كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
لم يتح لها وقت حتى للتفكير تعرفت على الشبح الأول بإعتباره عدوها المميت وهو كلب الحراسة المرعب فالقت عليه محتويات حقيبة ملابسها وهى تطلق صرخات مرعبة :
-أرجع...!أرجع...! أجلس...!أذهب للنوم فى الخارج
أمسكت بمقعد وأستخدمته كى تصرعه وأثناء دورانها حول المائدة جمعت كل الأشياء المتاحة أمامها والتى تبدو صلبة وقوية والقتها عليه كما القت حمالة صدر على فكه وبنطلونا داخليا على ذيله
ظل كريك ألبريت فاغرا فمه أما المرأة التى أحتلت مطبخه بحقائبها وربطاتها ثم خلع قفازه الجلدى وفك أزرار سترته المصنوعة من فراء الخراف ثم رفع بعد ذلك برقة البنطلون الداخلى منت فوق ذيل الكلب وأمسك به على طرف أصبعه أما ليز تريماين فكان وجهها شاحبا كالثلج ورفعت مقعدها وكأنها على استعداد أن تلقيه بعد حقيبتها منتديات ليلاس أخذت تتراجع خطوة خطوة وهى تصدر أوامر متناقضة لهذا الكلب الذى أصبح فجأة أقل تهديدا
كانت ترتدى جينز وسويتر أحمر وشعرها شبه الأسود يسقط على كتفيها وعيناها اللتان فتحتهما على اتساعهما وقد غشاهما الرعب وعندما أصطدم ظهرها بجدار المطبخ وهى تتقهقر أدارت عينيها إلى كيرك وكأنها أحست فجأة بوجوده أخذت تتوسل إليه فى صوت مراعش :
-أجعله يخرج من فضلك يا إلهى ! أنه يقوم بالتهام حمالة صدرى
نزع كريك الحمالة من بين أنياب كلبه ووضعها بين أصبعه بجوار البنطلون الداخى وقال لكلبه:
-أجلس يا مارس ولا تتحرك أبدا
أطاعه الكلب الذى كان خليطا من نوع كلاب الإسكيمو وكلب الرعى الألمانى حيث جلس وهو ينصب أذنيه لأعلى أنحنى كريك ليجمع محتويات الحقيبة من الأرض حيث كوم كل شئ فوق المائدة ثم أقترب من ليز وأخذ المقعد وأخذ المعقد من يدها ووضعه على الأرض وقال لها وهو يمد لها يده :
-مرحبا ليز
كان يزمجر داخليا لقد تعرف عن قرب على ذلك العطر الذى يزعجه ليل نهار منذ أن قابلها عليه أن ينتبه لنفسه ولا ينساق وراء تلك المشاعر الخطرة كانت لكلمات الترحيب تأثير الرعد على ليز دفعت يده وهى تنظر له فى غضب صامت:
-مرحبا؟! هل هذا كل ما تستطيع أن تقوله بعد أن تركت هذا الحيوان السافل يمنعنى من الدخول إلى بيتى فى حين أنك كنت تعرف أننى أتية أى نوع من الوحوش أنت كى تغيب عندما تواجه أم وأبناها البريئان كلب الحراسة مرعبا ولا يستطيعون الدخول لعدم وجود شخص يهدئ من هذا الحيوان المتوحش؟والآن تهبط إلى هنا بعد ليلة لذيذة من أحدى صديقاتك الصغيرات فى الةقت الذى كنت أقود سيارتى على طريق خادع وسط الظلام والثلوج دون أن أرى سيارة واحدة طوال مسافة مئات الكيلومترات وعندما أصل إلى هنا وأجد فى أنتظارى زريبة الخنازير وتتجرأ بعد ذلك لتقول لى مرحبا !
التقطت أنفاسها بعد هذه الخطبة غير المترابطة وأشارت بحركة قوية من ذراعها إى داخل المطبخ أمتعض كيرك كان حقا المطبخ يشبه زريبة الخنازير وعليه أن يعترف بذلك ولكنه قضى أسبوعا من الجحيم مع الماشية ولم يكن ينام سوى ثلاث أو أربع ساعات فى الليل وكان عليه أن يفعل ذلك أو يف قطيعة من الماشية أستانفت حديثها العاصف :
-هل تركت كل هذه القاذورات تتراكم وأنت تتخيل دون شك أننى سأتولى عملية التنظيف؟ولكنى ليست خادمة يا كيرك ألبريت!كما أننى لن أسمح لولدى أن يلتهمهما هذا الكلب المتوحش وحتى قطتك القذرة هاجمت ريان وقد جننت عندما فكرت أننى أستطيع أن أربى ولدىّ بطريقة محترمة ومناسبة فى هذه المزرعة ولكن لا تتعشم أن ثلوجك أو حتى حيوانك المتوحش أو أخلاقك القذرة سيدفعونى للرحيل.....لا.......على الأطلاق
دفعته بيدها بعنف وبنفس الوقت تحشرج صوتها ولمعت الدموع فى عينيها:
-أخرج من هنا.... أريد أن أنام
كان منظر الدموع فى عينيها قد جعل هدوها يفقد سيطرته على نفسه اللعنة!
أنه هو أيضا متعب وجائع ومثلج ولم يكن ينقصه امرأة تصرخ فى وجهه فور عودته من نهار طويل ومرهق والآن هذا المشهد!
أنه أنهيار عصبيى وأتهامات مجنونة!كانت هذه هى المحنة التى يخشى أن يواجهها عندما يضطر للسكن مع امرأة وطفليها بالإضافة إلى العجوز المخرفة كانت السيدة هيلى قد حطت على المزرعة من أسبوع مضى وأنتهى الأمر به بصعوبة شديدة إلى أن يتعود عليها ولكن هذه السيدة تريماين ستعيد عليه لاكرة مرة أخرى وقد فاض به الكيل.قطع عليها طريق الخروج :
-أتظرى دقيقة ! كيف كان بأمكانى أن أتوقع وصولك اليوم إذا كنت لم تخبرينى؟
مسحت دموعها:
-لقد\ كتبت لك لأخبرك عن وصولى اليوم
-أهـ حسنا متى كتبت لى؟
-كان على ليز أن تفكر لقد كان الأسبوع الماضى عبارة عن دوامة عاصفة من النشاط حيث شراء الملابس الشتوية ووداع الأصدقاء :
-أيه! يوم الأثنين على ما أظن ولكن ربما رحل الخطاب من البريد يوم الثلاثاء
أخذ كيرك يتأمل ذقنها الصغير المرتجف وتسأل -هل مرنت نفسها أمام المرآة كى تجعله يرتجف هكذا ؟ أنها حركة تثير الشفقة- صاح :
-ولكن أية فكرة عندك عن هذه البلاد ؟إن تصرفاتك هذه لا تصدر إلا عن فتاة من المدينة وإلا لعرفت أن الخطابات لا تصل صبيحة اليوم التالى من إرسالها إن الخطاب المرسل بالبريد من فانكوفر يوم الأثنين لن يصل إلى هنا إلا قبل ثلاثة أو أربعة أيام وأخر مرة ذهبت فيها إلى المدينة لأحضر البريد كان يوم الثلاثاء ثم لأبد أنك مجنونة لتقودى سيارتك وسط هذا الجو!كان عليك أن تتوقفى فى متويل عند أول أنذار بالعاصفة
وضعت يديها فى وسطها وواجهت تأنيبه :
-أى إنذار تقصد؟
-إنذار فى الإذعة عن الأرصاد الجوية بالتأكيد وذلك الملعون ليستر براون ألم ينصحك أن تشترى ضمن مشترواتك جهاز راديو تركبينه فى سيارتك؟
كان الصوت الآمر لكريك قد قلب كيان ليز:
-ألا تعجبك سيارتى؟لقد أخبرنى ليستر أنك الذى أوصيت بهذا النوع من السيارات وقبل كل شئ إنها ليست سيارتى كما أنها ليست سيارتك أنها ملك المزرعة إذن أين هى مشكلتك؟
-مشكلتى كما تقولين أنك عرضت حياة طفليك للخطر لقلة تفكيرك. لقد أعلنت الأرصاد الجوية من ثلاثة أيام نوبة برد مع تقلبات جوية عنيفة والآن أحب أن أسألك ماذا تسمعين فى الراديو الخاص بك؟
ثبتت عينيها على عينيه الرماديتين الغاضبتين وتسألت كيف يمكن أن تجدهما ساحرتين ؟كيف تعتقد أنها أثناء قيادتها لسيارتها مدة نصف ساعة كى تذهب لكاتب العدل وقبل أن تعرف أنهما سيعيشان معا أستطاع أن يقطع أنفاسها عندما نظر إليها فقط وهو يبتسم؟ولكن الآن عندما قرأ كاتب العدل الوصية نظر إليها وكأن كل شئ بسبب غلطتها هى.قالت:
-إننى أضع شرائط تسجيل وليس لدى وقت كى أسمعها من سنوات فلم لا أسمعها بدلا من سماع نشرة الأخبار أو الأرصاد الجوية؟
رفع رأسه للسماء وهزها بيأس :
-لأن هذه الأخبار تخبرنا أنه كان عليكى أن تتوقفى عند أقرب موتيل حتى لا تعرضى للأخطار.أثناء الشتاء فى هذه الأنحاء لابد أن تستمتعى إلى الراديو باستمرار وإلا عليكى أن تفتحى عينيك بأستمرار وتترقبى تغيرات الجو وعلامات العاصفة حولك فى اللحظة التى يبدأ فيها الثلج فى السقوط عليك أن تلوذى إلى أى مكان أمن قريب منك
|