كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل الحادى عشر
***************
اضطر هوايتيكر ليز للعمل طوال الأسبوع بينما كانت من قبل لا تعمل يوم الخميس قال لها بلهجه لا تقبل النقاش :
-إن العمل ساعات إضافية بالأجر الذى تتقاضيه لا يرفض
وقال ليز لنفسها كم أكرهه....وكم أتمنى أن أراه قابعا وراء القضبان!
كما ألح هوايتيكر على ليز حتى وعدته بإحضار زاكارى ماكينزى إلى حفل الأستقبال الذى من المزعم إقامته بعد ختام مباريات الجولف وفى الحقيقة فإنه لم يكن فى نيتها قط أن تتصل بلاعب الكرة من هذا الشأن
سوف أحميه على الرغم منه يجب أن أمنع لقاءه بهوايتيكر بأى ثمن عندما عادت ليز أخيرا إلى شقتها ورأت السيارة المرسيدس الزرقاء أمام باب المبنى صاحت بصوت مرتفع :
-لا ......أوه لا......
لماذا يصر زاكارى ملاحقتى ؟
منتديات ليلاس
ورأت المرأة الشابة خيطا من الضوء يتسرب من خلال شيش صالون شقتها ماذا؟......هل تمكن زاكارى من دخول مسكنها .ولم يصعب على ليز فهم ما حدث ........إن جارها يملك نسخة من مفاتيح شقتها لأستخدامها وقت الضرورة وهى تجهل حب هذا المتفاعد للعبة كرة القدم .....لابد أنه حصل على توقع زاكارى وأسرع بفتح باب شقتها له
كان هذا الأخير جالسا أمام جهاز التليفزيون وكأنه فى منزلة وقالت ليز لنفسها كان من الممكن فى ظروف أخرى أن يجلس أحدنا إلى جانب الآخر فى استرخاء هكذا وأحست بالندم والمرارة
عندما سنع باب الشقة يفتح إدار وجهه صوبها وتوقفت ليز عن السير إنها لن تره أبدب متجهما هكذا
قال دون مقدمات وبلهجة قاسية :
-أنت تعملين إذن لحساب مكتب مكافحة المخدرات ؟
عندما رأت ليز شارتها ومكرتها ومسدسها على المائدة أمامه أدركت أنه من العبث أن تنكر
-نعم
-وأنت تقومين بتحقيقاتك فى صفوف فريق جولد راشر ؟
-نعم
حدق إليها زاكارى بعينين يتطاير منهما شرر الغضب :
-ولماذا فريق جولد راشر ؟ألا تشعرين بالخجل لتجسسك على رياضين بعدين تماما عن أى شك....أليس هناك صيد أخر ثمين غير فريقنا؟
-ليست أن من تقرر أين أقوم بتحرياتى
لم يهدئ هذا القول من ثورة زاكارى
-لقد أنتظرتك أكثر من ساعتين وقد أتاح لى ذلك فرصة للتفكير وفهمت أخيرا لماذا قررت صديقتك جلوريا أن تظهرى معى فى برنامج الحب من أول نظرة لقد دبرتما كل شئ مسبقا......أليس كذلك؟
-لم يكن الأمر كما تتصور
-وعندما عرضوا علينا المخدرات فى هاواى ماذا كنت ستفعلين لو قبل بول أو أنا الشراء ؟كنت لن تتردى فى إرسالنا إلى السجن!!!!!
نجحت ليز فى السيطرة على أعصابها :
-أن السلوك المتبع فى مثل هذه الحالة هو تتبع البائع للوصول إلى المسؤولين عن شبكة التوزيع
-لا أحد يتعاطى المخدرات فى فريق جولد راشر
-أسمح لى ألا أصدر حكمى قبل نهاية تحرياتى
-أنك تتجسسين على الجميع حتى كينيث براند بورج دعينى أقل لك أنك تضيعين وقتك سدى ربما يعانى كينيث بعض المشاكل لانفسية ولكنه ليس مدمن مخدرات عليك أن تقومى بتحرياتك فى أوساط المهربين لا فى أوساط لاعبى كرة القدم
-سأنقل مقترحاتك هذه إلى رؤسائى
نظر إليها زاكارى فى دهشة :
-أليس لك قلب أو روح؟ أنت مجرد إنسان آلى خال من أى مشاعر أنسانية !
-متى ستكف عن الصياح.....إنى متعبة و أود أن أستريح
قال زاكارى بعد أن وصل للباب :
-تحياتى لخطيبك.....أسف لأنى لم أزودك بمعلومات قيمة تفيدك فى تحرياتك....لقد كان سلوكك معى فى هاواى لغرض واحد وهو حصولك على المزيد من المعلومات....أليس كذلك؟
أدمى هذا القول قلب ليز ولم تجب
-من مصلحتك ألا تظهرى ثانية فى ملعب مارشال لأنى إذا رأيتك تحومين حول أفراد فريق جولد راشر مرة أخرى لن أتردد فى أن أقول للصحفين إنك تعملين فى خدمة رجال الشرطة
قالت ليز متلعثمة:
-إنك....إنك لا تدرك حقيقة الأمور....أن تحرياتى فى أوساط لاعبى كرة القدم لا تمثل إلا جانبا من عملية تحقيقات أشمل وأخطر وإذا عرف إننى أعمل فى خدمة مكتب مكافحة المخدرات أصبحت حياتى فى خطر داهم........
قال زاكارى وهو ينفجر ضاحكا:
-يا لك من ممثلة بارعة ! أن نمرتك الميلودرامية هذه تكاد تبكينى من الواضح أنه لا يصدق حقيقة الأخطار التى تحيط بها :
-إذا كنت تنوى تفضح هويتى الحقيقة فأرجو أن تخبرنى مقدما حتى أتخذ ما يلزم من إجراءات
ومن جديد أنفجر زاكارى ضاحكا :
-أوه لا تخشى شيئا لن أقول لأحد إننى كنت ضحية لخداعك وغادر الشقة بعد أن أغلق لاباب وراءه بعنف والقت ليز نفسها على أحد لامقاعد وأستسلمت للبكاء
أستيقظ بول من نومه عندما دخل زاكارى الغرفة التى يتقاسمانها بملعب مارشال وسأل :
-كم الساعة الآن ؟
-لا أعرف
-يبدو أنك عكر المزاج......هل رأيت ليز؟
-نعم.....أنها........
لم يكمل زاكارى جملته وغادر بول سريره
-ماذا حدث ؟إنك تبدو غريب الأطوار
-لقد وعدت ليز ألا أقول شيئا ......على الأقل قبل أن أحذرها....
-أتصل بها تليفونيا إذان وأسألها إذا كان فى مقدورك أن تخبرنى بكل شئ إنك سوف تشعر بالرحة إذا تكلمت
-هذا صحيح
رفع بول سماعة التليفون وناولها لصديقه :
-هيا أتصل بها
بحث زاكارى عن رقم تليفون ليز فى مفكرته وأدار لاقرص لم تجب ليز فى الحال...قلات أخير بصوت مجهد:
-بكل تأكيد يمكنك أن تفعل ذلك.......إلى اللقاء زاكارى
وفكر زاكارى وهو يضع سماعة التليفون مكانها لابد أننى غبى لكى أطلب منها هذا الأذن..إن هذه المرأة لم تكف عن لاكذب على منذ البداية....عضو فى مكتب مكافحة المخدرات !من يصدق ذلك؟إن ما يجرى فى عروقها ليس دما بل ماءا مثلجا لا يهمها شئ فى الحياة غير مهنتها
كرر زاكارى على بول الحديث الذى دار بينه وبين ليز وقال بول عندما صمت صديقه:
-هل تريد رأيى ؟
-بكل تأكيد
-أنه يختلف عن رأيك ولكنك فى هذه اللحظة لست قادرا على التفكير السليم أنك تستسلم للغضب وخيبة الأمل ولكن حاول أن تفكر قليلا
-لم أفعل غير ذلك منذ عدة ساعات
-أنت تتهم ليز بإنها تخدعك منذ البداية....وهذا ليس صحيحا
-ماذا ؟ إنها......
-لقد رأيت البرنامج لقد فعلت ليز كل شئ حتى لا يقع أختيارك عليها للذهاب إلى هاواى هل كانت ستلعب دور الغبية هذه إذا كانت تريد بالفعل الذهاب معك فى هذه الرحلة ؟
-قال زاكارى بعد تردد:
-ربما لا
-كان يكفى أن تظل كما هى فى أثناء تسجيل البرنامج أى تلك لامرأة الجذابة التى عرفتها فى هاواى حتى يقع عليها أختيارك دون تردد
قلا زاكارى دون أقتناع :
-ربما
-لقد رأتك ترفض شراء المخدرات وبالتالى تأكدت أن ذلك لا يهمك فى شئ
-ولما كنت لا أمثل لها أى أهمية فى مهمتها ارادت أن تمتنع عن رؤيتى
-فلننظر إلى الموضوع من جهة نظر أخرى هل كنت ستقبل شراء المخدرات حتى يستطيع مكتب مكافحة المخدرات تعقب شبكة التوزيع؟
همس زاكارى :
-ربما..بشرط أن تعطينى بعض الضمانات حتى لا يذهب أى فرد من فريق جولد راشر إلى السجن
-أن عمل مكتب مكافحة هو كشف القناع عن كبار المهربين وليس القبض على متعاط بالمصادفة ...هل كنت ستقبل مساعدتها؟
-ربما
منتديات ليلاس
وصمتت برهة ثم أستطرد قائلا:
-ربما... بل بالتأكيد...لأنى وقعت فى حبها وكنت لن أتردد فى عمل أى شئ تطلبه منى
-فى هذه الحالة لماذا لم تحاول الحصول على مساعدتك ؟هذا أمر غريب لقد تحدثت عن جوانب أخرى لهذه التحريات فما هى؟
-أننى لم أسألها فلقد كنت غاضبا لأنها خدعتنى
كان الغضب قد زال عنه تماما الأن وبدأ يفكر فى صوت عال:
-لقد وضعها رؤساؤها فى لأحد الكازينوهات ومن الممكن أن يكون المهربون قد وقع أختيارهم على ساوث ليك تاهو تللك المقاطعة الهادئة لتكون مركز لتوزيعهم...لقد كثر الحديث أخيرا عن نفوذ المافيا فى بعض الكازينوهات
-إذا قيل لى إن المافيا تتمنى مزاولة نشاطها فى اوساط الرياضين المحترفين فإن ذلك لا يدهشنى فليس من الصعب التلاعب بنتائج مباريات كرة القدم إذا أمكن رشوة بعض اللاعبين فكر فيما يمكن أن تحققه المافيا من مكاسب عن طريق عمليات المراهنة إذا عرفت نتائج المباريات مسبقا
-أنتظر قليلا يا بول لقد مضى ست سنوات وأنا ألعب فى صفوف جولد راشر وإذا ضيع أحد اللاعبين هدفا عن قصد كنت سألحظ ذلك من غير شك......أن هذا لم يحدث قط
-أنا أيضا لم ألحظ ذلك ولكن مكتب مكافحة لامخدرات لا يبدأ تحرياته دون شكوك معينة وأرى أن سلوك ليز......
لم يكمل جملته وعندما عاود الحديث كان ذلك بلهجة الواثق مما يقول :
-إن سلوك ليز واضح لا غموض فيه فلنفترض أنك تقبل التعاون مع مكتب مكافحة المخدرات وتقوم بشراء هذه السموم قد يرأك أحد وعندئذ ستكرس لك الصحف العناوين العريضة ويقضى تماما على مستقبلك فالجمهور يريد أبطالا فوق الشكوك
-هل تريد أن تقول أن ليز تحاول حمايتى؟
-نعم
-ولكن هذا أمر سخيف !فأنا ليست طفلا
لم يعد زاكارى يعلم كيف يفكر:إذا أفترضنا أن بول على حق فإن ذلك يغير الوضع تماما ولكن هل هو على حق بالفعل؟
منتديات ليلاس
فى اليوم التى سافر فريق جولد راشر إلى لوس أنجلوس حيث كان فمن المقرر أن يلتقى بفريق العمالقة ونقل التليفزيون هذه المباراة المهمة التى أنتهت بفوز جولد راشر ولكن فى لحظة ما كاد كينيث براند بورج أن يهدر هدف لفؤيقه
وقال زاكارى لنفسه كيف أخطأ هذه الباصة لقد كان فى وضع مناسب تماما ولكنه وجد فى الحال الأغذار للأعب الشاب
ربما خانته أعصابه....فهذه هى المرة الأولى التى يشترك فيها فى مبارة بهذه الأهمية ولكن زاكارى راح يستعرض وهو فى طريق العودة بالطائرة شريط المباراة لقد أمسك كينيث بالكرة ولكنه تصرف فيها بطريقة سيئة حتى ليخيل للمرء أنها كانت فوق يديه لماذا تصرف كينيث بهذه الطريقة.....لماذا؟
وأراد زاكارى أن يستجلى الأمر فذهب وجلس إلى جانب اللاعب :
-عندما رميت بالكرة خيل إلى كأن الموقف سينقلب ضدنا
خفض كينيث عينيه فأمره زاكارى قائلا:
-أنظر إلى
وأطاع كينيث على الرغم منه:
-هل كانت هذه الباصة السيئة مقصودة؟
-لا...بالتاكيد لا
-يخيل إلى أنك ضالع فى عمل كريهة
وأنكر اللاعب الشاب بشدة وقرر زاكارى البحث عن مدخل أخر :
-كينيث أريد أن أروى لك قصة! أنها قصة بطل رياضى كان يظن أنه لا يستطيع اللعب وأحراز الأهداف إلا إذا تعاطى المخدرات.فى البداية سارت الأمور على خير وجه ولكن البائع بدأ يضاعف سعر المخدر وبدأت النقود تشح فى يد اللاعب فطلب منه البائع أن يحاول تغير نتائج المباريات
ولما رأى زاكارى شحوب وجه كينيث تأكد من أنه صائبا فى تحليله
-إلى متى يمكنك أن تسلك هذا السلوك ؟فيمكنك فى البداية أن يعزى سلوكك هذا لسوء الحظ أو لقلة الخبرة ولكن لا تنسى أن رفقاءك فى اللعب سيدركون الحقيقة حتما وعندما تتملكهم الريبة فيك ستجد نفسك سريعا خارج لافريق ماذا سيكون مصيرك عندئذ؟
ولا تنس من ناحية أخرى أن فى مقدورك أن تحدد شخصية البائع على الرغم من الرعب الذى أستبد بكينيث فأنه لم يعترف بشئ
-أعرف شخص يمكنه أن يمد لك يد لامساعدة ولكن يجب أن تكون صريحا معى فأنا فى حاجة للتفاصيل
-هل تعدنى إلا تقول شئ للمدرب ؟
-لن أقول شيئا فى الوقت الراهن
بدأ الأرتياح على وجه كينيث :
-شكرا أوهـ ! شكرا جزيلا....لا أعرف كيف أبدأ
-لا تتجعل وخذ وقتك فى التفكير
وبدأ اللاعب لاشاب أعترافاته بجمل قصيرة وبصوت مخنوق نعم أنه يتعاطى المخدرات.......
-منذ متى؟
-منذ نهاية الموسم الأخير لقد عرض عليه شخص منتج لا يمكن كشف أثاره حتى بأدق التحاليل......بودرة صفراء اللون فى كبسولات شفافة
وسأل زاكارى :
-وهل لهذا المنتج أسم؟
-ديناميت
كان يكفى أن يبتلع كينيث كبسولتين ليشعر أنه لايقهر
لقد أقلعت عن تناول هذه الكبسولات فى الفترة الأخيرة لن ميشيل قالت إننى أخيفها عندما ترانى فى الملعب قالت أننى أصبحت شخصا أخر شخصيا قاسيا وعدوانيا
وأسترسل كينيث فى أعترافاته وقد تقلصت عضلات وجهه
-لقد أعتقدت أننى تخلصت من سيطرة المخدر وتخليت أن البائعين سيتركوننى لشأنى ولكن كنت مخطئا لقد أتصل بى لامدعو نورم تليفونيا قبل بدء مبارة لوس أنجلوس وطلب منى أن أتقاعس فى اللعب وهددنى إن لم أفعل ألا يزودنى بالدناميت وقد أجبته أن هذا لا يهمنى لأننى أقلعت عن تناوله فقال أنت لا تريد أن تعرف لاصحف أنك تتعاطى المخدرات....أليس كذلك؟عندئذ سينتهى مستقبلك كلاعب كرة.......
-وماذا حدث بعد ذلك؟
-وعدنى نورم ألا يضايقنى فى لامستقبل إذا نفذت طلباته ولكنى لست ساذجا لأصدق هذا الكلام ولما أصررت على الرفض هددنى بإختطاف ميشيل وقال لن ترأها على قيد لاحياة بعد ذلك أبداً
وصمت برهة ثم أستطرد قائلا:
-لقد قاموا بالتجسس على وعرفوا كل شئ عن حياتى الخاصة
وأضاف بصوت لا يكاد يسمع:
-وقبلت لكى أحمى ميشيل
وهمس زاكارى :
-أه! لقد فهمت
وساد الصمت فترة طويلة بين رجلين قطعه زاكارى أخيرا :
-سوف يظل هذا الحديث سرا بيننا فى الوقت الراهن سيكون من الصعب أنتشالك من هذه الورطة ولكننى سأحاول فور وصولنا سأتصل بالشخص الذى حدثتك عنه الشخص الذى يمكن أن يمد لك يد المساعدة......
نهاية الفصل الحادى عشر
|