد فقدت سيطرتى على العملية كلها
-إذن علينا أن نظل صديقين وكف عن هذه اللعبة الخطرة فإننى لم أتمرن عليها من وقت طويل ولم أعد أعرف قواعد اللعبة
-إن القواعد لم تتغير منذ الخليقة يا ليز وأنت تعرفينها جيدا مثلى تماما.إن ما يحسه كل منا نحو الأخر ليس مجرد انجذاب عادى يمكن السيطرة عليه وإنما هو رغبة عارمة فى امتلاكك كلية يا ليز
صدمها اعترافه بالحب المفاجئ وتصلبت:
-لا!
-لا...ماذا أنى لم أطلب شئ بعد
حاولت ليز استجماع أفكارها إنها تريد أن تسلك مسلكا وعقولا لا يؤدى إلى تعثرها فى طريق حياتها ولا يحدد مستقبلها مسلك تستطيع أن تتمسك به. قال لها بإلحاح :
-ما الذى يمنعنا من أن نظل صديقين حميمين؟
-لا تحاول إغرائى يا كيرك لأنك تضيع وقتك سدى
-أعرف ذلك ولا أتعشم شيئا على الأطلاق ولكن الأمر حدث وأبت بحبك لا فائدة من إنكاره
تساءلت ماذا يريد بالضبط ؟ وفضلت ألا تسأله ولكن كيف تنكر أن أضطرابها مما تشعر به نحوه قد تزايد باستمرار.أن ما تشعر به نحوه لم يستطع أى رجل من قبل حتى زوجها أن يثيره داخلها هل يلمح إلى أنها تريده كما يريدها ؟ من الأفضل ألا تتعمق فى البحث قالت له:
-بصراحة...الأصدقاء لا يتصرفون هذه التصرفات
-صدقينى يا ليز إننا نعقد الأمور ولكننا لا نملك التصرف فى مشاعرنا فى كل مرة أراك فيها تطير كل القرارات العاقلة التى أتخذها ويعود كل شئ إلى سيرته الأولى .أن هذا لن يختفى بسهولة ما لم نحل المشكلة بهدوء
أخذت تدفعه بكلتا يديها فى يأس وهى تصيح :
-أننا مضطران لأن نتقاسم هذا البيت وهذا يعنى أن يحترم كل منا الأخر فى كل شئ
-يا إلهى!أعتقد أننا حللنا هذه المشكلة لقد أعلنت ببساطة أننى أريدك أنت كلية لقد عرفت ذلك من البداية...من اللحظة التى دخلت فيهامكتب كاتب العدل وعرفت ماذا سافعل وماذا ستفعلين وسينتهى بنا الأمر أن نعيش معا كروح واحدة.لم أكن أعرف أن أميروزقد تأمر ليجمعنا معا وعرفت أنك مادمت تعيشين فى المدينة وأنا فى الريف فى مزرعة فإن مؤامرته لن يكتب لها النجاح ولكنى أحسست أنه ما أن تأتى إلى هنا يا ليز فإننا سنشترك فى نفس العواطف
تذكرت كلماته أمام غروب الشمس من أنه لم تعد فى حياته نساء أخريات . ولكن هل تستطيع أن تتخلص من الشك الذى يطاردها؟
-ماذا لو أكتفينا بالصداقة البسيطة؟
-نعم نستطيع ذلك بشرط أن أنال بعض التعويض
نهاية الفصل السادس قراءة ممتعة للجميع
|