كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل التاسع & الأخير
********************
لمعت شجرة الكريسماس بالآف الأضواء وسط الصالون ,جلست ليز فوق الأريكة وهى تعجب بعمل كل الأسرة لقد كان الأمر حقا فاخرا قالت:
-إنك رجل كامل الأداء يا كيرك
كان الطفلان قد ذهبا للنوم وأنسحبت السيدة هيلى إلى غرفتها بعد أن ساعدت قليلا فى إعداد الحلوى
قال موافقا وهو يجلس بجوارها:
-هذا أجمل ما رأيت فى حياتى والطفلان ساعدانى مساعدة قيمة
-هل كنت طفلا وحيدا يا كيرك ؟
كانا وهما يثرثران يراقبان عملهما وقد سادت بينهما فترة صمت قبل أن يضعا اللمسات الأخيرة على شجرة الأرز
-حسنا حتى رأيت ولديك يلعبان سويا لم أكن أحس بالوحدة لقد كان لى أصدقاء كثيرون ولكن أحيانا كنت أجد نفسى وحيدا ولذلك أحسست بالمتعة بهذه الأمسية لعيد الميلاد المجيد
كانت قد حلت الشريط الذى تجمع به شعرها وسقط شعرها على كتفيها فى ضفيرة حريرية أعجب به كيرك ثم دس يديه بين هذه الكتلة الخفيفة المعطرة يا لها من متعة
سكنا فترة سادها السحر والمتعة ثم أستانف كيرك الحديث فى يسر:
-كان على أن أنبهك قبل هذا يا ليز لكنى خشيت أن يضايقك...حسنا ستحضر أمى فى عيد الميلاد
قفزت من مكانها :
-أنا؟أتضايق؟إنه بيتك يا كيرك وإذا كان هناك من سيجعل من الحبة قبة فهى السيدة هيلى المأسوفى على شبابها .بالعكس فإننى مسرورة لأنها ستحضر وأؤكد لك ذلك
-أنا واثق إنها ستحبك من أول نظرة
-وسأكون سعيدة بمعرفتها
رفعت رأسها لأعلى ,لأن الطفلين بدلا ما أن ينام أخذا يثيران ضجة وسألته فى خوف:
-هل تحب الأطفال؟
-أنها ستحب طفليك تماما كما أحبهما
-أتدرى يا كيرك أنه لم يسبق أن تأثرت مثلما فعلت عندما أعلنت أنك فخور بأبنى ولم ألاحظ أبدا أن فى وجهك بقعا وردية
بقى أمامهما أن يتما العمل فى شجرة عيد الميلاد وكأنهما أتفقا مسبقا وقررأن تصعد ليز فوق السلم الخشبى المتنقل لأنها خفيفة الوزن كى تعلق النجمة الكبرى وقد أكدت له أنه سيكسر السلم بوزنه الثقيل
أمسك الشريك السلم دون أن يكف عن إبداء إعجابه بجسدها النحيف علقت فى البداية الكبرى منخفضة كثيرا بالقرب من المصابيح الكروية لذلك اضطرت أن تصعد درجة آخرى من السلم كى تثبت النجمة فى المكان الصحيح وأنحنت كى تعجب بعملها فأوشكت أن تفقد توازنها .صرخت تنادى أسمه
-كــيــــرك!!!!
منتديات ليلاس
ثم مالت للخلف تمكن كيرك فى اللحظة الأخيرة أن يمسك فى اللحظة التى تمدت فيها على الموكيت الجديد...نهضا معا وهى ما بين الضحك والرعب .صاح:
-أوهـ يا عزيزتى....حمدا لله لم يصبك شئ أصبح وجهه شاحبا من الأنفعال وجلس على الأريكة واجبر ليز على الجلوس بجواره حتى يستعيد سيطرته على أعصابه .كررت عليه كى يطمئن:
-لم يصبنى شئ حمداً لله أنك أمسكت بى لكن...أوهـ...ماذا هناك؟أنك شاحب يا كيرك !
كان من الممكن أن يفقدها كان من الممكن أن تتهشم رأسها على حافة الصندوق الذى يثبت فيه شجرة الأرز أو فوق الأدوات التى أستخدمت لتثبيت النقوش.لم يكن قد شفى تماما من العب الذى تملكه صاح فجأة :
-لا أريد أن ترحلى يا ليز ! أريد منك أن تبقى هنا إلى الأبد يجب أن تتزوجينى يا ليز تريماين إذا كانت هذه هى الطريقة التى تجبرك على البقاء هنا
-ماذا تقول؟
كرركلامه فى رقة وهو يزن كل كلمة:
-تزوجينى يا ليز تريماين
لقد أصبح الأمر بالنسبة إليه واضحا كالكريستال حتى أنه دهش لأنه لم يفكر فى الأمر قبل الآن إن الزواج سينظم كل شئ ويحل كل المشاكل ولن يكون أميروز مخطئا عندما دبر هذه الوحدة إنه يحب ليز وهى تحبه أيضا ويحب طفليها وكعكة الشوكولا التى تعصنعها وحتى ذلك العجوز أميروز الذى لعب دوره بمهارة حاول أن يحس بالخلاص فأخذ يضحك من قلبه :
-لقد كسب هذا اللعين أميروز إننى فى حاجة إليك يا ليز أرجوك أن تعدينى بالزواج منى
لم يترك لها الوقت الكافى للإجابة وأخذ يلح عليها حتى تقطعت أنفاسه :
-يا عزيزتى...هل تشكين فى المكانة التى تحتلينها فى حياتى؟
-أيه...حسنا
لم تعد تعرف ما جرى له أو أن كانت هى ماتزال عاقلة ثم هل سمعت ما قاله بطريقة صحيحة أم إنها واهمة؟هل طلب منها حقا الزواج؟إنها لم تعد تستطيع أن تسأل نفسها بسبب الإعصار الذى صبه عليها .قال لها بصوت مخنوق :
-أريدك كلك لى الآن وحالا يا حبيبتى
ثم أفاق لنفسه ولما يطلبه فتدفق فى الحال وقال :
-لا....يا عزيزتى ليس فى الحال .لقد نسينا شئ نسينا شحصا ...لا أريد أن أخاطر بسبب الطفلين يا ليز علينا أن ننتظر حتى يتم زواجنا
جلست ليز وهى مصدومة ولا تستطيع التركيز :
-زواجنا ؟
-نعم دون شك ألم تفهمى أننى أطلبك للزواج ؟
قالت ببطء :
-بلى أعتقد أنى فهمت ذلك
ساد صمت وأنتظر كيرك بنفاد صبر ثم قال:
-إذن ما هو رأيك يا عزيزتى؟
-أنا لم أعطه لك
-إذن أسرعى وقولى نعم
كان واثقا بردها . سألته بتردد:
-حسنا يا كيرك لماذا ؟
-لماذا؟! ولكن هذا فى النهاية الحل عندما يحب الرجل المرأة وتحبه وهما حران
-ربما ولكن كم مرة تخيلت أنك تحب امرأة ؟وكم مرة فكرة فى الزواج؟
-إيه...حسنا...من الواضح أن هناك بعض النساء فى حياتى الماضية ولا أستطيع أن أدعى عكس ذلك ولكن إلى إلى أن ألتقيت بك لم أفكر أبدا قبل ذلك فى الزواج وحتى الأمس لم أفكر فى الزواج
كانت ليز تحب أن تعرف لماذا قرر هكذا فجأة الزواج؟هل لأنه يريد المزيد من كعكة الشوكولا ؟كان من المتوقع منها أن تبدى فرحة عارمة أمام طلبه وإعلانه ولكنها أحست بقلق ثقيل وعدم ثقة من الهل عليها أن تجد مبرر لقد سبق أن أخبرها كيرك كثيرا أنه يتمتع بروح العزوبية وأن النساء بالنسبة له لسن سوى وسيلة للتمتع الوقتى إذن لماذا يريد الزواج؟منطقيا من الواجب عليها أن ترفض وأن كانت عاطفيا تتحرق شوقا للقبول .سألته بحدة:
-ولماذا فكرت فى الزواج الليلة؟
قال فى دهشة:
-لست أدرى إننى أعرف فقط أننى اريدك زوجة لى وأننى لم أرغب فى أى امرأة أخرى كزوجة
أخذ يفحص وجهها ويبحث عن أسباب ترددها إنها تحبه...اللعنة ! لماذا إذن تقف موقف المدافع ؟أنه لا يفهم شيئا!!!!
قالت:منتديات ليلاس
-نعم أحبك ولكن....ولكن أنا محتاجة لبعض الوقت لكى أقرر
إذن الأمر طبيعى أن تطلب منه ذلك فهما لم يتعارفا إلا من وقت قصير .قالت:
-أنت تفهم يا كيرك أننى لا أستطيع أن أمنع نفسى من التفكير فى زوجى السابق لقد عرفته وقتا طويلا وكنت واثقة بالمستقبل مع ذلك خدعت .لقد أصيب زواجى بالفشل الذريع ولا أريد أن أعيد هذا النوع من التجربة وأخشى أن يجنى طفلاى ثمارها المرة
فكر كيرك طويلا ولكن كل شئ بالنسبة له بسيط .إنه لا يفهم تردد ليز ولكنه احترمها .
-أنا أحبك يا ليز وسأبذل قصارى جهدى كى أجعلك سعيدة سأنتظر وأنتظر كل الوقت الذى ترغبينه ولكن بشرط ألا تكفى عن حبى يا عزيزتى .عيدينى بذلك
-هذا ما أعدك به
ساد صمت ثقيل من التفكير بينهما ثم قال :
-تصبحين على خير يا حبيبتى...أراك غدا
-إلى اللقاء غدا يا كيرك
|