كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
فى هذه اللحظة هبطت السيدة هيلى الدرج وهى ترتدى ثوب أخضر يلفها وكأنه عباءة وقالت بصوت حاد :
-هل يمكن أن أغامر بالدخول إلى المكان الذى نظفتيه يا أنسة؟
أجابت ليز بحرارة:
-من فضلك أفعلى!
دخلت المرأة العجوز إلى الصالون دون أن تعير الطفلين أى أنتباه وفتحت التليفزيون على برنامج دينى ذهبت ليز إلى حجرة الغسيل لتحضر أسفنجة وذهب كيرك لينضم إليها سألها فى صوت هامس:
-ماذا تعنى هذه الكوميديا؟
كتمت ليز ضحكتها :
-لقد بدأ الأمر مبكرا هذا الصباح هبطت من غرفتها أثناء قيامى بتنظيف المطبخ وأرضيته وأمرتنى أن أصعد لترتيب سريرها فى الحال حتى تستطيع أن تعود إل حجرتها بسرعة بعد ذلك كان على أن أحمل لها صنية عليها أربع قطع توست وزبدة وست شرائح من اللحم المحفوظ وأبريق قهوة
-أهـ ! وماذا فعلت ؟
-ماذا فعلت؟لقد ضحكت وقلت لها إننى ليست خادمتها وإذا أرادت أن تأكل عليها أن تنزل فى ساعات الوجبات وتأخذ ما أضعه فى طبقها دون كلام وإلا عليها أن تطبخ لنفسها وجباتها وتغسل فى الحال الصحون وأدوات المطبخ وكان عليها أن تصبر حتى تتناول إفطارها لأن أرضية المطبخ لازالت مبتلة ولا أريد منها أن تترك أثار أقدامها القذرة إذا سارت عليها
أعلن كيرك وهو يضحك:
-حسنا جدا .وماذا قررت؟
-أرادت أن تطلب ليستر بالتليفون كى تشتكى له ولكن ذلك لم يكن ممكناً لأن اليوم هو الأحد ومن ساعتها ظلت فى حجرتها ولم تأكل شيئا
قال لها وهو يفتح زجاجة سائل المنظف:
-لن يضرها أن تفوتها وجبة او أثنتين....يا إلهى
-يا لها من مخلوقة! ماذا سنفعل معها؟
-فقط علينا أن نتعود عليها
وضع زجاجة المنظف فى الدولاب وقال :
-إننى أتساءل ألا نستطيع أن ندفع بها إلى الثلج فى الخارج كما يفعل أهالى الأسكيمو بالمسنين منهم ؟
-أنه أمر مرعب وشنيع!
ولكن منظر السيدة هيلى وهى متلفحة بثوبها الأخضر وتزرع أرضية المزرعة المغطأة بالثلج هو منظر شنيع حقا لكنه ممتع
قالت له مقترحة :
-ألم تفكر فى الهنود الحمر آلات التعذيب وكيف يجعلون النمل يلتهم أعداءهم؟
قال:
-هناك أيضا ما هو اسوأ ليس عندنا نمل ولكن ما رأيك أن نربطها فى لوح خشبى ونتركها على الجليد حتى يسحبها تيار الماء
بدأت ليز تضحك من صميم قلبها وأنتهز كيرك الفرصة ليقترب منها ويحصرها ما بين الغسالة الكهربائية والثلاجة وقال بصوت رقيق :
-إننى أحب رنين ضحكاتك إنه يجعلنى أفكر فى ليالى الصيف الحارة
لم تنطق بكلمة وأنما أخذت تنظر إليه وقد تقطعت أنفاسها وقلبها يدق بعنف داخل صدرها لمس خدها بطرف أصبعه إلى أن وصل إلى أثر جرح وسألها:
-ماذا حدث هنا ؟
-لقد عقرنى كلب عندما كنت فى السادسة من عمرى
-أهـ هذا يفسر خوفك من مارس كيف حدث ذلك؟
أبتسمت وقالت:
-كنت أجرى على الشاطئ وكنت فى غاية النشوى من الريح التى كانت تهب والأمواج المتلاطمة ومن سرعتى فى الجرى لم أنتبه إلى كلب الجيران الذى كان يعدو بجوارى وعندما أردت أن أدور حول نفسى وقعت عليه وأعتقد أننى أهاجمه فتصرف بالغريزة على ما أتعتقد ولكنى....لكنى من وقتها لا أثق بالكلاب
-نعم أنه أمر طبيعى ولكن إذا كان مارس ينبح بهذا العنف فى ليلة وصولكم فإنه لم يفعل ذلك ليهاجمك وإنما لانه كان ثائرا على ربطه بالسلسلة وسط البرد والثلج أول مرة رأيت فيها أثر الجرح هذا أردت أن ألمسه فى حنان.هل لمسه أحد عندما حدث لك ما حدث؟
-لا.لقد كنت مغطأة بالدماء وأضطروا إلى عمل عدة غرز خياطة وأعطونى حقنة ضد التيتانوس
تساءل إن كان قد بدأ يهتم بها؟بالتأكيد كان مهتما بها.على مرور الأيام عرف ذوقها المرح وروحها الحية إنها امرأة لا يشكو منها المرء لقد اضطرت لمواجهة مصاعب جمة والتغلب عليها منذو وفاة زوجهاولكن ليس هذا سببا أن يتمناها وينجذب إليها عليه أن ينتبه ولا يجب أن يسقط فى الفخ الذى نصبه له أميروزاللعنة لقد قضى سبع سنوات يصارع الرجل العجوز حول كل الموضوعات وفى معظم الأحيان كان ينتصر وليس الآن بعد ذلك يترك نفسه مستسلما لحكم رجل ميت إنه يعلم جيدا ماذا دبر أميروز كى يجبره على طاعته وهو الأزواج ! خلع حذاءه ذا الرقبة الطويلة وخرج من الباب الخلفى .سرعان ما وضحت أفكاره أمام البرد بعد حرارة المنزل وعطر تلك المرأة على أية حال إنها ليست من طرازه المفضل ومن الأفضل أن ينساها ويختار امرأة تناسبه تماما ثم أن الحياة الزوجية ليست أساس حلمه لقد كان أعزب روحيا تماما مثل أميروز فى الجزء الأكبر من حياته
ركل إطار الجرار بقوة وبدأ ينظف الثلج الذى يغطى المحرك ولكن صورة ليز لم تفارقه
كان قد نظف جراره جيدا ثم بدل ملابسه وأنضم إلى ليز فى المطبخ كانت تحضر طعام الغداء قال:
-إنى ذاهب إلى المدينة....هل أستطيع أن أحضر لك شيئا ؟
ألقت عليه نظرة من فوق كتفها كان كيرك رائعا فى بنطلون جينز جديد وقميص أزرق أنعكس لونه الحى على عينيه الرماديتين كان جميلا بدرجة كبيرة وملئيا بالحيوية أضطرت أن تركز على سؤاله وردت:
-نعم من فضلك أريد فواكه طازجة وتفاحا وموزا وبرتقالا وجزرا وبصلا
قال ريان متسائلا وهو يجلس القرفصاء أمام صندوق القطيطات الصغيرة:
-هل ممكن أن تحضر الشوكولا أيضا ؟
نبهته أمه بعنف :
-ليست أنت من يصدر أوامر يا ريان
-ولكن جدى كان دائما يحضر لنا الشوكولا
-كيرك ليس جدك
-هل سيصبح والدنا ؟وإذا كان والدنا هل يستطيع أن يحضر لنا شوكولا حتى لوقلت أنت لا؟إن الأباء هم السادة هذا ما قاله جدى
أحمر وجه ليز وأرادت أن تسكت هذا الولد اللعين
قال كيرك موافقا على كلامه فى جدية :
-إن جدك عنده حق
قال جاسون بصوت ممطوط :
-نعم...غير أنه هو وجدتنا ما يسمحا لنا بركوب الدراجة بالمنزل فهل يمكننا أن نفعل ذلك معك؟
صاحت أمه:
-جاسون!لقد قلت لك من قبل أنك عاقل جدا وربما أحضر لك سانتا كلوز دراجة لكل منكما فى عيد الميلاد المجيد كن عاقلا ومعنى ذلك ألا تلقى أسئلة
-حقيقى يل ليز ليست جريمة أن يطلب شوكولا
أعلنت فى حزم لكل منهما :
-عندما أقول لا شوكولا فمعنى ذلك لا شوكولا ولا رجعة فى ذلك
-من فضلك لقد كنت أعشق الشوكولا وأنا طفل وأنا أعشقها دائما...باكوان من الشوكولا للأطفال موافقة؟
-لا من فضلك لا تعارضنى عندما أوجه لهما الحديث لأبد أن أعلمهما دون المساعدة من أحد وأعلمهما ألا يتوسلا ويلحا
-بالتأكيد عندك حق تنهدت من الواضح أنها بدت متسلطة بعض الشئ ولكن كيف لها أن تتجنب ذلك ؟ أن حماها وحماتها كان يستسلمان كثيرا للطفلين كثيرا وهو ما كانت ترفضه دائما وقالت حتى تلطف من حدتها :
-ولماذا لا يكون زبادى مثلجا ؟
قبل الطفلان وتلقى كيرك طلب الزبادى المثلج بالفواكه لم يصر بعد ذلك على الشوكولا وأتجه فى برود نحو الباب لاحظت ليز برودوه وحزنت قالت له:
-سنتناول غداء خفيف خلال خمس دقائق عل تريد أن تأكل شئ قبل أن ترحل؟
نزعت أبتسامتها مقاومته
وعاد إلى مكانه وود لو أخذها بين ذراعيه وهى ترتدى مريلتها البيضاء وقد أحمر وجها من حرارة الفرن
قال بعد أن أسترد سيطرته على نفسه :
-لا لأن ذلك سيوخرنى
ثم أضاف دون أن يدرى السبب فيما قاله:
-لا تنتظرنى على العشاء
كان عليه أن يهرب ولم يكن هناك سبب أخر لهذا القرار المفاجئ قال لنفسه مزمجرا وهو يصعد الشاحنة الصغيرة ليذهب أميروز للجحيم! فى أى بركة موحلة أغرقنى ! قرر أيضا ألا يعود الليلة إلى هذه المزرعة اللعينة
|