كاتب الموضوع :
فتاة 86
المنتدى :
الارشيف
-"كلا, لم يكن الأمر كذلك". فان والديها قد توفيا قبل عيد ميلادها الثامن عشر إثر حادث سيارة و هما في طريقهما لزيارة بعض الأصدقاء. فما زالت تذكر تلك الساعات و كيف حاول عمها فرانك إخبارها النبأ.. وتذكر أيضاً وجه همتها الشاحب.. وعلى أية حال فإن عمها وعمتها قدما لها مسكناً مريحاً و لكنها بدأت بالتخطيط لحياتها بنفسها.. فأكملت دراستها في مدرسة الفنون ثم كان أملها في العمل في عالم الأزياء و الموضة.. و أنفقت بعض النقود التي ورثتها عن والديها لشراء شقة صغيرة في لندن غير أنها بقيت على اتصال دائم مع عمها و عمتها.. فهما كل ما تبقى لها في الحياة.. و تقوت تلك العلاقة بمرور الزمن. فالارتباط العائلي يكون أكثر تماسكاً عندما تكون تلك العائلة صغيرة. وكانت إيزابيل في ربيعها العاشر عندما حصلت الحادثة, و هي لا تتذكر عنها الشيء الكثير... ووجدت جيسيكا نفسها مضطرة للتوفيق بين تهور الشباب و رزانة الكبار كلما نشب خلاف في البيت, و خاصةًًَ ً عندما بلغت إيزابيل سن المراهقة.. فكانت تطلب المساعدة من جيسيكا على الدوام و في الوقت نفسه كان عمها و عمتها يحثانها على رعاية إيزابيل و توجيهها.
كان المفروض أن تنهي إيزابيل دراستها الجامعية غير أنها تركت المدرسة حتى قبل إكمالها الصف السادس لعدم رغبتها فيها.. و عند الثامنة عشرة عملت في مكتب والدها, و كانت كثيرة التشكي عن العمل كلما التقت جيسيكا.
قطع كولن سلسلة أفكارها قائلاً:
-"أود أن أتحدث معك حول زيارتنا القادمة إلى اسبانيا".
و نظرت إليه جيسيكا مبتسمة.. فقد كان في الثامنة و الأربعين من عمره, غير أنه يتصرف كالصبيان أحياناً عندما يكون حاد المزاج.. ربما ليوقع اللوم عليها أو لمجرد لفت انتباهها له.
|