كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
سأل كيرك ليز بعد عدة أيام:
-ماذا تفعلين فى الصالون بمفردك ؟
كانت ليز على غير عادتها خاملة وقد ثبتت عينيها فى تفكير عميق وحزين على النار التى تشتعل فى المدفأة وقالت:
-أنت تعرف السبب...إن حمواى سيحضران اليوم لأخذ ولدى وسيحتفظان بهما لمدة أسبوعين أنها مدة طويلة حقا ثم ان طفلى مسروران لأنهما سيصبحان موضع التدليل لدرجة الإفساد ثم أنهما سيوحشانى جدا
جلس كيرك بجوارها ووضع ذراعه على كتفها ولف أحدى خصلات شعرها بسبابته
-وإذا وعدتك أنهما لن يشعرا بوحشة
قالت له متسائلة فى استغراب :
-ماذا تعنى؟
عرفت ذلك فى الحال عندما دس رأسها على كتفه وأخذ يداعبها ويقول هامسا:
-أعرف أنك تحاولين الأبتعاد عنى أثناء وجود أمى ولكنها خرجت لتتنزه مع التنين الحيزبون والطفلان يتمتعان بغفوة ونحن بمفردنا يا عزيزتى.هل تحبيننى؟
-أوهـ نعم....نعم
أستسلما لعواطفهما وتبادلا النظرات الوالهة فلم يسمعا الطرقات على الباب كانا يعتقدان أنهما بمفردهما إلا عندما سمعا الصوت الحاد يطرق أذنهما :
-وأين إذن أطفالك وأنتما هكذا مشغولان؟
فى لحظات قفز كل منهما واقفا على قدميه فى حالة ذهول ورعب لينظرا إلى القتدم كان وجه كريستى ممتقعا وقد أحمر بلون أرجوانى وهى تقدم سيدة بدينة قصيرة وقفت على الباب وسيدا أصلع كان صامتا .شرحت كريستى أنها قابلت لاسي والسيدة ماكول اللذين تأها فى الطريق وأنها أرتهما الطريق وأنها لما لم تتلق ردا على طرقاتها أخذت على عاتقها مسؤولية إدخالهما . قال كيرك:
-أغلقى الباب من فضلك كريستى
ثم قال لليز :
-أنها للمرة الثانية غلطتى يا ليز لقد وعدتك أكثر من مرة ألا أنساق وراء عواطفى
-أوهـ كيرك الحقيقة هى أن....
أختفت شجاعتها أمام تعبير حماتها الذى يدل على المهانة وختمت قولها:
-السيد والسيدة ماكول أنا سعيدة بأن أقدم لكما السيد كيرك ألبريت شريكى فى مزرعة هويتيه و....
كان عليها أن تسترجع أنفاسها حتى يمكنها أن تكمل حديثها بصوت هامس:
وزوجى فى المستقبل
أنزلقت يد\ كيرك من فوق كتفها لتستقر على يدها وتمسك بها ثم مدها بعد ذلك للقادمين دون أن ينطق بكلمة واحدة .زمجرت السيدة ماكول:
-حسنا....هذا ما توقعته
همهم كيرك:
-وأنا كذلك
شرحت ليز بسرعة :
-أن الولدين فى السرير...أننا لم نتوقع حضوركما هكذا بسرعة
أعلن السيد ماكول :
-هذا واضح من فضلك أيقظيهما يا ليز لأبد أن نرحل قبل هبوط الليل لأن الأرصاد أعلنمت أن الجو سيكون سيئا
أرادت ليز أن تختصر إلى أقصى حد فترة الوداع فأسرعت بإلباس الطفلين ملابسهما وأعطتهما حقيبتى الرحلات السابق إعدادهما وقبلتهما ثم راقبت فى حزن العربة وهى تبتعد
منتديات ليلاس
كانت لاتزال مشوشة وفى حالة يرثى لها عندما جاء كيرك لينضم إليها ثم طلب منها دون أى شرح أن تتبعه إلى الورشة عندما وصلا إلى الحجرة الصغيرة أجلسها على المقعد الهزاز وحاصرها وهو يضع ذراعيه على مسندى المقعد ثم أعلن فى صوت بارد :
والآن يا ليز تريماين لى الحق فى بعض التفسير
-ما الذى حدث يا كيرك؟هل جننت؟
-عندك حق فإننى مجنون ومجروح وغاضب وثائر ومهان والعديد من الصفات التى لا أجرؤ على قولها...أولا أنت ترفضين فى البداية أن تتزوجينى لأنك طلبت مهلة لتفكرى فى الأمر وفى اللحظة التى وجدت نفسك أمام حمويك أصابك الرعب حتى أنك لم تعتبرى الأمر غير أخلاقى أن تقدمينى لهما كزوج المستقبل وهكذا فى خبطة واحدة أصبحت برئية ناصعة البياض...يا للسخرية!لست غرا يا ليز فلى كرامتى حتى تنطلى على هذه المسرحية الهزلية إذا تزوجتك فإن ذلك سيكون لأسباب أخرى غير هذا الخوف الأبلة مما يمكن أن يظنه بك حمواك
نهضت ليز لاأنها لن تظل جالسة مثل الطفل الذى يوبخه رجل غاضب وصاحت:
-كفى!هل أنت خجلان من تقديمى لك كخطيبى؟
صرخ فى صوت هادر :
-لا لقد فهمتينى خطأ والذى لا أسمح به هو أن تقررى الموافقة بهذه الحجة التافهة
أعلنت فى رزانة :
-أفهم ذلك تماما...أنت لا تريد أن تتزوجنى ولم ترغب أبدا فى ذلك لقد كان طلبك الزواج منى مجرد حجة لأستسلم لك وقد شككت فى ذلك دائما ولهذا السبب لم أقبل والآن كل شئ واضح أمامى الآن يا كيرك....لابد أن تبحث من الآن عن شخص أخر يدير لك بيتك...وكل شئ أخر
-ولكن عن أى شئ تتحدثين؟!!
-أعتقد أنك تبحث عن عذر...وأنك تنوى إستدعاء جينا التى ستكون سعيدة بأن ترضيك فى كل الميادين
صرخ هادرا أكثر:
-ولكنى لا أريد جينا ولم أرغب أبدا فى الزواج منها
-وأنا لا أريد الزواج منك إن هذا واضح جدا وقد لاحظت جيدا أنك لم تطلب منى الزواج إلا فى اليوم الذى تلقيت فيه الشيك بأتعابى عن الصور.إن فكرة أن أصبح مستقلة جعلتك تخاف .أليس كذلك؟
لم ينكر أتهامها وأنما أكتفى بأن ينظر إليها فى ثورة
-لابد أن تفهم شيئا يا كيرك إن فتاة المدينة لست بالضرورة ساذجة وإنها تستطيع التخلص من أزماتها بمفردها حتى وهى معها طفلان.أطمئن فلست بحاجة إليك
خرجت ليز دون أن تسرع وهى ترفض الأعتراف بسوء ظنها .كانت منتصبت الجسم ولكن دموعها ملأت عينيها
**********
|