3 - على صفيح ساخن
- ماذا تفعل هنا ؟
خرجت الكلمات من كولين قبل ان تتمكن من ايقافها , مع انها اوقفت سيرها وكأنها اصيبت بطلقة نارى .
لكن ناش مورداون لم يظهر مثل هذه الدهشة , مع انه توقف وقد استند الى الباب يرفع حاجبيه متسائلا , ثم شبك ذراعيه على صدره , لاحظت كولين انه لايرتدى غير شورت قصير كحلى اللون , تابع تأمل قدها الرشيق بصمت .
لعقت كولين شفتيها وانتقلت من الصدمة والغضب المفاجئ الى الاحساس بحرج ابله .
قالت :
- ارجو عفوك ..... انها فظاظة منى .......... ولكننى لم اتوقع ........ انت آخر من توقعت رؤيته ........
وصمتت , تكره نفسها لانها واقفة هكذا عاجزة عن الافصاح عما تريد قوله , لوت ابتسامة خفيفة شفتيه وكأنه قادر على قراءة افكارها .
سأل برقة :
- لم تتوقعى رؤيتى أم أملت عدم رؤيتى ثانية ؟
ردت وقد عادت اليها روح التحدى :
- اجل ..... هذا ما قصدته
لكن كتفيها هبطتا فالامر كله مربك , علمت ان والديها سيكتشفان وجودها وهذا يعنى الا طريق للهرب , استقام ناش مورداون , وتقدم اليها مباشرة حتى اضطرت الى رفع راسها لتنظر الى عينيه اللوزيتين بعينيها النجلاوين القلقتين
تمتم :منتديات ليلاس
- اعتقد اننا مضطران الى الاستفادة من وجودنا ... اما .... سرك ..... سرنا ففى امان معى ....
- اى سر ؟
وكادت تصيح احباطا بسبب سخرية عينيه :
- يومك الضائع معى كولين .....ذلك اليوم الذى نسيت فيه كل شئ عن لوكاس ...... اليس هذا اسمه ....؟ ........ اجل ....... وهو شاب لطيف كما تؤكد أمك .... ايعلم مدى ضعفك امام جاذبية العبث مع غرباء ؟
ضاع جوابها لحسن الحظ بسبب دخول امها التى وقفت مذهولة ثم اندفعت بكلام غير مترابط :
- خلت اننى سمعت اصوات حبيبتى ........ ولم اعرف انك هنا ...... يالها من مفجاة , ماالطف هذا , سنتناول عشاء بارد حول المسبح , وها نحن الان اربعة .
صمتت وكأنها ساعة انهت دورانها وبدأت تبطئ لتتوقف اخيرا , ابتسمت كولين فليس من عادة امها ان تكون عاجزة , اجل هذا هو الوصف المناسب , او ان يكون فى عينيها نظرة توسل ؟ يالله ... يبدو اننى كنت اسواء بكثير مما ظننت تلك الليلة , وامى خائفة من اظهار المزيد من الفظاظة , وهذا فى عرفها لا يمكن التغاضى عنه خاصة ايام الاحد .
سحبت نفس عميقا متجاهلة نظرة الترقب فى عينى معذبها ...... اجل.......... هذا ماهو عليه , تمكنت من القول باشراق :
- كم احب ان اتناول العشاء معكم , وانا اموت شوقا للسباحة و .........
توقفت قليلا ثم اجبرت نفسها على القول :
- ربما على ان اظهر للسيد مورداون الجانب الحسن منى
نظرت اليه مباشرة ثم اردفت :
- يجب ان اعتذر عن تلك الامسية ....... كنت ...... منحرفة المزاج
فكرت بتحد : افهم من هذا ماشئت وابتسمت
رد الابتسامة :
- نادنى ناش , كولين
وتنهدت امها براحة ظاهرة , كان المسبح كالجنة والشمس تغوض فى الافق , واولى النجمات الشاحبة تبرق فى السماء الزرقاء المخملية .
قال والدها :
- هذه هى الحياة .......هه ناش ؟
كانت كولين بمفردها فى المسبح , تنهدت بآسى وقررت ان الوقت قد حان للخروج من الماء فعليها ان تكون اجتماعية او ان تساعد امها , ولكن لم يكن سهلا الخروج من المسبح تحت ناظرى ناش مورداون , مع ذلك حين نظرت اليه بطريقة غير مباشرة , وجدته مستلقيا على مقعد طويل , ينظر ام الى كوب عصيره او الى ابيها .
لماذا هو هنا مجددا؟ لقد توصل كونه شخص غير معروف بالنسبة اليها الى مركز الضيف المكرم , لكنها اعترفت انه بسبب وجود مكتب ابيها والمكاتب الرئيسية لاعمال مختلفة انواع التوابل المزدهرة التى أسسها جدها والتى جعلت من اسم فوربز اسما معروفا فى كل بيت من بيوت اوستراليا فليس من غير العادة ان يتعاطى بامور العمل والعقود من مكتبه فى المنزل , ومن الممكن ان يكونا قد امضيا وقتهما هناك بعد الظهر .
لكن .......... يوم الاحد ؟
مما يبدو انهما معجبان كثيرا بناش مورداون , عضت شفتها ثم هزت كتفيها , الامر لا يعنيها انه غير مناسب ابدا وحرج , خرجت من المسبح تقول بحبور :
- السباحة رائعة فهى ما كنت احتاجه بشدة , ساساعد امى
وصل صوت امها من جهة المطبخ :
- ابقى حيث انت كلودالين ....... كل شئ جاهز .....
ترددت كولين ثم جلست فى مقعد , وتقبلت كوب عصير من ابيها , ابعدت شعرها المبلل الى الوراء وقالت :
- اذن ........ انت .......... هل تعيش على الساحل .......... ناش ؟
تسسل شبح ابتسامة الى عينيه ورد بادب :
- فى الواقع انا دائم الترحال .......... كالغجر ........... والمكان الذى ادعوه بيتا لى , لا اراه الا قليلا لسوء الحظ
سألته بادب مماثل :
- واين هو ؟
يالك من جرئ لانك ذكرت عبارة الغجرى
رد باقتصاب :
- فى ( التويد ) .........واما الان فقد اصبح لدى قاعدة على الساحل
- هاكم ....
منتديات ليلاس
أتى صوت امها التى كانت تحمل صينية الطعام , مرت الساعتين التاليتين بلطف وهم ياكلون الدجاج البارد اللذيذ والسلطة التى تبعها كيك الجبن والمرطبات .
فى الواقع ذهلت كولين لانها وجدت نفسها طبيعية , وتعتقد ان ناش مورداون سهل عليه الامور , فمنذ مقابلتهما فى الممر وملاحظته عن التجوال لم يرمقها بنظرة ساخرة , هكذا اصبح من السهل ان تفهم لماذا تعلق والدها بالصديق الجديد .
فكرت : كما تعلقت به انا , وحبست انفاسها فللحظات نقلتها الذاكرة الى ( صخرة العشاق ) فى ليلة آخرى أضاءتها النجوم . اغمضت عينيها قليلا وهى غيرقادرة على نسيان ذلك المساء الرائع , وكبف انها وقعت فريسة له , لماذا وقعت فريسته , انه شخص غامض , رفعت اهدابه لتنظر الى ناش , ماذا بفعل هنا على اى حال ؟ وكيف له ان يجعلها تشعر الان بالراحة او بعدم الاضطراب علما انه خدعها هكذا ؟
ذكرت نفسها : نعم خدعها , توقفت عن التفكير للتساءل عما كانت ستشعر به لو التقته ثانية فى ظروف آخرى , تنهدت مدركة ان الجميع يرمقونها بنظراتهم مع درجات متفاؤتة من التسلية .
قال والدها :