كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل الثامن
**********
كانت ليز واثقة بأنها أتخذت القرار إن عملها يجئ فى المرتبة الأولى وعندما تعود إلى ساوث ليك تاهو سوف تنسى زاكارى سريعا
كان هذا -هو على الأقل -ما تحاول أن تقنع نفسها به أما زاكارى فيبدو من جانبه أنه نسى كل مادار بينهما من حديث كانت كرامته تأبى عليه أن يتقدم خطوة أخرى تجاه ليز بعد هذا الرفض القاطع
وفى الظاهر بدا أن سلوكه تجاهها لم يتغير فقد ظل الرفيق الجذاب الخفيف الظل لاذى تعلمت ليز كيف تقدره ولكن المرأة الشابة التى لم ينقصها الذكاء أدركت أن هناك سدا منيعا قد أرتفع بينهما
كانت الرحلة قد أوشكت أن تنهى وفى صبيحة يوم الجمعة ودع بوع وجينى زاكارى وليز اللذين كانا قد تقرر رحليهما بعد ظهر اليوم التالى
منتديات ليلاس
قالت جلاديس التى كانت كعادتها تلحق بهما حيث لا يتوقعانها :
-إنكما لم تنسيا إنى سأصحبكما بعد ظهر اليوم إلى المركز الثقافى بالمدينة
-لا....
-ستكونان أحرارا هذا المساء لتناول طعام العشاء أينما شئتما قالت ليز بعد إن ابتعدت جلاديس الرهيبة :
-لقد قالت ما قالت وكأنها تمنحنا هدية ثمينة !
خيل للمرأة الشابة أن الساعات تمر ببطء شديد وبدأت ىفى غياب بول وجينى تحس بالتوتر القائم بينها وبين زاكارى
ألن ينتهى هذا العشاء الأخير فى مطعم الفندق؟
وقادها زاكارى بعد تناول الطعام إلى حيث توجد المصاعد وتركها هناك بمفردها
-سأذهب لتنزه بعض الوقت
أدار لها ظهره دون كلمة وداع وأتجه صوب الشاطئ صعدت ليز إلى غرفتها والقت بنفسها على سريرها وسمعت خطوات زاكارى وهو يعود إلى مخدعه بعد حوالى ساعتين كان النوم قد جافاها وفضلت بدلا من أن تتقلب ذات اليمين وذات اليسار أن تنهض وتذهب إلى الشرفة كان الجو دافئا معطرا بأريج الأزهار وكان القمر مكتملا يرسل أشعته الفضية إلى مياة المحيط التى تمتد فى الأفق البعيد راحت ليز تفكر:
-إننا لم نتنزه تحت ضوء القمر كما وعدنى زاكارى ونحن على متن الطائرة فى طريقنا إلى هنا......
وسوف نرحل فى الغد
وبعد ذلك لن أراه مرة أخرى إلاغ على شاشات التليفزيون بدت لها الفكرة غير محتملة وأنهمرت دموعها
لماذا يجب أن أكون دائما وحيدة هكذا ؟لماذا لا أتمتع كغيرى بحق الحياة....
عبرت ليز دون تفكير الصالون ودخلت غرفة زاكارى.....كانت كل أعضاءها ترتعد :أليست هذه هى المرة الأولى التى تطيع فيها نداء قلبها ؟
نحى زاكارى المجلة التى كان يقرؤها جانبا وراح يحدق فيها وهى تقترب منه وكأنها إنسان يسير فى أثناء نومه
وقالت ليز لنفسها كان يجب على أن أرتدى شيئا أخر غير هذا التى شيرت لاقديم الحائل اللون وسمعت نفسها تقول بصوت مخنوق تكاد لا تعرفه:
-لم أستطيع النوم
لم يقل زاكارى شيئا
ما كان يجب أن أحضر إلى هنا......ولكنى....لم أستطع أن أمنع نفسى
وأضافت وهى تتنهد:
-أه ! لو كنت فقط أعرف ما أريد!
خط زاكارى رقم تليفون على ورقه أمامه وناولها إياها وهو يقول:
-فى اليوم الذى تعرفين فيه ما تريدين يمكنك أن تتصلى بى فى هذا الرقم
أنقبض قلب ليز أمام برودة موقفه هذا وهمست وقد ملأت الدموع عينيها :
-أريد أن أشرح لك ما أحس به فيمكنك على الأقل أن تبذل بعض الجهد لتفهمنى
ظل زاكارى جامد الوجه:
-أسف.....ليست طبيبا نفسيا
-زاكارى.......
قاطعها قائلا :
لا أحد يستطيع أن يتخذ قرارا بدلا عنك
كانت ليز فى قمة أضطرابها وجلست إلى جانبه على الأريكة دون تفكير كان الشئ الوحيد الذى يهمها الآن هو حبها لهذا الرجل لم تعد تعبأ بالغد ولا بمستقبلها ولا بأى شئ أخر
همست بصوت لا يكاد يسمع:
-هل تريدنى أن أبقى ؟
ولما لم يجب عادت تقول :
-سأبقى
أضاءت الابتسامة وجه زاكارى:
-أوه ليز !
وأحتواها بين ذراعيه وهو يقول :
-كم أنت جميلة يا ليز.......أن أحبك أحبك منذ اللحظة الأولى التى رأيتك فيها
-هذا ما جئت لأسمعه يا زاكارى و أنا أيضا أحبك
سأذهب الآن فأنا واثقةبإنى سأستطيع أن أنام أخيرا ملء جفونى
أستيقظت ليز فى صبيحة اليوم التالى وهى تبتسم فى سعادة غامرة إنها مازالت تتذكر الأحلام الجميلة التى جمعتها بحبيبها زاكارى
-زاكارى!
غادرت السرير بسرعة وأرتدت ملابسها على عجل عندما سمعت دقات خفيفة على بابها
-أنه هو!
كان هو زاكارى بالفعل ...
-صباح الخير...هل أنت جائعة....إن الطعام الفطور ينتظرها فى شرفة غرفتى.......
لف ذراعه حول خصرها وطبع عل شفتيها قبلة حانية
-خيل إلى أنك لن تستيقظى أبدا
-أننى مازلت أعيش فى أحلامى ولكن للجسد حقوقه وهو الآن يطلب الطعام ترى ماذا سنأكل ؟
-القهوة والكرواسان والبريوش والفواكه الأستوائية والبيض بالبيكون و........
-إن فريقا كاملا من لاعبى كرة القدم لا يستطيع أن يلتهم كل هذا
-لم أكن أعرف ماذا تفضلين تناوله فى الفطور لهذا طلبت كل هذا لتختارى منه ما شئت
-ترى ماذا ستقوله جلاديس عندما ترى فاتورة الحساب
قال زاكارى بعد أن فرغا من تناول الطعام :
-يمكننى الآن أن أذهب للتدريب
ما كادت ليز تعود إلى غرفتها حتى رن جرس التليفون رفعت ليز السماعة وسألت موظف الأستعلامات :
-هنا غرفة 1505 هل لديكم رسالة لى ؟
-نعم لقد أتصل رئيسك تليفونيا ويريدك أن تطلبيع فى منزله إنه يقول إنك تعرفين رقم تليفونه
-نعم شكرا لك
منتديات ليلاس
شعرت ليز بقلق وأسرعت بمغادرة الغرفة إنها تفضل أن تتصل بداور من كابينة تليفون عامة حتى لا تظهر المكالمة على فاتورة الفندق إن مهنتها تحتم عليها الحذر الشديد
من المقرر أن أعود غدا.....كان من أمكانه أن ينتظر ولكن مكالمته العاجلة هذه تشير إلى أن هناك جديدا
حصلت على المكالمة فى أقل من عشر دقائق
سألها داور بصوت مرح :
-كيف تسير أجازتك فى هاواى ؟
-كل شئ على مايرام.....شكرا
لا يبدو عليك الحماس هل سئمت الجلوس تحت أشعة الشمس على البلاج؟
أننا لا نملك الوقت لذلك إنهم يرغموننا على التنقل من طرف لاجزيرة إلى طرفها الأخر ولا يتركون لنا لحظة واحدة...هناك جديد من ناحيتك؟
-لقد طلب جونى هوج من بيل جيناور نقل شئ أخر غير لابضاعة المعتادة
قالت ليز وهى غارقة فى التفكير :
-أه جونى هوج
أن أحساسها كان على صواب
-لقد أستطعنا التعرف على أثنين من معاونيه الأول فى لوس أنجلوس والثانى فى سياتل ولكن أشك أن يكون هوج هو الرأس المفكر هناك شخص أخر يدير الشبكة كلها
وأنت تريد كشف القناع عن الرؤساء
-بكل تأكيد
وأستطرد داور بعد فترة صمت :
-وبالنسبة لزاكارى ماكينزى هل أكتشفت شيئا جديدا ؟
-لاشئ لقد أستجوبته هو وبول ترافر بحرص وقد أكدا لى أن فريق جولد راشر ليس له أى علاقة بعالم المخدرات أنهم رياضيون حقيقيون لا أبدا هذه السموم
أنفجر داور ضاحكا :
-أرى أنك قاطعة تماما فى حكمك عليهم
علت حمرة الخجل وجنتى ليز وأسرعت تقول :
-فى أحدى الليالى حاول أحد الموزعين أن يبيع لهما بضاعة ذات جودة عالية فطلبا منه أن يبتعد ويذهب لحال سبيله
-آه!
قال داور بعد فترة صمت :
-ليز ما رأيك فى ماكينزى ؟
-كرياضى؟
-لا....كشخص عادى كأنسان...كان حكمك عليه جيدا قبل رحيلك هلا زال لديك نفس الأنطباع بعد قضاء أسبوع فى صحبته
-فلنقل أننى مسرورة لإنتهاء هذه الإجازة
-لماذا؟
-هل تريد التفاصيل حقا ؟
-نعم
ضايقها إصراره هذا :
-حسبما تقول عنه الصحف فهو يتمتع بجميع الخصال الحميدة ولكن الواقع غير ذلك تماما لقد مضى الأسبوع كله فى مغازلتى إنه يعتقد أنه يملك العالم كله بسبب شهرته
-هل فى نيتك أن تقابليه ثانية بعد هذه الرحلة؟
-لابد أنك تمزح
داهمها التوتر وأستطردت تقول :
-إذا كنت تريد أن تعرف المزيد عن جولد راشر فعليك أن تعين شخصا أخر لمتابعة الموضوع أؤكد لك أننى لم أعد أطيق كرة القدم ولا أبطالها
قال داور بلهجة رقيقة:
-حسن يا ليز....
ولكنه سأل بعد لحظة:
-هل تعتقدين أن ماكينزى يمكن أن يقبل التعاون معنا ؟
منتديات ليلاس
هناك العديد من المؤاشرات لاجديدة التى تؤيد شكوكى لقد نجح بعض تجار المخدرات فى رشوة بعض اللأعبين حتى يضمنوا نتيجة المباريات أن تتخيلين بالتأكيد المكاسب الضخمة التى سوف يحققها هؤلاء إذا علموا بنتائج المباريات مقدما بسبب عمليات الرهان
-ليس فى هذا جديد
أعاد داور سؤاله:
-هل تعتقدين أن ماكينزى يمكن أن يقبل التعاون معنا ؟
أنقبض وحه ليز ولكنها أجابت بلهجة طبيعية:
-إن هذا يدهشنى إلا إذا عرضت عليه منجم ذهب وأعتقد أن المكتب ليس لديه هذه الأمكانيات
-وبول ترافر؟
-أنه ليس خيرا من ماكينزى
شعرت المرأة الشابة بتوتر عصبى شديد بعد هذه المكالمة وتركت رسالة قصيرة لماكينزى
-نا فى حاجة إلى التفكير سأقوم بجولة فى المدينة...إلى اللقاء قريبا.....ليز
بعد خمس دقائق كانت ليز تستقل المينى باص الذى يقطع المسافة بين مونالوا و وايكيكى ذهابا وإيابا وراحت تسير دون هدف معين عبر طرقات المدينة وتتوقف أحيانا أمام الحوانيت لاتى تعرض العقود المصنوعة من الأصداف والتى شيرتات الزاهية الألوان والقبعات المصنوعة من الخوص ولكنها كانت فى الواقع شاردة الذهن :أن داور لم يتحدث عن خطته بالتفصيل ولكن ليز خمنت رغم ذلك خطوطها العريضة :أن مكتب مكافحة المخدرات يحاول كشف رئيس الشبكة التى يعمل فيها جونى هوج وإذا قبل زاكارى العمل مع المكتب فإن ذلك من شأنه أن يفيد عمليات التحقيق الجارية فأسمه اللأمع بعد خير طعم لتجار المخدرات ولكن رجلا مثل زاكارى ماكينزى لا يمكن أن يسمح لنفسه بمخالطة بعض الشخصيات المريبة خوفا على سمعته فيجب على لاعب الكرة أن يكون مثلا أعلى لمعجبيه سواء فى الملعب أو فى حياته الخاصة فإذا أستطاع الجمهور أن يربط بين زاكارى ماكينزى وتجار المخدرات فإن ذلك لابد أن يشوه صورته.....يجب على ليز إذن أن تحمى زاكارى من مناورات داور إنها تعرف ذلك الأخير جيدا وتعرف أيضا أنه لن يتردد فى أستغلال اللأعب دون أن يقيم أى وزن للنتائج وهذا لأبد أن تمنع حدوثه بأى ثمن.............
[COLOR="rgb(255, 0, 255)"]نهاية الفصل الثامن قراءة ممتعة للجميع[/COLOR]
|