العنوان :حب وكبرياء
الملخص:
بالامس احبته,قلبها سلمته,انجبت طفلته ومع ذلك عنها ابعدته..
اليوم هو رئيسها!,بين يديه وظيفتها ,يبتزها بعواطفها وذكرياتها,يحتقرها ومع ذلك يريدها هي وابنتها..
في الغد الهروب صعب والمواجهة مؤلمة,فهي تحبه وتكرهه,تعشقه وتخافه,تريده وتبعده..!!
ويبقى سؤاله:لماذا؟؟!
المقدمة
_توققــــــــــي!! لن تغادري قبل ان تخبريني ما الذي حصل؟!
صرخت به : "لم يحصل شي,قلت لك يجب ان اعود الى لندن لقد حجزت في طائرة العاشرة والنصف والان(نظرت الى ساعتها)انها التاسعه علي المغادرة لاحضر امتعتي من الفندق.."
التقطت حقيبة يدها واستدارت ناحية الباب قائلة"وداعا" ولكن يد قوية سحبتها من ذراعها وأعادتها الى وسط الغرفة فوقفت مصدومة من الغضب الذي تراه يشتعل داخل عينيه السوداوتين"يا الهي ماذا سافعل الان, كيف سأتخلص من الورطة التي أوقعت نفسي بها"حدثت نفسها بينما هو لا يزال يقبض على ذراعها ,حاولت سحبها لكنه لم يسمح بذلك بل دفعها لتجلس على المقعد الجلدي قرب النافذة" الم تسمعي ما قلته, اريد توضيحا بالكامل ,وساكرر سؤالي لما قررتي المغادرة فجأة الم تكوني حتى ليل أمس تقولين إنك لن تغادري قبل شهرين ما الذي حصل؟"
"اسمع.. " قالت بتردد وهي تضغط أصابعا داخل كفيها " علي العودة, إنّ عائلتي بانتظاري لقد اتصلت بهم في الصباح واخبرتهم اني قررت قطع اجازتي والعودة باكرا,فدعني اذهب قبل أن تفوتني الطائرة "
امسكها من ذراعيها ودفعها لتقف مواجهة له وسالها"لماذا؟"
كان عليها ان تغادر قبل ان يستيقظ ولكن الان فات الاوان ,ماذا ستقول له عليها ان تغادر بسرعه قبل ان تضعف مقاومتها فهي لا تريده ان يعلم مدى الجرح الذي تشعر به يمزق قلبها ,حين لم يسمع ردها بدأ يهزها من كتفيها فدفعته عنها بكل قوتها وقالت"تريد ان تعلم ؟حسنا ساخبرك ..علي ان اعود لان.(بتردد) ..لان خطيبي ينتظرني ويجب ان اعود اليه "
عم الصمت داخل الغرفه فلم يكن يسمع سوى صوت دقات قلبها بينما كانت تنتظر العاصفة ان تهب امامها فقد لاحظت كيف ان الصدمة تملكت منه ."خطيبك؟!" قطع سؤاله الصمت القائم فرفعت وجهها اليه واجابت بكبرياء"نعم خطيبي ,لقد وصل بالأمس الى لندن ولذلك علي الذهاب اليه فنحن سنحدد موعد زفافنا و..."قاطعها وهو يصرخ بها "لماذا لم تخبريني ان لك خطيب ينتظرك؟"
اجابته مترددة"لأن ..لأن ..لأن هذا ليس من شأنك"
"كيف لا؟ أانت حمقاء!.كيف تواجهينني الآن وتقولين إن لك خطيب ,وانتي بالامس كنتي لي بالكامل يا الهي ماالذي كنت تفكرين به وانت تنامين بين ذراعي وتدّعين أنني حبيبك و.."
"اسمع ما حصل كان غلطة"
"غلطة؟"سالها والشرر يتطاير من عينيه
"..نعم غلطة لن تتكرر لذلك انسها وانسى انك تعرفني ودعني اغادر"
"تغادرين؟! طبعا هذا ما عليكي فعله قبل ان افقد سيطرتي على نفسي واقدم على خنقك بين يدي "اقترب منها وامسكها من ذراعها يدفعها ناحية الباب "هيا اذهبي اليه ..واطلبي منه السماح ,لانك وهبتي نفسك لرجل عرفته لاقل من شهر,اخبريه ربما يسامحك فيقبل بك جارية لديه"
لم تشعر الا وأصابع يدها تلامس وجهه بعدما صفعته لا شعوريا ,فوقف مصدوما وهي تقول"ساغادر فانا افضل أن أكون جاريه لديه على ان أكون عشيقتك"
وهكذا كانت لها الكلمة الاخيرة, فتحت الباب وغادرت من منزله ومن حياته..
الفصل الاول:عودة الاسمر
_أمير!! ابقى قريب من هنا ولا تبتعد عن نظري !!
صرخت نورما بابنها الذي لم يتجاوز سن السابعة ,بينما ترضع صغيرتها ليليان ,فقد كانت قلقه ان يبتعد ابنها عن شط البحر فيتعذر عليها رؤيته,"لن ابتعد امي انا انتظر انّا,لماذا تأخرت هي وخالتي؟: سالها ابنها وقد رفع احدى جاجبيه "هل ان خالتي لا تريد ان تأتي؟"اجابته بثقة"لا تقلق لقد وعدتني نادين بالمجيئ والبقاء اسبوعا كاملا معنا الي ان نعود الى بريطانيا""يوبببببببببي"صرخ بمرح واستدار ناحية والده المستلقي على الرمال يسأله"هل نستطيع شراء الذرة انت تعلم ان انّا تحبها فلنشترها قبل ان تأتي" ظل الوالد مكانه,على شفتيه ابتسامة ساخرة وقال موجهّا كلامه لزوجته"لا اعتقد ان شقيقتك ستأتي ,فهي كعادتها ستحاول التملّص من لقاءنا في هذه الفترة كيلا نقنعها بالمجيئ معنا " لم تعجب نورما من سخرية زوجها فقالت له بغضب"توقف عن السخرية جوزيف..ولا تتحدّث بهذه الطريقة عن نادين,خصوصا أمام أمير, لا اريده ان ينقل كلامك الى ابنتها انت تعلم ان ابنة اختي حسّاسة ولا تحب ان يتحدث أحد عن أمّها " "حسنا اعتذر لم اقصد السخريه .."استقام واقفا وامسك بيد ابنه"تعالى أمير لنحضر الذرة ولندع والدتك تستمتع بانتظار شقيقتها " كانت نبرة السخريه لا تزال مسموعه في كلامه,مع ذلك تجاهلتها نورما فهي لا تريد ان تزيد نفسها قلقا..نادين ستأتي وهي متأكده من ذلك ,لقد إتصلت بها في اليوم السابق,ودعتها لتناول الغداء معهم لاسيّما انها لم ترها منذ اكثر من اسبوع اضافة الى انها شعرت بالقلق عليها لان نبرة صوتها كانت مختلفه عن العاده وكانها كانت خائفه او مرتبكه من امر ما وهذا ما دفع نورما للتأكيد على دعوتها فقد ارادت معرفة ما يحصل لشقيقتها علّها تتمكن من مساعدتها .
انهت نورما رضاعة ابنتها ,اجلستها في كرسيها وهي لا تزال مشغولة بالتفكير بشقيقتها ,تتساءل الى متى ستبقى نادين هكذا تعاني , ترفض العودة الى منزل والدها رغم انه غفر لها وطلب عودتها منذ اكثر من اربع سنوات, كما انها تخلت عن منصب رئاسة شركة والدها وعن احلامها وأتت الى ايطاليا لتعيش مع ابنتها وحدهما وتشغل منصب السكرتاريه في شركة اقل ما يقال عنها انها بسيطه بالنسبه لشركة والدها التجارية التي كانت تحلم بإدارتها والتي اصبحت منذ ثلاث سنوات تحت ادارة ابن زوجته الايطالي, التي تزوجها منذ اربع سنوات .علمت نادين بزواج والدها من أرملة انكليزية في الخمسين من عمرها ولها ابن ايطالي وحفيد في العاشرة من عمره ولكنها لم تلتقي بأيّ منهم . انها لم تسامح والدها لطرده إباها من منزله وهي بأمس الحاجه له ولعونه كما لم تسامح نفسها لما فعلته منذ خمس سنوات..حين اتبّعت قلبها للمرة الاولى في حياتها ولغت عقلها مما ادّى بها اليوم للعيش وحيدة مع طفلة لم يعرف بوجودها والدها ."اه نادين نادين نادين..لو تتنازلين عن كبرياءك وتعودين معنا الى لندن, وتعيشين في منزل والدك,"تنهدت نورما وهي تلمح ابنها يعود برفقة والده,"هل وصلت؟" سألها امير ولم يكد ينهي سؤاله حتى سمع صوت سيارة تقترب منهم فالتفت ناحيتها وصرخ بمرح "لقد وصلت خالتي, لقد وصلت"
"لقد تاخرتي؟!" سؤال استقبلت به نادين التي جلست على كرسي الى جانب شقيقتها بعدما القت التحيه على الجميع "لم انم جيدا بالامس لذلك استفقت متأخرة ولو لا اصرار انّأ على المجيئ لما جئت بل لامضيت اليوم كله نائمه؟" قال لها زوج اختها" قلت لشقيقتك انك لن تأتي لاننا نعرفك جيدا الهرب هو وسلتك الوحيده.."
"جوزيف ارجوك " طلبت منه نورما ذلك ولكن نادين لم تسمح لها بالمتابعه بل قاطعتها" لا تقلقي نورما لقد اعتدت على طريقة زوجك في الكلام..اخبراني متى ستعودان الى بريطانيا؟" سالها جو ساخرا" لماذا تسالين اتريدين التخلص منا بسرعه"
"اوه لا..بالعكس لن اتخلص منكم فأنا قررت الذهاب برفقتكم" قالت ذلك وهي تتأمل وجهيهما سويا فقد كانت مدركة ان لاعلانها هذا وقع مفاجئ لهما ,وهذا بالفعل ما حدث فقد صدمت نورما لقولها بينما شعر جو وكأن قنبلة اخرى ستنفجر بوجهه ان حاول معرفة سبب قرارها لذلك التزم الصمت بينما سالتها نورما"هل حقا ستأتين معنا؟" فاجابتها شقيقتها"طبعا "فسالتها بذهول"ووظيفتك؟ّ" صمتت نادين مترددة هل تخبرهما ام لا ولكن لا مفر من السكوت عليها اخبارهما فقالت"لقد قدّمت استقالتي بالامس ,ورغم اعتراض مديري الذي منحني مهلة شهر حتى اقرر البقاء على استقالتي او سحبها,فاني قررت العوده وعدم سحب استقالتي" اجباتها نورما"ولماذا استقلتي؟! الم تقولي دوما,عملك الحالي يعجبك ولا تريدين تركه لماذااستقلتي؟"
اجابتها كاذبة"لانني شعرت بالملل من وظيفتي وقررت ان استقيل وابدأ العمل في شركة اخرى في بريطانيا.."
" مللتي؟! منذ يومين فقط كنت ترفضين مجرد التفكيربترك وظيفتك والعودة معنا..والان تقعلين ذلك لانك مللتي؟!
شردت نادين وعادت بذاكرتها الى ما حدث معها منذ يومين عندما تأخرت في الوصول الى عملها,وحين وصلت,جلست خلف مكتبها سمعت صوت مديرها السيد بيتر يتحدّث الى شخص آخر معه في المكتب ,ارادت الدخول اليه لتسأله ان كان يرغب في القهوة لتحضرها له ولضيفه وبينما كانت بطريقها اليه سمعت صوت مديرها يسأل ضيفه"..ومتى ستأتي لتستلم الاداره؟" اجابه ضيفه " احتاج لثلاثة اسابيع فقط ,انهي فيها بعض الترتيبات ومن ثم انتقل لادارة هذه الشركة ولا تقلق ساحدد موعد قبل ذلك لالتقي بجميع الموظفين هنا وأتعرف اليهم "
يا الهي!! هذا الصوت ليس بغريب عليها, تلك النبرة الامرة واللهجه المميزة المسيطرة ,التي تزيد من سرعة دقات قلبها وتجعلها ترتجف لمجرد سماعها, تجعلها اكيده من هوية المدير الجديد,انه هو.."لقد عاد!!.." صرخت بصوت مكتوم ".. علي الخروج من هنا قبل ان يراني" اسرعت بالخروج من المكتب بعدما التقطت حقيبتها وهاتفها"كنت اعلم ان المدير سيتغر ولكن ان يكون هو هذا اخرما يمكن توقعه!ماذا سأفعل الان؟ "حدثت نفسها وهي تمّر من قرب مكتب الاستقبال فنادت عليها الموظفة تسالها "نادين الى اين انت ذاهبه ان المدير يسأل عنك الم تريه" اجابتها نادين بسرعه "اسمعي اخبري المدير اني مريضه وانني لن احضر اليوم وسوف اتصل به في المساء او الغد واتحدث اليه, ارجوك لا تنسي" وابتعدت خارج مبنى الشركة.استقلت سيارتها وقادتها وهي تسأل نفسها" لماذا عاد الان؟لماذا؟ " بقيت تسال نفسها هذا السؤال الى أن وصلت منزلها وفكرة واحدة تراودها ,عليها ان تقدم استقالتها في الصباح وتغادر البلد في أسرع وقت ممكن..
عادت نادين الى الواقع مع سؤال شقيقتها " لماذا بدلتي رأيك؟"
"السبب ليس مهما,ما يهم الان اني سأعود ولكن ليس الى منزل والدي وبالتاكيد لن ابقى في منزلكما, بل سأستأجر شقه لي ولابنتي "
نادين ما الذي تخفينه ويجعلك قلقه هكذا؟" سألها جو الذي لم يستطع البقاء صامتا وهو يلاحظ ارتجاف يديها رغم محاولاتها للبقاء قوية وهادئة ,ولكن هناك امر تخفيه وعليه معرفته. فمن يراها الان لن يصدق انها من كانت يعتقدها الجميع باردة الدم وترفض إظهار ضعفها امام احد..لم تستطع نادين مواجهة زوج اختها, تدرك انه سيعرف ما تخفيه كما انه دفع نورما الان للقلق ,وعليها الاعتراف..نظرت الى ابنتها التي كانت تبني قصر من الرمال الى جانب امير وحين اطمأنت الى انها بعيدة ولن تسمعها ,واجهت جوزيف ونورما وقالت لهما " لقد عاد..."
سالتها شقيقتها "من الذي عاد؟؟""
"اسمر..لقد عاد الى ايطاليا واعتقد انه سيستقر هنا,لذلك يجب ان ابتعد.."
الفصل الثاني: اللقاء
_لا اصدق انك وافقتي اخيرا على المجيئ سيفرح والدنا كثيرا حين يراك!!
قالت نورما ذلك وهي تتامل شقيقتها باعجاب "تبدين مذهلة في هذا الثوب,لن يصدق احد انك اصبحت في الخامسة والعشرين من عمرك بل سيعتقدون انك لم تتجاوزي سن الثامنه عشر"
ابتسمت نادين وقالت ساخرة"لا تبالغي نورما, الكل يعلم انني اكبر منك "
"اكبر مني بسنة واحدة,ومع نحافة جسدك وبنية وجهك الدائري تبدين الاصغر ولست مثلي ممتلئة و.."
"نورما توقفي الان,لقد انجبتي ابنتك ليليان منذ ستة اشهر.. بعد اشهر قليلة سيعود جسدك كما كان سابقا,هيا دعينا نذهب كي لا يغضب جوزيف لتأخرنا"
سحبت نادين حقيبة يدها الفضية التي تتلائم مع حذائها ذي الكعب العالي الذي ارتدته على ثوبها الاسود الكلاسيكي الذي بلا اكمام وقد وضعت شالا فوقه اما شعرها الاسود الطويل فقد تركته منسدلا فوق كتفيها.خرجت من غرفة نوم شقيقتها.وذهبت لتلقي نظرة على ابنتها فوجدتها نائمة في غرفة الاطفال مع امير وليليان,لقد اصرت عليها شقيقتها ان تحضرها هذه الليله لتبيت مع ابنيها تحت رعاية مدبرة المنزل لان نادين لم تحضر مدبرة منزل لشقتها التي استاجرتها يوم عودتهم من ايطاليا منذ حوالي الاسبوع...
صعدت نادين في المقعد الخلفي لسيارة جوزيف السوداء بينما جلست نادين الى جانب زوجها الذي قاد السيارة الى قصر والد نورما ونادين فاليوم يقيم والدهما عشاء بسيط على شرف عودة نورما وزوجها من ايطاليا,وهو لم يعلم حتى الان بعودة ابنته الاخرى.نادين لم ترغب في البداية بالذهاب ,لكن بعد اصرار شقيقتها وبعدما ملّت البقاء وحيده في امسيات انكلترا الباردة ,قرّرت الموافقة على الذهاب وستحاول تفادي الصدام مع والدها فهي لازالت تذكرلقاءها الاخير به حين قال لها "ان اردت الحياة لابنتك غادري هذا المنزل, اما ان رغبتي بالبقاء فعليك التخلص منها,لن ارضى ان تنجب ابنتي طفلة غير شرعيه" يومها لم تجد مفرا من البقاء تحت جناح والدها بل غادرت قصره وعادت الى ايطاليا ..الى حيث كانت شقيقتها تقيم في ذاك الوقت وبقيت تحت رعايتها الى ان انجبت ابنتها أناستازيا,ومن ثم انتقلت للعيش في شقة استاجرتها بعدما حصلت على وظيفة السكرتارية ...
حين اقتربت السيارة من مدخل القصر ,شعرت نادين بالقلق يعتمرها فهي لا تدري كيف سيكون اللقاء بينها وبين والدها, ورغم انه غفر لها منذ سنوات لكنها لم تتحدث اليه طوال تلك الفترة,توقف السيارة ونزلت نادين منها ووقفت الى جانب نورما تنتظران مجيئ جو "لا تقلقي نادين,الماضي بات منسي بالنسبة لوالدنا فانسيه انت ايضا" قالت لها نورما ذلك وهي تضع يدها الدافئه على ذراعها العارية لتطمئنها,ابتسمت نادين لشقيقتها ابتسامة مزيّفه وقالت في نفسها"ان هذا لامر محال". وصل جوزيف الى جانبهما وهو يقول" هيا لندخل, الساعه تجاوزت الثامنه والعشاء سيقدم في الثامنه والنصف "
كان القلق يتملك نادين مع كل خطوة تخطوها داخل القصر الذي عاشت فيه حتى سن العشرين,استقبلهم صوت والدها القوي العذب حين وصلوا الى قاعة القصر "اخيرا جو ونورما وصلتما.."توقف عن الكلام وعم السكون القاعه حين لمح ابنته وبانت على وجهه اثار الصدمه والمفاجئة,شعرت خلالها نادين بالالم يعتصر قلبها وهي تراه وقد زادت السنوات الخمس من عمره وابيض شعره فلم تعد تلمح ولا شعرة سوداء كما في السابق,"ابي!!" مع هذا الصوت الضعيف الذي خرج بصعوبه من اعماقها, لمحت شبه ابتسامه تغمر وجه والدها فركضت اليه وهو يفتح لها ذراعيه يستقبلها قائله"آآآه نادين.كم اشتقت اليك..ظننت انني لن اراك ثانية!! " شعرت اخيرا بالاسترخاء وهي بين احضان والدها الذي ضمّها اليه بشدّه وكأنه اراد تعويض ما فاته في سنوات البعاد ."هيا لوكاس دعها لأتعرّف اليها" جاءهم صوت امراة فابتعدت نادين عنه لتتأمل المرأه التي تبدو بعمر والدها. اذا هذه هي زوجتة,اعادت نظرها الى والدها فوجدته سعيدا والابتسامه تملؤ وجهه وحين لمحها تحدق به قال"هذه داليا زوجتي لطالما أحبّت التعرّف اليك ,هيا القي التحية عليها ودعونا ندخل الى غرفة الضيوف فلدي حساب مع نورما لانها لم تخبرني بعودتك "...
في غرفة الضيوف جلست نادين مع والدها وزوجته التي شعرت بالمودّة والالفه تجاهها على الفور,عرفت منها انها عاشت لاكثر من اربعين عاما في ايطاليا وان زوجها الاول كان ايطالي الجنسيه وانتقلت الى لندن بعد وفاته,وقد التقت بلوكاس_والد نادين_ في احدى الحفلات الاجتماعيه التي اقامها احد اصدقائهما المشتركين.كانت سعيدة لان اللقاء مع والدها جعلها تشعر بالراحه.لاسيّما بعدما استأذنت منها زوجة والدها لتلقي نظرة على مائدة العشاء ,وظلّت نادين مع والدها الذي فاجاها بسؤاله"كيف حال انستازيا؟"لم تعرف نادين اكانت الفرحه لاهتمام والدها ام المفاجئة هي ما جعلتها عاجزة عن الكلام نظرت اليه بعدما استطاعت السيطرة على نفسها وقالت مترددة "انّا..أنّا بخير ,تركتها في منزل نورما لاني لم ارغب بتركها وحدها"
سالها والدها" هل ستحضرينها الي هنا لأراها؟"
"بالتاكيد ساحضرها" قالت مرتبكه"لا تقلق ابي ستراها ,أنّا ستفرح حين تعلم بوجود جد لها وبأنها سترى القصر الذي ولدت فيه امها"
شعرت بوالدها يسترخي ,فابتسمت وحدثت نفسها"نورما كانت محقه يجب نسيان الماضي"ولكن هل الماضي سيتركها ان هي حاولت نسيانه؟.
حين دخلت داليا الغرفه سألها جوزيف ساخرا "متى ستقدمون لنا العشاء لقد تجاوزت الساعة الثامنه والنصف" اجابته باسمة "الا تتوقف ابدا عن السخرية, المائدة اصبحت جاهزة ولكننا ننتظر سام,واحاول الاتصال به لكنه لا يجيب.." لم تكد تنهي كلامها حتى رنّ جرس الباب,ذهبت لتفتحه قائلة "اخيرا وصل سام"
كانت نادين تراقب زوجة والدها وهي تغادر الغرفة,تتساءل من يكون هذا سام الذي جعل زوجة ابيها فرحه هكذا,سمعت والدها يهمس ها وكأنه قرأ افكارها"انه ابنها الايطالي, سيتفاجئ الان لرؤيتك لانه لم يكن يعلم بوجود ابنة لي غير نورما " فغرت نادين فاهها ونظرت الى ابيها "لم تخبروه؟" لم يتمكن والدها من الاجابه عليها ففي تلك اللحظه دخلت زوجة ابيها الى الغرفه برفقة ابنها وسمعته يقول"اسف على التأخير ,تأخرت اثناء محاولتي اقناع اندرس بالبقاء في المنزل,كان يصرّ على المجيئ برفقتي و..."توقف عن الكلام حين وقعت نظراته على نادين التي وقفت شبه مصدومة تحدق في تلك العينين السوداوتين,ولم تشعر الا بوالدها يسحبها من ذراعها لتقف بمواجهة ابن زوجته قائلا له" سام ..هذه نادين..ابنتي"
"سام؟!"
"ابنتك؟!"
يا الهي!! لم يخدعها فقط بعدم اخباره اياها انه متزوج وله طفل, بل ايضا لم يعطها اسمه الحقيقي ..هذا ما دار في فكرها قبل ان تشعر بالظلام بلفّها وتغيب عن الوعي ..
الفصل الثالث: ذكريات حب
_اخبروني انك لم تقبلي العشاء الذي طلبته لك؟
سمعت نادين الصوت الرجولي العميق ياتيها من الخلف ,استدارت ناحية الصوت ذي اللكنه المميزة اللذيذه,فوقعت عيناها على رجل يقف خلفها,اغمضت عينيها ثم فتحتهما فرأته لا يزال امامها يتأملها,ظنت نفسها في حلم جميل لم ترغب الاستيقاظ منه وهذا ما ازعجها,كان طويل القامة لديه اروع ابتسامه,عيناه السوداوتان الغامضتان يحيط بهما حاجبان عريضان, يتماثلان ولون شعره الاسود.تأملته باعجاب ,كان يرتدي سترة سوداء فوق قميص حريري ناصع البياض وقد فك اول ازرار قميصه مما دفع بها لملاحظة لون بشرته السمراء وكان باستطاعتها رؤية عضلاته القوية,ادركت انه وسيم بشكل مدمّر..ابتسم لها بسخرية بيد انه ادرك ما تفكر فيه,واقترب من الكرسي الذي بجابها وسألها بعدما راى فنجان قهوتها الذي لم تمسه حتى الان"هل تسمحين لي بالجلوس سأطلب القهوة لي ايضا؟"
لم ينتظر ردها بل جلس في كرسيّ مواجها اياها,فساألته وقد تملّك الغضب منها"ما الذي تفعله؟"
أجابها وابتسامة طفيفة علت وجهه"لم نتعرف بعد اليس كذلك؟! ادعى اسمر واعرف انك الانسه نادين ولقد كنت ارافقك طوال رحلة الطائرة من لندن الى ايطاليا"
حقا؟"سالته متفاجئة"لكنني لم ارك قبل الان"
فابتسم قائلا"وكيف ستريني وانت امضيت رحتلك كملاك صغير ينام على فراش من حرير؟"شعرت بالاحمرار يعلو وجهها وسالته بحدة
"وماذا تفعل هنا الان؟لا تقل لي انك بالصدفة حجزت لنفسك غرفة في هذا الفندق؟؟"ضحك واجابها "ليس بالضبط عزيزتي لكنني انا مالك هذا الفندق وهذا لحسن حظنا اضافة الى انني من ارسل اليك سائق الفندق ليحضرك لانني علمت من مضيفة المطار ان لديك حجز هنا,اذ لم ارغب ان تستقلي سيارة اجرة وحدك في ساعة متأخرة"
فكرت في نفسها اذا هو لديه نفوذ واسعه ارسل لها سائقا ظنته يعمل لدى زوج شقيقتها,ومن ثم طلب لها العشاء الى جناحها فرفضته وهي تعتقد انه ارسل اليها بالخطأ..ترى ماذا سيفعل ايضا؟فكرت ونظرت الى تلك العينين الجذابتين,يبدو انه ايطالي الجنسيه ولكن لهجته الانكليزية تبدو جيده وهذا ما حيرها وحين سالته عن سبب ذلك اجابها"والدتي انكليزيه ,والدي ايطالي الجنسيه "
"هذا رائع!!" ابتسم لحماسها وسالها"لما جئتي الى ايطاليا؟"
اخبرته انها تخرجت من الجامعه منذ اسبوع وجاءت لتمضي اجازة مدتها ثلاثه اشهر في ايطاليا تتعرف فيها على معالم البلاد قبل ان تعود الى لندن وتستقر في وظيفة, وان اول جزء من رحلتها ستمضيه في الفندق ولكنها ستنتقل الى منزل شقيقتها وزوجها عندما يعودان من الرحله المفاجئة التي قاما بها,وحين اخبرته انها حصلت على شهادة في ادارة الاعمال بدرجة جيد جدا ابتسم قائلا"اذن انت ذكيه" سألته ساخرة"وهل لديك شك في ذلك؟" "بالعكس هذا يعجبني فهو يزيد من التناقضات التي اجدها فيكي"
"تناقضات؟ماذا تقصد؟"
"اقصد انني منذ رأيتك في المطار في لندن حتى هذه اللحظه اتساءل عن سبب لون شعرك الاسود رغم اني اعلم ان فتيات لندن اما شقراوات او حمراوات الشعر على عكسك تماما اضافة الى انهن باردات و.."
قاطعته بحده"هل تقول باني بارده؟؟"
اجابها"بالعكس عزيزتي انت لست باردة على الاطلاق,بل ان لك طبع حام يظهر تناقضك التام مع بنات جنسك"
"حسنا سأخبرك ,لقد ورثت لون شعري من والدتي اليونانيه"
وكأنها القت امامه نكتة العصر فقد ضحك بقوة بعدما ضرب بقبضة كفّه على الطاولة امامه,مما دفع فنجاني القهوة للاهتزاز,وقال بثقة من حصل على ورقة يا ناصيب "كنت اعلم ان فيك شي مختلف عن الانكليزيات والان بت اكيد من سببه انتي اذن لم ترثي فقط لون شعرك من والدتك بل ايضا طبعك الحامي "
في البدايه لم تعلم ان كان يسخر منها ام يلاطفها ولكنها حين رأت اسنانه البيضاء مع ابتسماته العذبة التي ادفأت قلبها وزادت من سرعة خفقانه,اخفضت رأسها ناحية فنجان قهوتها لتمنعه من رؤية الاحمرار الذي علا وجنتيها..وحين رفعته وجدته قد انهى قهوته ووقف امامها وهو يقول"اعتبري عشاءك وقهوتك هدية من الفندق لأول ليلة ستمضينها هنا,واعلمي انه من الغد سيكون لديك سيارة وسائق تحت تصرفك"وغمز لها بعينه وتابع"وايضا دليل سياحي لمعالم ايطاليا,طبعا ان رغبتي بوجودي معك طوال الفترة التي ستقضينها هنا في بلدي"قال ذلك بثقة من يدرك ان لا مفر من تحدي قراراته وغادر مطعم الفندق بعدما تمنى لها ليله سعيدة.....
مضى شهر على وجود نادين في ايطاليا,لم يفارقها اسمر طوال تلك الفترة الا في الامسيات.كانت تلتقيه في الصباح فيتناولان الفطور معا في مطعم الفندق ثم يأخذها ليريها ايطاليا التي باتت تعرفها بشكل جيد لتشعر انها في بلدها الثاني فهو لم يترك مكان في بلده الا واخذها اليه,وكانا يتناولان طعام الغداء معا في احدى مطاعم ايطاليا الشهيرة,ثم يتابعان رحلتهما السياحية وفي المساء تعود بعد تناول العشاء في الفندق يفترقان قرب باب جناحها.كانت نادين تشعر بمشاعر جديده مع اسمر لم تعرفها من قبل ,ممّا ولّد لديها شعورعميق بالامتلاك نحوه,فكانت تغضب ان هو تأخّرعلى موعدهما او حتى قرر المغادرة باكرا,وفي احيان اخرى عندما يستدعى لامرملّح في الفندق كانت ترافقه وتتأمله وهو يحاول حل أي مشكلة يتعرض لها في ادارة فندقه..
وقبل يومين من عودة شقيقتها نورما الى ايطاليا,قالت نادين لأسمر اثناء تناولهما طعام الفطور بانها ستنتقل الى منزل شقيقتها وهو لم بعترض بل قال"ذلك لن يشكل أي فارق على علاقتنا فأنا سألحق بك حتّى منزل شقيقتك,ان لم تمانع نورما"ابتسمت له"لن تمانع انا متأكده من ذلك"
وسرحت نادين في فكرها تتساءل عما ستقوله لها نورما التي ما وثقت يوما بالرجل الايطالي,اذا تعتبره رجل غيور ومتملّك. اضافة الى انها لم تعرف الكثيرعن أسمر اذ لم يحدثها عن حياته الخاصة الا القليل ,فهو في الثلاثين من عمره,والده متوفي ,والدته تعيش الان في لندن.وبالاضافة للفندق الذي ورثه عن والده لديه شركة تجاريه خاصة به في لندن....
ذلك المساء دعاها اسمر وللمرة الاولى لتناول العشاء في منزله الذي يقع في فلورنسا, وهي مدينة في الجزء الشمالي من وسط ايطاليا, حين دخلت المنزل بدا لها اشبه بقصر يتألف من طابقين,يخيم عليه الطابع الفكتوري وهذا ما لفت اعجابها..بعدما اراها المنزل بأكمله أخدها الى غرفة الطعام,حيث وجدت المائدة مجهزة بأشهى الأطعمه الإيطالية,كانت الاضاءة خافتة من خلال الشموع الموزعّة في زوايا الغرفة,ابتسمت نادين ونظرت باتجاه أسمر سائلة اياه"من الذي جهّز هذه المائدة؟"فاجابها وهو يزيح لها كرسيّا لتجلس عليه"انها مدبرة المنزل والطباخ"سألته بذهول"حقا؟لكني لم ارى ايّ منهم"اجابها وهو يجلس في كرسيه"لانني طلبت منهم المغادرة كلّ الى منزله بعد ان ينتهوا من تحضيرها"
"لماذا ؟الا تريدهم ان يروني؟"
اجاب بينما يسكب العصير لها في كأسها" ليس لهذا السبب بل لاني اريدك لي وحدي,ولم ارغب ان تشعري بالخجل من الخدم"..ضحك لها ضحكة خافتة, مثيرة جدا, زعزعة كيانها عندما قالت له بصوت لاهث مرتبك"دعنا نتناول عشاءنا الان" ارادت هي بذلك ان تشغله كي لا يشعر بتوترها اذ انها شعرت بالخجل منه ..وكأنه ادرك ما تفكر فيه,امسك يدها بين يديه الدافئتين وقال يطمئنها"لا تقلقي حبيبتي ,سيكون كل شي على ما يرام,اعدك بذلك"
مع وعده لها وكلمة التحبب التي نطق بها,ادركت نادين انها تحبّه بكل قوتها.والليلة, ستثبت له ذلك حين يدرك انه حبيبها الاول.............
الفصل الرابع :حقيقة مؤلمة
_اذن انت عشيقته الجديدة؟
سمعت نادين صوتا انثويا ساخرا على الجهة الاخرى من الهاتف,هل اخطأت هذه المرأة الاتصال؟حدّثت نفسها قبل ان تسألها"من المتصل؟"
اجابها ذلك الصوت الانثوي ثانية"اما ان تكوني عشيقته او انك خادمة جديدة في منزله والا لكنت عرفت مع من تتحدثين"توقفت انفاس نادين للحظات هل يعقل ان تكون هذه المراة مجنونه لتتصل في مثل هذا الوقت.ان الساعة لم تتجاوز السابعة صباحا؟!ارادت نادين ان تقفل الخط بوجه تلك المرأة ولكن سؤال مفاجئ جمّد كل حركة قد تفكر بالاقدام عليها,اذا سألتها المرأة"اين اسمر ؟"اذن,لم يكن هناك خطأ في الاتصال وهذه المراة نعتت نادين بأنها عشيقة اسمر,اجابت نادين بصوت ضعيف ومرتبك"انه..انه لم يستيقظ بعد"
فسمعت ضحكة قوية من المرأة المجهولة ,التي قالت لها بلهجة ساخرة"اذن اعذريني انت لست عشيقته بل خادمة جديدة,اليس هذا صحيح؟فلو كنت عشيقته لما سمح لك بالخروج من سريره في هذه الساعه بل لابقاك اسيرة دفئه",تملك الغضب من نادين التي صرخت في المرأه بالهاتف وسألتها بحدّة "ومن انت؟!؟"
اجابها ذلك الصوت ثانيه"انا زوجته, والدة ابنه, ارجوك اخبريه عندما يستيقظ ان يتصل بي لاني اود محادثته بأمر ضروري يتعلق بابننا اندرس" وانقطع الخط من الطرف الاخر,بينما وقفت نادين كالمشلولة تحدّق في الفراغ وتضغط بأصابعها على سماعة الهاتف وفي فكرها يتردّد صوت صدى كلمات تلك المرأه"زوجته!! ابنه!!" ارادت نادين الصراخ ,اغمضت عينيها ثم فتحتهما فوجدت نفسها لا تزال تقف مكانها في غرفة المكتب وسماعة الهاتف بين يديها"تبا تبا تبا " لماذا لا يكون هذا مجرّد كابوس وتصحى منه الان لتجد نفسها في غرفة نوم اسمر؟؟ لماذا استيقظت هي قبله على صوت رنين الهاتف؟؟ كيف سمحت له ان يخدعها؟ويجعلها تستلسم له ولحبه بينما هو لديه زوجة وابن؟كيف؟؟؟
سألت نفسها وهي تمشي بتثاقل لتجلس على كرسي المكتب,اذ لم تعد تشعر برجليها قادرتين على حملها,لفت ذراعيها حول نفسها وهي تشعر بالاشمئزاز لادراكها انها لا ترتدي سوى روب اسمر الدافئ ,سخرت من نفسها وهي تشتم رائحة عطره.عندما ارتدته منذ دقائق قليلة, ارادت ان تشعر بنفسها بين ذراعيه وان ابتعدت عن احضانه ولكن الان هي تريد نسيان تلك اللحظات التي عاشتها معه.فالحقيقه المؤلمة التي ادركتها الان انه لم يحبها على الاطلاق. صحيح انه لم يخبرها ابدا بحبه لها لكنها كانت تشعر بذلك,منذ اول لقاء لها به وهي تشعر باعجابه الشديد بها وكانت تعلم انه يريدها منذ البداية,وهي بالمقابل ارادته ايضا لكنها كانت تريد الانتظار حتى تتأكد من حبّها له ,وماذا حدث بعد ذلك هي احبته ولكنه لم يبادلها سوى الرغبة,كما لم يطلب حبها وهي التي كانت له بالامس قلبا وقالبا...
تبا!!..لن تسمح له بالاستمتاع بالنصر الذي حققه.ستجعله يدفع ثمن الجرح الذي اصابها وثمن كل كلمة جارحة سمعتها من زوجته,والدة طفله!! وقفت وصعدت الى غرفة نومه فوجدته يغط في نوم عميق داخل ذلك السرير ذي الاعمده الاربعه حيث تشاركت واياه...كلا,لا تريد ان تتذكر,يجب ان تنسى والا لن تستطيع ان تظهر له ذلك الوجه البارد الذي اعتبره فيما مضى من ميزات المرأة الانكليزية..اليوم سيعلم معنى ان تكون باردة وستجعله يتذّوق نفس المرارة التي ذاقتها الان.. حين يستيقظ ستجعله يلعن اليوم الذي عرفها فيه ..
شعرت به بتململ في سريره فاسرعت بدخول الحمام بعدما تناولت ملابسها...كانت تراودها فكرة واحده طوال فترة استحمامها عليها ان تغادر منزله بكبرياء لا ان تجعله يدرك الالم الذي بداخلها ,وتساءلت في نفسها هل ستكون مخطئة إن هي بقيت حتى يستيقظ؟ اليس عليها أن تغادر بينما هو غارق في احلامه, ليستيقظ بعدها ويجد انها فرّت منه؟ لكن لا لقد اتخذت قرارها يجب ان تراه امامها وتستمتع برؤية وجهه حين تعلن له انّ ما حدث بينهما لم يكن الا علاقة عابرة ارادتها منه ولن تسمح بتكرارها..
حين انتهت ودخلت الى الغرفة,وجدته مستيقظا يجلس على حافة السرير باسترخاء,شعرت بعينيه تتأملانها من رأسها حتى اخمض قدميها,فشعرت بالاحمرار يعلو وجهها..تبّا!! هي لا تستطيع مواجهته في هذه الغرفة عليها ان تخرجه منها والا لن تتمكن من السيطرة على مشاعرها.قالت له بصوت املت ان يكون قويا"سأذهب لاحضّر القهوة بينما انت تستحم "وخرجت بسرعة من الغرفه مدركة انه سيعتقد انّ هربها سببه خجلها منه ,ذلك صحيح نسبيا ,لكنه لا يعلم الاعلان الذي ينتظره مع فنجان القهوة.
اوّل ما فعلته عندما نزلت الى الطابق الاول انها اجرت اتصالا هاتفيا ضروريا,ثم بدأت بتجهيز القهوة وعندما انتهت اخذتها الى غرفة الضيوف فهي لم ترد العوده الى الطابق الثاني وتعلم انه سينزل بين لحظه واخرى ليتفقّدها..وهذا بالضبط ما فعله,سمعت وقع اقدامه على السلالم ,وقفت في وسط الغرفه تنتظر وصوله الى جانبها,وحين واجهت نظراته قالت بصوت بارد,قوي وبكل الثقة التي تملكها
"القهوة جاهزة وقد حضرّت لك معها فطورا خفيفا,والان (مدت يدها الى حقيبتها الصغيرة) اريد ان اشكرك على الليلة الرائعه التي منحتني اياها بالامس,وساقول لك وداعا ,لانني لن اراك ثانيه فبعد حوالي الساعتين ساكون في طريقي الى لندن"
الفصل الخامس: تدفع الثمن!
_هل كان هو؟
اوقعت نادين مفتاح شقتها ووقفت مصدومه ,انها تعرف صاحب هذا الصوت العميق,ماذا يفعل هنا امام باب شقتها في مثل هذه الساعه وكيف عرف عنوانها هل تبعها؟؟ سالت نفسها وهي تستدير ناحيته,كان بنظر اليها والغضب يتملكه.
شعرت بالارتباك وهي تلمحه يقترب منها بخطوات بطيئه ,وشعرت بالحرارة تسري بداخلها مع سرعة خفقان قلبها,هو لم يتبدل ما زال يملك تلك السيطرة القويه التي تضعفها,ماذا يريد منها الان؟!..حين اصبح بمواجهتها سال مجددا بنبرة حاده"هل كان هو؟"
لم تعرف عمن يتكلم فسالته وهي تخفض عينيها كي لا يلاحظ ارتباك مشاعرها"عمن تتكلم؟" شعرت باصابعه تلامس ذقنها ويرفع لها وجهها ليصبح مواجها لوجهه الداكن,فلاحظت كيف اشتد فكه بقوة بينما يجيبها موضحا" جوزيف ,زوج اختك,هل تركتني بسببه؟"
"ماذا؟؟" صرخت به بحده
لم تعرف من اين جاءتها القدرة على النطق بتلك النبرة,التي جعلتها تسيطرعلى ذهولها وتساله بحده "كيف تجرؤ غلى قول امر مماثل؟"
ابعد يده عن وجهها ووضعها في جيب بنطاله الاسود وقال"علمت انك لم تكوني مخطوبه على الاطلاق,وهذا ما دفعني للتساؤل عن سبب ادعاءك في السابق ان لك خطيب لذلك وبعدما رايت اهتام جوزيف بك اليوم بعد اغماءك في قصر والدك وبعد طلبه التحدث اليك على انفراد وابعادنا جميعا عنك دفعني ذلك للتساؤل ,ما هي العلاقه التي تربطك بزوج اختك؟"
الغضب كلمة لا تستطيع وحدها ان تعبّرعما خالج نادين في تلك اللحظه,لقد ارادت ان تمزقه بين يديها ليس لما يفكر به فقط بل لانه يتجرأ الان على مواجهتها بهكذا ادعاء ,صرخت به"هل جننت؟كيف تفكر بامر كهذا ؟انه زوج اختي لديه عائلته كما هو حالك فاذهب من هنا عد الى زوجتك وابنك ودعني بسلام"
امسكها من ذراعيها بينما كانت تهم بالتقاط مفتاح شقتها وهزها بقوة آلمتها وهو يقول"لن ابتعد قبل ان اعرف ما هي علاقتك بجوزيف؟وان لم تكوني على علاقة به ما الذي دفعه اليوم للاختلاء بك ولما ادّعيتي في اخر لقاء لنا انك مخطوبه؟"
استرجعت نادين الاحداث التي مرت بها, بعد رؤيتها لاسمر واغماؤها استفاقت لتجد نفسها في غرفة نومها القديمه في قصر والدها والجميع قلق عليها, لم تجد اثر لاسمر في ذلك الوقت لكنها علمت من زوج اختها انه هو من حملها الى تلك الغرفه وانه استدعى الطبيب لها كما غادر مع مغادره الطبيب,وهذا الامر الذي دفع جوزيف ليشك بوجود معرفة سابقه بينهما وادرك حقيقة ما حصل لها لدى رؤيتها لابن زوجة ابيها,وقد طلب محادثتها على انفراد.لذلك,عندما غادر الجميع غرفتها سألها مباشرة "هل سام هو حبيبك والد ابنتك؟" اضطرت عندها للاعتراف بذلك وهي ترجوه الا يخبر والدها.
كانت تجلس على كرسي بجانب السرير,فيما عقلها كان تائها والمرارة التي تحسها بقلبها اثقل من اي شيئ اخر.لاحظ جو اصابعها التي تدق بعصبيه على ركبتيها ولم يحاول التدخل لانه يدرك ان عصبيتها تفوق اي حد,وفكر بأن نادين متوهمه ان ظنت ان اسمر سينسى امرها الان بسهوله ..سمعها تقول "اعترف ان ما يحدث حولي الان يشعرني بالعجز"
حين لاحظ عينيها الدامعتين اقترب منها واخذها بين ذراعيه بكل حنان يربت على ظهرها"لا تفقدي ثقتك بنفسك انت بحاجه لعزيمتك اكثر من اي وقت مضى"
"عاد القدر يسخر مني من جديد..اخر شيئ توقعته هو رؤية ذلك المغرور المستبد مرة اخرى"
"بثقتك العمياء بنفسك التي عدت بها الى هنا ستقومين بالتغلب عليه,بالرغم انني اجد انك تبالغين في تخوفك منه,اسمر عاجز عن ايذائك وليس عليك ان تقلقي منه يبدو من تصرفه اليوم انه احبك بالفعل"
استقامت واقفة"ما الذي تهذي به جوزيف؟!ذلك الرجل لم يحبني يوما.لقد اراد التلاعب بي وكأنني دمية لا تصلح لشيئ سوى ..."
قاطعها جو"لا ..لا نادين..هناك غموض في كل الموضوع,هل فكرتي يوما بالتحدث اليه بدل ان تهجريه هكذا,هناك ما يجب التحدث عنه ومعه هو"
لكن نادين رفضت الاستماع الى جوزيف بل قالت له "ارجوك جوزيف لا اريد التحدث بالموضوع يكفيني ما مر بي اليوم ,إلحق بالجميع وتناولوا العشاء واعتذر منهم لاني لم اعد اشعر بالرغبة لتناول الطعام "
ابتسم جوزيف وقال يطمئنها"لا تقلقي ارتاحي الان وبعد العشاء ستعودين معنا انا ونورما الى منزلك"وهمّ بالانصراف من غرفتها لكنها اوقفته قائله"ارجوك جوزيف لا تأتي على ذكر اناستازيا امام اسمر,واطلب من نورما ذلك ايضا" اومأ جو برأسه علامة الموافقه وغادر بينما جلست نادين على حافة السرير تسأل نفسها كم من الوقت ستتمكن من اخفاء امر انستازيا عنه...
نظرت نادين الى وجه اسمر الحاد الصلب والعينين السوداوتين الثاقبتين كعينا النسر ,ما زالت ملامحه ساحرة بخطوطها الدقيقه الكامله الواضحة المعالم.انه الرجل الوحيد الذي يشبه الى حد كبير الالهه الاغريقيه التقليديه,والوحيد الذي يستطيع النظر نحوها بكل هذه الثقه المدمّرة.تحركت شفاهه الجذابه للتكلم "هل اصبت بالبكم؟اجيبي هل كان هو؟"
صوته الغاضب لم يكن في الحقيقة سوى الوسيلة الفعّالة لاعادتها الى أرض الواقع,انها لا تحلم هذا الرجل الذي احبته حتى الجنون في الماضي يقف امامها.لكن, كل تلك القساوة والصلابه لا تتذكر عنها شيئ فيما مضى.هل هو الزمن الذي رسم تلك المسحة على وجهه؟؟!
كانت مرهقه وشاحبه ,رؤيته الغير متوقعه جعلتها غير قادره على تحمل مواجهته ,وتتمنى ان يكون كل ما تمر به مجرد كابوس سينتهي قريبا...لكن لا!! هي لا تخشاه,رفعت وجهها اليه "قلت لك ان تذهب وتتركني وشأني,مجرد رؤيتك ثانية تثير اشمئزازي"
قال بصوت خشن وقد تغيرت ملامحه""مما انت خائفه؟هل ارعبك لهذا الحد؟"
"لا يوجد شيئ اخافه او اخجل منه ,انت لا يحق لك التدخل بحياتي لذا ارجوك غادر ودعني وشأني"
زمّ فمه بحقد ولمعت عيناه من الغضب فدبّ الرعب داخل قلبها وبدأت بالارتجاف لا اراديا وهي تسمعه يقول بعدما امسك ذراعها بحركه مؤلمه"انت قمت بطعني في كرامتي وسخرت مني كما لم تتجرأ امراة من قبل على فعل ذلك وانا سأجعلك تدفعين الثمن.."قاطعته بدهشه"كل ما يهمك هو انانيتك والقاء اللوم على الاخرين,انا اضعف من ان اقوم بتدميرحياة اسمر الايطالي (بسخريه)ام تريدني ان اقول سام النصف انكليزي؟! تريدني ان ادفع الثمن؟ باي حق ايها المستبد المتمرد؟ هل تعتقد نفسك مؤهلا لذلك؟ لقد كبرت يا اسمر وساقف بوجهك على الدوام حتى لو كان ذلك اخرشيئ اقوم به "صرخت به وهي تتلوى لتحرر ذراعها من قبضته ثم تناولت مفتاح شقتها وقالت بصوت تفيض منه الكراهيه
"اعلم اني لم اعد تلك الفتاة الحالمه التي التقيتها وامتلكتها,بل انا اليوم امرأه راشده ,كبرت وكبر قلبي معي "
فتحت باب شقتها وقبل دخولها سمعته يقول بكل الحقد والكراهيه التي يشعر بها"لا احد ..لا احد يتجرأ ويلحق السوء بأسمر ويفلت من العقاب,لن اغفر لك نادين ,تأكدي من ذلك"
هذه المرة سخرية القدر تجاوزت الحد,وانقلبت الادوار, انها امام مسؤولية جرح كرامة وكبرياء ايطالي متعجرف وهو يعدها بدفع الثمن,الثمن الذي حلمت دوما بأن يدفعه هو عاجلا ام اجلا...
الفصل السادس: دعني ارجوك
_ما الذي تريده مني؟
صرخت نادين باعلى صوتها للمرة الثالثه منذ دخولها الى مكتب اسمر في شركة والدها التجاريه,"تعلمين ماذا اريد"اجابها ساخرا وهو ينظر الى الاوراق الموجوده على طاولته انه لم يرفع نظره اليها منذ دخولها .لقد كان يعلم انها ستأتي اليه بهذه الطريقه والغضب يتملكها.."الان اصبحت تعلمين,ان قمت بسحب دعمي لشركه والدك فانه سيعلن افلاسه في اقل من شهر"
"وما الذي تريده مني؟"سالته وهي تعلم الجواب مسبقا
اجابها هازئا"اخبرتك عندما هاتفتك في الصباح ,ان رغبتي أن استمر بدعمي لوالدك عليك العودة معي الى ايطاليا وتبقي في الوظيفه التي هربت منها حين علمت اني ساكون مديرك"
تبا!! لقد ظنت انها تخلصت من تلك المحنه وانها لن تعمل تحت امرته لكن تبين لها انه ادرك وجودها ,كسكرتيرة المدير في تلك الشركه يوم رايته وطنت انه لم يرها لكن تبين لها الان انه راها حين هرولت خارجه من الشركه وانه كان السبب في عدم موافقه السيد بيتر على استقالتها اذ طلب منه ان يعطيها مهلة شهر ,اذ ان اسمر لم يعتقد انها ستفر هاربه من ايطاليا,ولكن بما ان القدر عاد وجمعهما هنا في لندن فإنه سيعيدها الى هناك وبكل الطرق التي يستطيع استخدامها
"لكنه زوج امك لما ستفعل به ذلك وهو قد إئتمنك على شركته و.."
"..وهو والدك ايضا"قاطعها بحده.نادين تعلم انه يريد ابتزازها لتعود الى ايطاليا وتعمل تحت رحمته في الشركة.ما الذي يخطط له هذا الرجل؟ سالت نفسها وتاملته خلسة,وفكرت ربما يكون ذلك افضل لها, ان تبعده من هنا فلا يعلم بسرها الذي تخفيه, فقد باتت تخاف اللحظه التي يدرك فيها ان له ابنة فالخوف بات حليفها منذ اللحظه التي وقعت عينيها عليه في منزل والدها لذلك ادركت ان الطريقه الوحيده امامها ان تقبل بالخضوع لشرطه مبدئيا فقط, الى ان يخرج من لندن وعندها ستواجهه في ارضه...
وبعد يومين كانت نادين تجلس في المقعد الامامي,للسيارة البورش التي قادها اسمر من مطار ايطاليا, ولا تعلم الى اين هو يتجه بها..توقفت السياره فجأه امام مبنى ضخم ,لاذت نادين بالصمت تنظر امامها,انه الفندق الذي يملكه ,انه نفس المكان الذي أقامت فيه في الماضي وشعرت بالخوف يعتمرها..وقاومت رغبتها في البكاء لكل ما اثاره فيها مجيئه بها الى هنا.وقاومت رغبه مجنونه بالقفز من السياره والركض بعيدا حيث الامان..اغمضت عينيها عندما سمعته يكسر السكون بينهما ويقول ساخرا "استرخي حبيبتي" تنهدت بضيق وصرخت به"لا تناديني حبيبتي,ولماذا جئت بنا الى هنا,لما لا تدعني اذهب الى فندق اخر؟"
بدا صوتها متألما واطلقت صرخه خفيفه عندما مد يده الى ذراعها وادارها لتواجهه"هل تريدين التخلص مني؟ (تنهد وهو يشتم رائحه شعرها)لا تستطيعين التخلص مني"وحين شعر بتوترها قال متابعا"مما انتي متوترة؟انظري اليّ(شد وجهها باصابعه الفولاذيه) انك تموتين رغبة بي يا نادين"وبدا الاستمتاع على وجهه الداكن حين صرخت به "كم انت مغرور..انت مغرور لدرجه تجعلك.."وصمتت حين لم تجد الكلمات المناسبة"اكرهك ..ولا يهمني ما تفكر به,رايك لا يهمني على الاطلاق لذا اتركني ودعني ارحل!"
لكنه لم يتركها كان قريبا منها لدرجة ارعبتها فهمست"اسمر لن تتجرأ..انت لن تقدم على.."لكنه لم يكن رحوما او عطوفا امام مخاوفها,كان الشرر يتطاير من عينيه,من حركة شفتيه ومن اصابعه التي تلامس رقبتها وشعرت فجأه انه قادر على ايذائها مع كل الغضب الذي تراه في عينيه"اسمر توقف"كان توسلا وليس امرا..وشهقت عندما اقترب بوجهه الداكن نحو وجهها وتسلل الرعب الى قلبها,تساء لت اذا ما كان قد استسلم لحقده؟!ماذا سيفعل بيده التي على رقبتها؟سوف يخنقها بالتأكيد؟فبنظره هي حطّمت كرامته وكبرياءه وعجرفته عندما غادرته بتلك الطريقه..اغمضت عينيها متفادية عينيه كم كانت واهمه حين اعتقدت انها تستطيع الوقوف بوجهه وتحديه انه الان يستطيع تحويلها الى اي ماده يريدها وكما يريدها..كان قريبا جدا منها وهذا نوع اخر من التعذيب ان يجعلها تنتظر قبلته بفارغ الصبر,نعم هي تشتاق له ولقبلاته و الى شعره الداكن المغري ,ارادت ان تشعر بعضلات صدره ,فتحت عينيها بعدما طال انتظارها.فبدا لها انه متحكم في نفسه وكأن ما اظهرته له من اشتياق ارضاه على النحو الذي امله!!
"لم تتغيري ابدا..ما زلت تملكين نفس الرائحه ومازلت فاتنه رائعه.."طلّت السخريه من عينيه وابتعد عن وجهها وامسك بشعرها الاسود لكن بحده"ولكن اذا اعتقدت انك لا تقاومين فانت يا نادين لا تنصفين في تقديري"
حاولت قراءة افكاره لكنها لم تستطع من جراء ظلمة المكان "ارجوك اسمر دعني اغادر"
سخرت منها عيناه وشفتاه فعضّت على شفتها"هل يجب ان اجثو على قدميك ايضا؟" قالت ذلك بغضب"ليس اليوم على الاقل.."وابتعد عنها وكأنها لا تصلح لشيئ وهذا ما دفعها لتفتح باب السياره قبل ان يتمكن من ردعها وهرولت خارجة ودموع الغضب تملئ عينيها ولكن قبل ان تتمكن من الخطو خارج بوابة الفندق الحديديه اطبقت عليها يدين كالحديد واصطدم راسها بالصدر القوي الصلب,فرفعت عينيها الدامعتين اليه وصرخت بكل الالم الذي بداخلها
"من تظن نفسك؟هل تعتقد اني ساقبل بلعب دور المرأة الثانيه في حياتك؟هل تعتقد اني سأقبل ان اعيش الوضع الذي سبق ان هربت منه؟دعني ارحل وعد الى زوجتك!!"
الفصل السابع:المواجهة
_هذه هي الحقيقه نادين ,اسمر منفصل عن زوجته منذ اكثر من سبع سنوات
لم تستطع نادين تذوق طعم النوم,وهي تتذكر ما مرت به بعد هربها من اسمر امام مبنى فندقه فبعدما تبعها وتمكن من الوصول اليها ومواجهتها,صرخ بها"توقفي عن الهرب وواجهيني,لن اسمح لك بالذهاب الى فندق اخر,ستحصلين على جناح خاص بك هنا في فندقي رغبت ام لم ترغبي وان حاولت الهرب فتأكدي اني لن اتوانى ابدا عن اخذك الى منزلي في فلورنسا وسجنك هناك ,وانت تدركين اني قادر على فعل ذلك وعندها ستتمنين لو انك لم تتحديني"وسحبها من يدها وادخلها الى الفندق ومن ثم الى الجناح الذي حجزه لها ,وامام باب غرفتها قال لها والغضب لا زال متملك منه"غدا صباحا اريدك في المكتب وان لم تحضري في الوقت المحدد لتبدئين عملك ساجعلك تندمين."فتح لها باب غرفتها,وادخلها وغادر لكن ليس قبل ان يقول بلهجة حاده "اما في ما يتعلق بزوجتي فلو كان لدي زوجة لما وجدتني هنا امامك لذا توقفي عن ذكرها في كل مرة التقيك بها"
ابعدت نادين الاغطيه المتينه عن جسمها النحيل وتفحصت الساعه الموضوعه على جانب السريرالتي تشير الى الثانيه والنصف صباحا,لقد مضت اكثر من ست ساعات على القنبله التي القاها اسمر عليها,في البدايه وقفت مصدومه امام باب غرفتها المغلق وحين تمكنت رجليها من حملها اسرعت الى هاتفها واتصلت بشقيقتها وتحدثت الى جوزيف بعدما اطمأنت من شقيقتها ان أنّا بخير,وحين سمعت صوت جو من الجهه الاخرى للهاتف طلبت منه ان يستعمل نفوذه في لندن ويعرف ان كان اسمر متزوج وبالفعل بعد ساعه واحده كانت نادين امام خبرين صاعقين, الاول ان اسمر ليس متزوجها اما الحقيقه الاخرى التي اكدها لها جو ان اسمر لم يكن متزوجا في الفترة التي التقته بها نادين اي منذ خمس سنوات.لم تعرف نادين ان كان عليها ان تفرح ام تحزن لما عرفته,كيف ستتمكن من مواجهة اسمر بعد الذي عرفته,لقد اخطأت ودمرت حياتيهما معا,وابعدته عنها لسبب لا وجود له كما اخفت عنه امر ابنته.تبا ما الذي ستفعله الان,كيف ستعمل معه في الغد وتحت امرته .شعرت بالقهرفيما سمحت لدموعها بالتساقط بحريه,انه مساء مخيف وطويل.وقد شغلها سؤال تردد مرارا في ذهنها في ذلك الصباح في منزل اسمر من التي اتصلت وادّعت انها زوجته ,والدة ابنه؟!...
_انسه نادين هل اتممت طباعة الرسائل ام سانتظر الصباح بأكمله؟
جاءت لهجته الجافه من خلال الجهاز فوق مكتبها.ضغطت على الزر لتجيب بصوت يكاد يكون هادئا"ليس بعد اسمر س.."قاطعها بحده"انا هنا السيد سام ..اسرعي قبل ان ينفذ صبري"
كانت متوترة وخائفه لا تعلم كيف ستتمكن من مواجهته بعد الحقيقه التي اكتشفتها,انهت طباعة الرسائل ودخلت اليه ليقراها ويوقعها.بقيت واقفه امامه تراه يعاود تفحص الرسائل وبدت تكشيرة عميقه على ملامحه"انا ادفع لك لتقومي بعمل افضل من هذا..عاودي طباعتها بشكل افضل,"ورمى لها الاوراق باهمال,التقطتها بسرعه وعادت الى مكتبها تقاوم دموع الغضب المتجمده في عينيها وهي تحدث نفسها"كل ما يتقن فعله هو اعطاء الاوامر"انها مجبره على تحمل عصبيته واهاناته اضافه الى الالم الذي بداخلها لادراكها انها السبب في ما آلت اليه علاقتهما.استمر عذابها النفسي لايام اخرى امضتها في العمل من الصباح حتى الساعه الخامسه مساء,وتعود بعدها للانزواء في غرفتها في الفندق.
قبل يوم واحد من نهاية اسبوعها الاول في العمل طلب اسمر منها احضار فنجان من القهوة,حضرت قهوة سريعه وذهبت الى مكتبه لتجده واقفا امام الواجهه الزجاجيه لمكتبه"قهوتك"قالت ذلك مرتبكه, التفت اليها بوجهه الغامض فارتجفت يديها وهي تناوله الفنجان لكنه انزلق من اصابعها وراقبت بذعر القهوة تنتشر على ارض المكتب وبعض القطرات على سترته ,صرخ بها"انظري ماذا فعلتي الان,انت لا تجيدين القيام باي شيئ"
"اسفه لم اقصد"قالت بارتباك ظاهر..خلع سترته وناولها اياها"خذي نظفيها" تناولتها منه ورمتها على الارض"هذ الامر ليس من متطلبات العمل الادراي"قالت ذلك وهي تدير له ظهرها لتخرج من المكتب."لن تهربي من فعلتك" قال لها ذلك وهو يسحبها بحركه واحده الى ذراعيه.شدت يديه على كتفيها وادارها اليه.كان قريبا منها لدرجه انها احست بانفاسه تلهب بشرتها كما افلتت منها تنهيده وهو يشد على ذقنها يرفعه قليلا لتواجهه,عندها لا اراديا احاطت عنقه بذراعيها قال لها بصوت خافت"تعرفين اين سيوصلنا هذا ,اتريدين المتابعه؟"
"اه لا ..لا "صرخت بعدما ادركت ماذا كانت تفعل ,كيف سمحت لنفسها ان تضعف هكذا ابتعدت عنه بحركه واحده وهي تقول "انا.. يجب ان ارحل و...الان" اقترب منها محاولا قراءة ما يدور في فكرها وصرخ بها بعدما وجد ملامحها البارده"اجلسي يجب ان نتحدث"
"لا يوجد ما نتحدث به"امسكها من ذراعها بقوة المتها وحين لمح الدموع التي انسالت من عينيها سالها حاد"لماذا تبكين يا نادين؟"
"انت تؤلمني"قالت ذلك لكنها لم تكن تقصد الما جسديا بل معنويا فقد كانت ممزقه بين الخضوع له والمقاومة قال"وانت المتني..المتني لدرجه ان الجروح لا تزال حيه وعليك ان تعاني ما عانيته" خف قبضته على ذراعيها فاستطاعت الافلات منها وابتعدت عنه وهي تقول
"انا لم ارد يوما ايلامك,صدقني ,يجب ان ارحل الان لانك ستكرهني لو بقيت (اخذت نفسا عميقا)انت ستكرهني حين تعلم اني... اني انجبت منك طفله وهي الان في الخامسه من عمرها"
الفصل الثامن: اناستازيا
_اناستازيا؟؟
حدقت نادين بذهول في وجه اسمر الذي بعدما تمكن من منعها من الخروج من مكتبه اقفل الباب بالمفتاح ووضعه في جيب بنطاله وهو يكرر"اناستازيا ؟" لم يكن سؤالا بقدر ما هو تصريح لامر واقع سالته بعدما تمكنت من ايجاد صوتها:" كنت تعلم؟"
قال بصوت بارد وعيناه غامضتين:" هذا هو الموضوع الذي اردت محادثتك به..نعم عزيرتي علمت لكن ليس منذ وقت كاف, فقط اليوم صباحا "اتجه نحو درج مكتبه واخرج منه مغلفا رماه امامها على الكرسي قائلا:" خذي انظري بداخل هذا المغلف ,وصلني منذ ساعتين"
حين نظرت نادين بداخله وجدت صورة لها والمغلف كان يتحذث عنها كما رات صورة لابنتها انا اخذت لها في منزل نورما انها صورة حديثة سالته:" من اين حصلت على هذا المعلف؟"
"لقد وضعت تحريا خاصا ليراقب زوج اختك فقد اردت ان اعرف حقيقة علاقتك به وبما انك هنا لم يبق لي سوى مراقبته .في البداية حين اخبرني التحري ان لديه صبي وطفلتين استغربت الامر اذ اني اعرف من والدتي ان نورما لها فقط طفل وطفلة لذلك طلبت ان احصل على معلومات عن جميع افراد عائلته بالاضافه الى صورهم وهكذا وقعت عيناي على صورة لفتت انتباهي فادركت الحقيقة على الفور(سكت قليلا يتامل وجهها المذهول وتابع) لماذا لم تخبريني؟"
"ولكن..كيف ادركت انها ابنتك؟"
اجابها بصوت واثق"لو انك رايت اندرس ,ابني,لكنت تاكدت من انني لن اخطئ الشبه بينهما على الاطلاق,والان اجيبيني متى كنت تفكرين باخباري بشان ابنتي ام انك ما كنت لتخبريني ابدا؟؟"
بات يعلم الان ترى ما الذي سيفعله هل سياخذ اناستازيا منها ؟هل يفكر في ان يكون هذا هو عقابها لجرحها له في الماضي شعرت بالقلق والخوف ,كيف ستتمكن من العيش من دون ابنتها ؟ سالها مجددا بعدما لم يسمع ردها"اخبريني؟"
قالت بارتباك" حين اكتشفت اني حامل كنت اعتقدك متزوجا ولديك عائله لذا لم ارغب في ان اتدخل بحياتك او ان ازعجك بمسالة طغل قد لا ترغب به .."
قاطعها"لكنك الان تعلمين اني لم اكن متزوجا نعم لدي ابني لكن ذلك لا يمنعني من الاعتراف بابنتي واعطاءها حقها الشرعي"
حاولت الاعتذار وهي تتململ في مقعدها"انا اسفه حقا ولكن لم يكن بمقدوري فعل شي كنت متاكده من انني استطيع الاعتناء بابنتي وحدي وانا اسفه لانك علمت بهذه الطريقه,في بداية شهور الحمل وبعدما رفض والدي بقاءي تحت سقف منزله ,جئت الى ايطاليا وفكرت كثيرا بالتحدث اليك واخبارك ولكني كنت في كل مرة اعود فابعد الفكرة من راسي,وحين استطاعت نورما اقناعي بضرورة معرفتك للحقيقه احضرني جوزيف الى فندقك لاتحدث اليك فعلمت عندها انك انتقلت للعيش في لندن وانك قد لا تعود الى هنا و.."
"اذا اردت اخباري لماذا لم تتصلي بي؟"
"لانني لم ارد مواجهتك,.."
حاولت الاعتذار ثانية لكنها صمتت لن تسمع لنفسها ان تبدو ضعيفه امامه مرة اخرىزنظرت نادين اليه وهو يقف امامها بتلك الثقهزكانت تعلم انها لا تملك القدرة على المغادره والهرب من امامه فهي عليها ان تتحمل المسؤوليه كأم وتصبر لتعرف ما سيكون مصيرها وابنتها الان, ولكن لم يكن لديها اي خيار رفعت ذقنها اليه بعدما استجمعت شجاعتها"ماذا تريد الان؟ اذا لم يكن لديك شيئ لتقوله فدعني اغادر"ووقفت لكنه منعها بان دفعها من ذراعها لتجلس ثانيه وهو يقول بصوته البارد"بل لدي ..سامنحك ساعة فقط لكي تذهبي الى الفندق وتجمعي اغراضك سنعود عند الظهر الى لندن, "
تجمدت نادين في مقعدها,كانت اصابعها تقبض على حافة المقعد محاولة ان تشعر تمنع نفسها من الاصابه بالهستيريا وسالته "لماذا؟لماذا تريد ان نعود؟"
اجابها بصوت ساخر"عزيزتي اين ذهب ذكاؤك؟ هل تعتقدين اني سابقى هنا بينما ابنتي تعيش في منزل جوزيف,سنذهب لاحضارها"
"ماذا؟"
صرخت به وقلقها بتعاظم انه يأخذ الموضوع بسخريه وهي التي ظنته سينفجر بها غاضبا لاخفاءها امر ابنته عنه,كانت تشعر بالقلق وتتساءل ما الذي يخطط له"هل تريد ان تاخذ ابنتي مني؟"
ضحك ضحكه قوية واتجه نحو الهاتف الموضوع على طاولة مكتبه وقال
"لا تقلقي ساتصل بوالدك الان وبعدها نغادر الى لندن ,وخلال يومين فقط ستكونين زوجتي وابنتنا ستعيش معنا..انا وانت.. واندرس"
الفصل التاسع: ماما عروس
_هل سيكون والدي هنا عندما استيقظ؟
جلست نادين الى جانب نادين على السرير في الغرفه التي كانت في السابق غرفة نومها في القصر,وهي سعيده لانها ترى السعاده تملؤ وجه ابنتها التي رأت والدها منذ وقت ليس ببعيد وقد تقبلت الامر بطريقه رائعه"لا تقلقي والدك لن يغادر الان وسترينه في الصباح" تابعت بينها وبين نفسها"على الاقل حتى اتناقش واياه فانا لن اسمح له بان يفرض علي اوامره"
شردت في فكرها الى المواجهة التي حصلت في مكتب ايطاليا, بعدما علم بشان ابنته ,لم يتردد لحظه واحده وهو يملي عليها ما تفعله ,في البدايه رفضت الامتثال لاوامره والمجيئ معه الى لندن ,لكن بعدما وضعها امام الامر الواقع باتصاله بوالدها اضطرت عندها للخضوع ولكن المفاجاه كانت حين التقت والدها الذي استقبلها وابتسامه عريضه تملؤ وجهه وهو يقول"لم يكن جوزيف وحده من علم بالحقيقه عزيزتي بل انا وداليا ادركنا ما حصل على الفور ولكننا انتظرنا واستمتعنا ونحن نراقب ما يحصل بينك وبين اسمر"
حسنا!!فكرت نادين الجميع اصبحوا يعلمون وينتظرون منها فقط الموافقه على امر تجده صعب التصديق
"نادين لقد جعلتنا سعيدين بالتاكيد فقد وجدت لنفسك رجلا حقيقيا"قال لها والدها ذلك بصوت اجش وبالكاد استطاعت نادين ان تسيطر على نفسها,كيف يستطيع والدها تقبل الامر بهذه السهوله سالته"هل انت سعيد حقا؟" اجابها بصوته العميق " بالتاكيد عزيزتي اريدك ان تعملي فقط ان سعادتك هي كل ما اتمناه مهما حدث ساكون فخورا بك ليس بسبب ما تفعلينه بل بسبب شخصيتك انت,هل تفهمين ؟"
كلمات والدها قطعت الخط الاخير من سيطرتها على نفسها فامتلأت عيناها بالدموع وتساءلت هل خمن والدها مشاعرها وكانه قرا افكارها قال"استطيع ان ارى كيف تحبينه"
صمتت عندها نادين لا تعرف بماذا تجيب والدها هل تنفي ما يعتقده ام تقول الحقيقه بانها احبت اسمر من جديد او بالاصح هي لم تنسه على الاطلاق
_امي هل حقا ستكونين عروس وترتدين ثوبا ابيض
سؤال أنّا اعاد نادين الى الواقع فنظرت الى ابنتها التي ترقد بجانبها وسالتها"من الذي اخبرك بذلك"
اجابت انا بثقه"انه امير قال ان ماما ستكون عروس,هل هذا يعني انك ستتزوجين من ابي ولن يغادر ابدا وسيبقى معنا على الدوام"
"أنّا دعينا نتفق على امر,في الغد اعطيك جوابي لسؤالك هذا؟فوالدك في غرفة الضيوف ينتظرني ساذهب اليه واتحدث معه بينما انت تنامين اتفقنا؟!"..
_هل نامت انستازيا؟
سالها اسمر حين لمحها تدخل الى غرفه الضيوف "نعم .."اجابته بصوت قلق"نامت ونستطيع الكلام الان "
"اريد في البدايه قبل اي شيئ ان اوضح لك ما تاكدت منه الان,من تحدثت اليك ذلك الصباح منذ خمس سنوات كانت طليقتي ,لقد انهيت اتصالي بها منذ قليل فقط وبالفعل هي من تحدثت اليك وقد ظنتك الخادمه يومها حسب ما قالت لي ارادت ان تتحدث معي بخصوص حضانه اندريس وبالفعل تذكرت انها عادت واتصلت بي بعد عدة ايام من تلك الحادثه وطلبت مني الذهاب اليها في اليونان لكي تقوم بالتنازل لي عن حضانة ابننا"
سالته نادين "الم تكن تملك حضانة اندرس منذ البدايه؟"
"كلا عزيزتي ولكنني حاولت بكل الطرق الحصول عليها وفي النهايه تمكنت من اقناعها للتنازل لي عن حضانة ابنها مقابل مبالغ طائله تحول الى حسابها"
"مسكين اندرس,كيف تفعل والدته امر كهذا ؟انا لا استطيع فعل امر كهذا بابنتي فانا ساقاتل من اجل البقاء معها"
ضحك اسمر وهو يقترب ليجلس بجانبها على المقعد وقال بصوت ناعم وواثق "انا اوافق والدك على كلام والدك حين قال بان الحياة لا تسير دائما كما خططتنا لها,عندما جئت الى لندن منذ اسبوعين لم يكن لدي نية الوقوع في الحب وبالتاكيد لم يكن لدي اي خطط للزواج ..ولكن كل شيئ تبدل الان فبعدما التقيت بك شعرت بمشاعر اعادتني خمس سنوات الى الوراء ,في البدايه اعتقدت اني اريد الانتقام منك لانك جرحتي كرامتي حين غادرتني بطريقه مؤلمه,ولكن مع الوقت بدأت افقد السيطرة على تلك المشاعر واصبحت ارغب ان تكون في حياتي على الدوام"
"هل تقول لي الان انك تحبني حقا؟"سالته نادين
"لماذا تعتقدين انني اخذتك الى ايطاليا ,لقد اردت ابعادك عن جوزيف ,اردت ابقاءك قريبة مني,حين تركتني في الماضي كرهتك جدا وحاولت نسيانك لكن دون جدوى فقد كان طيفك يلاحقني على الدوام وتذكر ابتسامتك كان يدمرني,"ابتسم وتابع"ولم اكن اعلم ان القصر الذي كنت ازوره مع ابني اندريس هو قصر والدك ,والا لكنت ادركت سبب روحك التي كانت تلاحقني,فقد اخذت مكانك في حياة والدك"
"لا تقل ذلك" قاطعته بحده
"لا عزيزتي ..هذه هي الحقيقه,لو انك فقد صارحتني منذ البدايه بشان ذلك الاتصال,وواجهتتني لكانت الامور تبدلت معنا,ولكن الان لا يسعنا الندم على الماضي بل امامنا المستقبل لنتابعه,هل انا محق؟"
اجابته وهي تخفض وججها "نعم ,محق"
انا اناني ربما وعديم الرحمه ايضا وهذا خطئي لانني اريد كل شيئ.." رفع وجهها ثانيه اليه ليحدق في داخل عينيها فابتسمت نادين"طماع"
"نعم عزيزتي, وانت تعلمين انني سافعل كل ما يمكنني لاحصل على ما اريد ,وانا اريدك ..انت وابنتنا ..الى الابد,اذا ما رايك هل تستسلمين بدون قتال؟"
للابد ؟! فكرت نادين الم يكن هذا ما رغبت هي به على الدوام نعم تريد ذلك,شعرت بالسعاده"حسنا لن اقاتل"
"اذا قوليها نادين"
سالته ببراءه"اقول ماذا؟"
رفع حاجبه وهو يمرر يده بلطف على شعرها وقال بصوت خافت :"الا تعلمين نادين؟؟ قولي انك تحبينني"
"الديك شك في ذلك؟" سالته
اخذ يدها وجذبها لكي تقف على قدميها"انا اعلم كم تحبينني,ولكن الذي لا تعرفينه مقدارحبي لك"ضعفت ركبتيها وارتعش جسدها باكمله"اسمر.."
"هذا حقيقي"قبلها قبله مليئه بوعود الحب ثم وضع يده في جيب بنطاله واخرج منه علبه حمراء مخمليه وفتحها وهو يقول"اذا تزوجيني نادين " نظرت نادين الى داخل العله فلمحت خاتما من الالماس"لقد اشتريته منذ خمس سنوات وقد رغبت بان اطلب يدك في ذلك الصباح ولكن الامور تغيرت وقتها,فهل تقبلين ارتداء هذا الخاتم والزواج مني لنعيش معا مع ابنينا اندرس واناستازيا" ابتسمت له نادين واحتضنته وهي تقول بصوت قوي
"احبك اسمر ..ونعم ساتزوجك"
الخاتمة: اميري
_كيف ابدو؟
نظرت نادين الى ابنتها,والسعاده تغمرها ,اناستازيا اليوم بلغت العشرين من عمرها,وبعد لحظات سيبدأ الحفل الذي اقامه لها والداها في قصر جديها في لندن..احتفالا بمناسبتين الاولى عيد مولدها العشرون والثانية تخرجها من الجامعه وحصولها على شهادة الهندسه الزراعيه..الامر الجديد الذي كان في عائلة والدها الايطالي
"لم تجيبيني امي كيف ابدو؟"
اجابتها نادين"تبدين رائعه انّا ,ستثيرين اعحاب جميع معارف والدك الايطاليين وانت تعلمين ذلك"
ابتسمت اناستازيا وقالت "امي تعلمين اني لا ارغب باثارة اعجاب اي منهم فأنا لدي اميري وان لم يكن بيننا اليوم فهو موجود هنا(وضعت يدها على قلبها ) ولن يأخذ احد مكانه ,كما فعلت انت في السابق عندما دخل والدي الى قلبك لم تخرجيه منه "
"هل هذا صحيح؟"صوت رجولي ساخر اقترب منهما في تلك اللحظه وادركت نادين ان زوجها الان يريد التأكيد على ما قالته ابنته فقالت له بتحد"الديك شك عزيزي؟" ابتسم لها غامزا وهو يلف ذراعه حول خصرها"وان كان لدي شك فانا ساحصل على اليقين منك بعد قليل" قاطعتهما انا"هيا الان ابي ,امي قالت اني ابدو رائعه انت ماذا ستقول؟ " نظر اليهما الواحده تلو الاخرى واجاب ابنته "جيده!! لكن ليس بقدر والدتك"
"ابي؟ اخبرني الان ما هي هديتي؟"
سالها ببراءه"هدية؟اية هدية؟" بينما همست له زوجته "تريد ان تعرف قرارك ,الم تقل انك ستعطي قرارك بمسألة زواجها من امير يوم تخرجها"
ابتسم اسمر لزوجته وغمز لها ثم قال لابنته بصوته العميق"اذن انت تريدين هديتك؟ ممممم(ادعى انه يفكر) ما هي هديتك يا ترى؟بما ان اندرس هو من سيدير اعمالي اذن فانت لن تحصلي على رحلة كالتي خصلت عليها والدتك في الماضي" ضحكت نادين بينما نظرت انا بذهول في وجه والدها وقالت "ابي انت تعلم اني لا اريد رحله سياحيه فانا لا ابحث عن امير ايطالي كما سبق وفعلت امي لذا اخبرني ما هي هديتي "
قال ساخرا"ما رايك ان تحصلي على قبله مني؟"
"دع القبل لوالدتي فهي تحب الحصول على اكبر عدد من قبلاتك"قالت ذلك بسخريه تمائل سخريه والدها الذي قال لها بعدما وقف يتأمل وجهها لثوان"حسنا,هديتك في الاسفل مع جدك اذهبي والقي نظرة " وبلمح البصر كانت انا خارج غرفة والدتها التي حدقت بزوجها مستفسرة فقال"تعلمين اني وافقت على علاقتها بامير واريدها ان تتزوج به ولذلك ارسلت طائرتي الخاصه الى اليونان احضرته منذ ساعه,سيحضر للاحتفال برفقتنا وسيقدم لها خاتم الخطوبه وبعدها يعود الى وظيفته,,ما رايك الان بزوجك الايطالي الاسمر"
ابتسمت نادين وحضنته بكل قوتها وهي تقول "انت الاروع يا زوجي الحبيب"
طبع قبله فوق جبينها وسالها"هل اخبرتك ؟"
سالته "ماذا؟"
"اني احبك "
"انت تخبرني ذلك يوميا منذ خمسة عشر عاما"
"اذن ساقولها مجددا ولخمسة عشر عاما اخرى..احبك نادين وساحبك على الدوام"
"وانا احبك ايضا يا اميري الايطالي الاسمر....سام"
النهاية
(^_^) اتمنى تنال اعجابكم ومنتظرة ردودكم (^_^)