كاتب الموضوع :
romantico triste
المنتدى :
مغامرات ليلاسية من وحي خيال الأعضاء
قبل ان نغوض في بحر هذه المغامرة المثيرة سنعيد تعدد عناصر الرواية
......الجريمة المجرم ...الضحية..... المخبر السري ... رجال الشرطة .... مفاتيح حل اللغز الجريمة .... مفاتيح مضللة ... العنوان .....المتهمون ... وجود دافع .... الاصدقاء ... الحل .... مع اهم عنصر وهو الخيال ....
العنوان
هارب الى سجن العاصمة ...... من الوهلة الاولى لقراءة هذا العنوان المثير نعتقد انه مجرم او منفذ للعدالة بيده وهرب الى بناء سجن مكون من حيطان واسوار ليجد من ينفذ فيه عقابه .... بمعنى المعنى الضيق للعنوان ولكن مع القراءة وجد ان الكاتب كان اول تميز له في الرواية اختيار العنوان ولكنه بمعناه الواسع فالسجن هنا معناه العاصمة باسرها كمدينة فهي السجن بحد ذاته فحيطان السجن هنا هي حواري وحارات وشوارع المدينة التي يستطيع بها المجرم ان يختفي بينها دون اي قلق بل كل اطمئنان واسواره هي الناس الذي يعيش بينهم بشخصيته التي اختارها لتحوز على تعاطفهم ... واي مجرم ذكي يفكر دائما بالتنكر بشخصية غلبانة مسكينة طحنتها الحياة فيتعاطف معها الناس ويحمونه وخاصة اذا صاحب هذه الشخصية شيئ من المروءة والشهامة والبحث عن الرزق الصعب .... ويختار ايضا مهنة تتيح له سهولة التخفي والحركة والاتصال مع من يهتم بهم او اعضاء عصابته وايضا توفر له معلومات عن من يريد ايذائهم او الانتقام منهم ....
ونجد ان طارق ( علاء ) استخدم هذه الطريقة واستطاع فعلا التخفي والوصول الى من يريد قتلهم ......
وكذلك معتز ..( واتخذ مهنة الزبال ) مرة وسائق التاكسي مرة اخرى ثم شخصية السفاح نفسه ليصل الى مبتغاه ..... ولكن طريق ال جريمة دائما نهايته معروفة .......
الجريمة .....
نوع من جرائم القتل المتسلسلة التي تتم بطريقة معينة لا اختلاف فيها ... الى ان تحدث جريمة مثل الجرائم السابقة ولكنها تختلف في بعض الاشياء التي نفهم منها انها مقلدة ...... وتكون هذه الجريمة هي بداية الخيط للامساك بالقاتل الرئيسي او الحقيقي مع المقلد ......
المجرم .....
معظم الاحداث تدل على انه منتقم او يأخذ بالثأر فهذه هي طريقة المجرمين المعتادون عليها وخاصة في الرواية العربية ..... فالمجرم العربي دايما تحركه حاسة الانتقام او الحاجة ..... ولكننا هنا نحن امام مجرم من نوع خاص .... نوع انبثق مع انتشار افلام العنف والجرائم السادية والرعب ...... مجرم ينفذ جريمته دون ألم او اي خوف من العقاب لانه يعتقد انه اكثر ذكاءا من رجال الشرطة .... وايضا التخفي الذي يتبعه يتيح له حرية الحركة مع معاونة اناس معينين تتيح له وتوفر له المعلومات الدقيقة فبالتالي يسبق الشرطة بخطوة .......
يجب ان نعرف ان هناك ثلاث انواع من المجرمين .....
اول نوع ..... المرجم التي تحركة نزعة الانتقام او الحاجة وبالتالي فمجرد ان ينال انتقامه ويذهب لعقابه تظهر شخصيته السوية ... ويندم ...
النوع الثاني ....السيكوباتي ( ضد المجتمع ) وهو مجرم يعتقد ان المجتمع هو سبب معاناته وهو سبب شقائه وترك احبائه له فينتقم من والده وكل من يخص والده وامه وكل من يتصدى له اويسبب له الالم .... وهو هنا يعاقب المجتمع ولا يذرف دمعة واحدة او لحظة ندم تكون في عينيه بل ملامح جامدة شريرة النظرات وشفاه لاتعرف معنى الابتسامة الباردة حتى .... فهو يعاقب المجتمع لانه من اعطاء والد لا يعرف الرحمة وام لا تعرف الحنان واخوة واصدقاء خائنون ومجتمع لا يعرفه وهوقليل الحيلة الا من ذكاء اجرامي وفينفذ عقابه في المجتمع .......
النوع الثالث ..... مثل النوع الثاني الا في اختلافات بسيطة ويعتبر اشد انواع المجرمين قسوة وعدم ايجاد رحمة في نظرات عينيه .....
فالنوع الثاني ممكن ايجاد نظرة حزن ام الثالث ... فهو يقتل من اجل المتعة ... والمتعة فقط من تهمه ..... ويسعد كثير عندما يرى الضحية تتلوى من الالم وتلفظ انفاسها الاخيرة كأنه يمارس احلى لحظات حبه وهويرى خروج الانفاس ويشعربعدها براحة تامة ونشوة عالية جدا لا توفرها اقوى المخدرات الموجودة .............
ففي هذه الرواية نجد ان لدينا اثنان من المجرمين ...
الاول ... معتز ... حركه الانتقام ....... وعندما حاول انقاذ نفسه من حبل المشنقة وجد امامه ضابط شرطة فاسد فكاد ان يقتل وهو يحاول ايصال رسالة الى الشرطة الصالحة لانقاذ الوطن من هذا الفاسد ......
اما مجرمنا الثاني فهو من النوع الثالث .... فهو سادي لا يتواني عن ارتكاب الجرائم لمصلحته ولمتعته ........
الضحية ... والدافع ....
هنا كانت ضحايا متعددة وقفت في طريق المجرم فتصدى لها بالقتل ليشعر بالحماية ويصل الى المنصب العالي في العصابة ...... ونشعر انه كان يتمتع بالقتل دون ندم ....
اما الضحية الاخرى ... والتي كانت جريمتها مقلدة وكانت معروفة للقارئ بعكس كل الضحايا الاخرى .... وكان سبب الجريمة الانتقام ......
المخبر السري ...... ورجال الشرطة
المخبر السري هنا كان جاسر ...... وحامد ( فهد ) والمقدم شريف .... والمقدم حافظ واللواء عز واللواء منير ..... وهشام واسلام ورجال الامن الاخرين ......
المتهمون ......
بتسلسل الرواية ...... معتز ..... كمال ...... نيفين ... طارق ...( علاء )
المفاتيح المضللة ......
اتجاه الانظار الى معتز ..... ومع تطور الاحداث نجد مي .... ونيفين ... وكمال او كامل ....... واخيرا علاء المجرم الاساسي في الرواية .......
اتجاه الانظار الى معتز بسبب اتهام نيفين له ...... وارسالها لكمال لايهام معتز بانه المجرم الاساسي في الجريمة فيهرب ... ثم تطور الاحداث ويتواجه نيفين وكمال فيقتل كمال وتتهور مي في حادث محاولة قتل شريف وريهام ثم ذهابها الى منزل نيفين فتصاب بالرصاص ........ وكل الاصابع تتجه تارة الى نيفين واخرى لمعتز والمجرم الحقيقي طارق يلعب معهم لعبة خيوطها كلها في يده مع ايهام الجميع انه يملك الخيوط بيده الى ان يقع في يد الشرطة بنفسه .......
الحل ......
مع تطور الاحداث ولجوء اللواء منير الى شخصيات مدنية واخرى من الشرطة من دول مجاورة اتاحت له وضع يده على خيط وشك ممكن يصل حد اليقين بشخص معين ولكن هذا الشخص اوقعه في ورطه كان يعتقد المجرم بها انه سينجو منها ويضع اللواء مكانه ولم يعلم بانها المسمار القبل الاخير في نعشه الذي وضعه في القبر قبل الاوان ...
كان المجرم طوال الوقت يعتقد انه اكثر ذكاءا من الاخرين ويستطيع خداع الاخرين طوال الوقت ولم ينتبه الى المقولة الشهيرة التي تقول ( لن تستطيع خداع كل الناس طول الوقت ولكن تستطيع خداع بعض الناس بعض من الوقت )
فاكتشف ان ليلى التي كان يعتقد انها في يده مثل الخاتم كانت تحركه هي باوامر من اللواء منير ... وان حامد ماهو الاضابط شرطة وان منار قد قبض عليها فحاول الهروب ولكن قد وقع فريسة في فم الشرطه هذه المرة واصبح هو ضحية اجرامه العتيد ......
وهكذا توفرت في هذه الرواية العناصر العروفة بالنسبة للرواية البوليسية ..... ولا اخفيكم امرا فانني لاول مرة اعلق على رواية بوليسية بهذا الشكل بالرغم انني قارئة قديمة جدا لكل الروايات البوليسية منذ زمن ....... وايضا مشاهدة جيدة لكل مسلسلات البوليسية المعروفة .........فارجو ان اكون قد وفيت حق هذا الكاتب الواعد حقه ككاتب رواية بوليسية بعناصرها لانني ارى ان هناك عناصر اخري توفرت في هذه الرواية .... وهي عناصر قوية وتتيح للكاتب ان يكتب نوع اخر من الرواية مثل الاجنماعية والرومانسية .....
فمثلا .....
نجد ان الحوار والسرد والوصف ....
عناصر رئيسية توفرت بقوة في هذه الرواية ...... ومن خلال سرد الموقف ومع الوصف ينتقل للحوار بكلمات محددة وجمل تفيد ماذا يرى الكاتب وما يريده من القارئ ان يعرف .... مثلا
واقتربت السيارة من ذلك المقهى الصغير الذى تناثر عليه ما لايزيد عن عشر افراد , وفجأة .. انتفض احد رواد المقهى وسقط منه كوب الشاى الذى كان يتناوله وهب راكضا , و قبل حتى ان تتوقف السيارة خرج منها ( المقدم / شريف ) فى سرعة و انطلق يعدو خلف الرجل فى اصرار و قوة بعدما استل مسدسه من غمده وسط دهشات المارة و ذعرهم , اما باقى القوة فقد انتشرت فى ارجاء الحارة محاولة نصب فخ لذلك الهارب ......
كان الرجل سريعا بحق , فقد اجتاز ذلك الحائط القابع فى اخر شارع المقهى برشاقة عالية و بالمثل فعل ( المقدم / شريف ) , و انطلق الرجل خارج الحارة , و هنا هتف ( المقدم / شريف ) بصوت عال : " توقف يا ( شاكر ) ...... لا داعى للهرب " .
ولكن الرجل زاد من سرعته اكثر , فانطلق ( المقدم / شريف ) الى ممر جانبى بعدما وجد ( شاكر ) متوجها ناحية شريط القطار ,
هذا مشهد وصف بشكل سردي لمطاردة شريف لشاكر ........
مشهد اخر ......
مضت ثوان , نظر فيها ( شاكر ) بغضب الى ( شريف ) , و ( شريف ) لم يغير نظرة التحدى و الهدوء , و شيئا فشيئا تحولت ملامح ( شاكر ) من الغضب الى الاستسلام فترك ياقة قميص ( شريف ) وجلس على اقرب مقعد و وضع رأسه بين يديه , فأشار ( شريف ) للضابطين بالخروج , و عدل ياقة قميصه و هو يقول لـ ( شاكر ) فى هدوء : " لن يفيدك الانكار يا ( شاكر ) ..... اسمعنى جيدا .... أعدك أننى سأعتبرك مجرد شاهد ان ساعدتنى فى القبض على هذا الوغد " .
رفع ( شاكر ) رأسه و هو يقول فى نبرة استسلام ممزوجة بالحزن : " سأعترف ...... سأعترف بكل شئ " .
رفع المقدم ( شريف ) سماعة هاتف مكتبه , و ضغط زرا معينا , وانتظر لثوان ثم هتف : " مرحبا ( اسلام ) ...... من فضلك تعالى الى مكتبى حالا " .
واستطرد و هو ينظر الى ( شاكر ) الذى تحطم تماما : " لدينا اعتراف ما هنا " .
ونجد ايضا توفر تسلسل الاحداث من بداية عادية الى اثارة وتشويق ومطارادات الى ان نصل الى الذروة وتقلب الصفحات سريعا مع تعاقب الانفاس وزيادة دقات القلب لنعرف من القاتل ..... وممكن ان القارئ قد استنتج منذ بداية الفصل ( هارب الى سجن العاصمة ) من هو طارق ومن قاتل عصام ولكنه مستمر في القراءة ليعرف اذا كان استنتاجه صحيح ام لا .....
يتبع
|