كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
-وحلوى الشوكولا كما وعدتنا أمنا
أحس كيرك بالدوار وأمسك درابزين الدرج وهمهم فى نفسه حلوى الشوكولا ؟أننى لا أفهم شيئا !لا...أن هذا أكثر مما أحتمل!
فتح باب الخروج ثم أغلقه خلفه فى ضجة شديدة جلس الجميع حول المائدة....كان جمعاً غريباً ومسلياً وفكرت ليز فى حالة يأس عندما عاد كيرك ووقف بالباب وهو يراقب كل الرؤوس ثم ركز عينيه أخيرا على ليز التى رفعت حاجبيها متسائلة:
-لقد أعتقد أنك رحلت؟
زمجر:
-لقد رحلت وعدت
كان من يسمعه يعرف أنه هو نفسه فى دهشة من عودته
تدخلت جينا وهى تنهض وتذهب إليه :
-يا عزيزى أنا سعيدة للغاية لأنك عدت عندما ينتهى العشاء سنتبادل الحديث أنا وأنت فى هدوء
وبهدوء وحزم أمسك رسغها وأعادها إلى مقعدها ثم خلع سترته بينما أبعدت ليز ما بين مقعدى طفليها لتفسح له مكانا بينهما .قال عندما وضعت أمامه طبقه:
شكرا ليز
أخذ نصيباً كبيراً من اللحم المشوى الباقى وغطاه بكمية كبيرة من الصلصة ثم أضاف بطاطس مقلية ثم أنتقل لطبق باتى المكون من الكوسة بالطماطم وأعلن فى رضا تام:
-همم ! لقد عدت من أجل هذا و...
أدار نظره بطريقة مطولة نحو ليز:
-هذا....وطعم الشوكولا
بدأت ليز ترتجف داخلياً ثم تملكها الغضب :
-ماذا يتصور؟أن أضيف ذلك إلى قائمة الطعام؟أم هل يريد أن يستغلنى كى يبعد عن الأخريات ؟
عغندما التهم كيرك أخر قطعة من فطيرة الشوكولا تمطى على مقعده فى سعادة وقال:
-لذيذة...شكرا يا ليز
سألت ليز:
-هل يريد أحد قهوة؟
أعلنت جينا وهى تنهض :
-نعم...أنا وكيرك سنتناول القهوة يمكنك أن تحضريها إلينا فى الصالون
تدخل كيرك:
-لا...لامجال للمناقشة إذا كنت تريدين قهوة فعليك أولا أن ترفعى ما على المائدة وتنظفيها
نهضت جينا وأنفها فى السماء :
-يجب على...ماذا؟
قال ببرود تام :
-لقد فهمت جيدا ما قلته
كانت النظرة التى القتها جينا على ليز كلها غضب وثورة لكنها وجهت الكلام إلى كيرك:
-وهذه...ماذا ستفعل فى هذا لاوقت؟
هذه....سترتاح لأنها تستحق الراحة.من فى رأيك أعد هذه الوجبة اللذيذة لكم جميعاً ؟
بدأ على باتى السعادة والمرح وقالت :
-لقد شبعت وتمتعت بهذا الطعام شكرا لك يا ليز رغم أن كيرك لم يدعنا وحتى دون أن يطلب منى فإننى كنت أنوى رفع المائدة وإذا أحببت فإننى سأجمع الأوانى وأنت يا كريستى تضعينها فى الغسالة أما أنت يا أبنة العم العزيزة جينا أتفكرين فى أن تعرضى أظافرك الجميلة للأتساخ لو نظفت المائدة ؟لا تنسى أنك فى يوم ما أعتبرت نفسك زوجة مزارع
-ولكنى....كيرك أين ذهبت؟
أعلن وهو يخلع سترته :
-سأذهب لأحلب القرة
-سأتى معك
قال ريان :
-هل أستطيع أن أتى أنا أيضا ؟
-موافق
ثم أنتبه إلى نفسه وبحث بنظره عن ليز ثم أستدرك :
-بشرط أن توافق أمك
أستسلمت ليز وهى تتنهد:
-موافقة ولكن عليك أن تعود فى الحال يا ريان عند أنتهاء عملية الحلب وتذهب مباشرة إلى البانيو
رحلت كل من جينا وكريستى عندما أنتهت ليز من حمام جاسون وأتت لتبحث عن ريان أنتهت باتى من تنظيف المطبخ وظنت ليز أنها قامت بكل العمل
قالت لها بأمتنان :
-شكرا لك...أن المطبخ أصبح رائعا
-لقد أسعدنى ذلك...ولكن أن أرحل بسرعة فقد عاد الثلج يهطل أخذت أخذت الحلة التى أحضرت فيها الكوسة والطماطم اللذيذة التى وزعتها على الضيوف
-وإن ولديك ساحران يا ليز ما رأيك فى إلحاقهما بمدرسة القرية ؟
إننى أعطى فيها دروسا وهناك حضانة للصغار من سن جاسون وهذا سيخلق أصدقاء لولديك خاصة ولا يوجد الكثير منهم فى هذه الناحية .
صحبت ليز الشابة حتى باب الخروج فكرت فى كلمة الناحية وتساءلت هل هناك جيران قريبون منها؟لا دون شك قالت لها بدقة:
-شكرا سأفكر فى الأمر
هبط الثلج ثقيلا بعد رحيل باتى وعندما أغلقت ليز الباب نظرت إلى ساعتها من وقت طويل لابد أن ريان فى سريره لبست حذاءها الطويل ومعطفها وقررت أن تبحث عنه فى الأسطبل
قال كيرك شارحا لريان :
-أن تمسكه هكذا
كان هو وريان مقرفصين أمام شئ ما وكانا جالسين فوق مقاعد منخفضة صغيرة بدون ظهر فى الحجرة الصغيرة الملحقة بالأسطبل وقد أعطيا ظهرهما للباب
-ثم...لا تتصلب....تبعده عنك ولا تجعله يقترب منه والآن أدر الذراع ببطء....حسنا هذا طيب جدا !
-هل يمكننى أن أفعل هذه الأشياء مثلك فيما بعد؟
-بالتأكيد تستطيع
-هل ستعلمنى حيلا أخرى؟هل يمكننى أن أدير المزرعة عندما أكبر؟
-كانت ابتسامة كيرك حانية وهو يمرر يده الكبيرة على شعر ريان أحست ليز بأنقباضة فى قلبها وتساءلت أن دورها صغير فى هذا المشهد إنه حديث بين الرجال ولا تستطيع أن تكون سوى شاهدة له
سألت ليز وهى تخطو خطوات قليلة نحوهما :
-ماذا تريد أن تعلمه؟
أستدار ريان كان ممسكا بمطواة مفتوحة السلاح فى يده وقطعة من الخشب فى اليد الأخرى :
-أنظرى يا أمى...لقد سمح لى كيرك !
أغلقت ليز عينيها لحظات فى رعب هذا هو ما يتسلى به الرجال عندما يكونون معا ! الرحمة يا ربى! لقد وصلت فى الوقت المناسب
-أرى....أرى يا ريان أعد المطواة فى الحال إلى كيرك وخذ بالك جيدا
أطاعها دون اعتراض كان صوت أمه حاد
-والآن ضع طاقيتك الصوف على رأسك وأغلق معطفك وعد إلى المنزل وسألحق بك فى الحال ولكن أولا لدى كلمتان أقولهما لكيرك
كان ريان على أستعداد للتمرد وقد تقلصت شفته السفلى ثم أرتجفت.سألها:
-هل أنت ثائرة لأننى أمسكت بالمطواة ؟
-لا.ولكنى لا أريدك أن تلمسها بعد ذلك أذهب بسرعة إلى البيت وأدخل الفراش وأنتظرنى
قام وسار وهو يجر ساقيه قام كيرك ببطء وأغلق المطواة ووضعها فى جيبه :
-لا توبخى هذا الصبى يا ليز إنها غلطتى أنا لقد سألنى عن صنع هذا (وأشار بأصبعه إلى رف مرصوص عليه تماثيل رؤوس غريبة من الخشب معظمها بالطريقة السريالية)لقد أجبته بأننى صنعتها وطلب منى أن أعلمه كف يصنع مثلها فأبى الذى علمنى الحفر على الخشب
التوت شفتاه فى مرارة ثم أستانف الحديث:
-أخبرنى ريان أنه بلا أب وان على أن أعلمه
دفع كيرك شعره الأشقر إلى الوراء وبدا ساهما :
-إن هذا يذكرنى بطفولتى...لم يكن لى أب وأقنعونى أن ذلك لا أهمية له
خبت كل ثورة ليز الغاضبة ومع ذلك فإنها لن تدع هذه الحادثة تمر بسلام أن حياة ولديها فى خطر.قالت:
-ولكن يا كيرك فى الحقيقة فإننا لا نعطى سكينا حادا كهذه لطفل فى الرابعة كى يلعب بها
-إنه لا يلعب بالسكين لقد علمته كيف يتعامل مع الخشب ولم أرفع عينى عنه لحظة ثم أنه سيبلغ الخامسة من عمره قريبا
أطلقت زفرة ضجر :
-هل قال لك أنه لاحق له فى لمس السكاكين؟
-أوهـ...حسنا...لقد حددت له المهمة وهى ألا يلمس السكاكين للعب بها وإنما فى النحت بكل أمان
-من فضلك يا كيرك ! حتى فى النحت لقد منعته كلية أن يعود إلى تلك التجربة
-أسمعى يا ليز أنا....
صاحت وهى تخطو خطوة للأمام :
-لا أنهما طفلاى وأنا التى أعطيتهما التصريح وأتولى المسؤولية وليس أنت لقد فاض بى لاكيل من الصراع من أجل حمايتهما ولا أسمح بأى تدخل من جانبك هل هذا واضح؟
لم يقل شئ بل نظر إليها من أعلى وبعد فترة استدارت وخرجت فى خطوات منتظمة من الأسطبل وتركته خلفها أحست ببرودة وهو ينظر إليها وكأنه يخترق جسدها وكان أحساسها حقيقا مثل ندف الثلج التى كانت تصفع وجهها
لابد أن تذهب ! لماذا تظل فى هذه المزرعة مع رجل مثل كيرك الذى يتدخل فى تعليم ولديها وفى وجود كل تلك النساء وقبلاته
دخلت من الباب الخلفى وظلت بلا حركة فى المطبخ فى الدفء وبعيدا عن الريح والثلج مع الثلاجة الكهربائية الملئية بالتموين...الرحمة...الرحمة!هل يجب أن تترك كل هذا؟مستحيل لقد قررت أن تمنع كيرك منعا باتا من تولى تعليم لاصغيرين وعليه أيضا أن يحتفظ بقبلايه له .
بعد أن وضعت ريان فى سريره تذكرت تلك النظرة الوالهة التى ركزها أبنها على كيرك والطريقة التى كان يستمع بها إليه بإعجاب وشغف.أن الطفلين فى حاجة إلى أب وهذا أمر واضح ثم قبل كل شئ فإن كيرك يعتنى بهما بكل أنتباه كلما زاد تفكيرها فى الأمر رأت أنها ربما كانت مخطئة بالنسبة لتلك المشاكل مع الكلب وعملية حلب البقرة والجواد....لقد كانت موضع سخرية فى كل مرة.دست رأسها على الوسادة ثم أنهمكت فى قراءة رواية وهى غاضبة ولكن من الأفضل أن تغلق الكتاب .لانه لا يوجد شئ يمكن أن يشتت ذهنها بعيدا عن كيرك فى سحره وقوة ذراعيه إن طفليها ليسا فى حاجة إلى أب فقط وإنما هى أيضا فى حاجة إلى...كيرك هددت صائحة وهى تدس فمها فى الوسادة :
-لا....لاعلى الأطلاق
جلست ليز وهى تتأوه على حافة لاسرير وتتطوح للأمام والخلف وعقدت ذراعيها على صدرها:
-أوهـ ياإله العالمين!!
أخذت الريح محملة بندف الثلج تصدم زجاج النافذة لا يمكن أن يكون الصباح قد أشرق خلف النافذة وسط هذه العتمة التى تسود الجو عندما نظرت إلى المنبه أخبرها إنها الخامسة ونصف إنه وقت إعداد الإفطار من أجل ذلك المزراع الشره سيطلب دون شك أطعمة تثير الأشمئزاز فى الصباح الباكر مثل قطعة من لحم الأستيك أو البطاطس المقلية وكمية هائلة من مواد الطعام التى تزيد نسبة الكوليسترول لدهشتها أستقبلتها رائحة القهوة الطازجة عندما دخلت المطبخ صبت لنفسها قدحا وجلست ووضعت ذراعها على المائدة وهى لا تزال تصارع النعاس ثم وضعت عليها رأسها لا يزال أمامهما بضع دقائق قبل أن تبدأ العمل.
نهاية الفصل الرابع
قراءة ممتعة للجميع
|